تراثنا ـ العدد [ 1 ]

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم

تراثنا ـ العدد [ 1 ]

المؤلف:

مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم


الموضوع : مجلّة تراثنا
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: نمونه
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٢٨
  نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

فضائله ( أميرالمؤمنين عليه السلام ).. كإمام أئمة الحديث... النسائي... والحافظ العلّامة... أبي بكر أحمد بن ثابت البغدادي الخطيب، الذي بذكره وثنائه يمضي مجلس العلماء ويطيب، قد صنّف كتاباً و سمّاه كتاب الأربعين في فضائل أميرالمؤمنين...

٣٤ ـ الأربعين في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام:

لأخطب خوارزم ضياء الدين أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي ٤٨٤ ـ ٥٦٨.

قال في كتابه «مقتل الحسين»، في نهاية الفصل الرابع بعد إيراد عدّة أحاديث في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام، ج ١ ص ٥٠: وفضائل أمير المؤمنين عليه السلام أكثر من أن يحملها هذا الفصل فمن أراد الإستقصاء فيها والإحاطة بها فعليه بمجموعي في فضائله الموسوم بالأربعين.

وينقل عنه السيد ابن طاووس في كتبه، وينقل عنه شهاب الدين أحمد الايجي في كتابه «توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل».

فيظهر أن فيه أكثر من أربعين حديثاً، و رواه الحافظ ابن شهر آشوب المتوفّى سنة ٥٨٨ عن المؤلف وعدّه من مصادره فقال في مقدمة كتابه مناقب آل أبي طالب: وكاتبني الموفّق بن أحمد المكي خطيب خوارزم بالأربعين.

٣٥ ـ الأربعين في مناقب أميرالمؤمنين:

لجمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الشيرازي الدشتكي الهروي المحدّث الواعظ المتوفّى سنة ٩٢٦.

مؤلف كتاب «روضة الاحباب في سيرة النبي والآل والأصحاب» المطبوع بالهند مرتان.

نسخة في مكتبة المجلس النيابي في طهران ضمن مجموعة من نسخ القرن ١٠ رقم

نسخة في مكتبة الامام الرضا عليه السلام في مشهد خراسان برقم ١٥٩٤ كتبت سنة ٩٦٣ كما في فهرسها ٣/٩، واخرى برقم ١٥٩٨ في فهرسها ٣/١١.

نسخة في مكتبة الوزيري العامة في يزد وهي فرع مكتبة الامام الرضا عليه السلام.

٢١

نسخة باول، مجموعة بخط أحمد بن شمس الدين البحراني، كتبها سنة ١٠٩٣ في المكتبة المركزية في جامعة طهران برقم ٢١١٧ كما في فهرسها ٨/٧٥٦.

٣٦ ـ ارجوزة في فضل أهل البيت:

للخضر بن عطاء الله الموصلي المتوفّى سنة ١٠٠٧، من فضلاء الموصل، هاجر الى مكة واتصل بأميرها حسن بن أبي نمى، ونظم هذه الارجوزة فأجازه بألف دينار.

خلاصة الأثر ٢/١٣١. سمط النجوم العوالي ٤/٣٥٨، أعلام الزركلي ٢/٣٠٧.

٣٧ ـ الإرشاد في إثبات نسب الأحفاد:

للحاكم الحسكاني الحافظ أبي القاسم عبيدالله بن عبدالله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي، ويعرف أيضاً بابن الحذّاء، المتوفّى سنة ٤٨٣.

أحال إليه في آخر كلامه على آية المباهلة في كتابه شواهد التنزيل ١/١٢٨.

٣٨ ـ إرشاد الهادي إلى نسب آل النبيّ الهادي:

لأبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن فرحون اليعمري التونسي المدني المالكي ٦٩٧ ـ ٧٤٨.

ترجم له ابنه في الديباج المذهّب ٢/١٢٤، و ابن حجر في الدرر الكامنة ٣/١٩٠، والسخاوي في التحفة اللطيفة ٣/ ٢٥٢ ـ ٢٥٦، و مخلوف في شجرة النور الزكية ص ٢٠٣.

نسخة في مكتبة الجامع الأعظم بالجزائر رقم ٣٧.

٢٢

٣٩ ـ إزالة الرين في مناقب فاطمة والحسنين:

مطبوع على الحجر في إسلامبول.

٤٠ ـ استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف:

للحافظ السخاوي شمس الدين أبي الخير محمد بن عبدالرحمان الشافعي القاهري نزيل الحرمين المتوفّى سنة ٩٠٢.

ذكره هو في كتابه الذي أفرده في ترجمة نفسه باسم «إرشاد الغاوي في ترجمة السخاوي» وفي الورقة ٧٩ ب سرد مؤلفاته وعدّ منها كتابه هذا (١).

أوله: الحمدلله الذي فضّل أهل البيت النبوي الشريف... وبعد فهذا تصنيف اشتمل على مقدمة و خاتمة، بينهما فصول وفوائد مهمة بالبرهان قائمة.

نسخة مصورة بمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة عن مكتبات الحجاز عليها خط المؤلف.

نسخة في مكتبة عاطف افندي في إسلامبول تاريخها ١٧ ذي القعدة سنة ١١٤٣ ضمن مجموعة رقمها ٢٧٨٧.

نسخة في المكتبة الناصرية في لكهنو بالهند، كتبها السيد باقر حسين بخط نسخ جيد، وفرغ منها في ٢٧ جمادى الثانية سنة ١٣١٢ عن نسخة تاريخها ذي القعدة سنة ٩٧٨ وهذه في ٨١ ورقة.

٤١ ـ استناد نهج البلاغة:

للاستاذ امتياز على العرشي الهندي الرامفوري المعاصر، أمين مكتبة الرضا في رامبور الهند وهو من العلماء الفضلاء الادباء الباحثين العارفين بعدة لغات العربية والفارسية والانجليزية واللغات الهندية وقد الف فهرسا لمكتبة الرضا في رامپور باللغة الانجليزية وطبع في ست مجلدات وهو من خيرة ماكتب في دعم نهج البلاغة و تخريج

______________________________

(١) نسخة من إرشاد الغاوي في مكتبة ايا صوفيا رقم ٩٥٠ مكتوبة في حياة المؤلف.

٢٣

خطبه ورسائله على مصادر موثوقة قديمة على صغر حجمه يمتاز بحسن تنسيقه وغزارة مادته وقد ألّفه بالانجليزية ثم عربه تلميذ المؤلف عامر الانصارى من الطلاب الهنود وطبع غير مرة فى الهند وايران.

