طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

الحسين ، قال : ثنا عكرمة ، عن هشام ، عن يحيى ، عن عبد الحميد بن ذكوان ، عن سالم بن عبد الله ، عن عبد الله بن عمر ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «من أمسك الكلب فإنّه ينقص من عمله كلّ يوم قيراطان ، إلّا كلب صيد أو ماشية». وكان الحسين بن حفص صاحب كتاب قليل الخطأ ، يخطىء عليه الغرباء ومن ذلك حديث رواه أبو قلابة (١) في إسناده :

(١٢٣) «لا تقوم السّاعة حتّى تكون خصوماتهم في ربّهم» ، وحديث رواه رستة (٢) عن الحسين في إسناده :

(١٢٤) «إنّ الله وملائكته يصلّون على الّذين يصلون الصّفوف» (٣).

لم يروه إلّا رستة.

__________________

ـ وكذا أخرجه في بدء الخلق باب إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ، وفي الحرث باب اقتناء الكلب للحرث ، من طريق أبي هريرة مرفوعا ، والنسائي في «سننه» ٧ / ١٨٧ في الذبائح والصيد من طريق سالم عن ابن عمر به مرفوعا ، وجاء عنده في بعض الروايات قيراط. انظر ٧ / ١٨٨ و ١٨٩. وابن ماجة في «سننه» ٢ / ١٠٦٨ الصيد من حديث أبي هريرة مرفوعا ، ولكنّه بلفظ قيراط ، ومن حديث عبد الله بن مغفل بلفظ قيراطان ، وأخرجه أبو يعلى في «مسنده» من حديث عبد الله مثله ، كما في «المقصد العلي» ٥٢/ ١.

(١) أبو قلابة : هو عبد الله بن زيد الجرمي البصري ، ثقة فاضل ، كثير الإرسال. مات سنة ١٠٤ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٧٤.

(٢) ورستة : هو عبد الرحمن بن عمر رستة ، سيأتي بترجمة ٢٢١ ، ثقة ، له غرائب.

(٣) تخريج الحديث :

فقد أخرج الحديث أبو داود في «سننه» ١ / ٣٦٩ عن البراء في الصلاة ولكن في سنده رجل مجهول ومن غير طريق رسته ، وكذا أخرجه النسائي نحوه من غير طريق رستة ، وبدون ذكر الرجل المجهول. حديث ٨١٢ ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ٣١٨ عن عائشة في الإقامة ، وفي سنده إسماعيل بن عياش الشامي ، روايته عن غير أهل بلده ـ الحجازيين ـ ضعيفة ، ولكن له شاهد من حديث البراء كما تقدم ومتابع حسن عند أحمد في «مسنده» ٦ / ٦٧ ، كما أنّه أخرجه من طريق إسماعيل بن عياش في ٦ / ٨٩ ، وبطريق آخر ، وإسناده حسن في ٦ / ١٦٠ ، والمشهور من الحديث : «إنّ الله وملائكته يصلّون على الصّفّ أو الصّفوف الأول».

٦١

وحديث رواه عمر بن شبّة (١) عن الحسين في إسناده :

(١٢٥) «تحشرون حفاة عراة» (٢).

وقد أخرجت هذه الأحاديث في «فوائد الأصبهانيين».

(١٢٦) حدثنا محمد بن يحيى (٣) ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، قال : ثنا الحسين بن حفص ، قال : ثنا عكرمة بن إبراهيم ، عن هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أيّوب بن عتبة ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «من أدرك من الصّلاة ركعة ، فقد أدرك» (٤).

__________________

(١) عمر بن شبّة بن عبيده البصري ـ نزيل بغداد ـ وشبّة بفتح المعجمة وتشديد الموحدة ـ صدوق ، له تصانيف ٢٦٢ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٥٤.

(٢) تخريج الحديث :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٧٦ بسنده من طريق عمر بن شبة ، عن الحسين ، عن الثوري ، عن زبيد ، عن مرة ، عن ابن مسعود مرفوعا ، وتمام الحديث «غرلا ، وأوّل الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه‌السلام» وأورده ابن حجر في «التهذيب» ٧ / ٤٦١ في ترجمة عمر بن شبة ، وقال : «ورواه عنه علي بن الحسن بن مسلم الحافظ ، وقال : هذا عندي دخل لعمر بن شبة حديث في حديث ، قلت : فلعلّ المؤلف أيضا يقصد خطأه هذا ، والله أعلم».

والحديث متفق عليه من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : «إنّكم محشورون حفاة عراة عرلا» انظر «صحيح البخاري» مع الفتح ١١ / ٣٧٧ باب الحشر و «صحيح مسلم» ٤ / ٢١٩٤ الجنة ، باب فناء الدنيا وبيان الحشر ... عن ابن عباس ، وعائشة ، واللفظ للبخاري ، وهو مخرج في السنن أيضا سوى «سنن أبي داود».

(٣) تراجم الرواة :

تقدموا جميعا سوى أيوب بن عتبة ، فلعلّه أبو يحيى قاضي اليمامة ، ضعيف ، ولكن في «التهذيب» ١ / ٤٠٨ أنّه يروي عن يحيى بن أبي كثير ، لعلهما من الأقران ، توفّي سنة مائة وستين.

والزهري : هو الإمام محمد بن مسلم بن عبيد الله ، تقدم في ت ٨١. ثقة.

وأبو سلمة : هو ابن عبد الرحمن ، ثقة. تقدم في ت ٣ ح ١٠.

