طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لو لا أن تضعفوا عن السّواك لأمرتكم به عند كلّ صلاة».

__________________

ـ صلاة ، وأخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٤٠) الطهارة ، باب في السواك عن زيد بن خالد وأبي هريرة ، وعنه النسائي في «سننه» (١ / ١٢) الطهارة ، باب الرخصة في السواك بالعشي للصائم ، والترمذي عنهما في «سننه» (١ / ١٨ ، ١٩) الطهارة ، باب ما جاء في السواك ، وقال الترمذي : كلاهما عندي صحيح ، وزعم محمد بن إسماعيل البخاري أن حديث أبي سلمة عن زيد بن خالد أصح ، وقال أبو عيسى : حديث زيد بن خالد حديث حسن صحيح ، وابن ماجة عن أبي هريرة في «سننه» (١ / ١٠٥) الطهارة ، باب السواك ، والطيالسي نحوه في «مسنده» (١ / ٤٨) بترتيب الساعاتي ، الطهارة ، باب ما جاء في السواك عن أبي هريرة ، وأحمد في عدة مواضع من «مسنده». انظر (١ / ٨٠ ، ١٢٠) و (٢ / ٢٥٠ ، ٢٥٨) ، (٣ / ٤٤٢) و (٤ / ١١٤ ، ١١٦) و (٥ / ٤١٠).

٢٤١

١٦٤ ٦ / ١٠ عبد الله بن خالد (*) :

كان على قضاء أصبهان أدخل فيه كرها ، وكان فاضلا. روى عنه أسيد بن عاصم (١) ، قال : ثنا عبد الله بن خالد ، عن أبي إسحاق الشيباني ـ وهو إبراهيم بن بكر ـ عن عيسى بن ميمون ، عن سالم والقاسم ونافع ، عن عائشة ، قالت : إذا أردتم أن تزينوا مجالسكم ، فاذكروا النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (٢)

__________________

(*) له ترجمة في المصدر السابق (٢ / ٤٩ ـ ٥٠) وزاد أبو نعيم : الكوفي ، أكره ، على قضاء أصبهان قلده المأمون. وفي «الجرح والتعديل» (٥ / ٤٤) ، وفي «الحلية» لأبي نعيم (١٠ / ٣٩٢).

(١) تراجم الرواة :

أسيد بن عاصم : هو ابن عبد الله ، سيأتي (بترجمة رقم ٢٤٣) ثقة.

أبو اسحاق : هو إبراهيم بن بكر ، كوفي ، وقيل : بصري. سكن بغداد ، قال أحمد بن حنبل : قد رأيته وأحاديثه موضوعة ، وقال الدارقطني : بغدادي متروك : قال ابن عدي الحافظ : كان يسرق الحديث. انظر «تاريخ بغداد» (٦ / ٤٦ ـ ٤٧) للخطيب ، و «الميزان» (١ / ٢٤) ، و «لسان الميزان» (١ / ٤٠) ، و «ديوان الضعفاء والمتروكين» ص ٨ للذهبي.

وعيسى بن ميمون المدني الواسطي : ضعيف من السادسة. انظر «التقريب» ص ٢٧٢ ، و «التهذيب» (٨ / ٢٣٥).

القاسم : هو ابن محمد بن أبي بكر الصدّيق. ثقة. (تقدم في ت رقم ١٣١).

نافع : هو مولى ابن عمر. تقدم (في ت رقم ٤٧) ، وسالم هو ابن عبد الله بن عمر ، وقال البخاري : «لم يسمع من عائشة» كما في «التهذيب» (٣ / ٤٣٧) ، وقد تقدم في (ت رقم ٩٥).

تخريجه :

في إسناده متروك وضعيف ، ورواه المؤلف معلقا أو من كتاب أسيد ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥٠) بسنده ، يلتقي مع أسيد بن عاصم في سند أبي الشيخ ، ومنه به مثله ، فهو موضوع به.

(٢) في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥٠) بزيادة «فصلوا عليه».

٢٤٢

واذكروا عمر بن الخطاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ.

حدثني أبو صالح (١) الورّاق ، قال : ثنا عمرو بن سعيد ، قال : ثنا عبد الله بن خالد قاضي أصبهان ، قال : سئل سفيان بن عيينة عن الإيمان ، فقال : قول وعمل ، يزيد وينقص ، يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى معك مثل ذي ، وأشار بأصابعه.

حدثنا محمد بن إبراهيم (٢) بن شبيب ، قال : ثنا محمد بن المغيرة ، قال : ثنا عبد الله بن خالد ، قال : أخبرني أبو إسحاق الشيباني ، عن الحسن بن عمارة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سويد بن غفلة قصة الشيعة.

__________________

(١) تراجم الرواة :

أبو صالح الوراق : هو محمد بن يعقوب. تقدم (في ت رقم ٩٤).

وعمرو بن سعيد : هو الجمال أبو حفص. ثقة. ترجم له المؤلف في «الطبقات» ١٦٧ / ٣.

٣.

وسفيان بن عيينة : تقدم (في ت رقم ٧٦).

تخريجه :

وهو في «الحلية» (٧ / ٢٩٠) ، وزاد بعد قوله : مثل هذا ، ورفع شيئا من الأرض ، وقرأ(فَزادَتْهُمْ إِيماناً).

(٢) تراجم الرواة :

محمد بن إبراهيم : ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» (٢١٣ / ٣) وقال : شيخ ثقة.

ومحمد بن المغيرة : سيأتي بترجمة رقم ٢٥٦.

وأبو إسحاق الشيباني : هو إبراهيم بن بكر. متروك. تقدم قريبا.

والحسن بن عمارة : هو البجلي. تقدم (في ت رقم ٩٦). متروك.

وسويد بن غفلة ـ بفتح المعجمتين ـ أبو أمية الجعفي. مخضرم ، ثقة. مات سنة ثمانين ، وله مائة وثلاثون سنة. انظر «التقريب» ص ١٤١ ، و «التهذيب» (٤ / ٢٧٨).

