طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

حدثنا الزهري (١) ، قال : ثنا أبان ، قال : ثنا مسلم بن منصور ، قال : ثنا إبراهيم بن هراسة (٢) ، قال : سمعت سفيان الثوري يقول : صحبت الحجاج بن فرافصة أحد عشر يوما ، أو قال : ثلاثة (٣) عشر يوما ما رأيته أكل ولا شرب ولا نام ، / ومن ولده :

__________________

(١) تراجم الرواة :

الزهري : هما اثنان بهذه النسبة وكلاهما روى عنهما أبو الشيخ ، وترجم لهما في ٢٤١.

أحدهما عبد الرحمن بن أحمد. وهو ثقة ، والثاني محمد بن أحمد بن يزيد ، وقال فيه : ليس بالقوي في حديثه لم يتبين لي من هو.

وإبراهيم بن هراسة الشيباني الكوفي. قال البخاري : تركوه ، وقال النسائي متروك الحديث. انظر «التاريخ الكبير» (١ / ٣٣٣) للبخاري ، و «الضعفاء والمتروكين» ص ٢٨٣ للنسائي مع «التاريخ الصغير» للبخاري ، و «الميزان» (١ / ٧٢).

بقية الرواة تقدموا.

(٢) في أ ـ ه «عراشة» ، وهو خطأ ، والتصويب من الأصل ، ومن «الميزان» (١ / ٧٢).

(٣) في النسختين : «ثلاث» ، والتصحيح من مقتضى القواعد.

٣٢١

١٩٨ ٨ / ٣ الخصيب بن الفضل بن خصيب (*) :

يروي عن عبد الله بن عمران ، وكانوا من بني حنيفة (١) بن لجيم (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٠٧) ، وزاد أبو نعيم في نسب «بن سلم بن عوذ بن سلامة الحنفي ، من أهل المدينة. لم يخرج حديثه ... وقال : كان جده الخصيب بن سلم على خراج أصبهان سنة خمس وعشرين ومائتين» ، ثم ساق من طريقه حديثا.

(١) هو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي .. كما في «اللباب» (١ / ٣٩٧).

(٢) يوجد في هامش الأصل بمقابل لجيم هذه العبارة : «بلغ علي بن مسعود في الرابع».

٣٢٢

١٩٩ ـ ٨ / ٤ رجاء بن صهيب الجرواءاني (*) :

يكنى أبا غسان ، ويقال : إنّه لم يكن بأصبهان أفضل منه ، وإنه كان مجاب الدعوة. يروي عن روح (١) ، وبكر بن بكار ، وسعيد بن عامر ، وغيرهم.

مات سنة إحدى وخمسين ومائتين (٢).

(٢٦٦) حدثنا عبد الله (٣) بن سندة بن الوليد ، قال : ثنا رجاء بن صهيب ، قال : ثنا محمد بن زنبور ، قال : ثنا عمر بن صبح (٤) ، عن خالد بن ميمون ، عن مطر بن طهمان ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عائشة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «بيت بالشّام لا يحلّ للمؤمنين أن يدخلوه إلّا بمئزر ، ولا

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٣١٥) ، وفيه : هو رجاء بن أبي رجاء مؤذن مسجد الفضل بن برغوث. كان من أفاضل أهل أصبهان ، وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٢).

(١) وروح : هو ابن عبادة.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» (١ / ٣١٥).

(٣) في ـ أ ـ ه : «عبيد الله» ، والصواب ما في الأصل ، كما في مصادر ترجمته.

(٤) جاء صبيح أيضا كما في «التقريب».

(١) تراجم الرواة :

عبد الله بن سندة : ترجم له المؤلف في «الطبقات» (٢٣٨ / ٣) ، وقال : كان ثقة صدوقا.

ومحمد بن زنبور ـ بضم الزاي والموحدة ، وبينهما نون ساكنة ـ وهو محمد بن يعلى السلمي أبو علي الكوفي. ضعيف مات سنة ٢٠٥ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٢٥ و «التهذيب» (٩ / ٥٣٣) ، وهو الذي يروي عن عمر بن صبح ، وعمر متروك. كان يضع الحديث ، واعترف به. انظر «ديوان الضعفاء» ص ٢٢٨ للذهبي ، و «التقريب» ص ٢٥٤ ، وجاء عنده : صبيح بدل صبح ، وقال : متروك.

٣٢٣

يحلّ للمؤمنات أن يدخلنه ألبتّة».

(٢٦٧) حدثنا أحمد بن محمود (١) ، قال : ثنا رجاء بن صهيب ، قال : سمعت علي بن داود ، عن محمد بن أنس ، عن الأعمش ، عن الطائي ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا يدخل الجنّة صاحب مكس (٢) ، ولا خمر ، ولا مؤمن بسحر ، ولا قاطع رحم ، ولا

__________________

ـ تخريجه :

في إسناده ضعيف ومتروك كما تقدم ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٣١٦) به مثله ، والديلمي في «مسنده» ، كما في «زهر الفردوس» (١٦ / ق ١ / ج ٢) من طريق أبي نعيم بإسناده مثله ، فالحديث يعد من الواهيات ، وقد أخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (١ / ٣٤٤) من طريق الدارقطني مثله ، وفيه عمر بن صبح ، وهو متروك ، وقال ابن الجوزي : لم يروه عن خالد ـ بن ميمون ـ غير عمر بن صبح. وذكر له شاهدا من حديث أبي مرفوعا ، وقال : لا يصح فيه سالم بن عبد الأعلى ليس بشيء قاله يحيى.

وقال ابن حبان : كان يضع الحديث على الثقات لا يحل كتب حديثه إلّا على وجه التعجب.

(١) الرواة :

أحمد بن محمود بن صبح تقدم قريبا ، وهو شيخ ثقة. ورجاء هو المترجم له ، وعلي بن داود بن يزيد التميمي أبو الحسن صدوق. مات سنة ٢٧٢ ه‍ انظر «التقريب» ص ٢٤٥ ، و «التهذيب» (٧ / ٣١٧) ، ومحمد بن أنس : هو مولى آل عمر أبو أنس العدوي ، كوفي سكن الدينور ، صدوق! يغرب من التاسعة ، نفس المصدرين السابقين ص (٢٩١ و ٩ / ٦٨) والأعمش : معروف تقدم.