٤٢ ـ إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل آل بيته الطاهرين:

لمحمد مرتضى الزبيدي مؤلف «تاج العروس» المعروف، وهو محمد بن محمد ابن محمد بن عبدالرزاق أبو الفيض اليمنى الحنفي ١١٤٥ ـ ١٢٠٥.

ترجم له إسماعيل پاشا في هدية العارفين ٢/٣٤٧ ـ ٣٤٩، و عدّد تآليفه الكثيرة و ذكر منها هذا الكتاب، وتقدم له: إتحاف أهل الاسلام بما يتعلق بالمصطفى وأهل بيته الكرام.

وترجم له الجبرتي في عجائب الآثار ١/١٠٤ ـ ١١٤ في عشر صفحات إلّا أنه لم يسرد مؤلفاته كلها وأخلّ بكثير منها.

٤٣ ـ إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين:

لمحمد بن علي الصبان الشافعي المصري، المتوفّى سنة ١٢٠٦، فرغ منه في ١٠ شهر رمضان سنة ١١٨٥.

ترجم له تلميذه الجبرتي في «عجائب الآثار» في وفيات سنة ١٢٠٦ ج ٢/ص ١٣٧ ترجمة مطولة وأطراه كثيراً، وعدّد تآليفه ومنها رسالة عظيمة في آل البيت وتقدم له برقم ١٠: إتحاف أهل الاسلام بما يتعلق بالمصطفى وأهل بيته الكرام. والاسعاف مطبوع بهامش نور الأبصار مكرراً في مصر منها سنة ١٣٢٤ بمطبعة التقدم، وطبع وحده بمصر طبع حجر سنة ١٢٨١، وبهامش مشارق الأنوار للحمزاوي، وطبع مستقلاً بالمطبعة الوهبية بالقاهرة سنة ١٢٩٠.

نسخة كتبت في القرن الثاني عشر في دارالكتب الظاهرية بدمشق رقم ١٥٢ سيرة، فهرس تاريخ العش ص ٢٤ ـ ٢٥.

نسخة كتبت سنة ١٢٣٨ في مكتبة الأوقاف في بغداد رقم ٢٧٦٧ ذكرت في فهرسها ١/ ٣٢٣.

٢٤

نسخة كتبت سنة ١١٩٨ في دارالكتب بالقاهرة رقم ٧١٥/ تاريخ، واخرى فيها كتبت سنة ١١٩٥ رقم ٧١٤، واخرى فيها كتبت سنة ١٢٣١ رقمها ٢٢٨٥ راجع فهرسها: تاريخ ١/٢٤.

٤٤ ـ أسماء من قتل من الطالبيين:

لأبي الحسن المدائني علي بن محمد بن عبدالله البغدادي المتوفّى ٢١٥.

ترجم له النديم في الفهرست ص ١١٤، وعدّ كتبه و ذكر منها هذا الكتاب.

٤٥ ـ اسماع الصمّ في اثبات الشرف من قبل الامّ:

لابن أبى زيد المراكشي، و هو أبو عبدالله محمد بن عبدالرحمان المراكشي القسنطيني المالكي الضرير ٧٣٩ ـ ٨٠٧.

هدية العارفين ٢/ ١٥٠، ايضاح المكنون ١/٨١، و ترجم له الزركلي في الأعلام ٦/١٩٣ و ذكر كتابه هذا وان منه نسخة فى دارالكتب المصرية نقلا عن فهرسها ٥/٢٦ وحكى ترجمة المؤلف عن كتاب الاعلام بمن حل مراكش من الأعلام ٤/٤١، الوفيات لابن قنفذ ص ٣٨١ وهو آخر ترجمة فيه قال: وتوفي الفقيه الحافظ الاستاذ الجليل المفتي...

وترجم له في نيل الابتهاج ص ٢٨٤ قال: ومن تآليفه اسماع الصم في اثبات الشرف من جهة الام، تأليف حسن في كراريس أملاه سنة احدى وثمانمائة...

وترجم له السخاوي في الضوء اللامع ٨/٤٨ قال: ورأيت له عند البدر... مصنفا ابتدأه في ذي القعده سنة ٨٠١ سماه اسماع الصم في اثبات الشرف من قبل الام...

أقول: رأيت نسخة منه في مكتبة المتحف البريطاني ضمن المجموعة رقم ٩٤٩٤ تبدأ من الورقة ١٣٣ رتبه على مقدمة وستة ابواب، أوله: الحمدلله الذي جعل سيدنا محمدا صلّى الله عليه وسلم كل الكمال وجملة الجمال.

٢٥

٤٦ ـ اسماع الصمّ في اثبات الشرف من قبل الامّ

لابن مرزوق وهو شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن الخطيب العجيسي التلمساني المعروف بحفيد ابن مرزوق وبالحفيد.

ترجم له في نيل الابتهاج ترجمة مطولة من ص ٢٩٣ ـ ٢٩٩ وبالغ في اطرائه وفي ٢٩٨ ذكر كتابه هذا في تعداد كتبه وكذا السخاوي في الضوء اللامع ٧/٥٠ ـ ٥١ وكذا ترجم له اسماعيل پاشا في هدية العارفين ٢/١٩١ ـ ١٩٢ وعدد كتبه الكثيرة و ذكر له منها هذا الكتاب و كذا الزركلي في الاعلام ٥/٣٣١.

٤٧ ـ أسنى المطالب في فضائل علي بن أبي طالب:

لإبراهيم بن عبدالله الاكفاني الوصابي وهو قسم من كتابه «الاكتفا في فضائل الاربعة الخلفاء» سمّى كل قسم منه باسم خاص والقسم الذي في فضائل أميرالمؤمنين عليه السلام سمّاه (أسنى المطالب)، أوله: الحمد لله المجيد، الفعال لما يريد...

جاء في آخره: قال جامعه: إتفق الفراغ من جمعه و ترتيبه ثاني عشر ربيع الاول احد شهور عام ٩٦٣.

ورتبه على ثمانية كتب، خامسها هذا الكتاب، وسمّى المجموع «الاكتفاء»، وفي «أسنى المطالب» عشرين باباً و ١٣ فصلًا، وسادسها في فضل عمار.

ايضاح المكنون ١/١١٥.

نسخة في المكتبة الاصفية حيدر آباد رقم ٢٥٥ حديث تاريخها ١٢ جمادى الاولى ٩٦٧ وه بخط المؤلف، فهرست مكتبة الآصفية ١/٤٣٩ وعنها مصورة في مكتبة آية الله المرعشي في قم.

نسخة في مكتبة آية الله النجفي المرعشي العامة في قم، رقم ٣٧٠٠.

نسخة في مكتبة خدابخش في پتنه بالهند رقم ٢٢٨٨.

نسخة في مكتبة بوهار برقم ٢٠٠.

