طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

(٢٣١) حدثني عبد الله (١) بن محمد بن عيسى ، قال : ثنا أبو مسعود ، قال : ثنا أبي ، عن ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه أهلّ من مسجد ذي الحليفة حتى استوت به راحلته (٢).

__________________

(١) تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن عيسى : تقدم (في ت ٨١). كان كثير الحديث ، حسن المعرفة.

ووالد أبي مسعود : هو الفرات بن خالد الحافظ الرازي : ثقة من التاسعة. انظر «التقريب» ص (٢٧٤) ، و «التهذيب» (٨ / ٢٥٨).

وابن أبي ذئب : هو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة القرشي أبو الحارث المدني. ثقة ، فقيه مات سنة ثمان وخمسين ومائة. انظر المصدر السابق (٩ / ٣٠٣ و ٣٠٦).

والزهري : هو محمد بن مسلم. تقدم (في ت رقم ٨١). ثقة.

نافع : هو مولى ابن عمر. تقدم (في ت رقم ٤٧).

(٢) تخريجه :

رجاله ثقات سوى عبد الله بن عيسى ، وهو حسن المعرفة.

والحديث صحيح ، مخرّج في «الصحيحين» والسنن ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٤ / ١٤٣ و ١٥٠ و ١٥١ و ١٥٦) مع الفتح الحج ، باب الإهلال عند مسجد ذي الحليفة ، وباب من أهلّ حين استوت به راحلته قائمة عن ابن عمر مرفوعا نحوه ، وكذا عن أنس في باب من بات بذي الحليفة حتى أصبح ، وكذا مسلم في «صحيحه» (٨ / ٩١ ـ ٩٧) مع النووي الحج ، باب أمر أهل المدينة بالإحرام من عند مسجد ذي الحليفة ، وكذا أبو داود في «سننه» (٢ / ٣٧٤) ، والنسائي في «سننه» (٥ / ١٢٦) ، والترمذي في «سننه» الحج حديث ٨١٨ ، وابن ماجة في حديث ٢٩١٦ جميعهم عن ابن عمر مرفوعا نحوه.

والطبراني في «الكبير» (١٢ / ٣٨٦ و ٤٣٠) من طريق نافع وعطاء ، كلاهما عن ابن عمر به.

٢٦١

(٢٣٢) خدثنا أبو العباس الجمّال (١) ومحمد بن الحسين (٢) ، قالا : ثنا أبو مسعود ، قال : ثنا سهل بن عبدويه الرازي ـ ولقبه السندي ـ قال : ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن ميسرة النهدي ، عن المنهال بن عمرو ، عن التميمي ، عن ابن عباس ، قال : كنّا نتحدّث أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عهد إلى عليّ ثمانين عهدا أو سبعين لم يعهدها (٣) إلى أحد.

__________________

(١) تراجم الرواة :

أبو العباس الجمال : تقدم (في ت رقم ٢).

محمد بن الحسين : هو أبو صالح. شيخ. مات سنة ٣٢٢ ه‍.

ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» (٢٤٧ / ٣) ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٤٧) ، وسكتا عنه ، وسهل بن عبدويه الرازي ، واسم عبدويه عبد الرحمن المعروف بالسندي.

قال أبو حاتم : «شيخ».

انظر «الجرح والتعديل» (٤ / ٢٠١) ، و «لسان الميزان» (٣ / ١١٦) ، وعمرو بن أبي قيس الرازي : كوفي ، نزل الري. صدوق ، له أوهام انظر «التقريب» ص (٢٦٢) و «التهذيب» (٨ / ٩٣). وميسرة النهدي ـ بفتح النون ـ هو ابن حبيب أبو حازم الكوفي. صدوق. انظر المصدرين السابقين ص ٣٥٣ ، و «التهذيب» (١٠ / ٣٨٦) المنهال بن عمرو الأسدي مولاهم الكوفي : صدوق ، ربما وهم. انظر نفس المصدرين ص ٣٤٨ ، و (١٠ / ٣١٩) ، والتميمي : هو أربدة ، ويقال : أربد بفتح الهمزة ، وسكون الراء بعدها موحّدة مكسورة. راوي التفسير عن ابن عباس مفسر صدوق. انظر «التقريب» ص ٢٦.

(٢) في الأصل : «الحسين» ، وكذا في أ ـ ه ، والتصويب من مصادر ترجمته.

(٣) في الأصل : (يعهده) ، والتصويب من مصادر التخريج.

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ـ فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٥٥) في ترجمة محمد بن حماد ورواه عنه الخطيب في «موضح أوهام الجمع» (٢ / ١٣٩) وكذا الطبراني في «الصغير» (٢ / ٦٩) من طريق محمد بن سهل ، عن أبي مسعود به مثله ، إلّا أنه رواه عمرو ، عن مطرف بن طريف ، عن المنهال ، بدل : عن ميسرة ، عن المنهال ، وقال الطبراني : لم يروه عن مطرف إلا عمرو بن أبي قيس ، ولا عن عمرو إلّا سهل. تفرد به أحمد بن الفرات.

وقال الهيثمي في «المجمع» (٩ / ١١٣) : وفيه من لم أعرفهم ، وأورده ابن حجر في «التهذيب» (١ / ١٩٧) في ترجمة أربدة التميمي بسند الطبراني ، وقال : «قرأت بخط الذهبي : هذا حديث منكر». قلت : أورده الذهبي في «الميزان» (١ / ١٧٠) ، وقال : تفرد به أحمد بن ـ

٢٦٢

(٢٣٣) حدثنا أبو جعفر محمد بن (١) العباس بن أيوب ، قال : ثنا أحمد بن الفرات ، قال : ثنا سهل بن عبدويه ، قال : أنا عمرو بن أبي قيس ، عن غيلان بن جامع المحاربي ، عن حميد الشامي ، عن محمود بن الربيع ، قال : سمعت شداد بن أوس يقول : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مرارا ، وحدثنا هكذا : «إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ إذا جمع الأوّلين والآخرين ببقيع واحد ، يبعدهم (٢) البصر ، ويسمعهم (٣) الدّاعي ، يقول : أنا خير شريك. من كان يعمل عملا في الدّنيا كان لي فيه شريك ، فأنا أدعه اليوم ، ولا أقبل إلّا خالصا ، ثم قرأ (قوله تعالى) (٤) : (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ)(٥) ، وقوله : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(٦)».

