أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]
المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥
«إنّه ليرى مخّ ساقها من وراء الحلل ، وإنّ عليها لسبعين حلّة».
(٨١١) حدثنا عبد الله (١) ، قال : ثنا أحمد بن حفص ، قال : ثنا أبي ، ثني إبراهيم بن طهمان ، عن موسى بن عقبة ، عن صفوان بن سليم ، عن عطاء (٢) ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
«خفّف على داود القرآن ، وكان يأمر بدابّته تسرج ، فيقرأ القرآن قبل أن تسرج ، وكان لا يأكل إلّا من عمل يديه».
(٨١٢) حدثنا عبد الله بن الحسين النيسابوري ، ثنا أحمد بن حفص بن راشد السلمي ، قال : ثني أبي ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن مهران بن حكيم (٣) ، وهو أخو بهز بن حكيم ـ عن أبيه (٤) ، عن جدّه (٥) ، قال : قلت :
__________________
(١) هو المترجم له.
(٢) هو ابن يسار.
رجاله بين ثقة وصدوق ، أمّا المترجم له : «عبد الله» ، فقد حسن الدارقطني حديثه.
تخريجه :
فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٦ / ٣٢٦ و ٣٢٧) في أحاديث الأنبياء ، باب : قول لله تعالى : (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) ، وفي البيوع ، باب : كسب الرجل ، وعمله بيده ، وكذا في تفسير سورة الإسراء ، باب : قوله تعالى : (وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً) ، وكذا أخرجه البغوي في «شرح السنة» (٨ / ٦ ـ ٧). كلاهما من طريق عبد الرزاق أبا معمر ، عن همام بن منبه به.
وقال البغوي : هذا حديث صحيح.
(٣) لم أعرفه ، ولكنّه تابعه أخوه بهز عن أبيه ، عن جده ، فلا يضر.
(٤) هو حكيم بن معاوية القشيري تابعي. قال العجلي : ثقة ، وقال النسائي : ليس به بأس. انظر «التهذيب» (٢ / ٤٥١).
(٥) هو معاوية بن حيدة القشيري صحابي نزل البصرة ، ومات بخراسان. انظر «التقريب» ص ٣٤١.
في إسناده مهران. لم أعرفه ، ولكنه تابعه أخوه بهز بن حكيم عن أبيه ، عن جده عند أحمد ، وبقية رجاله بين ثقة وصدوق. ـ
يا رسول الله من أبرّ؟ قال : «أمّك». قلت : ثم من؟ قال : «ثمّ أمّك». قال : ثم من؟ قال : ثمّ أباك ، ثمّ الأقرب فالأقرب».
(٨١٣) حدّثنا عبد الله بن الحسين ، ثنا محمد بن عقيل الخزاعي (١) ، ثنا حفص بن عبد الله ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أيّوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «أيّما إهاب دبغ ، فقد طهر» ، قال أبو بكر (٢) : كتبنا هذا عن ابن عقيل ، فصرنا إلى أحمد بن حفص ، فسألنا بإخراج أصل أبيه ، الذي فيه إبراهيم عن أيّوب ، فنظرنا فيه ، فلم نجد هذا فيه ، فرجعنا إلى ابن عقيل ، فقلنا : لم نجده ، فقال : كان هذا على الحاشية.
* * *
__________________
تخريجه :
فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٦٨) من طريق عبد الله بن الحسين به مثله.
وكذا أحمد في «مسنده» (٥ / ٥) عن يحيى بن سعيد ، عن بهز بن حكيم به مثله ، ورجاله ثقات كلهم ، وكذا البخاري في «الأدب المفرد» ص ٣ حديث ٣ عن أبي عاصم ، عن بهز بن حكيم به ، وسنده صحيح.
(١) هو محمد بن عقيل ـ بفتح أوّله ـ الخزاعي النيسابوري ، صدوق ، حدّث من حفظه بأحاديث ، فأخطأ في بعضها. مات سنة سبع وخمسين ومائتين. انظر «التقريب» ص ٣١١.
(٢) هو عبد الله بن الحسين المترجم له.
رجاله بين ثقة وصدوق.
تخريجه : فقد أخرجه الدارقطني في «سننه» (١ / ٤٨) الطهارة ، باب : الدباغ عن أبي بكر النيسابوري ، عبد الله بن الحسين به مثله ، وقال : «إسناد حسن».
وله شاهد من حديث ابن عباس ، وعائشة عند مسلم ، وأصحاب السنن. انظر «نصب الراية» (١ / ١١٥ ـ ١١٦) ، و «سنن الدارقطني» (١ / ٤١ ـ ٤٨).
