طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

١
٢

٣

٤

الطبقة الخامسة

٨١ ٥ / ١ د س النعمان بن عبد السلام (*) :

ابن حبيب بن حطيط بن عقبة بن خثيم (١) بن وائل بن مهانة بن تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل أبو المنذر. قرأت نسبه على باب داره (٢).

وهو أرفع من روى عن سفيان الثوري من الأصبهانيين. وكان أبوه عبد السلام مع السلطان بأصبهان ، وخلّف ضيعة ، فتركه النعمان ، ولم يأخذه. وذكروا أنّه ابن عم يزيد بن زريع (٣) وقدم البصرة بأخرة ، فكتب عنه عبد الرحمن بن مهدي ، وحدّث عنه ، وكذاك أبو عمر الضرير ، ومحمد بن المنهال ، وإبراهيم بن أبي سويد ، وسليمان الشاذكوني ، ويحيى بن حكيم. وكان ممن ينتحل السنة ، وينتحل مذهب سفيان في الفقه (٤) ، وكان قد جالس أبا حنيفة ، وروى عنه ، وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومئة وقيل : سبعين (٥).

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٨ / ٨٠ ، وفي «الجرح والتعديل» ٨ / ٤٤٩ ، وفيه عن أبي حاتم أنّه قال : «محله الصدق» وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٨ وفي «التهذيب» ١٠ / ٤٥٤.

(١) في الأصل «حنتم» وفي ـ ن ـ أ ـ ه «جشم» وكذا في «التهذيب» ١٠ / ٤٥٤ ، وعند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٨ : خثيم وكذا في «تهذيب الكمال».

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٨.

(٣) كذا في «التهذيب» ١٠ / ٤٥٤ نقلا عن أبي الشيخ.

(٤) وهو الثوري وهو أرفع من روى عنه.

(٥) انظر «التهذيب» ١٠ / ٤٥٤ ، «والخلاصة» ص ٤٠٢ ، وعند أبي نعيم ٢ / ٣٢٩ ثلاث وثلاثين ومئة. يبدو أنه خطأ من الناسخ ، حيث قال بعده : وقيل : سبعين ومئة.

٥

وحكى أبو عبد الله الكسائي (١) ، قال : بلغني أن رجلا رأى في النوم كأن ملكا يقول لآخر وهو على سور المدينة : اقلب (٢). فقال : كيف أقلب؟ والنعمان بن عبد السلام قائم يصلي.

سمعت أبا عبد الله محمد بن يحيى يقول : من كان بأصبهان من أصحاب الثوري أرفعهم النعمان بن عبد السلام أبو المنذر ، وعصام بن يزيد جبر أبو سعيد ، وهو أرواهم ، وإسماعيل بن خليفة أبو هانىء القاضي ، والحسين بن حفص وعامر بن ناجية : لم نخرج حديثه ، وشيبان : شيخ لنا. وإبراهيم بن أيوب الفرساني ، وعامر بن حماد : وكان يرمى بالإرجاء ، لم نخرّج حديثه ، وإبراهيم بن قرة ، ومحمد بن يوسف بن العباد : لم نخرج حديثه.

قال أبو أحمد (٣) : ثنا محمد بن أيوب قال : ثنا محمد بن المنهال ، قال : ثنا النعمان بن عبد السلام الأصبهاني ، قال : سألت سفيان بن عيينة ما كلب العقور؟ قال : كل شيء كابدك (٤) من السباع في الحرم فاقتله. وقد روي عن ثلاثة من التابعين (٥).

ومن غرائب حديثه ما حدثنا به إبراهيم بن محمد بن الحارث ، قال : ثنا محمد بن المغيرة ، قال : ثنا النعمان ، عن سفيان ، عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : بعث الله محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ليظهره على الدين كله ، فديننا فوق الملل ، ورجالنا فوق نسائهم ، ولا يكون

__________________

(١) أبو عبد الله الكسائي : هو محمد بن يحيى الكسائي الصغير ، مقرىء ، محقق جليل ، شيخ متصدر ، ثقة ، توفي سنة ثمان وثمانين ومئتين. انظر «غاية النهاية» ٢ / ٢٧٦.

(٢) في ن ـ أ ـ ه «أفلت» وهو خطأ.

(٣) لعله أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله بن الزبير ، ثقة ، صاحب كتاب. توفي سنة ٢١٣ ه‍ «انظر التهذيب» ٩ / ٢٥٥.

(٤) كابد الأمر : أي قاسى شدته.

(٥) وذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٩ عن أبي الشيخ هذا القول ، ثم ذكر من جملة من روى عنهم «عمران بن حدير وداود بن قيس وأبو خلدة ، وعبيد الله بن أبي زياد وسلمة بن وردان ورباح بن أبي معروف».

٦

رجالهم فوق نسائنا (١).

(٨٩) ثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا الهذيل بن معاوية ، قال : ثنا إبراهيم بن أيوب ، قال : ثنا النعمان ، عن مالك بن أنس ، عن محمد بن عجلان ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : للملوك طعامه وشرابه ، ولا يكلف من العمل إلّا ما يطيق. تابعه إبراهيم بن طهمان.

__________________

(١) تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمد بن الحارث أبو إسحاق توفي سنة إحدى وتسعين ومئتين. يعرف بابن نائلة ، انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٨٨ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٣ / ٣.