__________________

ـ الفرات عن السندي ، وهو منكر وابن عساكر في مناقب علي من «تاريخ دمشق» (٢ / ٤٩٩) المحقق المطبوع مستقلا ، وكذا في «كفاية الطالب» ص ٢٩١.

(١) تراجم الرواة :

أبو جعفر محمد بن العباس الإمام الحافظ. تقدم (في ت رقم ٣).

بقية الرواة تقدموا في السند قبله ، وغيلان المحاربي : تقدم (في ت رقم ١٣٦). ثقة.

حميد الشامي : هو ابن أبي حميد الحمصي ، مجهول من الخامسة. انظر «التقريب» ص ٨٥ ، و «التهذيب» (٣ / ٥٣ ـ ٥٤). ومحمود بن الربيع الخزرجي : صحابي صغير ، جلّ روايته عن الصحابة ، مات سنة تسع وتسعين. انظر «التهذيب» (١٠ / ٦٣) ، و «التقريب» ص (٣٣٠).

شداد بن أوس بن ثابت الأنصاري أبو يعلى : أيضا صحابي. مات بالشام قبل الستين.

انظر المصدرين السابقين ص (١٤٤) ، و (٤ / ٣١٥).

(٢) في أ ـ ه : يبعدهم .. ويستمعهم.

(٣) في الأصل : «ومن» ، والصحيح ما أثبته.

(٤) بين المعكوفين زدته لمصلحة الكلام.

(٥) سورة الحجر آية (٤٠).

(٦) سورة الكهف آية (١١٠).

تخريجه :

في إسناده عبدويه ، تقدم في السند قبله ، وحميد الشامي ، وهو مجهول كما تقدم ، فقد أخرجه الطبراني كما في «الدر» (٤ / ٢٥٥). عن شداد بن أوس مثله ، وكذا ذكر عن سعيد بن جبير نحوه ، وقال : أخرجه ابن أبي حاتم.

٢٦٣

(٢٣٤) حدثنا محمد بن يحيى ، وعلي (١) بن رستم ، قالا : ثنا أبو مسعود ، قال : ثنا عبد الرحمن بن قيس ، عن حماد بن سلمة ، عن أبي العشراء ، عن أبيه ، قال : سئل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن العتيرة ، فحسنها (٢).

__________________

(١) تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : تقدم (في ت رقم ١٠) ، وعلي بن رستم : تقدم (في ت رقم ١٢٩) ، كلاهما ثقتان ، وأبو مسعود : هو أحمد بن الفرات المترجم له ، وعبد الرحمن بن قيس : هو الضبي أبو معاوية الزعفراني : متروك ، كذّبه غير واحد. انظر «التهذيب» (٦ / ٢٥٨) ، و «الميزان» (٢ / ٥٨٣). حماد بن سلمة : تقدم في بداية المقدمة ، أبو العشراء ـ بضم أوله ، وفتح المعجمة ، والراء والمد ـ الدارقيّ. في اسمه أقوال : منها : أنه أسامة بن مالك ، وقيل : عطارد ، وقيل : يسار ، وقيل : غير ذلك ، وهو أعرابي مجهول. انظر «التقريب» ص ٤١٧ و «التهذيب» (١٢ / ١٦٧) ، وأبوه يظهر أنه صحابي.

(٢) تخريجه :

في إسناده متروك ، ومجهول كما تقدم ، فقد أخرجه الذهبي في «الميزان» (٣ / ٥٨٣) بإسناده ، ويلتقي مع سند أبي الشيخ في أحمد بن الفرات ـ أبي مسعود ـ ومنه به مثله. ثم قال : رواه أبو داود في غير «سننه» عن زبنّج ، عن عبد الرحمن بن قيس ، قال أبو بكر ابن أبي داود : قال أبي : ذكرته لأحمد بن حنبل فاستحسنه ، وقال : هذا من حديث الأعراب أمله عليّ. فكتبه عني وساق ابن حجر في «التهذيب» (١٢ / ١٦٧) رواية أبي داود بإسناده منه ، وقال : رواه في غير «السنن» ، وقال ـ أي أبو داود ـ في موضع آخر «سمعه مني أحمد بن حنبل ـ فاستحسنه جدا» ، وسكت عليه الذهبي وابن حجر ، وقد حسنه الترمذي في «سننه» (٣ / ٣٧) الأضاحي من غير هذا الطريق ، فقال : حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث ابن عون ، وقد تقدم تخريج حديث العتيرة ، وتفسير العتيرة ، وهي شاة تذبح في رجب «بحديث رقم ٢٧».

٢٦٤

١٦٩ ٧ / ٢ أبو جعفر محمد بن عاصم بن عبد الله الثقفي (*) :

توفي في صفر سنة اثنتين وستين في آخره (١).

حكى إبراهيم (٢) بن أورمة ، قال : ما رأيت مثل محمد بن عاصم ، ولا رأى محمد بن عاصم مثل نفسه (٣).

حدثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى ، قال : ثنا علي بن محمد الثقفي ، قال : كنت أختلف إلى أبي بكر (٤) بن أبي شيبة ، وأكتب عنه ، فما رأيت أحدا أشبهه في حسن دينه وحفظ لسانه إلّا محمد بن عاصم.

حدثنا عامر (٥) بن إبراهيم ، قال : سمعت محمد بن عاصم يذكر في هذه الآية (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا)(٦) سأل عن الدنيا ، فلم يأخذوا منها ما لا يصلح.

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٨ / ٤٦) ، وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ١٨٩) ، وفيه من أهل المدينة ـ أي مدينة أصبهان ـ وكان من العباد والأفاضل. وفي «تذكرة الحفاظ» للذهبي (٢ / ٥١٧) بإيجاز ، وفيه «وفيها ـ أي في سنة اثنتين وستين ومائتين ـ توفي مسند أصبهان أبو جعفر ....

صاحب الجزء المشهور اه ، وفي «التهذيب» (٩ / ٢٤٠) ، وفيه : «الأصبهاني العابد ، صاحب ذاك الجزء العالي» ، وفي «التقريب» : صدوق».

