طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

٨٣ ٥ / ٣ محمد بن يوسف بن معدان (*) :

ابن سليمان (١) أبو عبد الله المعروف بعروس الزهاد ، وكان يسكن جورجير (٢) ، وكانوا ثلاثة إخوة ، محمد وعبد الرحمن وعبد العزيز بنو يوسف ، مات محمد بن يوسف بالمصّيصة (٣) ، وقبر إلى جنب قبر مخلد بن الحسين (٤). لم أر روى حديثا مسندا عنه أحد إلّا حديثا رواه علي بن سعيد العسكري (٥) ، قال :

(٩٩) حدثنا أحمد بن محمد بن أبي أسلم الرازي ، قال : ثنا عبد الله بن

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» ٨ / ١٢١ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧١ ـ ١٧٢ ، وفي «الحلية» ٨ / ٢٢٥ و ٢٣٧.

(١) في أ ـ ه «ابن سليم» هذا تصحيف ، الصواب ما أثبته من الأصل. كذا عند أبي نعيم ٢ / ١٧١.

(٢) بعد الراء جيم أخرى وياء وراء : محلة بأصبهان ، وبها جامع يعرف بها ، انظر «معجم البلدان» ٢ / ٨٠.

(٣) المصّيصة : «بالفتح ثم الكسر والتشديد ، وضبطه بعض بتخفيف الصادين. والأول أصح ، وهي مدينة على شاطىء جيحان من ثغور الشام ، بين أنطاكية وبلاد الروم تقارب طرسوس» المصدر السابق ٥ / ١٤٤ و ١٤٥.

(٤) انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧١ ، وزاد أنّه توفي في سنة ١٨٤ ه‍ ، ولم يكمل أربعين سنة.

(٥) المصدر السابق ، وانظر «الحلية» لأبي نعيم ٨ / ٢٣٧.

تراجم الرواة ، حديث ٩٩ :

أحمد بن محمد بن أبي أسلم الرازي. قال ابن أبي حاتم : كتبت عنه ، ومحله الصدق. انظر «الجرح والتعديل» ٢ / ٧٥ ، ولكنه جاء عنده ابن أبي أسلم.

وعبد الله بن عمران الأصبهاني : سيأتي بترجمة ١٣٥ ، صدوق.

عامر بن حماد الأصبهاني : لم أقف عليه ، إنما ترجم المؤلف وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٦ لعامر بن حمدويه الزاهد ، فلعله هو ، والله أعلم. ـ

٢١

عمران الأصبهاني ، قال : ثنا عامر بن حماد الأصبهاني ، عن محمد بن يوسف الأصبهاني ، عن عمر بن صبح (١) ، عن أبان ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «يحول الله يوم القيامة ثلاث (٢) قرى من زبرجدة خضراء تزف إلى أزواجهن ، عسقلان والإسكندرية وقزوين».

حدثني سالم بن عصام ، قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر ـ رسته ـ قال : سمعت يحيى القطان يقول : ما رأيت رجلا أفضل من محمد بن يوسف (٣).

حدّثني أحمد بن يحيى بن زهير ، قال : ثنا محمد بن منصور الطوسي ، قال : ثنا عبيد بن جناد ، قال : ثنا عطاء (٤) بن مسلم ، قال : كان محمد بن

__________________

ـ وعمر بن صبح : قال الذهبي في «الميزان» ٣ / ٢٠٦ : ليس بثقة ولا مأمون ، بل قال ابن حبان : كان ممن يضع الحديث. جاء ذكره في «تنزيه الشريعة» ١ / ٩١ ، وقال : كذاب اعترف بالوضع.

أبان : هو ابن صالح بن عمير القرشي مولاهم ، ثقة ، مات سنة بضع عشرة ومئة ، انظر «التهذيب» ١ / ٩٤.

(١) في ن ـ أ ـ ه «ابن صبيح» ، والصواب ابن صبح بدون الياء ، كما عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٢ وفي مصادر ترجمته.

(٢) في النسختين «ثلاثة» بالتاء والصواب بدونها.

تخريج الحديث :

في سنده وضاع وكذاب.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٧٢ ، وفي «الحلية» ٨ / ٢٣٧ به مثله ، إلّا أنّه قال : ترى إلى أزواجهن .. إلخ «بدل تزف» وأخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» ٢ / ٥٥ من طريق أبي نعيم به مثله ، وقال : لا يصح ، وقال ابن حبان : كان عمر بن صبح يضع على الثقات. وذكره السيوطي في «اللآلىء» ١ / ٤٦٣ ، وابن عراق في «تنزيه الشريعة» ٢ / ٥٠ وعزياه إلى أبي نعيم بسنده عن أنس ، وتعقبا ابن الجوزي بأنّ الرافعي تأوله في «تاريخ قزوين» ، فقال : يجوز أن يريد إلى أشكالهن من القصور الزبرجدية في الجنة ، ويجوز أن يريد تزف بعد ما تحول زبرجدة إلى أهلها ، لتقرّبها أعينهم. انتهى. فقال ابن عراق : هذا يقتضي أن الحديث عنده ليس بموضوع ، قلت : ما دام في سنده وضاع فلا يستغرب كونه موضوعا ، وإنما يؤول بعد صحته ، والله أعلم.

(٣) انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٢ و «الحلية» ٨ / ٢٢٥ كلاهما لأبي نعيم الأصبهاني.

(٤) هو عطاء بن مسلم الخفاف أبو مخلد الكوفي نزيل حلب ، انظر ترجمته في «التهذيب» ٧ / ٢١١.

٢٢

يوسف الأصبهاني يختلف إليّ عشرين سنة ، لم أعرفه يجيء إلى الباب ، فيقول : رجل غريب يسأل ، ثم يخرج حتى رأيته يوما في المسجد ، فقيل : هذا محمد بن يوسف الأصبهاني ، فقلت : هذا يختلف إليّ مذ عشرين سنة لم أعرفه (١) ، وفي غير هذا الحديث قال : قدم ابن المبارك (٢) المصّيصة (٣) فسأل عنه ، فلم يعرف ، فقال ابن المبارك : من فضلك لا تعرف(٤).

