أسماء وألقاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

علي أصغر شكوهي قوچاني

أسماء وألقاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام

المؤلف:

علي أصغر شكوهي قوچاني


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مجمع البحوث الاسلامية
المطبعة: زيبا نگار
الطبعة: ٣
ISBN: 978-964-444-949-9
الصفحات: ٣٩٢

قرينه المبارز.١

وعن أنس قال : صعد النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله المنبرَ فذكر قولاً كثيراً، ثمّ قال : أين عليّ ابن أبي طالب؟ فوثب إليه عليّ ـ إلى أن قال ـ هذا مفرّج الكروب عنّي، هذا أسد الله، وسيفه في أرضه على أعدائه وعلى مبغضيه لعنة الله ولعنة اللاعنين ...٢

ينظر : الختن، سيف الله، شيخ المهاجرين والأنصار، كاشف الكروب.

أسمح الأمّة كفّاً

ينظر : الأوّل.

الأشجع

وكان من ألقابه عليه‌السلام أشجع النّاس، أشجع مَن ركب، الكرّار غير الفرّار.٣

قال فضل الله بن روزبهان الشافعيّ الإصبهانيّ : ومن ألقاب عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : الأشجع المتين، أسد الله الغالب الكرّار، وحيدر العَرين.٤

ولا يخفى أنّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام، كان أشجع الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وأنّه خاض الحروب، وثبت في المواقف الّتي طاشت فيها الألباب، وبلغت القلوب الحناجر، وأنّه عليه‌السلام لم يُوَلِّ دُبُراً قطّ.

وقيل : إنّ درعه كان مقدّماً بلا مؤخّر، وأنّ الملائكة تعجب من حملاته. أمّا بذله جهده في الذبّ عن وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وحمايته للقرآن الكريم وخاتم

_______________________

١ ـ صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام ٢٧٥، رقم ١٤.

٢ ـ العسل المصفّى ٢ / ٣٨٩.

٣ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٣، ٣٢٦، ٣٣٠.

٤ ـ وسيلة الخادم إلى المخدوم ١٠٥، ١٠٦.

٤١

المرسلين، فشيء لايخفى على الأمّة بل العالم عامّة، وإنّما تشيّدت مباني الدّين، وثبتت قواعده، وظهرت معالمه، ورُفع لواؤه بسيف مولانا عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام، وإنّ الفتوح بأجمعها كانت على يده، ولم يبرز إليه أحد إلّا قتله.

وفي الرواية، أنّه عُرف قتلى عليّ عليه‌السلام مِن قتلى المسلمين، أنّه ليس في المقتول إلّا ضربة واحدة من عليّ عليه‌السلام، ومن قتلى المسلمين في الواحد منهم خمس ضربات إلى ستّ ضربات، وهو الّذي قلع باب خيبر بيده وجعله جسراً، واجتمع عليه عصبة من النّاس ليقلبوه فلم يقدروا، وكان يفتحه يردّه عشرون رجلاً.

قال الخطيب الخوارزميّ عن جابر، قال : حمل عليّ عليه‌السلام باب خيبر يومئذٍ، فجُرّب بعده فلم يحمله إلّا أربعون رجلاً.١

وقال عليه‌السلام : ما قلعتُ باب خيبر بقوّة جسمانيّة، بل بقوة ربّانيّة.٢

وقال ابن أبي الحديد : أمّا القوّة والأيْد، فبه يُضرب المثل فيهما، قال ابن قتيبة في المعارف : ما صارع أحداً قطّ إلّا صرعه.٣

وقال ابن الأثير : كان عليّ ابن أبي طالب عليه‌السلام، أشجع النّاس، لأنّ ضربات عليّ عليه‌السلام، كانت مُبتَكرات لا عَواناً، أي، أنّ ضربته كانت بِكراً، يقتل بواحدة منها لايحتاج أن بعيد الضربة ثانياً، يقال : ضَرْبَةٌ بِكر.٤

وقال أيضاً : إنّ عليّاً عليه‌السلام حمل على عسكر المشركين، فما زالوا يبقّطون، أي

_______________________

١ ـ المناقب للخوارزميّ ١٧٢؛ وانظر تاريخ بغداد ١١ / ٣٤٥؛ فرائد السّمطين ١ / ٢٦١.

٢ ـ شرح المواقف ٨ / ٣٧١.

٣ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢١.

٤ ـ النّهاية في غريب الحديث ١ / ١٤٩ «بكر».