٢٦

٤٨ ـ أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب:

لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري الشافعي الدمشقي ٧٥١ ـ ٨٣٣.

ترجم لنفسه في كتابه طبقات القراء ٢/٢٤٧ ـ ٢٥١ وترجم له السخاوي في الضوء اللامع ٩/٢٥٥ ـ ٢٦٠، وعدّ مؤلفاته واستوعبها و ذكر منها كتابه هذا، وله ترجمة في البدر الطالع ٢/٢٥٧، والشقائق النعمانية ص ٢٥، والانس الجليل ٢/١٠٩.

طبع في مكة المكرمة في المطبعة الأميرية في ٦٢ صفحة سنة ١٣٢٤ على نفقة الحاج عمر الميمني والشيخ أحمد المكي.

وطبع في طهران بتحقيق الاستاذ الشيخ محمد هادي الأميني.

نسخة في مكتبة الحرم المكي في مكة المكرمة رقم ٥٦ تراجم، في ٦٢ صفحة.

نسخة في دارالكتب القومية بالقاهرة رقم ٤٥٣٣٧/١٦١٩.

نسخة في مكتبة الجامع الكبير الغربية في صنعاء باليمن، ٩١ ورقة رقم ٢٢ تراجم، صوّرتها معهد المخطوطات فيما صورت من اليمن عام ١٩٧٤ كما في مجلة المعهد ج ٢٢ العدد الاول جمادى الاولى سنة ١٣٩٦.

٤٩ ـ أسنى المطالب في نجاة أبي طالب:

لاحمد زين وحلان المك الشافع الفقيه المفن الخطيب ١٢٣٢ ـ ١٣٠٤ مطبوع مكررا، وله كتاب الدرر السنية فى الرد على الوهابية و كتاب الفتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين وأهل البيت الطاهرين، وكلها مطبوعة.

ايضاح المكنون ١/٨٢، هدية العارفين ١/١٩١، اعلام الزركل ١/١٢٩، معجم المؤلفين ١/٢٢٩.

للبحث صلة...

٢٧

٢٨

( فرق الشيعة ) أو ( مقالات الامامية ) للنوبختي أم للأشعري ؟؟ (*)

السيد محمدرضا الحسيني

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله ربّ العالمين والصلاة والسلام على النبيّ الأمين و على آله الطاهرين،

من بين العديد من المستشرقين الّذين تفرغوا لنشر التراث العربي والاسلامي يبرز المستشرق الألماني الاُستاذ ( هـ. ريتر Ritter Hellmut ) بأعماله الضخمة في مجال العقائد والفرق، ومما يلفت النظر من بين أعماله هو كتاب (فرق الشيعة) الذي جعله القسم الرابع من (النشريات الاسلامية لجمعية المستشرقين الألمانية)، وطبع لأول مرة بمطبعة الدولة باستانبول سنة (١٩٣١) ناسباً تأليفه إلى أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي (١)، وقد اعتنى به كثيراً في الاخراج والتصحيح، وأعدّ له فهارس علمية، فأسدى بذلك لتراثنا يداً تشكر.

وقدّم للكتاب في طبعته هذه العلّامة المرحوم السيد هبة الدين الشهرستاني الكاظمي بترجمة لصاحب التأليف ـ النوبختي ـ، و بحث حول الكتاب نفسه.

و منذ صدور المطبوع وقع البحث في نسبته إلى (النوبختي)، و تداوله إثنان من المحقّقين في هذا المجال، وهما العلّامة الشيخ فضل الله الزنجاني، شيخ الإسلام في زنجان، وكان يرى صحة النسبة إلى النوبختي.

والاُستاذ عباس إقبال الآشتياني، وكان يرى عدم صحتها، ويرى أنه من تآليف أبي القاسم سعد بن عبدالله، الأشعري، المعاصر للنوبختي، وقد اعتمد الاُستاذ إقبال في ماذهب إليه على المقارنة بين المطبوع وبين النصوص عن كتاب الأشعري.

______________________________

(*) هذا المقال فصل من دراسة موسّعة أعددناها عن شيخ الطائفة سعد بن عبدالله الأشعري، صاحب كتاب (المقالات والفرق).

٢٩

وكان هذا البحث في وقت لم يوجد فيه نصّ كامل لكتاب الأشعري، لكن عثر ـ أخيراً ـ الدكتور محمد جواد مشكور على نسخة منه وطبعه في طهران سنة (١٩٦٣) باسم (المقالات والفرق) و بظنّ الدكتور مشكور أنّ عثوره على كتاب الاشعري هو الحلّ النهائي للبحث، حيث تتمّ نسبة كتاب (فرق الشيعة) إلى النوبختي، ويذهب إلى رأي الزنجاني فيقول:

«وارتفعت الشبهة التي أوجدها المرحوم عباس إقبال ـ بحمدالله و منّته ـ بعد العثور على نسخة (فرق الشيعة) لسعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري، وثبت أن (فرق الشيعة) للنوبختي هو غير (الفرق والمقالات) أو (فرق الشيعة) للأشعري.

وهذان الكتابان وصلا إلينا من بين كتب فرق الشيعة الكثيرة التي ضاعت كلّها» (٢).

لكنّي أرى أنّ الشبهة لم تزل بمجرد العثور على كتاب الأشعري، وذلك لأنّ منشأ الشبهة عند الاُستاذ إقبال إنّما هو المقارنة بين المطبوع والنصوص المنقولة عن كتاب الأشعري في كتب القدماء، ومن الواضح أنّ دعواه تحتوي على جهتين:

إحداهما: أنّ المطبوع باستانبول ليس من تأليف النوبختي.

الثانية: أنّ المطبوع باستانبول إنّما هو للأشعري.

وبالعثور على النصّ الكامل لكتاب الأشعري ـ وسيأتي بيان الأدلّة على صحة نسبته إليه ـ لاتتمّ الجهة الثانية للاختلاف المحسوس بين (فرق الشيعة) المطبوع منسوباً إلى النوبختي و نصّ كتاب الأشعري.

وأمّا بالنسبة إلى الجهة الاُولى، فانّ البحث وإن اختلف شيئاً ما، إلّا أنّه ليس اختلافاً جوهرياً، فانّه ـ بعد العثور على كتاب الأشعري ـ يصحّ البحث معتمداً على المقارنة بينه و بين المطبوع باستانبول.

فالموضوع لايزال بحاجة إلى المزيد من التتبّع و المقارنة والدرس كي ينتهي إلى نتيجة مرضيّة لفضول الباحث، ولابدّ من إلقاء نظرات على المؤلّفَين والكتابين:

النوبختي:

هو الحسن بن موسى النوبختي، أبومحمد، ابن اُخت أبي سهل، ذكره الشيخ الطوسي في كتاب رجاله و وثّقه (٣)، و وصفه في (الفهرست) بالمتكلّم الفيلسوف، وقال: إنّه كان إمامياً حسن الاعتقاد، وأورد إسم عدد من مؤلّفاته (٤).