٥٤٠ ١٠ ـ ١١ / ١٤٠ أبو عبد الله محمد بن شعيب التاجر (*) :
توفي سنة ثلاثمائة ، حدّث عن الرّازيين بما لم نجده بالرّي ، ولم نكتب إلّا عنه ، من ذلك :
(٨١٤) حدّثنا محمد بن شعيب ، قال : ثنا عبد الرّحمن بن سلمة الرّازي (١) ، قال : ثنا أبو زهير (٢) ، قال : ثنا وقاء بن إياس الباهلي (٣) ، قال : سمعت سهيل بن أبي صالح يحدّث عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : أتى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ باب رجل من الأنصار ، فسلّم والأنصاري على امرأته ، فردّ عليه وهو عليها ، ثم سلّم الثانية ، فردّ عليه ولم يقم ، ثم الثالثة ، فانصرف النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لما لم يأذن
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٥٢) ، وزاد في نسبه : «ابن داود». وفي «اللسان» (٥ / ١٩٩) ، ونقل فيه عن المؤلف مع تفاوت أحسبه من الناسخ.
(١) ترجم له في «الجرح والتعديل» (٥ / ٢٤١) ، ولم يذكر فيه شيئا من الجرح والتعديل.
(٢) هو عبد الرحمن بن مغراء الكوفي ، نزيل الرّي. تقدم في ح رقم ١٦٩.
(٣) هو وقاء ـ بكسر أوّله ، وقاف ـ ابن إياس الأسدي أبو يزيد الكوفي ، لين الحديث ، من السادسة. انظر «التقريب» ص ٣٦٩.
في إسناده من له غرائب ، ومن فيه لين ، ومن لم أعرفه.
تخريجه : فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٥٢) عن إبراهيم بن محمد ، حدثني أبو عبد الله محمد بن شعيب به.
له ، فقام قبل أن يفرغ ، فخرج في أثر النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فطلبه. قال أبو هريرة : فأتينا النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو قائم ، فاجتمعنا إليه ، فاغتسل الرّجل فأقبل وقد اغتسل ، فقال النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
«اغتسلت وما وجب عليك الغسل».
(٨١٥) حدثنا محمد بن شعيب ، قال : ثنا الحسن بن علي الخلّال (١) ، قال : ثنا الفرات بن خالد ، قال : ثنا مالك بن مغول ، قال : سمعت عطاء بن السائب يذكر عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال :
«خلّتان وهما يسيران ، ومن يفعلهما قليل لا يواظب عليها أحد إلّا دخل الجنّة : في دبر كلّ صلاة عشر تكبيرات ، وعشر تسبيحات ، وعشر تحميدات».
(٨١٦) حدّثنا محمد بن شعيب ، قال : ثنا الحسن بن علي الخلال ،
__________________
(١) هو أبو علي الخلال ، تقدم ، وهو ثقة.
رجاله بين ثقة وصدوق سوى المترجم له ممن يغرب ، وعطاء اختلط ، وصحح الحديث الترمذي.
تخريجه : فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٥ / ٣٠٩ ـ ٣١٠) الأدب ، باب : في التسبيح عند النوم ، والترمذي في «سننه» (٥ / ١٤٣) الدعوات ، باب : في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام ، والنسائي في «سننه» (٣ / ٧٤) الافتتاح ، باب : عدد التسبيح بعد التسليم مرفوعا وموقوفا على عبد الله بن عمرو. من طرق عن عطاء به مطوّلا ، وقال الترمذي : «حسن صحيح» ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ١٦٠ و ٢٠٥) من طريق شعبة عن عطاء به مطولا.
قال : ثنا الفرات بن خالد ، قال : ثنا مالك بن مغول ، قال : سمعت أبا إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : ثنا عبد الله بن مسعود ، قال :
خطبنا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ألا لا يدخل الجنّة إلّا نفس مسلمة. ألا هل بلّغت؟ أللهمّ اشهد» قال : «أتحبّون أنّكم ربع أهل الجنّة؟» قالوا : نعم ، قال : «أتحبّون أنّكم ثلث أهل الجنّة؟» قالوا : نعم ، قال : «أرجو أن تكونوا شطر أهل الجنّة ، ما مثلكم فيمن سواكم إلّا كالشّعرة البيضاء في الثّور الأسود ، أو كالشّعرة السّواداء في الثّور الأبيض» (١).
* * *
__________________
(١) رجاله بين ثقة وصدوق سوى المترجم له ، وقد تقدم أنّه يغرب. والحديث صحيح من غير هذا الوجه والسياق.
فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٨ / ١٣٧) الرّقاق ، باب : كيف الحشر ، وفي الأيمان والنذور (٨ / ١٦٣) ، باب : كيف كان يمين النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ، ومسلم في «صحيحه» (١ / ٢٠٠) الإيمان ، باب : كون هذه الأمة نصف أهل الجنة ، والترمذي في «سننه» (٤ / ٨٩) صفة الجنة ، باب : ما جاء في كم صف أهل الجنة ، وقال : حسن صحيح.