٤٢

يتعادون إلى الجبل متفرّقين. بقَّطَ الرجل إذا صعد الجبل، والبقط التفرقة.١

وقال أيضاً : في حديث عمر، أنّه سأل الأسقُف عن الخلفاء، فحدّثه حتّى انتهى إلى نعت عليّ عليه‌السلام فقال عمر : «صداء من حديد» أو يروى : صدع أراد دوام ليس الحديد، لاتّصال الحروب في أيّام عليّ عليه‌السلام، وما مُني به مِن مقاتلة الخوارج والبغاة، وملابسة الأمور المشكلة، والخطوب المعضلة، ولذلك قال عمر : «وادفراه» تضجّراً من ذلك واستفحاشاً. ورواه أبو عبيد غير مهموز كأنّ الصدا لغة في الصدع وهو اللّطيف الجسم، أراد أنّ عليّاً عليه‌السلام خفيف يخفّ إلى الحروب ولا يكسل؛ لشدة بأسه وشجاعته.٢

وقال أيضاً : ومنه حديث عليّ عليه‌السلام كان إذا تَطاوَل قَدَّ، وإذا تَقاصَر قَطّ، أي قطع طولاً، وقطع عرضاً.٣

وبالجملة إنّ عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام بلغ من القوّة والشدّة غايةً لم يبلغها أحد، حتّى قيل : إنّه كان يقطّ الهام قطّ الأقلام. وبشجاعته العظيمة نال فضيلة أخرى كبرى هي الجهاد، حتّى إنّ أكثر الفتوح كانت على يده بل كلّها، ومنها ضربته لعمرو بن عبد وَدّ التي قال فيها النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : لَضربةٌ من عليّ لعمرو بن عبد وَدّ أفضل من عمل الثقلين.٤

وهذه الشّجاعة هي الّتي أنامته على فراش النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله حقتاً لدمه مع تظاهر

_______________________

١ ـ نفس المصدر ١ / ١٤٥.

٢ ـ النّهاية ٣ / ١٥ «صد».

٣ ـ نفس المصدر ٤ / ٢١ «قطّ».

٤ ـ التفسير الكبير للرازيّ ٣٢ / ٣١، في تفسير سورة القدر؛ المناقب للخوارزميّ ١٠٧؛ فردوس الأخبار ٣ / ٥٠٤، رقم ٥٤٤٥؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٣٢؛ المنتظم ١٧ / ١٤٩؛ معارج النبوّة، الركن الرابع ١٣٠؛ تنبيه الغافلين ٤٩؛ الطّرائف ٦٠.

٤٣

العرب ورؤساء القبائل على محاربته وقتله.١

قال فضل الله بن روزبهان : هو الراقد في فراش الرسول الأمين حتّى باهى الله به الملائكة المقرّبين، المُشْهِر لذي الفقار على الكَفَرَة المتمرّدين، الكاسر لجيش قريش يوم بدر بقتل ثلاث من المشركين : الفالق بفتح (بفرق) كبش الكتيبة يوم اُحد بسيفه الرّصين، الفارق رأس عمرو بن عبد وَدَّ يوم الخندق بالأيد المتين، وأنزل الله تعالى في حقّه (وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا)٢. وقال بعض القرّاء : وكفى الله المؤمنين القتال بعليّ ...، وهو القالع لباب خيبر بعد قتل مرحبٍ بلا توهين، ومحارب النّاكثين، ومقاتل القاسطين، وقاتل المارقين، المُنزَل في مناقبه جلائل الآيات من الكتاب المبين.٣

ولا يخفى أنّ الموافق والمخالف، علموا أنّ عليّاً عليه‌السلام كان أشجع الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وأنّه بسيفه ثبتت قواعد الإسلام، وتشيّدت أركان الإيمان، وكانت الراية بيده يوم بدر وأحد، ويوم الخندق، ويوم خيبر بعد أن رجع غيره وانهزم.

روى ابن عساكر عن عبد الرحمان بن أبي ليلي عن أبيه، أنّه قال لعليّ عليه‌السلام، وكان يَسْمُر معه : إنّ النّاس قد أنكروا منك أن تخرج في البرد في الملاءتين، وفي الحرّ في الحَشو والثّوب الثقيل! قال : فقال عليّ عليه‌السلام : ألم تكن معنا بخيبر؟ قال : بلى، قال : فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعث أبا بكر، وعقد له لواءً فرجع وقد انهزم ،

_______________________

١ ـ تفسير الثعلبيّ ٢ / ١٢٦؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٣١؛ تفسير القرطبيّ ٩ / ١٤٠؛ مروج الذهب ٢ / ٤٢٥؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٣٢؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٥٢ ـ ٥٤؛ المناقب للخوارزميّ ١٢٧؛ كفاية الطالب ٢٠٩.

٢ ـ الأحزاب / ٢٥.

٣ ـ وسيلة الخادم إلى المخدوم ١٠٩ ـ ١١٧.

٤٤

فبعث عمر وعقد له لواءً، فرجع منهزماً بالنّاس، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لَأُعطينّ الرايةَ رجلاً يحبّه الله ورسوله، ويحبّ الله ورسوله، يفتح الله له، ليس بفرّار. قال : فأرسل إليّ وأنا أرمد، فقلت : إنّي أرمد، فتفل في عيني، ثمّ قال : اللّهمّ أكفِه أذى الحَرّ والبرد، قال : فما وجدتُ حرّاً بعده ولا برداً.١

وقال ابن أبي الحديد : في شرح قوله عليه‌السلام : لابنه الحسن عليه‌السلام : «لا تَدْعُوَنّ إلى مُبارَزة، فإن دُعيتَ إليها فأجب، فإنّ الدّاعي إليها باغٍ، والباغي مصروع».

