طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

٨٩ ٥ / ٩ شيبان بن زكريا المعالج (*) :

(١١٢) حدثنا محمد بن جعفر الأشعري (١) ، قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر رسته ، قال : ثنا أبو سفيان ، قال : ثنا شيبان بن زكريا ، عن عباد بن كثير ، عن شعيب بن الحبحاب ، عن الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس ، قالت : أتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بطوق فيه سبعون مثقالا ، فقلت : يا رسول الله! خذ حق الله منه ، فأخذ منه دينارا وثلاثة أرباع دينار.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤٣ ، وقال أبو نعيم : روى عن أبي حنيفة ، وعباد بن كثير ، وعنه أبو سفيان صالح بن مهران.

(١) تراجم الرواة :

محمد بن جعفر الأشعري ، أبو بكر : شيخ كثير الحديث ، ثقة ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٨٣ / ٣ ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٥٩. وعبد الرحمن بن عمر رسته : سيأتي بترجمة ٢٢١.

وأبو سفيان : هو صالح بن مهران ، سيأتي بترجمة ١٥٥.

عباد بن كثير : إن كان الثقفي ، فهو متروك ، وهو من السابعة. مات بعد الأربعين ، وإن كان الرملي الفلسطيني ، فهو أيضا ضعيف. انظر «التهذيب» ٥ / ١٠٠ و ١٠٢ ، و «التقريب» ص ١٦٣.

وشعيب بن الحبحاب الأزدي أبو صالح البصري : ثقة ، توفي سنة ١٣١ ه‍. انظر «التهذيب» ٤ / ٣٥٠. والشعبي : هو عامر بن شراحيل ، ثقة ، مشهور. تقدم في ت ٢٥.

وفاطمة بنت قيس بن خالد الفهري : صحابية ، وكانت من المهاجرات الأول. انظر «التقريب» ص ٤٧١ ، و «التهذيب» ١٢ / ٤٤٣.

تخريج الحديث :

ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤٣ من طريق أبي الشيخ به مثله.

٤١

وروى محمد بن عاصم ، عن أبي سفيان ، عن شيبان ، قال : تعلمت من سفيان (١) خصلتين أحب إليّ من جميع ما سمعت منه. قال : قدّم النيّة ، ثم أتبعها. والثانية ، عجب للمؤمن كيف يعجب بعمله وهو الذي يمنّ عليه.

وحدثنا يوسف بن محمد المؤذن ، قال : ثنا محمد بن عاصم ، قال : ثنا أبو سفيان (٢) ، قال : سمعت شيبان يقول : (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا)(٣) قال : بيماني كه كره بدي براست دارى (٤).

حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، قال : ثنا رسته (٥) ، قال : سمعت أبا سفيان يقول : سمعت شيبان بن زكريا يقول : صليت إلى جنب أبي حنيفة ، فلم يتم الركوع والسجود ، فلما سلم ذكرت ذلك له ، فقال : لو همك صلاتك شغلتك عن صلاتي (٦).

__________________

(١) هو الثوري.

(٢) هو صالح بن مهران الأصبهاني.

(٣) سورة البقرة آية ١٧٩.

(٤) هذه العبارة : مأخوذة عن مفهوم الآية باللغة الفارسية ، ومعناها (أوف عهدك الّذي عاهدت بصدق).

(٥) هو عبد الرحمن بن عمر رسته.

(٦) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤٣ ، ولكن في إسناده من لم أعرف حاله.

٤٢

٩٠ ٥ / ١٠ عنبسة بن أبي حفص الأصبهاني (*) :

يروي عن الحسن ، وعكرمة وابن سيرين ومجالد ، سمع منه بأصبهان شعبة بن عمران ، وعامر بن إبراهيم.

(١١٣) حدثنا ابن عامر (١) ، عن أبيه ، عن جده ، عن عنبسة ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من أدركته صلاة الصّبح وهو جنب فلا يصوم ذلك اليوم» (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٤.

(١) تراجم الرواة :

تقدم ابن عمر ، عن أبيه ، عن جده غير مرّة ـ وهو محمد بن إبراهيم بن عامر ـ انظر ت ٥٤ ح ٦٩.

وعنبسة لم أعرف حاله.

والحسن : هو ابن أبي الحسن يسار البصري ، لم يسمع من أبي هريرة ، فهو مرسل ، انظر «التهذيب» ٢ / ٢٦٤.

(٢) في السند انقطاع ، حيث لم يسمع الحسن من أبي هريرة كما تقدم ، وفيه عنبسة ، لم أعرف حاله ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٤ من طريق أبي الشيخ به مثله ، وابن ماجه في «سننه» ١ / ٥٤٣ عن عبد الله بن عمر القاري ، وأحمد في «مسنده» ٢ / ٢٨٦ ، قلت : قد جاء في الصحيحين وغيرهما خلاف ذلك ، فقد أخرج البخاري في «صحيحه» ٤ / ١٤٣ و ١٥٣ الصوم ، باب الصائم يصبح جنبا ، وباب اغتسال الصائم ، عن عائشة وأمّ سلمة ـ رضي‌الله‌عنهما ـ بلفظ «أنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم» ، ومسلم في «صحيحه» ٧ / ٢٢٠ ـ ٢٢٤ مع النووي الصيام ، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر بطرق وألفاظ متقاربة ، وأخرجه أبو داود في «سننه» ٢ / ٧٨١ الصوم ، باب فيمن أصبح جنبا في شهر رمضان ، كذا عن عائشة وأمّ سلمة ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ٥٤٣ ، ومالك في «الموطأ» ص ١٩٣ حديث ٩ و ١٠ و ١١ الصوم ، وأحمد في ـ

٤٣

٩١ ٥ / ١١ ت س ق محمد بن سليمان بن عبد الرحمن الأصبهاني (*) :

يكنى أبا علي ، توفي سنة إحدى وثمانين ومائة (١).

يروي عن سهيل بن أبي صالح ، ومنزله بسنبلان (٢).