(٤) تخريجه :

سنده ضعيف ، فيه عكرمة بن إبراهيم وأيوب بن عتبة. أمّا الحديث فمتفق عليه. فقد أخرجه ـ

٦٢

(١٢٧) حدثنا أبو علي بن إبراهيم (١) ، قال : ثنا أسيد بن عاصم ، قال : ثنا الحسين بن حفص ، قال : ثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، قال : كتب الأشعريون (٢) الى أبي موسى ، وأبي عامر : كلّما رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يدعو الله على الأسد ؛ فإنّه قد أكل مواشينا. فكلّما رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّ الأسد أكل ابنا لحوّاء ، وكانت حوّاء تسبّ الأسد ، فقام الأسد يسبّ حوّاء ، فذهبت حوّاء إلى آدم ، فجاء آدم إلى الأسد ، فقال : تأكل ابنها وتسبّها؟ اخسأ (٣). قال : فطأطأ رأسه ، فلا يقدر أن يرفع رأسه» ، فقال ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إن شئتم قطعت له من أموالكم شيئا ، ولا يعدوه إلى غيره». قالوا : ما تطيب أنفسنا

__________________

ـ البخاري في «صحيحه» ٢ / ١٩٧ مع الفتح ط ـ ح المواقيت ، باب من أدرك من الصلاة ركعة ، ومسلم في «صحيحه» (١ / ١٣٣) المساجد ومواضع الصلاة حديث ١٦١ ، باب من أدرك من الصلاة ركعة ، وأبو داود في «سننه» ١ / ٦٦٩ الصلاة ، والترمذي في «سننه» ٢ / ١٩ الجمعة ، باب فيمن يدرك من الجمعة ركعة ، وقال الترمذي : حسن صحيح. وزاد في آخره ـ بعد أدرك ـ الصلاة ، والنسائي في «سننه» ١ / ٢٧٤ المواقيت ، وفي بعض الروايات : فقد أدركها ، ومالك في «الموطأ» ص ٣٣ المواقيت عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة مرفوعا مثله ، إلّا زيادة «الصلاة» في آخر الحديث ، ومن طريقه أخرجه الجميع ، ومن غيره أيضا عند بعضهم.

وأخرجه أحمد في «مسنده» ٢ / ٢٤١ و ٢٦٥ ومواضع.

(١) تراجم الرواة :

أبو علي بن إبراهيم : هو أحمد بن محمد بن إبراهيم ، تقدم في ت ٢٣. «شيخ ثقة».

أسيد بن عاصم : سيأتي بترجمة رقم ٢٤٣. ثقة.

الحسين بن حفص : هو المترجم له. صدوق.

هشام بن سعد ، وزيد بن أسلم : تقدما قريبا في ح ١٢٠. الأول : صدوق ، له أوهام ، والثاني : ثقة.

أبو موسى : هو عبد الله بن قيس ، تقدم وأبو عامر : هو عبد الله بن عبيد الأشعري ، أو عبيد فقط ، وهو عم أبي موسى الأشعري ، كلاهما من الصحابة. انظر «التقريب» ص ٤١٤.

(٢) في الأصل : «الأشعريين» ، والتصحيح من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.

(٣) في الأصل : «اخصه».

٦٣

له بشيء ، فقال : «دعوه يجالسكم وتجالسوه ، فما أصاب ، فهو رزق رزقه الله» (١).

قال أسيد : سمعت الحميدي ذكر هذا الحديث ، فقال : لم نجده إلّا عند الأصبهاني الحسين بن حفص.

__________________

(١) في إسناده من لم يسمّ ، وهشام صدوق له أوهام ، وتفرّد به الحسين الأصبهاني كما قال الحميدي ، ولم أجد من خرجه.

٦٤

٩٦ ٥ / ١٦ شعبة بن عمران (*) :

وكان ممن يسمع الحديث مع النعمان ، يكنى أبا رافع ، وكان يرى الإرجاء وينازع النعمان بن عبد السلام (١).

(١٢٨) حدثنا محمد بن عامر (٢) ، قال : ثنا عمي ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤٤.

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤٤.

(٢) تراجم الرواة :

تقدم سند محمد بن عامر ، عن عمه ، عن أبيه مرات. انظر ت ٥٦ ح ٧٤. وقد جاء في ت ٦٥ أيضا ، وعمه هو : محمد بن عامر ، وأبوه : هو عامر.

وشعبة بن عمران : سيأتي بترجمة ٩٦. لم أعرفه.

نعمان بن عبد السلام : تقدم بترجمة رقم ٨١ ، وكان من ثقات أهل الحديث.

والحسن بن عمارة البجلي مولاهم أبو محمد الكوفي : قاضي بغداد ، متروك. مات سنة ١٥٣ ه‍. انظر «التقريب» ٧١ ، و «التهذيب» ٢ / ٣٠٤.

وسلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي أبو يحيى الكوفي : ثقة ، ثبت. مات سنة ١٢٢ ه‍.

انظر «التهذيب» ٤ / ١٥٥.

وزبيد : هو ابن الحارث بن عبد الكريم اليامي أبو عبد الرحمن ، ويقال : أبو عبد الله الكوفي ، ثقة. توفي سنة ١٢٢ ، وقيل : بعدها. المصدر السابق ٣ / ٣١٠.

وسعيد بن عبد الرحمن الخزاعي مولاهم الكوفي : ثقة. تقدم في صفحة ٤٠٠.

