طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٤

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٤

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

٥٩٦ ١٠ ـ ١١ / ١٩٦ أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن يزداد السجستاني (*) :

قدم علينا ، كثير الحديث ، شيخ ثقة.

(٩٢٨) حدثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، قال : ثنا أبو مسهر (١) ، قال : ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن سليمان بن موسى (٢) ، عن نافع ، قال : كنت أسير مع ابن عمر ، فسمع صوت زامر ، فترك الطريق ، وجعل يقول : هل تسمع؟ هل تسمع؟ حتى قلت : لا ، ثم عارض الطريق ، ثم قال : هكذا رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فعل.

* * *

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٤٢) ، وفيه : القاضي.

(١) هو عبد الأعلى بن مسهر الدمشقي ، ثقة. مات في رجب سنة ثمان عشرة ومائتين. انظر «التهذيب» (٦ / ٩٩ ـ ١٠٠).

(٢) هو سليمان بن موسى الدّمشقي الأشدق ، صدوق ، فقيه ، في حديثه بعض لين ، وخولط قبل موته بقليل. انظر «التقريب» ص ١٣٦.

في إسناده أحمد بن محمد ، له مناكير.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٥ / ٢٢٢) عن أحمد بن عبيد الله الفداني ، ثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا سعيد بن عبد العزيز به نحوه ، وكذا من وجه آخر به نحوه ، وقال أبو علي اللؤلؤي : سمعت أبا داود يقول : «هذا حديث منكر». وقال : في الوجه الآخر ، وهذا أنكرها.

١٦١

٥٩٧ ١٠ ـ ١١ / ١٩٧ أبو محمد عبد الله بن جعفر اليزدي (*) :

(٩٢٩) حدّثنا عبد الله بن جعفر ، قال : ثنا محمد بن بسام (١) ، قال : ثنا أحمد بن يونس (٢) ، قال : ثنا أبيض بن أبان بن المغيرة (٣) ، وكان كوفيا ، وأثنى عليه خيرا عن عطاء (٤) ، عن شقيق ، عن عبد الله ، قال : جدب لنا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ السمر بعد العتمة.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٧٧) ، وفيه : عمّ القاضي أبي القاسم.

(١) هو أبو بكر الجرجاني ترجم له السهمي في «تاريخ جرجان» ص ٤٢٥ ـ ٤٢٦ ، ولم يذكر فيه شيئا من «الجرح والتعديل» ، وقال : توفي سنة تسع وسبعين ومائتين.

(٢) هو أحمد بن عبد الله بن يونس.

(٣) قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عن أبيض بن أبان ، فقال : ليس عندنا بالقوي ، يكتب حديثه وهو شيخ. انظر «الجرح والتعديل» (٢ / ٣١٢).

(٤) هو ابن السائب.

في إسناده المترجم له ، لم أعرف حاله.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٧٧ ـ ٧٨) عن المؤلف به مثله. وكذا ابن ماجة في «سننه» (١ / ٢٣٠) الصلاة ، باب : النهي عن النوم قبل صلاة العشاء من طرق عن محمد بن فضيل ، ثنا عطاء بن السائب به.

وفي التعليق عليه قال : في «الزوائد» : هذا إسناد رجاله ثقات. ولا أعلم له علة إلا اختلاط عطاء بن السائب ، ومحمد بن فضيل إنما روى عنه بعد الاختلاط ، وكذا أحمد في «مسنده» (١ / ٣٨٩ و ٤١٠) به.

وقوله : جدب لنا ، أي : ذمّه وعابه لنا ، والسمر هو الحديث بالليل.

١٦٢

حدّثنا عبد الله (١) ، قال : ثنا محمد (٢) ، قال : ثنا العلاء بن عمرو (٣) ، قال : ثنا ابن المبارك (٤) ، عن نافع بن العمياء (٤) ، عن أبيه ، قال : قال معاوية : إنّ المعرفة نسب من الأنساب ، فقبح الله معرفة لا تنفع.

* * *

__________________

(١) هو المترجم له.

(٢) هو ابن بسّام المتقدم في الحديث السابق.

(٣) هو العلاء بن عمرو الحنفي الكوفي ، متروك. قال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به بحال. انظر «الميزان» (٣ / ١٠٣).

(٤) هو عبد الله بن المبارك.

في إسناده متروك كما تقدم.

تخريجه : فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٧٨) عن المؤلف به مثله.