(١١٤) حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا (٣) ، قال : ثنا محمد بن بكير ،

__________________

ـ «مسنده» ١ / ٢١١ و ٢١٣ و ٦ / ٣٦ و ٨١ و ٩٩ و ١٠١ و ١٠٢ و ١١٢ و ١٥٢ ، ومواضع ، والدارمي في «سننه» ٢ / ١٣ الصوم عن عائشة وأمّ سلمة مرفوعا ، فيرجح ما هو متفق عليه على هذه الرّواية هنا مع ضعف سند المؤلف ، وعلى فرض صحتها يحمل على النسخ ، ويمكن أن يقال : إنّ أبا هريرة رجع عن ذلك بعد ما بلغه الحديث كما عند مسلم (٧ / ٢٢٠).

(*) لمحمد بن سليمان الأصبهاني ترجمة في : «الجرح والتعديل» ٧ / ٢٦٧ ، وفيه قال أبو حاتم : «لا بأس به ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به» ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٤ ، وفي «الميزان» ٣ / ٥٦٩ ، وفيه قال ابن عدي : هو قليل الحديث ، أخطأ في غير شيء ، وفي «المغني في الضعفاء» ٢ / ٥٨٧ ، نسبه هكذا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، وفي «التهذيب» ٩ / ٢٠١ ، إلّا أنّه ذكر بدل عبد الرحمن عبد الله ، يعني محمد بن سليمان بن عبد الله بن الأصبهاني أبو علي ، وفي «التقريب» ص ٣٠٠ ، وفيه أنه صدوق يخطىء.

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٤ ، و «التهذيب» ٩ / ٢٠١ ، نقلا عن المؤلف وأبي نعيم.

(٢) محلة بأصبهان. انظر «معجم البلدان» ٣ / ٢٦١.

(٣) تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن زكريا بن يحيى أبو محمد : مقبول القول ، من الثقات ، له المصنفات الكثيرة ، توفي سنة ٢٨٦ ه‍ ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٦ / ٣ ، وانظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٦١.

محمد بن بكير : هو أبو الحسين ، سيأتي بترجمة ١٠٧ ، وهو صدوق يخطئ.

سهيل بن أبي صالح ذكوان السمّان أبو يزيد المدني ، صدوق ، تغير حفظه بأخرة ، مات في خلافة المنصور. انظر «التقريب» ص ١٣٩.

٤٤

قال : ثنا محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من صلّى اثنتي عشرة ركعة في يوم سوى المكتوبة بني له بيت في الجنّة. اثنتين قبل الفجر ، وأربعا قبل الظّهر وركعتين قبل العصر واثنتين بعد المغرب» (١).

(١١٥) حدثنا عبد الله بن محمد (٢) ، قال : ثنا محمد بن بكير ، قال : ثنا

__________________

ـ أبو صالح : هو السمان ، تقدم في ت ٤١. ثقة.

(١) تخريج الحديث :

إسناده جيد ، فقد أخرجه النسائي في «سننه» ٣ / ٢٦٠ ـ ٢٦٦ قيام الليل ، وتطوع النهار من طريق محمد بن سليمان بإسناده عن أبي هريرة مرفوعا ، وقال النسائي : بعد ذكره هذا خطأ ومحمد بن سليمان ضعيف ، وقد روى هذا الحديث من أوجه سوى هذا الوجه بغير اللفظ المتقدم ، ثم ساق الحديث بأوجه أخرى ، كما أنه أخرجه في الباب الذي قبله من حديث عائشة وأم حبيبة ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ٣٦١ الإقامة باب ما جاء في ثنتي عشرة ركعة ، من طريق محمد بن سليمان بن الأصبهاني به ، وله شاهد من حديث أم حبيبة. أخرجه مسلم في «صحيحه» ٦ / ٦ و ٧ صلاة المسافر ، ومن حديث عائشة ، وقد تقدم عند النسائي ، وهو عند ابن ماجه أيضا ، وكذا عن أم حبيبة ، وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» ٢ / ٤٩٨ و ٤ / ٤١٣ و ٦ / ٣٢٦ و ٣٢٧ ، والدارمي في «سننه» ١ / ٣٣٥ الصلاة باب صلاة السنة.

(٢) تراجم الرواة :

تقدم جميعهم في السند قبله. إسناده لا بأس به.

تخريجه :

فقد أخرجه ابن ماجة في «سننه» ٢ / ١٢٠ الأطعمة باب مدمن الخمر حديث ٣٣٧٥ من طريق محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، والبخاري في «التاريخ الكبير» ١ / ١ / ٣٨٦ ، كما في «الأحاديث الصحيحة» رقم ٦٧٧ ، ولم أجده في الموضع المذكور من التاريخ. وأبو بكر الملحمي في مجلسين من «الأمالي» ١ / ٢ ، وأبو الحسين الآبنوسي في «الفوائد» ٣ / ٢ ، والواحدي في «الوسيط» ١ / ٢٥٥ ، والضياء المقدسي في «المنتقى من الأحاديث الصحاح والحسان» ٢٧٨ / ٢ من طرق عن محمد بن سليمان بن الأصبهاني به ، وله شاهد من حديث ابن عباس ، وعبد الله بن عمرو مرفوعا بنحوه. أخرجه أحمد في «مسنده» ١ / ٢٧٢ إلّا أن محمد بن المنكدر قال : حدثت. ففيه انقطاع ، ورجاله رجال الصحيح.

وأخرجه البزار والطبراني كما في «المجمع» ٥ / ٧٤ وقال الهيثمي : «وفي إسناد الطبراني ـ

٤٥

محمد بن سليمان بن الأصبهاني ، عن سهيل ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «مدمن خمر كعابد وثن».