حدثنا أبو محمد (٥) بن أبي حاتم الرّازي ، قال : ثنا أحمد بن عصام ، قال : بلغني أن ابن المبارك كان يسمي محمد بن يوسف عروس الزهاد (٦). وحكى محمد بن يحيى عن بعضهم ، قال : رأيت محمد بن يوسف يدفن كتبه ويقول : هب أنك قاض ، فكان ماذا ، هب أنك مفت فكان ماذا ، هب أنك محدث فكان ماذا (٧).

حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا إبراهيم بن عامر ، قال : ثنا أبو سفيان (٨) ، قال : قال محمد بن يوسف : ليس هذا بزمان يبتغى فيه الفضل ، هذا زمان يبتغى فيه السلامة (٩) ، قال : وسمعته يقول : لقد خاب من كان حظه من الله عزوجل الدنيا (١٠).

__________________

(١) انظر «الحلية» ٢ / ٢٢٦.

(٢) هو عبد الله بن المبارك بن واضح الحنظلي التميمي مولاهم أبو عبد الرحمن ، ثقة ، إمام ، توفي سنة إحدى وثمانين ومئة. انظر «التهذيب» ٥ / ٣٨٢ ـ ٣٨٧.

(٣) تقدم تحديدها قريبا.

(٤) كذا في «الحلية» (٨ / ٢٢٦).

(٥) هو عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، تقدم في ت ٣٨ ، وأحمد بن عصام : سيأتي بترجمة ٢٤٨.

(٦) كذا في «الحلية» ٢ / ٢٢٦ ، وفيه «العباد» بدل الزهاد.

(٧) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧١ ، وزاد أنه أقبل على التوحد والتعبد ، وآثر الخمول واتباع منهج الرسول ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي «الحلية» (٨ / ٢٢٧).

(٨) هو صالح بن مهران ، سيأتي بترجمة ١٥٥.

(٩) كذا في «الحلية» (٨ / ٢٣٣).

(١٠) كذا في المصادر السابق ٨ / ٢٣١ و «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٣.

٢٣

حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، قال : ثنا أحمد بن إبراهيم ، قال : سمعت رجلا من أهل أصبهان يحدث ابن مهدي (١) ، قال : كتب أخو محمد بن يوسف إلى أخيه يشكو إليه جور العمّال (٢) ، فكتب إليه محمد : يا أخي بلغني كتابك وأنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة ، وما أرى ما أنتم فيه إلّا من شؤم الذنوب (٣).

حدثنا محمد بن يحيى بن مندة ، قال : حدثني محمد بن عصام ، قال : سمعت أبي يقول : جاء محمد بن يوسف بكتاب من البيت ، فقال لي : أحبّ أن ألقى سفيان ، فأدخلته عليه ، فلما خرج ، قال : يا ناس إن لم يدركه عجب.

حدثنا محمد بن أحمد الزهري ، قال : ثنا إبراهيم بن عامر ، قال : قال أبو سفيان : سمعت محمد بن يوسف يقول : لقد خاب من كان حظه من الله عزوجل الدنيا (٤).

وثنا محمد ، قال : ثنا إبراهيم ، قال : ثنا أبو سفيان ، قال : كان محمد بن يوسف كثيرا مما يتمثل بهذا البيت :

إذا كنت في دار الهوان فإنّما

ينجّيك من دار الهوان اجتنابها (٥)

حدثنا محمد ، قال : ثنا إبراهيم ، قال : ثنا أبو سفيان ، قال : قال محمد بن يوسف : ليس ذا زمانا يبتغى فيه الفضل هذا زمان يبتغى فيه السلامة (٦).

__________________

(١) هو عبد الرحمن بن مهدي ، تقدم في المقدمة بداية فتح أصبهان.

(٢) في «الحلية» ٨ / ٢٣٦ : «خير العمال».

(٣) كذا في المصدر السابق.

(٤) تقدم تخريجه قبل قليل.

(٥) كذا في «الحلية» ٨ / ٢٣٥.

(٦) تقدم تخريجه قريبا.

٢٤

٨٤ ٥ / ٤ عبد الرحمن بن يوسف أخوه (*)(١) :

حدثنا محمد (٢) بن أحمد بن عمرو ، ثنا رسته ، ثنا عبد الرحمن بن يوسف ، قال : سمعت عثمان بن زائدة يقول : سمعت عبد العزيز بن أبي داود يقول : آن أكرموا بهثت ارد هندم مسير خوا هم (٣). سمعت أبا صالح الخطيب غير مرة يحكي عن محمد بن إبراهيم الحافظ ، ثني حفص بن معدان ، ثني عبد الرحمن بن يوسف ، ثني زيد المصيصي ، عن عبد الواحد بن زيد في قوله (تعالى) : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ)(٤) قال : بايد مردمان بدكاران (٥) از ميان أنيكان برآئند. وحكى أسيد (٦) بن عاصم ، قال : دخلنا على عبد الرحمن بن يوسف ، وهو يقرأ ، فقال : لو عقلنا لا كتفينا بهاتين الآيتين : (إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ)(٧).

حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، ثنا رسته ، قال : سمعت عبد الرحمن بن يوسف يقول : ما رأيت أحدا قط أفضل من أبيك ، صحبته ستين سنة

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٨.

(١) أي أخو محمد بن يوسف.

(٢) محمد بن أحمد : سيأتي في «الطبقات» ص ٢٨١ من أ ـ ه ، ورسته : هو عبد الرحمن بن عمر رسته ، سيأتي بترجمة ٢٢١ ، وفي «الميزان» ٢ / ٥٧٩ أنه ثقة ، ينفرد ويغرب.

(٣) كذا ذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٨ معناها «لو أعطاني ـ الله ـ الجنة فأنا أقبله».

(٤) سورة يس آية ٥٩.

(٥) في الأصل : «أوباكاران» والصواب ما أثبته ، والعبارة ترجمة الآية بالفارسية.

(٦) سيأتي بترجمة ٢٤٣.

(٧) سورة الانفطار آية ١٣ ، ١٤.

٢٥

ما تعيبت عليه في شيء قط ـ رحمه‌الله ـ.

حكى عبد الله بن محمد بن العباس ، عن محمد بن عاصم ، قال : سمعت أبا سفيان يقول : سمعت عبد الرحمن بن يوسف يقول : يروى عن بعضهم ، قال : طلب الحلال فريضة على كل مسلم (١).

