طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

قال : ثنا أبو سفيان ، عن النعمان ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قزعة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا تشدّوا الرّحال إلّا إلى ثلاثة مساجد : مسجدي هذا ، ومسجد الأقصى ، ومسجد الحرام».

قال أبو عبد الله : لا أعلم أحدا رواها إلّا النعمان.

__________________

تخريجه :

رجاله ثقات سوى محمد بن عاصم ، وكان من العباد والأفاضل. والحديث صحيح من غير طريق المؤلف ، بل متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٣ / ٣٠٥ مع الفتح ط ـ ح) الجمعة ، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة بسنده ، من طريق عبد الملك بن عمير بإسناده المذكور هنا ، وكذا عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، وقدم فيه مسجد الحرام على الأقصى ، ومسلم في «صحيحه» ٩ / ١٦٨ و ١٦٩ مع النووي الحج ، باب فضل المساجد الثلاثة ، من حديث أبي هريرة مرفوعا بطرق نحوه ، كذا أبو داود في «سننه» ٢ / ٥٢٩ المناسك ، باب في إتيان المدينة ، والنسائي في «سننه» (٢ / ٣٧) المساجد ، باب ما تشد الرحال إليه من المساجد من حديث أبي هريرة ، والترمذي في «سننه» (١ / ٢٠٥) الصلاة ، باب في أي المساجد أفضل ، وابن ماجة في «سننه» (١ / ٤٥٢) كلاهما عن أبي سعيد ، وقال الترمذي : «حسن صحيح» ، وابن ماجة عن أبي هريرة ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، والدارمي في «سننه» (١ / ٣٣٠) بسنده عن أبي هريرة ، وكذا أحمد في مسنده عن أبي هريرة ، وأبي سعيد. انظر (٢ / ٢٣٤ و ٢٣٨) ، ومواضع و (٣ / ٧ و ٣٤ و ٤٥) و (٦ / ٧ و ٣٩٧).

٢٢١

١٥٦ ٦ / ٣ محمد بن المغيرة بن سلم بن عبد الله بن المغيرة الأموي (*) :

أبو عبد الله ، حدث عنه أبو مسعود ، ومحمد بن عاصم ، وأسيد.

توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين (١).

حكى سلم بن عصام ، قال : كان محمد بن المغيرة ينعس في مجلس النعمان فيمسك النعمان عن القراءة ، ويقول : دعوه ، فإنه صاحب ليل (٢).

وحضرت مجلس إبراهيم (٣) بن محمد بن الحارث ، فصار إليه أبو بكر البزار (٤) سنة ست وثمانين ومائتين ، فأخرج إليه كتب النعمان ، فانتخب نحو خمسين حديثا من كتب النعمان ، وكتبه عنه فيما انتخب عليه.

حدثنا إبراهيم (٥) بن محمد بن الحارث ، قال : ثنا محمد بن المغيرة ، قال : ثنا النعمان ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن ذكوان ، عن أبي هريرة ، قال : من أدرك من الفجر ركعة قبل طلوع الشمس ، فقد أدرك ، ومن أدرك

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٨٥ ـ ١٨٦) ، وفي «الجرح والتعديل» (٨ / ٩٢).

(١) كذا في المصدر السابق لأبي نعيم.

(٢) كذا في المصدر السابق (١ / ٣٣٧).

(٣) إبراهيم بن محمد : ترجم له المؤلف في «الطبقات» (٢٠٣ / ٣) ، وذكر هذا القول هناك أيضا في ٢٠٤.

(٤) أبو بكر البزار : هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق. تقدم (في ت ٣ ح ١١).

(٥) تقدم الرواة جميعا ، والنعمان : هو ابن عبد السلام ، وسفيان : هو الثوري ، وذكوان : هو أبو صالح السّماك.

٢٢٢

ركعتين من العصر قبل غروب الشمس ، فقد أدرك (١).

(٢٠٩) حدثنا إبراهيم ، قال : ثنا محمد ، قال : ثنا النعمان ، عن سفيان ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مثل ذلك(٢).

(٢١٠) حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس (٣) ، قال : ثنا محمد بن