(٤) هو عبد الله بن المبارك.

في إسناده متروك كما تقدم.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٧٨) عن المؤلف به مثله.

١٦٣

٥٩٨ ١٠ ـ ١١ / ١٩٨ أبو سعيد سفيان بن محمد بن يحيى بن منده (*) :

مات سنة تسع عشرة وثلاثمائة.

(٩٣٠) حدّثنا سفيان بن محمد ، قال : ثنا أحمد بن يونس ، قال : ثنا أبو الجواب (١) ، قال : ثنا سعير بن الخمس (٢) عن سليمان التيمي ، عن أبي عثمان ، عن أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«من صنع إليه معروف (٣) ، فقال لصاحبه : جزاك الله خيرا ، فقد أبلغ في الثّناء».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٤١).

(١) أبو الجواب ـ بتشديد الواو ، وآخره موحّدة ـ : هو أحوص بن جوّاب الضبي. تقدم في ح رقم ٣٦٣.

(٢) هو سعير ـ آخره راء مصغرا ـ ابن الخمس ـ بكسر المعجمة ، وسكون الميم ـ التيمي أبو مالك ، أو أبو الأحوص ، صدوق كما قال الحافظ ابن حجر ، وقال ابن معين والترمذي والدارقطني : ثقة ، من السابعة. انظر «التقريب» ص (١٢٨ ، و «التهذيب» ٤ / ١٠٣ ـ ١٠٤). في إسناده المترجم له لم أعرف حاله ، وأصل الحديث صحيح بشواهده.

(٣) في الأصل : «معروفا» ، والتصويب من مقتضى القواعد.

تخريجه :

لم أقف عليه من حديث أسامة ، وقد تقدم تخريجه من حديث ابن عمر برقم ٣٤٣ ، وله ـ

١٦٤

(٩٣١) حدثنا سفيان ، قال : ثنا أحمد بن يونس ، قال : ثنا أبو الجواب الأحوص بن جواب الضبي ، قال : ثنا عمار بن رزيق (١) عن الأعمش ، عن شعبة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : صلّيت مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ومع أبي بكر ، وعمر ، فلم يجهروا ببسم الله الرّحمن الرّحيم.

* * *

__________________

ـ شاهد أيضا من حديث أبي هريرة عند الطبراني (٢ / ١٤٩) ، وقال الهيثمي في «المجمع» (٨ / ١٨٢) ، وفيه : موسى بن عبيدة الربذي ، وهو ضعيف. ومن حديث جابر عند البخاري في «الأدب المفرد» ص ٣٤ ، باب : من صنع إليه معروف فليكافئه ، وكذا عند ابن حبّان في «صحيحه» كما في «الموارد» حديث ٢٠٣٧ ، وكذا الترمذي في «سننه» ج ٢٠٣٥ البر والصلة. باب : في المتشبع بما لم يعطه ، وكذا أبو داود في «سننه» (٥ / ١٥٨) الأدب ، باب : في شكر المعروف حديث ٤٨١٣ ، وكذا البغوي في «شرح السنّة» (١٣ / ١٨٦) ، وقال : هذا حديث حسن غريب.

(١) هو عمار بن رزيق ـ مصغرا ـ الضبي التميمي أبو الأحوص ، لا بأس به ، مات سنة تسع وخمسين ومائة. انظر «التهذيب» (٧ / ٤٠٠) ، و «التقريب» ص ٢٥٠.

رجاله بين ثقة وصدوق سوى المترجم له ، لم أعرف حاله.

والحديث صحيح بطرقه وشواهده ، وقد تقدم تخريجه من حديث أنس وغيره. انظر حديث رقم ٧٨ و ٣٣٦.

١٦٥

٥٩٩ ١٠ ـ ١١ / ١٩٩ أبو داود سليمان بن أحمد بن الوليد (*) :

شيخ ثقة. كتب عن لوين وسلمة وغيرهما.

(٩٣٢) حدثنا أبو داود ، قال : ثنا لوين ، قال : ثنا عطّاف بن خالد المخزومي ، عن موسى بن إبراهيم (١) ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : قلت : يا رسول الله إني أكون في الصيد ، فأصلي وليس عليّ إلّا قميص؟ قال : «زرّه ، ولو لم تجد إلّا شوكة».