__________________

ـ يزيد بن أبي فاختة ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ، وذكر الهيثمي أيضا في ٥ / ٧٠ ، وعزاه إلى البزار من حديث عبد الله بن عمرو ، قال : «فيه فطر بن خليفة ، وهو ثقة فيه كلام لا يضر» ، وأخرجه الطبراني في «الأوسط» كما في المصدر السابق من حديث أنس ، وقال : وفيه جنادة بن مروان ، وهو متهم ، ونسبه السخاوي في «المقاصد» ص ٣٧٧ ، والعجلوني في «كشف الخفاء» ٢ / ٢٠٠ إلى الحاكم ، وقالا : رواه عن عبد الله بن عمرو ، ولم أجده في «المستدرك» ، لعله رواه في «تاريخ نيسابور» ، ورواه عبد بن حميد في «المنتخب» ٨٠ / ١ ، والخلعي في «الفوائد» ١٠٥ / ١ ، وابن حبان في «صحيحه» ح ١٣٧٩ كما في «موارد الظمآن» ص ٣٣٥ ، ومن طريقه الضياء المقدسي في «المختارة» ١٥٤ / ١ ، وابن عدي في «الكامل» ٢٢٠ / ١ ، وفيه عبد الله بن خراش ، قال ابن عدي : منكر الحديث ، ولكنه لم يتفرد به ، فقد رواه إسرائيل ، عن حكيم بن جبير ، عن سعيد بن جبير به ، وابن أبي حاتم في «العلل» ٢ / ٢٦ ، والسلفي في «الطيوريات» ١٩٨ / ١ ، وكذا أبو نعيم في «الحلية» ٩ / ٢٥٣ من طرق عن إسرائيل به ، وقد أخرجه الطبراني في «الكبير» ٣ / ١٢١ / ٢ ، وابن بشران في «الأمالي» ٢٥ / ٨٧ / ٢ ، وأبو الحسن الحربي في «المنتقاة» ٣ / ١٥٥ / ٢ ، كلهم عن ابن عباس مرفوعا نحوه كما في «الأحاديث الصحيحة» حديث ٦٧٧ ، وقال الشيخ الألباني : «فالحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح» والله أعلم ، فهو كما قال.

٤٦

٩٢ ٥ / ١٢ عمران بن الحصين الأصبهاني (*) :

لم أر له ذكرا إلّا في هذا الحديث.

حدثنا إسحاق بن ممك (١) ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن أبي مسلم ، قال : ثنا عبد الرحمن بن سفيان ، الملطيّ ، قال : ثنا أبو عتبة ، قال : ثنا عمران بن الحصين الأصبهاني ، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : «يؤتى بعبد غدا في القيامة ، فيوقف بين يدي الله ، فيقول له : عبدي لم لم تعمل؟ لم لم تدعني فأستجيب لك؟ لم لم تنظر إلى وليّ لي في دار الدّنيا ، فتحبّه فأهبك اليوم له» (٢).

__________________

(*) له ترجمة في المصدر السابق لأبي نعيم.

(١) في أ ـ ه «محمد» والصواب ما في الأصل ، كما أثبته ، وهكذا جاء عند أبي نعيم في «أخبار اصبهان» ٢ / ٤٠ نقلا عن المؤلف.

(٢) في إسناده من لم أعرفه ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٠ ، به مثله.

٤٧

٩٣ ٥ / ١٣ م ٤ أبو داود الطيالسي (١)(*) :

سليمان بن داود بن الجارود : من أهل البصرة ، قدم أصبهان بعد المائتين ، وولد سنة ثلاث وثلاثين ومائة ، وتوفي سنة أربع ومائتين ، وهو ابن إحدى وسبعين سنة (٢).

حدثنا بذلك محمد بن الحسين ، ثنا عمرو بن علي (٣) ، حدث عنه جرير بن عبد الحميد. حدثنا محمد بن أحمد بن تميم ، قال : ثنا محمد بن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن أبي داود ، عن شعبة ، عن منصور ، عن مجاهد ، قال : كان ابن عباس إذا أراد أن يتحف رجلا بتحفة سقاه من ماء زمزم (٤).

__________________

(١) الطيالسي : بفتح الطاء ، والياء المثناة من تحتها ، وكسر اللام ، هذه النسبة إلى الطيالسة التي تجعل على العمائم ، والمشهور به أبو داود ـ المذكور هنا ـ انظر «اللباب» ٢ / ٢٩٣.

(*) له ترجمة في «الطبقات الكبرى» لابن سعد ٧ / ٢٩٨ ، وقال ابن سعد : وكان كثير الحديث ، ثقة ، ربما غلط ، وفي «طبقات خليفة» ص ٢٢٧ ، وفي «التاريخ الكبير» للبخاري ٤ / ١٠ ، وفي «الجرح والتعديل» ٤ / ١١١ ـ ١١٣ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣ ، وقال : إنه مولى قريش ، وأمّه مولاة لهذيل ، وفي «تاريخ بغداد» ٩ / ٢٤ ـ ٢٩ ، وقال : كان حافظا ، مكثرا ، ثقة ، ثبتا ، قدم بغداد ، وفي «اللباب» لابن الأثير ٢ / ٢٩٣ ، وفي «سير أعلام النبلاء» ٧ / ١٠٠ ـ ١٠١ ، وفي «تذكرة الحفاظ» للذهبي ١ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، وفي «الميزان» ٢ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ ، ورمز بمقابل اسمه «صح» ، وفي «التهذيب» ٤ / ١٨٢ ـ ١٨٦ ، وفي «الأعلام» ٣ / ١٨٧. للزركلي.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٢ ، و «تاريخ بغداد» ٩ / ٢٩ ، و «تذكرة الحفاظ» ١ / ٣٥٢.

(٣) في أ ـ ه «عمر بن عمر» ، والصواب «عمرو بن علي» ، وهو الفلاس كما أثبته ، وهو من تلاميذ الطيالسي ، كما في «التهذيب» ٨ / ٨٠.

(٤) أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٣ بطرق ثلاثة إلى محمد بن حميد ، ومنه بإسناده مثله ، وذكره الذهبي في «الميزان» ٢ / ٢٠٤ ، ولم أجده في «مسند الطيالسي».

٤٨

حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، قال : سمعت أبا (١) مسعود يقول : ما رأيت أحدا أكثر في شعبة من أبي داود (٢).

أخبرنا إسحاق بن أحمد ، قال : سمعت حفص بن عمر المهرباني قال : كان وكيع يقول : «أبو داود جبل العلم» (٣).

أخبرنا إسحاق بن أحمد ، قال : سمعت رسته يقول : سمعت ابن مهدي يقول : وقيل له إنّ أبا داود لا يرفع يديه بأصبهان إذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ، فسألني عن ذلك ، فقلت : يرفعهما جميعا تحت ثيابه ، فقال : بئس ما صنع. ألّا يظهر فيراه الناس فيقتدوا به؟

أخبرنا إسحاق بن أحمد ، قال : سمعت حفص بن عمر يقول : سمعت أحمد بن شاذان (٤) بأصبهان يقول : سمعت عن أبي داود ستين ألف حديث لم نر معه كتابا قط (٥).