عبد الرحمن بن أبزى : تقدم في ت ٤٥ ، صحابي صغير.

تخريج الحديث :

في إسناده حسن بن عمارة. متروك ، ولكن الحديث صحيح بما أخرجه أبو داود في «سننه» ٢ / ١٣٥ ، والنسائي في «سننه» ٣ / ٢٢٥ الوتر ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ٣٧٤ الإقامة ، والدارقطني في «سننه» ٢ / ٣١ بطريقين ، كلّهم من طريق سعيد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ـ

٦٥

شعبة بن عمران ـ وكان ممن يسمع الحديث مع النعمان بن عبد السلام ـ عن الحسن بن عمارة ، عن سلمة بن كهيل ، وزبيد ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى ، عن أبيه ، عن أبيّ بن كعب أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

كان يقنت في الوتر قبل الرّكوع.

__________________

نحوه ، وليس في أسانيدهم الحسن بن عمارة ، وقال العيني في سند الدارقطني : «سنده صحيح». انظر «عمدة القارىء» (٢ / ٤٢١) ، وفي «التعليق المغني على سنن الدارقطني» ٢ / ٣٢. قال العراقي : «كلاهما عند النسائي بإسناد صحيح» ، وكذا ابن أبي شيبة في «مصنفه» ٢ / ٣٠٣.

وانظر «نصب الراية» ٢ / ١٢٣ ، حيث ذكر تخريج حديث القنوت قبل الركوع مفصلا.

وذكره الشيخ الألباني في كتابه «صفة صلاة النبي» ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ص ١٩٥ من حديث ابن مسعود مرفوعا «قنت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في الوتر قبل الركوع» وقال : رواه ابن أبي شيبة ، وأبو داود ، وسنده صحيح ، وقد تقدم بعض تخريجه في صفحة ٤٦٨.

٦٦

٩٧ ٥ / ١٧ إبراهيم بن أيوب الفرساني (*) :

سمع من سفيان الثوري ، ومبارك بن فضالة.

سمعت عبد الله بن محمد بن الجعد يقول : رأيت إبراهيم بن أيّوب الفرساني مخضوب الرأس واللحية ، وكان غضن الوجه (١) من كبر سنه.

وحكى أبو صالح (٢) الورّاق ، قال : سمعت أحمد بن معاوية بن الهذيل يقول : ما أعرف لإبراهيم بن أيوب فراشا مذ أربعين سنة (٣).

حدثنا أبو صالح ، قال : ثنا مسعود بن يزيد ، قال : ثنا إبراهيم بن أيوب ، ثنا سفيان الثوري ، عن ثور ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنّه كان يغسل قدميه

__________________

(*) له ترجمة في : «الجرح والتعديل» ٢ / ٨٩ ، وفيه أن ابن أبي حاتم قال : سألت أبي عنه ، فقال : «لا أعرفه».

وفي «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٢ ـ ١٧٣ ، وفيه العنبري أبو إسحاق ، وكان صاحب تهجد وعبادة.

وفي «الميزان» ١ / ٢١ ، وفيه نقلا عن ابن الجوزي أن أبا حاتم قال : «مجهول» ، وقال الذهبي : «وما رأيته أنا في كتاب ابن أبي حاتم ، بل فيه أنه روى عنه النضر بن هشام ، وعبد الرزاق الأصبهانيان» ا ـ ه. قلت : قد تقدم قول أبي حاتم فيه ، قال : انا لا أعرفه ، فلعل ابن الجوزي يقصد ويشير إلى قوله المذكور بأنه مجهول الحال عنده.

(١) الغضن : الكسر في الجلد والثوب والدرع وغيرها ، ويجمع على غضون. انظر «لسان العرب» ١٣ / ٣١٤.

(٢) أبو صالح الوراق : هو محمد بن يعقوب ، صاحب حديث كثير. مات سنة ٣١٣ ه‍. انظر «طبقات أبي الشيخ» ٢٤٩ / ٣.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٣.

٦٧

بأكثر من سائر وضوئه (١).

قال أبو صالح : كان محمد (٢) بن يحيى يتعجب من هذا الحديث ويستغربه (٣).

(١٢٩) حدثنا أبو أسيد (٤) ، قال : ثنا النضر بن هشام ، قال : سمعت إبراهيم بن أيّوب الفرساني قال : سمعت مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إذا أكلتم الطّعام ، فكلوه من أسفله ، ولا تأكلوه من فوقه ، فإنّ البركة تنزل من فوقه» (٥). ومن غرائب حديثه وما تفرّد به :

__________________

(١) في إسناده من لم أعرفهم ، وإبراهيم ـ كما قال أبو حاتم ـ : لا يعرف ، والله أعلم.

(٢) هو أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ت ١٠.

(٣) تراجم الرواة :

أبو صالح الوراق : هو محمد بن يعقوب ، تقدم قريبا.

مسعود بن يزيد : هو أبو أحمد القطان ، سيأتي بترجمة ٢٣٩.

سفيان الثوري : تقدم في ت ٣ ثقة إمام.

ثور : هو ابن يزيد بن زياد الكلاعي ، ويقال : أبو خالد الحمصي ، ثقة. اتهم بالقدر.

انظر «التهذيب» ٢ / ٣٣.

ونافع : تقدم في ت ٤٧.

(٤) تراجم الرواة :

أبو أسيد : هو أحمد بن محمد بن أسيد ، مقبول القول. مات سنة ٣٢٠ ه‍. ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» ٢٣٦ / ٣ ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٢٠.