وقال النجاشي في كتاب رجاله: شيخنا المتكلّم، المبرّز على نظرائه في زمانه قبل الثلاثمائة و بعدها، وعدّد كثيراً من كتبه (٥).

٣٠

وقد قدّم السيد هبة الدين الشهرستاني لطبعة إستانبول بترجمة ضافية له، مقتبساً من كتابه (النوبختية) في تراجم آل نوبخت (٦)، وطبعت في سائر طبعات الكتاب.

وترجمه الاُستاذ إقبال بتفصيل في كتابه (خاندان نوبختى) بالفارسية (٧).

وهو من أعلام فنّ: (الآراء والمقالات والفرق) وقد ألّف في المسائل الكلامية والردود عدّة كتب وأشهر مؤلفاته هو كتاب (الآراء والديانات) في تاريخ الفرق وعقائدها ذكره له الطوسي، وقال: لم يتمّه (٨)، و ذكره النجاشي، وقال: إنّه قرأه على الشيخ المفيد (٩)، وأورده ابن شهر آشوب في ترجمته (١٠).

ونقل بعض فصوله عبدالرحمن ابن الجوزي في كتابه (تلبيس إبليس) (١١) وأورد الاُستاذ (هـ. ريتر) كل ما ذكره ابن الجوزي، في مقدّمة الطبعة الاُولى لـ (فرق الشيعة) (١٢).

و وضع الاُستاذ إقبال قائمة بمواضع النقل عن هذا الكتاب عند ابن الجوزي وغيره (١٣).

كتاب فرق الشيعة:

ذكره له النجاشي في رجاله بهذا العنوان، وذكر له بعده مباشرة كتاب (الردّ على فرق الشيعة ماخلا الامامية) (١٤).

ولم يذكر له غير النجاشي من قدماء المفهرسين كتاباً بهذا العنوان، كابن النديم والطوسي وابن شهرآشوب (١٥).

لكن جاء ذكر كتاب النوبختي في بعض المؤلفات عند الحديث عن تعداد فرق الشيعة، وقد استفاد بعض الفضلاء من ذلك أن كتاب النوبختي المذكور فيها إنّما يراد به (فرق الشيعة)، فلنتابع تلك المؤلفات لنرى مدى دلالتها على ذلك:

١ ـ (الفصول المختارة): وهو اختيار الشريف المرتضى لبعض فصول كتاب (العيون والمحاسن) لاُستاذه الشيخ المفيد (١٦)، فقد جاء فيه عند ذكر الفرق الشيعية بعد وفاة الامام الحادي عشر الحسن بن عليّ العسكري (عليه السلام) مانصّه: «افترق أصحابه بعده ـ على ما حكاه أبو محمد الحسن بن موسى رضي الله عنه ـ أربع عشر فرقة» (١٧).

ولو كانت الجملة المعترضة أصليّة في نسخ الفصول المختارة ـ حيث أنّا لم نقف إلّا على نسخة مخطوطة حديثاً وهي أصل المطبوع ـ فهي إحدى المؤيّدات لعدم صحة نسبة فرق الشيعة إلى النوبختي للاختلاف الشاسع بين مانقله المفيد عنه، وماهو الموجود في فرق الشيعة المطبوع من حيث الكمّية، ومن حيث الترتيب لتعديد الفرق (١٨)، كما سيأتي بيانه.

٣١

٢ ـ (منهاج السنّة النبوية) لابن تيميّة الحنبلي، فانّه قال ـ بصدد بيان كثرة فرق الشيعة ـ: «وقد صنّف الحسن بن موسى النوبختي و غيره في تعديد فرق الشيعة» (١٩)، وهذا النصّ لايدلّ إلّا على أنّ النوبختي وغيره قد صنّف كتاباً فيه تعداد الفرق الشيعية من دون دلالة على أن إسم المصنّف هو (فرق الشيعة)، فقد يكون ابن تيميّة وقف على كتاب النوبختي الذي ذكره النجاشي بعنوان (الردّ على فرق الشيعة ما خلا الاماميّة).

على أنّه من المحتمل أنّ ابن تيميّة لم يقف إلّا على ذكر النجاشي لفرق الشيعة للنوبختي و غيره، ولم يقف على أصل المصنفّات، فلم يدلّ هذا النصّ على وجود كتاب للنوبختي عند ابن تيميّة، فضلًا عن كونه باسم (فرق الشيعة).

٣ ـ (الدروس الشرعية في فقه الامامية) للشهيد الأول العاملي، فقد ذكر في الدرس الثاني من كتاب الوقف، عند تعيين الموقوف عليهم، مانصّه: «والشيعة من شايع علياً عليه السلام في الامامة بغير فصل، وقد جعلهم ابن نوبخت هم المسلمين، وكمل منهم الفرق الثلاث والسبعين» (٢٠).

وظاهر هذا النصّ أنّ الشهيد إنّما اطّلع على كتاب للنوبختي يتضمّن البحث عن حصر المسلمين في الشيعة، ومحاولته أن يحصر فيهم الفرق الثلاث والسبعين التي أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله عن أنّها هالكة وفي النار إلّا فرقة واحدة، وعليه فمن المحتمل أن يكون الشهيد قد وقف على كتاب النوبختي الآخر (الردّ على فرق الشيعة ماخلا الامامية) حيث أنّ النوبختي نفسه كان إمامياً، فلا بدّ أنّه تصدّى للردّ على الفرق الاثنين والسبعين وإثبات نجاة فرقته الامامية.

على أنّ هذا الاحتمال أنسب بما ذكره الشهيد من كون الكتاب الذي وقف عليه هو فرق الشيعة المطبوع، وذلك لأنّ المطبوع جاء فيه مايلي: «... فانّ فرق الاُمّة كلّها المتشيّعة وغيرها اختلفت في الامامة في كل عصر ووقت... منذ قبض الله محمداً صلّى الله عليه وآله» (٢١).

وهذا يدلّ على أنّ (الاُمّة) التي هي عبارة اُخرى من (المسلمين) تصدق عند مؤلف هذا الكتاب على الشيعة وغيرهم، فلايناسب الحصر الذي نقله الشهيد عن النوبختي.

مضافاً إلى أنّ الموجود من الفرق في كتاب (فرق الشيعة) المطبوع لايوافق العدد المذكور، فانّه إمّا أن يزيد عليه بكثير إن عدّت الفرق الفرعية في كل عصر و وقت، وإمّا أن ينقص منه بكثير إن اقتصر على الفرق الأصلية.