تخريجه :

في إسناده متروكان : الشيباني ، وحسن بن عمارة ، كما تقدم ، فهو واه به ، فلعله يقصد بقصة الشيعة ما ساقه الطبري في «تاريخه» (٦ / ١١٣ ـ ١١٤) بسند آخر عن سويد بن غفلة ، أنه قال : «بينا أنا أسير بظهر النجف» القصة ، وهي طويلة. ذكرها الطبري بكاملها.

٢٤٣

حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو (١) ، قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر ، قال : ثنا عبد الله بن خالد ، قال : ثنا شعيب بن حرب ، قال : قلت لمالك بن مغول : أوصني. قال : أوصيك بحب الشيخين : أبي بكر وعمر ، فو الله إني لأرجو لك في حبهما ما أرجو لك في التوحيد.

حدثنا محمد بن أحمد ، قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر ، قال : ثنا عبد الله بن خالد ، قال : ثنا شعيب بن حرب ، قال : كان عبد العزيز (٢) بن أبي روّاد إذا قام يصلي ، كأنه ينظر من شقّ إلى القيامة (٣).

حكى عبد (٤) الله (٥) السلمي ، قال : سمعت يحيى بن مطرف يقول : مرّ يوما عبد الله بن خالد يريد مجلس الحكم ، وجونته (٦) على عاتق غلام له ، فمرّ رجل قد وقع حمله عن حمار له ، فقال : أعينوني على حمل هذا ، فقال عبد الله لغلامه ضع الجونة ، فوضع الجونة ، ووضع عبد الله كساءه على عاتقه ، فحمل

__________________

(١) تراجم الرواة :

محمد بن أحمد : تقدم في (ت رقم ١٥٥). شيخ ثقة.

عبد الرحمن بن عمر : هو رسته ، سيأتي (بترجمة رقم ٢٢١) ثقة. وعبد الله بن خالد : هو المترجم له ، وكان فاضلا ، وشعيب بن حرب : هو أبو صالح المدائني البغدادي. تقدم (في ت رقم ١٥٠). ثقة.

مالك بن مغول ـ بكسر أوله ، وسكون المعجمة ، وفتح الواو ـ البجلي أبو عبد الله. تقدم في (ت رقم ٥٠). ثقة.

تخريجه :

رجاله ثقات ، سوى عبد الله بن خالد ، وهو كان من الفضلاء.

(٢) عبد العزيز بن أبي رواد ـ بفتح الرّاء ، وتشديد الواو ـ واسمه ميمون ، وقيل : غيره ، صدوق عابد. مات سنة تسع وخمسين ومائة. انظر «التهذيب» (٦ / ٣٣٨) ، و «التقريب» ص ٢١٤.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٥٠.

(٤) في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥٠) : أبو عبد الله السليمي الفقيه.

(٥) عبد الله السلمي : لم أقف عليه.

(٦) الجونة : يجمع على جون : وهي «سلة مستديرة مغشاة أدما يجعل فيها الطيب والثياب». كذا في «لسان العرب» (١٣ / ٨٤ و ١٠٣).

٢٤٤

مع غلامه حمله على حمار الرجل ، ثم لبس كساءه وتوجه إلى المجلس. قال : وجلس يوما بالمدينة للقضاء ، فحكم بشيء ، فقال المحكوم عليه : أيها القاضي : أزخدا (١) بترس». قال : فوضع يده على رأسه ، وجعل يضرب بيده على رأسه ويقول : قاضي خاكش بسر ، قاضي (٢) خاكش بسر» ، ويقال : إنّه ختم جونته وديوانه وهرب ، ولم ير بعد ذلك إلّا يوما في الثغر ، وهو في الحرس (٣).

__________________

(١) هذه جملة فارسية ، وترجمه في الهامش بقوله : «اتق من الله» يقال ـ وهو أنسب ـ : خف من الله ؛ «لأنّ الترس» بالفارسية هو الخوف ، ويستعمل بمعنى التقوى ، ومعنى «أز» من وخدا : «الله».

(٢) معناه : القاضي على رأسه التراب.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» (٢ / ٥٠) ، وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٢) كلاهما لابي نعيم الأصبهاني.

٢٤٥

١٦٥ ٦ / ١١ عبد الكريم بن هارون الكوفي (*) :

قدم أصبهان ، روى عن مالك بن أنس.

(٢٢١) حدثني أبو صالح (١) محمد بن يعقوب ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن يزيد ، قال : ثنا عبد الكريم بن هارون ، عن مالك ، عن سمي ،

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٦ / ٦٢) ، وفيه قال أبو حاتم : كتبت عنه ، ولا أخبر أمره ومقدار ما كتبت عنه صحاح ، وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ١٣١) ، وفيه المقرىء أبو مالك ، وقيل : أبو محمد ، وفي «ديوان الضعفاء» ١٩٨ ، و «المغني» (٢ / ٤٠٢) ، وقال الذهبي : ضعفه أبو الفتح الأزدي ، وكذا في «الميزان» (٢ / ٦٤٧) ، و «لسان الميزان» (٤ / ٥٢).

(١) تراجم الرواة :

أبو صالح : هو الوراق. تقدم (في ت رقم ٩٤).

وعبد الله بن أحمد بن يزيد : هو الأصبهاني. تقدم (في ت رقم ١٤٣) ، ومالك : هو ابن أنس. تقدم (في ت رقم ٥٣).

وسمي ـ بالتصغير ـ هو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن المخزومي أبو عبد الله المدني ، ثقة ، من رجال الجماعة. مات سنة ثلاثين ومائة. انظر «التهذيب» (٤ / ٢٣٨).

أبو صالح : هو ذكوان. تقدم (في ت رقم ٤١).

تخريجه :

في إسناده عبد الكريم بن هارون ضعفه الأزدي.

وعبد الله بن أحمد : لم أعرفه ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٣١) به مثله.