الطائي : هو سعد أبو مجاهد الطائي الكوفي. لا بأس به. انظر «التقريب» ص ١١٩ ، و «التهذيب» (٣ / ٤٨٥).

وعطية : هو ابن سعد بن جنادة العوفي الجدلي. تقدم (في ت رقم ٩٤) ، وهو تكلم فيه.

قال الذهبي : تابعي مشهور ، مجمع على ضعفه ، وقال ابن حجر : صدوق يخطيء كثيرا كان شيعيا مدلّسا كما في المغني (٢ / ٤٣٦) ، وفي «التقريب» ٢٤٠.

(٢) المكس : «الضربية التي يأخذها الماكس ، وهو العشار» والمراد بصاحب المكس هنا : هو الذي يعشر أموال المسلمين ، ويأخذ من التجار والمختلفة إذا مروا عليه ، وعبروا به مكسا باسم العشر ، وليس هو الساعي الذي يأخذ الصدقات ، وقد ولي هذا أفاضل الصحابة اه. انظر «النهاية» لابن الأثير (٤ / ٣٤٩) ، «وشرح الخطايي» على «سنن أبي داود» (٣ / ٣٤٩). ـ

٣٢٤

منّان» (١).

حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا رجاء بن صهيب ، قال : حدثني علي بن أبي علي ، قال : التفت إلينا سفيان بن عينية ، فقال : لشرار من مضى عام أول خير من خياركم(٢).

__________________

(١) تخريجه :

في إسناده عطية العوفي ، وأخرجه أحمد في «مسنده» (٣ / ٨٣) ويلتقي في الأعمش ، ومنه به نحوه ، وفيه بدل «مكس» خمس ، «وبزيادة ولا كاهن» ، وذكره الهيثمي في «المجمع» (٥ / ٧٤) ، وقال : رواه أحمد والبزار ، وفيه عطية بن سعد ـ العوفي ـ وهو ضعيف ، وقد وثق ، ولأجزاء الحديث شواهد متفرقة مستقلة : فله شاهد دون اللفظ الأول ـ والأخير ـ يغني (صاحب مكس ـ ومنان) عند أحمد (٤ / ٣٩٩) ، وعند ابن حبان في «صحيحه» ، كما في «موارد الظمآن» ص ٣٣٥ حديث (١٣٨٠) كلاهما من طريق أبي حريز ، عن أبي موسى مرفوعا ، وذكره الهيثمي في «المجمع» (٥ / ٧٤) ، وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني. ورجال أحمد والطبراني ثقات ـ قلت : فيهم وفي طريق ابن حبان جميعا أبو حريز عبد الله بن الحسين الأزدي ، وهو صدوق يخطىء كما قال ابن حجر في «التقريب» ص ١٧١ ، والذهبي في «الكاشف» (٢ / ٨٠) ، وقال : مختلف فيه ، وقد وثق ـ وأخرج أبو داود في «سننه» (٣ / ٣٤٩) في الخراج والأمارة ، والدارمي في «سننه» (١ / ٣٩٣) الزكاة ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ١٤٣ و ١٥٠) شاهدا للطرف الأول فقط من حديث عقبة بن عامر مرفوعا ، وللجزء الرابع ـ قاطع رحم ـ شاهد عند البخاري ومسلم ، البر حديث ٢٥٥٦ ، وأبي داود في «سننه» (٢ / ٣٢٣) الزكاة ، والترمذي حديث ١٩١٠ ، باب صلة الرحم من حديث محمد بن جبير عن أبيه مرفوعا.

(٢) وهو في الحلية لأبي نعيم (٧ / ٢٨٢) ، وفي آخره ، زيادة «اليوم» بعد خياركم.

٣٢٥

٢٠٠ ٨ / ٥ زياد بن هشام البزار (*) :

يحدث عن عبد الصمد (١) ، ومحمد بن عبد الملك.

(٢٦٨) حدثنا أبو الحسن (٢) إسماعيل بن عبد الله الضبي ، قال : ثنا زياد بن هشام بن جعفر ، قال : ثنا محمد بن عبد الملك ، عن محمد الشعاب ، عن ابن أبي مليكة ، عن القاسم ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من أعطي حظّه من الرّفق ، فقد أعطي حظّه من خير الدّنيا والآخرة ، ومن حرم حظّه من الرّفق ، فقد حرم حظّه من خير الدّنيا والآخرة ، وحسن الخلق ، وصلة الرّحم ، وحسن الجوار يزدن في الأعمار ، ويعمرن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٣١٨) ، وزاد في نسبه «ابن جعفر ، وفيه يروي عن محمد بن المغيرة ، وإبراهيم بن أيوب وقال إنّه ثقة».

(١) وهو عبد الصمد بن حسان كما سيأتي.

(٢) تراجم الرواة :

أبو الحسن إسماعيل بن عبد الله الضبي : ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» ص (٢٧٣ / ٣) ، وقال : شيخ ثقة .. توفي سنة تسع وتسعين ومائتين. زياد : هو صاحب الترجمة.

ثقة.

ومحمد بن عبد الملك : لم يتبين لي ، وكذا تقدم (في ت رقم ١٧٠) ، وترجمت بالاحتمال لنفرين بهذا الاسم هناك. ومحمد الشعاب : هو ابن مهزم العبدي أبو عمرو البصري. وثقه ابن معين ، وقال أبو حاتم : ليس به بأس ، وذكره ابن حبان في «الثقات». انظر «تعجيل المنفعة» ص ٢٤٩ ، وابن أبي مليكة : هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة. تقدم (في ت رقم ٨٢) ثقة.

والقاسم : هو ابن محمد بن أبي بكر ، من رجال الجماعة. تقدم (في ت رقم ١٣١).

٣٢٦

الدّيار».