النضر بن هشام : سيأتي بترجمة ٢٤٦ ، وهو صدوق ، وإبراهيم : هو المترجم له.

ومبارك بن فضالة : تقدم بترجمة رقم ٥٤ «صدوق يدلس».

والحسن : هو البصري ، تقدم في ت ٣ ح ٧.

(٥) تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، ومبارك بن فضالة مدلّس ، وقد عنعن ، والحديث مرسل من هذا الطريق ، حيث لم يسمع الحسن البصري من النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بل ولد بعده ، وهو يرسل كثيرا ، فقد أخرجه أبو داود في الأطعمة باب (ما جاء) في الأكل من أعلى الصحفة من «سننه» ٤ / ١٤١ ـ ١٤٣ من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ «إذا أكل أحدكم طعاما فلا يأكل من أعلى الصحفة ، ولكن ليأكل من أسفلها ، فإنّ البركة تنزل من أعلاها». ـ

٦٨

(١٣٠) ما حدثناه محمد بن يحيى ، قال : ثني عبد الله بن داود والهذيل بن معاوية ، قالا : ثنا إبراهيم بن أيّوب الأصبهاني ، قال : ثنا أبو هانىء ، عن محمد بن الربيع ابن عم الثوري ، عن الثوري ، عن حماد بن يحيى الأبح ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من حوسب عذّب». قلت : يا رسول الله! أليس الله يقول: (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ)(١)؟ قال : «ذاكم العرض ، لا من نوقش الحساب عذّب» (٢).

حدثنا أبو أسيد ، ثنا النضر بن هشام ، قال : سمعت إبراهيم بن أيوب الفرساني قال : سمعت سفيان (٣) ، وسأله عامر بن حمدويه عن النكاح بغير ولي ، فقال : لا نكاح إلّا بوليّ ، فقلت : أرأيت إن لم يكن لها ولي؟ قال : السلطان ولي من لا وليّ له. قال : أرأيت إن لم يكن بحضرتها السلطان؟ قال :

__________________

ـ والترمذي في الأطعمة أيضا ، حديث ١٠٨٦ باب كراهية الأكل من وسط الطعام ، ولفظه «إن البركة تنزل وسط الطعام ... الخ». وقال الترمذي : حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن ابن عمر. انظر «سننه» ٣ / ١٦٨ غير المرقم.

وابن ماجة في الأطعمة حديث ٣٢٧٧ ، باب النهي عن الأكل من ذروة الثريد ٢ / ١٠٩٠ نحوه من حديث عبد الله بن بسر ، وواثلة بن الأسقع ، وابن عباس ، ونسبه المنذري للنسائي والدارمي في الأطعمة ٢ / ١٠٠ من «سننه» ، وانظر «مسند أحمد» ١ / ٢٧٠ و ٣٠٠ و ٣ / ٤٩٠ و ٤ / ١٨٨ ، وانظر «مجمع الزوائد» ٥ / ٢٦ ـ ٢٧.

(١) تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو ابن مندة ، ثقة ، تقدم في ت ١٠.

وعبد الله بن داود سنديله : سيأتي بترجمة رقم ٢٠٢ ، وكان خيّرا فاضلا.

والهذيل بن معاوية : سيأتي بترجمة رقم ٢٥٧.

وأبو هانىء : هو حميد بن هانىء الخولاني ، لا بأس به. انظر «التقريب» ص ٨٥.

ومحمد بن الربيع : له مناكير عن الثوري ، وتقدم بقية الرواة وتخريج الحديث بكامله في ت ٨٢ وح ٩٥ و ٩٦ ، وهذا السند فيه من لم أعرفه ، والحديث صحيح راجعه هناك.

(٢) سورة الحاقة آية : ١٩.

(٣) سفيان : هو الثوري.

٦٩

يولّى أمرها رجل من المسلمين (١).

حدثنا أبو أسيد ، ثنا النضر بن هشام ، قال : سمعت إبراهيم بن أيوب يقول : سمعت سفيان يقول : تعرض الأشجار وتجري الأنهار في أصل حائط الرجل وإن أضر بحائطه.

__________________

(١) سيأتي تخريج الحديث مرفوعا في حديث رقم ١٥١ و ١٥٢.

٧٠

٩٨ ٥ / ١٨ أبو إسحاق إسماعيل بن عمرو بن نجيح (*) :

مولى بجيلة ، كوفي ، قدم أصبهان. توفي سنة سبع وعشرين ومائتين.

روى عنه ابن (١) عائشة ، وأبو الربيع الزهراني ، وأحمد بن محمد بن عمر (٢) بن يونس. رأيت كتابا في الفضائل تأليف محمد بن عمر بن يونس (فيه) (٣) أحاديث كثيرة عن إسماعيل بن عمرو البجلي.

حكى محمد بن يحيى بن مندة ، قال : سمعت إبراهيم بن أورمة يقول : شيخ مثل إسماعيل بن عمرو ضيّعوه بأصبهان (٤) ، وحكى عن عبدان (٥) ، وسئل عن إسماعيل بن عمرو ، فقال : إسماعيل بن عمرو بإزاء إسماعيل بن أبان ، إلّا أنّ إسماعيل بن عمرو وقع بأصبهان ، فلم يعرف (٦) ، وغرائب حديث إسماعيل تكثر.