والحديث صحيح متفق عليه من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٤ / ٣٧٢) مع الفتح ط ـ ح. العمرة ، باب السفر «قطعة من العذاب» من طريق مالك به مثله ونهمته : أي حاجته ، كذا في الفتح (٤ / ٣٧٣) ، ومسلم في «صحيحه» (١٣ / ٧٠ مع النووي) الإمارة ، باب السفر قطعة من العذاب أيضا من طريق مالك به مثله ، وأخرجه ابن ماجه في «سننه» (٢ / ٩٦٢) المناسك ، باب الخروج إلى الحج من طريق مالك به مثله ، وعنه أحمد في «مسنده» (٢ / ٢٣٦ و ٤٤٥ و ٤٩٦) ، والدارمي في «سننه» (٢ / ٢٨٦) ، وهو عند مالك في «الموطأ» ص ٦٠٦ الاستئذان ، باب ما يؤمر به من العمل في السفر مثله.

٢٤٦

عن أبي صالح ، عن أبي هريرة عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «السّفر قطعة من العذاب ، يمنع أحدكم طعامه وشرابه (١) ، فإذا قضى أحدكم نهمته من سفره فليعجّل الرّجوع إلى أهله».

(٢٢٢) حدثني أبو صالح (٢) ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن يزيد ، قال : ثنا عبد الكريم ، قال : ثنا عربد الحميد بن سليمان ، عمن ذكره ، عن المقبري ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مثله.

__________________

(١) في البخاري (٤ / ٣٧٣) مع الفتح بزيادة «ونومه» ، وكذا في «صحيح مسلم» (١٣ / ٧٠ مع النووي) ، و «الموطأ» ص ٦٠٦.

(٢) تقدم الرواة ، سوى عبد الحميد بن سليمان الخزاعي أبو عمر المدني ، نزيل بغداد. ضعيف.

انظر «التقريب» ص ١٩٦ ، والمقبري هو كيسان بن سعيد المدني ، مولى أم شريك. ثقة ثبت. انظر المصدر السابق ص ٢٨٧.

تخريجه :

في إسناده عبد الكريم وعبد الحميد ، وهما ضعيفان مع ما فيه من راو مبهم ، وكذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٣١) به مثله.

٢٤٧

١٦٦ ٦ / ١٢ م ٤ سلمة بن شبيب أبو عبد الرحمن النيسابوري (*) :

قدم أصبهان ، وحدث بها ، ومات بمكة سنة سبع وأربعين ومائتين (١) ، حدث عن الأئمة (٢) والقدماء ، أحد الثقات ، وحدث عنه أبو مسعود (٣).

(٢٢٣) حدثنا أبو عبد الله (٤) محمد بن يحيى بن مندة ، قال : ثني

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٤ / ١٦٤) ، وفيه قال أبو حاتم : «هو صدوق». وفي «أخبار أصبهان» (١ / ٣٣٦) ، وفيه : قدم أصبهان سنة ٢٤٢ ه‍ في عداد الأئمة. وفي «تهذيب ابن عساكر» (٦ / ٢٢٨) ، وفيه «أحد الأئمة الرحالين». وفي «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٥٤٣) للذهبي ، وقال الحافظ الجوال : وفي «التقريب» ص ١٣٠ قال ابن حجر : «ثقة» ، وفي «التهذيب» (٤ / ١٤٦) وفيه قال الحاكم «هو محدث أهل مكة ، والمتفق على إتقانه وصدقه».

وفي «الأعلام» (٣ / ١٧٢).

(١) كذا في المصادر المذكورة.

(٢) في الأصل : «عنه» ، والتصحيح من ـ ن ـ أ ـ ه ، و «أخبار أصبهان» (١ / ٣٣٦).

(٣) أبو مسعود : وهو أحمد بن الفرات ، تقدم بترجمة رقم ١٦٨.

(٤) تراجم الرواة :

أبو عبد الله : هو محمد بن يحيى بن مندة. تقدم (في ت رقم ١٠). ثقة.

سلمة : هو المترجم له. ثقة.

أبو المغيرة : هو عبد القدوس بن الحجاج الحمصي. ثقة. مات سنة ٢١٢ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢١٧ ، و «التهذيب» (٦ / ٣٦٨).

صفوان بن عمرو بن هرم السكسكي أبو عمرو الحمصي. ثقة. مات سنة مائة ، وقيل : قبلها. انظر «التهذيب» (٤ / ٤٢٨).

عبد الرحمن بن جبير بن نفير ـ كلاهما مصغّرا ـ أبو حميد ، ويقال : أبو حمير الحمصي.

ثقة. مات سنة ثماني عشرة ومائة. انظر المصدر السابق (٦ / ١٥٤).

٢٤٨

سلمة بن شبيب ، قال : ثنا أبو المغيرة ، عن صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك الأشجعي ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «هل أنتم تاركو لي (١) أمرائي ، فإنّما مثلكم ومثلهم كرجل اشترى بقرا ، أو إبلا ، فرعاها ، ثمّ أوردها حوضا ، فأشرعت فيه ، فشربت صفوته ، وتركت كدرته ، فصفوة أمرهم لكم ، وكدره عليهم».

قال أبو عبد الله : هذا الحديث حدثني به أبو مسعود عن سلمة ، ثم حدثني به (٢) سلمة (٣).

__________________

ـ جبير ـ بجيم وموحدة مصغرا ـ ابن نفير ـ بنون وفاء مصغرا ـ ابن مالك الحضرمي الحمصي : ثقة جليل مخضرم. مات سنة ثمانين ، وقيل : بعدها. انظر «التقريب» ص ٥٤.

عوف بن مالك : هو أبو حماد : صحابي مشهور. مات سنة ٧٣ ه‍. انظر المصدر السابق ص ٢٦٧.

تخريجه :

رجاله ثقات كلهم ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصفهان» (١ / ٣٣٧) به مثله ، ومسلم في «صحيحه» (١٢ / ٦٤ و ٦٥) مع النووي الجهاد ، باب استحقاق القاتل سلب القتيل ، من طريق معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير ، ومن طريق صفوان بن عمرو عنه بإسناده نحوه ، وكذا أبو داود في «سننه» (٣ / ١٦٣ ـ ١٦٥) الجهاد طرفا من أوله ، وأحمد في «مسنده» (٦ / ٢٦ و ٢٨) من طريق أبي المغيرة ، عن صفوان به نحوه.

وقوله : أشرعت ، ويقال : شرعت : أي دخلت في الماء ، كما في «لسان العرب» (٨ / ١٧٥). لابن منظور.

