طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٤

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٤

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٥

٥٦٦ ١٠ ـ ١١ / ١٦٦ أحمد بن محمد بن السكن (*) :

قدم علينا سنة أربع وثلاثمائة ، يحدّث عن إسحاق الخطمي ، وعيسى الشيوزي ، وابن سهم الأنطاكي ، والجرشي ، والخلق (١).

ففتش عنه ، وكان ممّن يسرق الحديث ، ويحدث بالبواطيل ، فتركوا حديثه (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٢٩) ، وفيه أبو الحسن البغدادي القرشي ، وفي «تاريخ بغداد» (٥ / ٢٥) ، وفيه : كان أبو أحمد العسال حسن الرأي فيه ، وفي «الميزان» (١ / ١٣٨) ، وفيه الحافظ ... ضعفه أحمد بن عبدان الشيرازي ، وقال ابن مردويه : كان ممن يسرق الحديث ، وكان أبو أحمد العسال يحسّن أمره. وفي «اللسان» (١ / ٢٦٦).

(١ و ٢) كذا نقله عنه ابن حجر في «اللسان».

في إسناده أحمد المترجم له ، وقد تقدم الكلام حوله.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو منصور الديلمي في «مسند الفردوس» ، والأصبهاني في كتابه كما في «الترغيب» (١ / ١٠٣) ، ونوّه بضعفه ، حيث ذكره بصيغة التمريض. وكذا أخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١ / ٧٣ ـ ٧٤) ، وقال : لا يصح ، فيه أبو الصلت ، وهو كذاب بإجماعهم.

وقد أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» (٤ / ٣٤٦) ، وكذا ابن الجوزي في المصدر السابق عن شيخه القزار ، عن الخطيب بإسناده ، عن جابر ـ رضي‌الله‌عنه ـ ، وأورده المنذري في «الترغيب» (١ / ١٠٣) ، وقال ابن الجوزي : لا يصح ، فيه يحيى بن يمان.

قال أحمد : ليس بحجة في الحديث. وقال أبو داود : يخطىء في الأحاديث ويقلبها. ـ

١٠١

وممّا كتبنا عنه :

(٨٦٧) حدّثنا أحمد بن محمد بن السكن ، قال : ثنا صالح بن عبد الكبير المسمعي ، قال : ثنا يوسف بن عطية الصفّار ، قال : ثنا قتادة ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«العلم علمان ، علم في القلب ، فذاك العلم النّافع ، وعلم على اللّسان ، فذاك حجّة الله على ابن آدم».

* * *

__________________

ـ وقال المنذري : رواه الحافظ أبو بكر الخطيب في «تاريخه» بإسناد حسن ، ورواه ابن عبد البر النمري في «كتاب العلم» عن الحسن مرسلا بإسناد صحيح.

وقال المناوي في «الفيض» (٤ / ٣٩١) ناقلا قول العراقي أنّه قال : إسناده صحيح ـ أي إسناد المرسل منه ، وقال في المرفوع : سنده جيد ، وإعلال ابن الجوزي له وهم. كما أنّه نقل عن المسعودي أنّه قال : «إسناده حسن ، ورواه أبو نعيم والديلمي عن أنس مرفوعا».

١٠٢

٥٦٧ ١٠ ـ ١١ / ١٦٧ أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم (*) :

الطبري ، قدم علينا ، وكان من الحفاظ.

(٨٦٨) حدثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا ذرين بن محمد باطرابلس ، قال : ثنا محمد بن هاشم بن منصور ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا عمرو بن قيس ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن أمّه ، عن أبيها ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٥٧) ، وفيه : يعرف بابن الأخباري.

ف ؛سناده من لم أعرفه ، والحديث صحيح بشواهده.

تخريجه :

لم أقف على هذا الطريق

فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» (٣ / ١٦٢٢) الأشربة ، وأبو داود في «سننه» (٤ / ١٧٠) الاطعمه ، والنسائي في «سننه» (٧ / ١٤) ، والدارمي في «سننه» (٢ / ١٠١) ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ٣٠١ و ٣٠٤ و ٣٥٣ و ٣٦٤ و ٣٨٩ و ٤٠٠) ، والترمذي في «سننه» (٣ / ١٨٢) ، وابن ماجة في «سننه» (٢ / ١١٠٢) ، الاطعمة ، والطيالسي في» مسنده» (١ / ٣٣٠) بترتيب الساعاتي ، والطبراني في «الكبير» (٢ / ١٩٩) ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٤ و ٣٣٥) ، والخطيب في تاريخ بغداد» (٢ / ١٩١) و (٣ / ٢٤٦) و (٦ / ٣٠٧) و (٨ / ١٨٨) و (١٠ / ٢٤٤) بطرق عن جابر ـ رضي الله عنه ـ.