محمد بن المغيرة بن سلم سيأتي بترجمة ٢٥٦ ، والنعمان : هو المترجم له ، وسفيان : هو الثوري ، تقدم في ت ٣ ، وخالد هو ابن مهران أبو المنازل الحذاء ، بفتح المهملة وتشديد الذال المعجمة ، قيل له ذلك ؛ لأنه كان يجلس عندهم ، وقيل غير ذلك ـ ثقة يرسل ـ انظر «التقريب» ص ٩٠ ، وعكرمة : تقدم في ت ٤٥ ح ٥٧.

تخريج الحديث :

في سنده من لم أعرفه ، فقد أخرجه أبو نعيم ٢ / ٣٢٩ من طريق أبي الشيخ في جماعة به مثله. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» ٣ / ٢٣١ ، وقال : أخرجه ابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والبيهقي في «سننه» عن ابن عباس ، فذكر مثله ، أما ابن أبي حاتم ففي «تفسيره» (ورقة ٤٣ و ٨١ / ١ ق ٤ ج) من طريق النعمان بن عبد السلام به مثله ، ولم أقف عليه في «السنن الكبرى» للبيهقي فيما بحثت.

تراجم رواة حديث ٨٩ :

محمد بن يحيى : هو ابن مندة أبو عبد الله ، تقدم في ت ١٠.

والهذيل بن معاوية : سيأتي بترجمة ٢٥٧. وإبراهيم بن أيوب : هو الفرساني ، سيأتي بترجمة ٩٧ ، وكان صاحب تهجد ، وعبادة ومالك بن أنس : هو إمام دار الهجرة ، تقدم في ت ٥٣. محمد بن عجلان المدني القرشي : هو أبو عبد الله أحد العلماء العاملين ، كان صدوقا ، إلّا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة ، توفي سنة ثمان أو تسع وأربعين ومئة ، انظر «التهذيب» ٩ / ٣٤١ ـ ٣٤٢ ، و «التقريب» ص ٣١١.

وأبوه : هو عجلان مولى فاطمة بنت عتبة بن ربيعة المدني. قال النسائي : لا بأس به ، وذكره ابن حبان في «الثقات». انظر «التهذيب» ٧ / ١٦٢ و «التقريب» ص ٢٣٦.

تخريج حديث : للمملوك طعامه ، في سنده من لم أعرفه ولكن الحديث صحيح فقد أخرجه مسلم في صحيحه ١١ / ١٣٤ كتاب الإيمان ، باب للمملوك طعامه وكسوته ، مع شرح النووي من ـ

٧

حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أحمد بن معاوية ، قال : ثنا إبراهيم بن أيوب ، قال : ثنا النعمان ، عن مسعر ، عن زياد بن علاقة ، عن معاوية ، قال : ما بعد هذه الآية؟ (١) لا يعلمها أحد من الجن والإنس.

(٩٠) حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان ، قال : ثنا محمد بن عامر ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا النعمان ، عن مالك بن مغول ، عن الزهري ، عن سليمان بن يسار ، عن ابن عباس أن امرأة من خثعم ، أو قال : رجل من خثعم جاء إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : يا رسول الله. إن فريضة الله في الحج على عباده أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستمسك بواسطة الرحل فأحج عنه؟ قال : نعم.

__________________

ـ طريق عجلان عن أبي هريرة مرفوعا ولكن عنده «بدل شرابه» «كسوته» وباقي الحديث مثله وأخرج عن أبي ذر نحوه وأخرجه مالك بلاغا عن أبي هريرة كلفظ مسلم ، إلّا زيادة بالمعروف بعد قوله «للمملوك طعامه وكسوته بالمعروف» الحديث. انظر «الموطأ» كتاب الاستئذان / ٦٠٦ باب الأمر بالمعروف للمملوك ، وأخرجه أحمد في «مسنده» ٢ / ٢٤٧ و ٣٤٢ عن عجلان ، عن أبي هريرة بلفظ كسوته أيضا بدل شرابه ، وأخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» ٨ / ٦ و ٨ عن أبي هريرة مرفوعا نحوه.

(١) كذا في النسختين ، وهو لم يتضح لي.

تراجم الرواة ، حديث ٩٠ :

أحمد بن عبد الله بن محمد : هو أبو العباس ، توفي سنة عشرين وثلاث مئة. كذا ترجمه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٣٥ ، وأيضا أبو الشيخ في «الطبقات» ٢٩١ / ٣ ، وسكتا عنه.

محمد بن عامر : سيأتي بترجمة ١٩٦.

وأبوه عامر بن إبراهيم ، سيأتي بترجمة ١٠٣ ، ثقة.

النعمان : هو ابن عبد السلام المترجم له.

مالك بن مغول : تقدم في ت ٥٠ ، ثقة.

الزهري : هو محمد بن مسلم بن عبيد الله القرشي الزهري الفقيه أبو بكر الحافظ المدني ، ثقة ، إمام ، مات سنة ١٢٥ ه‍. انظر «التهذيب» ٩ / ٤٤٥ ـ ٤٥١.

سليمان بن يسار الهلالي أبو أيوب ، أو أبو عبد الرحمن ، أو أبو عبد الله المدني ، مولى ميمونة ، من رجال الجماعة. ثقة ، عالم ، فقيه ، كثير الحديث. مات سنة ١١٠ ه‍ انظر نفس المصدر ٤ / ٢٢٨.