(١) في أ ـ ه : تاركو لي أميري ، وكذا في «صحيح مسلم» (١٢ / ٦٤) مع النووي ، وقال النووي : هكذا هو في بعض النسخ بغير نون ، وفي بعضها بالنون ، وهذا هو الأصل ، والأول صحيح أيضا.

(٢) في النسختين : «بزيادة عن» بعد به ، وهي زائدة ، كما جاء بدونها في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٣٧).

(٣) كذا ذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٣٧).

٢٤٩

(٢٢٤) حدثنا محمد بن يحيى (١) ، قال : ثنا سلمة ، قال : ثني عبد الله بن إبراهيم بن عمر بن كيسان ، قال : ثني أبي ، عن عبد الله بن وهب ، عن أبي خليفة ، عن علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّ الله رفيق يحبّ الرّفق ، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف».

__________________

(١) تراجم الرواة :

محمد وسلمة : تقدما في السند قبله ، وعبد الله بن إبراهيم بن عمر الصنعاني ، أبو يزيد : صدوق من التاسعة. انظر «التقريب» ص ١٦٧ ، وأبوه إبراهيم بن عمر بن كيسان الصنعاني ، أبو إسحاق أيضا صدوق من السابعة. انظر المصدر السابق ص ٢٢ ، وعبد الله بن وهب بن منبه الأنباوي مقبول من السادسة. انظر «التقريب» ص ١٩٣ ، و «التهذيب» ٦ / ٧٥ ، وأبو خليفة : هو الطائي البصري. روى عن علي «إن الله رفيق يحب الرفق». هكذا ذكر في «التهذيب» (١٢ / ٨٨) ، وقال ابن حجر : مقبول من الثالثة. انظر «التقريب» ص ٤٠٤.

تخريجه :

من لطائف هذا الإسناد أنّه اجتمع فيه ثقتان ، وصدوقان ، ومقبولان ، وقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٣٦) بإسناده ، ويلتقي مع سلمة بن شبيب به مثله ، وكذا أحمد في «مسنده» (١ / ١١٢) ، ويلتقي مع عبد الله بن إبراهيم بن عمر ، ومنه به مثله. والحديث له شاهد صحيح بلفظه عند مسلم ، وأبي داود ، وأحمد ، والدارمي ، فقد أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» ص ٦٨ ، ومسلم في «صحيحه» (١٦ / ١٤٦) البر والصلة ، باب فضل الرفق ، عن عائشة مرفوعا مثله مع زيادة في آخره ، وهي : «ما لا يعطي على ما سواه» ، وأبو داود في «سننه» (٥ / ١٥٥ و ١٥٦) الأدب ، باب الرفق ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ٨٧) بطريقين ، والدارمي في «سننه» (٢ / ٣٢٣) الرقائق ، باب في الرفق ، كلهم عن عبد الله بن مغفل مرفوعا مثله ، وأخرجه مالك في «الموطأ» ص ٦٠٦ الاستئذان ، باب ما يؤمر به من العمل في السفر ، عن خالد بن معدان ، رفعه نحوه ، وكذا أخرج البخاري في «صحيحه» (١٣ / ٥٧) مع الفتح الأدب ، باب الرفق ، وفي (١٥ / ٣٠٨) الاستتابة ، باب إذا عرض الذمي وغيره ، وكذا مسلم في «صحيحه» (١٤ / ١٤٦) مع النووي السلام ، باب النهي عن ابتداء أهل الكتاب بالسلام ، كلاهما طرفه الأول فقط عن عائشة مرفوعا نحوه.

فالحديث صحيح بشواهده ، والعنف بالضم ، ثم السكون ـ الشدة والمشقة ـ وكل ما في الرفق من الخير ، ففي العنف من الشر مثله ، انظر «النهاية» (٣ / ٣٠٩) لابن الأثير.

٢٥٠

١٦٧ ٦ / ١٣ ق العباس بن يزيد البحراني (*) :

يعرف بعباسويه ، قدم أصبهان ، وكتب عنه المحدثون ، يروي عن يزيد بن زريع ، وأبي معاوية الضرير ، والناس ، وكان حافظا.

وعنده غرائب ، فمن غرائب حديثه :

(٢٢٥) حدثنا محمد بن يحيى (١) ، قال : ثنا العباس بن يزيد ، قال : ثنا

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٦ / ٢١٧) ، وقال أبو حاتم «محله عندنا الصدق ، وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ١٤٠) ، وفي «تاريخ بغداد» (١٢ / ١٤٢) ، وفيه قال إبراهيم بن أورمة : محله الصدق ، وفي «اللباب» (١ / ١٢٣) : البحراني : بفتح الموحدة ، وهو منسوب إلى بحرين ، وأبو الفضل العباس بن يزيد منسوب إليه. قال : «ثقة مأمون توفي سنة ٢٥٨ ه‍» ، وفي «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٥٠٣) للذهبي ، وقال الذهبي : هو أحد من جمع بين علو الرواية ومعرفة الحديث ، وفي «الكاشف» (٢ / ٦٩) ، وقال : «صدوق» ، وفي «الميزان» (٢ / ٣٨٧) ، وفيه : كان صاحب حديث حافظا ، وفي «التهذيب» (٥ / ١٣٤).

(١) تراجم الرواة :

محمد بن يحيى بن مندة. تقدم (في ت رقم ١٠).

أبو معاوية : هو محمد بن خازم ـ بمعجمتين ـ الضرير : تقدم (في ت رقم ٢). ثقة.

عبيد الله بن عمر بن حفص العدوي : تقدم (في ت رقم ٢). ثقة.

نافع : هو مولى ابن عمر. تقدم (في ت رقم ٤٧). ثقة.

وابن عمر : هو عبد الله الصحابي الجليل.

تخريجه :

رجاله ثقات ، وعباس بن يزيد وثقه جماعة ، وقال الذهبي وغيره : صدوق ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار اصبهان» (٢ / ١٤٠) من طريق المؤلف به مثله ، وأصل الحديث في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة ، كما سيأتي ، وأبو داود في «سننه» (٣ / ٥٧٠) الأيمان والنذور ، والنسائي في «سننه» (٧ / ١٢ و ٢٥ و ٣٥) النذور ، باب من حلف فاستثنى ، وباب ـ

٢٥١

(أبو) (١) معاوية ، عن عبيد الله (٢) بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«من حلف ، فقال : إن شاء الله ، لم يحنث».