وحكي عن أبي أيوب الشاذكوني (٢) أنه سمع في مجلسه ضجة ، فقال : ما لهم؟ قال : أهل اليهودية (٣) والمدينة (٤) ، فقال الشاذكوني : اسكتوا فإن لهم ثلاثة أناس لم يكن في زمانهم مثلهم : «محمد بن يوسف ، وعبد الرحمن» بن يوسف ، وأبو سفيان (٥).

وحكى محمود بن أحمد بن الفرج ، عن سليمان الشاذكوني ، قال : أخرجت أصبهان ثلاثة أناس لم أر مثلهم : محمد بن يوسف في زهده ، وعبد الرحمن بن يوسف في عقله (٦) ، وأبو سفيان في رقّته.

حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، قال : ثنا إبراهيم (٧) بن عامر ، قال : ثنا

__________________

(١) في إسناده انقطاع ، وذكر السيوطي في «الجامع الصغير» ٤ / ٢٧٠ حديث طلب الحلال واجب على كل مسلم ، وقال : رواه الديلمي في «مسنده» عن أنس ، وحسنه ، وذكر أيضا حديث طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ، وقال : رواه الطبراني وهو ضعيف كما نقل المناوي في «الفيض» ٤ / ٢٧٠ عن الهيثمي أنّه قال : فيه عباد بن كثير ، وهو متروك ، وانظر «الميزان» ٢ / ٣٧١ ، وكذا نقل المناوي عن البيهقي أنه قال : «عقب روايته تفرد به عباد ، وهو ضعيف» لعل عبد الرحمن بن يوسف أشار إلى هذه الرواية ـ والله أعلم ـ ذكرتهما بمناسبة القول المذكور لعبد الرحمن.

(٢) الشاذكوني : هو سليمان بن داود بن بشر ، سيأتي بترجمة ١٢٥.

(٣) تقدم تحديدها في المقدمة.

(٤) المدينة هي جي أي الأصبهان.

(٥) هو صالح بن مهران ، سيأتي بترجمة ١٥٥.

(٦) تكرر هذا النص على هامش الأصل ، وجاء فيه : وعبد الرحمن بن يوسف في عمله ، وكتب أسفلها في عقله.

(٧) في أ ـ ه أبو نعيم بن عامر ، وهو تصحيف ، إنّما هو إبراهيم بن عامر كما هو في الأصل ، وسيأتي بترجمة ١٧٢.

٢٦

أبو سفيان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن يوسف ، قال : كتب إليّ أخ لي من الكوفة بلغنا عن أبي بكر أنّه قال : أللهم إنّي أسألك الذل عند النصف من نفسي (١) ، والزهد فيما جاوز الكفاف (٢).

حدثنا أبو العباس (٣) الجمال ، عن شيخ له ، عن أبي سفيان ، قال : كنت مع عبد الرحمن بن يوسف في طريق اليهودية ، فتلقاه نصراني ، فسلّم عليه وأكرمه في مسألته إكراما أنكرته عليه ، فلمّا ولى قلت : تصنع بهذا النصراني هذا الصنيع؟ قال : إنّك لا تدري ما صنع هذا بأخي. قلت : وما صنع؟ قال : هذا رجل من أهل الرّقة (٤). نزل أخي مع تسعة من العباد قرية لهم ، فقال لغلامه : انظر من في القرية؟ فرجع إليه ، فقال : في القرية قوم في وجوههم سيماء الخير. قال : فجاء ، فنظر إليهم ، فتوسم فيهم الخير ، فرجع إلى منزله حمل إليهم مائة ألف درهم يوصلهم (٥) بها ، وقال : استعينوا بها على ما أنتم فيه ، فأبى واحد منهم أن يقبل منه شيئا (٦).

حدثنا أبو صالح بن المهلب ، قال : ثنا محمد بن عاصم ، قال : جرى عند عبد الرحمن بن يوسف «الرحمة» ، فقلت : إنا نرجو رحمة الله ، فقال عبد الرحمن : إنّما يرجوها من يعمل.

__________________

(١) النصف بالتحريك : هي الّتي بين الشابة والكهلة ، يعني عند وسط عمره. «انظر «النهاية» ٥ / ٦٦ لابن الأثير.

(٢) في إسناده انقطاع وإبهام إذا كان المقصود من أبي بكر هو الصدّيق ، والغالب أنه هو ، والله أعلم ، والكفاف : هو الذي لا يفضل عن الشيء ، ويكون بقدر الحاجة إليه ، كما في «النهاية» لابن الأثير ٤ / ١٩١.

(٣) أبو العباس الجمّال : هو أحمد بن محمد بن عبد الله الجمّال. تقدم في ت ٢.

(٤) بفتح الراء والقاف المعجمة وتشديده ، تقدم في المقدمة تعريفها بأنها مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حران ثلاثة أيّام معدودة في بلاد الجزيرة ، وتقع في جانب الفرات الشرقي ، انظر «معجم البلدان» للحموي ٣ / ٥٨ ـ ٥٩.

(٥) هكذا في النسختين ، وفي «الحلية» ٨ / ٢٢٨ فوصلهم.

(٦) في سنده من لم يسمّ ، وذكره أبو نعيم في «الحلية» ٨ / ٢٢٧ به مثله ، إلّا أنّه جعله من قصة محمد بن يوسف ، يعني قال أبو سفيان : كنت مع محمد بن يوسف في طريق اليهودية فذكر القصة ، فلعله حصل منهما هذه ، وأبو سفيان يروي عنهما جميعا ـ والله أعلم ـ.

٢٧

٥ / ٨٥ ٥ محمد بن أبان بن الحكم العنبري (١)(*) :

ويكنى أبا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بن حيوان بن أخزم بن ذهل بن ذؤيب بن عمرو بن (عنبر) (٢) العنبري ، كوفي قدم أصبهان ، وهو عمّ محمد بن يحيى بن أبان (سمع (٣) منه بعد المائتين) (٤).

روى عن الثوري ، وأبي حنيفة ، وزفر ، وحدّث عنه سهل بن عثمان (٥).

(١٠٠) حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن سعيد ، قال : ثنا سهل بن

__________________

(١) العنبري : بفتح العين ، وسكون النون ، وفتح الباء الموحدة وآخرها راء ، هذه النسبة إلى جده عنبر ، انظر «اللباب» ٢ / ٣٦٠.

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٣ ـ ١٧٤.

(٢) في الأصل بياض استدركته من «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٣.