٨

(٩١) وحدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى ، قال : ثنا الحسين (بن الحسن) (١) ، قال : ثنا إبراهيم بن أيوب ، عن النعمان ، عن ورقاء ، عن

__________________

تخريج الحديث :

في سنده أحمد بن عبد الله ، ومحمد بن عامر ، لم أعرفهما ، ولكن الحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٤ / ١٢١ الحج من طريق مالك ، عن الزهري ، عن سليمان بن يسار عن ابن عباس رضي‌الله‌عنه ، قال : كان الفضل رديف رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فجاءت امرأة من خثعم. الحديث. وكذا في الصيد ٤ / ٤٣٧ ـ ٤٣٩ في باب الحج عمن لا يستطيع الثبوت على الراحلة ، عن ابن عباس ، عن الفضل ، أن امرأة من خثعم قالت الحديث. ورواه بطريق آخر عن ابن عباس ، قال : جاءت امرأة من خثعم عام حجة الوداع .. الحديث. ورواه بطريق آخر في باب حج المرأة عن الرجل ، وفي المغازي أيضا باب ٧٧ ، وفي الاستئذان باب ٢ ، وأخرجه مسلم في «صحيحه» ٩ / ٩٧ ـ ٩٨ مع النووي بطرق عن ابن عباس عن الفضل كلفظ البخاري وأبو داود في «سننه» ٢ / ٤٠٠ ، والنسائي في «سننه» ٥ / ١١٧ ـ ١١٨ ـ ١١٩ من رواية الثوري عن الزهري ، ومن رواية مالك بن مغول عن الزهري به ، والترمذي في «سننه» ٢ / ٢٠٣ ـ ٢٠٤ وقال الترمذي : وفي الباب عن علي وبريدة وحصين بن عوف وأبي رزين العقيلي وسودة وابن عباس ، وحديث الفضل حديث حسن صحيح ، وقال أيضا : وروي عن ابن عباس أيضا ، عن سنان بن عبد الجهني ، عن عمته ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وروي عن ابن عباس ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال أبو عيسى : فسألت محمدا ـ أي البخاري ـ عن هذه الروايات ، فقال : أصح شيء في هذا ما روى ابن عباس ، عن الفضل بن عباس ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال محمد : ويحتمل أن يكون ابن عباس سمعه من الفضل وغيره عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ثم روى هذا فأرسله ولم يذكر الذي سمعه منه ، وقال الترمذي : وقد صح عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في هذا الباب غير حديث ، وابن ماجة في «سننه» ٢ / ٩٧٠ ـ ٩٧١ والدارمي في «سننه» ٢ / ٣٩ ومالك في «موطئه» ص ٢٣٦ وأحمد في «مسنده» ١ / ٧٦ و ١٥٧ و ٢١٢ و ٢١٣ و ٢١٩ و ٢٥١ ومواضع ، والدارقطني في «الإلزامات» ص ٣٢٥ ـ ٣٢٦ مع تحقيق مقبل بن هادي ، وانظر التفصيل في اختلاف الأسانيد والسائلين ، وبيان ذلك في «الفتح» ٤ / ٤٣٧ ـ ٤٤١ حيث طول ابن حجر الكلام عليه.

(١) بين الحاجزين غير موجود في أ ـ ه.

تراجم الرواة ، حديث ٩١ :

عبد الله بن محمد بن عيسى أبو عبد الرحمن المقرىء ، كثير الحديث ، حسن المعرفة ، توفي سنة ٣٠٦ انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٦٧.

الحسين بن الحسن : سيأتي بترجمة ٢٨٠.

٩

عاصم ، عن أبي وائل ، عن مسروق ، عن عائشة ، أنها قالت : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : عذاب القبر حق.

(٩٢) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا الهذيل بن معاوية ، قال : ثنا

__________________

ـ وإبراهيم بن أيوب الفرساني : سيأتي بترجمة ٩٧.

ورقاء : هو ابن عمر بن كليب اليشكري أبو بشر الكوفي ، صدوق في حديثه عن منصور ، لين. انظر «التقريب» ص ٣٦٩.

عاصم : هو ابن بهدلة أبو بكر المقرىء : صدوق له أوهام ، حجة في القراءة ، وحديثه في الصحيحين مقرون. مات سنة ١٢٨ ه‍. انظر المصدر السابق / ١٥٩ و «التهذيب» ٥ / ٣٨.

أبو وائل : هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي ، ثقة. تقدم في صفحة ٤١٥.

مسروق : هو ابن الأجدع الهمداني أبو عائشة الكوفي ، ثقة مخضرم ، مات سنة ٦٣ ه‍ انظر «التقريب» ص ٣٣٤.

تخريجه :

في سنده من لم أعرفه.