(٢٦٩) حدثنا إسماعيل ، قال : ثنا زياد بن هشام ، قال : ثنا عبد الصمد (١) ، قال : ثنا سفيان الثوري ، عن عبده بن أبي لبابة ، عن سويد بن

__________________

تخريجه :

رجاله ثقات سوى محمد بن عبد الملك. لم يتبين لي من هو.

والحديث صحيح بطرقه من غير هذا السياق.

فقد أخرجه أحمد في «مسنده» (٦ / ١٥٩) من طريق عبد الرحمن بن القاسم ، عن عائشة مرفوعا نحوه ، ودون قوله : «من حرم حظه من الرفق ، فقد حرم حظه من خير الدنيا والآخرة» ، ورجاله ثقات رجال الشيخين ، سوى محمد بن مهزم ، وقد وثقه ابن معين وابن حبان وقال أبو حاتم : ليس به بأس. وقد تقدم ، وقال المنذري : بعد ذكره الحديث المذكور في «الترغيب» (٣ / ٣٣٦) ، وتبعه الهيثمي في «المجمع» (٨ / ١٥٣) ، فقال أيضا : رواه أحمد ، ورواته ثقات إلّا أن عبد الرحمن بن القاسم لم يسمع من عائشة. كذا قالا : وكأنه سقط من نسختهما من «المسند» قوله : «ثنا القاسم» ، وهو موجود في النسخة المطبوعة ، وقد تابعه عبد الرحمن بن أبي بكر ، عن القاسم بن محمد به. أخرجه البغوي في «شرح السنة» (٣ / ٤٣٤) ، وضعفه بعبد الرحمن هذا ، ولكن عبد الرحمن بن القاسم ثقة ، فمتابعته إيّاه تنفع ولا تضر ، وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٩ / ١٥٩) من طريق عبد الرحمن بدون الشطر الأخير. أعني» قوله : «وحسن الخلق إلخ».

وذكر الشيخ الألباني في «الصحيحة» ص ٥٠ أنه وجد الحديث المذكور في جزء من رواية محمد بن محمد الباغندي (مجموعة ١٠٧ ـ ظاهرية) بإسناده إلى عبد الصمد بن عبد الوارث ، ومنه بإسناد أحمد تماما ، ولكن لم يسق متنه سوى الجملة الأخيرة بلفظ : «حسن الخلق ، وحسن الجوار ، وصلة الرّحم ، يزدن في الأعمار ، ويعمرن الدّيار» ، وللشطر الأول من الحديث شاهد من حديث أبي الدرداء مرفوعا أخرجه الترمذي في «سننه» (٣ / ٢٤٨) البر والصلة ، باب الرفق ، وقال : في الباب عن عائشة ، وجرير بن عبد الله ، وأبي هريرة ، وهذا ـ أي حديث أبي الدرداء ـ حديث حسن صحيح ، وأحمد في «مسنده» (٦ / ٤٥١) ، والبخاري في «الأدب المفرد» ص ٤٦٤ ، والبيهقي في «السنن» (١٠ / ١٩٣) ، وفي «الأسماء والصفات» ص ٣٥٢ طبع الهند ، وفي آخره زيادة ، ولكن في أسانيدهم يعلى بن مملك المكي ، وهو مقبول كما قال الحافظ في «التقريب» ص ٣٨٨.

(١) تراجم الرواة :

عبد الصمد بن حسان المروذي. قال الذهبي : صدوق إن شاء الله. وقال البخاري : كتبت عنه ، وهو مقارب ، وذكره ابن حبان في الثقات وروي عن أحمد أنه تركه ، ولكن لم يصحّ. انظر «الميزان» (٢ / ٦٢٠) ، و «لسان الميزان» (٤ / ٢٠).

٣٢٧

غفلة ، عن أبي الدرداء ، أو أبي ذر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم».

__________________

ـ عبدة بن أبي لبابة الأسدي أبو القاسم البزار الكوفي ، نزيل دمشق : ثقة ، من رجال الشيخين. انظر «التقريب» ص ٢٢٣ ، و «التهذيب» (٦ / ٤٦٢). وسويد بن غفلة : هو أبو أمية الجعفي الكوفي. تقدم (في ت رقم ١٦٤). ثقة.

تخريجه :

رجاله ثقات سوى عبد الصمد بن حسان ، وهو صدوق كما تقدم ، فهو حسن به ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٣١٩) به مثله ، وصحيح بشواهده.

وله شاهد بلفظه ، ومعناه من حديث ابن عمر ، وأبي سعيد ، وزيد بن ثابت ، وجابر ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١ / ٥٢٨ مع الفتح) الصلاة ، باب كراهية الصلاة في القبور ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا مثله ، غير أنه زاد في آخره : «ولا تتخذوها قبورا» ، وفي التهجد (٣ / ٦٢) ، باب التطوع في البيت ، ومسلم في «صحيحه» (٦ / ٦٧) مع النووي المسافرين ، باب استحباب صلاة النافلة في البيت ، عن جابر ، وزيد بن ثابت نحوه مرفوعا ، وأبو داود في «سننه» (١ / ٦٣٢) الصلاة ، باب صلاة الرجل التطوع في بيته ، والترمذي في «سننه» (١ / ٢٧٩ ، ٢٨٠) الصلاة ، باب في فضل صلاة التطوع في البيت ، والنسائي في «سننه» (٣ / ١٩٧) قيام الليل باب الحث على الصلاة في البيوت ، كلهم عن ابن عمر ، وزيد بن ثابت مرفوعا نحوه.

وقال الترمذي في حديث زيد : «حديث حسن» ، وفي حديث ابن عمر : «حديث حسن صحيح».

وابن ماجة في «سننه» (١ / ٤٣٨) الإقامة ، باب ما جاء في التطوع في البيت ، عن أبي سعيد ، وابن عمر باختصار الجزء الأخير ، وابن خزيمة في «صحيحه» (٢ / ٢١٢) مثله ، عن ابن عمر مرفوعا مع الزّيادة التي مرت في رواية البخاري ، وعن أبي سعيد نحوه ، وأحمد في «سننه» (٢ / ١٦) ، عن نافع ، عن ابن عمر مثله ، سوى الزيادة الأخيرة : «ولا تتّخذوها قبورا».