(٣) ما بين الحاجزين من الأصل.

(٤) انظر المصدر السابق.

(٥) وزاد المصدر السابق في شيوخه : مسعر ، وشعبة ، ومبارك ، ومعلى بن هلال ، وعمرو بن شمر ، وفي تلاميذه : أحمد بن معاوية بن الهذيل ، وسليمان بن يوسف العقيلي ، ومحمد بن عمر الزهري.

تراجم الرواة ، حديث ١٠٠ :

أبو سعيد أحمد بن محمد بن سعيد بن مهران المعيني : ثقة ، توفي سنة خمس وتسعين ومائتين بكرمان. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٠٨ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ترجمة رقم ٥٢٢.

وسهل بن عثمان العسكري : سيأتي بترجمة ١٢٤ ، وهو صدوق.

ومحمد بن مروان : لم يتبين لي ، هل هو العجلي أو السدي الصغير الضعيف.

العلاء بن المسيب بن رافع الكاهلي ، ويقال : الثعلبي الكوفي ، ثقة ، ربما وهم. انظر «التقريب» ص ٢٦٩.

٢٨

عثمان العسكري ، قال : ثنا محمد بن أبان ، عن محمد بن مروان ، عن العلاء بن المسيب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أنا زعيم بقصر في أعلى الجنّة ، وقصر في وسط الجنّة ، وقصر في ربض (١) الجنّة لمن ترك المراء (٢) وإن كان محقا ، ولمن ترك الكذب وإن كان لاعبا ، ولمن حسن خلقه».

(١٠١) حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، قال : ثنا محمد بن عمر بن

__________________

ـ وأبوه : هو المسيب بن رافع الأسدي الكاهلي أبو العلاء الكوفي الأعمى. ثقة ، مات سنة خمس ومائة. انظر المصدر السابق / ٣٣٧.

(١) في النسختين : رياض الجنة ، والتصحيح من رواية أبي داود ، عن أبي أمامة. وربض الجنة معناها : حوالي الجنة وأطرافها ، لا في وسطها ، كذا من رواية الترمذي وابن ماجة.

(٢) في الأصل بالياء «المري» ، والتصحيح من ن ـ أ ـ ه ، ومن «سنن أبي داود» ٥ / ١٥٠ ، والمراء : الجدال والخصومة. انظر «النهاية» ٤ / ٣٢٢ ، وزاد في «جامع الأصول» ٢ / ٧٤٩ ، وقال : الجدال والمراء «المخاصمة والمحاجة وطلب المغالبة».

تخريج الحديث :

في سنده من لم أعرفه ، فقد أخرجه أبو داود في الأدب باب حسن الخلق من «سننه» ٥ / ١٥٠ بلفظ «أنا زعيم ببيت في ربض الجنّة لمن ترك المراء وإن كان محقّا ، وببيت في وسط الجنّة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ، وببيت في أعلى الجنّة لمن حسن خلقه» ، وأخرجه الترمذي في البر والصلة ، باب ما جاء في المراء ، حديث رقم ١٩٩٤ ، وقال : حسن. قلت : في سنده سلمة بن وردان الليثي الثقفي ، وهو ضعيف كما في «التقريب» ص ١٣١. وأخرجه ابن ماجة في المقدمة باب اجتناب البدع والجدل من «سننه» ١ / ١٨ أيضا من رواية سلمة بن وردان عن أنس مرفوعا بلفظ «من ترك الكذب وهو باطل بني له قصر في ربض الجنّة. ومن ترك المراء وهو محقّ بني له في وسطها ، ومن حسن خلقه بني له في أعلاها».

وانظر «الترغيب» للمنذري ٣ / ٤٠٦ و ٥٨٩ حيث ذكر الرواية المذكورة ، ولكن من غير طريق ابن مسعود ، وانظر «الإحياء» للغزالي وتخريج العراقي ١ / ٤٧ له.

لم أجد من خرجه من طريق عبد الله بن مسعود غير المؤلف ، وله شاهد من حديث معاذ أخرجه الطبراني في «الصغير» ٢ / ١٦ نحوه ، وقال : لم يروه عن روح إلّا عيسى ، تفرد به ابن الحسين.

تراجم الرواة ، حديث ١٠١ :

محمد بن أحمد بن يزيد الزهري : تقدم في ت ٤٨ ، ليس بالقوي في حديثه ، ومحمد بن ـ

٢٩

يزيد الزهري ، قال : ثنا محمد بن أبان العنبري ، قال : ثنا معلى بن هلال ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا أبصر أحدكم أخاه قتيلا ، أو مصلوبا ، فليصلّ عليه» (١).

(١٠٢) حدثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، قال : ثنا محمد بن عمر ، قال : ثنا محمد بن أبان ، قال : ثنا عمرو بن شمر ، عن عطاء بن السائب ، قال : سمعت عبد الرحمن بن سابط قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «من أبغض النّاس إلى النّاس؟» قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «فإنّ أبغض النّاس إلى النّاس أسألهم لهم وألحّهم عليهم» ، ثم قال : «أتدرون من أحبّ النّاس إلى الله»؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : «أحبّ النّاس إلى الله أسألهم له وألحّهم عليه في الطلب». قلنا : صدق الله ورسوله (٢).

__________________

ـ عمر بن يزيد الزهري ، أخو رسته ، يكنى أبا عبد الله ، توفي سنة ثلاث وستين ومائتين في الوباء ، وله اثنتان وتسعون سنة ، وكان أصغر الإخوة ، انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٨٧.

ومعلى : هو ابن هلال بن سويد أبو عبد الله الطحان الكوفي ، كذاب ، متروك الحديث. قال أحمد : كل أحاديثه موضوعة ، وقال ابن حجر : اتفق النقاد على تكذيبه من الثامنة. انظر «الميزان» ٤ / ١٥٢ ، و «التقريب» ص ٣٤٣ ، و «التهذيب» ١٠ / ٢٤٠.

عبيد الله : تقدم في ت ٥٤ ح ٦٩ ، ونافع أيضا : تقدم في ت ٤٧ ح ٦٠.

(١) في إسناده كذاب وضاع وهو موضوع به.