(٢٢٦) حدثنا محمد (٣) بن جعفر الأشعري ، قال : ثنا العباس بن يزيد ،

__________________

ـ الاستثناء ، والترمذي في «سننه» (٣ / ٤٣ و ٤٤) النذور ، باب الاستثناء في اليمين ، من حديث نافع ، عن ابن عمر مرفوعا ، وقال الترمذي : «حديث حسن» ، وكذا عن أبي هريرة عند النسائي ، والترمذي ، وقال الترمذي : سألت محمد بن إسماعيل البخاري عن هذا الحديث ، أي حديث أبي هريرة ، فقال : «هذا حديث خطأ. أخطأ فيه عبد الرزاق. اختصره».

ومالك في «الموطأ» ص ٢٩٥ النذور ، باب ما لا تجب فيه الكفارة من اليمين موقوفا عن ابن عمر ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ١٠ و ٦٨) ومواضع ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعا نحوه ، وكذا عن أبي هريرة (٢ / ٢٧٥) ، والدارمي في «سننه» (٢ / ١٨٥) النذور ، باب في الاستثناء في اليمين بإسنادين نحوه ، وابن حبان في «صحيحه» كما في «موارد الظمآن» ص ٢٨٧ ، عن ابن عمر وأبي هريرة نحوه.

وحديث أبي هريرة عند البخاري في «صحيحه» (١٤ / ٤٢٠) مع الفتح كفارات ، باب الاستثناء في الأيمان ، وعند مسلم في «صحيحه» (١١ / ١٢١) مع النووي : الأيمان.

(١) بين الحاجزين من «أخبار أصفهان» (٢ / ١٤٠) ، سقط من النسختين.

(٢) في أ ـ ه «بن عبد الله» ، وهو تصحيف ، والمثبت من الأصل ، ومن المصدر السابق.

(٣) تراجم الرواة :

محمد بن جعفر الأشعري : ثقة. تقدم (في ت رقم ٨٩).

العباس : هو المترجم له.

أبو أحمد : هو محمد بن عبد الله بن الزبير الكوفي. تقدم (في ت رقم ٣ ح ٧).

الثوري : تقدم (في ت رقم ٣).

أبو إسحاق : هو السبيعي. تقدم بترجمة رقم ٢٨.

أبو الأحوص : هو عوف بن مالك الجشمي. ثقة. تقدم (في ت رقم ١٠٥).

وعبد الله هو ابن مسعود رضي‌الله‌عنه.

تخريجه :

رجاله ثقات ، سوى العباس ، قال جماعة : ثقة ، وقال الذهبي وابن حجر : صدوق ، فيحسن حديثه ، فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٥ / ٨٩) السنة ، باب ذراري المشركين بسنده ، عن ابن مسعود مثله ، ومن طريقه البغوي في «شرح السنة» ، كما في «المشكاة» ـ

٢٥٢

قال : ثنا أبو أحمد ، عن الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «الوائدة والموءودة في النّار».

__________________

ـ (١ / ٣٩) ، وعلق عليه الشيخ الألباني ، فقال : إسناده ضعيف وإن كان رجاله رجال الصحيح ، فإن أبا إسحاق السبيعي كان قد اختلط في أخرة ، وقد قال أحمد : حديث زكريا بن أبي زائدة عنه لين. سمع منه بأخرة ـ قلت : قد تابع ابن أبي زائدة الثوري ، كما في سند المؤلف هنا ـ وله متابعة قاصرة أيضا. أخرجه الطبراني في «الكبير» (١٠ / ١٧٠) مثله ، وكذا من طريق ابن أبي زائدة في ص ١١٤ ، وكذا أبو حاتم في «تفسيره» ، كما في «تفسير ابن كثير» (٤ / ٤٧٧) وكذا البزار في «مسنده» (١ / ٢٥٩ و ٢٦٠).

وله شاهد من حديث يزيد بن سلمة ، أخرجه أحمد في «مسنده» (٣ / ٤٧٨) ، والطبراني كما في «الفيض» (٦ / ٣٧١) ، وفيه قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح ، وقال المناوي في حديث ابن مسعود بعد أن ذكر تحسين السيوطي : هو أعلى من الحسن ، وذكره الشيخ الألباني في «صحيح الجامع الصغير» ، وقال : صحيح ، وكذا صححه في تعليقه على «المشكاة» بشواهده. انظر (٦ / ١١٥) ، ومن «المشكاة» (١ / ٤٠).

الوائدة : بهمزة مكسورة قبل الدال ، والوأد : دفن الوليد حيا ، والوائدة : فاعلة ذلك ، كان هذا من ديدن الجاهلية. انظر «الفيض» (٦ / ٣٧١). وحمله بعض على قصة معينة ، ولكن هذا يخالف ما ذكر من أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، ويمكن أن يقال بأن الألف واللام للعهد ، لا للجنس ، فيحمل على المعهود في الجاهلية. والله أعلم.

٢٥٣

الطبقة السابعة

١٦٨ ٧ / ١ أبو مسعود أحمد بن الفرات بن خالد الرّازي (*) :

توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين. صلى عليه إبراهيم (١) بن أحمد الخطايي.

يروي عنه عبد الرزاق ، حدثنا عنه الفريايي (٢) وأبو خليفة (٣) ، من الحفّاظ الكبار ، وصنّف «المسند» ، والكتب الكثيرة.

قدم أصبهان قديما قبل أن يخرج إلى العراق أيّام الحسين بن حفص ، فكتب عنه ، ثم ارتحل إلى العراق ، فرجع فاستوطن بها (٤).