حدثنا أبو عبد الله بن أسيد ، قال : ثنا علي بن أحمد بن النضر ، قال : سمعت عليّ بن المديني يقول : ما رأيت أحفظ من أبي داود الطيالسي (٦).

حدثنا محمد بن عبيدة ، قال : ثنا أبو مسعود ، قال : سألت أحمد بن

__________________

(١) هو أبو مسعود الرازي ، أحمد بن الفرات بن خالد الضبي ، نزيل أصبهان ، ثقة حافظ ، سيأتي بترجمة رقم ١٦٨.

(٢) المصدر السابق الأول ، وانظر «تاريخ بغداد» ٩ / ٢٨ ، إلّا أنّ فيه : أكبر بدل أكثر ، والثاني : أنسب ، وانظر «التهذيب» ٤ / ١٨٣.

(٣) كذا في المصدر الأخير السابق ٤ / ١٨٤.

(٤) في الأصل : «شاذل» ، والتصحيح من ن ـ أ ـ ه ، وفي «غاية النهاية» ترجم لهذا الاسم ، وقال أحمد بن شاذان الطيالسي البصري ، ولكن لم يذكر أنّه روى عن أبي داود الطيالسي ، والظاهر أنّه هو ؛ لأن عصرهم متقارب ، والله أعلم. انظر ١ / ٦١.

(٥) في «تاريخ بغداد» ٩ / ٢٧ عن عمر بن شبة قال : كتبوا عن أبي داود بأصبهان أربعين ألف حديث ليس معه كتاب.

(٦) كذا في «تاريخ بغداد» ٩ / ٢٧ ، و «التهذيب» ٤ / ١٨٣ ، ونقل هذا القول عن عمرو بن علي الفلاس في «التهذيب» ؛ و «الميزان» ٢ / ٢٠٣ أيضا.

٤٩

حنبل عن أبي داود ، فقال : أبو داود عندنا ثقة صدوق. فقلت : إنّه يخطىء. قال : يحتمل له (١).

حدثنا علي بن رستم ، قال : ثنا عمرو بن سعيد ، قال : سمعت أبا داود يقول : حدثني قيس بن الربيع (٢) ، قال : فصاح الناس ، فقالوا : لا حاجة لنا في قيس ، فقال أبو داود : لا تفعلوا ، فإنّي سمعت شعبة يقول : كلما جالست قيسا ذكرت أصحابي الذين مضوا ، فقالوا : لا حاجة لنا في قيس ، فقال : إنّ في صدري لقيس سبعة آلاف تتلجلج في صدري لست أخرج منها شيئا حتى ألقى الله (تعالى). خذوا في شعبة عن عمرو بن مرة.

حدثنا علي بن رستم ، قال : سمعت أبا سعيد صالح بن الصباح يقول : سمعت عبيد الله بن عمران يقول : سألني ابن عيينة ، فقال : أبو داود عندكم؟ قلت : نعم ، نحتاج إليه ، فقال أهل الحرمين إليه أحوج.

وذكر مشايخنا أنّ أبا داود كان يقدم أصبهان فيما بين الستينات ومعه طيالسته ، فيهديها إلى الرؤساء ، فكان كل من أهدى إليه طيلسانا يعطيه لثمنه ألف درهم ، وكان رؤساء البلد يعطونه الألوف ، فيمتنع من أخذها ، ويقيم أشهرا ويحدث ، فإذا خرج ، صحبه قريب من ثلاثين ألف درهم.

وحكي عن محمد بن عاصم ، قال : ما رأيت أبا داود يملي إلّا من حفظه (٣). وحكى عامر بن إبراهيم ، عن أبي داود ، قال : كتبت عن ألف شيخ (٤) ، وذكر أنّ أصله من فارس.

__________________

(١) كذا في «التهذيب» ٤ / ١٨٣ ، و «تاريخ بغداد» ٩ / ٢٧.

(٢) قيس بن الربيع : هو الأسدي أبو محمد الكوفي ، تكلموا فيه. قال ابن حجر : صدوق ، تغير لما كبر ، وأدخل عليه ابنه مما ليس من حديثه ، فحدث به. مات سنة بضع وستين ومائة. انظر «التهذيب» ٨ / ٣٩١ ، و «التقريب» ص ٢٨٣.

(٣) كذا في «تاريخ بغداد» ٩ / ٢٧.

(٤) كذا في «الميزان» ٢ / ٢٠٣ ، و «التهذيب» ٤ / ١٨٥.

٥٠

٩٤ ٥ / ١٤ س بكر بن بكار أبو عمرو القيسي من أهل البصرة (*) :

قدم أصبهان سنة ست ومائتين. روى عن ابن عون ، وشعبة ، والثوري ، وفطر بن خليفة.

حدث عنه أبو داود (١) (الطيالسي رواه أحمد بن بطة) (٢) ، قال : ثنا محمد بن عاصم ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا بكر بن بكّار ، قال : ثنا الجريري (٣) ، قال : قال عمر بن الخطاب : «ما غبطنا أحدا على تعزية ما غبطنا أهل اليمن ، يقولون عند التعزية : لا يفتنكم الله ، ولا يحرمكم. أثابكم الله ثواب الصابرين ، وأوجب لكم الصلاة والرحمة» (٤).

حدثنا علي بن رستم ، قال : ثنا محمد بن عيسى الزجّاج ، قال : سألت

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٨٨ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٣٨٢ وقال أبو حاتم «ليس بالقوي» وفيه عن ابن معين ليس بشيء ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥ ، وزاد في نسبه الخصيب ، وقال : ثقة. وفي «الميزان» ١ / ٣٤٣ ، وفي «المغني» ١ / ١١٢ ، وفيه قال النسائي : ليس بثقة ، وفي «التهذيب» ١ / ٤٧٩.

(١) الرواة : أحمد بن بطة بن إسحاق أبو بكر البزار المديني. توفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة ، ثقة ، صحب الصالحين. محمد بن عاصم : تقدم في ت ٤ ، وانظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨٩.