فلابدّ أن يكون ماوقف عليه الشهيد غير هذا المطبوع جزماً، كما أنّه لم يتعيّن لنا اسم الكتاب الذي رآه.

٣٢

٤ ـ (المغني) للقاضي عبدالجبّار، فقد جاء في فصل فرق الامامية قوله: «وذكر الحسن بن موسى في بيان قول الاسماعيلية والقرامطة» (٢٢)، وجاء في بيان فرق الزيدية قوله: «حُكي عن الحسن بن موسى» (٢٣).

والنقل الثاني يدلّ على وجود الواسطة الشفهية، لكن النقل الأول ظاهر في أنّ القاضي اعتمد كتاباً للنوبختي في النقل، إلّا أنّه لا دلالة فيه على النقل من خصوص كتاب (فرق الشيعة) من كتبه.

والغرض من المتابعة للمصادر الناقلة عن النوبختي هو ماتحصّل من عدم اشتهار كتابه (فرق الشيعة) وأنّه لم يثبت استناد المصادر في النقل عليه، وإلّا لم يكن أيّ داع لاخفاء اسمه، ولا لهذه الشحّة في النقل عنه.

وأمّا أصل نسبة كتاب باسم (فرق الشيعة) إلى النوبختي، فهي وإن لم يذكرها أكثر القدماء، إلّا أنّها لامرية فيها بعد أن نصّ النجاشي عليها وهو إمام غير معارض، كما أنّ الظاهر من ترجمته له أنّه كان أكثر عناية بمؤلفاته حيث قرأ كتابه (الآراء والديانات) على الشيخ المفيد، و عدّد منها مجموعة كبيرة لم يذكرها غيره من المترجمين، ومنها (فرق الشيعة) (٢٤).

(فرق الشيعة) المتداول:

وهذا النصّ المتداول و المتعدّد نسخه المخطوطة لم يُعرف بين المؤلفين والرواة قبل ابتداء هذا القرن ـ الرابع عشر الهجري ـ، فأوّل نسخة هي التي عرفت عند المرحوم المحدّث النوري، يقول السيد هبة الدين الشهرستاني الذي قدّم للمطبوع: «إنّ تأليفه الموسوم بفرق الشيعة رأينا منه نسخاً متعدّدة، واختصرت لنفسي النسخة التي وجدتها في خزانة شيخي المحدّث النوري محمد حسين، المتوفّى ١٣٢٠» (٢٥).

ويقول السيد الصدر: «وكتاب الفرق موجود عندنا نسخة، وهو في فرق الشيعة» (٢٦)، ويقول الشيخ الطهراني تحت عنوان (فرق الشيعة): «وقد يقال له (مذاهب الفرق) وهو موجود عندي استنسخته بخطّي» إلى أن يقول: «وهو كتاب لطيف جامع مهذّب معتمد إليه معوّل عليه، و نسخة منه في مكتبة راجه فيض آباد الهند» (٢٧)، و توجد مخطوطة منه في مكتبة (كاشف الغطاء) بالنجف في مجموعة برقم (١٠٨٢) جاء اسم الكتاب فيها هكذا: «كتاب (تعداد فرق الشيعة) لشيخنا النوبختي رضي الله عنه».

وتقع في الصفحات من (٢١٣) إلى (٢٧٠) من المجموعة، أي في (٥٧) صفحة.

٣٣

أرّخ الكتاب الذي سبقها في المجموعة بسنة (١٣٢٥)، وختم الكتاب الذي يليها فيها بما يلي: «تمّت الرسالة الرجالية في الحائر الحسينية [ كذا ] على مشرّفها ألف الثناء والتحية، بيد العاصي الجاني عبدالحميد الشريف الاصفهاني، في شهر الرجب من شهور سنة (١٣٢٤)».

ومخطوطة اُخرى في مكتبة (كاشف الغطاء) في مجموعة برقم (٦٧٩)، وتقع في الصفحات من (١) إلى (٤٤)، جاء في آخرها مايلي: «هذا آخر مابلغنا من نسخة (الفرق والمقالات) تمّ بحمد الله، يوم الاثنين، على يد راقمه الأحقر هادي خلف المرحوم الشيخ عبدعلي بن المرحوم الشيخ موسى آل الشيخ خضر، عُفي عنهم، آمين».

وتوجد مخطوطة في مكتبة (آية الله الحكيم) بالنجف، في مجموعة برقم (١٨٦٧)، تقع النسخة في (٢١) ورقة من أولها جاء في الصفحة الأولى منها مايلي: «بسم الله الرحمن الرحيم، فيه مذاهب فرق أهل الامامة وأسماءها وذكر دلائل مستقيمها من سقيمها، واختلافها وعللها، من تاليف الشيخ أبي محمد»، وهي بخط سماحة الامام العلم، المحقّق الشهير، شيخ الشريعة الاصبهاني رحمه الله، كتبها سنة (١٣٢٦ هـ).

وفي آخرها، ص (٤١) مايلي: «هذا آخر ما بلغنا من نسخة الفرق والمقالات».

ونسخة اُخرى في مكتبة (آية الله الحكيم) في مجموعة برقم (١٠٣٧) بخط العلّامة الشيخ محمد السماوي، في صدر الصفحة الأولى منها بالمداد الأحمر مايلي: «كتاب (الفرق في المذاهب والفرق)، تأليف الشيخ الجليل أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي»، وفي آخرها ص (٦٢) بمداد الأصل، مايلي: «تمّ الفرق بين الفرق، للعالم الكبير ابن نوبخت، أبي محمد الحسن بن موسى، على يد عبدالله الفقير، محمد بن الشيخ طاهر السماوي، لليلة بقيت من ربيع الثاني، سنة الألف والثلاثمائة والاثنين والثلاثين من الهجرة، على نسخة مخطوطة في بلد الكاظمين».

وعلى هوامشها تصحيحات بمداد أسود فاتح، وجاء بنفس المداد في آخرها مايلي: «تمّ صُححت على نسخة في كربلا».

وأمّا المطبوعة فقد اعتمد ناشرها نسخة وصفها بمايلي: «عنون بكتاب فيه مذاهب فرق أهل الامامة وأسماءها، وذكر أهل مستقيمها من سقيمها، واختلافها وعللها، تأليف أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي»، وفي آخرها ماصورته: «تمّ الكتاب، والحمدلله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا وآله الطاهرين، فرغ من كتابته الفقير إلى الله تعالى أحمد بن الحسين العومي يوم الأحد الرابع من العشر الاول من شهر شعبان المبارك، من سنة أربعين وسبعمائة..» (٢٨).

وهذه جملة ما وقفت عليه أو على وصفه من النسخ المخطوطة للكتاب في النجف.