وابن ماجة في «سننه» (٢ / ١٤٣٢) الزهد ، باب : صفة أمة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من طرق عن أبي إسحاق السبيعي به ، وليس عندهم خطبنا ... «الا هل بلّغت أللهمّ اشهد».
٥٤١ ١٠ ـ ١١ / ١٤١ محمد بن سعد بن مقّرن (*) :
كان من المعدلين عنده عن أبي الرّبيع الزّهراني أحاديث يسيرة ، وعن أبي أيّوب الشاذكوني ، وسهل (١).
(٨١٧) حدّثنا محمد بن سعيد بن مقرن ، قال : ثنا أبو أيّوب الشاذكوني (٢) ، قال : ثنا عيسى بن يونس ، قال : ثنا عمران بن سليمان (٣) ، قال : ثني الشعبي ، قال : أخبرتني فاطمة بنت قيس ، أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ صعد المنبر ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وقال :
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٥٠) ، وزاد في نسبه : ابن وائل المعدّل أبو عبد الله.
(١) هو ابن عثمان.
(٢) ضعيف ، تقدم برقم ت ١٢٥.
(٣) هو القيسي ، يعرف وينكر. قاله أبو الفتح الأزدي ، وذكره ابن حبان في «الثقات».
انظر «لسان الميزان» (٤ / ٣٤٦).
إسناده ضعيف.
تخريجه :
فقد أخرجه النسائي في «سننه الكبرى» الحج ، باب : ٣٠٦ ح ٥ من طريق مغيرة عن الشعبي نحوه ، كما في «تحفة الأشراف» (١٢ / ٤٦٦) ، أمّا أصل الحديث بأطرافه وأجزائه صحيح بشواهده. انظر «صحيح البخاري» (٩ / ١٤٨) التوحيد ، باب : قول الله : (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) ، و «صحيح مسلم» (٤ / ٢٢٤٧) الفتن ، باب : ذكر الدجال وصفة ما معه ، و «سنن أبي داود» (٥ / ١١٧ ـ ١١٨) السنة ، باب : ذكر الدجال.
«اتّقوا الدّجّال ، وعظم فتنته» ، ثم قال : «إنّ الله لم يبعث نبيّا إلّا حذّر أمّته الدّجّال ، وإنّه لم يكن فيما مضى ، وإنّه كائن فيكم ، وإنّه لا نبيّ بعدي ولا أمّة بعد أمّتي ، وإنّي حرّمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكّة».
(٨١٨) حدّثنا محمد بن سعيد ، قال (١) : ثنا أبو الرّبيع الزّهراني (٢) ، قال : ثنا إسماعيل بن زكريا (٣) ، عن الأحوص بن حكيم (٤) ، عن أبي الزاهرية (٥) ، عن جبير بن نفير ، عن أبي الدرداء ، قال :
إنا لنكشر (٦) في وجوه أقوام ، ونضحك إليهم ، وإنّ قلوبنا تلعنهم.
* * *
__________________
(١) جاء في الأصل : «قالوا» خطأ.
(٢) هو سليمان بن داود العتكي.
(٣) هو أبو زياد الأسدي الكوفي ، لا بأس به ، صدوق ، وقال جمع من العلماء : ثقة. مات سنة ثلاث وسبعين ومائة ، وقيل بعدها بستة. انظر «التهذيب» (١ / ٢٩٧).
(٤) هو العنسي ، أو الهمداني الحمصي ، ضعيف ، سيء الحفظ من الخامسة ، وكان عابدا.
انظر «التقريب» ، ص ٢٥.
(٥) هو حدير الحمصي.
(٦) كشر عن أسنانه ، أي : أبدى أسنانه ، ويكون في الضحك وغيره.
في إسناده ضعف.
وقال الحافظ ابن حجر في «التهذيب» (١ / ١٩٢) ووقع ذكره ـ أي ذكر الأحوص ـ في سند حديث ذكره البخاري في كتاب الأدب ، فقال : ويذكر عن أبي الدرداء إنا لنكشر في وجوه قوم ، وإن قلوبنا لتلعنهم.
٥٤٢ ١٠ ـ ١١ / ١٤٢ عبد الله بن محمد بن سليم الهمذاني (*) :
يكنى أبا محمد ، توفي سنة أربع وتسعين ومائتين ، حدّث عن سهل ، وحارث الخازني ، ومحمود بن غيلان ، وغيرهم. ثقة.
(٨١٩) حدّثنا عبد الله بن محمد بن سلم ، قال : ثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا المؤمل (١) ، قال : ثنا عبيد الله بن أبي حميد (٢) ، عن أبي المليح (٣) ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥٩) ، وفيه أيضا أنّه ثقة.
(١) هو ابن إسماعيل العدوي.