والجريري : هو سعيد بن إياس أبو مسعود البصري : ثقة ، اختلط قبل موته بثلاث سنين.

مات سنة أربع وأربعين ومائة ، ولكن الغالب أنّه لم يسمع من عمر بن الخطاب ، والله أعلم.

(٢) بين الحاجزين من الأصل غير موجود في أ ـ ه.

(٣) عند أبي نعيم ١ / ٢٣٤ الحريري ، والصواب ما أثبته ، والجريري بضم الجيم كما في «التقريب» ص ١٢٠.

(٤) أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٤ من طريقه به مثله.

٥١

أبا عاصم (١) عن بكر بن بكّار ، فقال : ثقة ، وسألت أشهل (٢) عنه فقال : ثقة (٣).

ومما حدث من غرائب حديثه ما تفرّد به.

(١١٦) حدثنا علي بن الصباح (٤) ، قال : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا بكر بن بكار ، قال : ثنا شعبة ؛ عن قتادة ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «سيّد الرّيحان (٥) الحنّاء».

__________________

(١) أبو عاصم : هو النبيل ، تقدم في ت ٢٢.

(٢) وأشهل : هو ابن أبي حاتم الجمحي ، بصري ، صدوق ، يخطىء. مات سنة ٢٠٨ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٨.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٤.

(٤) تراجم الرواة :

علي بن الصباح بن علي : تقدم في ت ٥٤ ، وكان من الحفاظ.

يونس بن حبيب : سيأتي بترجمة رقم ٢٤٩ ، وهو ثقة.

شعبة : هو ابن الحجاج ، تقدم في ت ٢٢.

قتادة : هو ابن دعامة السدوسي ، تقدم في ت ٣ بعد ح ١٢.

وعكرمة : هو مولى ابن عباس ، تقدم في ت ٤٥ ح ٥٧.

(٥) في «تاريخ بغداد» ٥ / ٥٦ «ريحان الجنة».

تخريج الحديث :

تفرد بروايته بكر عن شعبة. فقد أخرجه وكيع في كتاب «الزهد» (ح ١٨٠ بتحقيق عبد الرحمن) باب من كره المال والولد. والطبراني كما في «المجمع» ٥ / ١٥٧ ـ اللباس ـ وقال الهيثمي : «رجاله رجال الصحيح» سوى عبد الله بن أحمد ، وهو ثقة مأمون.

والخطيب في «تاريخ بغداد» ٥ / ٥٦ بسنده عن يونس بن حبيب ، ومنه به نحوه ، وقال : تفرد بروايته بكر بن بكار ، عن شعبة ، ولم أكتبه إلّا من هذا الوجه.

ومن طريقه ابن الجوزي في «الموضوعات» ٢ / ٥٥ ، ونقل قول الخطيب المذكور ، وقول ابن معين في بكر بن بكار أنّه ليس بشيء. وقد تقدم أن وثقه أبو عاصم وغيره ، وقال ابن حجر في «التهذيب» ١ / ٤٨٠ وله ـ أي لبكر ـ نسخة سمعناها بعلو ، وفيها مناكير ضعفوه بسببها ، ثم ساق حديثه المذكور.

فالحديث يخرج من حيز الموضوع يقينا مع نكارته ، وقال الذهبي في «ترتيب الموضوعات» ق / ٦١ تفرد به بكر بن بكّار ، ضعيف.

٥٢

(١١٧) وحدثنا محمد بن يعقوب أبو صالح (١) ، قال : ثنا سعيد بن بشر قال : ثنا بكر ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن جون بن قتادة ، عن سلمة بن المحبق ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيمن وقع بجارية امرأته إن استكرهها فهي حرة ، ولها عليه مثلها وإن طاوعته فهي أمة ولها عليه مثلها.

(١١٨) حدثنا أبو جعفر محمد بن العباس (٢) ، قال : ثنا النضر بن هشام ، قال : ثنا بكر ، قال : ثنا قرّة بن خالد ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، أنّ النبيّ

__________________

(١) تراجم الرواة :

محمد بن يعقوب : عنده حديث كثير. مات سنة ٣١٣ ، قاله أبو الشيخ في «الطبقات» ٢٤٩ / ٣ ، وكذا ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٤٧ ، وسكت عنه ، إلّا أنّه قال : مات سنة ٣١٨ ه‍.

سعيد بن بشر : هو ابن حماد الجرواءاني ، سيأتي بترجمة رقم ٢٧٦ ، وكان من أهل الفضل.

وبكر : هو ابن بكار المترجم له. شعبة وقتادة : تقدما قريبا.

والحسن : هو البصري ، تقدم في ت ٣ ح ٧.

وجون بن قتادة بن الأعور التميمي البصري : لم تصح صحبته ، مقبول من الثانية كما في «التقريب» ص ٥٨.

ومسلمة بن المحبق ، وقيل سلمة بن ربيعة بن المحبق الهذلي أبو سنان : صحابي ، سكن البصرة ، انظر «التهذيب» ٤ / ١٥٧ ، و «التقريب» ص ١٣١.

تخريجه :

في سنده من لم أعرفه ، وجون مقبول ، حيث يتابع ، وبكر فيه كلام كما تقدم ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٥ بطريقين عن بكر به مثله.

(٢) تراجم الرواة :

أبو جعفر محمد بن العباس : تقدم في ت ٣ ح ٢ ، كان من الحفاظ شديدا على أهل البدع والزيغ.

النضر بن هشام أبو محمد الأصبهاني : سيأتي بترجمة رقم ٢٤٦ ، وهو صدوق.

بكر : هو ابن بكار القيسي المترجم له.

قرة بن خالد : وهو السدوسي ، تقدم في ت ٩ ثقة ضابط.

٥٣

ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من أحد إلّا ضرب على سماخه بجرير معقّد ، فإن هو استيقظ حلّت عقدة ، وإن استيقظ وتوضّأ انحلّت عقدة أخرى ، وإن قام فصلّى انحلّت العقد كلّها ، وإن هو لم يستيقظ ، ولم يتوضّأ ، ولم يصلّ ، أصبح العقد كلّهنّ كهيئتها ، وبال الشّيطان في أذنه» (١).