٣٢٨

٢٠١ ٨ / ٦ عبد الله بن محمد الكناني :

يكنى أبا الوليد ، روى عن أبي معاوية ، وابن إدريس (١) ، وأبي داود (٢) ، وكان مشهورا بكتابة الحديث والطلب ، ثم بدل به ، وقال بقول الرافضة (٣) ، وأنكر خلافة أبي بكر الصدّيق ، فأحضره عبد العزيز (٤) بن دلف والي البلد ، فجمع مشايخ البلد ، منهم : أبو مسعود ، ومحمد بن بكار ، ومحمد بن الفرج ، وزيد بن خرشة (٥) ، وغيرهم ، فناظروه على ما أبدعه ، فأبى أن يرجع عن قوله ، فضربه أربعين سوطا ، فباينه الناس ، وذهب حديثه وبطل (٦).

__________________

(١ ، ٢) وابن إدريس : هو عبد الله ، وأبو داود : هو الطيالسي ، كما في «اللسان» (٣ / ٣٤٧).

(٣) الرافضة : طائفة من الشيعة يجيزون الطعن في الشيخين ، وفي معظم الصحابة ، وسموا بذلك ؛ لأن أوليهم تركوا زيد بن علي ، وقد كانوا بايعوه ، ثم قالوا له : ابرأ من الشيخين نقاتل معك ، فأبى ، وقال : «كانا وزيري جدي ، فلا أبرأ منهما ، فرفضوه ، فسموا رافضة» انظر «لسان العرب» (٧ / ١٥٧) ، و «المعجم الوسيط» (١ / ٣٦١).

(٤) عبد العزيز بن دلف : لم أقف عليه.

(٥) في أ ـ ه : مرشد ، وهو تحريف ، والصواب ما في الأصل ، وكذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ٤٩).

(٦) كذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ٤٩) ، و «لسان الميزان» (٣ / ٣٤٧).

٣٢٩

٢٠٢ ٨ / ٧ عبد الله بن داود سنديله (*) :

وكان خيرا فاضلا من المتعبدين ، وكان يروي عن الحسين بن حفص وغيره.

(٢٧٠) حدثنا أبو عبد الله (١) محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن داود ـ ولقبه سنديله ـ قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا عكرمة ـ يعني ابن إبراهيم ـ عن هشام ، عن يحيى ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «ثلاث منجّيات : خشية الله في السّرّ والعلانية ، والعدل في الرّضا والغضب ، والقصد في الغنى والفقر ، وثلاث مهلكات : هوى متّبع ، وشحّ مطاع ، وإعجاب المرء بنفسه» (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٤٨) ، وفيه يعرف بسنديله ، مسكنه باغ عيسى ، أبو محمد وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٢) ، وفيه كان مجاب الدعوة أسند الكثير ... وقال ابن حجر : سنديله : هو بالياء ـ المثناة من تحت ـ انظر «نزهة الألباب في الألقاب» ص ٣٨ ، مخلوط.

(١) تراجم الرواة :

أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة : تقدم (في ت رقم ١٠) ، وهو ثقة.

والحسين : هو ابن حفص. تقدم برقم ت ٩٥. صدوق.

عكرمة بن إبراهيم : هو أبو عبد الله الأزدي الموصلي. تقدم في ت رقم ٩٥. ضعيف.

وهشام : هو ابن عروة. تقدم (في ت رقم ٢). ثقة.

ويحيى : هو ابن عباد بن عبد الله بن الزبير القرشي الأسدي المدني. ثقة. مات بعد المائة. انظر «التقريب» ص ٣٧٦ ، و «التهذيب» (١١ / ٢٣٤).

وقتادة : هو ابن دعامة السدوسي ، مشهور. تقدم في ت رقم ٣.

(٢) إسناده ضعيف ، فيه عكرمة بن إبراهيم ، وهو مجمع على ضعفه كما تقدم ، وتقدم تخريجه في ترجمة ٩٥ بحديث رقم ١٢٠ ، وهو حسن بمجموع طرقه وشواهده.

٣٣٠

(٢٧١) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا أبو مسلم (١) ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : نهى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن يسقى البهائم الخمر (٢).

__________________

(١) الرواة : تقدم بعضهم في السند قبله ، وأبو مسلم : هو قائد الأعمش عبيد الله بن سعيد بن مسلم الجعفي الكوفي. ضعيف من الخامسة. انظر «التقريب» ص ٢٢٥.

وعبيد الله بن عمر : هو ابن حفص العمري المدني. تقدم في ت رقم ٥٤ ، وهو ثقة ثبت.

ونافع : هو مولى ابن عمر ، وابن عمر هو : عبد الله. تقدما.

(٢) ضعيف. في إسناده أبو مسلم قائد الأعمش ، وهو ضعيف كما تقدم. وقال البخاري : «في حديثه نظر» كما في «المغني» (٢ / ٤١٥). للذهبي ، وقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٣٣) من طريق الحسين بن حفص ، عن أبي مسلم قائد الأعمش به مثله.

٣٣١

٢٠٣ ٨ / ٨ عبد الله بن محمد بن داود البراد (*) :

(٢٧٢) حدثنا الحسن (١) بن علي بن يونس ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن داود البّراد ، قال : ثنا يحيى القطان ، قال : ثنا عبيد الله بن عمر ، قال : ثنا إسماعيل بن أبي حكيم ، عن سعيد بن مرجانة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من أعتق (رقبة) (٢) مؤمنة أعتق الله بكلّ إربا منه (٣) إربا من النّار» (٤).

(٢٧٣) حدثنا الحسن بن علي ، قال : ثنا عبد الله بن محمد بن داود ،

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥٠) ، وفيه أن كنيته أبو محمد ، المديني ، وأنه كان من العباد والزهاد. حدث عن يحيى القطان ، ومعاذ بن معاذ ، ومحبوب بن الحسن ، والحسن بن حبيب بن ندبة.

