طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

٢٠٧ ٨ / ١٢ إبراهيم بن عيسى الزاهد (*) :

كان عنده عن أبي داود (١) وشبابة ، وكان صحب معروف (٢) الكرخي. توفي سنة سبع وأربعين ومائتين ، وكان خيّرا فاضلا عابدا ، لم يكن ببلدنا مثله في زمانه ، لم يخرج حديثه ، وما رأينا أحدا حدث عنه إلّا أبو العباس (٣) البزار أحاديث يسيرة (٤).

حدثنا حمويه بن أبي شداد بنهاوند ، قال : ثني أبو جعفر اللاذاتي ، قال : كنت في دار إبراهيم بن عيسى ـ رحمه‌الله ـ في منزله ، فكان كلما فرغ من صلاته وقت السحر يدعو للناس ، ويدعو لليهود والنصارى والمجوس. ويقول : اللهم اهدهم ، وسلم تجاراتهم ، حتى يدعو لكلاب محلة كذا وكذا ، يقول : اللهم ادفع شر كلاب محلة كذا وكذا عن الناس ، فإذا فرغ من دعائه ، وأراد أن يخرج إلى الأذان يرفع يديه ، فيقول : اللهم إن كنت مدخلي النّار ، فعظم

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٢ / ١١٧) ، وفي «أخبار أصبهان» (١ / ١٨٠) ، وفيه أبو إسحاق ، وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٣) ، وفي «اللسان» (١ / ٨٨) ، وفيه نقل عن أبي الشيخ ، وأبي نعيم ، وقال ابن حجر : «وما أدري لم ذكره شيخنا في ذيل الميزان ، فإنه لم ينقل عن أحد أنه ضعفه ، ولا قال : إنّه مجهول ، فإن كان ظن أنّ قول أبي الشيخ ـ ما رأينا أحدا يحدّث عنه إلّا أبو العباس البزار ـ أنه لم يرو عنه غير واحد ، فيكون مجهولا ، فليس كما ظن ، فإنّ مراد أبي الشيخ» الرّواية الحقيقة ، أي لم يحدثنا عنه بغير واسطة أحد ، لا أنه نفى أن يكون وجد له راويا آخر.

(١) أبو داود : هو الطيالسي ، وشبابة : هو ابن سوار ، كما في «أخبار أصبهان» (١ / ١٨٠).

(٢) معروف الكرخي : انظر ترجمته في «الحلية» (٨ / ٦٠ ـ ٦٨).

(٣) أبو العباس البزار : هو أحمد بن محمد المديني ، تقدم في (ت رقم ١١ ثقة).

(٤) كذا في «أخبار أصبهان» (١ / ١٨٠) ، وفي «اللسان» (١ / ٨٨).

٣٤١

خلقي (١) فيها حتى لا يكون لأمة محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيها موضعا (٢).

حدثني محمد بن محمد بن فورك ، قال : سمعت عبد الله يقول : سمعت علي بن بشر يقول : أتاني إبراهيم بن عيسى الزاهد ، فقال : رأيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فيما يرى النائم ، فقال : «عليكم بجامع سفيان» ولإبراهيم فضائل كثيرة.

ومن حديثه : حدثنا أبو العباس (٣) أحمد بن محمد البزار ، قال : ثنا إبراهيم بن عيسى الزاهد ، قال : ثنا شبابة ، قال : ثنا أبو الأحوص سلام بن سليم ، عن أبي عبد الرحمن ، عن الشعبي ، عن علقمة ، قال : هلكت الشيعة في علي كما هلك النصارى في عيسى بن مريم.

حدثنا أبو العباس البزار ، قال : ثنا إبراهيم بن عيسى ، قال : ثنا شبابة ، قال : ثنا خارجة (٤) بن مصعب ، عن سلام ، عن الشعبي ، عن عيسى بن أبي

__________________

(١) في «الحلية» (١٠ / ٣٩٣): «خلقتي».

(٢) كذا ذكره أبو نعيم في المصدر السابق به مثله.

(٣) تراجم الرواة :

أبو العباس البزار. تقدم (في ت رقم ١١) ثقة. وإبراهيم : هو المترجم له.

شبابة : هو ابن سوار الفزاري مولاهم أبو عمرو المدائني. أصله من خراسان ، من رجال الجماعة. ثقة حافظ ، رمي بالإرجاء. مات سنة ست ومائتين ، وقيل بعدها.

انظر «التقريب» ص ١٤٣ ، و «التهذيب» (٤ / ٣٠١).

وسلام بن سليم الحنفي أبو الأحوص : تقدم (في ت رقم ١٢٨). ثقة ، متقن.

وأبو عبد الرحمن : لم يتبين لي ، فلعلّه السلمي ، وهو مشهور بكنيته كما في «التقريب» ص ١٧١. ثقة ثبت ، والشعبي : تقدم (في ت رقم ٢٥) ، وعلقمة تقدم (في ت رقم ١٥٤).

(٤) خارجة بن مصعب : هو الخراساني السرخسي صدوق. مات سنة أربع وستين ومائة ، وقيل بعدها. «التقريب» ص ٨٧ و «التهذيب» (٣ / ٧٧). عيسى بن أبي عثمان : لم أعثر عليه.

بقية الرواة تقدموا. وقد جاء في «الميزان» أنّه عثمان بن أبي عثمان الّذي روى هذا الحديث ، فهو منكر الحديث مجهول. انظر «لسان الميزان» (٤ / ١٤٨) ، وكذا جاء في «معجم ابن الأعرابي» حديث رقم ٦٦.

٣٤٢

عثمان ، قال : جاء نفز من الشيعة إلى علي ، فقالوا : أنت هو. قال : من أنا؟ قالوا : أنت هو. قال : ويلكم ، من أنا؟ قالوا : أنت ربنا. قال : ارجعوا وتوبوا ، فأبوا ، فضرب أعناقهم ، ثم خدّ لهم في الأرض أخدودا ، فقال : يا قنبر إيتني بحزم الحطب ، فأتاه بحزم الحطب ، فأحرقهم بالنار (١) ، ثم قال :

إنّي لما رأيت أمرا منكرا

أوقدت نارا ودعوت قنبرا (٢)

(٢٨٠) حدثنا أبو العباس ، قال : ثنا إبراهيم بن عيسى ، قال : ثنا مروان (٣) بن محمد ، قال : ثنا سعيد بن عبد العزيز ، عن ربيعة بن يزيد ، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة ـ وكان من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه سمع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يدعو لمعاوية ، فقال : «اللهمّ اهده

__________________

(١) فأحرقهم بالنّار : مكررة في الأصل.