(٩٣٣) حدثنا أبو داود ، قال : ثنا سلمة بن شبيب ، قال : ثنا محمد بن عبيد (٢) ، قال : ثنا موسى (٣) عن منصور بن المعتمر ، عن أنس بن مالك ،

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٣٥) ، وفيه أيضا : شيخ ثقة.

(١) هو موسى بن إبراهيم بن عبد الرّحمن المخزومي ، صدوق. قال ابن المديني : وسط.

انظر «التهذيب» (١٠ / ٣٣٢).

رجاله بين ثقة وصدوق.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٤١٦) الصلاة ، باب : في الرّجل يصلي في قميص ، والنسائي في «سننه» (٢ / ٧٠) ، والشافعي في «مسنده» حديث ١٧٠ ، وابن خزيمة في «صحيحه» حديث ٧٧٧ و ٧٧٨ ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ٤٩ و ٥٤) ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٢٥٠) ، والطحاوي في «معاني الآثار» (١ / ٣٨٠) ، والطبراني في «الكبير» (٧ / ٣٢) ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي.

(٢) هو الطنافسي.

(٣) هو موسى بن نافع الأسدي أبو شهاب الحناط الكوفي ، صدوق. انظر «التهذيب» (١٠ / ٣٧٤). ـ

١٦٦

قال : دفع إلينا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ونحن في بيت ، فأخذ بعضادتي البيت ، ثم قال :

«إنّ لي عليكم حقّا ، وللأئمّة من قريش ، ما إن عملوا بثلاث ، إن حكموا عدلوا ، وإن استرحموا رحموا ، وإن عاهدوا وفّوا ، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله وغضبه والنّاس أجمعين».

* * *

__________________

ـ رجاله بين ثقة وصدوق.

تخريجه :

فقد أخرجه أحمد في «مسنده» (٣ / ٣٨٣) ، فقال : ثنا وكيع ، ثنا الأعمش عن سهيل بن أبي الأسد ، عن بكير الجزري ، عن أنس به مع تفاوت يسير.

وكذا بنحوه من حديث أبي موسى مرفوعا ، وهو عنده أيضا في (٤ / ٣٩٦).

١٦٧

٦٠٠ ١٠ ـ ١١ / ٢٠٠ أبو بكر عبد الرّحمن بن محمد بن زيد بن سلمه (*) :

شيخ ثقة.

(٩٣٤) حدّثنا عبد الرّحمن بن محمد بن زيد ، قال : ثنا لوين ، قال : ثنا خديج بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن شمر بن عطيّة ، عن مغيرة بن سعد بن الأخرم ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«لا تتّخذوا الضّيعة ، فترغبوا في الدّنيا».

(٩٣٥) حدّثنا عبد الرحمن (١) ، قال : ثنا سلمة (٢) ، قال : ثنا يزيد بن أبي حكيم (٣) ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن محمد بن الزبير (٤) ، عن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ١١٦) ، وفيه : يعرف بمندولة ، شيخ ثقة. رجاله بين ثقة وصدوق سوى المغيرة بن سعد ، مقبول حيث يتابع ، وحسّن الترمذي حديثه ، كما تقدم تخريجه برقم حديث ١٥٩ من نفس الطريق.

(١) هو ابن محمد المترجم له.

(٢) هو ابن شبيب.

(٣) هو يزيد بن أبي حكيم العدني أبو عبد الله ، صدوق ، من التاسعة. مات بعد سنة عشرين. انظر «التقريب» ص ٣٨١.

(٤) هو محمد بن الزبير التميمي الحنظلي البصري ، متروك. قال البخاري : منكر الحديث ، وفيه نظر. انظر «الميزان» (٣ / ٥٤٧) ، و «التقريب» ص ٢٩٧.

١٦٨

الحسن (١) ، عن عمران بن حصين ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«لا نذر في معصية أو غضب ، فكفّارته كفّارة يمين».

حدثنا عبد الرحمن ، قال : قال لوين : لا تجلس إلى من هو دونك في العلم ، واجلس إلى من هو أكبر منك في العلم ، فإنّك تسمع منه الكلمة تعمل به.

(٩٣٦) حدثنا عبد الرّحمن ، عن لوين ، قال : قول النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (٢) : «أفطر الحاجم والمحجوم» مثل قول النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «ما لم يحرقها» ، وقول عمر : ليس الصوم من الطعام والشراب ، وقول سعيد بن المسيب : إذا قبّل امرأته ، فإنّه ينقص من صومه ولا يفطر ، قيل للوين : هذه العوارض ، قال : هذه العوارض.