(١١٩) وحدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى (٢) ، قال : ثنا إبراهيم بن

__________________

ـ عطية : هو ابن سعد بن جنادة العوفي الجدلي ، صدوق ، يخطىء كثيرا. توفي سنة ١١١ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٤٠.

(١) تخريجه :

سنده لا يخلو من الكلام ، وهو مما تفرد به بكر ، فقد أخرجه المخلّص في «فوائده» من حديث أبي سعيد ، كما في «فتح الباري» شرح «صحيح البخاري» ٣ / ٢٥ و ٢٦.

والسماخ : بكسر المهملة وآخره معجمة ، ويقال بالصاد أيضا ، وهو ثقب الأذن الذي يدخل فيه الصوت ، والجرير بفتح الجيم : هو الجعل. انظر المصدر السابق ، و «النهاية» ٢ / ٣٩٨ لابن الأثير ، وراجع «الفتح» لمعنى العقد وبول الشيطان في أذنه ، فقد أورد الأقوال. وأصل الحديث صحيح بشواهده ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٣ / ٢٤ مع الفتح التهجد ، من حديث أبي هريرة ، وكذا في ص ٢٨ باب إذا نام ولم يصلّ بال الشيطان في أذنه ، عن عبد الله بن مسعود ، ومسلم في «صحيحه» ١ / ٥٣٧ و ٥٣٨ ، المسافرين ح ٢٠٥ و ٢٠٧ عنهما ، وأبو داود في «سننه» ٢ / ٧٢ قيام الليل ، والنسائي في «سننه» ٣ / ٢٠٣ قيام الليل أيضا.

وابن ماجة في «سننه» ١ / ٤٢١ الإقامة ، وكذا أحمد في «مسنده» ٢ / ٢٤٣ و ٢٥٣ و ٤٩٧ عن أبي هريرة وفي ٥ / ٣١٥ عن جابر. فالحديث صحيح بشواهده.

(٢) تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمد بن يحيى بن مندة أبو إسحاق. قال أبو الشيخ : أستاذنا وكبيرنا ، ومن كتبنا معه وتعلمنا منه ... إلى أن قال : ولم يكن في زمانه مثله. توفي سنة ٣٢٠ ه‍. انظر «الطبقات» ٣٠١ / ٣ من أ ـ ه.

إبراهيم بن سعدان بن إبراهيم المديني أبو سعيد : ثقة ، مات سنة ٢٨٤ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٨٦ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ١٩٧ / ٣.

أبو عامر الخزاز : هو صالح بن رستم المزني ، فمنهم من وثقه ، ومنهم من ضعفه ، وقال ابن حجر : «صدوق ، كثير الخطأ». توفي سنة ١٥٢ ه‍ انظر «التهذيب» ٤ / ٣٩١ ، و «التقريب» ص ١٤٩.

نافع : هو مولى ابن عمر ، تقدم في ت ٤٧ ح ٦٠.

٥٤

سعدان ، قال : ثنا بكر ، قال : ثنا (أبو) (١) عامر الخزاز ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال (رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم) ـ) (٢) :

«من فاتته صلاة العصر فكأنّما وتر أهله وماله» (٣).

__________________

(١) جاء في النسختين : عامر ، والصواب أبو عامر ، فيبدو أنه سقط منهما أبو كما سيأتي ترجمته ، وهكذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٥ ، والخزاز بمعجمتين كما في «التقريب» ص ١٤٩.

(٢) بين الحاجزين من المصدر السابق لأبي نعيم ، والحديث مرفوع كما سيأتي تخريجه من طريق نافع عن ابن عمر ، فيبدو أن فيهما سقطا ، والله أعلم.

(٣) تخريجه :

هذا السند لا يخلو من الكلام عليه ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٥ به مثله.

والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٢ / ١٦٩ مع الفتح ط ـ ح المواقيت باب إثم من فاتته صلاة العصر ، وفي المناقب أيضا من طريق مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا بلفظ «الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله» ، ومسلم في «صحيحه» ٥ / ١٢٥ ـ ١٢٧ المساجد باب التغليظ في تفويت صلاة العصر مع النووي بأكثر من طريق ، وأبو داود في «سننه» ١ / ٢٩٠ الصلاة من طريق مالك ، وكذا الترمذي في «سننه» ١ / ١١٣ الصلاة باب ما جاء عن وقت صلاة العصر ، وقال الترمذي : «وحديث ابن عمر حديث حسن صحيح».

والنسائي في «سننه» ١ / ٢٥٥ في الصلاة باب التشديد في تأخير العصر ، وابن ماجة في الصلاة باب المحافظة على صلاة العصر ١ / ٢٢٤ ، ومالك في «الموطأ» ص ٣٣ وقوت الصلاة ، والدارمي في «سننه» ١ / ٢٨٠ باب في الذي تفوته صلاة العصر ، وأحمد في «مسنده» في عدة مواضع. انظر ٢ / ٨ و ١٣ و ٢٧ ...

قال الخطابي : «ومعنى وتر أهله وماله : أي نقصهم أو سلبهم وأخذوا منه ، يعني صار بلا أهل ومال» «معالم السنن بذيل أبي داود» ١ / ٢٩٠.

٥٥

٩٥ ٥ / ١٥ م ـ ق الحسين (١) بن حفص بن الفضل (*) :

ابن يحيى بن ذكوان بن جريج بن محمد بن عبد الله بن همدان يكنى بأبي محمد ، توفي سنة ثنتي عشرة ومائتين.

من ناقلة الكوفة (٢) من همدان ، وكان له بنون ماتوا قبل أبيهم : أحمد ، ومحمد ، وإبراهيم.

حدثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى ، قال : سمعت أحمد بن محمد بن الحسين يقول : سمعت جدي يقول : حجّ سفيان الثوري على حماري (٣).

حدث عن الحسين بن حفص : سعيد بن سليمان الواسطي ، ويحيى بن حكيم.

حدثنا ابن الجارود ، قال : ثنا أحمد بن مهدي ، قال : ثنا سعيد بن

__________________

(١) في أ ـ ه «الحصين» بالصاد المهملة ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته. انظر مصادر ترجمته.