وكذا أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٦ / ٢٨٦) و (١٠ / ٣٠) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١٠ / ٣٠ و ٣٧٢) من حديث عائشة.

وكذا له شاهد من حديث أنس أخرجه الطبراني في «الأوسط» ، و «الصغير» في «المجمع» (٥ / ٤٣) ، وقال الهيثمي : وفيه زكريا بن حكيم الحبطي ، وهو ضعيف جداً وكذا أخرجه الخطيب (١ / ٣٢٦).

١٠٣

«نعم الإدام الخلّ».

(٨٦٩) حدّثنا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا هلال بن العلاء ، قال : ثنا أبي (١) ، قال : ثنا طلحة بن زيد (٢) ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي قتادة ، قال : لما قدم وفد عبد القيس على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خدمهم بنفسه ، فقال أصحابه : نحن نكفيك يا رسول الله. قال : «إنّهم كانوا لأصحابي مكرمين ، فأنا أحبّ أن أكافيهم».

* * *

__________________

(١) هو العلاء بن هلال بن عمرو أبو محمد الباهلي الرقي ، فيه لين. مات سنة خمس عشرة ومائتين. انظر «التقريب» ص ٢٦٩.

(٢) هو طلحة بن زيد القرشي أبو مسكين ، أو أبو محمد الرقي ، متروك الحديث ، منكر الحديث ، ضعيف جدا ، وقال الآجري عن أبي داود : يضع الحديث ، وقال الساجي : منكر الحديث. انظر «التهذيب» (٥ / ٦).

في إسناده من فيه لين ، ومن هو ضعيف جدا ، بل متهم بالوضع.

١٠٤

٥٦٨ ١٠ ـ ١١ / ١٦٨ أبو بكر عبد الله بن غيلان الكرجي (*) :

قدم علينا ، كثير الحديث.

(٨٧٠) حدثنا عبد الله بن غيلان ، قال : ثنا الفضل بن محمد بن عبد الله العطار (١) ، قال : ثنا هشام بن عمّار (٢) ، قال : ثنا الوليد (٣) ، عن الأوزاعي ،

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٧٧) ، ولكنّه جاء عنده : «عبد الله بن علّان» والكرجي ـ بفتح أولها والراء ، وفي آخرها جيم ـ وهي مدينة ببلاد الجبل بين أصبهان وهمذان كما في «اللباب» (٣ / ٩٠).

(١) العطار ، قال الدارقطني : كان يضع الحديث ، وقال ابن عدي : وصل أحاديث ، وزاد في المتون. انظر «الميزان» (٣ / ٣٥٨).

(٢) تقدم في ح ٢٣.

(٣) هو ابن مسلم.

في إسناده العطار. متهم بالوضع ، ولكن الحديث يصحّ بشواهده.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٧٧) عن المؤلف به مثله ، وله شاهد من حديث ثوبان رواه أبو داود في «سننه» (٢ / ٧٧٠) الصوم ، وابن ماجة في «سننه» (١ / ٥٣٧) ، والدارمي في «سننه» (٢ / ١٤) ، وابن الجارود في «المنتقى» (١٤٠) ، وابن خزيمة في «صحيحه» (٣ / ٢٢٦) ، وابن حبان في «صحيحه» كما في «الموارد» ص ٢٢٦ ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٤٢٧) ، وأحمد في «مسنده» (٥ / ٢٧٧ و ٢٨٠ و ٢٨٢) ، وعبد الرّزاق في «المصنف» (٤ / ٢٠٩) ، والطيالسي في «مسنده» كما في «المنحة» (١ / ١٨٦) ، والبيهقي في «سننه» (٤ / ٢٦٥) ، والطبراني في «الكبير» (٢ / ٩٩) ، وابن الأعرابي في «معجم شيوخه» ، حديث رقم ٨ ـ المحقق منه ـ. وصححه الحاكم على شرط الشيخين ، ونقل عن أحمد أنه قال : هو أصح ما روي في هذا الباب». ـ

١٠٥

عن عمرو بن شعيب ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«أفطر الحاجم والمحجوم».

(٨٧١) حدّثنا عبد الله ، ثنا الفضل ، قال : محمد بن عقبة بن علقمة ، قال : ثنا أبي ، عن الأوزاعي ، عن مالك بن أنس ، عن عبد الله بن دينار ، عن

__________________

ـ وقال الزيلعي : «صححه أحمد ، وابن المديني ، وغيرهما» ، وقال الترمذي في «علله الكبرى : قال البخاري : ليس في هذا الباب أصح من حديث ثوبان ، وشدّاد ، فذكرت له الاضطراب ، فقال : كلاهما عندي صحيح ، وكذا ذكروا عن ابن المديني ، أنّه قال : «حديث ثوبان ، وحديث شداد صحيحان». كذا في «نصب الراية» (٢ / ٤٧٢).