__________________

(١) رجاله ثقات سوى إبراهيم بن محمد ، ومحمد بن المغيرة ، ولم أعرفهما ، ولم يرفعه أبو هريرة هنا ، ولكن جاء التصريح في الرواية الثانية ، حيث إنه رفعه إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، والحديث صحيح ثابت مرفوعا ، رواه الشيخان وغيرهما. فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٢ / ١٧٧ و ١٩٦ مع الفتح ط ـ ح) المواقيت ، باب من أدرك من العصر قبل الغروب ، وباب من أدرك ركعة من الصبح الخ عن أبي هريرة مرفوعا بطريقين نحوه ، ومسلم في «صحيحه» (٥ / ١٠٤ و ١٠٥ و ١٠٦) مع شرح النووي المساجد ، باب من أدرك ركعة من الصلاة إلخ ، من حديث أبي هريرة ، وعائشة. ولفظه عندهما : من أدرك ركعة من الصبح ، الحديث ، وأبو داود في «سننه» (١ / ٢٨٨) الصلاة ، باب في وقت صلاة العصر ، والنسائي في المواقيت (١ / ٢٥٧) باب من أدرك ركعتين من العصر لفظ : من أدرك ركعتين من العصر ، كما في رواية أبي الشيخ ، والترمذي في «سننه» (١ / ١٢٠) الصلاة ، باب ما جاء فيمن أدرك ركعة من العصر ، كلهم عن أبي هريرة مرفوعا ، وكذا عنه ابن ماجة في «سننه» (١ / ٢٢٩) الصلاة ، باب وقت الصلاة في العذر والضرورة ، وعن عائشة مرفوعا ، ومن طريق أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، وعنه أخرجه مالك في «الموطأ» ص ٣٠ ح ٥ ، المواقيت ، وعنه الدارمي في «سننه» (١ / ٢٧٨) الصلاة ، باب من أدرك ركعة من صلاة .. الخ.

(٢) تخريجه :

تقدم تخريج حديث أبي سلمة عن أبي هريرة قريبا ، وكذا تقدم في حديث ١٢٦ تحت ترجمة ٩٥.

(٣) تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد : تقدم في (ت ٣ بعد ح ١٤).

وابراهيم بن طهمان بن شعبة الخراساني أبو سعيد. ثقة ، يغرب. مات سنة ١٦٨ ه‍. انظر «التهذيب» (١ / ١٢٩) ، و «التقريب» ص ٢٠.

وسفيان : هو الثوري. تقدم (في ت ٣).

وإبراهيم الهجري ـ بفتح الهاء ، والجيم ـ هو ابن مسلم العبدي ، أبو إسحاق ، لين الحديث ، رفع موقوفات ، من الخامسة. انظر «التقريب» ص ٢٣.

وابن أبي أوفى : هو عبد الله. صحابي.

٢٢٣

المغيرة ، قال : ثنا النعمان ، عن إبراهيم بن طهمان ، وسفيان ، عن إبراهيم الهجري ، عن ابن أبي أوفى ، أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كبّر (١) على الجنائز أربعا.

__________________

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وإبراهيم الهجري لين الحديث ، ومن طريق الهجري أخرجه ابن ماجة في «سننه» (١ / ٤٨٢) ، وأحمد في «مسنده» (٤ / ٣٥٦) مع قصة فيه ، ولكن أصل الحديث صحيح ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٣ / ٤٣٠ و ٤٤٥ و ٤٤٦ مع الفتح ط ـ ح) ؛ ومسلم في «صحيحه» (٧ / ٢٢ ـ ٢٥) مع النووي الجنائز ، باب التكبير على الجنازة ، كلاهما عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، وجابر بن عبد الله ؛ وأبو داود في «سننه» (٣ / ١٥ و ١٦) الجنائز ، عن ابن عباس ، والنسائي في «سننه» (٤ / ٤٠) الجنائز ، باب الإذن بالجنازة ، وفي (٧٢) باب عدد التكبير على الجنازة ، عن أبي هريرة ؛ والترمذي في «سننه» (٢ / ٣٤٣) الجنائز باب ما جاء في التكبير على الجنازة من حديث أبي هريرة ، وقال الترمذي : «حديث حسن صحيح» ، وفي الباب عن ابن عباس ، وابن أبي أوفى ، وجابر ، وأنس ، ويزيد بن ثابت. وأخرجه ابن ماجة في «سننه» (١ / ٤٨٢) الجنائز ، باب ما جاء في التكبير على الجنازة أربعا ، عن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي ، وعثمان بن عفان ، وابن عباس ، ولكن في الأول إبراهيم الهجري ، وهو ضعيف ، لين الحديث ، والثاني فيه خالد بن إلياس ، وهو متفق على ضعفه ، وأخرجه عن ابن عمر في (١ / ٤٩١) ، وإسناده صحيح ، وأخرجه مالك في «الموطأ» ص ١٤٧ عن أبي هريرة حديث ١٤ الجنائز ، وأخرجه أحمد في «مسنده» (٢ / ٢٣٠) عن أبي هريرة في عدة مواضع بعدة طرق.

(١) هكذا جاء في النسختين ، ويبدو أن الصواب «يكبر» ، ويؤيده لفظ ابن ماجة «كان يكبر أربعا» انظر مصادر تخريجه.

٢٢٤

١٥٧ ٦ / ٤ الحجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني (*) :

يروي عن النعمان والكسائي ، وكان من المعمّرين ، كان بين موته وموت النعمان قريب (١) من ستين سنة ، وذكر أنه مات عن مائة وعشرين سنة ، ومات سنة ستين ومائتين.