وقد ذكره الحكم ثمّ ذكر العلّة، وما سمعنا أنّه عليه‌السلام دعا إلى مبارزة قطّ، وإنّما كان يُدعىٰ هو بعينه، أو يُدعى مَنْ يبارز، فيخرج إليه فيقتله. دعا بنو ربيعة بن شمس بني هاشم إلى البراز يوم بدر، فخرج عليه‌السلام فقتل الوليد، ودعا طلحة بن أبي طلحة إلى البراز يوم أُحد، فخرج إليه فقتله، ودعا مرحب إلى البراز يوم خيبر فخرج إليه فقتله.

فأمّا الخَرجة الّتي خرجها يوم الخندق إلى عمرو بن عبد وَدّ، ، فإنّها أجلّ من أن يقال جليلة، وأعظم مِن أن يقال عظيمة، وما هي إلّا كما قال شيخنا أبو الهذيل، وقد سأله سائل : أيّما أعظم عند الله تعالى عليّ أم أبو بكر؟ فقال : يا ابن أخي، واللهِ لَمبارزة عليّ عَمْراً يوم الخندق تَعدِلُ أعمال المهاجرين والأنصار وطاعاتهم كلّها وتُربي عليها، فضلاً عن أبي بكر وحده.٢

وكان عليّ عليه‌السلام يقول : لو تظاهَرَت العربُ على قتالي، لمّا ولّيت. ولقد أرى

_______________________

١ ـ ترجمة الإمام عليّ عليه‌السلام لابن عساكر ١ / ٢٢٠؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٧٩ ـ ٨٦؛ مسند أحمد بن حنبل ١ / ٣٤، ١٦٩ باختلاف؛ مجمع الزّوائد ٩ / ١٢٤؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١١١؛ المناقب للخوارزميّ ١٧٠؛ حلية الأولياء ١ / ٦٥؛ البداية والنّهاية ٤ / ١٨٩؛ صحيح مسلم ٢ / ٤٤٨؛ سنن ابن ماجة ١ / ٤٥؛ سنن الترمذيّ ٥ / ٣٠١؛ دلائل النبوّة للبيهقيّ ٤ / ١١٢.

٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ / ٦٠.

٤٥

العالم نموذجاً منها في يَوم بدر وأحد حيث انهزم المسلمون، وبقي عليّ عليه‌السلام وحده يحارب بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويذبّ عنه أعداءه مِن جميع أطرافه ونواحيه، حتى نزل جبرئيل عليه‌السلام قائلاً :

لا سيف إلّا ذو الفقار

ولا فتى إلّا علي١

وقال أيضاً : لمّا دعا الإمام عليّ عليه‌السلام معاوية في صفّين إلى المبارزة ليستريح النّاس من الحرب بقتل أحدهما، قال له عمرو : لقد أنصَفَك، فقال له معاوية : ما غَشَشتَني منذ نصحتني إلّا اليوم، أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنّه الشجاع المطرق، أراك طمعت في إمارة الشام بعدي!!٢

وقال الفقيه الشافعي ابن مغازليّ : كان المشركون إذا بَصُروا بعليّ عليه‌السلام في الحرب عَهِد بعضُهم إلى بعض.٣

وقال الراغب : قيل : كانت قريش إذا رأت عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في كتيبة تَواصَت خوفاً منه.٤

وقال الأبشيهيّ : وقال بعض العرب : ما لَقِينا كتيبة فيها عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام إلّا أوصىٰ بعضنا إلى بعض.٥

وشجاعة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام أشهر من أن تذكر، وهو صاحب راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وفاتح خيبر، وشهرته ببدر وأحد وغيرها من

_______________________

١ ـ نفس المصدر ١ / ٩، ٢ / ٢٣، ٢٠٧ ـ ٣١١؛ تاريخ الطبريّ ٣ / ١٧؛ المناقب للخوارزميّ ١٦٧؛ المناقب لابن المغازليّ ١١٧، ١٨١؛ الفصول المهمّة ٥٧؛ ذخائر العقبى ٧٣؛ وقعة صفّين ٤٧٨؛ فرائد السّمطين ١ / ٢٥١.

٢ ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١ / ٢٠، ٥ / ٢١٧؛ محاضرات الأدباء ١ / ١٣١.

٣ ـ المناقب لابن مغازليّ ٧٢.

٤ ـ محاضرات الأدباء ٣ / ١٣٨.

٥ ـ المستطرف ١ / ١٩.

٤٦

المشاهد بلغت حدّ التواتر، حتى صارت شجاعته معلومة بالضرورة ويُضرب بها المثل، ولا يمكن جحودها مِن صديق ولا عدوّ.

وقبل لعليّ بن أبي طالب عليه‌السلام : ما أحبّ الأشياء إليك؟ قال : إطعام الضيف، والضرب باسّيف، والصوم في الصيف.

أشجع الأُمّة قلباً

ينظر : الأوّل.