__________________

(١) هو البصري.

إسناده ضعيف جدا.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٧ / ٩٧) من طريق الفريابي ، وأبي حذيفة. كلاهما عن الثوري به.

والخطيب في «تاريخ بغداد» (٦ / ٢٩٢) ، وفي (١٣ / ٥٦) من طرق عن محمد بن الزبير به.

وكذا أورده الذهبي في «الميزان» (٣ / ٥٤٧) في ترجمته ، وقال : رواه الثوري ، وأبو بكر النهشلي ، عن محمد بن الزبير ، عن الحسن ، عن عمران ، ورواه جماعة عن يحيى بن أبي كثير ، عن محمد بن الزبير ، فقال : عن أبيه ، وله شاهد من حديث عائشة رواه أبو داود في «سننه» (٣ / ٥٩٤) ، والترمذي في «سننه» النذور ، باب : لا نذر في معصية حديث ١٥٢٤ ، وأبو نعيم في «الحلية» (٨ / ١٩٠) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (٥ / ١٢٧) ، والبغوي في «شرح السنة» (١٠ / ٣٤).

(٢) إسناده معضل.

وقد تقدم تخريجه مرفوعا في حديث رقم ٨٣٨ من حديث عائشة ـ رضي‌الله‌عنها ـ.

١٦٩

٦٠١ ١٠ ـ ١١ / ٢٠١ أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز التاجر (*) :

وكان كثير الحديث ، سمع من أبي مسعود ، المسند والكتب. اعتلّ قبل موته.

(٩٣٧) حدثنا محمد بن عبد العزيز ، قال : ثنا أحمد بن منصور الرّمادي ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا ابن جريج ، عن عبد الله بن مسافع ، أن مصعب بن شيبة أخبره عن عقبة بن محمد بن الحارث (١) ، عن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٦١) ، وفيه : الدّاركي.

(١) ويقال : عتبة ، وترجم له في «التهذيب» ، و «التقريب» في التاء ، وقال : «ويقال له : عقبة ـ بالقاف ـ والأوّل أرجح ، وقال : مقبول ص ٢٣٢.

في إسناده المترجم له ، اعتلّ قبل موته ، وعتبة مقبول ، ومصعب ضعيف.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٦٢٥) الصلاة ، باب : من قال بعد التسليم ـ أي سجدة السهو ـ عن أحمد بن إبراهيم ، حدثنا الحجاج عن ابن جريج به.

وكذا أحمد في «مسنده» حديث ١٧٤٧ و ١٧٥٣ و ١٨٥٢ بترقيم أحمد شاكر ، وكذا البيهقي في «سننه» (٢ / ٣٣٦) من طريق أبي داود به ، وقال : هذا الإسناد لا بأس به ، إلّا أن حديث أبي سعيد الخدري أصح إسنادا منه ، ومعه حديث عبد الرحمن بن عوف ، وأبي هريرة.

وقال التركماني في التعليق عليه : قلت : حديث ابن جعفر اضطرب سنده ، فرواه النسائي من طريقين عن ابن مسافع ، وليس فيهما مصعب ، وذكر المزي في أطرافه هذا الحديث ، ثم قال : قال النسائي : مصعب منكر الحديث ، وعتبة ليس بمعروف ، ويقال : عقبة.

١٧٠

عبد الله بن جعفر ، أنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال :

«من شكّ في صلاته ، فليسجد سجدتين ، وهو جالس» ، قال أحمد : روح يقول : عقبه وحجّاج يقول : عتبة. والصواب عقبه.

(٩٣٨) حدّثنا أحمد (١) ، قال : ثنا محمد بن الحسين بن إبراهيم بن إشكاب (٢) ، قال : ثنا سعيد بن سليمان (٣) ، قال : ثنا عبّاد بن العوام (٤) ، قال : ثنا الجريري (٥) ، عن أبي نضرة (٦) ، عن أبي سعيد ، أنّه قال : مرحبا بوصية رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يوصينا بكم.

* * *

__________________

(١) هو ابن منصور المتقدم في الحديث السابق.

(٢) هو أبو جعفر بن إشكاب البغدادي ، ثقة ، ثبت. مات سنة إحدى وستين ومائتين.

انظر «التهذيب» (٩ / ١٢١).

(٣) هو الواسطي. تقدم في ح ٤٤٩.