سمعت يوسف بن محمد المؤذن يقول : سمعت أبا عمران (٥) الطرسوسي

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (١ / ٦٧). وفي «أخبار أصبهان» (١ / ٨٢) وفيه : «توفي في شعبان .. دفن بمقبرة مردبان ، وغسله محمد بن عاصم ، وفي «تاريخ بغداد» (٤ / ٣٤٣ ـ ٣٤٤) ، وفيه أحد حفاظ الحديث ، ومن كبار الأئمة فيه» وفي «تهذيب تاريخ ابن عساكر» (١ / ٤٣٤) ، وفي «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٥٤٤) للذهبي ، وقال : الحافظ الحجة ، محدث أصبهان ، وصاحب التصانيف ، وفي «الميزان» (١ / ١٢٧) ، وفيه : الحافظ الثقة ، رمز له بصح ، وفي «التهذيب» (١ / ٦٦) ، وفيه قال الحاكم : ثقة ، وقال ابن حجر : «ثقة حافظ ، تكلم فيه بلا مستند». انظر «التقريب» ص ١٥ ، وفي «الأعلام» للزركلي (١ / ١٨٦).

(١) ترجم له المؤلف في «الطبقات» (١٨٥ / ٣).

(٢) الفريابيّ : هو جعفر بن محمد. تقدم في (ت رقم ١٥٥). ثقة.

(٣) هو الفضل بن حباب أبو خليفة الجمحي. تقدم في (ت رقم ٦٢).

(٤) كذا في «أخبار أصبهان» (١ / ٨٢).

(٥) هو موسى بن عبد الله الطرسوسي ، سيأتي بترجمة رقم ٣٠٤.

٢٥٤

قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول :

ما تحت أديم السماء أحفظ لأخبار رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من أبي مسعود (١).

وحكى العباس (٢) بن حمدان ، عن إبراهيم (٣) بن أورمة ، قال : بقي اليوم في الدنيا ثلاثة : محمد بن يحيى (٤) النيسابوري بخراسان ، وأبو مسعود الرازي بأصبهان ، والحسن بن علي (٥) الحلواني بمكة ، فأكثرهم حديثا محمد بن يحيى ، وأرفعهم حديثا الحسن بن علي ، وأحسنهم حديثا أبو مسعود (٦).

وحكى عبد الله بن سندة ، عن محمد بن آدم المصيصي ، قال : لو كان أبو مسعود أحمد بن الفرات على نصف الدنيا لكفاهم ، يعني في الفتيا (٧).

(٢٢٧) وسمعت أبا عبد الله (٨) محمد بن يحيى قال : أخرجنا الورقة التي أخرج على أبي مسعود الى العراق الى حجاج بن (٩) الشاعر نسأله عنها ، فخرج إلينا ، فلما رأيناه قمنا إليه ، فرجع معنا ، ودخل الدّار ، وصعد الخوخة (١٠) ، وقال : ما حاجتكم؟ قلنا : ها هنا أشياء نريد أن نسألك عنها ، فقال : سلوا :

__________________

(١) كذا في «أخبار أصبهان» (١ / ٨٢) ، و «تاريخ بغداد» (٤ / ٣٤٤) ، و «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٥٤٥) ، و «التهذيب» (١ / ٦٦).

(٢) تقدم (في ت رقم ١٥٤).

(٣) سيأتي بترجمة رقم (٣٠٦).

(٤) هو الحافظ أبو عبد الله الإمام الثقة المشهور. انظر ترجمته في «التهذيب» (٩ / ٥١١ ـ ٥١٣).

(٥) هو الخلال أبو علي ، وقيل : أبو محمد الحلواني ، وكان ثقة ديّنا عالما. مات سنة ٢٤٢ ه‍. انظر المصدر السابق ٢ / ٣٠٢).

(٦) كذا في التهذيب (١ / ٦٦).

(٧) كذا في المصدر السابق.

(٨) أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة. تقدم (في ت رقم ١٠).

(٩) هو حجاج بن يوسف بن الشاعر. انظر ترجمته في «التهذيب» (٢ / ٢٠٩).

(١٠) والخوخة : واحدة الخوخ ، وهي كوة في البيت تؤدي إليه الضوء ، وباب صغير كالنافذة الكبيرة تكون بين بيتين ينصب عليها باب. انظر «لسان العرب» (٣ / ١٤).

٢٥٥

فقال من حضر من أصحابنا : سفيان ، عن أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يصبح جنبا (١) ، قال : من؟ قلنا : أبو نعيم (٢) ، فقال : قد نظرت في كل ما عند أبي نعيم ، عن سفيان ، وليس فيه هذا. قال : ثم ذكرنا له أحاديث ، فلم يمكن يجيبنا جوابا شافيا ، فاستقصينا عليه ، فقلنا : نحتاج أن تعطينا خطّك في هذه الأحاديث ، فامتنع ، فلما استقصينا عليه قلنا له : فدلّنا على إنسان نسأله ، فقال : لا أعرف اليوم أحدا أحذق بهذه الصناعة من أحمد بن الفرات الرازي (٣) ، وعباس (٤) الطبري.

قلنا : أما عباس فلا نعرفه ، وقلنا : هو يردّنا الى أبي مسعود.

وحكى عن أبي بكر (٥) الأعين ، قال : وقع إلينا الخبر أن أبا مسعود قادم فعنينا له ، ونظرنا في الكتب ، وسهرنا ، فلما جاء لم يكن عنده شيء (٦) ، وبلغني أن رجلا قال لأبي مسعود : إنّا ننسى الحديث ، فقال : أيكم يرجع في حفظ حديث واحد خمسمائة مرة (٧)؟ قالوا : ومن يقوى على هذا؟ فقال : لذاك لا تحفظون.

__________________

(١) لم أجده من الطريق المذكور هنا ، والحديث صحيح متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٣ / ٣٨) الصوم ، باب الصائم يصبح جنبا ، ومسلم في «صحيحه» (٧ / ٢٢٠ ـ ٢٢٤) مع النووي الصوم ، باب صحة صوم من طلع عليه الفجر ، وأبو داود في «سننه» (٢ / ٧٨١ ـ ٧٨٢) الصوم ، باب فيمن أصبح جنبا في شهر رمضان ، والطيالسي في «مسنده» (١ / ١٨٧) الصوم ، والدارمي في «سننه» (٢ / ١٣) الصوم ، باب فيمن أصبح جنبا ، وهو يريد الصوم ، ولكن عندهم جميعا من حديث عائشة ، وأم سلمة سوى الطيالسي ، فهو عن عائشة ، وعامر أخي أم سلمة مرفوعا نحوه.