(٢) ذكر البخاري في «صحيحه» (١٢ / ٢٦٧) مع الفتح ، استتابة المرتدين ، باب حكم المرتد والمرتدة ، حرق على الزنادقة ، وقول ابن عباس فيه أنه قال : لو كنت أنا لم أحرقهم لنهي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «لا تعذّبوا بعذاب الله» ، ولقتلتهم لقول رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «من بدّل دينه فاقتلوه» ، وذكر الحافظ ابن حجر في «الشرح» في الرواية المذكورة هنا ، وقال : هذا سند حسن. وأنشد البيت هكذا :

إني إذا رأيت أمرا منكرا

أوقدت ناري ودعوت قنبرا

وأخرج أحمد في «مسنده» (١ / ٢١٧) عن عكرمة أن عليا حرّق ناسا ارتدوا عن الإسلام ، فبلغ ذلك ابن عباس ، فذكر الحديث ، وكذا في ص ٢٨٢ ، وكذا ابن الأعرابي في «معجمه» حديث ٦٦ ، وكذا أورده في «الميزان» في ترجمة خارجة بن مصعب ، وكذا في «اللسان» في نفس الترجمة.

(٣) تراجم الرواة :

مروان بن محمد : هو ابن حسان الأسدي الدمشقي الطاطري بمهملتين مفتوحتين ثقة. مات سنة عشر ومائتين. انظر «التقريب» ص ٣٣٣ ، و «التهذيب» (١٠ / ٩٥). وسعيد بن عبد العزيز : هو التنوخي الدمشقي ثقة إمام. سواه أحمد بالأوزاعي ، لكنه اختلط في آخر عمره مات سنة ١٦٧ ه‍ ، المصدرين المذكورين ص ١٢٤ ، و (٤ / ٤٩). وربيعة بن يزيد : هو الدمشقي أبو شعيب الإيادي القصير. تقدم (في ت رقم ٣) ثقة.

وعبد الرحمن بن أبي عميرة : هو المزني ، وقيل : الأزدي مختلف في صحبته سكن حمص. «التقريب» ص ٢٠٧ ، و «التهذيب» ٦ / ٢٤٣.

٣٤٣

واجعله هاديا مهديّا» (١).

أخبرني خالي (٢) إجازة ، قال : ثنا أحمد بن نعيم بن ناصح ، قال : سمعت إبراهيم بن عيسى يقول : ثنا عبد الله بن يزيد المقرىء ، قال : بلغني أن

__________________

(١) تخريجه :

إسناده حسن ، غير أن في صحبة عبد الرحمن بن أبي عميرة خلافا. ذكر ابن عبد البر في «الاستيعاب» ٢ / ٤٠٧ بهامش «الإصابة» أنه «لا تثبت أحاديثه ، ولا تصح صحبته» هذا ما قاله ابن عبد البر ، وخالفه أكثر العلماء ، فعدوه في الصحابة ، منهم : أبو حاتم ، وابن السكن ، فقالا : له صحبة ، وذكره البخاري ، وابن سعد ، وابن البرقي ، وابن حبان ، وعبد العزيز بن سعيد في الصحابة ، هذا ما رجحه الحافظ ابن حجر ، حيث ذكره في القسم الأول في «الإصابة» ، ورد على ابن عبد البر بما جاء عن عبد الرحمن نفسه مصرحا بسماعه عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ انظر «الإصابة» (٢ / ٤١٤) ، وقد أخرجه من طريق أبي محمد بن حيان أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ١٨٠) بلفظه ، والترمذي في «سننه» (٥ / ٣٥٠) المناقب ، باب مناقب معاوية ، وقال : حسن غريب ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ٢١٦) و (٦ / ٢١٦).

قلت : إسناده أيضا حسن.

وأخرجه البخاري في «التاريخ» (٥ / ٢٤٠) تحت ترجمة عبد الرحمن بن أبي عميرة ، وفي (٧ / ٣٢٧). كلّهم من طريق سعيد بن عبد العزيز بإسناده مثله ، غير أن في آخره عندهم زيادة «واهده واهد به». ورواه الطبراني في «الأوسط» ، كما في «المجمع» (٩ / ٣٥٦) في حديث طويل عن عائشة نحوه ، ولكن قال الهيثمي : فيه السري بن عاصم ، وهو ضعيف ، وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٨ / ٣٥٨) بطريق آخر عن الوليد بن مسلم ، عن يونس بن ميسرة ، عن أبي عميرة ، وأيضا ابن قانع من هذا الطريق ، كما في «الإصابة» (٤ / ١٧٥) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١ / ٢٠٧) بطريق آخر ، وابن الجوزي في «العلل» (١ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥) بطرق. وقال ابن الجوزي : «هذان حديثان لا يصحان ، مدارهما على محمد بن إسحاق بن حرب اللؤلؤي ، ولم يكن ثقة ..» ثم ذكر أقوال الجارحين فيه ، وقال في الطريق الثالث بعدما ساقه ناقلا قول الدارقطني إنه قال : «إسماعيل بن محمد ضعيف كذاب». قلت : ليس في السند الذي ساقه ذكر لإسماعيل أصلا ، وأيضا طريق المؤلف ليس فيها محمد بن إسحاق اللؤلؤي ، ولا إسماعيل لعله سقط ـ والله أعلم ـ أما الذي يترجح ، فهو أنّ الحديث حسن بطرقه ، وقد أورده الذهبي في «النبلاء» (٣ / ٨٣) بطرق ، وقال : حسنه الترمذي ، فأقر تحسينه ، والله أعلم.

(٢) خاله : هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن محمود بن الفرج. تقدم في (ت رقم ١٤٣). وكان كثير الحديث.

٣٤٤

خلاد بن كثير بن عبد الله بن مسلم كان في النزع ، فوجدوا عند رأسه رقعة فيها مكتوب : هذه براءة من النار لخلاد بن كثير فسألوا عنه ما كان عمله ، فقال أهله وأهل بيته : إنه كان يصلي على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كل جمعة ألف مرة ، يقول : اللهم صلّ على النبيّ الأمي.

حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، قال : سمعت إبراهيم بن عيسى الزاهد يقول : تعلمت هذا الدعاء في المنام : يا جليل ، يا جميل ، يا غوث ، يا غياث ، يا مغيث ، يا سند ، يا من إليه (١) المستند ، يا حبيب التائبين ، يا قرة عين العابدين ، يا منقذ الغرقين ، يا مدرك الهاربين ، أسألك بجلالك وجمالك ، وبحقك على المصطفى محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ووعدك إياه أن لا تسيء به في أمته (٢) ، ان تصرف عنه البلاء والعذاب. اللهم اهدنا من عندك ، وافض علينا من فضلك ، وانشر علينا من رحمتك ، وأنزل علينا من بركاتك. اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وأغننا بفضلك عمّن سواك ، واجعلنا ممن يفتقر إليك ، ويستغني بك. اللهم اشفنا بشفائك ، وداونا بدوائك ، وعافنا من بلائك ، وثبتنا برحمتك ، وأيدنا بقوتك ، وتمّم علينا نعمتك ، وهبنا كراماتك. اللهم أغننا بالتقوى ، وزيّنا بالحلم ، وارفعنا بالعلم ، واسترنا بالعافية ؛ عافية كافية. عافية شافية ظاهرة باطنة ، يتبعها عافية تجرّ إلى عافية الدنيا والآخرة. اللهم هب لنا أنفسا مطمئنة تؤمن بلقائك ، وتقنع بعطائك ، وترضى بقضائك ، وتصبر على بلائك. اللهم اجمع على الهدى أمرنا ، واجعل التقوى زادنا ، والجنة مآبنا. اللهم قلوبنا ونواصينا بيدك لم تملّكنا منها شيئا ، فإذا فعلت ذلك بهما ، فاهدهما إلى سواء السبيل ، اللهم أوسع لنا من الدنيا حلالا ، وزهّدنا فيها ، ولا ترغّبنا فيها (رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النَّارِ)(٣).

__________________

(١) في أ ـ ه : له بدل إليه.

(٢) في ـ أ ـ ه : أمنه.

(٣) سورة البقرة : آية ٢٠١.

٣٤٥

بسم الله الرحمن الرحيم : قرأت في كتاب جدي عظة (١) ، كتاب من سعيد بن العباس أبي عثمان (٢) إلى إبراهيم بن عيسى : آنس الله يا أخي وحشتك ، وسكّن روعتك ، وستر الذي خفت كشفه منك ، وأقامك مقام أهل الصدق برحمته ، وسرّك بجميع مواهب الدنيا والآخرة ، وصلى الله على محمد عبده ونبيه ، وعلى أهل بيته الطاهرين الذين طهرهم الله تطهيرا ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله ، وكفى بالله وليا ، وكفى بالله نصيرا ، فكتب إليه من إبراهيم بن عيسى الحقير في نفسه ، الذليل بين يدي ربه ، الفقير إلى رحمة مولاه إلى أبي عثمان سعيد بن العباس ، أكرمه الله بالتقوى ، وجنّبه الردى ، وغفر له في الآخرة والأولى. السلام عليك يا أخي ، تحية من عند الله مباركة طيبة ، فإنّي أحمد إليك الله الّذي لا إله إلّا هو ، خالق الخلق ، ووليّه ومنتهى الحمد ، وهو به (٣) لم يزل ولا يزال واحدا في ملكه ، ماجدا في عزه ، أحدا صمدا (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ) سبقت مشيئته في خلقه ، خلق الخلق كما شاء ، ودبّر الأمور على ما أراد ، وجرت المقادير على ما أحب. قدّر الأرزاق ، ووقّت الآجال ، وعدّ الأنفاس والآثار بقضاء ، وقدّر في علمه السابق. لا يسأل ربّنا جلّ جلاله ، وتقدست أسماؤه ، ولا إله غيره (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ)(٤) خص من عباده بفضله ورحمته قوما جعلهم ورثة الأنبياء ، وحملة العلم ، أزهدهم في الدنيا الفانية ، وأرغبهم في الآخرة الباقية ، مذكورين في الملأ الأعلى ، محبوبين في الناس ، معروفين في الآفاق ، يحبهم من لم يراهم ، ويذكرهم من لم يخالطهم. (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(٥) ، جعلك الله يا أخي منهم ، وصلّى الله على خير خلقه محمد أكرم الأنبياء ، وأفضل المرسلين في الخلق ، أول الأنبياء في البعث ، آخر

__________________

(١) في ـ أ ـ ه عطية. والصحيح ما في الأصل.

(٢) هو سعيد بن العباس أبو عثمان الرازي له ترجمة في «الحلية» (١٠ / ٧٠ ـ ٧٣).

(٣) في ـ أ ـ ه «يديه».

(٤) سورة الأنبياء آية ٢٣.

(٥) سورة الحديد آية ٢١.

٣٤٦

الأنبياء محمد عبده ورسوله الأمين المصطفى ، والنجيب المرتضى ، خاتم الأنبياء ، والنور الساطع ، والمصباح الواقد ، والضياء الأبلج ، والسبيل المنهج ، والدليل على المخرج ، والقائد إلى الحق ، والداعي إلى الله بلسان عربي مبين ، ذاك السيد المسود ، أشد العرب ، وأكرم النسب ، القرشي الهاشمي المكي المدني الشافع والمشفّع الصادق المصدق ، النبي الأمي ، المعروف في التوراة ، والإنجيل ، والزبور ، والقرآن العظيم الذي (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(١) ، حبيب رب العالمين كما وصفه : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ)(٢) ، صلوات الله عليه وعلى آله الطيّبين الأخيار أفضل وأطهر وأزكى صلاة صلاها على أحد من خلقه ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين ، والملائكة المخصوصين بطاعته.

أمّا بعد : حفظك الله يا أخي حفظ العاملين بطاعته ، الموفين (٣) بعهده ، المقيمين لحدوده ، القائمين بحقه ، الزاهدين في الدنيا ، الراغبين في الآخرة المجتهدين في العبادة ، المقيمين على سنّة نبيّه محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حتى يجعل درجتك في جنات عدن مع الذين وصفهم الله في كتابه المسطور ، وكلامه الشفاء ، والحق المبين ، وهو خير القائلين : (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ، ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً)(٤) جعلك الله منهم ، فإن تفعل ، فقد عظّمت بها النعمة ، وإلّا فهو الهلاك. قد كنت يا أخي أسمع بذكرك ، وقد مررت بك ثلاث مرات ، فجعلت أستعذر نفسي أن أسائل مثلك مع ما ارتكبت من الذنوب ولا أزداد إلّا شرا ، وقد أخبرنا بعض المشايخ ،

__________________

(١) سورة فصلت آية ٤٢.

(٢) سورة التوبة آية ١٢٨.

(٣) في الأصل : «الموفون» ، والتصحيح من ـ أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.

(٤) سورة النساء آية ٦٩.