روى عن الكسائي (٢) الآثار ، ولم يروها (٣) عنه غيره ، وفيه حديث تفرد به. حدثناه.

(٢١١) حدثناه أحمد بن محمود (٤) بن صبيح ، قال : ثنا الحجاج ، قال : ثنا الكسائي قال : ثنا حماد بن زيد عن أبي جمرة ، عن ابن عباس أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قرأ : (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ)(٥).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٠١ ـ ٣٠٢) ، وفي «غاية النهاية» (١ / ٢٠٣) للجزري.

(١) في الأصل : «قريبا» والجادة ما أثبت.

(٢) الكسائي هو علي بن حمزة بن عبد الله ، أبو الحسن الكسائي الكبير الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة. تقدم (في ت ١٠٥).

(٣) في النسختين : «يروه» ، والتصحيح من مقتضى القواعد.

(٤) تراجم الرواة :

أحمد بن محمود بن صبيح. تقدم (في ت ٢٣ ح ٤٥) : ثقة.

حجاج هو المترجم له ، والكسائي تقدم ، وحماد بن زيد هو أبو إسماعيل الأزدي البصري تقدم في (ت ٢٤) : ثقة.

أبو جمرة بالجيم هو نصر بن عمران الضّبعي ـ بضم المعجمة وفتح الموحدة بعدها مهملة ـ البصري ، نزيل خراسان ، مشهور بكنيته ، ثقة ، ثبت ، مات سنة ثمان وعشرين ومائة. انظر «التقريب» ص ٣٥٧ ، و «التهذيب» ١٠ / ٤٣١.

(٥) سورة هود آية ٤٦.

٢٢٥

(٢١٢) حدثنا محمد بن يحيى بن مندة (١) وأحمد بن محمود ، قالا : ثنا الحجاج ، قال : ثنا النعمان ، قال : ثنا سفيان ، عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس ، فقد أدرك ، ومن أدرك ركعتين من العصر قبل أن تغيب الشمس ، فقد أدرك» (٢).

(٢١٣) حدثنا أحمد (٣) بن محمود ، قال : ثنا الحجاج ، قال : ثنا علي بن حمزة الكسائي قال : ثنا سليمان بن أرقم ، عن الزهري ، عن نافع ، عن ابن

__________________

ـ تخريجه :

في سنده حجاج لم أعرفه والذي ورد عن الكسائي كما في «مشكل إعراب القرآن» للقيسي ١ / ٤٠٦ : «(عمل) بكسر الميم وفتح اللام ونصب غير». وذكر ابن جرير الطبري في «تفسيره» ١٢ / ٥٣ م ، وابن كثير في «تفسيره» رواية ابن عباس انظر (٢ / ٤٤٨) ، وأورده السيوطي في «الدر» ٣ / ٣٣٥ ، وقال : أخرجه ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس (من قوله) أخرجه عنه ابن مردويه كما ذكره السيوطي في ٣ / ٣٣٦ مرفوعا كما هنا ، وفي إعرابها أقوال. راجع «مشكل إعراب القرآن» ١ / ٤٠٥ ـ ٤٠٦ ، وأخرج أحمد في «مسنده» ٦ / ٢٩٤ و ٣٢٢ عن أم سلمة أنّ النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قرأها «أنه عمل غير صالح» ، ولكن ليس في هذه الرواية تصريح بالضبط. وقد رجح الطبري القراءة المشهورة ، يعني بضم «عمل وغير» ، وقال : عليه قراء الأمصار اه.

(١) تراجم الرواة :

محمد بن يحيى وأحمد بن محمود تقدما قريبا ، وهما ثقتان ، وسفيان هو الثوري ، وسهيل بن أبي صالح ذكوان السمان أبو يزيد تقدم هو وأبوه الأول في ت ٩١ والثاني في ٤١. الأول صدوق تغير بأخرة ، والثاني ثقة ثبت.

(٢) رجاله ثقات سوى الحجاج بن يوسف ، لم أعرفه ، وسهيل وهو صدوق كما تقدم في ترجمته ، وقد مرّ تخريج الحديث مطولا قريبا في ترجمة محمد بن المغيرة : حديث ٢٠٩ وقبله أيضا في حديث ١٢٦ تحت ترجمة ٩٥.

(٣) تراجم الرواة : تقدم أكثرهم قريبا ، وسليمان بن أرقم أبو معاذ البصري ضعيف ، وقال بعض العلماء : متروك الحديث. انظر «التقريب» ص ١٣٢ ، و «التهذيب» ٤ / ١٦٨ ، و «ديوان الضعفاء» للذهبي ص ١٣٠ ، وقال : «تركوه».

٢٢٦

عمر ، قال : قال عمر : وذكر إسلامه ، فذكر : أنه حيث جاء إلى الدار ليسلم سمع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقرأ : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(١) ، قال : وسمعه في الركعة الثانية : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)(٢).