٣٤

والملاحظ فيها اختلافها الكبير في تسمية الكتاب، فقد تعدّدت، كما يلي: فرق الشيعة، الفرق، مذاهب الفرق، تعداد فرق الشيعة، الفرق والمقالات، الفرق في المذاهب والفِرق، الفَرق بين الفِرق، وأخيراً العنوان الطويل الذي جاء في نسخة العومي التي اعتمد عليها في الطبعة الاُولى وجاء في نسخة مكتبة السيد الحكيم برقم ١٨٦٧).

ثم إنّ جميع هذه النسخ ـ ومع هذا الاختلاف في تسمية الكتاب ـ تتّفق في نسبته إلى النوبختي الحسن بن موسى، فمن أين جاء هذا الاتّفاق؟!

والمؤسف أنّ الناسخين لم يذكروا على مَ اعتمدوا في كتابة النسخ؟ فهل كلّها تعتمد على نسخة العومي ـ التي تبدو أنّها أقدم النسخ تاريخاً ـ ؟! وإذا كان كذلك، فعلى مَ تعتمد نسخة العومي نفسها؟؟

وإذا رجعنا إلى متن الكتاب المطبوع باسم (فرق الشيعة) وجدناه خالياً عمّا يقوم قرينة ـ ولو ضعيفة ـ على نسبته إلى النوبختي!

وقد طبع لأول مرة ـ كما أشرنا في صدر البحث ـ باهتمام المستشرق (هـ. ريتر) وتقديم السيد الشهرستاني، وبالرغم من قيامهما بأداء حقّ النسخة بما يلزم، وهما على جانب كبير من الشهرة، إلّا أنّهما ـ ومع الأسف ـ لم يأتيا في ما كتبا بما يبرهن ويبّرر نسبة الكتاب إلى النوبختي.

يقول الاُستاذ إقبال ما ترجمته: «نسب الكتاب إلى أبي محمد من قبل الناشر المحترم والسيد الشهرستاني من دون إراءة أيّ مصدر في الوقت الذي لم يذكر في الكتاب نفسه: لا إسم المؤلّف ولا عنوان الكتاب، والوحيد أنّ كاتب النسخة التي تعود إلى السيد (إليس) [ النسخة الأصل لطبع الكتاب ] كتب على ظهرها: «فيه مذاهب فرق أهل الامامة وأسماءها، وذكر مستقيمها من سقيمها و اختلافها، تأليف أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي».

وعلماء العراق الّذين استنسخوا نسخاً من مكتبة المرحوم الميرزا النوري كلّهم التزموا بأنّ الكتاب هو (فرق الشيعة للنوبختي)، وتداولوه بينهم بهذا الإسم.

أفهل يكفي مجرّد اشتراك النسخة المطبوعة مع كتاب (فرق الشيعة للنوبختي) في الموضوع لأن نعتقد بأنّها للنوبختي، مع أنّ جميع النسخ الحاضرة منه هي حديثة العهد؟ ولأن نحكم بأنّ الكتاب للنوبختي وليس لغيره ممّن ألّف في هذا الموضوع؟» (٢٩)، ونحن نشارك الاُستاذ إقبال في هذا التساؤل.

وقد طبع الكتاب بعنوان (فرق الشيعة) بعد طبع إستانبول عدّة طبعات، فمّرة في النجف سنة (١٣٥٥) بالمطبعة الحيدرية، ومرّة سنة (١٣٧٩) بها أيضاً، واُخرى سنة (١٣٨٨) بها أيضاً وهي الطبعة الرابع، وقد علّق على الكتاب في طبعاته النجفية العلّامة الجليل السيد محمد صادق بحر العلوم، وألفت ناشرها النظر إلى أنّ طبعته معتمدة على طبعة المستشرق ريتر باستانبول (٣٠).

٣٥

ولديّ طبعة جاء في ذيل الصفحة الاُولى منها: «أشرف على تصحيحه إبراهيم الزيني ـ دارالفكر ـ بيروت»، وليس فيها تاريخ الطبع ولامحلّه ولاذكر المطبعة، والظاهر أنّها من مطبوعات بيروت، والملاحظ أنّها مطبوعة عن مطبوعة إستانبول حرفياً مع التقطيع في المقدّمة بوضع نصفها في مؤخر الكتاب، لكن من دون أيّة إشارة إلى ذلك.

وأخيراً يقول علّامة الفنّ الشيخ آقا بزرگ الطهراني حول طبعات الكتاب في عنوان (فرق الشيعة للنوبختي): «وقد طبع الفرق هذا من نسخ عتيقة مثل خط أحمد بن الحسين العومي في (٧٤٠) في إستانبول (١٩٣١)، وجدّد طبعه في النجف في (١٣٥٥)، وفي طهران في (١٣٨٥) منسوباً إلى سعد بن عبدالله» (٣١).

وهذا الكلام من الشيخ الطهراني يقتضي أنّه كان يرى اتّحاد الكتابين، أي (فرق الشيعة) المنسوب إلى النوبختي، و(المقالات و الفرق) المنسوب إلى الأشعري، وأنّه تارة نسب إلى النوبختي وطبع باسمه، واُخرى نسب إلى الأشعري كذلك، وفي هذا تأييد لوجهة النظر القائلة بالاتحاد، كما سيأتي.

الأشعري:

هو سعد بن عبدالله ابن أبي خلف الأشعري، القمي، ترجم له النجاشي بقوله: «أبوالقاسم شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها» (٣٢)، وذكره الطوسي بقوله: «جليل القدر، واسع الأخبار، كثير التصانيف، ثقة» (٣٣)، وأورد أسماء عدّة من مؤلّفاته.

توفّي سنة (٢٩٩) أو (٣٠٠) أو (٣٠١) على ما أورده العلّامة الحلّي من الروايات (٣٤)، و ترجم له في كافّة المعاجم الرجالية و كتب التراجم والأعلام، و توسّع في ترجمته الدكتور محمد جواد مشكور في تقديمه لكتاب المقالات والفرق (٣٥)، وأورد أسماء عدّة من كتبه ومؤلّفاته.

وكتابه في الفرق:

ورد عند الطوسي باسم (مقالات الامامية) (٣٦)، و كذا عند ابن شهرآشوب (٣٧)، ولم يرد عند النجاشي بهذا العنوان، بل أورد له كتاب (فرق الشيعة) (٣٨).