وكذا أخرج البخاري في «صحيحه» (٣ / ٤٢) الصوم ، عن الحسن أنّه قال : «أفطر الحاجم والمحجوم» قيل له : عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ؟ قال : نعم ، ثم قال : الله أعلم ـ فهو مرسل ـ.

وقال ابن حزم في «المحلى» (٦ / ٢٠٤): «قد صح عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من طريق ثوبان ، وشداد بن أوس ، ومعقل بن سنان ، وأبي هريرة ، ورافع بن خديج ، وغيرهم أنّه قال : «أفطر الحاجم والمحجوم».

قلت : وقد كان هذا أوّلا ، ثم نسخ بدليل ما رواه ابن حزم في «المحلى» (٦ / ٢٠٤) ، والحازمي في «الاعتبار» (١٤٢) من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أرخص في الحجامة للصائم ، واستدلّ كلاهما بهذا الحديث على نسخ حديث «أفطر الحاجم والمحجوم» ، لأن لفظ «أرخص» لا يكون إلّا بعد النهي. وكذا أخرج الدارقطني في «سننه» (٢ / ١٨٢) من حديث أنس ، قال : أوّل ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم ، فمر به النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : أفطر هذان ، ثم رخص النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في الحجامة للصائم ، وكان أنس يحتجم وهو صائم ، وقال : «ورواته كلهم ثقات ، ولا أعلم له علة». وانظر التفصيل حول الموضوع في «نصب الراية» (٢ / ٤٧٢) ، و «صحيح ابن خزيمة» (٣ / ٢٢٦ ـ ٢٣٦).

١٠٦

ابن عمر ، قال : أشار رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بيده نحو الشرق ، فقال : «ألا إنّ الفتنة من هاهنا حيث تطلع قرن الشّيطان» (١).

* * *

__________________

(١) في إسناده الفضل ، وهو متهم ، وقد تقدم في الحديث السابق ، والحديث صحيح من غير هذا الوجه.

تخريجه :

فقد أخرجه مالك في «الموطأ» ص ٦٠٣ الاستئذان ، باب : ما جاء في المشرق به ، ومن طريقه البخاري في صحيحه (٤ / ١٥٠) بدء الخلق باب : في صفة إبليس وجنوده وكذا في «الفتن» ، باب : ٧٩ ، ومسلم في «صحيحه» (٤ / ٢٢٢٩) الفتن وأشراط الساعة ، باب : الفتنة في المشرق من حيث يطلع قرن الشيطان ح ٤٥ ـ ٤٩ ، والترمذي في «سننه» (٣ / ٣٦٢) «الفتن» ، ولكنه من طريق الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر مرفوعا. وكذا أحمد في «مسنده» (٢ / ٢٣ و ٩٢ و ١١١ و ١٢١) به ، وكذا من غير هذا الوجه ، وقال الترمذي : حسن صحيح.

١٠٧

٥٦٩ ١٠ ـ ١١ / ١٦٩ أبو بشر (١) أحمد بن محمد المروزي (*) :

قدم البلد خارجا إلى الحج سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ، وقرأ علينا مشيخة رقبة بن مصقلة ، عن محمد بن عبدة ، عن أبيه ، عن أبي حمزة ، وأملى من حديث خراسان أحاديث كثار. لم نكتبه (٢) ما بعلوها إلّا عنه. ثم بعد ذلك.

رأينا من رآه بخراسان ينكر أمره ويقع فيه ، فالله أعلم.

فممّا كتبنا عنه :

__________________

(١) بمقابل اسم أبي بشر على اليمين توجد في الحاشية هذه العبارة : «أبو بشر هذا هو : أحمد بن محمد بن عمرو بن مصعب بن بشر بن فضالة المروزي الفقيه ، قال أبو الحسن الدّارقطني : يضع الحديث ، وقال ابن حبان : مثله ، وزاد : ويضع المتون للآثار ، ويقلب الأسانيد ، لعلّه قد قلب على الثقات أكثر من عشرة آلاف حديث ، وادعى شيوخا لم يرهم. انتهى». قلت : هذه التعليقات تدل على العناية بمقابلة النسخة ، وبمقارنتها بأقوال العلماء.