(١) أي بعد المائتين.

(٢) ترجم له المؤلف في «الطبقات» (رقم ٣٠٦). ثقة من النقاد. انظر ترجمته في مقدمة «الكامل» لابن عدي ص ٢١٨.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٨٩).

(٤) هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة. تقدم (في ت رقم ٢٥).

(٥) تقدم (في ت رقم ٥٤). ثقة.

(٦) سورة الأنبياء آية (٧٣).

٢٦٥

حدثنا عامر ، قال : سمعت محمد بن عاصم يقول : بلغني عن الوليد بن كوفي أنّه قال : إن افتقدت كلبا لم تجد له خلفا.

(٢٣٥) حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى (١) ، قال : ثني محمد بن عاصم من أصله ، قال : ثنا مؤمّل ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي العباس ، عن عبد الله بن عمرو ، أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «لا صام من صام الأبد».

قال أبو عبد الله : هذا الحديث لم أكتب (٢) عن أحد سواه ، وهو عند الناس عن(٣).

__________________

(١) تراجم الرواة :

أبو عبد الله ، تقدم (في ت رقم ١٠) ومحمد بن عاصم هو المترجم له.

مؤمّل ـ بوزن محمد ـ ابن إسماعيل البصري ، أبو عبد الرحمن ، صدوق سيىء الحفظ ، مات سنة ست ومائتين ، انظر «التهذيب» (١٠ / ٣٨٠) ، و «التقريب» ص ٣٥٣.

وسفيان لم يتبين لي هل هو الثوري أو ابن عيينة ، لأن مؤمّلا يروي عنهما ، وكذا يروي السفيانان عن عمرو بن دينار ، وتقدم الجميع غير مرة ، وهم ثقات.

أبو العباس هو السائب بن فروخ الشاعر المكي الأعمى ثقة. انظر «التهذيب» (٣ / ٤٤٩).

(٢) هكذا في النسختين ، والأنسب «اكتبه».

(٣) في النسختين هكذا ، لم يذكر بعد عن شيئا ، الظاهر أن بعده سقطا.

تخريجه :

رجاله ثقات سوى محمد بن عاصم المترجم له ، وهو صدوق ، وكذا مؤمّل ، صدوق سيىء الحفظ ، والحديث له طرق أخرى ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٥ / ٢٤ و ٢٨) مع الفتح ط ـ ح / الصوم ، باب حق الأهل في الصوم ، وباب صوم داود عليه‌السلام من طريق أبي العباس الشاعر ، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا نحوه ، وكذا من هذا الطريق مسلم في «صحيحه» (٨ / ٤٥) مع النووي ، الصوم : باب النهي عن صيام الدهر نحوه ، والنسائي في «سننه» (٤ / ٤٠٥) الصيام بطرق عن عبد الله بن عمرو مرفوعا مثله وكذا ابن ماجه في «سننه» (١ / ٥٤٤) الصيام : باب ما جاء في صيام الدهر مثله ، وأيضا أحمد عنه مثله في «مسنده» (٢ / ١٦٤ و ١٨٩ و ١٩٠ و ١٩٨ و ١٩٩) ، وعن أسماء بنت يزيد مرفوعا نحوه في (٦ / ٤٥٥) ، وكذا أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (٣ / ٣٢٠) عن عبد الله بن عمرو مثله ، وقال : «حديث صحيح ، متفق عليه من حديث عبد الله بن عمرو ، وكذا الخطيب في «تاريخ بغداد» (١ / ٣٠٧) مثله.

٢٦٦

(٢٣٦) حدثنا أحمد بن علي بن (١) الجارود قال : ثنا محمد بن عاصم قال : ثنا محمد بن سعيد بن سابق قال : ثنا عبد الله بن المبارك ، عن يونس ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : أنها كانت تأمر بالتلبينة للمريض و (٢) تقول : إنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يقول : «إنّ التلبينة تجلي فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن» (٣).

__________________

(١) تراجم الرواة :

أحمد بن علي بن الجارود تقدّم (في ت رقم ٤) ومحمد بن سعيد بن سابق أبو سعيد الرازي ، وقال أبو عبد الله نزيل قزوين : ثقة مات سنة ٢١٦ ه‍ انظر التهذيب (٩ / ١٨٧) والتقريب ص ٢٩٩ ، وعبد الله بن المبارك تقدم (في ت رقم ١٢٤) ، ويونس هو ابن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السّبيعيّ أبو إسرائيل الكوفي ، صدوق ، يهم قليلا ، مات سنة ١٥٨ ه‍ انظر المصدرين السابقين ص ٣٩٠ ، و (١١ / ٤٣٣) ، والزهري هو محمد بن مسلم تقدم (في ت رقم ٨١) : ثقة إمام.

وعروة هو ابن الزبير بن العوّام ، تقدم (في ت رقم ٤٨) : ثقة.

(٢) جاء في «صحيح البخاري» مع «الفتح» (١٢ / ٢٥٢) بزيادة «كانت».

(٣) تخريجه :

رجاله بين ثقة وصدوق ، فقد أخرجه البخاري في صحيحه (١١ / ٤٨٢) الأطعمة باب التلبينة من حديث عائشة مرفوعا نحوه ، وفي الطب (١٢ / ٢٥٢) في الموضعين مع «الفتح» باب التلبينة للمريض قريبا من لفظ المؤلف ، من طريق الزهري بإسناده بلفظ : «إن التلبينة تجمّ فؤاد المريض وتذهب ببعض الحزن» وتجمّ بفتح المثناة وضم الجيم ، وبضم أوله وكسر ثانيه ، ومعناها أنها تريح فؤاده ، وتزيل عنه الهمّ وتنشّطه.

ومسلم في «صحيحه» (٤ / ١٧٣٦) من الطريق المذكور ، كتاب السلام ، والترمذي في «سننه» (٣ / ٢٥٩) الطب : باب ما جاء ما يطعم المريض بطريقين من حديث عائشة وابن ماجة في «سننه» (٢ / ١١٤٠) الطب ، وأحمد في «مسنده» (٦ / ٨٠ و ١٥٥) من طريق عروة عن عائشة مرفوعا نحوه ، وكذا أبو نعيم في الطب ص ٧٠ و ٧١.