(٢) هو أبو الخطاب الهذلي ، واسمه أبي حميد غالب. متروك الحديث من السابعة. انظر «التهذيب» (٧ / ٩ ـ ١٠) ، و «التقريب» ، ص ٢٢٤.
(٣) هو الحسن بن عمر الفزاري.
إسناده ضعيف جدا ، وأصل الحديث صحيح من غير هذا الوجه والسياق.
تخريجه :
فقد أخرجه مختصرا ومطولا البخاري في «صحيحه» (٧ / ١٦٦) الطب ، باب : لا صفر ، وباب : لا هامة ، ومسلم في «صحيحه» (٤ / ١٧٤٢) السلام ، باب : لا عدوى ولا طيرة ، وأبو داود في «سننه» (٤ / ٢٣١ و ٢٣٢) الطب ، باب : في الطيرة ، وكذا البغوي في «شرح السنة» (١٢ / ١٦٧ و ١٦٩ ـ ١٧٠) من طرق عن أبي هريرة نحوه مع زيادة ، و «لا صفر» عند البعض ، ومعنى ولا صفر : هو أن العرب كانت تقول : الصفر حية تكون في البطن تصيب الإنسان والماشية تؤذيه إذا جاع ، وهي أعدى من الجرب عند العرب ، فأبطل الشرع أنّها تعدي ، وقيل أيضا في معنى الصفر : أن ـ
«لا عدوى ، ولا طيرة ، ولا هامّة» ، فقال رجل : يا رسول الله : إنّه ليكون بالبعير النقبة من الجرب في مشفره ، أو ذنبه ، فيكون في الإبل العظيم ، فيعيها لما تحطم من عند آخرها ، فقال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «فمن أعدى الأوّل؟ خلق الله لك دابّة وكتب أجلها ورزقها ومصيبتها لا يعدي شيء شيئا».
* * *
__________________
ـ تأخيرهم تحريم المحرم إلى صفر ، وقيل : إن أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر ، فأبطل النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ذلك.
ومعنى قوله : «لا عدوى» : يريد أنّ شيئا لا يعدي شيئا بطبعه ، إنّما هو بتقدير الله عزوجل ، وسابق قضائه.
وقوله : لا طيرة : الطيرة : معناها التشاؤم ، يقال : تطير الرّجل طيرة ، وأخذت الطيرة من اسم الطير ، وذلك أن العرب كانت تتطير ببروج الطير وسنومها ، فيصدهم ذلك عمّا يمّموه من مقاصدهم ، وقوله : «ولا هامة» : وذلك أن العرب كانت تقول : إن عظام الموتى تصير هامة ، فتطير ، فيقولون : لا يدفن ميت إلّا ويخرج من قبره هامة ، وكانوا يسمون ذلك الصدى ، ومن ذلك تطير العامة بصوت الهامة.
انظر «شرح السنة» (١٢ / ١٦٩ و ١٧٠ و ١٧١) للبغوي. وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» (٢ / ٣٢٧) ، وأبو عبيد في «غريب الحديث» (ق ٥٦ / ١) بإسناد صحيح قريبا من لفظ المؤلف ، وانظر «الصحيحة» (٣ / ١٤٣) للشيخ الألباني.
عبد الله بن الحسين بن زهير النيسابوري (*) :
قدم علينا سنة ست وتسعين ومائتين ، ثم خرج من عندنا إلى البصرة ، يحدّث عن أحمد بن حفص وغيره.
حدّثنا عبد الله بن الحسين النيسابوري ، قال : ثنا أحمد بن حفص بن زائد السلمي ، قال : ثني أبي ، قال : ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن مهران بن حكيم ـ وهو أخو بهز بن حكيم ـ عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قلت : يا رسول الله! من أبر؟ قال : «أمّك». قلت : ثمّ من؟ قال : «ثمّ أمّك» ، قلت : ثم من؟ قال : «ثمّ أباك ، ثمّ الأقرب فالأقرب» (١).
حدّثنا عبد الله بن الحسين ، قال : ثنا محمد بن عقيل الخزاعي ، قال : ثنا حفص بن عبد الله ، قال : ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أيّوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
«أيّما إهاب دبغ ، فقد طهر».
قال أبو بكر : كتبنا هذا عن ابن عقيل ، فصرنا إلى أحمد بن قيس ، فسألناه إخراج أصل أبيه الذي فيه إبراهيم عن أيّوب ، فنظرنا فيه ، فلم نجد هذا فيه ، فرجعنا إلى ابن عقيل ، فقلنا : لم نجده ، فقال : كان هذا على الحاشية (٢).
__________________
(*) تقدم هذه الترجمة نفسها برقم ٥٣٨ ، وإنّما لم أحذفها ، لأنّه زاد في ترجمته بعض المعلومات والزيادات لم يذكرها فيما تقدم ، وإلّا هو مكرر بدون الشك.