أصحّ الأمّة ديناً

ينظر الأوّل.

أصلع قريش

وَسَمَّوا أصلع قريش، من كثرة لبس الخوذ على الرّأس.١

أعدل المؤمنين في الرعيّة

ينظر : أرأف المؤمنين، أقسمكم بالسويّة.

أعظم المؤمنين مزيّة

ينظر : أرأف المؤمنين، أقسمكم بالسويّة.

_______________________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٧؛ بحار الأنوار ٣٥ / ٦١.

٤٧

أعظمهم حلماً

ينظر : زوج البتول.

الأعلى من الملائكة

روي عن أبي سعيد الحضرميّ، قال : كنّا جلوساً مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذ أقبل إليه رجل فقال : يا رسول الله، أخبرني عن قول الله تعالى لإبليس : (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)١، فمن هُم يا رسول الله الّذين هم أعلى من الملائكة؟

فقال رسول الله : أنا وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، كنّا في سُرادق العرش نسبّح الله وتسبّح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ آدم بألفَي عام، فلمّا خلق الله آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له، ولم يأمرنا بالسجود، فسجدت الملائكة كلّهم إلّا إبليس؛ فإنّه أبي أن يسجد، فقال الله تبارك وتعالى (أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ)، أي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم في سرادق العرش.٢

أعلم الأمّة

جاء في أوصافه عليه‌السلام أنّه أعلم الأمّة، وأعلم النّاس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وأكثر الأمّة علماً، ووارث علم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، ووارث علم النبيّين، والبطين من العلم، والعالم الزاهد، ومعدن العلم وفوّاره، ومرشد العلماء، ومفقّه الفقهاء، وأعلم القرّاء، والعالم، والعلم، وبحر العلم، ووعاء الحكمة والحلم، والعالي علمه على أهل الزمان، ودقّق في علومه وحقّق، وأعظمهم علماً وحِلماً وبياناً، والمحيط

_______________________

١ ـ سورة ص / ٧٥.

٢ ـ فضائل الشيعة ٧؛ بحار الأنوار ٢٥ / ٢؛ مستدرك سفينة البحار ٧ / ٤١٦.

٤٨

بعلمه، وقد جنيت ثمار النصر من علمه، والتقطت جواهر العلم من قلمه.١

وكان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام هو الحاوي للعلوم بأسرها، وهو المبين للجّتها والمعدن لها بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فوصل فيها إلى الغاية القصوى وإلى مرتبة لا يمكن لأحد من جميع المخلوقات من الملائكة والبشر الوصول إليها سوى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، وإنّ العلوم الإسلاميّة كلّها قد انتشرت في البلاد الإسلاميّة بواسطة عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام، وتلامذته من كبار الصّحابة. وكان عليّ عليه‌السلام أعلم الأمّة في جميع العلوم، ويكفي للدّلالة على ذلك مطلقاً حديث «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، وأنا دار الحكمة وعليّ بابها».

عن الفسويّ، بإسناده عن مسروق قال : انتهى العلم إلى ثلاثة : عالِم بالمدينة، وعالِم بالشام، وعالِم بالعراق : فعالم بالمدينة عليّ بن أبي طالب، وعالم الكوفة عبد الله بن مسعود، وعالم الشام أبو الدرداء، فإذا التَقَوا سأل عالِمُ الشام وعالمُ العراق عالِمَ المدينة ولم يسألهم.٢

وعن محمّد بن طلحة الشّافعيّ، قال : نقل القاضي أبو محمّد البغويّ في كتابه الموسوم بالمصابيح أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أنا مدينة العلم وعليّ بابها. وقال : لمّا كان العلم أوسع أنواعاً وأبسط فنوناً وأكثر شُعَباً وأغزر فائدة وأعمّ نفعاً من الحكمة خُصّص الأعمّ بالأكبر والأخصّ بالأصغر.

وفي قول النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك إشارة إلى كون عليّ عليه‌السلام نازلاً من العلم والحكمة منزلة الباب من المدينة والباب من الدّار، لكون الباب حافظاً لما هو داخل المدينة وداخل الدّار من تطرّق الضياع والاعتداء والذهاب عليه.

ولأنّ معنى الحديث أنّ عليّاً عليه‌السلام حافظ للعلم والحكمة، فلا يتطرّق إليهما

_______________________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢١ ـ ٣٢٦، ٣٢٩ ـ ٣٣٤؛ المناقب للخوارزميّ ٤٢.

٢ ـ المعرفة والتاريخ، ١ / ٢٣٦.

٤٩

ضياع ولا يُخشى عليهما ذهاب، فوَصَفَ عليّاً بأنّه حافظ للعلم والحكمة.