بطريقين نحوه ، وكذا البيهقي في «الشعب» القسم الثاني (٢٩٣ / ٢) نحوه ، والحاكم في «المستدرك» (٤ / ٤٠٧) ، وذكره السيوطي في «المنهج السوي» ص ٢٦.

والتلبينة : «حساء يتخذ من دقيق أو نخالة ، وربما جعل فيها عسل سميت بها تشبيها باللبن لبياضها ورقتها وهي تسمية بالمرة من التلبين» انظر «النهاية» لابن الأثير (٤ / ٢٢٩).

٢٦٧

(٢٣٧) حدثنا محمد (١) بن يحيى ، ثنا محمد بن عاصم ، قال : ثنا مؤمّل ، قال : ثنا سفيان ، عن عاصم بن كليب عن أبيه ، عن وائل بن حجر قال : رأيت النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وضع يده (٢) على شماله عند صدره (٣).

__________________

(١) تراجم الرواة :

تقدم أكثرهم في ح رقم ٢٣٥.

وعاصم بن كليب بن شهاب تقدم (في ت رقم ٩٨) ، صدوق ، رمي بالإرجاء ، وكذا أبوه كليب تقدم في الترجمة نفسها ، وهو أيضا صدوق.

وائل بن حجر ـ بضمّ المهملة وسكون الجيم ـ ابن سعد صحابي ، جليل ، مات في ولاية معاوية ، انظر «التقريب» ص ٣٦٨.

(٢) في النسختين : «يديه» ، والصواب ما أثبتّه ، ولكن المشهور في الروايات : «يمينه».

(٣) تخريجه :

في إسناده مؤمل بن إسماعيل ، وهو صدوق سيىء الحفظ ، وقد شذّ مؤمل عن سفيان في زيادة : «على صدره ـ عند صدره» ، ذكر ابن القيم في «إعلام الموقعين» (٣ / ٩) ، فقال : «المثال الثاني والستون ترك السنة الصحيحة الصريحة التي رواها الجماعة عن سفيان الثوري ، عن عاصم بن كليب ..... فوضع يده اليمنى على اليسرى ، ولم يقل على صدره غير مؤمل بن إسماعيل.

قلت : وأيضا روى عن عاصم جماعة هذا الحديث سوى سفيان بدون هذه الزيادة كما ذكرهم صاحب «بغية الألمعي» بهامش «نصب الراية» مع ذكر المظان (١ / ٣١٦) ، راجعه إن شئت فقد أخرجه ابن خزيمة في «صحيحه» (١ / ٢٤٢ ـ ٢٤٣) بطرق أربعة عن عاصم بن كليب ليست فيها هذه الزيادة إلّا في طريق مؤمل بن إسماعيل ، وهو شذ في هذه الزيادة ، وكذا أخرجه البيهقي في «سننه الكبرى» (٢ / ٣٠) بطريقين عن وائل ، كلاهما ضعيفان ، في الأول من له مناكير ، وهو محمد بن حجر عن عمه سعيد ، وراو مبهم ، وهو عن أمه ، وهي غير معروفة ـ وفي الثاني مؤمّل بن إسماعيل ، وقد تقدم ، وله شاهد أخرجه أحمد في «مسنده» (٥ / ٢٢٦) من حديث قبيصة بن الهلب بضم الهاء وسكون اللام ـ عن أبيه نحوه بلفظ «بضع هذة على صدره» ولكن قبيصة مقبول كما في «التقريب» ، وقد جاء عنه بطريق آخر ليس فيه هذه الزيادة إنما هو بلفظ «واضعا يمينه على شماله» ، وكذا له شاهد عند أبي داود (١ / ٤٨١) ، عن طاووس مرسلا ، ولكن في سنده هيثم بن حميد ، وهو صدوق رمي بالقدر ، وسليمان بن موسى ، وهو صدوق ، في حديثه بعض لين ، وقد خولط في أخرة ، مع كونه مرسلا. الخلاصة أن أصل الحديث بدون هذه الزيادة صحيح ثابت في «الصحيحين» وغيرهما ، وإنّما الكلام في هذه الزيادة ، والله أعلم.

٢٦٨

(٢٣٨) حدثنا أبو جعفر (١) محمد بن العباس ، قال : ثنا محمد بن عاصم ، قال : ثنا عبدة بن سليمان ، عن مصعب بن ماهان ، عن سفيان ، عن يونس وأبي سعيد البصري ، قالا : سمعنا الحسن يقول :

قدم عقيل بن أبي طالب البصرة ، فتزوج امرأة من بني جشم ، فقالوا له : بالرّفاه والبنين ، فقال : لا تقولوا ذاك ، فإنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نهى عن ذلك ، وأمرنا أن نقول : بارك الله لك ، وبارك عليك.

__________________

(١) تراجم الرواة :

أبو جعفر محمد بن العباس ، تقدم (في ت رقم ٣) ، كان إماما حافظا.

محمد بن عاصم : هو المترجم له.

وعبدة بن سليمان ، هو المروزي أبو محمد ، صدوق ، مات سنة ٢٣٩ ه‍.

انظر «التهذيب» (٦ / ٤٥٩) ، و «التقريب» ص ٢٢٣.

مصعب بن ماهان المروزي نزيل عسقلان ، صدوق ، عابد ، كثير الخطأ مات سنة ١٨١ ه‍.

انظر «التقريب» ص ٣٣٨ ، و «التهذيب» (١١ / ٤٤٢).

سفيان : هو الثوري. تقدم (في ت رقم ٣).

يونس : هو ابن عبيد بن دينار ، تقدم (في ت رقم ١٦٠). ثقة.

وأبو سعيد البصري : هو عبد الرحمن بن عبد الله البصري : صدوق ، ربما اخطأ ، مات سنة ١٩٧ ه‍. والحسن : هو البصري ، تقدم (في ت رقم ٣).

عقيل بن أبي طالب الهاشمي : أخو علي وجعفر ، وكان أسنّهم. صحابي عالم بالنسب.

مات سنة ٦٠ ه‍ ، وقيل بعدها. انظر «التقريب» ص ٢٤٢.