(٢) هو فضل بن دكين. تقدم (في ت رقم ١).

(٣) كذا في «التهذيب» (١ / ٦٧) باختصار.

(٤) الغالب أنه العباس بن الفضل بن رشيد الطبري. سكن بغداد ، وحدث بها ، وذكره الدارقطني ، فقال : «صدوق» انظر «تاريخ بغداد» (١٢ / ١٤٧).

(٥) أبو بكر الأعين : هو ابن أبي عتاب ، وأعين بعين مهملة ، وياء معجمة مثناة من تحت ، كما في «الإكمال» (١ / ٩٩).

(٦) في الأصل : شيئا.

(٧) في «التهذيب» (١ / ٦٧) باختصار «أن أبا مسعود» كان يقول : إنه يكرر على كل حديث خمسمائة مرة.

٢٥٦

(٢٢٨) وغرائب حديثه وما يتفرد به كثير ، ومنه ما حدثنا أبو العباس (١) الجمال ، قال : ثنا أبو مسعود ، قال : أنا يحيى بن آدم ، قال : ثنا قطبة بن عبد العزيز ، عن الأعمش ، عن بكير بن الأخنس ، عن مجاهد ، عن ابن أبي ليلى ، عن أبيّ بن كعب ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أنزل القرآن على سبعة أحرف».

__________________

(١) تراجم الرواة : أبو العباس الجمال : هو أحمد بن محمد بن عبد الله. تقدم (في ت رقم ٢).

ويحيى بن آدم بن سليمان الأموي : تقدم (في ت رقم ١٢٥). ثقة.

وقطبة ـ بضم القاف ، وسكون المهملة ، وبموحدة ـ ابن عبد العزيز الأسدي الحماني الكوفي. صدوق.

انظر «التقريب» ص (٢٨٢) ، و «التهذيب» (٨ / ٣٧٨).

الأعمش : تقدم (في ت رقم ٦).

بكير بن الأخنس السدوسي ، ويقال الليثي : ثقة من الرابعة. انظر «التقريب» ص (٤٧) ، و «التهذيب» (١ / ٤٨٩).

ومجاهد : هو ابن جبر ، وابن أبي ليلى : هو عبد الرحمن ، تقدما في ت رقم (٢ و ٤١).

تخريجه :

إسناده حسن ، والحديث متفق عليه من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١٠ / ٣٩٧ مع الفتح ط ـ ح) فضائل القرآن ، باب أنزل القرآن على سبعة أحرف ، عن ابن عباس وعمر وعن عمر في التوحيد (١٧ / ٣٠٤) نحوه ، وكذا عنه ، وعن أبي بن كعب.

مسلم في «صحيحه» (٦ / ٩٨ ـ ١٠٤) مع النووي المسافرين ، باب بيان أن القرآن على سبعة أحرف ، والنسائي في «سننه» (٢ / ١٥٠ ـ ١٥٤) الافتتاح ، باب جامع ما في القرآن ، والترمذي في «سننه» (٤ / ٢٦٣) القراءات ، باب ما جاء أن القرآن أنزل على سبعة أحرف ، كلهم عن عمر وأبيّ ، وقال الترمذي : حديث أبيّ حسن صحيح ، «وحديث عمر حديث صحيح».

قال : وفي الباب : عن عمر ، وحذيفة ، وأبي هريرة ، وأم أيوب ، وسمرة ، وابن عباس ، وأبي جهيم بن الحارث بن الصمة.

وأخرجه أحمد في «مسنده» (٥ / ٣٨٥ ، ٣٩١ ، ٤٠٠ ، ٤٠١ ، ٤٠٥ ـ ٤٠٦) ، والطبراني في «الكبير» ٣ / ١٨٥ / ، عن زر ، عن حذيفة مرفوعا مثله ، والبزار في «مسنده» ـ كما في «زوائد البزار» (١ / ٢١٢) ، وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد» : ٧ / ١٥٠ / و ـ «فيه عاصم ابن بهدلة ، وهو ثقة ، وفيه كلام لا يضر».

٢٥٧

ذكر أبو صالح (١) بن مهدي أنه جاء أبو داود (٢) السجستاني إلى أبي مسعود ، فسأله عن هذا الحديث.

(٢٢٩) وحدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى (٣) ، قال : ثنا أبو مسعود ، قال : ثنا هشام بن بلال ، قال : ثنا محمد بن مسلم ، عن أيوب بن موسى ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «ذكاة الجنين ذكاة أمّه».

__________________

(١) أبو صالح بن مهدي سيأتي بترجمة رقم ٣٠٨.

(٢) أبو داود : هو سليمان بن الأشعث ، صاحب «السنن». تقدم (في ت رقم ١٢٩).

(٣) تراجم الرواة :

أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة : تقدم (في ت رقم ١٠).

أبو مسعود : هو المترجم له.

هشام بن بلال لم أجده.

محمد بن مسلم بن سوسن ، وقيل سو ... الطائفي : صدوق ، يخطىء. مات التسعين ومائة. انظر «التهذيب» (٩ / ٤٤٤) ، و «التقريب» ص (٣١٨).

وأيوب بن موسى بن عمرو أبو موسى المكي الأموي : ثقة ، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

انظر «التهذيب» (١ / ٤١٢) ، و «التقريب» ص (٤١).

نافع : هو مولى ابن عمر. تقدم في ت رقم (٤٧).

تخريجه :

رجاله ثقات ، سوى هشام. لم أجزم عليه ، والطائفي ، وهو صدوق فقد أخرجه الطبراني في «الصغير» (١ / ١٦) عن شيخه أحمد الأنطاكي من حديث عبيد الله بن عمر ، عن نافع به مثله و (٢ / ١٠٧) عن طريق محمد بن حسنويه الأصبهاني ، عن أبي مسعود به مثله ، وفي «الأوسط» أيضا كما في «المجمع» (٤ / ٣٥) من حديث نافع ، عن ابن عمر مرفوعا ، وقال الطبراني في «الصغير». لم يروه عن عبيد الله إلّا أبو أسامة تفرد به عبد الله بن نصر ، وقال في الموضع الثاني : لم يروه عن أيوب بن موسى إلا محمد بن مسلم ، ولا عن محمد إلا هشام ، تفرد به أبو مسعود.