تراجم الرواة ، حديث ١٠٢ :

تقدم بعضهم في السند قبله ، وعمرو بن شمر الجعفي الكوفي الشيعي أبو عبد الله ، متروك الحديث ، قال الذهبي : رافضي متروك ، وقال النسائي : كوفي متروك الحديث ، كذا قال الدارقطني. انظر «ديوان الضعفاء» ص ٢٣٥ للذهبي ، «والضعفاء والمتروكين» للنسائي مع «التاريخ الصغير» للبخاري ص ٣٠٠ ، و «الميزان» ٣ / ٢٦٨ ، وعبد الرحمن : هو ابن عبد الله بن سابط المكي ، تابعي ثقة ، لم يسمع من جابر ، فحديثه عنه مرسل كما قال ابن معين. توفي سنة ثماني عشرة ومائة. انظر «التهذيب» ٦ / ١٨٠ ، وانظر «المراسيل» لابن أبي حاتم ص ١٢٧.

(٢) في إسناده عمرو بن شمر الجعفي ، وهو متروك الحديث ، ومع ذلك مرسل ، حيث لم يسمع عبد الرحمن من جابر ، كما تقدم في ترجمته قريبا.

٣٠

(١٠٣) حدثنا محمد ، قال : ثنا محمد بن أبان ، قال : ثنا معلى بن هلال ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خطبهم في العيدين متوكئا على العنزة قائما ، ولم يخرج له منبر (١).

(١٠٤) حدثنا محمد بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن عمر ، قال : ثنا محمد بن أبان ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي نضرة ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري ، أنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان إذا فرغ من صلاته ـ قال سفيان : لا أدري قبل التسليم أو بعد التسليم ـ يقول : (سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)(٢).

هكذا رواه ، وهو عند الناس ، عن سفيان ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد.

__________________

(١) في سنده معلى ، وهو متروك ، كما تقدم ، وقد ثبت نصب العنزة في العيدين ، ولكن بغير ذكر الاتكاء ، وعدم إخراج المنبر. انظر «صحيح البخاري» ٢ / ٤٦٣ مع «الفتح» ، عن نافع ، عن ابن عمر بلفظ «كان النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يغدو إلى المصلى والعنزة بين يديه تحمل وتنصب بالمصلى بين يديه ، فيصلي إليها» ، وكذا عند ابن ماجة في «سننه» ١ / ٤١٤ ، وأحمد في «مسنده» أيضا ٢ / ١٤٥.

(٢) سورة الصافات آية ١٨٠ ـ ١٨٢.

تراجم الرواة ، حديث ١٠٤ :

تقدم أكثرهم قريبا ، وسفيان : هو الثوري ، تقدم في ت ٣.

وأبو نضرة : هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي البصري ـ ونضرة بنون معجمة ساكنة ـ ثقة ، مات سنة ثمان أو تسع ومائة. انظر «التهذيب» ١٠ / ٣٠٢ ، و «التقريب» ص ٣٤٧.

أبو هارون : هو عمارة بن جوين ـ بجيم مصغرا ـ العبدي ، مشهور بكنيته ، متروك ، وقال الجوزجاني : كذاب مفتر ، انظر : «الميزان» ٣ / ١٧٣ ، و «ديوان الضعفاء» ص ٢٢٣ ، كلاهما للذهبي ، و «التقريب» ص ٢٥١.

تخريج الحديث :

في سنده من لم أعرفه ، وأبو هارون العبدي متروك ، وبالغ بعض في تكذيبه ، فقال : هو أكذب من فرعون. فقد أخرجه أبو يعلى في «مسنده» كما في «المقصد العلي» ٢٦ / ١ ، ـ

٣١

(١٠٥) حدثنا أبو عبد الرحمن بن المقرىء ، قال : ثنا أحمد بن معاوية بن الهذيل ، قال : ثنا محمد بن أبان العنبري ، قال : ثنا النضر بن منصور ، عن أبي الجنوب ، عن علي ، قال : كنا عند النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إذ جاء أهل الذمة فقالوا : اكتب لنا كتابا نأمن به من بعدك. قال : «نعم ، أكتب لكم ما شئتم إلّا معرّة (١) الجيش ، وسفه (٢) الغوغاء ، فإنّهم قتلة الأنبياء».

__________________

ـ و «المجمع» ٢ / ١٤٧ ، من طريق أبي هارون ، عن أبي سعيد مرفوعا ، وقال الهيثمي : «رجاله ثقات». قلت : وهم الهيثمي ، حيث ظنّ أبا هارون أبا هريرة ، فحكم بتوثيق رجاله جميعا ، ففي إسناده أبو هارون وهو متروك. وأخرجه أبو بكر ابن السني في «عمل اليوم والليلة» ص ٥٤ ، من نفس الطريق. وقد أورده ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٣٥ ، وقال : إسناده ضعيف ، وأخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» ١٣ / ١٣٨ من طريق أبي هارون ، وله شاهد من حديث ابن عباس أخرجه الطبراني كما في «المجمع» ٢ / ١٠٣ ، وقال الهيثمي : وفيه محمد بن عبد الله بن عبيد ، وهو متروك ، وذكر السيوطي في «الدر» ٥ / ٢٩٥ أنه أخرجه سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن مردويه عن أبي سعيد.

تراجم الرواة ، حديث ١٠٥ :

أبو عبد الرحمن : هو عبد الله بن محمد بن عيسى ، تقدم في ت ٨١ ، وهو حسن المعرفة.

أحمد بن معاوية : سيأتي بترجمة رقم ٢٥٦.

محمد بن أبان : هو المترجم له.

النضر بن منصور : هو الباهلي ، ويقال : العنزي أو الغنوي ، ويقال : الفزاري أبو عبد الرحمن الكوفي ، ضعيف ، منكر الحديث. انظر «التقريب» ص ٣٥٨ ، و «التهذيب» ١٠ / ٤٤٥.

وأبو الجنوب ـ بفتح الجيم ، وضم النون ، وآخره موحدة ـ هو عقبة بن علقمة اليشكري ، كوفي ، ضعيف كذا في «التقريب» ص ٢٤١ ، وفي «ديوان الضعفاء» للذهبي ص ٢١٦ ، تابعي ، ضعفه أبو حاتم.

تخريجه :

في سنده ضعيفان ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٣ بإسناده إلى العنبري ، ومنه به مثله ، فإسناده ضعيف.