ويكفي عليّ عليه‌السلام علوّاً في مقام العلم والفضيلة أن جعله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حافظاً للعلم والحكمة.١

وقال الثعلبيّ بإسناده عن زاذان، قال : سمعت عليّاً يقول : والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، لو ثُنِيَت لي وسادة، فأُجلست عليها، لَحكمتُ بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم. والذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة، ما من رجل من قريش جَرَت عليه المَواسي، إلّا وأنا أعرَف به يساق إلى جنّة، أو يقاد إلى نار. فقام رجل فقال : ما آيتك يا أمير المؤمنين الّتي نزلت فيك؟ قال : (أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ)٢. وفي هذا القول إشارة إلى علمه عليه‌السلام بهذه الكتب المنزلة.٣

وقال عليّ بن عيسى الإربليّ : وأمّا تفصيل العلوم فمنه ابتداؤها وإليه تُنسب. أمّا علم الكلام فالقائم بها الأشاعرة والمعتزلة والشيعة والخوارج، هؤلاء أشهر فرقهم، وأئمّة هذه الطوائف إليه عليه‌السلام يَعتَزُون. أمّا المعتزلة فينسبون أنفسهم إليه، وأمّا الأشاعرة فإمامهم أبو الحسن كان تلميذاً لأبي عليّ الجُبّائيّ وكان الجبّائيّ نسب إليه. وأمّا الشيعة فانتسابهم إليه ظاهر. وأمّا الخوارج فأكابرهم ورؤساؤهم تلامذة له، فإذا كان علماء الإسلام وأئمّة علم الأصول ينتسبون إليه، كفى ذلك

_______________________

١ ـ مطالب السؤول ٩٨.

٢ ـ هود / ١٧.

٣ ـ تفسير الثعلبيّ ٥ / ١٦٢؛ المناقب للخوارزميّ ٩١؛ المناقب لابن المغازليّ ٢٧٠؛ مختصر تاريخ دمشق ١٧ / ٣٧٨؛ الرياض النضرة ٢ / ١٩٦؛ فرائد السمطين ١ / ؛ كفاية الطالب ١٨٠؛ شواهد التنزيل ١ / ٣٦٦؛ تذكرة الخواصّ ١٦؛ مطالب السؤول ١١١؛ حلية الأولياء ١ / ٦٧؛ تهذيب التهذيب ٧ / ٣٣٧؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٦ / ١٣٦.

٥٠

دليلاً على غزارة علمه.

وأقصى المطالب في علم الأصول علم التوحيد، والعلم بالقضاء والقدر، والعلم بالنبوّة، والعلم بالمعاد والبعث والآخرة، وكلامه عليه‌السلام يشهد بمكانه من هذه العلوم ومعرفته بها وبلوغه فيها ما تعجز عنه الأوائل والأواخر؛ فمن تدبّر معاني كلامه وعرف مواقعه علم أنّه البحر الذي لا يُساحَل، والحبر الذي لا يُطاوَل.١

وقال : عليه‌السلام أيضاً : لو شئت لَأوقرتُ من تفسير الفاتحة سبعين بعيراً.٢

وعن الأصبغ بن نباتة، قال : لمّا قَدِم عليّ بن أبي طالب الكوفةَ صلّى بالناس أربعين صباحاً يقرأ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) فعابه بعض، فقال : إنّي لَأعرف ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، وما حَرفٌ نزل إلّا وأنا أعرف فيمن أُنزل، وفي أيّ يوم وأيّ موضع أُنزل، أما تقرؤون : (إِنَّ هَٰذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَىٰ * صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ)، واللهِ هي عندي، وَرِثتُها من حبيبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإبراهيم وموسى عليهما‌السلام. واللهِ أنا الذي أنزل فيّ (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) فإنّا كنّا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيخبرنا بالوحي فأعِيهِ ويفوتهم، فإذا خرجنا قالوا : ماذا قال آنفاً؟!٣

وقال أيضاً : سَلُوني عن طرق السّماء، أو قال : سلوني عن كتاب الله، أو قال : سلوني قبل أن تفقدوني.٤ ولم يكن أحد من الصّحابة يقول : «سلوني» إلّا عليّ

_______________________

١ ـ كشف الغمّة ١ / ١٧٥.

٢ ـ تذكرة الخواصّ ٤.

٣ ـ بصائر الدرجات ٣ / ١٣٥، باب ١٠ رقم ٣.

٤ ـ مطالب السؤول ١١١؛ ذخائر العقبى ٨٣؛ الصواعق المحرقة ١٢٧، ١٢٨؛ غرر الحكم ٤٠٣؛ نهج الإيمان ٢٧١؛ المناقب للخوارزميّ ٩٤؛ نهج البلاغة، الخطبة ١٨٩؛ فرائد السمطين ١ / ٣٤٠ رقم ٢٦٣.