__________________

(١) سورة الرعد آية ٤٣.

(٢) سورة العنكبوت آية ٤٩.

تخريجه :

في إسناده ضعيف ، وقال بعض بتركه ، وفيه من لم أعرفه ولم أجد من أخرجه ، وقد ذكر الطبري في «تفسيره» (١٣ / ١٧٧ و ١٧٨) عدة روايات للقراءتين يعني «ومن عنده علم الكتاب» بفتح الميم في من ، وكسر العين ، وسكون اللام ، وضم الميم في علم ، وبكسر من ، وضم العين ، وكسر اللام ، على أنّه مبنيّ للمجهول ، والكتاب نائب الفاعل.

٢٢٧

١٥٨ ٦ / ٥ محمد بن زياد الشروشاذراني (*) :

صاحب النعمان ، وكان أحد الثقات.

حدثنا ابن الجارود (١) ، قال : ثنا إسماعيل بن عبد الله ، قال : ثنا محمد بن زياد ، قال : قال : ثنا النعمان ، عن زفر ، عن يحيى بن سعيد التيمي ، عن حبال بن رفيدة ، عن مسروق بن الأجدع ، قال : دخلنا على عائشة ، فقالت : يا جارية خوصي لبني شرابا ، فخاصت لهم شرابا ، فقالت (٢) لهم : ذوقوا فإن رابكم شيء ، فمروا الأمة فتزيدكم (٣) ، فإني لو كنت مفطرة لذقت لكم ، قلنا : نحن صيام ، فقالت : «وما صومكم؟ قلنا : إن كان من

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٨٨) ، وزاد في نسبه ، فقال : ابن مخلد .. كثير الرواية عن النعمان ، بن عبد السلام ، وفي «الجرح والتعديل» (٧ / ٢٥٩) لابن أبي حاتم.

(١) تراجم الرواة :

ابن الجارود : هو عبد الله بن علي بن الجارود. تقدم ، وهو من النقاد ، وإسماعيل بن عبد الله : هو الملقب بسمّويه. سيأتي برقم ترجمة ٢٥٤.

النعمان : هو ابن عبد السلام. تقدم قريبا ، وزفر : هو ابن الهذيل الفقيه. تقدم بترجمة رقم ٧٥ ثقة.

يحيى بن سعيد : هو أبو حيان التيمي. تقدم (في ت ١٣٨) ثقة.

حبال ـ بكسر الحاء المهملة ـ بن رفيدة أبو ماجد ، لا يعرف. قال البستي : فيه نظر. انظر «الميزان» (١ / ٤٤٨) و «لسان الميزان» (٢ / ١٦٥).

ومسروق بن الأجدع : تقدم (في ت ٨١). ثقة ، وعائشة : هي أم المؤمنين.

(٢) في النسختين : «فقال». الصواب ما أثبته كما في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٦) ، وهذا ما يقتضيه السياق.

(٣) في الأصل : «فلتزيدكم» ، وفي المصدر السابق لأبي نعيم : «فلتزدكم» وما أثبته من أ ـ ه.

٢٢٨

رمضان أدركناه ، وإن لم يكن تطوعناه ، فقالت : إنما الصوم صوم الناس ، والفطر فطر الناس (١) ، وإنّي صمت الشهر ، فإن يكن من رمضان فإن ناسا كانوا يصومون حتى نزلت الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ)(٢).

__________________

(١) في المصدر السابق لأبي نعيم زيادة «الذبح ذبح الناس».

(٢) سورة الحجرات آية (١).

تخريجه :

في إسناده حبال بن رفيدة لا يعرف ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٦ من طريق محمد بن زياد مثله ، وذكر آخر القصة السيوطي في «الدر» (٦ / ٨٤) ، وقال : أخرجه ابن النجار في «تاريخه» عن عائشة رضي‌الله‌عنها بلفظ : «قالت : كان أناس يتقدمون بين يدي رمضان بصيام ، يعني يوما أو يومين ، فأنزل الله تعالى الآية» ، وكذا أخرج الطبراني في «الأوسط» ، وابن مردويه عن عائشة رضي‌الله‌عنها نحوه.

٢٢٩

١٥٩ ٦ / ٦ يوسف بن مهران الجرواءاني (*) :

من أصحاب النعمان ، أحد الثقات.

(٢١٤) حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى (١) ، قال : حدثني عبد الرحمن ابن عمر ، قال : ثنا يوسف بن مهران ، قال : ثنا النعمان ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قزعة ، عن أبي سعيد ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أنه نهى عن صوم يوم الفطر والأضحى.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٤٦) ، والجرواءاني هذا نسبة إلى جرواءان بالضم ، ثم السكون ، وواو وألفين بينهما همزة ، وآخره نون : وهي محلة بأصبهان ، ويقال لها بالعجمية : كراواءان. انظر «معجم البلدان» (٢ / ١٣٠) للحموي.