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» ٢ / ١٩٠ لابن أبي حاتم ، وفيه قال أبو حاتم : «ضعيف» ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٨ ، وفي «التهذيب» ١ / ٣٢٠ ، وفي «الميزان» ١ / ٢٣٩ و ٣٤٠ ، وفيه أن الدارقطني ضعّف إسماعيل البجلي ، وقال ابن عدي : حدث بأحاديث لا يتابع عليها ، وفي «لسان الميزان» ١ / ٤٢٥.

(١) هو عبيد الله بن محمد بن عائشة. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٨.

(٢) في النسختين : عمرو ، والتصحيح من «أخبار أصبهان» ١ / ٩١ ، ومنهما أيضا حيث يأتي مصححا في / ١٥٧ ، ومن «الجرح والتعديل» ٢ / ١٩٠.

(٣) بين الحاجزين من ن ـ أ ـ ه.

(٤) المصدر السابق ، وانظر «التهذيب» ١ / ٣٢٠ نقلا عن أبي نعيم.

(٥) عبدان : هو عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ، تقدم في ت ٩. ثقة.

(٦) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٨ ، و «الميزان» ١ / ٢٣٩ ، و «التهذيب» ١ / ٢٣١.

٧١

(١٣١) فمن غرائب حديثه ، ما حدثنا به محمود بن أحمد (١) بن الفرج ، عن إسماعيل بن عمرو ، عن قيس ، عن عاصم بن كليب ، عن أبيه ، عن وائل بن حجر ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «النّدم توبة» (٢).

__________________

(١) تراجم الرواة :

محمود بن أحمد بن الفرج : هو المديني الزبيري أبو حامد. مات سنة ٢٩٤ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٥ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢١٣ / ٣ ، وقال : شيخ ثقة.

إسماعيل هو المترجم له ، وهذا من غرائبه.

وقيس : يبدو أنه ابن الربيع ، تقدم في ت ٩٣ ، صدوق ، تغير لمّا كبر.

عاصم بن كليب بن شهاب الجرمي الكوفي : صدوق ، رمي بالإرجاء. توفي سنة بضع وثلاثين ومائة. انظر «التقريب» ص ١٦٠.

وأبوه كليب بن شهاب : صدوق ، من الثانية. انظر المصدر السابق ص ٢٨٦.

(٢) تخريجه :

في إسناده إسماعيل ، ضعفه أبو حاتم والدارقطني كما تقدم ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٩ به مثله ، والطبراني أيضا من طريق إسماعيل بن عمرو به مثله ، كما في «المجمع» ١٠ / ١٩٩ وقال الهيثمي : وفيه إسماعيل البجلي ، وثقه ابن حبان ، وضعفه غير واحد ، وبقية رجاله وثقوا ، وحمزة السهمي في «تاريخ جرجان» ص ١١٩ ، بسنده عن وائل بن حجر مرفوعا مثله. والحديث له شواهد عدة من حديث ابن مسعود ، وأبي هريرة وأنس ، أمّا أمّا حديث ابن مسعود ، فقد أخرجه ابن ماجة في «سننه» ٢ / ١٤٢٠ الزهد باب التوبة ، وإسناده حسن ، والطيالسي في «مسنده» ٢ / ٧٧ بترتيب الساعاتي ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٤٢٢ و ٤٢٣ و ٤٣٣. وكذا أخرجه الطبراني في «الصغير» ص ٣٣ وص ٦٩ ، وفي «الكبير» ، كما في «المجمع» ١٠ / ١٩٩ ، وقال الهيثمي : وفيه من لم أعرفه. والحاكم في «المستدرك» ٤ / ٢٤٣ ، كلهم من طريق ابن عيينة ، عن عبد الكريم الجزري ، عن زياد بن أبي مريم ، عن أبي مغفل ، قال : دخلت مع أبي على ابن مسعود ، فسمعته يقول : «قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «النّدم توبة». قال : نعم. وقال الحاكم : «هذا حديث صحيح الإسناد» ، ولم يخرجاه بهذه اللفظة. وأقرّه الذهبي ، وأبو نعيم في «الحلية» ٨ / ٢٥١ و ٣١٢.

وقال : غريب من حديث منصور.

أمّا حديث أبي هريرة ، فقد أخرجه الطبراني في «الصغير» ١ / ٦٩ مرفوعا مثله ، وقال الطبراني : لم يروه عن أبي هلال إلّا مؤرق بن سخيت ، ولم يروه عن ابن سيرين إلّا أبو هلال ـ

٧٢

(١٣٢) وحدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا (١) ، قال : ثنا إسماعيل بن عمرو ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «السّاعة الّتي ترجى فيها يوم الجمعة عند نزول الإمام» (٢).

__________________

ـ محمد بن سليم ، وصالح المري ، وقال الهيثمي : ورجاله وثّقوا ، وفيهم خلاف كما في «المجمع» ١٠ / ١٩٩.

وأمّا حديث أنس ، فأخرجه البزار عن شيخه عمرو بن مالك الرواسي ، وقال الهيثمي : وضعّفه غير واحد ، ووثقه ابن حبان ، وقال : «يغرب ويخطىء» ، وبقية رجاله رجال الصحيح ، كما في المصدر السابق للهيثمي. وابن حبان في «صحيحه» كما في «الموارد» ص ٦٠٨ ، والحاكم في «المستدرك» ٤ / ٢٤٣ ، وقال : هذا حديث على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه وقال الذهبي بعد رمز (خ ـ م) : هذا من مناكير يحيى ـ ابن أيوب ـ ، وحمزة السهمي في «تاريخ جرجان» ص ٣٣ مثله. ومن حديث ابن أبي سعيد عن أبيه مرفوعا مثله أبو نعيم في «الحلية» ١٠ / ٣٩٨ ، وهو عند الطبراني أيضا كما في «المجمع» ١٠ / ١٩٩ ، وأورده السخاوي في «المقاصد» ص ٤٤٥ ، والعجلوني في «كشف الخفاء» ٢ / ٣١٥ ، وقالا : ضعيف ، وفي آخره زيادة «التّائب من الذّنب كمن لا ذنب له».