(١) الرواة :

الحسن بن علي بن يونس : تقدم (في ت رقم ٤). كان شيخا فاضلا.

يحيى القطان : هو ابن سعيد بن فروخ أبو سعيد. تقدم في ت رقم ٢٢ ، وهو ثقة متقن حافظ ، وعبيد الله بن عمر بن حفص العمري : تقدم في السند قبله ، وإسماعيل بن أبي حكيم القرشي مولاهم المدني : ثقة. مات سنة ثلاثين ومائة. انظر «التقريب» ص ٣٢.

و «التهذيب» (١ / ٢٨٩). وسعيد بن مرجانة : هو سعيد بن عبد الله على الصحيح ، ومرجانة : أمه. أبو عثمان الحجازي : ثقة فاضل. مات قبل المائة بثلاث سنين. المصدرين السابقين ص ١٢٥ و (٤ / ٧٨).

(٢) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» (٢ / ٥١) ، ومن «صحيح مسلم» ١٠ / ٥٠ مع النووي.

(٣) في أ ـ ه : «منها» بدل منه ، وفي «صحيح مسلم» «بكل إرب منها إربا منه».

(٤) تخريجه :

رجاله ثقات غير الحسن بن يونس ، وهو شيخ فاضل كما قال أبو الشيخ ، وعبد الله بن محمد بن داود لم أعرفه ، والحديث متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري بمعناه ، ومسلم بلفظه ـ

٣٣٢

قال : ثنا يحيى القطان ، قال : ثنا عبيد الله بن عمر ، قال : ثني عمر بن نافع (١) ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنّ النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نهى عن القزع. قلت : وما القزع؟ (قال) (٢) : «أن يحلق بعض رأس الصبي ، ويترك بعضه» (٣).

__________________

ـ ومعناه ، فهو عند مسلم في «صحيحه» (١٠ / ١٥٠ ـ ١٥٢) مع النووي العتق ، باب فضل العتق من طريق يحيى بن سعيد القطان ، عن عبد الله بن سعيد ، عن إسماعيل بن أبي حكيم ، ومنه بإسناده مثله ، ومن غير طريق يحيى بطرق أربعة نحوه ، والبخاري أيضا في «صحيحه» (٥ / ١٤٦) العتق ، باب في العتق وفضله ، وفي الكفارات ، وباب قوله : «وتحرير رقبة» ، وأي الرقاب أزكى (١١ / ٥٩٩ مع الفتح س) من طريق سعيد بن مرجانة ، عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، وفي آخره زيادة «حتى فرجه بفرجه».

والترمذي في «سننه» (٣ / ٤٩) النذور ، باب في ثواب من اعتق رقبة ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٤٢٠ و ٤٢٢ و ٤٣١) ، كلاهما من طريق سعيد بن مرجانة ، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظه عند أحمد مع زيادة في آخره ، وبنحوه عند الترمذي.

وقال الترمذي : «حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه».

وله شواهد في «السنن» و «المسانيد».

والإرب : العضو الكامل الذي لم ينقص منه شيء ، انظر «لسان العرب» (١ / ٢٠٩).

(١) تقدم الرواة في السند قبله سوى عمر بن نافع ، وهو العدوي مولى ابن عمر. ثقة ، مات في خلافة المنصور. «التقريب» ص ٢٥٧ ، و «التهذيب» ٧ / ٤٩٩.

(٢) بين الحاجزين من أ ـ ه.

(٣) تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥١) من طريقه به مثله ، والحديث متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١٠ / ٣٦٣ و ٣٦٤ مع الفتح ـ) اللباس ، باب كراهة القزع من طريق عبيد الله بن عمر بإسناده نحوه ، وبدون تفسير القزع في طريق آخر ، ومسلم في «صحيحه» (١٤ / ١٠٠ ـ ١٠١ مع النووي) اللباس ، باب كراهة القزع من طريق يحيى بن سعيد القطان بإسناده مثله ، غير أنه زاد بعد قلت «لنافع» بطرق ، وأبو داود في «سننه» (٤ / ٤١٠) الزينة ، باب النهي عن الترجل ، وباب الذؤابة ، والنسائي في «سننه» (٨ / ١٣٠) الزينة ، باب النهي أن يحلق بعض شعر الصبي ، وابن ماجة في اللباس ، حديث ٣٦٣٧ ، باب النهي عن القزع. كلهم من طريق عمر بن نافع بإسناده ، وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» (٢ / ٤ و ٣٩ و ٥٥) ، وعدة مواضع.

٣٣٣

٢٠٤ ٨ / ٩ إبراهيم بن ناصح بن المعلى (*) :

يحدث عن النضر بن شميل ، وكان ضعيفا يحدث بالبواطيل. متروك الحديث ، ومن بواطيل حديثه :

(٢٧٤) حدثنا ابن المقرىء (١) ، قال : ثنا إبراهيم بن ناصح ، قال : ثنا النضر بن شميل ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن ، عن أنس ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّ من الشّعر (٢) لحكمة».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٧٨) ، وزاد في نسبة : «ابن حماد الأصبهاني أبو بشر» ، وفي «الميزان» (١ / ٦٩) ، و «المغني في الضعفاء» (١ / ٢٨) ، و «ديوان الضعفاء» ص ١٣. كلها للذهبي ، وفي «اللسان» (١ / ١١٦). في الجميع أنه متروك الحديث.

(١) تراجم الرواة :

ابن المقرىء : هو أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي الحافظ الثقة. تقدم عند مبحث شيوخ المؤلف في الباب الثاني.

النضر بن شميل : هو المازني أبو الحسن النحوي من رجال الجماعة ، ثقة. مات سنة أربع ومائتين. «التهذيب» (١٠ / ٤٣٧ و ٤٣٨). وعوف : هو ابن أبي جميلة ـ بفتح الجيم ـ العبدي. تقدم (في حديث رقم ٣٧) من رجال الجماعة. ثقة.

والحسن بن أبي الحسن البصري : تقدم (في ت رقم ٣).