فقد أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» ٥ / ٦٤ بسنده عن مسروق عن عائشة مثله ، وعزاه السيوطي في «الجامع الصغير» ٤ / ٣٠٩ إليه فقط مما يدل صنيعه هذا أنه لم يخرجه أحد من أصحاب الستة ، حيث عدل عنها إلى غيرها ، مع أنه أخرجه البخاري في «صحيحه» ٣ / ٤٧٩ مع الفتح باب ما جاء في عذاب القبر من كتاب الجنائز بهذا اللفظ من رواية المستملي ، وفي رواية غندر عن شعبة «بلفظ عذاب القبر حق» ، وقال ابن حجر : في «الفتح» ٣ / ٤٧٩ وقد أخرجه من طريق غندر النسائي والإسماعيلي ، وأخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» ١ / ١٦٩ بترتيب الساعاتي من طريق شعبة من حديث عائشة مرفوعا مثله ، وأحمد في «مسنده» ٦ / ١٧٤ من طريق مسروق به ، وأورده المنذري في «الترغيب» ٤ / ٣٦٠ وعزاه إلى الصحيحين ، ولم أجده في «صحيح مسلم» بهذا اللفظ ، ووجدت فيه أحاديث تؤيد معناه. انظر ١ / ٤١٠ مع النووي كتاب المساجد باب استحباب التعوذ من عذاب القبر.

تراجم الرواة ، حديث ٩٢ :

محمد بن يحيى : هو ابن مندة ، تقدم في ت ١٠. ثقة حافظ.

الهذيل بن معاوية بن الهذيل : سيأتي بترجمة ٢٥٧.

إبراهيم بن أيوب الفرساني : سيأتي بترجمة ٩٧.

النعمان : هو ابن عبد السلام المترجم له ، وقتادة : هو ابن دعامة السدوسي تقدم في ت ٣.

أبو العوّام : هو عمران بن داود العمي القطان البصري ، صدوق ، يهم ، ورمي برأي الخوارج. مات ما بين الستين والسبعين ومئة. انظر «التهذيب» ٨ / ١٣٠ ، و «التقريب» ص ٢٦٤.

١٠

إبراهيم بن أيوب ، قال : ثنا النعمان ، عن أبي العوام ، عن قتادة ، عن أنس ، أنّ النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إذا سلّمتم عليّ ، فسلّموا على المرسلين ، فإنّما أنا رسول من المرسلين».

(٩٣) وثنا أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا الحسين بن الحسن

__________________

ـ تخريج الحديث :

في سنده من لم أعرفه ، فقد أخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٢٣ / ١١٦ بسنده مرسلا عن قتادة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ... فذكر الحديث مثله ، وكذا ذكره ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٣٥ معلقا ، قال : قال سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ... الحديث ، وعزاه إلى ابن جرير وقد تقدم.

وإلى ابن أبي حاتم ، ثم ساقه بسند ابن أبي حاتم ، من طريق شيبان ، عن قتادة ، قال : ثنا أنس بن مالك عن أبي طلحة مرفوعا قال : «إذا سلّمتم عليّ فسلّموا على المرسلين».

وذكر السيوطي في «الدر» ٥ / ٢٩٤ وعزاه إلى ابن مردويه أنه أخرجه من طريق أبي العوام ، عن قتادة ، عن أنس مرفوعا مثله ، وذكره أيضا من طريق سعيد ، عن قتادة ، عن أنس ، عن أبي طلحة رفعه بلفظ «إذا سلمتم على المرسلين فسلموا عليّ ، فإنّما أنا بشر من المرسلين» ، وقال : أخرجه ابن سعد وابن مردويه.

تراجم الرواة ، حديث ٩٣ :

أحمد بن علي بن الجارود : تقدم في ت ٤ ح ١٤ ، إمام ، حافظ ، رحال. الحسين بن الحسن : تقدم في ت ٥٤ ح ٦٧.

إبراهيم : تقدم قريبا. وشريك : هو ابن عبد الله النخعي القاضي ، تقدم في ت ٣٤ ، صدوق ، يخطىء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء.

وبيان : هو ابن بشر الأحمسي البجلي أبو بشر الكوفي ، كان ثقة ثبتا. انظر «التهذيب» ١ / ٥٠٦.

تخريج الحديث :

في إسناده راو مبهم ، وذكر الذهبي في «سير الأعلام» ٣ / ٢٦٦ رواية نحوه من طريق علي بن زيد ، قال : فيه لين بلفظ : «فخدمته عشر سنين ، فما ضربني ، ولا سبّني ، ولا عبس في وجهي» ، وقال : رواه الترمذي قلت : ولكن الذي رواه الترمذي في «سننه» ٣ / ٢٤٨ في باب خلق النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ليس فيه علي بن زيد ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن عائشة والبراء لعلّه رواه في «الشمائل» وأخرج نحوه أحمد في «مسنده» ٣ / ١٠١ و ١٢٤ من طريق عبد العزيز ، عن أنس ، وفي ٣ / ١٩٥ و ٢٢٧ من طريق ثابت ، عن أنس في بعض الرّوايات فخدمته عشر سنين ، وفي بعضها تسع سنين فذكر نحوه.

١١

المكتب قال : ثنا إبراهيم بن أيوب قال : ثنا النعمان ، عن شريك ، عن بيان ، عن رجل ، عن أنس بن مالك ، قال : خدمت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عشر سنين ، فما قال لي قط : أسأت.

(٩٤) ثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا موسى بن عبد الرحمن بن خالد ،

__________________

ـ تراجم الرواة ، حديث ٩٤ :

موسى بن عبد الرحمن : سيأتي بترجمة ٢٦٣. وأبوه : هو عبد الرحمن بن خالد بن عبد الرحمن ، سمع النعمان ، وروى عنه ابنه موسى. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٨.

وسفيان : هو ابن عيينة كما جاء التصريح في رواية مسلم ١٣ / ٢٠٥ مع النووي ، و «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٨ ، وتقدم في ت ٧٦.