(٤) هو أبو سهل الواسطي. تقدم في ح رقم ٦٢١.

(٥) هو سعيد بن إياس.

(٦) هو المنذر بن مالك البصري.

رجاله بين ثقة وصدوق ، غير أن المترجم له اعتل قبل موته.

تخريجه :

فقد أخرجه الترمذي في «سننه» (٤ / ١٣٨) العلم ، باب : ما جاء في الاستيصاء بمن يطلب العلم من وجه آخر عن أبي هارون العبدي ـ عمارة ابن جوين ـ قال : كنّا نأتي أبا سعيد ، فيقول : مرحبا بوصية رسل الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إنّ النّاس لكم تبع ، وإنّ رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقّهون في الدّين ، فإذا أتوكم ، فاستوصوا بهم خيرا».

وقال الترمذي : وهذا حديث لا نعرفه إلّا من حديث أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري. قلت : قد رواه أبو نضرة أيضا عن أبي سعيد كما هو عند المؤلف ، وابن ماجة في «سننه» (١ / ٩٠ ـ ٩١) المقدمة ، باب : الوصاة بطلبة العلم من طريق أبي هارون بمثل ما تقدم عند الترمذي.

١٧١

٦٠٢ ١٠ ـ ١١ / ٢٠٢ أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان(*):

(٩٣٩) أخبرنا أحمد بن عبد الله ، قال : ثنا محمد بن عامر (١) ، قال : ثنا أبي (٢) ، قال : ثنا النعمان (٣) ، عن يزيد التستري (٤) والحسن بن دينار ، عن قتادة ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«من أكل ناسيا ، أو شرب وهو صائم ، فليتمّ صومه ، فإنّما أطعمه الله وسقاه».

* * *

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٣٥) ، وفيه : حدّث عن محمد بن عامر ، توفي سنة عشرين وثلاثمائة.

(١) هو الأشعري. تقدم برقم ترجمة ١٧٢.

(٢) هو عامر بن إبراهيم بن واقد. تقدم برقم ت ١٠٣.

(٣) هو ابن عبد السلام. تقدم برقم ت ٨١.

(٤) هو يزيد بن إبراهيم التستري. تقدم.

رجاله بين ثقة وصدوق سوى المترجم له ، لم أعرف حاله ، والحديث صحيح. من غير هذا الوجه.

تخريجه :

فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٨ / ١٧٠) الأيمان والنذور ، باب : إذا حنث ناسيا في الأيمان ، ومسلم في «صحيحه» (٢ / ٨٠٩) الصيام ، باب : أكل الناس وشربه وجماعه لا يفطر.

١٧٢

__________________

ـ والترمذي في «سننه» (٢ / ١١٢) الصيام ، باب : ما جاء في الصائم يأكل ويشرب ناسيا ، وقال : حديث حسن صحيح.

وابن ماجة في «سننه» (١ / ٥٣٥) الصيام ، باب : ما جاء فيمن أفطر ناسيا ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٣٩٥ و ٤٢٥ و ٤٩١ و ٤٨٩ و ٥١٣) ، والدارمي في «سننه» (٢ / ١٣) ، وابن الجارود في «المنتقى» حديث ٣٨٩ و ٣٩٠ ، وابن حبان في «صحيحه» كما في «الموارد» حديث ٩٠٦ ، والدارقطني في «سننه» حديث ٢٣٧ و ٢٣٨ ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٤٣٠) ، وصححه ووافقه الذهبي ، والبيهقي في «سننه» (٤ / ٢٢٩). جميعهم من حديث أبي هريرة بطرق عنه.

١٧٣

٦٠٣ ١٠ ـ ١١ / ٢٠٣ أبو الحسين محمد بن أحمد بن الأسواري (*) :

شيخ ثقة.

(٩٤٠) حدّثنا محمد بن أحمد الأسواري ، قال : ثنا محمد بن سليمان الواسطي (١) ، قلت : ثنا الحارث بن منصور (٢) ، قال : ثنا بحر السقا عن سفيان الثوري ، عن الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن كريب ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«الاقتصاد والتؤدة والسّمت الحسن جزء من ستة وعشرين جزءا من النبوّة».

* * *

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٧٩) ، وزاد في نسبه : «بن محمد بن علي بن سابور ... الأسواري» ، وفيه أيضا شيخ ثقة ، سمع الرازيين والعراقيين والحجازيين.