(٢) في أ ـ ه : «حكمة بدون اللام. هكذا عند البخاري ، كما تقدم في تخريج الحديث ، وجاء عند الدارمي كما عند المصنف».

تخريجه :

في إسناده متروك ، وهو إبراهيم بن ناصح ، فهو من بواطيله من هذا الطريق ، والحديث صحيح من غير هذا الطريق كما سيأتي ، وقد أخرجه الطبراني عن أنس مرفوعا مع زيادة : «إن من البيان سحرا» ، في «المعجم الكبير» (١ / ٢٣٣) ، وقال الهيثمي في «المجمع» ـ

٣٣٤

__________________

ـ (٨ / ١٢٣) : وفيه العباس بن الفضل الأورق ، وهو متروك ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١٠ / ٥٣٧ مع الفتح س) الأدب ، باب ما يجوز من الشعر الخ ، عن أبيّ بن كعب مرفوعا مثله ، وكذا في «الأدب المفرد» ص ١٢٦ و ١٢٧ ، والترمذي عن ابن مسعود ، وابن عباس في «سننه» (٤ / ٢١٦) الآداب ، باب إن من الشعر حكمة. قال : حديث ابن مسعود غريب من هذا الوجه .. وحديث ابن عباس حديث حسن صحيح لفظه مثله غير أنه قال : حكما بدل حكمة. وكذا أخرجه الدارمي في «سننه» (٢ / ٢٩٦) الاستئذان ، باب في أن الشعر من الحكمة ، والطيالسي في «مسنده» (٢ / ٦٦) مع المنحة ، الحكم ، باب ما جاء في ذم الشعر ، إلّا إذا كان لمصلحة ، وأحمد في «مسنده» (١ / ٢٦٩ و ٢٧٣ ، ٣٠٣ ، ٣٠٩ ، ٣١٣) ، وفي (٣ / ٤٥٦) و (٥ / ١٢). كلهم عن أبيّ بن كعب مثله ، والطيالسي ، وأحمد عن ابن عباس أيضا ، وفي حديثه زيادة : «إن من البيان لسحرا». وأخرجه البزار ، والطبراني في «الأوسط» بأسانيد كما في «المجمع» (٨ / ١٢٣) عن عائشة مرفوعا ، وقال الهيثمي : أحد أسانيد البزار ، رجاله رجال الصحيح ، غير علي بن حرب الموصلي ، وهو ثقة ، وكذا الطبراني في «الكبير» ، و «الأوسط» عن أبي بكرة ، وقال الهيثمي : فيه النضر بن طاهر ، وهو كذاب ، وعن عمرو بن عوف مرفوعا ، وفيه كثير بن عبد الله بن عوف ، ضعفه الجمهور ، وحسن الترمذي حديثه ، وبقية رجاله ثقات.

٣٣٥

٢٠٥ ٨ / ١٠ إبراهيم بن عبد الله بن الحارث الجمحي (*) :

كوفي قدم أصبهان ، وحدث بها عن يعلى بن عبيد ، وحفص بن غياث ، وغيره وكان صدوقا (١).

(٢٧٥) حدثنا محمد بن عمر (٢) بن حفص ، قال : ثنا إبراهيم بن عبد الله الجمحي ، قال : ثنا يعلى بن عبيد ، قال : ثنا حريت ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : ربما باشرني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأنا حائض من فوق الإزار.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٧٩) ، وطول في نسبه ، وقال : سكن المدينة ـ أصبهان ـ وتوفي بها.

(١) كذا في «أخبار أصبهان» (١ / ١٧٩).

(٢) تراجم الرواة :

محمد بن عمر بن حفص : هو الجورجيري أبو جعفر ، خال أبي بكر الصفار. توفي في ربيع الأول سنة ثلاثين وثلاثمائة. المصدر السابق (٢ / ٢٧٢) لأبي نعيم. ويعلى بن عبيد : هو ابن أبي أمية الإيادي الكوفي أبو يوسف. ثقة ، إلّا في حديثه عن الثوري. لين. مات سنة بضع ومائتين ، وله تسعون سنة. «التقريب» ص ٣٨٧ ، و «التهذيب» (١١ / ٤٠٢) ، وحريث : هو ابن أبي مسطر الفزاري الكوفي الحنّاط. ضعيف. انظر المصدرين السابقين ص ٦٧ ، و (٢ / ٢٣٤). الشعبي : هو عامر بن شراحيل. تقدم (في ت ٢٥) ، ومسروق : هو ابن الأجدع. تقدم (في ت رقم ٨١).

تخريجه :

إسناده ضعيف. فيه حريث الفزاري ، وهو ضعيف ، ولكن أصل الحديث صحيح من غير طريقه ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١ / ٤٠٣) ـ مع الفتح س ـ الحيض ، باب مباشرة الحائض ، عن عائشة مرفوعا. ومسلم عنها ، وعن ميمونة في «صحيحه» ٣ / ٢٠٢ و ٢٠٣ مع النووي الحيض ، باب مباشرة الحائض فوق الإزار نحوه ، ولفظ ميمونة : «كان رسول الله ـ

٣٣٦

(٢٧٦) حدثنا محمد (١) بن عمر ، قال : ثنا إبراهيم ، قال : ثنا يعلى ، قال : حدثنا حريث ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : ربما اغتسل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من الجنابة ، ثم أتاني ، فضممته إليّ وأنا جنب ، ثم أغتسل ، وربما اغتسلت أنا وهو من إناء واحد من الجنابة (٢).

__________________

ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يباشر نساءه فوق الإزار وهن حيّض». وأبو داود في «سننه» (١ / ١٨٣ و ١٨٤) الطهارة ، باب ما يجوز للرجل أن يصيب منها دون الجماع عن عائشة ، وميمونة ، والنسائي في «سننه» (١ / ١٥١ و ١٨٩) الطهارة ، والحيض ، باب مباشرة النساء ، عن عائشة نحوه ، والدارمي في «سننه» (١ / ٢٤٢) الوضوء عن عائشة ، وكذا أحمد في «مسنده» ٦ / ٣٣ و ٥٥ و ٧٢ ولكن بدون ذكر «فوق الإزار» وعن ميمونة في (٦ / ٣٣٥ و ٣٣٦) ، ولفظها في رواية كلفظ مسلم ، وفي أخرى بلفظ : «كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يباشرها فوق الإزار وهي حائض».