وعمرو بن دينار : تقدم أيضا في ت ٢.

وأبو الزبير : هو محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي مولا هم أبو الزبير المكي ، صدوق ، إلّا أنه يدلّس ، توفي سنة ١٢٦ ه‍ انظر «التقريب» ص ٣١٨ ، و «التهذيب» ٩ / ٤٤١.

تخريج الحديث :

في إسناده من لم أعرفه ، والحديث صحيح بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» ١٣ / ١٠٥ و ١٠٦ مع شرح النووي ، ومن طريق سفيان عن أبي الزبير ، عن جابر ، مرفوعا ، بلفظ إذا وقعت ، وإذا سقطت لقمة أحدكم. الحديث. ومن طريق ثابت عن أنس أيضا مرفوعا بلفظ : إذا سقطت لقمة أحدكم .. الحديث ، وتمام الحديث بعد قوله : «فلا يدعها للشيطان» هو «فإذا فرغ فليلعق أصابعه ، فإنّه لا يدري في أي طعامه تكون البركة». وفي رواية له فلا يمسح يده بالمنديل حتى يلعقها أو يلعقها ، فإنّه لا يدري في أيّ طعامه البركة. وأخرجه أبو داود في «سننه» ٤ / ١٨٥ من طريق ثابت ، عن أنس مرفوعا وأخرجه الترمذي في «سننه» ٣ / ١٦٧ من حديث جابر وأنس ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، ونسبه السيوطي في «الجامع» ١ / ٣٧٦ إلى النسائي أيضا من حديث جابر ، وكذا المنذري ، فلعلّه في الكبرى ، وأخرجه ابن ماجة في «سننه» ٢ / ١٠٩١ حديث ٣٢٧٨ و ٣٢٧٩ من حديث معقل بن يسار مرفوعا ، ومن حديث جابر مرفوعا أيضا ، الأوّل : بلفظ : «إذا سقطت» ، والثاني : بلفظ «إذا وقعت». وأخرجه الدارمي في «سننه» ٢ / ٩٦ من حديث أنس ومعقل بن يسار كما رواه ابن ماجة. وأخرجه أحمد في «مسنده» ٣ / ١٠٠ من حديث أنس مرفوعا ، وفي ١٧٧ و ٢٩٠ أيضا عنه ، ومن حديث جابر في ٣ / ٣٠١ و ٣٣١ و ٣٣٧ و ٣٦٥ و ٣٩٤. وأبو عوانة في «مسنده» (٥ / ٣٧٠) بطرق عن جابر رضي‌الله‌عنه.

١٢

عن أبيه ، عن النعمان ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار وأبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا سقطت لقمة أحدكم فليمط عنها ما كانت بها من أذى ، ثم يأكلها ، ولا يدعها للشيطان» ، الحديث.

وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي ، رواه سليمان عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن النعمان بن عبد السلام ، عن أبي رجاء ـ وكان جليسا للنعمان ـ عن أبي قبيصة ، عن عمرو بن قيس ، في قوله (تعالى) : (وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ)(١) قال : مؤدّبا ومعلّما(٢).

وروى أحمد الدورقي عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن النعمان بن عبد السلام ، قال : قيل للفضيل بن غزوان : إنّ فلانا ذكرك. قال : لأغيظنّ من أمره. قال : ومن أمره؟ قال : الشيطان.

حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان ، قال : ثنا محمد بن عامر ، قال : سمعت محمد بن المغيرة ، قال : سمعت النعمان ، وأنشد مثلا للدنيا :

أراها وإن كانت تحبّ كأنّها

سحابة صيف عن قليل تقشّع (٣)

حدثنا أحمد قال : ثنا محمد قال : ثني قطري قال : سمعت النعمان ينشد :

__________________

(١) سورة مريم آية : ٣١ ، وتمام الآية(وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا).

(٢) ذكره ابن كثير في «تفسيره» ٣ / ١٢٠ ، قال : قال مجاهد وعمرو بن قيس والثوري : وجعلني معلما للخير ، وذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٤ / ٢٧٠ ، وقال : أخرجه ابن عدي وابن عساكر عن ابن مسعود ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وجعلني مباركا أينما كنت. قال : «معلما ومؤدبا».

(٣) ذكر البيت المذكور صاحب «العقد الفريد» في ١ / ٨١ و ٣ / ١٧٦ ، ونسبه إلى شبرمة القاضي وذكر له قصة ، وفي الموضع الأول بدل قليل قريب ، وفي الموضع الثاني أنشده كما هنا ، وانظر «عيون الأخبار» ١ / ٥٦ وفيه «ركابها بدل كأنها».

١٣

وإنّ امرءا يمسي ويصبح سالما

من النّاس إلّا ما جنى لسعيد (١)

وروى عنه من الأئمة بأصبهان ، وكتبوا عنه : أبو سفيان صالح بن مهران ، وإبراهيم بن أيوب صاحب الثوري ، وعامر بن إبراهيم ، ومحمد بن زياد ، ومحمد بن المغيرة ، ومحمد بن يوسف نزيل الكرج (٢) ، ويوسف بن مهران ، وغيرهم من الأجلّة.

ثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، قال : ثنا رسته ، قال : قال أبو سفيان : قال النعمان في امرأة قبضت. مهرها قال : وتركته لسنة واحدة ليس عليها أن تزكّي لما مضى من السنين(٣).