تخريجه :

إسناده حسن ، فقد أخرجه الدارمي في «سننه» (٢ / ١٣٤) ، النكاح ، باب إذا تزوج الرجل ما يقال له ، من طريق محمد بن كثير العبدي ، عن سفيان ، ومنه به مثله ، ورجاله ثقات ، وكذا أخرجه النسائي في «سننه» (٦ / ١٢٨) ، النكاح ، باب كيف يدعى للرجل إذا تزوج. وابن ماجه في «سننه» (١ / ٦١٤) ، النكاح ، باب تهنئة النكاح ، وأحمد في «مسنده» (١ / ٢٠١) بطريقين عن عقيل نحوه ، وفي (٣ / ٤٥١) مثله ، وقد صرح الحسن بسماعه في هذا الطريق. وكذا أخرجه الخطيب البغدادي في «الموضّح» (٢ / ٢٥٥) كلّهم عن عقيل مرفوعا. وله شاهد من حديث أبي هريرة قد أخرجه أبو داود في «سننه» (٢ / ٥٩٨) النكاح ، باب ما يقال للمتزوج ، والترمذي في «سننه» (٢ / ٢٧٦) ، النكاح ، باب ما يقال للمتزوج ، وقال : «حسن صحيح» ، وابن ماجه في «سننه» (١ / ٦١٤) ، باب تهنئة النكاح ، والدارمي في «سننه» (٢ / ١٣٤) ، النكاح ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٣٨) ، والحاكم في «المستدرك» (٢ / ١٨٣) ، ووافقه الذهبي ، والبيهقي في «سننه» (٧ / ١٤٨) ، وابن السني في «عمل اليوم والليلة» ص ٢٢٥ ، والحديث صحيح بلا شك بطرقه.

٢٦٩

١٧٠ ٧ / ٣ إسماعيل بن يزيد بن مردانبه (*) :

أبو أحمد القطان ، توفي قبل الستين والمائتين ، يروي عن ابن عينية ، وسمع منه. وسمع من الحميدي (١) ، عن ابن عينية ، فاختلط حديثه ، ولم يتعمّد الكذب ، وروى عن وكيع ، والوليد بن مسلم ، ومعن (٢) ، والناس ، وكان خيّرا فاضلا كثير الفوائد والغرائب. روى عنه محمد بن حميد الرازي.

حدثنا محمد بن يحيى (٣) ، قال : ثنا محمد بن حميد ، قال : ثنا إسماعيل بن يزيد القطان ، عن أبي (٤) داود ، عن أبي خلدة ، قال : قال لي أبو

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٠٩) ، وزاد في نسبه بعد يزيد بن حريث بن مردانبة ، قال : «اختلط عليه بعض حديثه في آخر أيامه. حسن الحديث ، كثير الغرائب والفوائد» وفي «اللسان» (١ / ٤٤٣ ـ ٤٤٤).

(١) الحميدي : هو عبد الله بن الزبير القرشي ، من أجلّ أصحاب ابن عيينية ، كما في «التقريب» ص ١٧٣.

(٢) معن : هو ابن عيسى.

(٣) هو محمد بن يحيى بن مندة. تقدم (في ت رقم ١٠) ، ومحمد بن حميد : هو الرّازي ، حافظ ضعيف. تقدم (في ت رقم ٣).

(٤) الرواة :

أبو داود : هو الطيالسي سليمان بن داود. تقدم بترجمة رقم ٩٣. وأبو خلدة ـ بفتح «المعجمة وسكون اللام ـ : هو خالد بن دينار التميمي البصري. صدوق ، مات سنة ١٥٢ ه‍. «التهذيب» (٣ / ٨٨) ، و «التقريب» ص ٨٨.

وأبو العالية : هو رفيع بن مهران. تقدم (برقم ت ٢١).

وعثمان الطويل : ترجم له في «الجرح والتعديل» (٦ / ١٧٣) ، فقال أبو حاتم : شيخ.

٢٧٠

العالية : إذا لقيت عثمان الطويل ، فقل (له) (١) يأتيني ، فإني أريد أن أكلمه بشيء (٢).

ومن غرائب حديثه :

(٢٣٧) حدثنا سلم بن عصام (٣) ، قال : ثنا إسماعيل بن يزيد ، قال : ثنا محمد ابن عبد الملك ، قال : ثنا الحسن بن أبي جعفر ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من منع فضل مائه في الدّنيا ، منع الله فضله يوم القيامة ، فقال : اليوم أمنعك فضلي كما منعت (فضل) (٤) ما لم تعمل يداك».

__________________

(١) بين المعقوفتين من ـ ن ـ أ ـ ه.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٠٩) به مثله.

(٣) تراجم الرواة :

سلم بن عصام : تقدم (في ت رقم ١٩). كثير الحديث ، صاحب الغرائب.

إسماعيل : هو المترجم له ، ومحمد بن عبد الملك : لم يتبين لي بالجزم ، والذي يبدو أنه هو محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، وهو ثقة. مات سنة ٢٤٤ ه‍ ، أو محمد بن عبد الملك الواسطي أبو جعفر ، وهو صدوق. مات سنة ٢٦٦ ه‍. «التهذيب» (٩ / ٣١٦ و ٣١٧).

والحسن بن أبي جعفر عجلان أبو سعيد الأزدي : ضعيف ، تقدم في (ت رقم ١١٣).

وعمرو بن دينار : هو المكي. تقدم (في ت رقم ٢). ثقة. وأبو صالح : هو ذكوان السّمان الزيات. تقدم (في ت رقم ٤١). ثقة.

(٤) بين المعقوفتين من «صحيح البخاري» (٥ / ٤٤٠ مع الفتح ط ـ ح).

تخريجه :

في إسناده الحسن بن أبي جعفر ، وهو ضعيف وغريب بهذا اللفظ ، ولكن أصل الحديث صحيح من غير هذا السياق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٥ / ٤٤٠) الشرب (المساقاة) ، باب من رأى أن صاحب الحوض أو القربة أحق بمائة ، وفي التوحيد ، باب وجوه يومئذ ناضرة ٢ / ١٧ / ٢٠٨ مع الفتح ط ـ ح ، عن أبي هريرة في حديث في آخره هذا الحديث ، ويلتقي في عمرو بن دينار ، ومنه به نحوه بلفظ : «ورجل منع فضل ماء فيقول الله يوم القيامة : اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك» ا ـ ه.

وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده كما عند أحمد (٢ / ١٨٣ و ٢٢١) ، وقال الهيثمي : في «المجمع» (٤ / ١٢٤) في حديث عبد الله بن عمرو : فيه محمد بن راشد الخزاعي ، وهو ثقة قد ضعفه بعضهم ، وذكر له الهيثمي أيضا شاهدا آخر بمعناه من حديث سعد بن أبي وقاص ، وقال : رواه أبو يعلى ، وفيه من لم يسمّ.

٢٧١

(٢٣٨) حدثنا سلم (١) ، ومحمد بن أحمد بن عمرو ، وغيرهما ، قالوا : ثنا إسماعيل بن يزيد ، قال : ثنا أبو داود ، عن شعبة ، عن مسعر ، عن عاصم ، عن زر ، قال : سألت عائشة (٢) ، فقالت : أعن ميراث رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ تسأل؟ ما ترك رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صفراء ، ولا بيضاء ، ولا شاة ، ولا بعيرا ، ولا عبدا ، ولا وليدة ، ولا ذهبا ، ولا فضة.

__________________

(١) تراجم الرواة :

سلم : هو ابن عصام. تقدم في السند قبله ، ومحمد بن أحمد : هو الأبهري تقدم (في ت رقم ١٥٥). شيخ ثقة.

وأبو داود : هو الطيالسي. تقدم بترجمة رقم ٩٣.

وشعبة : هو ابن الحجاج العتكي. تقدم (في ت رقم ٢٢).

ومسعر : هو ابن كدام أبو سلمة الكوفي. تقدم (في ت رقم ٣).

عاصم : هو ابن بهدلة الأسدي. تقدم (في ت رقم ٨١) صدوق ، له أوهام.

وزر : هو ابن حبيش. تقدم (في ت رقم ١٣٥). ثقة مخضرم.

(٢) في «مسند الطيالسي» ٢ / ١١٥ بترتيب الساعاتي بزيادة «عن ميراث رسول الله» بعد سألت ، وكذا في «طبقات ابن سعد» (٢ / ٣١٦).

تخريجه :

في إسناده إسماعيل بن يزيد ، وهو كثير الغرائب ، وهذا من غرائبه ، وكذا عاصم له أوهام كما تقدم ، فالحديث غريب بهذا اللفظ ، وأصل الحديث من غير هذا السياق صحيح ، فقد أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» (٢ / ١١٥) بترتيب الساعاتي ، السيرة ، باب تغير الحال بعد وفاته ، وأنه لم يترك درهما ولا دينارا ، من طريق شيبان ، عن عاصم به نحوه بدون زيادة الكلمتين في أول الحديث وآخره ، وابن سعد في «الطبقات» (٢ / ٣١٦ و ٣١٧) من طريق مسعر ، عن عاصم به نحوه ، وأخرجه مسلم في «صحيحه» ١١ / ٨٩ مع النووي الوصية ، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء ، من طريق مسروق ، عن عائشة نحوه باختصار بلفظ : ما ترك رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ دينارا ، ولا درهما ، ولا شاة ، ولا بعيرا ، ولا أوصى بشيء». رواه بطريقين ، كذا أخرجه أبو داود في «سننه» (٣ / ٢٨٣) ، والنسائي في «سننه» (٦ / ٢٤٠) ، كلاهما في الوصايا ، وأيضا ابن ماجة في «سننه» (٢ / ٩٠٠) ، وأحمد في «مسنده» (٦ / ١٣٦) ، نحوه من الطريق المذكور ، وله شواهد صحيحة عند البخاري في «صحيحه» (٦ / ٢٨٩ مع الفتح ط ـ ح) ، الوصايا ، باب الوصايا ، وقول النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وصية الرجل مكتوبة عند رأسه ، وفي المغازي (٩ / ٢٣٤) باب مرض النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من حديث عمرو بن الحارث ، ختن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ نحوه ، ـ

٢٧٢

(٢٣٩) حدثنا أبو العباس (١) الجمّال ، قال : ثنا إسماعيل بن يزيد ، قال : ثنا الوليد بن مسلم ، قال : ثنا عنبسة بن عبد الرحمن ، عن خالد بن كلّاب ، عن أنس بن مالك أنّ النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إنّ الله قد أكرم أمّتي بالألوية» (٢).

__________________

ـ وكذا عند النسائي في «سننه» (٦ / ٢٢٩) الأحباس ، وعند ابن سعد في «الطبقات» (٢ / ٣١٦ و ٣١٧) من حديث عمرو بن الحارث ، وعلي بن الحسين ، وابن عباس نحوه.

(١) تراجم الرواة :

أبو العباس الجمال : تقدم (في ت رقم ٢).

والوليد بن مسلم : هو القرشي الدمشقي. تقدم (في ت رقم ١٢٩) ثقة ، لكنه كثير التدليس.

وعنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة الأموي : متروك ، تقدم (في ح رقم ٤٦).

وخالد بن كلاب : تركه الأزدي ، وقال الذهبي : «له حديث منكر» ، ثم ذكره ، وهو الحديث المذكور.

انظر «الميزان» (١ / ٦٣٩) ، وقال ابن حجر في «اللسان» (٢ / ٣٨٤) ، وقال العقيلي : مجهول بالنقل ، وحديثه غير محفوظ لا أصل له.

(٢) في إسناده متروكان كما تقدم. وقد ذكر الحديث الذهبي في المصدر السابق ، وابن حجر أيضا في المصدر السابق ، وقالا : منكر ، وساقه ابن الجوزي في «الموضوعات» (٢ / ٢٢٦) من طريق العقيلي بإسناده ، وقال العقيلي : خالد بن كلاب مجهول ، وحديثه غير محفوظ ، لا أصل له ، وكذا أورده السيوطي في «اللآلىء» (٢ / ١٣٥) ، ولم يتعقبه ، فهو موضوع.

٢٧٣

١٧١ ٧ / ٤ إبراهيم بن عامر الأشعري (*) :

توفي سنة ستين ومائتين ، حكى عامر عن أبيه ، قال : كنت آتي مسدّدا (١) لأسمع منه ، وكنت إذا أبطأت عليه يغطي رأسه ، فيقول : جاء إبراهيم ، فإذا قالوا ذلك رفع رأسه ، قال : وقال لي مسدد : قال يحيى القطان : ثنا مسدد : لو علمت وقت مجيئك لجئتك ، ثنا إبراهيم : لو علمت وقت مجيئك لجئتك ، وكان إبراهيم خيرا فاضلا.