(١) المعرة : الأمر القبيح المكروه والأذى ، ومعرة الجيش : هو أن ينزلوا بقوم فيأكلون من زروعهم بغير علم ، وقيل : قتال الجيش بدون إذن الأمير ، وأصل الغوغاء : الجراد حين يخف للطيران ، ثم استعير للسفلة من الناس ، والمتسرعين إلى الشر ـ أي اعتداء السفلة على الناس بألسنتهم ـ انظر : «النهاية» ٣ / ٢٠٥ و ٣٩٦.

(٢) في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٣ «سفهاء».

٣٢

(١٠٦) حدثنا محمد ، ثنا أحمد بن يعقوب بن الهذيل ، ثنا محمد بن أبان العنبري ، ثنا سفيان ، ثنا عمارة بن القعقاع ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة ، قال : نهاهم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن الوصال. قالوا : إنّك تواصل. قال : «إنّي لست مثلكم ، إنّي أطعم وأسقى».

__________________

ـ تراجم الرواة ، حديث ١٠٦ :

محمد : هو ابن أحمد ، تقدم في ت ٤٨.

أحمد بن يعقوب : لم أقف على ترجمته.

وسفيان : هو الثوري ، تقدم في ت ٣.

عمارة بن القعقاع بن شبرمة الضبي الكوفي : ثقة ، انظر «التهذيب» ٧ / ٤٢٣.

وأبو زرعة : هو ابن عمرو بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي ، وقيل : اسمه هرم ، وقيل : عبد الله ، وقيل : غير ذلك ، ثقة ، من رجال الجماعة. انظر المصدر السابق. في إسناده من لم أقف عليه ومن لم أعرفه.

تخريج الحديث :

والحديث صحيح بغير هذا الإسناد ، مخرج في الصحاح وغيرها ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٥ / ١٠٦ ـ ١١٢ مع الفتح في عدة أماكن : في الصوم باب الوصال وباب التنكيل ، في الوصال ، وفي الحدود باب ٤٢ ، وفي التمني باب ٩ ، وفي الاعتصام باب ٥ من حديث أبي هريرة ، وابن عمر ، وأنس وأبي سعيد ، وعائشة مع تفاوت يسير في بعض الروايات ، ومسلم أيضا في «صحيحه» ٧ / ٢١١ ـ ٢١٥ في الصوم باب النهي عن الوصال من طريق عمارة ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة مثله ، وكذا عن ابن عمر ، وأنس ، وعائشة نحوه ، وكذا أبو داود في «سننه» ٢ / ٧٦٦ الصوم ، والترمذي في «سننه» ٢ / ١٣٨ الصيام باب كراهية الوصال في الصيام ، من حديث أنس ، وقال : حسن صحيح ، وقال : وفي الباب عن علي ، وأبي هريرة ، وعائشة ، وابن عمر ، وجابر ، وأبي سعيد ، وبشير بن الخصّاصية.

ومالك في «الموطأ» الصوم باب النهي عن الوصال ص ٢٠٠ حديث ٣٨ و ٣٩ من حديث ابن عمر ، وأبي هريرة ، وانظر «مسند أحمد» ٢ / ٢١ و ٢٣ و ٣ / ٨ و ٣٠ ومواضع و ٥ / ٢٨ و ٢٢٥ وغيرها ٦ / ٨٩ و ٩٣ وبعدها.

٣٣

٨٦ ٥ / ٦ خت ٤ يعقوب بن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي (*) :

يكنى بأبي الحسن (١). روى عنه جرير بن عبد الحميد ، وعبد الرحمن بن مهدي ، وعامة من أدركه من أهل العراق ، وكان جرير إذا مرّ به يعقوب القمّي يقول : «هذا مؤمن آل فرعون» (٢).

(١٠٧) أخبرنا أبو يعلى الموصلي (٣) ، قال : ثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : ثنا جرير ، عن يعقوب ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير ، أنّ جبريل أتى النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : «أقرىء عمر السّلام وأخبره أنّ رضاه حكم وغضبه عزّ».

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٨ / ٣٩١ للبخاري ، وفي «الجرح والتعديل» ٩ / ٢٠٩ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٥١ ـ ٣٥٢ ، وزاد في نسبه «سعد بن مالك بن هانىء بن عامر بن أبي عامر الأشعري ، وذكر أنّه توفي بقزوين سنة أربع وسبعين (ومائة)» ، وفي «الميزان» ٤ / ٤٥٢ ، وفى «المغني في الضعفاء» ٢ / ٧٥٨ ، وقال الذهبي : صالح الحديث. وفي «التهذيب» ١١ / ٣٩٠ ـ وهو صدوق كما قال الذهبي ـ.

(١) وقع بين لفظة الحسن وروى كلمة «رواه» وهو زائد لا معنى لها.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥١ ، و «التهذيب» ١١ / ٣٩١.

(٣) تراجم الرواة ، حديث ١٠٧ :

أبو يعلى : هو الموصلي ، صاحب «المسند». تقدم في ت ٣.

أبو الربيع : هو سليمان بن داود العتكي الزهراني ، تقدم في ت ٤ ح ١٩.

وجرير : هو ابن عبد الحميد الضبي ، تقدم بترجمة ٦١ ، وجعفر بن أبي المغيرة : تقدم بترجمة ٣٦ ، صدوق له أوهام. وسعيد بن جبير : تقدم بترجمة ٢٢.

تخريج الحديث :

إسناده جيّد ، إلّا أنّ فيه إرسالا من سعيد ، وذكره الهيثمي في «المجمع» ٩ / ٦٩ ، وقال : رواه الطبراني في «الأوسط» ـ عن ابن عباس ـ وفيه خالد بن الوليد وهو ضعيف.

٣٤

حدثنا محمد بن يحيى ، قال : سمعت محمد بن حمزة يقول : تحول يعقوب القمّي عن قصبة قم إلى قرية خارجة من قم ، فكان يقول في كل يوم أو في أوقات لخادمه : أشرف على أهل القرية. هل خسف بهم البارحة؟ وليعقوب أحاديث يتفرد بها ، من ذلك.

(١٠٨) أخبرنا أبو يعلى الموصلي (١) ، قال : ثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : ثنا يعقوب القمي ، قال : ثنا عيسى بن جارية ، عن جابر بن عبد الله ، قال : أمر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بقتل الكلاب ، فجاء ابن أم مكتوم ، فقال : يا رسول الله إنّ منزلي شاسع ، ولي كلب فرخص له أيّاما ثم أمر بقتله.