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» للبخاري ٢ / ٣٩١ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٥٠ ، وفيه قال أبو حاتم : «صالح ، محلّه الصدق» ، وفي «أخبار اصبهان» ١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٦ ، وذكر أبو نعيم أنّه كان «نقل علم الكوفيين إلى أصبهان وأفتى بمذهبهم وولي القضاء والفتيا ... وكان وجه الناس وزينتهم على نظرائه ، كان دخله كل سنة مائة ألف درهم فما وجبت عليه زكاة قط ، كانت جوائزه وصلاته دارة على المحدثين وأهل العلم والفضل ، مثل : أبي مسعود الرّازي ، وعمرو بن علي الفلاس ، وسفيان الثوري» أ ـ ه. وفي «التهذيب» ٢ / ٣٣٧ ، وقال ابن حجر : «صدوق من كبار العاشرة». انظر «التقريب» ص ٧٣.

(٢) أي نقل علم الكوفيين وآراءهم إلى أصبهان كما تقدم عند أبي نعيم.

(٣) كذا في المصدر السابق لأبي نعيم ١ / ٢٧٥.

٥٦

سليمان ، قال : ثنا حسين بن حفص الأصبهاني ، قال : ثنا سفيان الثوري ، قال : قال محارب بن دثار : «إنّي لأدع الثوب الجديد لن ألبسه مخافة أن يحدث في جيراني حسدا لم يكن» (١).

وحدث عنه محمد بن يحيى المكي صاحب الفضيل بن عياض وابن عيينة.

(١٢٠) حدثنا عبد الله بن بندار (٢) ، قال : ثنا محمد بن يحيى المكي قال : ثنا الحسين بن حفص ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن (٣) عبد الرحمن الصنابحي ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا توضّأ الرّجل فمضمض خرجت خطاياه من فيه ، وإذا

__________________

(١) كذا في «التاريخ الكبير» للبخاري ٢ / ٣٩١ مثله.

(٢) تراجم الرواة :

عبد الله بن بندار بن إبراهيم الضبي : كان من الصالحين. توفي سنة أربع وتسعين ومائتين.

انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٦٠.

محمد بن يحيى المكي : سيأتي بترجمة رقم ١٤٠.

هشام بن سعد أبو عباد المدني ، ويقال : أبو سعد القرشي مولاهم : ضعفه أكثر العلماء ، وقال ابن حجر : صدوق ، له أوهام ، ورمي بالتشيع. مات سنة ١٦٠ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ٣٩ ، و «التقريب» ص ٣٦٤.

زيد بن أسلم العدوي ، مولى عمر أبو أسامة ، أو أبو عبد الله المدني : ثقة عالم. تقدم في صفحة ٥٧٢. انظر «التقريب» ص ١١١ ، و «التهذيب» ٣ / ٣٩٥.

عطاء بن يسار الهلالي أبو محمد المدني : ثقة فاضل. مات سنة ٩٤ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٤٠.

عبد الرحمن الصنابحي ابن عسيلة ـ مصغرا ـ أبو عبد الله : رحل إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فوجده قد مات قبله ، فلم يدركه. روى عنه مرسلا. كان ثقة. انظر «التهذيب» ٦ / ٢٢٩.

(٣) جاء في النسختين بزيادة «أبي» أي : «أبي عبد الرحمن» وهذا خطأ ، والصواب بدونه ، وعبد الرحمن : اسمه ، وكنيته : أبو عبد الله ، وقد نبّه على هذا علي بن المديني كما في «التهذيب» ٦ / ٢٢٩ حيث قال : من قال : أبا عبد الرحمن فقد أخطأ ، ومن قال : عبد الله الصنابحي أيضا أخطأ ؛ لأنّه قلب الاسم بالكنية ، والكنية بالاسم.

٥٧

استنثر خرجت خطاياه من أنفه ، وإذا غسل وجهه خرج خطاياه من وجهه حتّى من أشفاره (١) ، فإذا غسل يديه خرجت خطاياه من يديه حتّى من تحت أظفاره ، فإذا غسل رجليه خرجت خطاياه من رجليه حتّى من تحت أظفاره ، فإذا مسح برأسه خرجت خطاياه من رأسه حتّى من شعرات رأسه» (٢).

حكى أبو (٣) بكر بن أبي خيثمة ، قال : سمعت عبد الله بن شيبة بصنعاء يقول : سمعت حسين بن حفص الأصبهاني يقول : قال لي سفيان الثوري بمكة : «يا حسين. إذا رجعت إلى أصبهان ، فأكثر من شرب اللبن ، فإنّ لبنكم طيب».

والحسين أوّل رجل نقل إلى أصبهان الفقه والحديث ، وكان عمرو بن

__________________

(١) جاء في مصادر تخريجه : أشفار عينيه.

(٢) تخريج الحديث :

في سنده من لم أعرفه ، ولكنه مرسل ، حيث لم يدرك الصنابحي النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقد أخرجه مالك في «الموطأ» ص ٤٥ ، الطهارة من طريق زيد بن أسلم بإسناده ، ومن هذا الطريق أيضا أخرجه النسائي في «سننه» ١ / ٧٤ ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ١٠٣ ـ الطهارة ـ ولكن عندهم جميعا جاء عبد الله الصنابحي بدل عبد الرحمن ، والصواب هو الثاني كما ذكرت ذلك في بداية الحديث بنحوه مع زيادة في آخره : «ثمّ كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة له».

وكذا الحاكم في «المستدرك» ١ / ١٢٩ ـ ١٣٠ باب خروج الخطايا بالوضوء ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وليس له علة ، وإنما خرجا بعض هذا المتن من حمران عن عثمان وأبي صالح ، عن أبي هريرة غير تمام ، وعبد الله الصنابحي صحابي ـ قلت مخضرم كما تقدم ـ ويقال : أبو عبد الله الصنابحي ـ قلت : هو الصحيح كما تقدم في التعليق عليه ـ صاحب أبي بكر الصدّيق عبد الرحمن بن عسيلة».

لم يوافقه الذهبي على ما قال ، بل ردّه إجمالا بقوله لا.

والحديث مرسل كما ذكرت ، أمّا خروج الخطايا بالوضوء ثابت من حديث أبي هريرة وغيره ، وانظر «مجمع الزوائد» ١ / ٢٢١ ـ ٢٢٦ حيث أورد عدة روايات في هذا المعنى ، منها ما هي صحيحة ، ومنها ما هي ضعيفة.