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٣٠ ـ ١٣١) ، وزاد في نسبه : «ابن عمرو بن مصعب بن الحسن بن فضالة بن عبد الله بن راشد» الفقيه ... صاحب غرائب [ومناكير]. وفي «المجروحين» (١ / ١٥٦) ، وفيه : كان ممن يضع المتون للآثار ، ويقلب الأسانيد للأخبار ، حتى غلب قلبه أخبار الثقات ، وروايته عن الأثبات بالطامات على مستقيم حديثه ، فاستحق الترك ، ولعله قد أقلب على الثقات ، أكثر من عشرة آلاف حديث. وفي «الميزان» (١ / ١٤٩) ، وفيه : مات سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. وكذا في «اللسان» (١ / ٢٩٠) ، وفيه : قال ابن عدي : حدّث بأحاديث بواطيل ، ونسبه الدغولي إلى الكذب ، وفي «تاريخ بغداد» (٥ / ٧٣ ـ ٧٥) ، ونقل ما ذكر من أقوال المذكورة.

(٢) في الأصل : «لم نكتبه» ، والتصويب من مقتضى القواعد.

١٠٨

(٨٧٢) حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا خلف بن عبد العزيز ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن شعبة ، عن بكر بن وائل ، عن ابن عجلان ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، أن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال :

«إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلّم» (١).

(٨٧٣) حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا عمّي عبد الله بن مصعب بن بشر ، عن أبيه ، عن عثمان بن جبلة بن أبي روّاد ، قال : ثنا شعبة ، عن ثابت ، عن أنس ، عن أبي بكر الصديق ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

في الغار. قال أبو بكر : يا رسول الله! لو أن أحدهم نظر إلى قدمه

__________________

(١) في إسناده أبو بشر أحمد بن محمد ، وهو المترجم له. تقدم الكلام حوله ، ولكن الحديث حسن من غير هذا الوجه بطرقه.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ١٣١) به مثله ، وأبو داود في «سننه» (٥ / ٣٨٦) الأدب ، باب : في السلام إذا قام من المجلس ، وكذا الترمذي في «سننه» (٤ / ١٦٤) الاستئذان ، باب : في التسليم عند القيام ، وعند القعود حديث ٢٨٤٩ ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٤٣٠ و ٢٨٧ و ٤٣٩) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١٤ / ٦٠). جميعهم من طريق ابن عجلان عن المقبري ، عن أبي هريرة مرفوعا مثله ، وأتم منه. وقال الترمذي : «حديث حسن».

والبغوي في «شرح السنة» (١٢ / ٢٩٣) من الطريق المذكور ، وقال : حديث حسن. وكذا أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» حديث ١٠٠٧ و ١٠٠٨ ، والطحاوي في «مشكل الآثار» (٢ / ١٣٩) ، والحميدي في «مسنده» حديث ١١٦٢ ، وأبو يعلى في «مسنده» (ق ٣٠٦ / ١) ، والفاكهي في حديثه عن أبي يحيى بن أبي ميسرة (١ / ٥ / ٢) من نفس الطريق المذكور ، وله شاهد من حديث معاذ عند أحمد في «مسنده» (٣ / ٤٣٨) ، وكذا من حديث قرة ، وهو موقوف ، ولكنه في حكم الرفع ، ورجاله ثقات كلّهم. رواه البخاري في «الأدب المفرد» ح رقم ١٠٠٩.

١٠٩

لأبصرنا ، فقال : «يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟» (١).

(٨٧٤) حدثنا أبو بشر ، قال : ثنا عمّي ، عن جدي ، عن عبد الله بن كيسان ، عن مطر الورّاق ، عن أنس بن مالك ، عن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال :

«الدّعاء بين الأذان والإقامة لا يردّ» (٢).

__________________

(١) في إسناده أبو بشر. تقدم الكلام حوله ، والحديث صحيح من غير هذا الوجه.

تخريجه :

فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٧ / ٩) في فضائل أصحاب النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ باب : مناقب المهاجرين وفضلهم ، وباب : هجرة النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأصحابه إلى المدينة ، وكذا في تفسير سورة براءة ، باب : قوله : (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ).

ومسلم في «صحيحه» فضائل الصحابة ، باب : من فضائل أبي بكر ... رضي‌الله‌عنه ـ ، حديث ٢٣٨١.

والبغوي في «شرح السنة» (١٣ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦) ، وقال : هذا حديث متفق على صحته.