٣٤٧

عن الحسن (١) بن أبي الحسن ، أنّه قال : أقلوا من معرفة الصالحين أن لا تفتضحوا في أعينهم يوم القيامة. لا أخلف الله ظنك ، ولا قطع رجاءك ، ولا فضحني في عينيك يوم القيامة ، وما ذكرت في كتابك من أمر العدو ، فمقصوم ومخذول ، وقد علم الله جلّ وجهه أن لا يقوى المخلوق على طاعة الله إلّا بمعونته ، والعدو مسلّط. فإن سلط كان له سلطان ، ولا راد لقضائه ، وإن عصم العبد ، فالعدو ذليل حقير ، ونستعين بالله بالكلمة التي ألهمها (٢) الله حملة العرش : «لا حول ولا قوّة إلّا بالله» واعلم يا أخي أنّك في الزمان الذي وصفه الله ، فقال : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قالُوا إِنَّما نَحْنُ مُصْلِحُونَ)(٣). والزمان الذي لا تدري (ذا) (٤) المال من أين اكتسب ماله ، أمن حلال أم من حرام؟ يأكل الربا ، فإن لم يأكل أصابه من غباره (٥) ، والزمان الذي قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : (٢٨١) : «يكذّب فيه الصّادق ، ويصدّق فيه الكاذب» (٦) والزمان الذي كان أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ

__________________

(١) هو ابن يسار البصري. تقدم في ترجمة رقم ٣.

(٢) في النسختين «ألهمه».

(٣) سورة البقرة آية ١١.

(٤) زيادة بين المعكوفين اقتضتها سياق العبارة.

(٥) كأنه يشير إبراهيم الزاهد إلى ما ورد في الأحاديث الصحيحة في هذا المعنى ، حيث أخرج البخاري في «صحيحه» (٤ / ٢٩٦ و ٣١٣) مع الفتح (س) البيوع ، باب من لم يبال من حيث كسب المال ، وباب قول الله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً) عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : «يأتي على النّاس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه».

وفي الرّواية الثانية ـ بما أخذ المال ـ أمن الحلال ، أم من الحرام؟. والنسائي في «سننه» (٧ / ٢٤٣) البيوع ، باب اجتناب الشبهات في الكسب ، وأبو داود في «سننه» (٣ / ٦٢٧) البيوع ، باب في اجتناب الشبهات ، وابن ماجة في التجارات ، باب التغليظ في الربا ، كلهم عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : ـ وهو للنسائي ـ «يأتي على النّاس زمان يأكلون الرّبا فمن لم يأكله أصابه من غباره» ، وعند أبي داود في رواية «بخاره».

(٦) أخرجه ابن ماجه في «سننه» (٢ / ١٣٣٩) الفتن ، باب شدة الزمان ، عن أبي هريرة مرفوعا ، وأوّله «سيأتي على النّاس سنوات خدّاعات يصدّق فيها ....» وتتمته : «ويؤتمن فيها الخائن ، ـ

٣٤٨

والتابعون (١) يخافونه ، فقد ابتلينا بكثرة الهوى والخصومات في الله ، والمجادلة في القرآن ، وقد أميتت السنن ، وأحييت البدع ، وأرجو ـ إن شاء الله ـ لو لم يبق أحد في الدنيا إلّا رجل واحد من أهل السنة والجماعة ، لكان أكثر ؛ لأنه دين الله الأعظم ، الذي أظهره على الدين كله ، ولو كره المشركون ، وقد ينبغي يا أخي للعاقل أن يعرف أهل زمانه ، ولا يأتمن على دينه أحدا ، فإنّ العبد إذا علم أنّه خلق وحده ، ويموت وحده ، ويحاسب وحده ، وما قدّر الله له من الذنوب والخطايا ، لا يحمله عنه غيره ، يكون حذرا ، ويتوقع رسول ربّ العالمين عند كل نفس ، وعند كل كلمة ، وعند كل خطوة ، والدّنيا ميدان الله ، والمؤمنون خيل الله. اليوم المضمار ، وغدا السباق ، ولا يجاوز الصراط إلّا كل ضامر مهزول من خشية الله ، واعلم يا أخي ، أنّ الأمر جدّ ليس بالهزل ، واسأل الله أن يجعل مرافقتك مع أبي بكر الصدّيق ، وعمر الفاروق ، ومع عثمان ذي النورين ، ومع علي بن أبي طالب ، أخي رسول الله ، وابن عمّه ختن رسوله ، وسيف رسوله ، يبارز الأقران بين يدي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فهؤلاء الخلفاء الراشدون (٢) المهديون الذين عملوا بطاعة الله ، وبكتابه ، وسنة نبيه ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

__________________

ـ ويخوّن فيها الأمين. وينطق فيها الرّويبضة قيل : وما الرّويبضة؟ قال : «الرّجل التافه. في أمر العامّة».

ولكن في إسناده إسحاق بن أبي الفرات بكر ، وهو مجهول كما في «التقريب» ص ٢٩ ، و «الكاشف» (١ / ١١٢). وأخرجه أحمد في «مسنده» (٢ / ٢٩١) من الطريق المذكور أيضا ، ولكنّه رواه بطريق آخر في (٢ / ٣٣٨) ، عن أبي هريرة ، وله شاهد بلفظه عنده في (٣ / ٢٢٠) من حديث أنس رضي‌الله‌عنه ، وقال الهيثمي في «المجمع» (٧ / ٢٨٤) بعد ما ذكر الحديث المذكور : رواه أحمد ، وأبو يعلى والطبراني ، في «الأوسط» ، وفيه ابن إسحاق ، وهو مدلس ، وفي إسناد الطبراني ابن لهيعة ، وهو لين ، ورواه الطبراني في «الأوسط» ، و «الكبير» عن أم سلمة أيضا. قال الهيثمي : فيه عبد الله بن صالح ، كاتب الليث ، وهو ضعيف ، وقد وثق ، ورواه البزار أيضا عن عمرو بن عوف مرفوعا ، وفيه تصريح بالتحديث لابن إسحاق عن عمرو بن دينار ، وبقية رجاله ثقات ، فيحسن الحديث بطرقه.

(١) في النسختين : «والتابعين».

(٢) في النسختين : «الراشدين المهديين».

٣٤٩

٢٠٨ ٨ / ١٣ عبد الله بن محمد (*) :

ابن يحيى بن أبي بكير الكرماني (١). قدم أصبهان ، وحدث بها ، وكان صدوقا.