(٣) جاء في الأصل : «أبا» ، والتصويب من مقتضى القواعد ومن أ ـ ه.

٥٨

علي (١) وأبو مسعود (٢) يقدمان كل سنة على الحسين ، فيأخذان منه وظيفة كانت لهما من صلته.

وللحسين أحاديث كثيرة يتفرد بها ، من ذلك : ما

(١٢١) حدثنا به محمد بن يحيى (٣) ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، قال : ثنا

__________________

(١) هو أبو حفص الفلاس ، سيأتي بترجمة رقم ١٤٨.

(٢) وأبو مسعود : هو أحمد بن الفرات الرازي ، سيأتي بترجمة رقم ١٦٨.

(٣) تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو ابن مندة ، تقدم في ت ١٠ ، ثقة.

عبد الله بن داود : هو المعروف بسنديلة ، سيأتي بترجمة رقم ٢٠٢ كان خيّرا فاضلا ، من المتعبدين.

الحسين : هو المترجم له ، صدوق.

عكرمة بن إبراهيم : هو أبو عبد الله الموصلي قاضي الرّي. قال ابن معين : «ليس بشيء» انظر «الجرح والتعديل» ٧ / ١١ لابن أبي حاتم.

وهشام : هو ابن أبي عبد الله الدستوائي أبو بكر البصري ، كان ثقة ثبتا. مات سنة ١٥٢ ه‍.

انظر «التهذيب» ١١ / ٤٣.

يحيى : هو ابن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي ، ثقة ، ثبت ، لكنه يدلّس ويرسل. مات سنة ١٣٢ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٧٨.

قتادة : هو ابن دعامة السدوسي ، تقدم في ت ٣ بعد ح ١٢.

تخريج الحديث ، رقم ١٢١ : إسناده ضعيف ، فقد أخرجه أبو الشيخ نفسه في «التوبيخ» ، والطبراني في «الأوسط» كما في «الجامع الصغير» ٣ / ٣٠٦ مع الفيض عن أنس مرفوعا ، وقال المناوي : ضعيف ، وذكره الغزالي في «الإحياء» ١ / ١٥ في العلم ، وقال العراقي في تخريجه أحاديث «الإحياء». أخرجه البزار ، والطبراني ، وأبو نعيم ، والبيهقي في «الشعب» من حديث أنس بإسناد ضعيف. وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» ٢ / ٣٤٣ عن أنس مع تقديم وتأخير في جمل الحديث ، وقال : هذا حديث غريب من حديث قتادة ، ورواه عكرمة بن إبراهيم ، عن هشام ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن قتادة ، عن أنس. وذكره العجلوني في «كشف الخفاء» ١ / ٣٢٣ من حديث أنس ، وقال : رواه الطبراني ، والبزار ، وأبو نعيم «بسند ضعيف» وله شاهد من حديث ابن عباس. أخرج الجزء الثاني فقط أبو نعيم في «الحلية» ٣ / ٢١٩ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ٣ / ٩٠ ، وهو في «المشكاة» ٣ / ١٤١٦ الأدب باب الغضب والكبر ، وحسّنه الشيخ ـ

٥٩

الحسين بن حفص ، قال : ثنا عكرمة بن إبراهيم ، عن هشام ، عن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، أنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «ثلاث منجيات : خشية الله في السّرّ والعلانية ، والعدل في الغضب والرّضا ، والقصد في الغنى والفقر ، وثلاث مهلكات : هوى متّبع ، وشحّ مطاع ، وإعجاب المرء بنفسه».

(١٢٢) وحدثنا محمد بن يحيى (١) ، قال : ثنا عبد الله ، قال : ثنا

__________________

ـ الألباني في تعليقه عليه ، فقال : حسن لطرقه وشواهده. وكذا ذكره في صحيح «الجامع الصغير» ٣ / ٦٥ حديث ٣٠٣٥ وحسنه ، وأورده أيضا في «الأحاديث الصحيحة» حديث ١٨٠٢ ، وسيأتي في ص ٢٣٥ ، وله شاهد من حديث ابن عمر. أخرجه الطبراني في «الأوسط» كما في «المجمع» ١ / ٩٠ ـ ٩١ ، وقال الهيثمي : وفيه ابن لهيعة ، ومن لا يعرف ، وكذا أورده عن أنس ، وقال : رواه البزار ، والطبراني في «الأوسط» ببعضه ، وفيه زائدة بن أبي الرقاد ، وزياد النميري وكلاهما مختلف في الاحتجاج به ، وكذا رواه البزار عن ابن أبي أوفى ، وابن عباس الجزء الثاني ، وقال الهيثمي : في سنديهما كليهما محمد بن عون الخراساني ، وهو ضعيف جدا.

فالحديث بطرقه وشواهده يكون حسنا لغيره ـ والله أعلم ـ.

والقصد : هو الوسط بين طرفي الإفراط والتفريط ، يعني يكون معتدلا لا يميل إلى أحد الطرفين ، انظر «النهاية» ٤ / ٦٧ لابن الأثير.

الشحّ : أشدّ البخل وهو أبلغ في المنع من البخل ، وقيل : هو البخل مع الحرص ، وقيل غير ذلك.

(١) تراجم الرواة :

تقدموا في السند قبله سوى عبد الحميد بن ذكوان ، ذكره ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٦ / ١٢ ، وقال : روى عن سالم ، وعنه يحيى بن أبي كثير ، وسكت عنه.

وسالم بن عبد الله بن عمر القرشي العدوي أبو عبد الله المدني أحد الفقهاء السبعة ، وكان ثبتا فاضلا عابدا. مات آخر سنة ١٠٦ ه‍ على الصحيح. انظر «التقريب» ص ١٠٥.

تخريجه :

في إسناده عكرمة بن إبراهيم ، وهو ضعيف ، وعبد الحميد لم أعرفه ، ولكن الحديث. صحيح بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١٢ / ٢٧ مع الفتح ط ـ ح الذبائح باب من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد أو ماشية من حديث ابن عمر بلفظ «من اقتنى كلبا ليس بكلب ماشية أو ضارية نقص كل يوم من عمله قيراطان». ـ

٦٠