(٢) في إسناده المترجم له ، وكان ممّن يضع الحديث ، ولكنّ الحديث حسن من غير وجهه بطرقه.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٣٥٨) الصلاة ، باب : الدعاء بين الأذان والإقامة ، والترمذي في «سننه» (١ / ١٣٧) الصلاة ، باب : أن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ١١٩). جميعهم من طريق زيد العمي عن أبي إياس ، عن أنس به ، وقال الترمذي : «حسن صحيح». قلت : زيد العمي ضعيف. نعم ، يصحح بطرقه ، وقد أخرجه أحمد في «مسنده» (٣ / ١١٥ و ٢٢٥) ، وكذا ابن حبان كما في «الموارد» حديث ٢٩٦ من طريق يزيد بن أبي مريم ، عن أنس به ، وهذا الإسناد صحيح ، ونسبه الحافظ في «التلخيص» (١ / ١٧٩) إلى النسائي وابن خزيمة.

وكذا أخرجه البغوي في «شرح السنة» (٢ / ٢٨٩) ، وقال : حديث حسن.

١١٠

(٨٧٥) حدثنا أبو بشر (١) ، قال : ثنا عمّي ، عن جدّي ، قال : ثنا حكيم بن زيد ، عن الأعمش وأبي حصين ، عن أبي صالح ، عن جابر بن عبد الله ، قال : كان في المسجد خشبة يخطب إليها النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقيل له : لو اتخذنا لك مثل الكرسي ، فتقوم عليه. ففعل ، فحنت الخشبة كما تحن الناقة ، فأتاها ، فاحتضنها ، واعتنقها ، ووضع يده عليها ، فسكتت.

(٨٧٦) حدّثنا أبو بشر ، قال : ثنا حصن بن عبد الحكيم ، قال : ثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : ثنا شعبة ، عن داود بن أبي هند ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال :

«صلاة الجمع تفضل على صلاة الرّجل وحده بخمس وعشرين درجة» (٢).

__________________

(١) هو أحمد بن محمد المترجم له ، متهم بالوضع ، والحديث صحيح من غير هذا الوجه ، والسياق بطرقه وشواهده.

فقد أخرجه ابن ماجة في «سننه» (١ / ٤٥٥) الإقامة ، باب : ما جاء في بدء شأن المنبر من طريق أبي نضرة عن جابر مرفوعا نحوه.

وقال البوصيري في «الزوائد» له : إسناده صحيح ، وابن أبي عدي ثقة ، وقال : قد أخرجه النسائي عن جابر بسند آخر. وأخرجه الدارمي في «سننه» (١ / ١٦) المقدمة ، باب : ما أكرم النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بحنين المنبر من طرق عن جابر مطولا ومختصرا ، وكذا في الصلاة (١ / ٣٦٦) ، باب : مقام الإمام إذا خطب ، وله شواهد بمعناه من حديث أنس ، وأبيّ بن كعب ، وابن عباس ، في المصادر السابقة.

وانظر «مسند أحمد» (١ / ٢٤٩ و ٢٦٧ و ٢٧٣ و ٣٦٣) ، وفي (٣ / ٢٢٦) ، رواه من حديث أنس وابن عباس ـ رضي‌الله‌عنهما ـ.

(٢) في إسناده أبو بشر المترجم له. تقدم الكلام حوله ، وهذا الحديث من الأحاديث التي رواها ابن حبان في «المجروحين» (١ / ١٥٧) ، وعدّه مما قلّب إسناده.

والحديث صحيح من غير وجهه ، بل متفق عليه من حديث أبي هريرة ، وقد تقدم تخريجه في حديث رقم ٤٢٤.

١١١

(٨٧٧) حدثنا أبو بشر ، قال : ثنا محمد بن الحسن الدوقي ، قال : ثنا عبد الله بن الوليد العدني ، قال : ثنا هشام بن سعد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قضى باليمين مع الشاهد (١).

(٨٧٨) حدثنا أبو بشر ، قال : ثنا الأمير خالد بن أحمد بن خالد بن حمّاد ، عن أبيه ، عن جدّه ، وأبوه أيضا قد سمع عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قضى باليمين مع الشاهد (٢).

* * *

__________________

(١) في إسناده أبو بشر المترجم له ، وهو ممّن يضع الحديث والحديث صحيح من غير هذا الوجه من حديث ابن عباس وأبي هريرة.

وهذا الحديث من جملة ما رواها ابن حبان في «المجروحين» (١ / ١٦٠) ، ولكنه بسند المؤلف الآتي ، وعدّه من جملة ما قلب إسناده.

فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» (٣ / ١٣٣٧) الأقضية ، باب : القضاء باليمين والشاهد ، وأبو داود في «سننه» (٤ / ٣٢ ـ ٣٤) الأقضية ، باب : القضاء باليمين مع الشاهد ، وابن ماجة في «سننه» الأحكام ، باب : القضاء بالشاهد واليمين حديث ٢٣٧٠.