(١) تقدم برقم ٨١٢ من نفس الطريق.
(٢) تقدم من نفس الطريق برقم ح ٨١٣.
٥٤٣ ١٠ ـ ١١ / ١٤٣ الحكم بن معبد الخزاعي (*) :
توفي سنة خمس وتسعين ومائتين ، كان يتفقه على مذهب الكوفيين ، وكان صاحب أدب وغريب. يروى عن نصر بن علي ، وأبي موسى ، وابن حميد ، وموسى بن عبد الرّحمن بن مهدي ثقة ، كثير الحديث.
(٨٢٠) حدّثنا الحكم بن معبد ، قال : ثنا يعقوب الدّورقي (١) ، قال : ثنا عمر بن شبيب المسلى (٢) ، قال : ثنا عبد الله بن عيسى (٣) ، عن زيد العمّي (٤) ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ :
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٨) ، وطوّل نسبه ، وفيه : ثقة.
(١) هو ابن إبراهيم أبو يوسف.
(٢) هو عمر بن شبيب ـ بفتح المعجمة ، وبموحدتين : الأولى مكسورة بينهما تحتانية ساكنة ، المسلى ـ بضم الميم ، وسكون المهملة بعدها لام ـ الكوفي ، ضعيف ، مات بعد المائتين. انظر «التهذيب» (٧ / ٤٦١ ـ ٤٦٢) ، و «التقريب» ص ٢٥٤.
(٣) هو عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن أبو محمد الكوفي ، ثقة. فيه تشيع. مات سنة ثلاثين ومائة. انظر «التقريب» ص ١٨٤.
(٤) هو زيد بن الحواري أبو الحواري ، ضعيف.
في إسناده أكثر من ضعيف ، ولكن الحديث صحيح بطرقه كما سيأتي في التخريج.
تخريجه :
فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٣٥٨) الصلاة ، باب : في الدعاء بين الأذان والإقامة ، والترمذي في «سننه» (١ / ١٣٧) الصلاة ، باب : ما جاء في أنّ الدعاء لا يرد بين الأذان ـ
«لا يردّ الدّعاء بين الأذان والإقامة».
(٨٢١) حدّثنا الحكم ، قال : ثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان (١) ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن أيّوب ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت :
__________________
ـ والإقامة. كلاهما من طريق سفيان عن زيد العمي به مثله ، وكذا الترمذي في «الدعوات» ، باب : ١٢٨. وقال الترمذي : حديث أنس حسن صحيح. قلت : في إسناده زيد العمي ، وهو ضعيف ، ولكنه تابعه عنه بريد بن أبي مريم عند أحمد وابن حبان. وكذا أحمد في «مسنده» (٣ / ١٩١ و ١٥٥ و ٢٢٥) من طريق العمي ، وبريد بن أبي مريم مع زيادة : «فادعوه» ، وكذا من طريق البغوي في «شرح السنة» (٢ / ٢٨٩) ، وكذا ابن خزيمة في «صحيحه» (١ / ٢٢١ ـ ٢٢٢) الصلاة ، باب : استحباب الدعاء بين الأذان والإقامة ، وإسناده صحيح كما في «التلخيص الحبير» (١ / ٢٠٢). وكذا ابن حبان في «صحيحه» كما في «الموارد» ص ٩٧ ح ٢٩٦ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٤ / ٣٤٧). جميعهم من طريق بريد ـ بالموحدة مصغرا ـ ابن أبي مريم السلولي ، عن أنس نحوه ، ولفظه : «الدعاء بين الأذان والإقامة مستجاب ، فادعوا» وهو لابن حبان.
وقال البغوي : هذا حديث حسن ، قلت : هذا على اصطلاحه بحكمه على أحاديث غير الصحيحين بالحسان.
(١) قال ابن عدي : روى عن شريك ، وحماد بن زيد أحاديث أنكرت عليه ، وهو ممن يصنع الحديث ، له عن ثقات الناس بواطيل ، وقال الدارقطني وغيره : كان يضع الحديث ، وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالمتين. انظر «الميزان» (٣ / ٦٢٥ ـ ٦٢٦) ، و «اللسان» (٥ / ٢٥٣ ـ ٢٥٤).
في إسناده محمد بن غزوان. تقدم الكلام حوله ، وبقية رجاله ثقات ، والحديث صحيح من غير وجه.
فقد أورده الذهبي في «الميزان» (٣ / ٦٢٦) ، وابن حجر في «اللسان» (٥ / ٢٥٤) به مثله.
وأخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (١١ / ١٥٢) عن معمر ، عن أيّوب ، عن ابن أبي مليكة ، أو غيره عن عائشة نحوه ، ومن طريقه إسحاق بن راهويه في «مسند عائشة» ـ من مسنده ـ برقم حديث ٧٠٢ ـ بتحقيقي ، وكذا أحمد في «مسنده» (٦ / ١٥٢) به مثله ، ورجالهم ثقات رجال الشيخين.