__________________

(١) تراجم الرواة :

أبو يعلى ، وأبو الربيع : تقدما في السند قبله.

عيسى بن جارية ـ بالجيم ـ الأنصاري المدني ، عن أبي داود ، منكر الحديث ، وقال ابن عدي : أحاديثه غير محفوظة ، وقال ابن معين : عنده مناكير ، قال الذهبي : مختلف فيه ، وقال ابن حجر : فيه لين.

انظر «التهذيب» ٨ / ٢٠٧ ، و «الكاشف» ٢ / ٣٦٦ ، و «التقريب» ص ٢٧٠.

تخريج الحديث :

في إسناده عيسى بن جارية ، فيه لين ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٥١ ، من طريق أبي الربيع الزهراني بإسناده مثله ، وذكره الهيثمي في «المجمع» ٤ / ٤٣ مثله مع تفاوت يسير في الألفاظ ، وقال : رواه أحمد ، وأبو يعلى ، والطبراني في «الأوسط» ، ورجاله ثقات. قلت : عيسى فيه لين ، والجزء الأول من الحديث من غير هذا السياق في الصحاح وغيرها. انظر «صحيح البخاري» مع الفتح ٧ / ١٦٩ في بدء الخلق و «صحيح مسلم» ١٠ / ٢٣٤ ـ ٢٣٥ المساقاة باب الأمر بقتل الكلاب ، وبيان نسخه ، و «سنن أبي داود» ٣ / ٢٦٨ كتاب الصيد باب اتخاذ الكلب للصيد وغيره. و «سنن الترمذي» ٣ / ٢٣ الصيد ، باب ما جاء في قتل الكلاب ، وقال : حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن ابن عمر ، وجابر ، وأبي رافع ، وأبي أيّوب.

وانظر : «سنن النسائي» الفرع والعتيرة باب الأمر بقتل الكلاب ٧ / ١٨٤ ، و «سنن ابن ماجة» الصيد باب قتل الكلاب إلّا كلب صيد أو زرع ٢ / ١٠٦٨ ، وانظر «مسند أحمد» ٣ / ٣٣٣ و «سنن الدارمي» الصيد ، باب في قتل الكلاب ٢ / ٩٠ ، و «الموطأ» الاستئذان حديث ١٤ ، وانظر «المقصد العليّ في زوائد مسند أبي يعلى الموصلي». ٥٢ ـ ٥٣ / ١.

٣٥

(١٠٩) أخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا أبو الربيع ، قال : ثنا يعقوب ، أنا عيسى بن جارية ، عن جابر ، قال : جاء ابن أم مكتوم إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : يا رسول الله إنّي رجل مكفوف البصر شاسع الدار ، وكلّمه في الصلاة أن يرخّص له أن يصلّي في منزله ، فقال : أتسمع الأذان؟ قال : نعم (قال) (١) : «ائتها ولو حبوا».

__________________

(١) بين الحاجزين من ن ـ أ ـ ه.

تخريج الحديث :

في إسناده عيسى بن جارية ، وفيه لين ، فقد أخرجه أحمد في «مسنده» ٣ / ٣٦٧ من طريق يعقوب القمي بإسناده المذكور هنا مثله سوى تفاوت يسير ، وفي آخره «أجب ولو حبوا ، أو زحفا» ، ففيه أيضا عيسى بن جارية ، وأخرجه في موضع آخر ٣ / ٤٢٣ من غير الوجه المذكور مع اختلاف يسير وعدم زيادة «ولو حبوا» وذكر الروايتين الهيثمي في «المجمع» ٢ / ٤٢ ـ ٤٣ ، وقال في الأولى : رواها أحمد وأبو يعلى والطبراني في «الأوسط» ، ورجال الطبراني موثقون كلهم ، وقال في الثانية : رواها أحمد ، ورجاله رجال الصحيح ، وذكر عدة روايات أخرى في قصة طلبه الرخصة ، لا يخلوا أسانيدها من الضعفاء أو المتكلم فيهم في قصة طلبه الرخصة ، لا تخلو أسانيدها من الضعفاء أو المتكلم فيهم. انظر ٢ / ٤٢ ـ ٤٣ ، وانظر «المقصد العلي» (١ / ٢٢ و ٢٣ مخطوط).

٣٦

٨٧ ٥ / ٧ إبراهيم بن قرّة القاشاني الأصم (*) :

من أصحاب الثوري ، صنّف له الجامع ، روى عنه إبراهيم بن أيوب ، وأبو حجر عمرو بن رافع ، وابن حميد (١) ، وكان من الثقات ، وكان الثوري يحدثه في أذنه.

سمعت محمد بن يحيى بن مندة يقول : إبراهيم بن قرة صاحب سفيان ، وكان من أهل قاشان ، فحدثني محمد بن الصباح القاشاني ، قال : كان إبراهيم في أذنه ثقل ، فبلغني أنّ الثوري وصفه (٢) له ، وكان يحدثه في أذنه.

(١١٠) حدثنا محمد بن شعيب ، قال : ثنا محمد بن حميد ، قال : ثنا

__________________

(*) بفتح القاف ، وسكون الألف ، والسين المهملة أو الشين المعجمة ، وبالكاف ، وبالسين ينطق عندهم أي كاشان ، هذه النسبة إلى قاسان ، وهي بلدة في إيران عند قسم جنوبي طهران العاصمة. انظر «اللباب» ٣ / ٧ ، وله ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٢ ، وقال الأسدي : توفي سنة ٢١٠ ه‍.

(١) هو محمد بن حميد ، كما سيأتي في السند الآتي.

(٢) هكذا في الأصل ، وفي أ ـ ه «صمه» يبدو أن الصواب «وصنف له» والله أعلم.

تراجم الرواة :

هو محمد بن شعيب أبو عبد الله ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٣ / ٢٦٤ ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٥٢ ، فقال : يروي عن الرازيين بغرائب.

ومحمد بن حميد بن حيّان التميمي : تقدم في ت ٣ ح ١٢ ، حافظ ضعيف.

وأبو إسحاق : هو السبيعي ، تقدم في ت ٢ ح ٣.

والحارث : هو ابن عبد الله ، المعروف بالأعور الهمداني بسكون الميم. الكوفي أبو زهير صاحب علي ، كذّبه الشعبي في رأيه ، ورمي بالرفض ، وفي حديثه ضعف. انظر «التقريب» ص ٦٠.