ورواه أبو يعلى في «مسنده» كما في «المجمع» (١ / ٢٨١) عن عمر مرفوعا بمعناه. وقال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح.

(١) تراجم الرواة :

تقدم الجميع في السند قبله.

(٢) تخريجه :

إسناده ضعيف ، والطرف الأول من الحديث أخرجه الترمذي في «سننه» (١ / ٨٠) الطهارة ، باب ما جاء في الرجل يستدفىء بالمرأة بعد الغسل بسنده إلى حريث ، ومنه به مثله ، غير أن عنده : «لم اغتسل» بدل أنا جنب ، ثم اغتسل. وقال الترمذي : حديث عائشة حديث ليس بإسناده بأس ، ومن طريق حريث بإسناده أخرجه ابن ماجة في «سننه» (١ / ١٩٢) الطهارة ، باب في الجنب يستدفىء بامرأته قبل أن تغتسل كلفظ الترمذي. قلت في قول الترمذي : في هذا الحديث ليس بإسناده بأس. فيه تساهل ؛ لأن في إسناده حريثا ، وهو مجمع على ضعفه ، بل قال النسائي ، والدولابي ، والجنيد ، والأزدي : متروك. كما في «التهذيب» (٢ / ٢٣٥). وقد تقدم في ترجمته قول ابن حجر إنه ضعيف ، فهذا الطرف ضعيف بالأسانيد المذكورة أيضا.

أما الطرف الأخير من الحديث متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١ / ٣٦٣ و ٣٧٤) مع الفتح ، كتاب الغسل ، باب غسل الرجل مع امرأته ، وفي ٣٧٣ و ٣٧٤ ، عن عائشة نحوه ، ومسلم في «صحيحه» (٤ / ٤ و ٥ و ٦ و ٧) مع النووي الحيض ، باب القدر المستحب من الماء في الغسل ، عن عائشة وغيرها ، وأخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٦١) الطهارة ، باب الوضوء بفضل وضوء المرأة ، والترمذي في «سننه» (١ / ٤٣) الطهارة ، باب وضوء الرجل والمرأة من إناء واحد ، والنسائي في «سننه» (١ / ١٢٨) الطهارة ، باب ذكر اغتسال الرجل والمرأة وابن ماجة في «سننه» (١ / ١٣٤) ، باب الرجل والمرأة يغتسلان من إناء واحد. ـ

٣٣٧

٢٠٦ ٨ / ١١ إبراهيم بن بوبه بن كوفي (*) :

من أهل جرواءان. يحدث عن عبد الوهاب الخفاف ، وأبي النضر هاشم بن القاسم ، وكان صدوقا.

(٢٧٧) حدثنا محمد بن أحمد (١) بن يزيد ، قال : ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن كوفي ، قال : ثنا عبد الوهاب الخفاف ، قال : ثنا هشام ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن جندب ، وعن أبي رافع ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى

__________________

ـ والدارمي في «سننه» (١ / ١٩١) الطهارة والصلاة ، باب الرجل والمرأة يغتسلان من إناء واحد ، وأحمد أيضا في «مسنده» (٦ / ٣٠ و ٣٧ و ٦٤ ومواضع). كلّهم عن عائشة مرفوعا نحوه ، سوى الترمذي ، فإن عنده عنها وعن ميمونة رضي‌الله‌عنهما.

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٧٩) ، وفيه «اسم بوبه عبد العزيز بن كوفي أبو إسحاق ثقة مأمون .. وكان صدوقا» ، وفي «المشتبه» (١ / ١٠٤) للذهبي ، وفيه «بوبه» بموحدتين ، وفي «الإكمال» (١ / ٣٧٠) ، وفيه «بوبه» بضم الباء الأولى ، وسكون الواو ، وفتح الباء الثانية.

(١) تراجم الرواة :

محمد بن أحمد بن يزيد : تقدم (في ت رقم ٤٨) ، ليس بالقوي في حديثه. وعبد الوهاب الخفاف : هو ابن عطاء أبو نضر العجلي ، مولاهم البصري صدوق ، ربما أخطأ أنكروا عليه حديثا في فضل العباس. مات سنة ٢٠٤ ه‍ ، وقيل قبلها ، انظر «التقريب» ص ٢٢٢ ، و «التهذيب» (٦ / ٤٥١). وهشام : هو الدستوائي ـ بفتح الدال ، وسكون السين المهملتين ، وفتح المثناة ، ثم مد ـ تقدم (في ت رقم ٩٥) ثقة ثبت.

قتادة : هو ابن دعامة السدوسي ، والحسن : هو البصري تقدما (في ت رقم ٣).

وجندب : هو ابن عبد الله بن سفيان البجلي أبو عبد الله له صحبة. مات بعد الستين. انظر «التقريب» ص ٥٧ ، و «التهذيب» (٢ / ١١٧). وأبو رافع : هو نفيع بن رافع الصائغ المدني ، نزيل البصرة ثقة ثبت ، مشهور بكنيته نفس المصدرين السابقين ص ٣٥٩ ، و «التهذيب» (١٠ / ٤٧٢).

٣٣٨

الله عليه وسلم ـ قال : «إذا جلس بين شعبها الأربع ثمّ جهدها ، فقد وجب الغسل»(١).

(٢٧٨) حدثنا ابن الجارود (٢) ، قال : ثنا إبراهيم بن بوبه ، قال : ثنا عبد الوهاب ، قال : ثنا أبو الأشهب ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، قال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «إنّ أوّل ما يحاسب به العبد (٣) الصّلاة» ، فذكر الحديث (٤).