قال الشيخ الألباني في الضعيفة (٢ / ٨٣) حديث ٦١٥ : «إنّ زيادة «الندم توبة» في حديث أبي سعيد ، لها طريق أخرى صحيحة عن ابن مسعود» ، وقد ذكرناها ، فالحديث صحيح لغيره بمجموع طرقه.

(١) تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن زكريا : تقدم في ت ٩١ ، من الثقات.

إسماعيل : هو المترجم له ، متكلّم فيه كما تقدم.

الثوري : تقدم في ت ٣.

وأبو إسحاق : هو السبيعي ، تقدم في ت ٢٨. ثقة ، تغير في أخرة.

وأبو بردة : هو الحارث ، وقيل : اسمه عامر ، وقيل : اسمه كنيته ، تقدم في ت ٤ ح ١٤.

ثقة.

(٢) تخريجه :

في إسناده إسماعيل ، وثّقه ابن حبان ، وأثنى عليه إبراهيم بن أورمة كما تقدم ، وضعفه غير واحد ، وهو كثير الغرائب ، وهذا من غرائب حديثه الذي تفرد به. فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٦١ ـ ٦٢) عن المؤلف به مثله.

٧٣

(١٣٣) حدثنا محمد (١) بن نصر والفرقدي (٢) ، قالا : ثنا إسماعيل بن عمرو ، قال : ثنا عثمان بن غالب ، عن أبي الجحّاف ، عن أبي جعفر ، عن فاطمة الصغرى ، عن فاطمة الكبرى. قالت : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول لعلي : «يا عليّ ، إنّ قوما من شيعتك ممّن يحبّك ليصغرون الإسلام ، ثمّ يلفظونه ، لهم نبر يعرفون به ، يقال لهم : الرافضة ، فإن أدركتهم فاقتلهم ، فإنّهم مشركون».

حكي عن ابن عفرة ، أنّه كتبه عن أصحابنا ، عن ابن نصر ، وذكر أنه لا يسند عثمان بن غالب غير هذا الحديث.

__________________

(١) تراجم الرواة :

محمد بن نصر : لم يتبين لي ، ولكنه تابعه الفرقدي ، وهو ثقة.

الفرقدي : بفتح الفاء والقاف بينهما الراء الساكنة ، وفي آخرها دال مهملة ـ هذه النسبة إلى فرقد ـ واشتهر بها أبو جعفر محمد بن علي بن مخلد بن يزيد الفرقدي الداركي ، من أهل اصبهان ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٨٢ / ٣ ، وكذا أبو نعيم ، وقال : ثقة ، مات سنة ٣٠٧ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٤١ ، و «اللباب» ٢ / ٤٢٣.

وعثمان بن غالب : لم أعرفه.

أبو الجحّاف ، بالجيم وتشديد المهملة : هو داود بن أبي عوف سويد التميمي. وثقه بعض ، وضعفه آخرون ، وقال الحافظ ابن حجر : وهو صدوق شيعي ، ربّما أخطأ. انظر : «التهذيب» ٣ / ١٩٦ ، و «التقريب» ص ٩٦.

وأبو جعفر : هو محمد بن علي بن الحسين الباقر ، ثقة ، تقدم في ت ٣ ح ٥.

وفاطمة الصغرى : هي بنت علي بن أبي طالب ـ رضي‌الله‌عنه ـ وأمّها : أمّ ولد. ثقة ، توفيت سنة ١١٧ ه‍. انظر : «التهذيب» ١٢ / ٤٤٣ ، و «التقريب» ص ٤٧١.

وفاطمة الكبرى : هي بنت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ انظر ترجمتها في «التهذيب» ١٢ / ٤٤٠ ـ ٤٤٢ ، و «التقريب» ص ٤٧١.

(٢) في ن ـ أ ـ ه : بدون الواو ، والصواب معه ؛ لدلالة الفعل ، وهو تثنية ؛ ولأنه أخرجه في ترجمة الفرقدي في «الطبقات» ٢٨٢ / ٣ أيضا.

تخريج الحديث :

في إسناده من لم أعرفه ، وإسماعيل بن عمرو البجلي : ضعفه أكثر العلماء ، وله غرائب. وأخرجه المؤلف نفسه في ترجمة الفرقدي محمد بن علي من طريقه ٢٨٢ / ٣ به ، ولا يسند عثمان بن غالب غير هذا الحديث كما ذكر المؤلف ، فقد أخرجه ابن أبي عاصم في «كتاب ـ

٧٤

__________________

ـ السنة» ٢ / ٤٧٥ من طريق محمد بن عوف ، ثنا بكر بن خنيس ، ثنا سوار بن مصعب ، عن داود بن أبي عوف ، عن فاطمة بنت علي ، عن فاطمة الكبرى ، عن أسماء بنت عميس ، عن أمّ سلمة ، قالت : كانت ليلتي ، وكان رسول الله عندي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فجاءت إليّ فاطمة فتبعها عليّ ، فرفع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ رأسه ، فقال : «أيش يا عليّ. أنت وأصحابك في الجّنّة ، إلّا أنّ ممّن يزعم أنّه يحبّك قوم يرفضون الإسلام يلفظونه يقال لهم : الرّافضة ، فإنّهم مشركون. قلت : يا رسول الله! ما العلامة فيهم؟ قال : لا يشهدون جمعة ، ولا جماعة ، ويطعنون على السّلف».