(٢٨٢) حدثنا محمد بن يحيى (٢) ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا داود بن الزّبرقان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ، عن عدي بن حاتم ، أن النبي ـ صلى

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥١) ، وفيه ذكر كنيته : «أبو محمد ، وقيل : أبو عبد الرحمن».

(١) نسبة إلى مدينة كرمان الواقعة في جنوب شرقي إيران.

(٢) تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو أبو عبد الله بن مندة. تقدم (في ت رقم ١٠) ثقة. وعبد الله بن محمد بن يحيى ، وهو صاحب الترجمة : صدوق ، وأبوه : الغالب أنه يقصد أباه الكبير ـ جده ـ وهو يحيى بن أبي بكير نسر الكرماني ، وقد روى عنه ، ويمكن الجزم على ذلك بما يأتي في السند التالي ، وقد صرح به ـ والله أعلم ـ تقدم (في ت رقم ١٦). ثقة.

وداود بن الزبرقان : هو أبو عمرو الرقاشي البصري نزيل بغداد ، متروك. وكذبه الأزدي ، والجوزجائي. مات سنة نيّف وثمانين ومائة. انظر «ديوان الضعفاء» ص ٩٢ للذهبي ، و «التقريب» ص ٩٦ ، و «التهذيب» (٣ / ١٨٥). إسماعيل بن أبي خالد : هو الأحمسي البجلي. تقدم (في ت رقم ١٤٠). ثقة ثبت. والشعبي : هو عامر بن شراحيل. تقدم (في ت رقم ٢٥). ثقة.

تخريجه :

في إسناده متروك ، وهو داود بن الزبرقان ، فقد أخرجه الطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» (٣ / ٨٤) عن عدي بن حاتم ، قال الهيثمي : وفيه داود بن الزبرقان ، وهو ضعيف.

أ ـ ه : بل متروك كما تقدم.

٣٥٠

الله عليه وسلم ـ بعثه مصدقا إلى قومه ، فلما أخذ صدقاتهم ، وافق ذلك وفاة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فوثب قومه ، وقالوا : اردد علينا ما أخذت منا.

(٢٨٣) حدثنا محمد بن العباس (١) بن أيوب ، وأبو العباس الجمال ، قالا : ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى ، قال : ثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : ثنا العباس بن عوسجة ، عن فرات القزاز ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّي أمرّ في زمرة سبعين ألفا على صورة القمر ليلة البدر كهيئة البرق». قالوا : يا رسول الله : ما يدخل الجنة غير سبعين ألفا؟ قال : «مع كلّ ألف سبعون (٢) ألفا ، ثمّ يمرّون كالرّيح ، وكحضر (٣) الفرس ، وكأيضاع (٤) البعير ، وكشدّ (٥) الرّجل ، ثمّ يكون آخر من يمرّ على الصّراط رجل يكون على إبهامه كشراك النّعل من نور ، فتصيب النّار منه ، فينطلق به إلى نهر الحياة ، فيغتسلون».

__________________

(١) تراجم الرواة :

محمد بن العباس تقدم (في ت رقم ٣) من الحفاظ الكبار ، حسن الحديث.

أبو العباس الجمال : تقدم (في ت رقم ٢). والعباس بن عوسجة لم أقف عليه ، وفرات القزار : او ابن أبي عبد الرحمن التميمي أبو محمد ، ويقال : أبو عبد الله البصري. ثقة. انظر «التهذيب» (٨ / ٢٥٨).

وأبو حازم : هو سلمان الأشجعي الكوفي. ثقة. تقدم (في ت رقم ٤١). بقية الرواة تقدموا في السند قبله.

(٢) في النسختين : «سبعين» ، والتصويب من مقتضى القواعد.

(٣) الحضر بالضم ، والإحضار : نوع من السير السريع للفرس ، أي ارتفاع الفرس في عدوه ، ووثوبه في عدوه. انظر «النهاية» (١ / ٣٩٨) ، و «الإفصاح في فقه اللغة» (٢ / ٩٨٧).

(٤ و ٥) الإيضاع : نوع من سير الإبل السريع ، أي : أسرعت في سيرها كإسراع البعير.

والشدّ : نوع من السير السريع للإنسان. شد : أي عدا واشتد في عدوه ، وأسرع. انظر المصدر السابق (٢ / ٧٥٢) و (١ / ٢٦٢).

تخريجه :

في إسناده العباس بن عوسجة ، لم أقف على ترجمته ، وبقية رجاله ، منهم من هو ثقة ، ومن ـ

٣٥١

__________________

ـ هو صدوق. لم أجد من خرجه بكامله بهذا السياق ، وقد أخرج ما هو قريب من الطرف الأول : البخاري في «صحيحه» (١٠ / ٢٧٦) مع الفتح. اللباس باب البرود ، وفي (١١ / ٤٠٦) الرقاق حديث ٦٥٤٢ ، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ «يدخل الجنّة من أمّتي زمرة هي سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر» ، فقام عكاشة. الحديث ، ومسلم في «صحيحه» (١٧ / ١٧١ ـ ١٧٣) مع النووي ، صفة الجنة ، وعنده بلفظ «إنّ أوّل زمرة يدخلون الجنّة على صورة القمر ليلة البدر والّذين يلونهم على أشدّ كوكب درّي في السّماء إضاءة» ، وكذا عند الترمذي في «سننه» (٤ / ٨٤) ، صفة الجنة ، باب ما جاء في صفة نساء أهل الجنة ، وكذا ابن ماجه في «سننه» (٢ / ٤٣٣) الزهد ، حديث ٤٢٨٥ و ٤٢٨٦ من حديث أبي هريرة عند الجميع ، غير ابن ماجه ، فإنّ عنده عن رفاعة الجهني ، وأبي أمامة الباهلي مرفوعا ، وهو عند الدارمي في «سننه» (٢ / ٣٣٤) صفة الجنة ، وفي «الرقاق» (٢ / ٣٢٨). الأول بنحو لفظ مسلم ، وعند أحمد أيضا في «مسنده» (٢ / ٢٣٠ و ٢٣٢ و ٢٥٩ و ٣٥٩ و ٤٠٠) عن أبي هريرة ، وفي (٣ / ٣٤٥ و ٣٨٣) عن أبي سعيد ، وجابر مرفوعا ، وقال الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ٤٠٤) في حديث أبي هريرة : رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ، وكذا أبو يعلى عن أنس كما في المصدر السابق ، وذكر الهيثمي في «المجمع» (١٠ / ٤٠٥) باب فيمن يدخل الجنة بغير حساب «عدة روايات عن عدد من الصحابة» ، الطرف الأول بغير السياق المذكور.