وكذا الترمذي في «سننه» الأحكام ، باب : اليمين مع الشاهد ، حديث ١٣٤٣ من حديث أبي هريرة ـ رضي‌الله‌عنه ـ.

(٢) في إسناده المترجم له ، تقدم الكلام حوله.

تخريجه :

فقد أخرجه ابن حبان من هذا الطريق. انظر الحديث السابق.

١١٢

٥٧٠ ١٠ ـ ١١ / ١٧٠ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرو الأبهري (*) :

شيخ ثقة ، كتب بأصبهان عن رسته والأصبهانيين. وبالبصرة عن نصر بن علي ، وأبي موسى ، وأبي الرّبيع السمتى. مات سنة خمس عشرة وثلاثمائة.

ومن حسان حديثه :

(٨٧٩) حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، وقال : ثنا أبو الرّبيع السمتي (١) ، قال : ثنا عبد النور بن عبد الله بن سنان (٢) ، قال : ثنا يونس بن شعيب (٣) ، عن أبي أمامة ، قال : شخص رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بصره إلى السماء فقلنا ما هذا يا رسول الله؟! قال :

«رأيت ملكا عرج بعمل سلمان» (٤).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٥٧).

(١) لم يتبين لي ، ولكنه تابعه عن عبد النور إبراهيم بن محمد بن عرعرة السامي ـ بمهملة ـ ثقة ، حافظ كما في «التهذيب» (١ / ١٥٥ ـ ١٥٦) فلعله هو ، غير أنه ذكر كنيته أبو إسحاق.

(٢) ترجم له في «الميزان» (٢ / ٦٧١) ، وقال : كذاب ، وقال العقيلي : كان يغلو في الرفض ، ووضع حديثا عن شعبة ، وفي «اللسان» (٤ / ٧٧) وقال العقيلي : لا يقيم الحديث ، وليس من أهله.

(٣) قال البخاري : «منكر الحديث» ، وقال العقيلي : «مجهول» ، وحديثه غير محفوظ ، وذكره الدولابي في «الضعفاء. انظر «اللسان» (٦ / ٣٣٢).

(٤) في أسناده ضعف شديد. ـ

١١٣

(٨٨٠) حدثنا محمد ، قال : ثنا أبو الرّبيع ، قال : ثنا عبد النور ، عن يونس بن شعيب ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«يا عائشة! أما تعلمين أنّ الله ـ عزوجل ـ زوّجني في الجنّة مريم ابنة عمران ، وكلثم أخت موسى ، وامرأة فرعون؟» (١).

* * *

__________________

ـ تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٥٧) عن المؤلف به مثله.

وكذا أخرجه الطبراني كما في «المجمع» (٩ / ٣٤٤) ، وقال الهيثمي : وفيه عبد النور بن عبد الله المسمعي ، وهو كذاب.

(١) تقدم الحكم على السند في الحديث السابق.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٥٧) عن المؤلف به مثله.

وكذا ابن عدي في «كامله» ، كما ساقه الذهبي في «الميزان» (٤ / ٤٨١) ، وابن حجر في «اللسان» (٦ / ٣٣٢) ، فذكرا أنّه قال : أخبرنا أبو يعلى ، حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة ، فذكره به مثله.

وقال : أي : ابن عدي : هذا الحديث هو الّذي أنكره عليه البخاري. وقال العقيلي : وحديثه غير محفوظ.

١١٤

٥٧١ ١٠ ـ ١١ / ١٧١ محمود (١) بن علي بن مالك بن الأخطل (*) :

الشيباني ، يكنى بأبي حامد ، من أهل المدينة ، توفي سنة ثلاثمائة ، كان يروي عن المخزومي ، والجوّاز ، وابن المقرىء ، شيخ ثقة صدوق.

(٨٨١) حدثنا أبو حامد محمود ، قال : ثنا محمد بن منصور الجوّاز (٢) ، ابن المقرىء (٣) ، قالا : ثنا سفيان (٤) ، قال : سمعت من يحيى بن سعيد (٥) ، وابن عجلان (٦) ، عن محمد بن يحيى بن حبان (٧) ، عن ابن محيريز (٨) ، عن

__________________

(١) جاء في الأصل : «محمد» ، والتصويب من «أخبار أصبهان» (٢ / ٣١٦) ، وكذا من السند الآتي ، عند المؤلف نفسه.

(*) له ترجمة في المصدر السابق لأبي نعيم.

(٢) هو محمد بن منصور بن ثابت الخزاعي الجوّاز ـ بالجيم ، وتشديد الواو ، ثم زاي ـ ثقة ، مات سنة خمس وخمسين ومائتين. انظر «التقريب» ص ٣٢٠ ، و «التهذيب» (٩ / ٤٧١ ـ ٤٧٢).