حدثنا محمد بن أحمد ، قال : ثنا رسته ، قال : سمعت عبد الله بن بكر السهمي يقول : قدم علينا النعمان بن عبد السلام ، فتزوج أختا لي ، فحكى قصته. قال السهمي : فكان يعجبني جميع خصاله إلّا خصلة واحدة ، كان يشتهي الشيء فيشتريه بأربعة دراهم خمسة دراهم فيأكله وحده.

ثنا محمد بن يحيى بن مندة ، قال : ثنا محمد بن عيسى الزجاج ، قال :

__________________

(١) هذا البيت لحسان بن ثابت. انظر «ديوانه» ١ / ٤١٤ وهو موجود في «العقد الفريد» ٥ / ٢٧٢ منسوب لحسان وفي «البيان والتبيين» ٢ / ١٩٦ ونسبه لسعيد بن عبد الرحمن بن حسان ولكن في «العقد» و «ديوان حسان» : إن امرءا أمسى وأصبح سالما ... والشطر الثاني كما هنا وكذا نسبه في «الشعر والشعراء» ص ٢٦٧ ، وكما هنا في «البيان والتبيين» ٢ / ٢٦٤ وفي «الحيوان» ٣ / ٥١ انظر تخريجه في «ديوانه» ١ / ٤١٥.

(٢) الكرج بفتح أوّله وثانيه وآخره جيم ، وهي مدينة بين همذان وأصبهان في نصف الطريق وإلى همذان أقرب. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٤٤٦.

(٣) هذا مذهب أبي حنيفة ، لأن الصداق يعتبر عنده ثالث أقسام الديون ، وهو الدين الضعيف ، وهو بدل ما ليس بمال : كالمهر ، والوصية ، وبدل الخلع فحكم الزكاة فيه أنه لا تجب فيه الزكاة إلّا بعد قبضه وحولان الحول من وقت قبضه. وعند صاحبيه كل الديون سواء.

انظر التفصيل في «فتح القدير» لابن الهمام ١ / ٤٩١ ، وكذا انظر «المغني» لابن قدامة ٣ / ٥٢ ، حيث ذكر الزكاة في الصداق إذا قبضته المرأة ، وليس هذا موضوعنا ولذا اكتفيت على الإحالة.

١٤

ثنا محمد بن المغيرة ، قال : ثنا النعمان ، قال : ثني شيخ ثقة ـ يعني أباه ـ قال : العلم علمان : علم الدين (١) وعلم العربية وسائره علاوة ، فإن أحسنه رجل فحسن وإن لم يحسنه لم يضر.

__________________

(١) ورد في «كشف الخفاء» ١ / ٦٨ رواية بلفظ «العلم علمان : علم الأديان ، وعلم الأبدان». قال في «الخلاصة» : موضوع.

١٥

٨٢ ٥ / ٢ أبو هانىء إسماعيل بن خليفة (*) :

ولي قضاء أصبهان. روى عن : إسماعيل بن أبي خالد ، ومجالد ، والثوري ، ومبارك بن فضالة ، وروى عنه : الحسين بن حفص ، وعامر (١) المؤذن ، وإبراهيم بن أيوب ، وأبو سفيان ، ويروي عنه : ابنه سعيد بن أبي هانىء (٢).

وحكى محمد بن يحيى بن مندة ، عن سعيد (٣) بن أبي هانىء ، عن أبيه ، قال : أتيت الأعمش فسألته أن يحدّثني ، فضربني. أو كما قال.

(٩٥) حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى ، قال : ثنا عقيل بن يحيى ،

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم ٢ / ١٦٧ ، وفيه أنّ ابن أبي حاتم قال : سألت يونس بن حبيب عنه ، فقال : محلّه الصدق. كتب عنه مشايخنا ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٧.

(١) هو عامر بن إبراهيم المؤذن.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٧.

(٣) ستأتي ترجمة سعيد بن أبي هانىء برقم ٢٣٤.

تراجم الرواة ، حديث ٩٥ :

عبد الله بن محمد ، تقدم في ت ٨١ ، وعقيل بن يحيى : سيأتي بترجمة ٢٣٨ ، وحسين بن حفص بن الفضل : سيأتي بترجمة ٩٥.

سفيان الثوري : تقدم في ت ٣.

هشام بن عروة : تقدم في ت ٢.

وأبوه عروة : تقدم في ت ٤٨ ح ٦٢.

ومحمد بن يحيى : هو ابن مندة : تقدم في ت ١٠ ، ثقة ، حافظ. وعبد الله بن داود : ـ

١٦

قال : ثنا الحسين (١) بن حفص ، قال : ثنا أبو هانىء إسماعيل بن خليفة ، عن سفيان الثوري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة.

(٩٦) وممّا تفرّد به ما حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، والهذيل بن معاوية ، قالا : ثنا إبراهيم بن أيوب ، قال : ثنا أبو هانىء ، عن محمد بن الربيع ابن عم الثوري ، عن الثوري ، عن حماد بن يحيى ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، قالت : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من حوسب عذّب».