ولطرفه الثاني شاهد من حديث ابن مسعود مرفوعا عند الترمذي في «سننه» (٤ / ٣٧٨) ، سورة مريم ، وعند الدارمي في «سننه» (٢ / ٣٢٩) الرقاق ، باب في ورود النار ، وقال الترمذي : حديث حسن.

٣٥٢

٢٠٩ ٨ / ١٤ عمرو بن سعيد بن علي (*) :

يحدث عن وهب بن جرير ، وأبي (١) عامر العقدي ، عن زمعة نسخة.

(٢٨٤) حدثنا أبو بكر بن الجارود (٢) ، قال : ثنا عمرو بن سعيد بن علي ، قال : ثنا أبو عامر العقدي ، قال : ثنا زمعة ، عن ابن طاووس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : أمر النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يسجد على سبعة ، ولا

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٠) ، وفيه : توفي سنة تسع وستين ومائتين.

(١) في الأصل «أبو».

(٢) تراجم الرواة :

أبو بكر : هو محمد بن علي بن الجارود. ثقة ، تقدم (في ت رقم ٤٨). وعمرو بن سعيد : هو المترجم له ، وسكت عن جرحه وتوثيقه ، وكذا أبو نعيم سكت عنه.

أبو عامر العقدي ـ بفتح المهملة والقاف ـ هو عبد الملك بن عمرو القيسي. ثقة ، مات سنة أربع أو خمس ومائتين. انظر «التقريب» ص ٢١٩.

وزمعة ـ بسكون الميم ـ : هو ابن صالح الجندي اليماني ، نزيل مكة ، أبو وهب. ضعيف ، وحديثه مقرون عند مسلم ، من السادسة. المصدر السابق ص ١٠٨ ، و «التهذيب» (٣ / ٣٣٨).

وابن طاوس : هو عبد الله بن طاوس بن كيسان اليماني ، أبو محمد. ثقة ، فاضل ، عابد ، من رجال الجماعة. مات سنة ١٣٢ ه‍. «التقريب» ، ص ١٧٧. وطاوس بن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن البصري الفارسي : ثقة ، فقيه ، فاضل. انظر المصدر السابق ص ١٥٦ ، و «التهذيب» (٥ / ٨).

٣٥٣

يكفت (١) ثوبا ولا شعرا : على الأنف ، والجبين ، والكفين ، والركبتين ، وأطراف الرجلين.

(٢٨٥) حدثنا ابن الجارود قال : ثنا عمرو قال : ثنا أبو عامر قال : ثنا زمعة ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «حقّ لله على كلّ امرىء واجب أن يغتسل له في كلّ سبعة أيّام

__________________

(١) في ـ أ ـ ه : يكف ، ويصح الاثنان كما جاءت الروايات فيهما ، ومعناه لا يضم ، ولا يجمع ثوبا ولا شعرا ، والكفات : الجمع والضم. بمعنى الكف : انظر «شرح النووي» على «صحيح مسلم» (٤ / ٢٠٨).

تخريجه :

في إسناده زمعة بن صالح ، وهو ضعيف كما تقدم ، ومن لم أعرفه.

والحديث متفق عليه من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٢ / ٣٩٥) الأذان ، باب السجود على سبعة أعظم ، وباب السجود على الأنف ٣٩٧ ، وباب لا يكف شعرا ، وباب لا يكف ثوبه في الصلاة في (٢ / ٢٩٩ مع الفتح ـ س).

ومسلم في «صحيحه» (٤ / ٢٠٦ و ٢٠٧) مع النووي الصلاة ، باب أعضاء السجود ، والنهي عن كف الثوب والشعر بطرق من طريق ابن طاوس ، عن أبيه ، ومن طريق عمرو بن دينار ، عن طاوس بإسناد نحوه ، وأبو داود في «سننه» (١ / ٥٥٢) الصلاة ، باب أعضاء السجود ، والترمذي في «سننه» (١ / ١٧٠) الصلاة ، باب السجود على سبعة أعضاء ، حديث (٢٧٣) وقال : «حديث ابن عباس حسن صحيح».

والنسائي في «سننه» (٢ / ٢٠٨ و ٢٠٩) الافتتاح ، باب على كم السجود ، وباب السجود على الأنف ، وباب السجود على اليدين ، وباب السجود على الركبتين ، وابن ماجه في «سننه» (١ / ٢٨٦) الإقامة ، باب السجود ، والحميدي في «مسنده» (١ / ٢٣٠) حديث (٤٩٣ و ٤٩٤). والدارمي في «سننه» (١ / ٣٠٢) الصلاة. باب السجود على سبعة أعظم ، وأحمد في «مسنده» (١ / ٢٠٦ و ٢٠٨ و ٢٨٥ و ٣٠٥ و ٣٢٤) ، ومواضع أخرى من حديث ابن عباس ، وأبيه عباس ابن عبد المطلب ، والطيالسي في «مسنده» (١ / ٩٩) بترتيب الساعاتي الصلاة ، باب في السجود وهيئته المشروعة. كلّهم من طريق عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، أو من طريق عمرو بن دينار ، عن طاووس ، أو عنهما معا ، وهو عند أكثرهم بإسناده مرفوعا بنحوه ، وله شاهد من حديث العباس ابن عبد المطلب مرفوعا عند أكثر من ذكر.

٣٥٤

اغتسالة ؛ يغسل رأسه ، ويغسل جلده ، ويجعل ذلك في يوم الجمعة» (١).

حدثنا ابن الجارود ، قال : ثنا عمرو ، قال : ثنا أبو عامر ، قال : ثنا شعبة ، عن مسعر بن كدام ، عن وبرة بن عبد الرحمن (٢) ، عن خرشة بن الحر ، قال : لقد رأيت عمر ضرب أيدي الرجبيين حتى يفطروا.