(٣) هو محمد بن عبد الله بن يزيد.

(٤) هو ابن عيينة.

(٥) هو الأنصاري.

(٦) هو محمد بن عجلان.

(٧) هو الأنصاري.

(٨) هو عبد الله بن محيريز ـ مصغرا ـ الجمحي المكي ، ثقة. مات سنة تسع وتسعين.

انظر «التهذيب» (٦ / ٢٢).

١١٥

المخدجى (١) ، قال : قلت لعبادة بن الصامت ، إن أبا محمد (٢) ـ وكان ممن شهد بدرا ـ يقول :

الوتر واجب ، فقال : كذب أبو محمد ، سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول :

«خمس صلوات كتبهنّ الله على عباده ، فمن أتى بهنّ لم ينتقص منهنّ شيئا كان حقّا على الله أن يدخله الجنّة ، ومن لم يأت بهنّ استخفافا بحقّهنّ لم يكن له عند الله عهدا. إن شاء عذّبه ، وإن شاء غفر له».

* * *

__________________

(١) المخدجي قيل : اسمه رفيع ، وقيل : غير ذلك وقال المنذري في «مختصر السنن» : هو فلسطيني اسمه رفيع ، ومخدج ـ بضم الميم ، وسكون الخاء ، وكسر الدال. وقد فتحها بعضهم ، وبعدها جيم ـ قيل : إن ذلك لقب له ، ومخدج بطن من كنانه. انظر (٢ / ١٢٣).

(٢) أبو محمد : اسمه مسعود بن زيد ، وله صحبة ، وقيل : اسمه سعد بن أوس من الأنصار ، من بني النجار ، وكان بدريا ، وهو صاحب حديث الوتر. انظر «التقريب» ص ٤٢٥.

في إسناده المخدجي ، لم أعرفه ، بقية رجاله ثقات.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٢ / ١٣٠ ـ ١٣١) الوتر ، باب : فيمن لم يوتر ، والنسائي في «سننه» الصلاة ، باب : المحافظة على الصلوات الخمس حديث ٤٦٢ ، وابن ماجة في «سننه» إقامة الصلاة ، باب : فرض الصلوات الخمس حديث ١٤٠١ ، وقال المنذري في «مختصر سنن أبي داود» (٢ / ١٢٣) : قال أبو عمر النمري : لم يختلف عن مالك في إسناد هذا الحديث ، وهو حديث صحيح ثابت.

١١٦

٥٧٢ ١٠ ـ ١١ / ١٧٢ يعقوب بن إبراهيم الغزال (*) :

يكنى أبا يوسف ، يروي عن أبي عبد الله المقرىء ، وعمرو بن علي ، وأبي مسعود. أحد الثقات ، توفي ... (١)

(٨٨٢) حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا أبو مسعود (٢) ، قال : ثنا وهب بن جرير (٣) ، قال : ثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال : أمرتم بإقام الصلاة ، وإيتاء الزكوة ، ولا يمنع الزكاة مسلم.

(٨٨٣) حدثنا يعقوب ، قال : ثنا أبو مسعود ، قال : ثنا عبد الوهاب بن عطاء ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، أن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال :

«إنّ من الشّعر حكمة ومن البيان سحرا» (٤).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٥٤) ، وفيه : ثقة.

(١) جاء في الأصل ، هكذا بياضا موضع النقاط ، ولم أتمكن من إكماله.

(٢) هو أحمد بن الفرات الرّازي.

(٣) هو وهب بن جرير بن خازم البصري أبو العباس الحافظ ، ثقة. مات سنة ست ومائتين. انظر «التهذيب» (١١ / ١٦١).

رجاله بين ثقة وصدوق ، ولكنه موقوف على ابن مسعود.

(٤) رجاله بين ثقة وصدوق ، والحديث صحيح ، وقد تقدم تخريجه بشواهده في حديث ٢٧٤.

١١٧

(٨٨٤) حدثنا يعقوب (١) ، قال : ثنا أبو مسعود (٢) ، قال : ثنا أبو داود (٣) ، قال : ثنا شعبة ، قال : ثني حبيب بن أبي ثابت ، قال : سمعت سعيد بن جبير يحدّث عن عمرو بن ميمون ، عن معاذ بن جبل ، أن النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعثه إلى اليمن ، فصلّى بهم الصبح ، فقرأ بالنساء ، فلمّا بلغ : (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً)(٤). قالت امرأة : قرت عين أمّ إبراهيم.