كان محمد بن عامر (٢) أخوه (٣) أيضا خيّرا فاضلا ، وكان يروي

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٧٤) ، وزاد في نسبه «ابن إبراهيم» بن واقد .. أبو إسحاق المؤذن .. كان خيرا فاضلا. مات سنة ٢٦٠ ه‍ وصلى عليه أخوه محمد ، وفي «الجرح والتعديل» (٢ / ١١٦).

(١) مسدد : هو ابن مسرهد البصري. ثقة إمام. مات سنة ١٢٨ ه‍. انظر «التهذيب» (١٠ / ١٠٧).

(٢) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٩١) ، وفيه أنه «أبو عبد الله ... وكان يجري في مجلسه فنون العلم ؛ الفقه ، والنحو ، والغريب ، والشعر ، والحديث» ، وفي «الجرح والتعديل» (٨ / ٤٤) ، وقال ابن أبي حاتم : سمعت منه بأصبهان ، وكان صدوقا.

(٣) أي أخو إبراهيم بن عامر.

٢٧٤

١٧٢ ٧ / ٥ محمد بن عامر :

عن أبي (١) داود. عنده غرائب ، ومات سنة ست وستين ومائتين.

وكان لإبراهيم بن عامر بنون (٢) يحدثون. منهم : عامر ، ومحمد. كتبنا عنهما جميعا ، وصلى على إبراهيم بن عامر أخوه محمد في خلافة المعتمد (٣) ، ومن غرائب حديثه :

(٢٤٠) حدثنا محمد بن (٤) يحيى ، قال : ثنا إبراهيم بن عامر ، قال : ثنا أبي ، عن أبي هانىء ، عن شريك ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : رمقت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ شهرا يقرأ في الركعتين بعد المغرب : («قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) ، و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) ، وفي الركعتين

__________________

(١) هو السجستاني ، وروى عن محمد ، أبو بكر بن أبي داود كما في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٩١).

(٢) في الأصل «بنين» ، والتصحيح من مقتضى القواعد.

(٣) المعتمد : هو أبو العباس أحمد بن جعفر المتوكل. ولي بعد المهتدي ابن عمه ، ولم يزل واليا إلى أن مات سنة ٢٧٩ ه‍ ، وكانت مدة ولايته ٢٣ سنة ، ولم يكن بيده من أمر الخلافة إلا الاسم.

أنظر «أسماء الخلفاء والولاة وذكر مددهم» ـ لابن حزم مع جوامع السيرة له ص ٣٧٥.

(٤) تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : تقدم في (ت رقم ١٠) ، وإبراهيم : هو المترجم له ، وأبوه عامر بن إبراهيم بن واقد تقدم بترجمة رقم (١٠٣) ، وهو ثقة.

وأبو هانىء : هو الخولاني حميد بن هانىء المصري. ثقة ، مات سنة ١٤٢ ه‍. انظر «التهذيب» (٣ / ٥٠).

٢٧٥

قبل الغداة : (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) ، و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ»)(١).

__________________

ـ وشريك : هو ابن عبد الله النخعي القاضي. تقدم (في ت رقم ٣). تغير منذ ولي القضاء.

وعبيد الله بن عمر بن حفص العدوي : تقدم (في ت رقم ٥٤). ثقة ، ونافع : تقدم (في ت رقم ٤٧).

(١) رجاله ثقات ، سوى شريك وإبراهيم بن عامر وإبراهيم كان خيرا فاضلا ، وهو من غرائب حديثه وقد تقدم الحديث في حديث رقم ٩٨ ، ورقم (ت ٨٢).

٢٧٦

١٧٣ ٧ / ٦ إبراهيم بن عون بن راشد السعدي (*) :

روى عن ابن عيينة ، ووكيع ، وغيرهما ، وكان فاضلا خيرا ، ولم يخرّج له كثير حديث.

(٢٤١) حدثنا محمود بن أحمد بن الفرج (١) ، قال : ثنا إبراهيم بن عون سنة أربع وأربعين ومائتين ، قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، قال : ثنا دلهم بن صالح ، عن حجير بن عبد الله ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، أن النجاشي أهدى إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ خفين أسودين ساذجين ، فلبسهما

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٧٣) ، وفيه : «المديني أبو إسحاق كان من خيار الناس.

توفي بعد سنة أربع وأربعين ومائتين».

(١) تراجم الرواة :

محمود بن أحمد : تقدم في (ت رقم ٩٨) ، وهو شيخ ثقة ، وعبيد الله بن موسى بن أبي المختار باذام العبدي الكوفي أبو محمد ، ثقة. مات سنة ٢١٣ ه‍ على الصحيح. انظر : «التقريب» ص ٢٢٧ ، و «التهذيب» (٧ / ٥٠ ـ ٥٣) ، ودلهم بن صالح الكندي الكوفي : ضعيف من السادسة. المصدرين السابقين ص ٩٨ ، و «التهذيب» (٣ / ٢١٢) وحجير ـ بالتصغير ـ ابن عبد الله الكندي : مقبول ، نفس المصدرين ص ٦٥ و (٢ / ٢١٦) ، وقال الذهبي : «صدوق» «الكاشف» (١ / ٢٠٩) ، وعبد الله بن بريدة الأسلمي أبو سهل المروزي قاضيها : ثقة. مات سنة خمس ومائة ، وقيل بعدها ... نفس المصدرين ص ١٦٨ «والتهذيب» (٥ / ١٥٧) ، وأبوه بريدة صحابي أسلم قبل بدر. مات سنة ٦٣ ه‍ كما في «التقريب» ص ٤٣.

النّجاشي بفتح النون وكسرها : لقب ملوك الحبشة ، وكان اسمه أصحمة بن أبحر ، وبالعربية عطية ، وهو من الملوك الذين دعاهم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ للإسلام في كتابه مع عمرو بن أمية الضمري ، فأسلم سنة ست على قول الأكثر ، ومات سنة تسع من الهجرة ، وقد أخبر النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أصحابه بموت النجاشي ، وصلى عليه صلاة الغائب. انظر «الإصابة» (١ / ١٠٩).