(١) لم أعرفه.

(٢) هو الحارث بن منصور الواسطي الزاهد أبو منصور ، صدوق ، يهم ، من التاسعة. انظر «التقريب» ص ٦١ ، و «التهذيب» (٢ / ١٥٨).

في إسناده بحر السقا ، وهو ضعيف بقية رجاله بين ثقة وصدوق.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٥ / ١٣٦) الأدب ، باب : في الوقار من طريق قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه ، عن ابن عباس به نحوه ، إلّا أنه جاء عنده : «جزء من خمسة وعشرين جزءا من النّبوّة» ، ولكن قابوس ضعيف.

وله شاهد من حديث عبد الله بن سرجس المزني رفعه قال : فيه : «السّمت الحسن ، ـ

١٧٤

٦٠٤ ١٠ ـ ١١ / ٢٠٤ إبراهيم بن القاسم بن يونس الورّاق (*) :

شيخ ثقة ، يحدّث عن أبي مسعود والأصبهانيين.

(٩٤١) حدثنا إبراهيم بن القاسم ، قال : ثنا فضلك الرّازي ، قال : ثنا علي بن جعفر الأحمر ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش ، قال : سمعت إبراهيم التيمي ، يقول : مكثت ثلاثين يوما ما طعمت طعاما ، ولا شربت شرابا إلّا حبة عنب أكرهني عليها أهلي ، فآذت بطني ، وأطبّه ، وما كنت أمتنع من حاجة أريدها.

(٩٤٢) حدثنا إبراهيم ، قال : ثنا الفضل ، قال : ثنا علي ، قال : ثنا إسحاق بن منصور عن بعضهم ، عن الأعمش ، قال : قيل له : صدّقت إبراهيم ، قال : لو قال : إنّه نزل من السماء لصدّقته (١).

* * *

__________________

ـ والتّؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النّبوّة» وقد رواه الترمذي في «سننه» (٣ / ٢٤٧) البر ، باب : في التأني والعجلة ، وقال : حديث حسن.

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٦) ، وفيه : الباطرقاني الشيباني ... ثقة ، وباطرقان : قرية من قرى أصبهان كما في «اللباب» (١ / ١١٠). وكذا ترجم له السمعاني في «الأنساب» (ق ٦١) ، وفيه كان أحد الثقات.

(١) في إسناده راو مبهم.

١٧٥

٦٠٥ ١٠ ـ ١١ / ٢٠٥ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم القطّان (*) :

شيخ ثقة ، كثير الحديث ، مات في شعبان سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

(٩٤٣) حدّثنا محمد بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن عمر بن يزيد ، قال : ثنا أبو داود (١) عن عمران القطّان (٢) ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «قيلوا ، فإنّ الشّيطان لا يقيل».

(٩٤٤) حدثنا محمد بن أحمد ، قال : ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : ثنا أحمد بن الأزهر ، قال : ثنا يزيد بن عبيد ، قال : ثنا علي بن حوشب عن مكحول ، قال : ذلّ من لا تقيّة له (٣).

* * *

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٦١) ، وفيه أيضا : شيخ ثقة.

(١) هو الطيالسي.

(٢) هو ابن داور ـ بفتح الواو بعدها راء.

رجاله بين ثقة وصدوق سوى محمد بن عمر ، لم أعرفه.

تخريجه :

فقد أخرجه الطبراني كما في «المقاصد الحسنة» ص ٥٦ ، وقال : لم يروه عن أبي خالد إلّا كثير بن مروان ـ قلت : هو ضعيف جدا ، ذكر في الكذابين ، وكذا ذكر له السخاوي شاهدا من قول عمر ـ رضي‌الله‌عنه ـ وعزاه إلى محمد بن نصر المروزي أنّه أخرجه في قيام الليل.

(٣) لا بأس بإسناده ، ولكنه من المقاطيع.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٦١ ـ ٢٦٢) عن المؤلف به مثله.

١٧٦

٦٠٦ ١٠ ـ ١١ / ٢٠٦ أبو تراب الزاهد عسكر بن الحصين (*) :

قدم أصبهان قديما ، كتب عنه عبد الله بن محمد بن زكريا ، ومحمد بن عبد الله بن مصعب ، أحد السياح من كبار العباد.