٥١

ابن أبي طالب. وكان أبو بكر وعمر بن الخطّاب يرجعان إلى رأي عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ويشاورانه. وكان كلّ الصّحابة مفتقرين إلى علمه. وكان عمر يقول مراراً : أعوذ بالله من معضلة ليس لها أبو الحسن.١

وقال القندوزيّ : وفي الدرّ المنظم : إعلم، أنّ جميع أسرار الكتب السماويّة في القرآن، وجميع ما في القرآن في الفاتحة، وجميع ما في الفاتحة في البسملة وجميع ما في البسملة في باء البسملة، وجميع ما في باء البسملة في النقطة الّتي هي تحت الباء، قال الإمام عليّ كرّم الله وجهه : أنا النقطة الّتي تحت الباء.٢

وقال ابن عبّاس، يشرح لنا عليّ عليه‌السلام نقطة الباء من «بسم الله الرحمٰن الرحيم» ليلة، فانفلق عمود الصبح وهو بَعدُ لم يفرغ، فرايت نفسي في جنبه كالفوّارة في جنب البحر المُثعَنجِر.٣

وفي حديث عليّ عليه‌السلام «يَحْمِلها الأخضر المُثْعَنجر» هو أكثر موضع البحر ماء، والميم زائدتان. ومنه حديث ابن عبّاس «فإذا علمي بالقرآن في علم عليّ عليه‌السلام كالقرارة في المُثعَنجر» القرارة : الغدير الصغير.٤

أعلم المؤمنين بالقضيّة

ينظر : أرأف المؤمنين.

أفضل الأُمّة يقيناً

ينظر : الأوّل.

_______________________

١ ـ المنتظم ٥ / ٦٨؛ كفاية الطالب ١٨٩.

٢ ـ ينابيع المودّة ١ / ٢١٣.

٣ ـ نفس المصدر ١ / ٢١٦.

٤ ـ النهاية ١ / ٢١٦، ٢١٢.

٥٢

أفضل الأوصياء

أفضل الأوصياء، والوصيّ الأفضل، وخير الأوصياء، وخير الوصيّين، وخاتم الأوصياء.١

جاء تسميته بهذه الأسماء في عِدّة أحاديث، منها : عن الأصبغ قال : أُعطيت ثلاثة لم يُعطَها أحد قبلي، وَرِثتُ نبيّ الرحمة، وزُوِّجتُ خير نساء هذه الأُمّة، وأنا خير الوصيّين.٢

خطب أمير المؤمنين عليّ عليه‌السلام بصفّين فقال : أنشدكم الله، أتعلمون حيث نزل قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)، سئل عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنزلها الله في الأنبياء وأوصيائهم، وأنا أفضل أنبياء الله، وأخي ووصيّي عليّ بن أبي طالب أفضل الأوصياء.٣

وقال عليه‌السلام في مورد آخر : أنشدكم الله أتعلمون أنّ الله عزّ وجلّ فضّل السّابق على المسبوق في غير آية، وإنّي لم يسبقني إلى الله تعالى وإلى رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحد من هذه الأمة؟ قالوا اللّهمّ، نعم. قال : فأنشدكم الله تعالى أتعلمون حيث نزلت : (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ)٤ و (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولَٰئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) سئل عنها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : أنزلهها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله، وعليّ بن أبي طالب أفضل الأوصياء؟ قالوا : اللّهمّ، نعم.٥

_______________________

١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣٠؛ العسل المصفّى ٢ / ٣٧١، ٣٩٠.

٢ ـ العسل المصفّى ٢ / ٣٩٠.

٣ ـ كمال الدين ٢٧٦؛ كتاب سليم بن قيس ١٩٨، ١٩٥.

٤ ـ التوبة / ١٠٠.

٥ ـ فرائد السّمطين ١ / ٣١٤؛ ينابيع المودّة ١ / ٣٤٦؛ الاحتجاج ١ / ٢١٣؛ التحصين لابن طاووس ٦٣٢؛ إكمال الدين ٢٧٥.

٥٣

وعن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : إذا جمع الله الأوّلين والآخرين كان أفضلهم سبعة منّا بني عبد المطّلب، الأنبياء أكرم الخلق ونبيّنا أفضل الأنبياء، ثمّ الأوصياء أفضل الأمم بعد الأنبياء، ووصيّه أفضل الأوصياء. ثمّ الشّهداء أفضل الأمم بعد الأوصياء.١

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّ الله تعالى جعل لكلّ نبيّ وصيّاً، جعل شيث وصيّ آدم، ويوشع وصيّ موسى، وشمعون وصيّ عيسى، وعليّاً وصيّي، ووصيّي خير الأوصياء في البداء، وأنا الداعي وهو المضيء.٢

وعن أبي ذرّ الغفاريّ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا خاتم الأنبياء، وأنت يا عليّ خاتم الأوصياء إلى يوم الدّين.٣

گويند كه پيغمبر ما امّت ودين را

چون رفت ز عالم بفلان داد وبه بهمان

پيغمبرى اى بى خردان ملك الهيست

از ملكت قيصر به واز ملكت خاقان

هرگز مَلِكى ملك به بيگانه نداده است

شونامه شاهان جهان يك سره برخوان

با دختر وداماد ونبيره به جهان در

ميراث به بيگانه دهد هيچ مسلمان

با سوى شما كار نكرد است پيمبر

بر قول خداوند جهان داور سبحان

_______________________

١ ـ تفسر فرات ١١٣؛ تفسير كنز الدقائق ٢ / ٥٢٩؛ بحار الأنوار ٤٧ / ٣٢.