ما كان خلق أبغض إلى رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ من الكذب ، وما اطلع رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ على أحد منه فيه شيء ، فيتخلّى له عن صدره حتى يعلم أنّه قد تاب منه.
وكان أديبا شاعرا أنشدنا الحكم لنفسه :
منحتكم يا أهل ودّي نصيحتي |
|
وإنّي بها في العالمين لمشتهر |
وأظهرت قول الحقّ والسّنّة الّتي |
|
عن المصطفى قد صحّ عندي بها الخبر |
ألا إنّ خير النّاس بعد محمّد |
|
عليهالسلام بالعشيّ وبالبكر |
أبو بكر الصّديق لله درّه |
|
على رغم من عادى ، ومن بعده عمر |
وبعدهما عثمان ثمّت بعده |
|
أبو الحسن المرضيّ من أفضل البشر |
أولئك أعلام الهدى ورؤوسه |
|
وأفضل من في الأرض يمشي على العفر (١) |
وحبّهم فرض على كلّ مسلم |
|
وحبّهم فخر الفخور إذا افتخر |
وحبّ الأولى قد هاجروا ، ثمّ جاهدوا |
|
ففرض ومن آوى النّبي ، ومن نصر |
وأشهد أنّ الله لا ربّ غيره |
|
له الفضل والنّعماء والحمد والشّكر |
سيبدوا لنا يوم القيامة بارزا |
|
فنبصره جهرا كما نبصر القمر |
وإنّ كلام الله ليس بمحدث |
|
ومن قال : مخلوق فبالله قد كفر |
أدين بقول الهاشميّ محمّد |
|
وما بمقال الجهم دنت ولا القدر |
ولا الرّفض والإرجاء ديني وإنني |
|
لبان على التّنزيل ، ثمّ على الأثر |
فديني دين قيّم قد عرفته |
|
أبوح به إن ملحد دينه ستر |
بهذا أرجو من إلهي عفوه |
|
وأرجو بهذا الفوز يا ربّ من سقر |
أجرني يا رحمن إنّك سيّدي |
|
وجارك في أمن ، وفي أعظم الخير |
__________________
(١) أي : على التراب.
٥٤٤ ١٠ ـ ١١ / ١٤٤ أبو مسلم محمد بن أبان الفقيه (*) :
من أهل المدينة ، شيخ ثقة ، كتب عن إسماعيل بن عمرو (١) ، وأبي أيّوب (٢) ، وغيرهم.
وكتب بالعراق حديثا كثيرا بفائدة إبراهيم بن أورمة ، كثير الحديث. مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين.
(٨٢٢) حدّثنا محمد بن أبان ، قال : ثنا أبو همام عبد السلام بن سميع من كتابه (٣) ، قال : ثنا عبيد الله بن عبد المجيد (٤) ، قال : ثنا شعبة ، عن عاصم
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٣٤) ، وفيه : أيضا : ثقة.
(١) هو البجلي.
(٢) هو الشاذكوني.
(٣) لم أقف عليه.
(٤) هو أبو علي الحنفي البصري ، صدوق ، لم يثبت أن ابن معين ضعفه. مات سنة ٢٠٩.
انظر «التقريب» ص ٢٢٦. في إسناده من لم أعرفه ، والحديث صحيح من طرقه الأخرى.
تخريجه :
فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٥ / ٣٢) فضائل أصحاب النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ باب : مناقب أبي عبيدة بن الجراح ـ رضياللهعنه ـ ، وكذا في المغازي ، باب : قصة أهل نجران ، ومسلم في «صحيحه» (٤ / ١٨٨١) فضائل الصحابة ، باب : فضائل أبي عبيدة ـ رضياللهعنه ـ ، والترمذي في «سننه» مناقب حديث ٣٧٥٩ ، وابن ماجة في «سننه» المقدمة ، حديث ١٣٦ ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ١٢٥ و ١٣٣ ـ
الأحول ، عن أنس ، أنّ رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال :
«لكلّ أمّة أمين وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجرّاح».
وحدثنا به أيضا عبد الرّحمن بن محمد بن حماد ، عن عبد السلام بن سميع ، وما أرى حدّث به غيرهما.
(٨٢٣) حدثنا محمد بن أبان ، قال : ثنا عبد السلام ، قال : ثنا عبيد الله بن عبد المجيد ، قال : ثنا عبد الله بن عمر ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، أنّ النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قضى باليمين مع الشاهد (١).