وبطريق آخر عن عليّ ـ رضي‌الله‌عنه ـ مرفوعا بلفظ : «سيأتي بعدي قوم لهم نبز يقال لهم الرّافظة ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم ، فإنّهم مشركون» الحديث.

وبطريق آخر قريبا منه ، وله شاهد من حديث ابن عباس مرفوعا بلفظ : «يكون في آخر الزّمان قوم ينبزون الرّافضة يرفضون الإسلام ويلفظونه ، فاقتلوهم ، فإنّهم مشركون».

٧٥

٩٩ ٥ / ١٩ محمد بن إبراهيم المدني أبو عبد الله (*) :

روى عنه عامر بن إبراهيم.

(١٣٤) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا محمد بن إبراهيم المدني أبو عبد الرحمن ، قال : ثني أبي ، عن عبد الله بن جعفر عن علي بن أبي طالب ، قال : سمعت النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «أربع ركعات من صلّاهنّ قبل العصر حرّمه الله على النّار» (١).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٥ ، وذكر كنيته أبا عبد الله ، وقال : وقيل : أبو عبد الرحمن ، قدم أصبهان.

(١) تراجم الرواة :

تقدم محمد بن إبراهيم بن عامر عن أبيه في ت ١.

ومحمد بن إبراهيم المدني ، وأبوه لم أعرفهما أي حال الأول وترجمة الثاني.

وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب : له صحبة ، مات سنة ثمانين ، وهو ابن ثمانين ، وقيل : تسعين. انظر «التهذيب» ٥ / ١٧٠ ، و «التقريب» ص ١٦٩.

تخريج الحديث :

في إسناده من لم أعرفه ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٥ به مثله ، وله شاهد عند الطبراني في «الكبير» ، كما في «مجمع الزوائد» ٢ / ٢٢٢ عن أم سلمة مرفوعا بلفظ : «من صلّى أربع ركعات قبل العصر حرّم الله بدنه على النّار» الحديث. قال الهيثمي : «وفيه نافع بن مهران وغيره ، لم أجد من ذكرهم ـ وله شاهد آخر ، عن عمرو بن العاص مرفوعا بلفظ : «من صلّى أربع ركعات قبل العصر لم تمسّه النار». وقال الهيثمي : «رواه الطبراني في «الأوسط» ، وفيه عبد الكريم أبو أميّة ، وهو ضعيف ، وهو في «الكبير» مختصرا بلفظ : «حرّمه الله على النّار».

والذي عند الترمذي في «سننه» ١ / ٢٧٠ من حديث ابن عمر مرفوعا : «رحم الله امرأ صلّى قبل العصر أربعا». وقال : حسن غريب.

٧٦

هذا الحديث بهذا الإسناد ما كتبنا إلّا (عنه) (١).

حدثنا أبو العباس الجمال (٢) ، قال : ثنا محمد بن عامر ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا محمد بن إبراهيم ، قال : سمعت محمد بن جحادة يقول في هذه الآية : (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها)(٣) قال : لله (٤) تبارك وتعالى شجرة (٥) تحت العرش ، ليس مخلوق إلّا له فيها ورقة ، فإذا سقطت ورقة ، خرجت روحه من جسده ، فذلك قوله تعالى : (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها)(٦).

حدثنا أبو العباس الجمّال ، قال : ثنا محمد بن عامر ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا محمد بن إبراهيم ، قال : ثني عبد الله بن معاوية ، قال : كان طول فرعون ولحيته ذراع ، وذكره ذراع يعني ذراعهم. إنهم كانوا على غير خلقتنا (٧).

__________________

(١) في النسختين بياض. الزيادة يقتضيها السياق.

(٢) رواة الحديث تقدم جميعهم ، ومحمد بن جحادة ـ بضم الجيم وتخفيف المهملة ـ الأودي الكوفي ، ثقة. مات سنة إحدى وثلاثين ومائة. انظر «التهذيب» ٩ / ٩٢ ، و «التقريب» ص ٢٩٢.

(٣) سورة الأنعام آية : ٥٩ ، وتمام الآية : (وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ).

(٤) في النسختين جاء : «قال الله» ، والتصويب من «الدر» ٣ / ١٥ للسيوطي.

(٥) جاء في النسختين : «شجر» ، والتصويب من المصدر السابق للسيوطي.

(٦) كذا ذكره السيوطي في «الدر المنثور» ٣ / ١٥ ، وقال : أخرجه أبو الشيخ عن محمد بن جحادة ، فذكره مثله.

(٧) منقطع الإسناد ، وعبد الله بن معاوية ، ومحمد بن إبراهيم كلاهما لم أعرف حالهما ، وكان أولى له أن لا يذكر مثل هذا الكلام في كتابه ، ويبدو لي أنّ العبارة الصحيحة هكذا : «وكان طول لحية فرعون ذراعا». والله أعلم.

٧٧

١٠٠ ٥ / ٢٠ زياد أبو حمزة (١)(*) :

روى عنه عامر.