(٨٨٥) حدّثنا يعقوب ، قال : ثنا عمرو بن علي (٥) ، قال : ثنا سيف بن عبيد الله الجرمي (٦) ، قال : ثنا ورقا ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : كفن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في حلة حمراء كان يلبسها وقميص.

* * *

__________________

(١) هو ابن إبراهيم المترجم له.

(٢) هو أحمد بن الفرات.

(٣) هو الطيالسي.

(٤) النساء : الآية ١٢٥.

رجاله رجال الصحيح سوى يعقوب. وهو ثقة.

تخريجه :

فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٨ / ٦٥) مع «الفتح» المغازي ، باب : بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن قبل حجة الوداع عن شيخه سليمان بن حرب ، عن شعبة به ، إلّا أنه جاء عنده : «فقال رجل : من القوم : لقد قرت عين أم إبراهيم».

وعزاه السيوطي في «الدّر» (٢ / ٢٣٠) إلى ابن أبي شيبة ، وابن الضريس ، والحاكم.

(٥) هو الفلاس.

(٦) هو أبو الحسن الجرمي ـ بفتح الجيم ـ السراج البصري ، صدوق ، ربّما خالف ، من التاسعة. انظر «التقريب» ص ١٤٢.

في إسناده يزيد بن أبي زياد ، ضعيف ، كبر فتغيّر ، فصار يتلقّن.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٣ / ٥٠٧) الجنائز ، باب : في الكفن ، من طريق يزيد به نحوه.

١١٨

٥٧٣ ١٠ ـ ١١ / ١٧٣ الحسن بن محمد بن أسيد الأبهري (*) :

يحدّث عن الرّازيين : أحمد بن ثابت فرّخويه ، وسعيد بن عنبسة ، وعن الأصبهانيين : عن لوين ، وعمرو بن علي. مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

(٨٨٦) حدثنا الحسن بن محمد بن أسيد ، قال : ثنا أحمد بن ثابت فرّخويه (١) ، قال : ثنا عبد الرّزاق ، عن معمر ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

__________________

ـ وابن ماجة في «سننه» الجنائز ، باب : في كفن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حديث ١٤٧١.

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٦٦).

(١) هو أحمد بن ثابت بن عتاب الرّازي ، قال أبو محمد بن أبي حاتم : سمعت أبا العباس الطهراني يقول : كانوا لا يشكون أن فرخويه كذاب. انظر «الجرح والتعديل» (٢ / ٤٤) ، و «اللسان» (١ / ١٤٣).

في إسناده فرخويه. تقدم الكلام حوله ، والحديث صحيح من غير هذا الوجه.

تخريجه :

فقد أخرجه عبد الرزاق في «مصنفه» (١١ / ١٤١ ـ ١٤٢) حديث رقم ٢٠١٤٥ عن معمر به ، والترمذي في «سننه» (٣ / ٢٢٥) البر والصلة ، باب : ما جاء في «الفحش» والتفحش ح ٢٠٤٠ ، وابن ماجة في «سننه» (٢ / ١٤٠٠) الزهد ، باب : الحياء ح ٤١٨٥. جميعهم من طريق عبد الرزاق به.

قال الترمذي : حديث حسن غريب ، لا نعرفه ألّا من حديث عبد الرّزاق ، وكذا البغوي في «شرح السنة» (١٣ / ١٧٢) من طريق عبد الرزاق به. وكذا البخاري في «الأدب المفرد» ص ٨٧ عن إبراهيم بن موسى ، عن عبد الرزاق به.

١١٩

«ما كان الحياء في شيء قطّ إلّا زانه ، ولا كان الفحش في شيء قطّ إلّا [شانه](١)».

(٨٨٧) حدثنا الحسن بن محمد ، قال : ثنا أحمد بن ثابت ، قال : ثنا عبد الرزاق ، قال : أنا معمر ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : أخذ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على النساء أن لا يجلبن بحديث الرجال وحدانا (٢).

* * *

__________________

(١) في الأصل : «زانه» ، وهو خطأ ، والتصويب من مصادر التخريج.

(٢) في إسناده أحمد فرخويه. كذاب كما تقدم.

تخريجه :

فقد أخرج النسائي في «الكبرى» الجنائز ، باب : ١٥ كما في «تحفة الأشراف» (١ / ١٥٣) وكذا أحمد في «مسنده» (٣ / ١٩٧) من طريق عبد الرزاق ، بمثل إسناده ، ولكنه جاء فيه : أخذ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على النساء حين بايعهن أن لا ينحن ، فذكره أتم منه ، وليس فيه لفظ المذكور ، فلعلّ هذا حديث آخر والله أعلم.

١٢٠