حكي عن ابن أبي عاصم (١) ، قال : قطعت البادية مع أبي تراب بدرهم واحد اشترينا به البيض ، فكان لكل واحد منا كل يوم بيضتين.

أخبرنا ابن أبي عاصم ، قال : سمعت عسكر بن الحصين السائح قال : أتاني (٢) إبراهيم بن أدهم مستلقيا تحت ميل وهو يقول : مساكين ، الملوك طلبوا الرّاحة ، فأخطؤوا الطريق (٣).

(٩٤٥) حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مصعب ، قال : ثنا أبو تراب عسكر بن الحصين ، قال : ثنا ابن نمير ، قال : ثنا محمد بن ثابت ،

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٤٦) ، وفيه : كان من أهل نخشب من خراسان ، وكذا في «الحلية» (١٠ / ٤٥ ـ ٥١) ، وفيه : منهم أبو تراب النخشبي ، كان أحد الأعلام المتوكلين ، وإمام المتجردين ، تأدب بحاتم الأصم ، وعلي الرازي ، المذبوح له ، وله الرياضيات المشهورة ، والسياحات المذكورة ...

(١) هو أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم النبيل.

(٢) جاء في «الحلية» أنّه رئي إبراهيم بن أدهم في يوم صائف وعليه جبة فرو مقلوبة في أصل ميل ...

(٣) كذا أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (١٠ / ٢٢١) به باختلاف المذكور سابقا.

١٧٧

عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«لا تكرهوا مرضاكم على الطّعام والشّراب فإنّ ربّهم يطعمهم ويسقيهم» (١).

__________________

(١) لا بأس بإسناده سوى أن شريكا صدوق سيىء الحفظ ، تغير بعد أن ولي القضاء ، ولكن الحديث يتقوى بشواهده ، فيحسن ، وقد حسنه الترمذي من حديث عقبة.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (١٠ / ٥٠ ـ ٥١ و ٢٢١) عن شيخه أحمد بن إسحاق ، عن محمد بن عبد الله بن مصعب به ، وكذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٤٧) به مثله ، وكذا ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (١١ / ٣٠٩ / ١) ، وذكر الشيخ الألباني في «الصحيحة» ٧٢٧ بأن هذا السند لا بأس به في الشواهد.

وله شاهد من حديث عقبة بن عامر ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن عمر.

أما حديث عقبة ، فقد أخرجه الترمذي في «سننه» (٣ / ٢٥٩) الطب ، باب : لا تكرهوا مرضاكم على الطعام حديث ٢١١٢ ، وقال : حسن غريب لا نعرفه إلّا من هذا الوجه ، وكذا ابن ماجة في «سننه» (٢ / ١١٣٩) الطب ، باب : لا تكرهوا المريض على الطعام حديث ٣٤٤٤ ، وعنده زيادة : «والشراب» ، وكذا أورده البوصيري في «الزوائد» وقال : إسناده حسن. والرؤياني في «مسنده» (٩ / ٤٩ / ١) ، وابن أبي حاتم في «العلل» (٢ / ٢٤٢) ، وابن عدي في «الكامل» (٣٦ / ٢) ، والطبراني في «الكبير» (١٧ / ٢٩٣) ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٣٥٠) ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، ووافقه الذهبي ، فليس كما نقل ابن أبي حاتم عن أبيه أنّه قال : «هذا حديث باطل ، وبكر ـ بن يونس ـ هذا منكر الحديث» فقوله : باطل لا يخلو من المبالغة كما ذكر الشيخ الألباني في تعليقه عليه مستدلّا بأن بكرا لم يجمع على ضعفه فضلا عن تركه : فقد قال العجلي فيه : لا بأس به ، وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وإن كان الجمهور على تضعيفه ، فالحق أنّ حديثه ضعيف إذا لم يوجد ما يشهد له ويقويه ، وليس الأمر كذلك هنا ، لما يأتي له من الشواهد ، ولذلك لعلّه لذلك قال الترمذي عقبه : «حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلّا من هذا الوجه». أمّا حديث عبد الرّحمن بن عوف فأخرجه الحاكم في «المستدرك» (٤ / ٤١٠) ، وصححه ، ووافقه الذهبي. ـ

١٧٨

(٩٤٦) حدّثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، قال : ثنا أبو تراب ، قال : ثنا حاتم الأصم (١) ، قال :

لا يغيب المؤمن عن خمسة أشياء ، عن الله تعالى ، وعن القضاء ، وعن الرزق ، وعن الموت ، وعن الشيطان (٢).