(١) تراجم الرواة :

أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مندة : تقدم (في ت ١٠). ثقة.

وعبد الرحمن : هو رسته. سيأتي بترجمة رقم ٢٢١.

نعمان : هو ابن عبد السلام. تقدم بترجمة رقم (٨١).

وسفيان : هو الثوري. تقدم هو ومن بعده قريبا.

تخريجه :

رجاله ثقات كلهم ، والحديث صحيح متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في عدة مواضع من «صحيحه» : (في الصوم (٥ / ١٤٢ مع الفتح ط ـ ح) ، باب صوم يوم الفطر من حديث عمر بن الخطاب ، وأبي سعيد الخدري مع زيادة في آخر الحديث ، وباب صوم يوم النحر ، وأخرجه مسلم في «صحيحه» (٨ / ١٥ ـ ١٦) الصوم ، باب تحريم صوم يومي عيد من حديث عمر ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد الخدري ، ويلتقي مع سند أبي الشيخ في عبد الملك ، وعن عائشة ، وعن ابن عمر أيضا ، والحديث مخرج في السنن والمسانيد.

٢٣٠

(٢١٥) حدثنا الحسن بن بطة (١) ، قال : ثنا رسته ، قال : ثنا يوسف بن مهران ، قال : ثنا النعمان ، عن سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «الشّهر تسع وعشرون. لا تصوموا (حتى) تروه ، ولا تفطروا (حتى) (٢) تروه ، فإن غمّ عليكم ، فاقدروا له».

__________________

(١) تراجم الرواة :

الحسن بن بطة الزعفراني : ترجم له أبو الشيخ في هذا الكتاب ٢٥٨ / ٣ ، وقال : شيخ ثقة. بقية الرواة تقدموا ، وهم ثقات.

تخريجه :

رجاله ثقات ، والحديث صحيح متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في عدة مواضع من «صحيحه». انظر الصوم ، باب قول النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا رأيتم الهلال فصوموا» (٥ / ٢٢ و ٢٣ و ٢٤ مع الفتح ط ـ ح) ، من حديث ابن عمر ، وأبي هريرة ، وأخرجه مسلم في «صحيحه» (٨ / ١٨٨ و ١٨٩ و ١٩٠ ـ ١٩٣ مع شرح النووي) الصوم ، باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال بعدة طرق من حديث ابن عمر ، وأيضا بمعناه عن أبي هريرة ، والحديث مخرج في السنن والمسانيد أيضا.

(٢) في الأصل مطموس وغير واضح ، وأثبته من ن ـ أ ـ ه ومن آخر الحديث.

٢٣١

١٦٠ ٦ / ٧ راشد بن معدان بن عبد الرحيم الثقفي (*) :

أبو محمد ، يروي عن النعمان.

(٢١٦) حدثنا محمد (١) بن أحمد بن راشد بن معدان ، قال : ثني أبي ، قال : وجدت في كتاب أبي ، عن النعمان ، عن سفيان ، عن يونس بن عبيد ،

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٣١٥).

(١) تراجم الرواة :

محمد بن أحمد بن راشد ، وأبوه أحمد : تقدما (في ت ١٢٦).

النعمان : هو ابن عبد السلام. تقدم (بترجمة رقم ٨١).

سفيان : هو الثوري. (تقدم في ت ٣).

يونس بن عبيد بن دينار العبدي أبو عبيد البصري : ثقة فاضل. مات سنة ١٢٥ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٩٠ ، والحسن : هو البصري. تقدم (في ت ٣).

وعتيّ ـ بضم أوله ، وفتح المثناة مصغرا ـ : هو ابن ضمرة التميمي السعدي البصري. ثقة ، كما في المصدر السابق ص ٢٣٢.

أبيّ : ـ بضم الهمزة وتشديد الياء المثناة من تحت ـ : هو ابن كعب بن قيس المدني الصحابي الجليل.

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفهم مع الوجادة ، وهي إحدى طرق التحمل من أنواع الإجازة كما تقدم. فقد أخرجه البخاري في «الأدب» ص ١٤٢ بطريقين ، عن الحسن به ، وأحمد في «مسنده» (٥ / ١٣٦) ، وعبد الله في «زوائد المسند» (٥ / ١٣٣) ، والنسائي في السير من «السنن الكبرى» (١ / ٣٦ / ١ ـ ٢) ، وأبو عبيد في «غريب الحديث» (٢٢٥ / ٢) وق ٥٣ / ١ ، وابن مخلد في «الفوائد» ق ٣ / ١ ، والهيثم بن كليب في «مسنده» ق / ١٨٧ / ١ ، والطبراني في «الكبير» (١ / ١٦٧) ، وقال الهيثمي في «المجمع» (٣ / ٣) : رجاله ثقات ، ـ

٢٣٢

عن الحسن ، عن عتيّ ، عن أبيّ ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا رأيتم الرّجل يتعزّى بعزاء الجاهليّة فاعضوه بهن أبيه ، ولا تكنّوا».