__________________

(١) تخريجه :

في إسناده محمد بن أحمد ، وهو ليس بالقوي في حديثه ، وعبد الوهاب الخفاف ، وهو صدوق ، ربما أخطأ ، وبقية رجاله ثقات. والحديث متفق عليه من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١ / ٣٩٥) مع الفتح س في الغسل ، باب إذا التقى الختانان ، فقد وجب الغسل ، ومسلم في «صحيحه» (٤ / ٣٩ ـ ٤١) مع النووي كلاهما من طريق هشام الدستوائي بإسناده مثله ، إلا أنّ في بعض الطرق عند مسلم زيادة : «وإن لم ينزل» وقد اختلف العلماء في المراد بالشعب الأربع : فقيل : هي اليدان والرجلان ، وقيل : غير ذلك ، ومعنى جهدها ، قال الخطّابي : حضرها ، وقال غيره : بلغ مشقتها. معناه : أنه بلغ جهده في العمل.

انظر «شرح النووي» (٤ / ٤٠) ، و «الفتح» ، و «شرح السنة» للبغوي (٢ / ٥). وقد أخرجه بإسناده إلى إسناد الشيخين ، ومنه به مثله ، ومن رواية عائشة أيضا ، فقال : حسن صحيح. وفي «سنن النسائي» (١ / ١١٠ و ١١١) الطهارة ، باب وجوب الغسل إذا التقى الختانان ، وفي سنن أبي داود (١ / ١٤٨) الطهارة ، باب في الإكسال ، مع زيادة في آخره ، وابن ماجه (١ / ٢٠٠) الطهارة ، باب وجوب الغسل إذا التقى الختانان. كلهم من طريق هشام الدستوائي بإسناده ، ورواه الطيالسي في «مسنده» (١ / ٥٩) مع «المنحة» ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٣٤٧) ، والدارقطني في «سننه» (١ / ١١٣) كلهم من حديث أبي هريرة رضي‌الله‌عنه.

(٢) تقدم أكثرهم في السند قبله ، غير ابن الجارود ، وهو أبو بكر محمد بن علي بن الجارود. تقدم (في ت رقم ٤٨) ثقة.

وأبو الأشهب : هو جعفر بن حيان السعدي العطاردي البصري. مشهور بكنيته ثقة ، مات سنة خمس وستين ومائة ، وله خمس وتسعون سنة. انظر «التقريب» (ص ٥٥) ، و «التهذيب» (٢ / ٨٨).

والحسن : هو البصري ، تقدم (في ت رقم ٣).

(٣) جاء في بعض الروايات بزيادة «يوم القيامة» كما تقدم في تخريج الحديث.

(٤) تخريجه :

إسناده حسن ، إلّا أنّ فيه انقطاعا ، حيث لم يسمع الحسن البصري ، عن أبي هريرة ، كما ـ

٣٣٩

(٢٧٩) حدثنا ابن الجارود ، قال : ثنا إبراهيم ، قال : ثنا عبد الوهاب ، عن عون (١) ، عن الحسن ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مثله (٢).

__________________

ـ في «المراسيل» لابن أبي حاتم ص (٣٤ و ٣٥) ، وفي «التهذيب» (٢ / ٢٦٤) ، ولكنّه جاء ذكر الواسطة بينهما فيما أخرجه الطيالسي في «مسنده» (١ / ٦٨) بترتيب الساعاتي من طريق أبي الأشهب ، عن الحسن ، قال : قدم رجل المدينة ، فلقي أبا هريرة ، فقال له أبو هريرة : .. إلى قوله : أفلا أحدثك حديثا سمعته من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ؟ قال : بلى. فذكر الحديث بتمامه ، وفيه زيادة «يوم القيامة» بعد قوله : «العبد» ، وجاء التصريح باسمه عند النسائي ، فإنه أخرجه في «سننه» (١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٤) الصلاة ، باب المحاسبة على الصلاة من طريق قتادة ، عن الحسن ، عن حريث بن قبيصة ، قال : قدمت المدينة .. فجلست إلى أبي هريرة إلى قوله : فحدثني بحديث سمعته من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لعلّ الله أن ينفعني به. قال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «إنّ أوّل ما يحاسب به العبد بصلاته» ، فذكر الحديث بتمامه بطريق آخر ، وفي زيادة «يوم القيامة» ، وبطريق ثالث أيضا بإسناد مستقل ، عن يحيى بن يعمر ، عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، وكلفظ الطريق الأول أخرجه الترمذي في «سننه» (١ / ٢٥٨) الصلاة ، باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، وقال : وفي الباب عن تميم الداري ، وحديث أبي هريرة حديث حسن غريب من هذا الوجه ، وقد روي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن أبي هريرة ، وقد أخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٥٤٠ و ٥٤١) الصلاة ، باب قول النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : كل صلاة لا يتمها صاحبها ، من طريق يونس ، عن الحسن ، عن أنس بن حكيم الضبي ... فأتى المدينة ، فلقي أبا هريرة رضي‌الله‌عنه ـ إلى قوله : ألا أحدّثك حديثا؟ قال : قلت : بلى ، فذكر الحديث نحو القصة المذكورة فيما تقدم ، ورواه أبو داود أيضا من طريق حميد ، عن الحسن ، عن رجل من بني سليط ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بنحوه ، وكذا أخرجه من حديث تميم الداري مرفوعا بمعناه ، وابن ماجة في «سننه» (١ / ٤٥٨) الإقامة ، باب أول ما يحاسب به العبد ، من حديث أبي هريرة ، وتميم الداري نحوه ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٢٩٠ و ٤٢٥) ، عن أنس بن حكيم ، عن أبي هريرة ، وفي (٤ / ٦٥) عن رجل من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي (٤ / ١٠٣) عن تميم ، والدارمي في «سننه» (١ / ٣١٣) الصلاة ، باب أول ما يحاسب به العبد ، عن تميم الداري نحوه.

(١) في النسختين «عون» يبدو أنه سقط كلمة «ابن» قبله ؛ لأن الذي روى عنه عبد الوهاب ، ويروي عن الحسن : هو ابن عون ، وهو عبد الله بن عون ثقة.

(٢) تقدم الرواة ، وتخريجه في الحديث الذي قبله.

٣٤٠