__________________
ـ و ١٤٦ و ١٧٥ و ١٨٤ و ١٩٨ و ٢١٢ و ٢٤٥ و ٢٨١ و ٢٨٦) ، وابن سعد في «الطبقات» (٣ / ٢ / ٢٩٩) ، وأبو نعيم في «الحلية» (٧ / ١٧٥) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٧ / ٢٨١ و ١٤ / ١٦٥) ، والبغوي في «شرح السنة» (١٤ / ١٣٠ ـ ١٣١) من طرق عن أنس ـ رضياللهعنه ـ مع قصة في رواية البعض.
(١) في إسناده من لم أعرفه ، والحديث صحيح بطرقه وشواهده.
تخريجه :
فقد أخرجه الترمذي في «سننه» (٢ / ٤٠٠) الأحكام ، باب : اليمين مع الشاهد ، وابن ماجة في «سننه» (٢ / ٧٩٣) الأحكام ، باب : القضاء بالشاهد واليمين ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ٣٠٥). جميعهم من طريق جعفر بن محمد به.
وأخرجه الترمذي موصولا ومرسلا ، وقال : وهذا أصح ، أي الرّواية المرسلة ـ وهكذا روى الثوري عن جعفر بن محمد عن أبيه ، عن النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ مرسلا ، وكذا أخرجه مالك من هذا الوجه مرسلا في «الموطأ» ص ٤٤٩ الأقضية ، وله شاهد من حديث ابن عباس ، وأبي هريرة ، أما حديث ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ أخرجه مسلم في «صحيحه» الأقضية ، باب : القضاء باليمين والشاهد ، وابن ماجة في نفس المصدر ، وأحمد في «مسنده» (١ / ٢٤٨ و ٣١٥ و ٣٢٣). وأما حديث أبي هريرة أخرجه أبو داود والترمذي ، وقال : «حسن غريب» وابن ماجة ، وذكر الحافظ في «تلخيص الحبير».
(٤ / ٢١١). قال ابن أبي حاتم : في «العلل» عن أبيه : هو صحيح. وعزاه الحافظ إلى ـ
(٨٢٤) حدثنا محمد بن أبان ، قال : ثنا إسماعيل بن عمرو ، قال : ثنا أبو العلا
الخفاف الكوفي
* * *
__________________
ـ ابن حبان أيضا ، وانظر «التلخيص» (٤ / ٢٢٦).
(١) هو خالد بن طهمان ، مشهور بكنيته ، صدوق ، رمي بالتشيع ، ثم اختلط ، من الخامسة. انظر «التقريب» ص ٨٩.
(٢) هو ابن عمرو.
إسناده جيد.
تخريجه : فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٣ / ٥٤٦) الجنائز ، باب : الجلوس عند القبر ، وفي «السنة» (٥ / ١١٤) ، باب : في المسألة في القبر وعذاب القبر ؛ مختصرا في الموضع الأول ، ومطولا في الموضع الثاني ، وهو حديث طويل ، وفيه : مجلس رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وجلسنا حوله كأنّما على رؤوسنا الطير ، وفي يده عود ينكت به الأرض ، فرفع رأسه ، فقال : «استعيذوا بالله من عذاب القبر» مرتين أو ثلاثا. الحديث.
والنسائي في «سننه» (٤ / ٧٨) الجنائز ، باب : الوقوف للجنائز ، وابن ماجة في الجنائز ، باب : الجلوس في المقابر ، حديث ١٥٤٨.
٥٤٥ ١٠ ـ ١١ / ١٤٥ إسحاق بن إبراهيم بن أحمد (*) :
ابن عبد الله بن يعيش الهمذاني النابتي. قدم أصبهان سنة ... (١) وكان أبوه على القضاء بهمذان.
(٨٢٥) حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، قال : حدثني أبي (٢) ، قال : ثنا محمد بن كثير الكوفي (٣) ، قال : ثنا رقبة بن مسقلة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «ليس أحد أمنّ علينا بصحبته
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢١٧).
(١) موضع النقط بياض في الأصل ، ولم أتمكن من إكماله ، ولم يذكره أبو نعيم أيضا.
(٢) هو إبراهيم بن أحمد ، قال ابن أبي حاتم : مررنا به بهمذان ، ولم نكتب عنه في سنة خمس وخمسين ومائتين ، وانصرفنا في سنة سبع ، وقد توفي ، وكان صدوقا. انظر «الجرح والتعديل» (٢ / ٨٨).
(٣) ضعيف ، وقد تقدم في ح ٥٨٢.
في إسناده محمد بن كثير ، وهو ضعيف ، وبقية رجاله بين ثقة وصدوق سوى المترجم له لم أعرفه ، ولكن الحديث صحيح بشواهده.