٢٧٧

ومسح عليهما.

(٢٤٢) وحدث أحمد بن (١) عبد الله بن محمد بن النعمان ، قال : ثنا أحمد بن شاذة المؤدب ، قال : ثنا إبراهيم بن عون بن راشد المديني ، قال : سمعت سفيان بن عيينة ينشد :

سدت الرّجال وكنت غير مسوّد

ومن الشّقاء تفرّدي بالسّؤدد

__________________

تخريجه :

في إسناده ضعيف ، وهو : دلهم بن صالح ، ومقبول وهو : حجير بن عبد الله ، أو صدوق كما قال الذهبي.

وذكر ابن حجر في «التهذيب» (٢ / ٢١٦) أنهم أي أبا داود ، والترمذي ، وابن ماجة أخرجوا لحجير حديثا واحدا في المسح على الخف ، وحسنه الترمذي ، وكذا في «الميزان» (١ / ٤٦٦). قلت : وهو حديثنا المذكور ، فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ١٠٨) الطهارة ، باب المسح على الخفين ، يلتقي مع دلهم بن صالح ، ومنه به مثله ، وفيه زيادة. (ثم توضأ) بعد : فلبسهما.

«قال أبو داود : هذا مما تفرد به أهل البصرة وكذا الترمذي في «سننه» (٤ / ٢٠٧) الأدب ، باب ما جاء في الخف الأسود من طريق دلهم به مثله ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن ، إنما نعرفه من حديث دلهم ، وكذا من طريقه ابن ماجه في «سننه» (١ / ١٨٢) الطهارة ، باب المسح على الخفين ، وفي اللباس ، باب الخفاف السود (٢ / ١١٩٦) مثله ، وأحمد في «مسنده» (٥ / ٣٥٢) بالطريق المذكور مثله. وساذجين : أي خالصين في السواد ، وأخرجه الترمذي في «الشمائل» ص ٣٩ ، باب ما جاء في خف رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من الطريق المذكور ، ومن طريقين آخرين ، أخرجه أبو الشيخ في «أخلاق النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وآدابه» ، في الأول : دلهم بن صالح وحجير ، والآخر مغاير من أوله إلى ابن بريدة ، عن أبيه انظر ص ١٣٣.

(١) تراجم الرواة :

أحمد بن عبد الله بن محمد : تقدم (في ت رقم ٥٠).

وأحمد بن شاذة المؤدب : لم أقف عليه.

الزهري : هو محمد بن مسلم بن شهاب. تقدم (في ت رقم ٨١).

وسعيد بن المسيب القرشي المخزومي. من العلماء الكبار الفقهاء الأثبات. مات بعد التسعين ، انظر «التقريب» ص ١٢٦.

٢٧٨

حدثني الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن سعد بن أبي وقاص ، قال : قلت : يا رسول الله ، من أنا؟ قال : «أنت سعد بن مالك بن وهيب بن (عبد مناف بن) (١) زهرة بن كلاب. من قال غير ذلك ، فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين».

__________________

(١) بين الحاجزين من «الإصابة» (٢ / ٣٣) ، و «مجمع الزوائد» (٩ / ١٥٣) ، وعنده أهيب بدل وهيب ، ويقال : هذا وذاك.

تخريجه :

الظاهر أن قوله : «حدثني الزهري» مرتبط بالسند قبله ، فالسند بهذا متصل ، ولكن في إسناده من لم أعرفه وإلا فمنقطع ، وقد أخرجه الطبراني والبزار مسندا ومرسلا كما في «المجمع» (٩ / ١٥٣) ، وقال الهيثمي : ورجال السند وثقوا والحاكم في «المستدرك» (٣ / ٤٩٥) ، وسكت عنه ، ولم يتعقبه الذهبي.

٢٧٩

١٧٤ ٨ / ٧ إبراهيم بن عبد العزيز بن الضحاك المديني (*) :

كان يقول له : شاذة (١) بن عبد كويه يحدث عن ابن علية وغيره ، روى عنه يونس بن حبيب في المسند.

(٢٤٣) حدثنا محمد بن علي بن الجارود (٢) ، قال : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا إبراهيم بن عبد العزيز بن (٣) الضحاك ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا سليمان بن معاذ الضبّي ، عن أبي يحيى القتّات ، عن مجاهد ، عن جابر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «مفتاح الجنّة الصّلاة ،

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٧٦) ، وزاد في نسبه بعد الضحاك بن عمر بن قيس بن الزبير : الحبّال سكن المدينة ـ أصبهان ـ أبو إسحاق ، وفي «اللسان» (١ / ٧٨) لابن حجر ، وله تعليق عليه سأذكره في آخر ترجمته.

(١) في «اللسان» (١ / ٧٨) شاه بن عبد كويه.

(٢) الرواة :

محمد بن علي بن الجارود : تقدم (في ت رقم ٤٨) ثقة.

يونس بن حبيب : سيأتي برقم (ت ٢٤٩) ، وهو ثقة. وإبراهيم : هو المترجم له.

وأبو داود : هو الطيالسي صاحب المسند تقدم برقم ٩٣. وسليمان : هو ابن قرم ـ بفتح القاف ـ ابن معاذ وينسب إلى جده ، فيقال : سليمان بن معاذ أبو داود البصري النحوي ، من رجال مسلم ، وهو سيىء الحفظ ، وقال أحمد : لا بأس به ، يتشيع من السابعة. انظر «التقريب» ١٣٥ ، و «التهذيب» ٤ / ٢١٣. وأبو يحيى القتات ـ بقاف ومثناة مثقلة ، وآخره مثناة أيضا ـ اسمه زاذان الكوفي الكتاني ، وقيل : دينار ، وقيل : غيرهما لين الحديث. «التقريب» ص ٤٣٢ ، و «التهذيب» ١٢ / ٢٧٨ مجاهد : هو ابن جبر. تقدم (في ت رقم ٢) ثقة.

(٣) في النسختين بزيادة «أبي» قبل الضحاك ، وهو خطأ كما تقدم في نسبه قريبا.

٢٨٠