__________________

(١) تقدم تراجم الرواة في السند قبله ، وقد تقدم أن في إسناده زمعة ، وهو ضعيف ، وبقية رجاله ثقات ، سوى عمرو بن سعيد ، ولم أعرف حاله ، وهو المترجم له ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٠) بلفظه مثله ، والحديث صحيح ، بل متفق عليه ، ولكن من غير هذا السياق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٢ / ٣٨٢) مع الفتح ، الجمعة ، باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل؟ من طريق وهيب ، عن ابن طاوس به ، ومن طريق مجاهد ، عن طاوس ، بلفظ : «حقّ على كلّ مسلم» ، وفي رواية مجاهد : «لله تعالى على كلّ مسلم حقّ أن يغتسل كلّ سبعة أيّام يوما يغسل فيه رأسه وجسده» ، وهكذا عند مسلم في «صحيحه» (٦ / ١٣٣) مع النووي ، الجمعة من طريق وهيب ، عن ابن طاوس به ، وأوله عنده : «حقّ لله تعالى على كلّ مسلم» الحديث ، وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» (٢ / ٣٤١) ، وابن حبان في «صحيحه» حديث (٥٥٦) كما في «موارد الظمآن» (ص ١٤٧) قريبا من لفظيهما ، من طريق عمرو بن دينار ، عن طاوس ، وهو مبهم ، ليس فيه تصريح لغسل يوم الجمعة ، ولكنّه قد جاء تعيين يوم الجمعة في حديث جابر ، وهو شاهد له ، فقد أخرجه النسائي في «سننه» (٣ / ٩٣) الجمعة ، باب إيجاب الغسل يوم الجمعة مرفوعا بلفظ : «على كلّ رجل مسلم في كلّ سبعة غسل يوم ، وهو يوم الجمعة» ، وابن خزيمة في «صحيحه» (٣ / ١٢٤) الجمعة ، جماع أبواب الغسل ، وابن حبان في «صحيحه» ، كما في الموارد حديث ٥٥٨ ص ١٤٧ ، وأيضا بدون تعيين يوم الجمعة ، عن ابن عمر مرفوعا نحوه في حديث (٥٥٧).

(٢) تقدم بعضهم في السند قبله ، وشعبة : هو ابن الحجاج. تقدم (في ت رقم ٢٢) ، ومسعر في (ت رقم ٣) ، وهما ثقتان. وبرة بن عبد الرحمن المسلي ـ بضم أوله ، وسكون المهملة بعدها لام ـ تقدم في (ت رقم ١٤١) ، تابعي ثقة.

وخرشة ـ بفتحات ، والشين المعجمة ـ ابن الحرّ ـ بضم المهملة ـ. كان يتيما في حجر عمر. قال أبو داود : له صحبة ، وقال العجلي : ثقة من كبار التابعين. مات سنة ٧٤ ه‍. انظر «التهذيب» (٣ / ١٣٨) ، و «التقريب» ٩٢.

تخريجه :

رجاله ثقات ، غير عمرو بن سعيد ، وهو المترجم له. لم أعرف حاله. وأخرجه الطبراني في «الأوسط» كما في «المجمع» (٣ / ١٩١) بمعناه ، عن خرشة ، وقال الهيثمي : فيه الحسن بن جبلة ، ولم أجد من ذكره ، وبقية رجاله ثقات.

٣٥٥

٢١٠ ٨ / ١٥ عمرو بن سليم القرشي البصري (*) :

قدم أصبهان.

(٢٨٦) حدثنا ابن الجارود (١) ، قال : ثنا عمرو بن سليم القرشي البصري ، قال : ثنا بشر بن وضاح ، قال : ثنا أبو عقيل الدورقي ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، قال : كان خاتم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بضعة ناشزة.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٠) ، ولكن جاء عنده عمرو بن سليمان بن محمد بن الزبير القرشي البصري.

(١) تراجم الرواة :

ابن الجارود : تقدم في الترجمة قبله ، وعمرو بن سليم : هو المترجم له.

بشر بن وضاح البصري أبو الهيثم : صدوق. مات سنة ٢٢١ ه‍. انظر «التقريب» ص ٤٥ ، و «التهذيب» (١ / ٤٦٢). أبو عقيل ـ بفتح العين ـ هو بشير بن عقبة الناجي ـ بفتح النون ـ السامي بالمهملة ـ الدورقي البصري ثقة. المصدرين السابقين ص ٤٦ ، و (١ / ٤٦٥) ، وأبو نضرة : هو المنذر بن مالك بن قطعة. تقدم في (ت رقم ٨٥). ثقة.

تخريجه :

في إسناده من لم أعرف حاله ، ولكن الحديث حسن بطرقه ، فقد أخرجه الترمذي في «الشمائل» حديث ٢١ ص ١٨ ، من طريق محمد بن بشار ، عن بشر بن وضاح به ، وإسناده حسن ، وفيه قال أبو نضرة : سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : «كان في ظهره بضعة ناشزة» ـ أي كان قطعة لحم بارزة مرتفعة ـ وأخرجه أحمد في «مسنده» (٣ / ٦٩) و «البيهقي» في «دلائل النبوة» (١ / ١٩٥) بمعناه بلفظ : الختم الذي بين كتفي النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لحمة ناتئة ، وقال الهيثمي في «المجمع» (٨ / ٢٨٠) : فيه عبد الله بن ميسرة. وثقه ابن حبان ، وضعفه الجمهور ، وبقية رجاله ثقات. قلت : وفي إسناد البيهقي أيضا عبد الله بن ميسرة كما تقدم.

٣٥٦

حدثنا ابن الجارود ، قال : ثنا عمرو بن سليم ، قال : ثنا خلال بن يحيى ، قال : ثنا أبو بحر البكراوي (١) ، قال : سمعت شعبة يقول : شك ابن عون ، وسليمان التيمي (٢) يقين.

__________________

(١) أبو بحر البكراوي : هو عبد الرّحمن بن عثمان بن أمية الثقفي. تقدم في ت رقم ١٤٩. ضعيف.

ابن عون : هو عبد الله بن عون بن أرطبان البصري ، تقدم (في ت رقم ١٢). ثقة ، من رجال الجماعة.

وسليمان التيمي : هو ابن طرخان أبو المعتمر البصري. تقدم أيضا في ت رقم (٣) ، وهو ثقة أيضا ، من رجال الجماعة.

(٢) تخريجه :

إسناده ضعيف ، فيه أبو بحر البكراوي ، وهو ضعيف ، وكذا هو مذكور في «التهذيب» (٤ / ٢٠١).

٣٥٧

٢١١ ٨ / ١٦ عمرو بن سهل بن تميم الضبي (*) :

(٢٨٧) حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح (١) ، قال : ثنا عمرو بن سهل بن تميم الضبي ، قال : ثنا أبو عبيدة حاتم بن عبيد الله ، قال : ثنا الربيع بن مسلم ، عن محمد بن زياد ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «قال الله تبارك وتعالى للنفس : اخرجي. قالت : لا أخرج إلّا كارهة» (٢).