وكان هذا الكتاب موجوداً عند العلّامة المجلسي صاحب البحار، وذكر باسم «كتاب المقالات والفرق وأسماءها وصنوفها، تأليف الشيخ الأجلّ المتقدّم سعد بن عبدالله رحمه الله» (٣٩)، وقال في فصل توثيق مصادره: «وكتاب المقالات عدّه الشيخ

٣٦

والنجاشي من جملة كتب سعد، وأوردا أسانيدهما الصحيحة إليه، ومؤلّفه في الثقة والفضل والجلالة فوق الوصف والبيان، ونقل الشيخ في كتاب الغيبة والكشي في كتاب الرجال من هذا الكتاب» (٤٠).

ويظهر من كلام المجلسي ـ وهو الخبير بكتب الطائفة وشؤونها ـ عدة اُمور:

الأول: أنّ ما ذكره النجاشي بعنوان (فرق الشيعة) هو بعينه ما ذكره الشيخ بعنوان (مقالات الامامية)، وأنّ التسميتين لمسمّى واحد، وإلى هذا الرأي يذهب علم الفنّ الشيخ آقا بزرگ الطهراني على مايظهر من موسوعته (الذريعة) حيث عنون كتاب سعد بفرق الشيعة تارة وبالمقالات اُخرى (٤١).

الثاني: أنّ العنوان المثبّت في نسخة المجلسي ـ أعني «المقالات والفرق... الى آخره» ـ إنّما هو بيان لموضوع الكتاب، وأمّا اسمه فهو أحد الاسمين عند النجاشي والطوسي.

الثالث: أنّ ما ذكره الكشي في كتاب الرجال نقلًا عن بعض أهل العلم، إنّما هو منقول عن كتاب سعد هذا: (المقالات)، ويؤكّد هذا أنّا نجد ما أثبته الكشي مطابقاً لما في المقالات حرفياً، وإليك الموارد للمقارنة:

١ ـ في تعريف الفطحية: أصحاب عبدالله الأفطح (٤٢).

٢ ـ في تعريف البشيرية، أصحاب محمد بن بشير الأسدي (٤٣)، وفي هذا المورد روى الكشي رواية جاء مؤلف المقالات سعد بن عبدالله الأشعري في سندها.

٣ ـ في التعريف بعبدالله بن سبأ، المنسوبة إليه فرقة السبئيّة (٤٤).

٤ ـ في التعريف بمحمد بن نصير النميري، المنسوبة إليه فرقة النصيرية (٤٥).

والذي يبدو بعد المقارنة أنّ الكشي ـ بالرغم من أنّ عبارته مطابقة بالنصّ لما في المقالات ـ لم يصرّح بالنقل عن كتاب الأشعري، بل لم يسند كلامه إلى سعد صريحاً، إلّا مايسنده بعنوان مبهم، كقوله: «بعض أهل العلم» مثلًا، وإنّما صرّح باسم سعد في المورد الثاني كما أشرنا إلى ذلك في سند رواية أوردها، وهذا التصرح وإن كان محتملًا للنقل عن كتابه بواسطة ابن قولويه إلّا أنّه ظاهر في التحمل الشفهي.

لكن المتراءىٰ من العلّامة المجلسي فهمه أنّ الكشي إنّما اعتمد أصل كتاب الأشعري: (المقالات)، وكذا الاُستاذ إقبال لايشكّ في ذلك، فيقول ماترجمته: «لكن يظهر بوضوح أنّ نقله إنّما هو من كتاب سعد دون غيره، بمقارنة منقولاته [ الكشي ] بمنقولات الشيخ الطوسي» (٤٦)، وذلك لأنّ منقولات الطوسي كما سيأتي مقتبسة من كتاب الأشعري بلا شكّ.

إنّما تبقى نقطة واحدة وهي الاختلاف البسيط الذي يُرى بين منقولات الكشي، والموجود في المقالات، ولقد أجاب الاُستاذ إقبال عن هذه بقوله: «ولايعبأ بما يلاحظ من حذف أو زيادة في الكلمات والحروف، فانّ ذلك لا يضّر بجوهر المضامين،

٣٧

و ذلك: لأنّه نقل لها بعبارات اُخر حصل من الناقلين أو الناسخين، ومثل ذلك كان مستعملًا و معتاداً» (٤٧).

وكلام الاُستاذ إقبال هذا إنّما هو في مقام تطبيق المنقولات بما في فرق الشيعة المطبوع باسم النوبختي، زعماً منه أنّه عين كتاب المقالات للأشعري لكن لو طبّقناها بالموجود من المقالات للأشعري يتبيّن بوضوح صحة هذا الكلام، إذ أنّ الاختلافات تتضاءل و تقلّ بدرجة كبيرة جداً.

وبهذا المقارنة يمكننا القول بأنّ نسخة المقالات للأشعري كانت موجودة عند الكشي وأنّه اعتمد عليها في كتاب (الرجال).

وكذا الشيخ الطوسي في كتابه (الغيبة) فقد أورد فيه قوله: «قال سعد بن عبدالله: كان محمد بن نصير النميري يدّعي أنّه رسول نبيّ...» إلى آخر ما ورد نصّه في المقالات (٤٨).

والمفهوم من كلام المجلسي الذي سبق نقله هو أنّ الطوسي اعتمد كتاب المقالات ونقل عنه، وكذا الاُستاذ إقبال ذكر ذلك معلّلًا بأنّ الطوسي إنّما نقل في كتابه بلفظ: «قال سعد» ولم ينقل بلفظ: «روي عن سعد» أو «أخبرني فلان عن سعد»، والتعبير الاُول يدلّ على أنّ النقل إنّما كان مباشرة عن كتاب سعد، لابواسطة شفهيّة (٤٩).

وبهذا يمكننا القول ـ أيضاً ـ بأنّ نسخة المقالات كانت موجودة عند الطوسي، وأنّه اعتمد عليها.

نسخ المقالات:

فقد تحصّل أنّ (المقالات) كان معروفاً عند القدماء من أعلام الطائفة، وقد وقع كذلك عند الشيخ المجلسي فاعتمده و تحقّق نسبته، وأمّا عن نسخه الموجودة فعلا فيقول علّامة الفنّ الشيخ الطهراني: «نسخة منه عند سلطان علي السطاني البهبهاني، وكيل المجلس في طهران، واُخرى عند السيد محمد المحيط» (٥٠).

ولم أقف على ذكر مخطوطة اُخرى حتى الآن.

ونسخة السلطاني هي التي عثر عليها الدكتور محمد جواد مشكور، فأخرج على أساسها الطبعة الاُولى من الكتاب سنة ١٩٦٣ باسم (المقالات والفرق)، واحتمل أن تكون هي النسخة التي كانت عند المجلسي وقد وصفها بمايلي: «جاء اسمها في ظهر الصفحة الاُولى هكذا: كتاب المقالات والفرق وأسماءها وصنوفها وألقابها، تصنيف سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمي»، ثم يقول: «ولا تاريخ له، أمّا خطّه فليس بحديث، ويمكن تقدير تاريخ كتابته بأنّه يعود إلى القرن العاشر الهجري» (٥١).