تخريجه :
فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٧ / ١٥) ، فضائل أصحاب النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ باب : لو كنت متخذا خليلا ، وأيضا في المساجد ، باب : الخوخة والممر في المسجد ، وفي الفرائض ، باب : ميراث الجد مع الأب والأخوة ، ومسلم في «صحيحه» فضائل الصحابة ، باب : فضائل أبي بكر الصديق ـ رضياللهعنه ـ حديث ٢٣٨٣ ، ولكنه من حديث ابن مسعود ، وكذا عندهما من حديث أبي سعيد الخدري ، وعند البخاري من حديث ابن عباس. ـ
وذات يده من ابن أبي قحافة ، ولو كنت متّخذا خليلا لاتّخذت أبا بكر خليلا ، ولكن ودّ وإخاء إيمان ، وإنّ الله اتّخذ إبراهيم خليلا».
(٨٢٦) حدثنا إسحاق (١) ، ثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا الفضل بن موسى ، عن شريك ، عن شعبة ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، أن النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ لم يحرّم المزارعة.
* * *
__________________
ـ وكذا البغوي في «شرح السنة (١٤ / ٧٧ ـ ٧٨) ، وقال : حديث متفق على صحته.
وكذا الطبراني في «الكبير» (١٠ / ١٢٩ و ٢٤٦) ، وأبو يعلى في «مسنده» (٢٤٠ / ٢) و (٢٤٣ / ٢) و (٢٤٧ / ٢) ، والبزار مختصرا (١ / ٣١٢) من حديث ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ.
(١) هو المترجم له.
في إسناده المترجم له لم أعرفه ، وبقية رجاله بين ثقة وصدوق.
تخريجه :
فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٢١٨) عن المؤلف به ، إلّا أنّه جاء عنده في سنده : «الحسين بن حريث ، ثنا الفضل بن موسى» بدل محمود بن غيلان ... وكذا أخرجه الطبراني في «الكبير» (١١ / ١٣) من طريق طاوس به ، وزاد في آخره : ولكن أمر أن يرفق بعضهم بعضا.
وقد ورد معناه عند مسلم حديث رقم ١٥٥٠ ، وعند أبي داود في «سننه» حديث ٣٣٧٣ ، وعند النسائي (٧ / ٣٦) ، وعند ابن ماجه رقم حديث ٢٤٥٧ ، وعند أحمد في «مسنده» حديث رقم ٢٠٨٧ و ٢٥٤١ و ٢٥٩٨ و ٢٨٦٤ و ٣١٣٥ و ٥٣٢٦٣ ، وعند الطبراني (١١ / ١٣ ـ ١٤).
٥٤٦ ١٠ ـ ١١ / ١٤٦ إبراهيم بن محمد بن مالك القطّان (*) :
يكنى أبا إسحاق ، وكان يعرف محمد بماهويه ، كان يتفقه ، كتب حديثا كثيرا عن السميّ ، وعن يوسف القطّان ، وغيرهم. ثقة ، توفي سنة أربع وثلاثمائة.
(٨٢٧) حدثنا إبراهيم ، قال : ثنا إسماعيل بن يزيد ، قال : ثنا غالب بن فرقد ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، عن أيّوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فرض صدقة الفطر صاعا من تمر ، أو صاعا من زبيب (١).
(٨٢٨) حدثنا إبراهيم (٢) ، قال : ثنا حسين بن مهدي (٣) ، قال : ثنا
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٩١) ، وفيه : صاحب كتاب ، فقيه.
(١) تقدم الحكم على رجال السند ، والحكم على الحديث في حديث رقم ١٤٧ من نفس الطريق باختلاف يسير في المتن. والحديث صحيح.
(٢) هو المترجم له.
(٣) هو أبو سعيد الأبلي ـ بضم الهمزة ، والموحدة ـ صدوق. مات سنة سبع وأربعين ومائتين. انظر «التقريب» ص ٧٥.
رجاله بين ثقة وصدوق سوى المترجم له لم أعرفه ، والحديث صحيح من غير وجهه.
تخريجه :
فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٧ / ١٥) النكاح ، باب : لا تنكح المرأة على عمتها ، ومسلم في «صحيحه» (٢ / ١٠٢٨ و ١٠٣٠) النكاح ، باب تحريم الجمع بين المرأة وعمتها حديث ١٤٠٨ ، وأبو داود في «سننه» (٢ / ٥٥٣ ـ ٥٥٤) والنسائي في ـ
مسدد ، قال : ثنا معتمر بن سليمان ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «لا تنكح المرأة على عمّتها ، ولا على خالتها».
* * *
__________________
ـ «سننه» (٦ / ٩٨) النكاح ، باب : تحريم الجمع بين المرأة وخالتها ، والترمذي في «سننه» (٢ / ٢٩٧) النكاح ، باب : لا تنكح المرأة على عمتها من طرق عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، وجاء في بعض الطرق أتم منه. وقال الترمذي : «حسن صحيح».
وكذا له شاهد من حديث جابر عند البخاري وغيره ، ومن حديث ابن عباس عند الترمذي وغيره ، وقال : حسن صحيح.