وقال الهيثمي : وفيه ابن إسحاق ، وهو ثقة ، ولكنه مدلس ، وبقية رجال «الأوسط» ثقات والدارقطني في «سننه» (٤ / ٢٧١) ، وكذا الحاكم في «المستدرك» (٤ / ١١٤) نحوه ، وله شواهد كثيرة ، منها : ما أخرجه أبو داود في «سننه» (٣ / ٢٥٢ ـ ٢٥٣) عن جابر مرفوعا مثله ، وعن أبي سعيد نحوه. والترمذي في «سننه» (٣ / ١٨) الصيد ، باب ذكاة الجنين ، عن أبي ـ

٢٥٨

__________________

ـ سعيد مرفوعا مثله ، وقال الترمذي : «حديث حسن» وفي الباب عن أبي أمامة ، وأبي الدرداء ، وأبي هريرة ، وابن ماجة في «سننه» (٢ / ١٠٦٧) الذبائح ، باب ذكاة الجنين ذكاة أمه ، عن أبي سعيد نحوه ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ٣١ و ٣٥ و ٤٥ و ٥٣) ، والدارمي في «سننه» (٢ / ٨٤) الأضاحي ، والبزار ، وأبو يعلى ، والطبراني في «الكبير» ، كما في «المجمع» (٤ / ٣٥) عن أبي الدرداء ، وأبي أمامة مرفوعا مثله ، وقال في رواية أبي يعلى : وفيه حماد بن شعيب ، وهو ضعيف.

وفي رواية البزار ، والطبراني ، قال : وفيه بشر بن عمارة ، وقد وثق ، وفيه ضعف ، وكذا أخرجه الطبراني في «الكبير» (٤ / ١٩٢) مرفوعا مثله.

وقال الهيثمي : فيه محمد بن أبي ليلى ، وهو سيىء الحفظ ، ولكنه ثقة ، وأيضا في (٨ / ١٢٢) ، وكذا ابن حبان في «صحيحه» ، كما في «موارد الظمآن» ص (٢٦٤) ، وكذا ابن الجارود في «المنتقى» ص ٣٠٢ ، كلاهما عن أبي سعيد مرفوعا مثله ، والحاكم في «المستدرك» (٤ / ١١٤ و ١١٥) عن أبي أيوب مرفوعا مثله ، وقال الحاكم والذهبي : وربما توهم متوهم أن حديث أبي أيوب صحيح ، وليس كذلك ، وكذا أخرجه عن جابر وأبي سعيد وأبي هريرة ، وقال الذهبي في حديث أبي هريرة : في سنده عبد الله بن سعيد ، وهو هالك ، وقال الحاكم في حديث جابر. صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي ، وقال الحاكم : وقد روى بإسناد صحيح ، عن أبي هريرة ، وأخرجه الدارقطني في «سننه» (٤ / ٢٧١ ـ ٢٧٥) ، عن أبي سعيد ، وأبي هريرة ، وعن علي رضي‌الله‌عنهم ، فالحديث بكثرة طرقه يحسن ، وقد تقدم تحسين الترمذي له ، وأخرجه الزيلعي من أحد عشر صحابيا في «نصب الراية» (٤ / ١٨٩ ـ ١٩١) ، وإن كان جميع الأسانيد لا يخلو من الكلام ، ولكن المجموع يتقوى بعضهم بالبعض ، فيرتقي إلى درجة الحسن ، والله أعلم.

٢٥٩

(٢٣٠) حدثنا أبو بكر محمد (١) بن أحمد بن معدان ، قال : ثنا أبو مسعود ، قال : أنا الفريابي ، عن سفيان ، عن حارثة ، عن عمرة ، عن عائشة ، قالت : كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يفرش اليسرى وينصب اليمنى (٢).

__________________

(١) تراجم الرواة :

محمد بن أحمد بن راشد بن معدان : تقدم (في ت رقم ٢٥).

أبو مسعود : هو الرازي ، المترجم له.

الفريابي ـ بكسر الفاء ، وسكون الراء ـ : هو محمد بن يوسف. تقدم (في ت رقم ٣). ثقة.

سفيان : هو الثوري ، تقدم (في ت رقم ٣).

حارثة : هو ابن أبي الرّجال ـ بكسر الراء ـ الأنصاري المدني. ضعيف. قال ابن عدي : عامة ما يرويه منكر. مات سنة ١٤٨ ه‍. انظر «التقريب» ٦١ و «الميزان» (١ / ٤٤٥).

وعمرة هي بنت عبد الرحمن ، تابعية ثقة. تقدمت (في ت رقم ١٤٧).

(٢) تخريجه :

في إسناده حارثة ، وهو ضعيف ، ولكن أصل الحديث صحيح من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» (٤ / ٢١٣) مع النووي الصلاة ، باب ما يجمع صفة الصلاة ، عن أبي الجوزاء ، عن عائشة مرفوعا في حديث طويل ، فيه : وكان ـ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يفرش رجله اليسرى ، وينصب رجله اليمنى الحديث. وكذا أبو داود في «سننه» (١ / ٤٩٤) الصلاة أيضا في حديث طويل في آخره هذه الجملة. وابن ماجة في «سننه» (١ / ٢٨٨ و ٣٣٦) الإقامة ، والثاني من طريق حارثة بن أبي الرّجال ، وهو ضعيف كما تقدم ، وأحمد في «مسنده» (٦ / ٣١ و ١٩٤) كلهم عن أبي الجوزاء ، عن عائشة ، مرفوعا نحوه ، وكذا أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (١ / ٢٨٤) وله شاهد من حديث وائل بن حجر عند الترمذي في «سننه» (١ / ١٧٩) مرفوعا مثله ، قال الترمذي : حسن صحيح ، وكذا النسائي في «سننه» (٤ / ٣٥) السهو ، وكذا أبو بكر بن أبي شيبة (١ / ٢٨٤) ، والبخاري في «صحيحه» (٢ / ٣٠٥) من قول ابن عمر موقوفا نحوه.

٢٦٠