(٢١٧) حدثنا محمد بن (١) أحمد بن راشد ، قال : ثني أبي ، عن جدي ،

__________________

ـ والبغوي في «شرح السنة» / ٤ / ٩٩ / ٢ ، والضياء المقدسي في «الأحاديث المختارة» (١ / ٤٠٧) من طرق ، عن الحسن ، عن عتي به ، وقال الشيخ ناصر الدين الألباني : «رجاله ثقات ، فهو صحيح إن كان الحسن سمعه من عتي بن ضمرة ، فإنه كان مدلّسا ، وقد عنعنه ، ثم أيده بما تقدم من طريق عبد الله بن أحمد في «زوائد المسند» ، وقال : ومن طريقه أخرجه الضياء في «المختارة» (١ / ٤٠٥) ، وهذا سند صحيح ، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين ، غير محمد بن عمرو ، وهو ثقة كما قال أبو داود وغيره». انظر «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (٣ / ١٣٣ ح ٢٦٩) ، وابن السني أيضا في عمل اليوم والليلة ص ١١٥ ، وأورده الخطيب التبرزي في «المشكاة» (٣ / ١٣٧٣) الآداب ، باب المفاخرة. فالحديث صحيح.

ملاحظة : في سند النسائي رجل مبهم ، وقال ابن حجر في «النكت الظراف» : إنّ الرجل المبهم في رواية النسائي : عجر ، ويقال : «عجرد بن مدراع التميمي». بين ذلك الطبراني في «مسند الشاميين» ، وأخرجه ابن السني من هذا الطريق كما تقدم. انظر «النكت» (١ / ٣٥) بحاشية «الإتحاف».

قلت : عزاه السيوطي في «الجامع الصغير» (١ / ٣٥٧) إلى الترمذي أيضا ، ولكني لم أجده في الترمذي بعد بحث دقيق ، وقد راجعت مسند أبيّ في «ذخائر المواريث» ، و «تحفة الأشراف» (١ / ١١) ، وكذا ألفاظ الحديث في «معجم المفهرس». والله أعلم.

ومعنى قوله : فاعضوه بهن أبيه : أي اعضض بأير أبيك ، ولا تكنوا عن الأير بالهن ، تنكيلا وتأديبا. انظر «النهاية» (٣ / ٢٥٢) لابن الأثير.

(١) تراجم الرواة :

تقدم كلهم ، أكثرهم في السند قبله ، وهشام بن عروة وأبوه : تقدم (في ت ٢ بعد ح ٣).

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٩٣ و ٣١٥) به مثله ، والبخاري في «الأدب المفرد» ص ١٢٥ من حديث عائشة نحوه ، وأبو داود في «سننه» (٥ / ٢٥٣) الأدب ، باب في المرأة تكنى بسنده عن عائشة نحوه ، وكذا عنها أحمد في «مسنده» (٦ / ١٠٧ و ١٥١ و ١٨٦ و ٢١٣ و ٢٦٠) بعدة طرق ، وابن سعد في «الطبقات» (٨ / ٦٤ و ٦٦) عن عائشة.

٢٣٣

عن النعمان ، عن سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كنّاها بأمّ عبد الله ، ولم تلد شيئا (١).

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» (١ / ٣١٥) : بزيادة «له».

٢٣٤

١٦١ ٦ / ٨ حماد بن زيد المكتب (*) :

يحدث عن النعمان من أهل المدينة (١).

وكان من أفاضل الناس ، حكى إبراهيم بن عامر ، قال : كان حماد المكتب يكتب من الحديث ما فيه الثواب ، والباقي يتركه (٢).

قال : وكان إذا كان يوم الجمعة ، ذهب بالأيتام إلى منزله فيدهن رؤوسهم.

ويروي عنه الحجاج بن يوسف (٣) ، قال :

(٢١٨) حدثنا حماد المكتب ، قال : ثنا النعمان ، عن سفيان ، عن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٠) لأبي نعيم.

(١) أي مدينة أصفهان.

(٢) كذا في المصدر السابق لأبي نعيم ، وزاد ما فيه «الترغيب» يعني أحاديث الفضائل.

(٣) تراجم الرواة :

الحجاج بن يوسف بن قتيبة : تقدم قريبا برقم ت ١٥٧.

النعمان : هو ابن عبد السلام ، وسفيان : هو الثوري تقدما قريبا.

إسماعيل بن أبي خالد : هو الأحمسي. تقدم (في ت ١٤٠). ثقة ثبت.

قيس : هو ابن أبي حازم ، حصين الأحمسي أبو عبد الله الكوفي. مخضرم ثقة. مات سنة بضع وتسعين. انظر «التهذيب» (٨ / ٣٨٧).