(١٣٥) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبي (٢) ، قال : ثنا زياد أبو حمزة ، عن حمزة الزيّات ، عن الأعمش ، عن خيثمة ، عن عدي بن حاتم ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «كلّكم سيكلّمه ربّه ليس بينه وبينه ترجمان». فقال (٣) : فقال النبي ـ صلى

__________________

(١) في أ ـ ه : «ابن حمزة» ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وسيأتي في السند التالي مصححا في النسختين ، وكذا جاء عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٨.

(*) له ترجمة في المصدر السابق لأبي نعيم ، وقال : وقدم أصبهان. كوفي الأصل ، يروي عن حمزة الزيات ، ومقاتل بن سليمان.

(٢) في أ ـ ه : «قال : ثنا أبي» مرة واحدة ، والصواب ما أثبته ؛ لأنّ الذي يروي عن أبي حمزة هو عامر لا إبراهيم.

(٣) في المصدر السابق لأبي نعيم : «وقال».

تراجم الرواة :

محمد بن إبراهيم بن عامر : تقدم في ت ١ ، وقريبا في ح ١٣٤.

زياد : هو المترجم له. لم أعرفه.

حمزة الزيّات : هو ابن حبيب القارىء أبو عمارة الكوفي ، وثقه جمع من العلماء ، وضعفه آخرون من قبل حفظه. قال ابن حجر : صدوق ، زاهد ، ربما وهم. مات سنة ١٥٨ ه‍. انظر «الميزان» ١ / ٦٠٥ ، و «التقريب» ص ٨٣.

الأعمش : هو سليمان بن مهران ، تقدم في ت ٦.

وخيثمة : هو ابن عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي الكوفي ، ثقة. مات سنة ثمانين ، وقيل : بعدها. انظر «التقريب» ص ٩٥.

وعدي بن حاتم بن عبد الله : صحابي شهير ، مات سنة ٦٨ ه‍ وهو ابن ١٢٠ سنة ، وقيل ثمانين. انظر المصدر السابق ص ٢٣٧ ، و «التهذيب» ٧ / ١٦٦.

٧٨

الله عليه وسلم ـ : «اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة».

هذا حديث غريب من حديث حمزة الزيات.

__________________

ـ تخريج الحديث :

في إسناده من لم أعرفه أي حاله ، فقد أخرجه أبو نعيم في أخبار «أصبهان» ١ / ٣١٨ و ٢ / ٢٥٧ به مثله وبه الطبراني في «الصغير» (٢ / ٥٣) مثله. وهو من غرائب حديث حمزة الزيّات كما قال المؤلف ، والّذي رواه غير حمزة الزيات عن الأعمش فيه تفصيل أكثر ، وهو متفق عليه ، أخرجه البخاري في «صحيحه» ٤ / ٢٣ مع الفتح ط ـ ح الزكاة باب الصدقة قبل الرد ، وطرفا منه في باب اتقوا النار ولو بشق تمرة ، وخرّجه في عدة مواضع من «صحيحه» ، من حديث عدي بن حاتم ، ومسلم في «صحيحه» ٧ / ١٠١ مع النووي ، الزكاة باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة ، من طريق عيسى بن يونس ، عن الأعمش به ولفظه «ما منكم من أحد إلّا سيكلّمه الله ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أيمن منه فلا يرى إلّا ما قدّم» ... إلى قوله : «فاتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة» ، وزاد في بعض الروايات «ولو بكلمة طيبة» ، والترمذي في «سننه» ٤ / ٣٥ من طريق أبي معاوية عن الأعمش بإسناده ، وقال الترمذي : «حسن صحيح» ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ٦٧ المقدمة ، وفي الزكاة ١ / ٥٩٠ من طريق وكيع عن الأعمش ، وأحمد في «مسنده» ٤ / ٢٥٦ و ٣٧٧.

٧٩

١٠١ ٥ / ٢١ زيادة بن طلحة (*) :

روى عنه عامر.

(١٣٦) حدثنا ابن عامر ، قال : ثنا أبي وعمّي ، (قالا : ثنا أبي) (١) ، ثنا زياد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أيّما امرىء لم يحط رعيّته بالنّصيحة حرّم الله عليه الجنّة».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٩ ، وقال : اصبهاني ، يكنى أبا حمزة ، يروي عن الأعمش ، وحمزة الزيات ، وروى عنه عامر.

(١) ما بين القوسين من «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٩.

رواة الحديث :

ابن عامر : هو محمد بن إبراهيم بن عامر ، وعمه هو : محمد بن عامر.

وأبوهما : عامر. تقدم هذا السند في ت ٦٥.

وزياد بن طلحة : لم أعرف حاله. وأبو سفيان : هو طلحة بن نافع الواسطي الإسكافي ، صدوق من الرابعة. انظر «التقريب» ص ١٥٧.

وأبو نضرة : هو المنذر بن مالك بن قطعة. ثقة ، تقدم في ت ٨٥. في إسناده من لم أعرفه.

تخريج الحديث :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٩ من طريق أبي الشيخ مثله ، ولم يحط : أي لم يحفظ رعيته. وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني في «الصغير» (٢ / ٥٤) مرفوعا بلفظ : «ما من أمّتي أحد ولي من أمر المسلمين (الناس) شيئا لم يحفظهم بما يحفظ له نفسه وأهله ، إلّا لم يجد رائحة الجنّة» ، وقال : لم يروه عن ابن جريج إلّا إسماعيل. تفرد به قدامة بن محمد.

٨٠