٢ ـ ينابيع المودّة ٢ / ٢٨٠.

٣ ـ فرائد السمطين ١ / ١٤٧؛ المناقب للخوارزميّ ٨٥.

٥٤

از بهر چه گوييد چنين خام سخن‌ها

اى مغز شما دود زده ز آتش عصيان١

أفضل من العرش

عن عبد الله بن مسعود في حديث طويل قال : دخلت يوماً على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله، قال : اجلس يا ابن مسعود، فجلست بين يديه، فقال لي : إعلم أنّ الله خلقني وعليّاً من نور عظيم قبل خلق الخلق بألفَي عام إذ لاتسبيح ولاتقديس، ففتق نوري فخلق منه السّماوات والأرض، وأنا واللهِ أجلُّ من السّماوات والأرض، وفتق نور عليّ بن أبي طالب فخلق منه العرش والكرسيّ، وعليّ بن أبي طالب أفضل من العرش والكرسيّ٢.

أفضل من الكرسيّ

ينظر : أفضل من العرش.

أفضل من الملائكة المقرّبين

عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لمّا أُسري بي إلى السّماء أوحى إليّ ربّي جلّ جلاله فقال : يا محمّد، إنّي اطّلعت إلى الأرض اطّلاعة، فاخترتُك منها وجعلتك نبيّاً، وشَقَقتُ لك من اسمي اسماً، فأنا المحمود وأنت محمّد، ثمّ اطّلعت الثانية فاخترتُ منها عليّاً وجعلته وصيّك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذرّيّتك، وشَقَقتُ له اسماً من أسمائي، فأنا العليّ الأعلى وهو عليّ، وجعلت فاطمة والحسن

_______________________

١ ـ ديوان ناصر خسرو ٣٥٢.

٢ ـ إحقاق الحقّ ٥ / ٢٥٠.

٥٥

والحسن من نورکما، ثمّ عرضت ولايتهم على الملائكة، فمن قبلها كان عندي من مقرّبين.١

وفي رواية عن عليّ عليه‌السلام قال : قلت : فنحن أفضل من الملائكة؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ، نحن خير خليفة الله على بسيط الأرض، وخير من الملائكة المقرّبين، وكيف لا نكون خيراً منهم وقد سبقناهم إلى معرفة الله وتوحيده، فبِنا عرفوا الله، وبنا عبدوا الله، وبنا اهتدوا السبيل.٢

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : يا عليّ، إنّ الله تعالى فضّل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقرّبين، وفضّلني على جميع النبيّين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمّة من بعدك، وإنّ الملائكة من خُدّامنا وخدّام محبّينا.٣

أقدم الأمّة إسلاماً

ينظر : الأوّل، زوج البتول.

أقسم المؤمنين بالسويّة

ينظر : أرأف المؤمنين، أقسمكم بالسويّة.

أقضى المؤمنين بحكم الله

ينظر : أرأف المؤمنين.

_______________________

١ ـ كفاية الأثر ١٥٢؛ مقتل الحسين للخوارزميّ ١ / ٩٥؛ فرائد السمطين ٢ / ٣١٩.

٢ ـ كفاية الأثر ١٥٨.

٣ ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ / ٢٦٢ ح ٢٢.

٥٦

أقوم المؤمنين بأمر الله

ينظر : أرأف المؤمنين، أقسمكم بالسويّة.

أكثرهم علماً

ينظر : زوج البتول؛ الأوّل.

أكمل الأمّة حلماً

ينظر : الأوّل

إليا

كان من ألقابه إليا وهيدار. وروى أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إنّ اسمي في التوراة أُحيد، وفي الزبور حمياطا، وقيل معناه : يحمي الحرم من الحرام ويوطّئ الحلال١.

وروي أنّ البعض ذكر له صلى‌الله‌عليه‌وآله الأنبياءَ وأوصياءهم في الكتب، فسأله النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عن اسم وصيّه فقال : ما رأيت اسمك محمّد إلّا هو وراءه، اسمك في التوراة ميدميد، واسم وصيّك إليا، واسمك في الإنجيل حمياطا، واسم وصيّك هيدار... فقال له النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما معنى حمياطا؟ فقال : مصطفى.٢

إمام الأتقياء

ينظر : إمام المؤمنين.

_______________________

١ ـ تاريخ الخميس ١ / ٢٠٦.

٢ ـ الروضة في المعجزات ١٥٨.

٥٧

إمام الأمّة

عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ، أنا مدينة الحكمة وأنت بابها، ولن تُؤتَى المدينة إلّا من قِبل الباب، وكذب من زعم أنّه يحبّني وهو يبغضك، لأنّك منّي وأنا منك، لحمك من لحمي، ودمك من دمي، وروحك من روحي، وسريرتك من سريرتي، وعلانيتك من علانيتي. أنت إمام أمّتي، وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك، وشقي من عصاك. وربح من تولّاك، وخسر من عاداك، وفاز من لزمك، وهلك من فارقك.١

وفي حديث ابن عمرو، قال : حضر معاوية بن أبي سفيان الحسن بن عليّ، وعبد الله بن جعفر، وعقيل بن أبي طالب، وعمرو بن العاص ومن الناس وفيهم أبو الطفيل الكِنانيّ، والشاميّون يشيرون إليه ويقولون؛ هذا صاحب عليّ عليه‌السلام! إذ قال معاوية : يا أخا كِنانة، مَن أحبّ إليك؟ فبكى أبو الطفيل ثمّ قال : ذاك إمام الأمّة، وقائدها وأشجعها قلباً وأشرفها أبا وجدّاً، وأرحبها ذراعاً، وأكرمها طباعاً.