حدثنا أبو عبد الرحمن بن المقري ، قال : ثنا حسين المكتب قال : ثنا

__________________

ـ سيأتي بترجمة ٢٠٢. والهذيل : سيأتي بترجمة ٥٧. ومحمد بن الربيع الشمشاطي : قال ابن مندة : حدث عن سفيان الثوري بالمناكير. انظر «الميزان» ٣ / ٥٤٥ ، وذكره صاحب «اللباب» ٢ / ٢٠٩ ، ولكنّه سمّاه محمد بن زياد الشمشاطي ، وكنّاه أبا الربيع ، وذكر أنه حدث عن الثوري ولم أجزم هل هو أم غيره؟. والله أعلم.

وحماد بن يحيى : هو الأبح أبو بكر السلمي البصري ، صدوق يخطىء من الثامنة. انظر «التقريب» ص ٨٢ ، و «التهذيب» ٣ / ٢٢. وابن أبي مليكة : هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، واسم أبي مليكة ـ وهو بالتصغير ـ زهير ، التيمي المدني أدرك ثلاثين من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، ثقة فقيه من الثالثة ، مات سنة سبع عشرة. انظر «التقريب» ص ١٨١ ، و «التهذيب» ٥ / ٣٠٦.

(١) جاء في النسختين «الحسن» ، والصواب ما أثبته ، وهو الذي يروي عن أبي هانىء كما تقدم.

تخريج الحديث :

في السندين من لم أعرف حالهم ، والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد. فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١ / ٢٠٧ مع الفتح من طريق ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا مثله ، وتمامه : قالت عائشة : فقلت : أوليس يقول الله ـ تعالى ـ : (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً)؟ قالت : فقال : «إنما ذلك العرض ، ولكن من نوقش الحساب يهلك». وأخرجه في الرقاق من «صحيحه» ١٤ / ١٩١ من رواية ابن أبي مليكة أيضا بلفظ «من نوقش الحساب عذّب» ، وقد انتقده الدارقطني في «الإلزامات والتتبع» ص ٤٦١ مع تحقيق مقبل بن هادي ، فقال : وأخرجا جميعا حديث أيوب ، عن عثمان ، عن الأسود ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، وزاد البخاري : نافع بن عمر ، عن ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، وقال أيضا : رواه حاتم بن أبي صغيرة ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، فقال : حدثني القاسم بن محمد : حدثتني ـ

١٧

إبراهيم بن أيوب ، عن أبي هانىء ، عن مبارك بن فضالة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن (ابن) (١) عمر ، أنه كان ينهى عن متعة الحج ، فقيل له : إنه ليس لك ، إنّها لفي كتاب الله ما نسخت (٢).

(٩٧) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سعيد بن أبي هانىء ، عن أبيه ،

__________________

ـ عائشة ، ثم قال : وقوله أصحّ ، لأنّه زاد وهو حافظ متقن ، وتعقبه النووي وغيره بأنّه محمول على أنه سمع من عائشة ، وسمعه من القاسم عن عائشة ، فحدث به على الوجهين. قال ابن حجر : هذا مجرد احتمال ، وقد وقع التصريح في السند الثاني من هذا الباب بسماع ابن أبي مليكة له ، عن عائشة ، فتبين أنّه رواه بالواسطة وبدونه من «الفتح» مع التصرف ، انظر ١٤ / ١٩١.

وأخرجه مسلم في «صحيحه» ١٧ / ٢٠٨ مع شرح النووي من رواية ابن أبي مليكة عن عائشة مرفوعا بزيادة «يوم القيامة» بعد «من حوسب» ، وفي رواية له «من نوقش الحساب هلك».

وأخرجه الترمذي في «سننه» ٤ / ٣٩ ـ ٤٠ بهذا اللفظ أيضا ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، قال : ورواه أيّوب أيضا عن ابن أبي مليكة.

وذكره المنذري في «الترغيب» ٤ / ٣٩٦ ، وقال : «رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي ، وذكر رواية من حديث ابن الزبير مرفوعا بلفظ الترمذي ، وقال : رواه البزار والطبراني في «الكبير» بإسناد صحيح (٤ / ٣٩٧).

تراجم الرواة ، حديث ٩٦ :

أبو عبد الرحمن هو عبد الله بن محمد بن عيسى : تقدم في ت ٨١.

وحسين المكتب : سيأتي بترجمة ٢٨٠.

(١) يبدو أنّ (ابن) زائد ؛ لأن الّذي كان ينهى عن التمتع عمر ، لا ابن عمر. انظر تخريجه.

سيتبين صحة ما قلته.

(٢) وهي قوله تعالى : (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) البقرة آية ١٩٦.

تراجم الرواة ، حديث ٩٧ :

محمد بن يحيى : تقدم في ت ١٠. وسعيد بن أبي هانىء : سيأتي بترجمة ٢٣٤ ، وأبو هانىء : هو المترجم له.

مجالد : هو ابن سعيد بن عمير بن بسطام الهمذاني ، أبو عمرو ، ويقال : أبو سعيد الكوفي ، فيه مقال ، من رواة مسلم والأربعة ، قال ابن حجر في «التقريب» ص ٣٢٨ : ليس بالقوي ، وقد تغير في آخر عمره ، من السادسة. مات سنة أربع وأربعين. انظر «التهذيب» ١٠ / ٣٩. ـ

١٨

عن مجالد ، عن أبي الوداك ، عن أبي سعيد ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «أوّل من يدخل الجنة أنا وأمّتي ، فيحشر الناس فيتبع كل أمّة ما كان يعبد ، فيساقون إلى النار ، فيأتينا آت ، فيقول : قوموا فخذوا سبيل الناس ، فنقول : إنّا لسنا منهم ، إنّما كنّا نعبد الله» ، فذكر الحديث.