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، والسند معلق ؛ لأن المؤلف لم يلق الحجاج بن يوسف ، ورواه عنه بقوله : قال حجاج : وكذا أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٠) بسند الحجاج معلقا مثله ، وأصل الحديث من غير هذا السياق والطريق صحيح متفق عليه ، فقد أخرجه البخاري في ـ

٢٣٥

إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «الإمام أمير ، فإن صلّى قاعدا ، فصلّوا قعودا».

__________________

ـ «صحيحه» (٢ / ٣١٦ و ٣٢١ مع الفتح ط ـ ح) الصلاة ، باب إنما جعل الإمام ليؤتم به ، ومسلم في «صحيحه» (٤ / ١٣٢ ـ ١٣٥) بطرق اتفقا من حديث أنس وعائشة ، وتفرد مسلم عن أبي هريرة وجابر ، وكذا أخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٤٠١) الصلاة ، باب الإمام يصلي من قعود ، من حديث أبي هريرة وجابر وأنس وعائشة ، وكذا النسائي في «سننه» (٢ / ٩٨ و ٩٩) الإمامة ، باب الائتمام بالإمام يصلي قاعدا ، من حديث أنس وعائشة ، والترمذي في «سننه» (١ / ٢٢٥) من حديث أنس ، وقال : حسن صحيح ، وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة وجابر وابن عمرو ومعاوية ، وابن ماجة في «سننه» (١ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣) الإقامة ، باب إنما جعل الإمام ليؤتم به ، من حديث أبي هريرة وجابر وأنس وعائشة.

انظر التفصيل في «الفتح» (٢ / ٣٢٢) ، وشرح النووي على «صحيح مسلم» (٤ / ١٣٣) ، و «نصب الراية» (٢ / ٤١ ـ ٥٢) للزيلعي.

٢٣٦

١٦٢ ٦ / ٩ د ـ س محمد بن يحيى بن فيّاض الزماني (*) :

قال أبو جابر زيد بن عبد العزيز الموصلي ، قال : ثنا محمد بن يحيى بن فياض ، قال : ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، قال : سمعت هلال بن حق ، عن سليمان التيمي ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد مولى أبي (١) أسيد

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٨٨) ، وفيه كنيته أبو الفضل ، وقال أبو نعيم : بصري قدم أصبهان ، وفي «الأنساب» (٦ / ٣١٤) ، وفيه الزماني : بكسر الزاي ، وتشديد الميم المفتوحة ، وفي آخرها نون. نسبة إلى زمان ، جد من أجداده. وفي «الإكمال» (٤ / ١٢٧) لابن ماكولا ، وفي «المشتبه» (١ / ٣٢٣) ، وفي «التهذيب» (٩ / ٥٢٠) وفي «تبصير المنتبه» (٢ / ٦٣٢) ، وفي «التقريب» ص ٣٢٣ ، وفيه : فياض بفتح الفاء ، وتشديد التحتانية. توفي قبل الخمسين ومائتين.

(١) في النسختين «بني» ، والتصحيح من مصادر ترجمته.

تراجم الرواة :

أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حيان الأزدي الموصلي. ذكر الحموي ترجمة أبيه ، وقال : روى عنه ابناه أبو جابر زيد وإبراهيم ، انظر «معجم البلدان» (٥ / ٢٢٤).

محمد بن عبد الله الأنصاري البصري : ثقة. مات سنة ٢١٤ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٠٦ ، و «التهذيب» (٩ / ٢٧٤).

وهلال بن حق ـ بكسر المهملة ـ : أبو يحيى البصري ، مقبول من السابعة. انظر المصدرين السابقين ص ٣٠٦ ، و (١١ / ٧٦).

وسليمان التيمي : هو ابن طرخان. تقدم (في ت رقم ٨٥).

وأبو نضرة : هو المنذر بن مالك بن قطعة العبدي. ثقة. تقدم (في ت رقم ٨٥).

أبو سعد : ذكره الذهبي في «تجريد أسماء الصحابة» (٢ / ١٧٣) ، وقال : مولى أبي أسيد ـ بفتح الهمزة ـ روى عنه أبو نضرة مقتل عثمان بطوله ، وكذا في «أسد الغابة» لابن الأثير (٥ / ٢١١) ، وزاد أنه أخرجه ابن مندة ، وأبو نعيم ، وهكذا ذكره الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (٤ / ٩٩) القسم الثالث.

٢٣٧

الأنصاري ، قال : لما حصر عثمان في القصر ، فأشرف على الناس ، فقال : السلام عليكم ، فما علمت أحدا رد السلام إلّا أن يرد أحد في نفسه ، فقال : أنشدكم بالله : هل تعلمون أني اشتريت بئر رومة من مالي لتستعذبوا بها فجعلت ، رشائي فيها كرجل من المسلمين؟ قالوا : أللهم نعم. قال : فعلام تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر؟.