فقال معاوية الباغي : ـ قبّحه الله ـ يا أبا الطفيل، ما هذا أردنا كلّه! قال : ولا أنا قلت الشّعر من أفعاليه، ثمّ أنشأ يقول :

صِهرُ النّبيِّ بذاك الله أكرمَهُ

إذ اصطفاهُ وذاكَ الصّهرُ مُدَّخرُ

فقام بالأمر والتقوى أبو حسنٍ

بخ بخ هنا لك فضلٌ ما له خطرُ

لا يسلم القَرنُ منه إن ألمّ بهِ

ولا يهاب وإن أعداؤه كَثُروا٢

ينظر : إمام المؤمنين.

_______________________

١ ـ فرائد السمطين ٢ / ٢٤٣، ينابيع المودّة ١ / ٢٠٢؛ مائة منقبة لابن شاذان ٧٦ رقم ٢٥؛ أمالي الصدوق ٤٣٤.

٢ ـ المناقب للخوارزميّ ٣٣٣؛ روى نظيره أبوالفرج الاصبهاني في : الأغاني ١٥ / ١٤٩.

٥٨

إمام الأولياء

قال أنس بن مالك : بعثني النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى أبي برزة الأسلميّ فقال له ـ وأنا أسمع ـ : يا أبا برزة، إنّ ربّ العالمين عَهِد إليّ عهداً في عليّ بن أبي طالب، فقال : إنّه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني. يا أبا برزة، عليّ بن أبي طالب أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة، وأميني على مفاتيح خزائن رحمة ربّي عزّ وجلّ.١

ينظر : الأمين، صاحب اللواء.

أمير البَرَرة

سمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير البَرَرة٢.

عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بضبع عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وهو يقول : هذا أمير البَرَرة، وقاتل الفجرة، منصور مَن نصره، مخذول مَن خذله.٣

سيّد البَرَرة

عن الحارث الأعور، قال : رأيت عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام يوم الجمل واقفاً على زيد بن صوحان العبديّ وهو مشحّط بدمه، فقال له عليّ عليه‌السلام : عليك

_______________________

١ ـ حلية الأولياء ١ / ٦٦؛ المناقب للخوارزميّ ٣١١؛ تاريخ بغداد ١٤ / ٩٨؛ تاريخ دمشق الكبير ٢٣ / ٢٢١؛ نظم درر السمطين ١١٤؛ كفاية الطالب ٦٤، ١٨٦ ـ ١٨٩؛ الباب ٥٧، في تخصيص عليّ عليه‌السلام بكونه إمام الأولياء؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢١.

٢ ـ فضائل الطالبّيين ١٤٥.

٣ ـ المناقب للخوارزميّ ١٧٧، ٢٠٠؛ المناقب لابن المغازليّ ٨٠؛ المستدرك للحاكم ٣ / ١٢٧، ١٢٩؛ كفاية الطالب ١٩٣؛ الصواعق المحرقة ١٢٥.

٥٩

يا زيد بن صوحان، واللهِ لقد كنت َ حسن المعونة، خفيف المؤونة، فرفع زيد رأسه وهو يقول : وعليك السّلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله، يا أمير المؤمنين والله ما قاتلتُ معك حين قاتلت معك بجهالة، إلّا أنّي سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : عليّ سيّد البَرَرة، وقاتل الفَجَرة، منصور مَن نصره، ومخذول مَن خذله، الشّاكُّ في عليّ كافر بالله العظيم.١

الإمام البريّة

قال عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام في بعض خطبه : أيّها النّاس، أنا إمام البريّة، ووصيّ خير الخليقة، وأبو العترة الطّاهرة الهادية.٢

إمام خلق الله

ينظر : إمام المؤمنين.

إمام القوم٣

قال جابر بن عبد الله الأنصاريّ : بينما نحن بين يَدَي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوماً في مسجده بالمدينة، فذكر بعض الصّحابة، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ لله لواء من نور وعموده من زبرجد، خلقه الله تعالى قبل أن يخلق السّماء بألفي عام، مكتوب عليه : لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، آل محمّد خير البشر، وأنت يا عليّ إمام

_______________________

١ ـ زين الفتى ٢ / ٣٧٢، ٣٧٣؛ المناقب للخوارزميّ ١٧٧؛ أنساب الأشراف ٢ / ١٣؛ وفيهما : باختلاف في المتن.

٢ ـ أمالي الصدوق ٤٨٤.

٣ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٣١.

٦٠