__________________

ـ أبو الودّاك : بفتح الواو وتشديد الدال : هو جبر بن نوف الهمداني البكالي الكوفي ـ تقدم في ت ٢٨ ، صدوق يهم.

تخريجه :

قد ذكر ابن كثير في «تفسيره» ١ / ٢٣٣ بعد هذه الآية ، وقال : في هذا دليل على مشروعية التمتع ، كما جاء في الصحيحين عن عمران بن حصين ، قال : نزلت آية المتعة في كتاب الله ، وفعلناها مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ثم لم ينزل قرآن يحرمها ، ولم ينه عنها حتى مات ، قال رجل برأيه ما شاء. قال البخاري : يقال : إنّه عمر ، وقد جاء مصرّحا أنه كان ينهى عن التمتع في حديث عمران بن حصين. انظر «صحيح البخاري» ٤ / ١٧٦ و ٩ / ٢٥٢ مع الفتح ، وقول البخاري : إنه كان عمر ، حكاه الحميدي ـ كما ذكر الحافظ في «الفتح» ـ أنه وقع في رواية أبي رجاء عن عمران. انظر «الفتح» لتفصيل الكلام ٤ / ١٧٧ ، و «الجامع لأحكام القرآن» للقرطبي ٢ / ٣٨٨ فالذي يظهر لي أن ابن عمر خطأ والصواب «عن عمر أنه كان ينهى». الحديث والدليل على ذلك الروايات الصحيحة الواردة في ذلك أن عمر وعثمان كانا ينهيان عن التمتع ، وقد أخرج الترمذي في «سننه» ٢ / ١٥٩ ما حصل بين الضحاك بن قيس وسعد بن أبي وقاص من مذاكرتهما التمتع ، وقول الضحاك : إنه لا يصنع ذلك إلّا من جهل أمر الله تعالى ، فقال سعد : بئس ما قلت يا ابن أخي ، فقال الضحاك : «فإنّ عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك فقال : قد صنعها رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وصنعناها معه». قال الترمذي : هذا حديث صحيح. ثم ذكر حديثا آخر أنّ رجلا من أهل الشام سأل عبد الله بن عمر عن التمتع ، فقال عبد الله بن عمر : هي حلال ، فقال الشامي : إنّ أباك قد نهى عنها ، فقال عبد الله : أرأيت إن كان أبي نهى عنها وصنعها رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أمر أبي يتبع أم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال الرّجل : أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وقال هذا حديث حسن صحيح. فهذا يدل أن ابن عمر ما كان ينهى عن التمتع ـ والله أعلم ـ بل ذكر القرطبي في تفسيره «الجامع لأحكام القرآن» ٢ / ٣٨٧ ، وقال : استحب آخرون التمتع بالعمرة إلى الحج وذلك أفضل ، وهو مذهب عبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وبه قال أحمد ، وهو أحد قولي الشافعي. ـ

١٩

(٩٨) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا إبراهيم بن عامر ، قال : ثنا أبي ، عن أبي هانىء ، عن شريك ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : رمقت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقرأ (١) في ركعتي الفجر بقل يا أيها الكافرون ، وقل هو الله أحد.

__________________

تراجم الرواة ، حديث ٩٨ :

محمد بن يحيى : تقدم في ت ١٠.

إبراهيم بن عامر : سيأتي بترجمة ١٧٢ كان خيرّا فاضلا.

وأبوه عامر بن إبراهيم : سيأتي بترجمة ١٠٣.

أبو هانىء : هو إسماعيل بن خليفة المترجم له.

شريك : تقدم في ٣٤ ، صدوق يخطىء كثيرا منذ ولي القضاء.

عبيد الله بن عمر : تقدم في ت ٥٤ ح ٦٩.

نافع : هو مولى ابن عمر ، تقدم في ت ٤٧ ح ٦٠.

(١) في «مسند أحمد» ٢ / ٩٤ و ٩٥ و «سنن الترمذي» ١ / ٢٦١ و «سنن ابن ماجة» ١ / ٣٦٣ بزيادة «شهرا» ، وهكذا أخرجه المؤلف في ت ١٧٣ ح ٢٤٠.

تخريج الحديث :

في سنده شريك وهو يخطىء كثيرا.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٤ به مثله ، والترمذي في «سننه» ١ / ٢٦١ ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ٣٦٣ كلاهما من رواية مجاهد ، عن ابن عمر بلفظ «رمقت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ شهرا ، فكان يقرأ في الركعتين قبل الفجر» الحديث ، وقال الترمذي : «وفي الباب عن ابن مسعود ، وأنس ، وأبي هريرة ، وابن عباس ، وحفصة ، وعائشة وحديث ابن عمر حديث حسن» وأحمد في «مسنده» ٢ / ٩٤ و ٩٥ و ٩٩ عن ابن عمر مطولا ومختصرا.

وأخرج مسلم في «صحيحه» ٦ / ٥ عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، وكذا أخرجه أبو داود في «سننه» ٢ / ٤٥ ، والنسائي في «سننه» ٢ / ١٥٦ من حديث أبي هريرة ، وكذا ابن ماجة في ١ / ٣٦٣ عنه ، وعن عائشة أيضا.

٢٠