٣٧

إبراهيم بن قرة ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أول مسجد وضع في الأرض ، الكعبة ثم بيت المقدس ، وكان بينهما خمسمائة عام».

(١١١) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا ابن حميد ، قال : ثنا إبراهيم بن قرة ، عن أبي حفص المقرىء ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن

__________________

ـ وقال ابن المديني : «كذّاب» ، وقال النسائي : ليس بالقوي ، وقال الدار قطني : «ضعيف». انظر «المغني في الضعفاء» ١ / ١٤١.

تخريج الحديث :

إسناده ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم الأصبهاني ، في «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٢ من طريق أبي الشيخ به مثله ، وبالإضافة إلى ضعف إسناده ، فإنّ المتن منكر ، مخالف لما ورد في الصحيحين وغيرهما من السنن ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» الأنبياء ٧ / ٢١٧ ـ ٢١٨ مع الفتح من رواية إبراهيم التيمي عن أبيه ، قال : سمعت أبا ذرّ قال : قلت : يا رسول الله ـ أيّ مسجد وضع في الأرض أوّل؟ قال : «المسجد الحرام». قال : قلت : ثمّ أيّ؟ قال : «المسجد الأقصى» ، قلت : كم كان بينهما؟ قال : «أربعون سنة» الحديث ، وكذا أخرجه مسلم في «صحيحه» المساجد ومواضع الصلاة ٥ / ٢ ـ ٣ ، والنسائي في «سننه» كتاب المساجد باب ذكر أيّ مسجد وضع أوّلا ٢ / ٣٢ ، وابن ماجة في المساجد باب أيّ مسجد وضع أوّل من «سننه» ١ / ٢٤٨ ، وأحمد في «مسنده» ٥ / ١٥٠ و ١٥٦ و ١٥٧ و ١٦٠ و ١٦٦ ، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» ١ / ٨١ بترتيب الساعاتي ، كلهم من طريق إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر مرفوعا كما تقدم ، وهذا هو المشهور ، والله أعلم. انظر ما أشكل فيه وجوابه في الفتح ٧ / ٢١٨ ط ـ ح.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو ابن مندة ، تقدم في ت ١٠ ، وابن حميد : هو محمد ، تقدم قريبا.

إبراهيم : هو المترجم له.

أبو حفص المقرىء : الغالب أنّه عمر بن عبد الرحمن السهمي ، قارىء أهل مكة ، مقبول ، مات سنة ١٢٣ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٥٥.

زيد بن أسلم العدوي أبو أسامة : ثقة عالم ، وكان يرسل. مات سنة ١٣٦ ه‍. انظر المصدر السابق ص ١١١ ، و «التهذيب» ٣ / ٣٩٥.

عطاء بن يسار : هو أبو محمد الهلالي المدني القاصّ ، ثقة ، فاضل. مات سنة ٩٤ ه‍ ، وقيل : بعد ذلك. انظر «التقريب» ص ٢٤٠ و «التهذيب» ٧ / ٢١٧. ـ

٣٨

أبي سعيد ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «صوم عاشوراء يكفّر سنة».

وكان له ابن يقال له :

__________________

تخريج الحديث :

في إسناده ضعف.

فقد أخرجه البزار في «مسنده» كما في «المجمع» ٣ / ١٨٩ نحوه ، وقال الهيثمي : «وفيه عمر بن صهبان ، وهو متروك» ، وذكره المنذري في «الترغيب» ٢ / ١١٥ ، وقال : «رواه الطبراني بإسناد حسن» ، وله شاهد من حديث أبي قتادة مرفوعا ، فقد أخرجه الترمذي في «سننه» ٢ / ١٣٦ الصوم بلفظ «صيام يوم عاشوراء» «إنّي أحتسب على الله أن يكفّر السّنة التي قبله» ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ٥٥٣ الصوم ، وأحمد في «مسنده» ٥ / ٢٩٦ و ٢٩٧ ، وابن أبي حاتم في «العلل» ١ / ٢٤١ عن أبي قتادة ولفظه «صوم يوم عاشوراء كفارة سنة» وقال الترمذي : لا نعلم في شيء من هذه الرّوايات أنّه قال : صيام يوم عاشوراء كفارة سنة إلّا في حديث أبي قتادة ، وبحديث قتادة يقول أحمد وإسحاق.

٣٩

٨٨ ٥ / ٨ إسحاق بن إبراهيم بن قرة (*) :

خرج إلى مصر ، وقد كان سمع من أبي حفص (١) الفلاس وغيره ، وحدث بمصر.

حدثنا أبو صالح محمد بن يعقوب ، قال : ثنا أحمد بن معاوية ، قال : ثنا إبراهيم بن أيّوب ، عن إبراهيم بن قرة ، أو أخيه عبد الرحمن ، عن إبراهيم بن قرة ، عن الحسن في قوله ـ (تعالى) ـ : (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ)(٢) قال : العدل : التّوحيد ، والإحسان : الصّلاة (وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) قال : مالك في أقاربك (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) قال : الزّنى. (وَالْمُنْكَرِ) قال : الشّرك (وَالْبَغْيَ) قال : قطيعة الرّحم (٣).

__________________

(*) له ترجمة قصيرة في «أخبار أصبهان» ١ / ٢١٥.

(١) هو عمرو بن علي بن بحر الفلاس ، سيأتي بترجمة ١٤٨.

(٢) سورة النحل آية ٩٠.

(٣) ورد تفسير العدل بالتوحيد ، أي شهادة أن لا إله إلّا الله ، عن ابن عباس أيضا. انظر «تفسير ابن جرير» ١٤ / ١٦٢ ، وتفسير ابن كثير» ٢ / ٥٨٢ ، وذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٤ / ١٢٨ رواية ابن عباس في تفسيره الآية ، فقال : شهادة أن لا إله إلّا الله ، «والإحسان» ، قال : أداء الفرائض (وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى) قال : إعطاء ذوي الرحم الحق الذي أوجبه الله عليك بسبب القرابة والرّحم (وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ) قال : الزنى «والمنكر» الشرك و «البغي» قال : الكبر والظلم «يعظكم» أي يوصيكم ، وقال : أخرجه ابن جرير وقد تقدم.

وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في «الأسماء والصفات». لم أجده من تفسير الحسن.

٤٠