٣٨

وقد أخرج الدكتور محمد جواد مشكور كتاب الأشعري بشكل أنيق مشفعاً بتحقيقات رائعة ومصدراً بمقدّمة مفصّلة، كما علّق على المتن بتعليقات واسعة المصادر، وأفرد للتعليقات آخر الكتاب من ص ١١٨ ـ ٢٥٢ كما أتمّ عمله بالفهارس العلمية، ولقد أسدى هو الآخر إلى الملأ العلمي يداً تذكر فتشكر.

والجدير بالذكر أنّ الدكتور مشكور قد اهتمّ بكتاب (فرق الشيعة) المنسوب إلى النوبختي فترجمه إلى الفرنسية وطبع في خمسة أعداد من مجلة (تاريخ الأديان) بباريس (٥٢).

وهو يقف في الرأي إلى جانب الشيخ الزنجاني، وقد تعرّض للبحث عن ذلك في مقدّمة المقالات (٥٣)، وفي مقال له ألقاه في الذكرى الألفيّة للشيخ الطوسي بجامعة مشهد (٥٤).

وأمّا نسبة هذا المطبوع إلى الأشعري، فيستند إلى قرينتين:

الاُولى: وهي قرينة خارجية، أي النصوص التي أثبتها الكشي والطوسي في كتابيهما، وقد عرفنا اعتماد هما لكتاب الأشعري، فانّا نجد أنّها تطابق الموجود في هذا المطبوع حرفياً و بدون تفاوت، عدا مايرى من اختلاف بعض الكلمات و التقدّم و التأخّر لبعض الحروف، وهذا أمر لايضرّ بتاتاً حيث أن مثله متعارف الوقوع في النسخ المتعدّدة للكتاب الواحد.

الثانية: وهي قرينة داخلية، أي: اشتمال المطبوع على الرواية عن محمد بن عيسى بن عبيد، المعروف بالعبيدي، وباليقطيني، فقد ورد النقل عنه في موردين من المقالات بعنوان «حدّثني» وهو ظاهر في النقل الشفهي المباشر (٥٥)، و جاء في موردين آخرين النقل عنه بعنوان «حكى» وهذا أيضاً ظاهر في النقل عنه بلا واسطة (٥٦).

وهذا الرجل هو شيخ الأشعري مؤلّف المقالات، بل من المشتهرين برواية سعد عنه، وقد وردت الرواية عنه في كتاب سعد (بصائر الدرجات) (٥٧)، وفي (الغيبة) للطوسي (٥٨)، وقد ترجم له الرجاليّون كافّة (٥٩).

و ورد في هذا الكتاب ـ المقالات ـ أيضاً: الرواية عن يحيي بن عبدالرحمن بن خاقان (٦٠)، وهذا الرجل وإن لم يترجم في المعاجم الرجالية، إلّا أنّه من حيث الطبقة محتمل لرواية سعد عنه حيث أورد الكليني في الكافي رواية عن علي بن إبراهيم، عنه (٦١).

وبهاتين القرينتين نجزم بنسبة الكتاب المطبوع باسم (المقالات والفرق) إلى سعد بن عبدالله الأشعري.

٣٩

المقارنة بين الكتابين:

وللمقارنة بين الكتابين لابدّ من بيان أوجه التشابه والاختلاف بينهما، فنقول: ذكر الدكتور مشكور بهذا الصدد مايلي: «إنّ كتابي فرق الشيعة للنوبختي، والفرق والمقالات للأشعري: هما كتابان وصلا إلينا من بين كتب فرق الشيعة الضائعة، وبينهما تشابه في المطالب، وكذلك بين اُسلوب تنظيمهما بصورة عامّة، وقد بيّنّا أوجه التباين والاختلاف بين هذا الكتاب [ للأشعري ] وبين كتاب النوبختي من ناحية العبارات في نهاية كل صفحة، ولكن كتاب الأشعري يتضمّن إضافات كلية بالاضافة [ كذا ] على فرق الشيعة للنوبختي مايحويه من الاضافات الجزئية»، ثم أورد قائمة بمواضع الافتراق بين الكتابين من حيث الزيادة والنقص، وحدّده بزيادة كتاب الأشعري حوالي ثلاثين صفحة على كتاب النوبختي (٦٢).

ويقول أيضاً في مقاله ما ترجمته: «يتّحد نصّ هذين الكتابين من حيث الأبواب وتوالي الأبحاث، وحتى من حيث العبارات، و واضح أنّ أحدهما مأخوذ من الآخر.

والفرق الموجود بينهما أنّ كتاب (المقالات والفرق) لسعد بن عبدالله يحتوي ـ في كثير من الموارد ـ على إضافات على (فرق الشيعة) للنوبختي، ويبلغ مجموعها زيادة ثلاثين صفحة عليه» (٦٣).

ومن الملاحظ ـ فعلًا ـ تشابه الكتابين تشابهاً كبيراً جداً، بحيث يُتراءى للباحث أنّهما نسختان من كتاب واحد، أو يرجعان إلى أصل فارد: إمّا حرّف واختصر فكان ما نسب إلى النوبختي، أو زيد عليه ونظّم فكان مانسب إلى الأشعري.

ويقول الاُستاذ إقبال بهذا الصدد ماترجمته: «إنّ أبا القاسم الأشعري وأبا محمد النوبختي، كانا متعاصرين، وتوفّيا في زمن واحد تقريباً، يعني على التحقيق، في العشرة من المائة الرابعة للهجرة، فلو لم يطّلع كل من هذين العلمين على كتاب الآخر، وكان الكتاب الحاضر [ أي فرق الشيعة ] من تأليف النوبختي، فأي شيء هذا الاتحاد الموجود بين مضامين وعبارات الكتاب وبين ما نقل عن الأشعري؟!

هل أنّ النوبختي أخذ المطالب عيناً من كتاب الأشعري، من دون إيراد المستند؟ وهل أنّه ـ مع سعة علمه واطّلاعه وإحاطته بالفنون المختلفة من الكلام و الحكمة و الأدب و فنّ الملل والنحل ـ بادر إلىٰ هذا العمل [ أي الاقتباس من الأشعري من دون إشارة إليه ] وهو يعدّ من السرقات الأدبية؟!

أو أنّ الأشعري ـ وهو من الفقهاء والمحدّثين المعتمد عليهم عند الشيعة، بل هو أصل لرواية كثير من أخبار الطائفة الامامية ـ عمد إلى اقتباس المطالب من كتاب النوبختي عيناً، وتأبّى ـ على خلاف الطريقة المطردة ـ عن ذكر اسمه واسم

٤٠