(٩٤٧) حدثنا عبد الله ، قال : ثنا أبو تراب ، قال : جاء رجل إلى حاتم الأصم ، فقال : يا أبا عبد الرحمن! أيّ شيء رأس الزهد ، ووسط الزهد ، وآخر الزهد؟ قال : رأس الزهد : الثقة بالله ، ووسطه : الصبر ، وآخره : الإخلاص (٣).

(٩٤٨) حدثنا عبد الله (٤) عن أبي تراب (٥) ، قال : قال شقيق (٦) ، لحاتم الأصم : مذ أنت صحبتني أيّ شيء تعلّمت مني؟ قال : ست كلمات ، قال : ما أوّلهنّ؟ قال : رأيت كلّ الناس في شكّ من أمر الرزق ، وإني توكلت على الله تعالى. قال الله تعالى : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها)(٧)

__________________

ـ وأمّا حديث ابن عمر ، فأخرجه العقيلي في «الضعفاء (٢٥٧) ، والدارقطني ، في «غرائب مالك» ، كما ذكره في «الصحيحة» معزوّا إليه.

الخلاصة : أن الحديث حسن بشواهده كما قال الترمذي ـ رحمه‌الله ـ. وانظر «الصحيحة» حديث ٧٢٧.

(١) انظر ترجمته في «الحلية (٨ / ٧٣ ـ ٨٤).

(٢) فقد أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق نفسه (٨ / ٧٩) عن المؤلف به مثله ، غير أنه وقع عنه خطأ من الناسخ : «لا يغلب» ، والصواب : لا يغيب كما أثبته.

(٣) فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٨ / ٧٥) عن المؤلف به مثله.

(٤) هو عبد الله بن محمد بن زكريا الّذي تقدم في الحديث السابق.

(٥) هو المترجم له.

(٦) هو البلخي.

(٧) سورة هود : الآية ٦.

١٧٩

فعلمت أنّي من هذه الدّواب واحد ، فلم أشغل نفسي بشيء قد تكفّله لي ربّي عزوجل. قال : أحسنت.

فما الثانية؟ قال : رأيت لكل إنسان صديقا يفشي إليه سرّه ، ويشكو إليه أمره ، فقلت : أنظر من صديقي. فكل صديق وأخ رأيته قبل الموت ، فأردت أن أتّخذ صديقا يكون لي بعد الموت ، فصادقت الخير ليكون معي إلى الحساب ، ويجوز معي الصراط ، فيثبتني بين يدي الله عزوجل. قال : أحسنت (١).

فما الثالثة؟ قال : رأيت كلّ الناس لهم عدوّ ، فقلت : انظر من عدوّي ، فأمّا من اغتابني ، فليس هو عدوّي ، وأمّا من أخذ مني شيئا ، فليس هو عدوّي ، ولكنّ عدوّي الّذي إذا كنت في طاعة الله أمرني بمعصية الله ، فرأيت ذاك إبليس ، فاتخذته عدوّي ، فوضعت الحرب بيني وبينه ، ووترت قوسي ، ووصلت سهمي ، ولا أدعه يقربني. قال : أحسنت ، فما الرابعة؟ قال : رأيت كلّ الناس لهم طالب ، كل واحد منهم يوما واحدا ، فرأيت ذلك ملك الموت ـ عليه‌السلام ـ ، ففزعت نفسي حتى إذا جاء لا ينبغي أن أمسكه ، فأمضي معه. قال : أحسنت. فما الخامسة؟ قال : نظرت في هذا الخلق ، فأحببت واحدا ، وأبغضت واحدا ، فالذي أحببته لم يعطني شيئا ، والّذي أبغضته لم يأخذ مني شيئا ، فقلت : من أين أتيت هذا ، فرأيت أنّي أتيت هذا من الحسد ، فطرحت الحسد من قلبي ، فأحببت النّاس كلّهم ، فكلّ شيء لم أرضه لنفسي لم أرض (٢) لهم. قال : أحسنت. فما السادسة؟ قال : رأيت الناس كلّهم لهم بيت ومأوى ، فرأيت مأواي القبر ، فكل شيء قدرت عليه من

__________________

(١) في «الحلية» (٨ / ٧٩): «أصبت».

(٢) جاء في الأصل : أرضى بالياء ، والتصحيح من مقتضى القواعد.

١٨٠