حدثنا أحمد بن محمود ، قال : ثنا عمرو بن سهل ، قال : ثنا أبو عبيدة ، قال : ثنا وهيب (٣) ، قال : ثنا داود ، عن منصور ـ يعني ابن صفية ـ عن أمه ،

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٠) ، وزاد في نسبه بعد تميم ـ ابن ميمون أبو عثمان ، وقال أيضا : يروي عن حاتم بن عبيد الله ، ومحمد بن بكير ، وآخر من حدث عنه أحمد بن محمد بن نصير.

(١) تراجم الرواة :

أحمد بن محمود : تقدم في (ت رقم ٣٢). شيخ ثقة. وأبو عبيدة النمري حاتم بن عبيد الله : تقدم بترجمة (رقم ١٨٧) ، وهو ثقة. الربيع بن مسلم الجمحي أبو بكر البصري : ثقة ، من رجال الجماعة. مات سنة ١٦٧ ه‍. «التهذيب» (٣ / ٢٥١).

ومحمد بن زياد القرشي الجمحي أبو الحارث المدني : سكن البصرة ، ثقة ، من رجال الجماعة. انظر «التهذيب» (٩ / ١٦٩).

(٢) تخريجه :

رجاله ثقات ، غير عمرو بن سهل المترجم له. لم أقف على توثيق له ، ولا جرح ، والحديث صحيح ، فقد أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» ص ٣٤ ، باب من لم يشكر للناس من طريق شيخه موسى بن إسماعيل ، عن الربيع به مثله ، ورجاله ثقات ، وأخرجه البزار كما قال المناوي في «الفيض» (٤ / ٤٩٧) عن أبي هريرة هكذا ، وزاد «اخرجي وإن كرهت» ، وقال الهيثمي : رجاله ثقات.

(٣) تراجم الرواة :

وهيب ـ بالتصغير ـ : هو ابن خالد بن عجلان الباهلي مولاهم «أبو بكر البصري» ، من ـ

٣٥٨

عن عائشة ، قالت : توفي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حين (١) شبعنا من الأسودين : التمر والماء(٢).

__________________

ـ رجال الجماعة. ثقة ، ثبت ، تغير قليلا في أخرة. مات سنة ١٦٥ ه‍. انظر «التهذيب» (١١ / ١٦٩) ، و «التقريب» ص (٣٧٢).

داود بن عبد الرحمن العطار العبدي أبو سليمان المكي : ثقة ، لم يثبت أنّ ابن معين تكلم فيه.

مات سنة ٤ أو ١٧٥. «التقريب» ص ١٩٦ و «التهذيب» (٣ / ١٩٢).

منصور بن صفية : هو منصور بن عبد الرحمن بن طلحة ، وصفية : أمه. تقدم في (ت رقم ١٢٩). ثقة ، من رجال الشيخين.

وصفية بنت شيبة بن عثمان العبدرية لها رؤية ، وأنكر الدارقطني روايتها ولكن جاء التصريح عنها بسماعها عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في رواية رواها البخاري ، وذكرها ابن حجر.

انظر «التهذيب» (١٢ / ٤٣٠).

(١) في النسختين «حتى» ، والتصحيح من رواية البخاري ومسلم. انظر تخريج الحديث ، وفي أ ـ ه بزيادة «لما» بعد «حتى» ، والصواب بدونه.

(٢) تخريجه :

رجاله ثقات غير عمرو بن سهل ، ولم أعرف حاله ، والحديث صحيح ، بل متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٩ / ٥٢٧ و ٥٦٦ مع الفتح ـ س) الأطعمة ، باب من أكل حتى شبع من طريق وهيب ، عن منصور بإسناده ، ولكن بدون واسطة داود بينهما كما عند أبي الشيخ مثله ، وفي باب الرطب والتمر ، عن طريق سفيان الثوري ، عن منصور بالإسناد المذكور ، وقال : قد شبعنا ، ومسلم في «صحيحه» (١٦ / ١٠٨) مع النووي ، الزهد من طريق شيخه يحيى بن يحيى ، عن داود العطار بإسناده مثله ، غير أن عنده «قد شبعنا» بدل : «حين» كلفظ الرواية الثانية للبخاري ، وفي رواية عنده بلفظ «توفي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حين شبع الناس من الأسودين : التمر والماء» ، وأحمد بالألفاظ المذكورة جميعا من طريق داود العطار وغيره ، عن منصور. انظر (٦ / ٧٣ و ١٢٨ و ١٩٩ و ٢١٥).

٣٥٩

٢١٢ ٨ / ١٧ أبو عبد الله أحمد بن محمد بن جهور البغدادي (*) :

يحدث عن عفان ، وسعدويه ، والحسن بن البشر ، وغيرهم.

(٢٨٨) حدثنا ابن الجارود (١) ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن جهور ، قال : ثنا الحسن بن بشر ، قال : ثنا زهير ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «ذكاة الجنين ذكاة أمّه» (٢).

(٢٨٩) حدثنا ابن الجارود ، قال : ثنا أحمد بن محمد ، قال : ثنا عفان (٣) ، قال : ثنا خليفة بن غالب ، قال : ثنا سعيد المقبري ، عن أبيه ، عن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٩٢) ، وفيه قدم أصبهان ، وفي «تاريخ بغداد» (٤ / ٤٠٢ ـ ٤٠٣) ، وفيه حدّث بأصبهان عن عفان بن مسلم.

(١) تراجم الرواة :

ابن الجارود : هو محمد بن علي بن الجارود. تقدم في ت رقم ٤٨. ثقة ، وأحمد بن جهور : هو المترجم له. الحسن بن بشر بن سلم ـ بفتح المهملة ، وسكون اللام ـ أبو علي الكوفي صدوق ، يخطىء. مات سنة (٢٢١ ه‍). انظر «التقريب» ص (٦٨).

وزهير : هو ابن معاوية بن جريج أبو خيثمة. ثقة ، مات سنة بضع وسبعين ومائة. انظر المصدر السابق ص (١٠٩) ، وأبو الزبير : هو محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي من رجال الجماعة. تقدم في (ت رقم ٨١) ، وهو صدوق ، إلّا أنه يدلّس.

(٢) تخريجه :

في إسناده أحمد بن محمد. لم أعرف حاله ، وبقية رجاله ثقات سوى الحسن بن بشر الكوفي ، وهو صدوق يخطىء. وقد تقدم تخريج الحديث برقم ٢٢٩ في ترجمة ١٦٨.

(٣) تراجم الرواة :

تقدم أكثرهم. بعضهم في السند قبله. وعفان : هو ابن مسلم بن عبد الله الباهلي البصري. تقدم (في ت رقم ١٤٨). هو ثقة ثبت. وخليفة بن غالب : هو أبو غالب الليثي ـ

٣٦٠