__________________

ـ تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٨٨) من طريقه به مثله وقوله «ولتستعذبوا بها» أي : لتشربوا ماء عذبا. كما في «النهاية» لابن الأثير (٣ / ١٩٥) بتصرف. وأخرج الترمذي في «سننه» (٥ / ٢٨٨) و (٢٩٠) المناقب طرفا منه نحوه ، وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أبي عبد الرحمن السلمي ، وفي ٢٩٠ عن ثمامة بن حزن القشيري ، وقال الترمذي : «حسن» ، وكذا طرف منه في «وفاء الوفاء» (٢ / ١٣٨) ، وفيه أيضا قال السمهودي : وبئر رؤمة : هي بئر قديمة جاهلية. وفي أسفل وادي العقيق ـ غربي المدينة المنورة ـ قريبة من مجتمع الأسيال في براح واسع من الأرض. انتهى.

والرّشاء : هو حبل الدلو. انظر «معجم الوسيط» (١ / ٣٤٨).

٢٣٨

١٦٣ ٦ / ٩ حبيب بن هوذة بن حبيب (*) :

ابن الزبير الهلالي. روى عنه يوسف بن حبيب ، وهو من أخواله.

(٢١٩) حدثنا أبو بكر الجارودي (١) ، ومحمد بن يوسف بن الوليد ، قالا : ثنا يونس بن حبيب ، قال : ثنا حبيب بن هوذة ، قال : ثنا مندل ، قال : ثنا أبو إسحاق الشيباني ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا طلاق لما لا تملكون ، ولا عتق فيما لا

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٣ / ١١٠) ، وفي «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٥).

(١) تراجم الرواة :

أبو بكر الجارودي : هو محمد بن النضر بن سلمة. سيأتي بترجمة رقم ٣٠٥. ثقة.

ومحمد بن يوسف بن الوليد : ترجم له المؤلف في «الطبقات» (٣١٤ / ٣) ، وقال : شيخ ثقة.

يونس بن حبيب الأصبهاني : سيأتي بترجمة رقم ٢٤٩. ثقة.

ومندل ـ مثلث الميم ، وساكن الثاني ـ هو ابن علي العنزي بفتح المهملة والنون ، ثم زاي تقدم في ت رقم ٢. ضعيف.

وأبو إسحاق الشيباني : هو سليمان بن أبي سليمان. تقدم (في ت رقم ١٥٠). ثقة.

وعمرو بن شعيب بن محمد : صدوق. مات سنة ثمان عشرة ومائة. (انظر التقريب ص ٢٦٠).

وأبوه شعيب بن محمد : صدوق ، ثبت سماعه من جده من الثامنة. المصدر السابق ص ١٤٦.

وجده : هو عبد الله بن عمرو بن العاص ، صحابي من المكثرين. (انظر نفس المصدر ص ١٨٣).

تخريجه :

إسناده ضعيف لضعف مندل كما تقدم ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ـ

٢٣٩

تملكون ، ولا نذر فيما لا تملكون (١) ، ولا نذر في قطيعة رحم».

(٢٢٠) وروى عنه يونس (٢) حديثا آخر ، قال : حدثنا حبيب بن هوذة ، عن مندل ، عن مسلم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله ـ

__________________

ـ (١ / ٢٩٥) به مثله ، والحديث حسن ، حيث أخرجه أبو داود في «سننه» (٢ / ٦٤٠) الطلاق ، باب في الطلاق قبل النكاح ، عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده مرفوعا بلفظ : «لا طلاق إلّا فيما تملك ، ولا عتق إلّا فيما تملك ولا بيع إلّا فيما تملك ، ولا وفاء نذر إلّا فيما تملك» ، وزاد في إسناد آخر «من حلف على معصية فلا يمين له ، ومن حلف على قطيعة رحم فلا يمين له» ، وقال الخطايي : والحديث حسن ، وأخرجه الترمذي في «سننه» (٢ / ٣٢٦) الطلاق ، باب ما جاء لا طلاق قبل النكاح من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، ولكن ليس فيه الجملة الأخيرة ـ لا نذر في قطيعة رحم ـ وقال : حسن صحيح ، وهو أحسن شيء روي في هذا الباب ، وفي الباب عن علي ومعاذ وجابر وابن عباس وعائشة ، وأخرجه ابن ماجة في «سننه» (١ / ٦٦٠) الطلاق ، باب لا طلاق قبل النكاح ، عن عمرو بن شعيب بإسناده بطرق لم يزد في الأول غير قوله : «لا طلاق فيما لا يملك» ، وزاد في الثاني «ولا عتق قبل ملك» وأخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» (١ / ٣١٤) بترتيب الساعاتي من حديث جابر وعمرو بن شعيب ، ولكن بدون ذكر النذر ، وانظر «فتح الباري» (١١ / ٢٩٨ ـ ٣٠٤) ، فقد ذكره بطرق عدة.

(١) في ن ـ أ ـ ه «فيما لا يكون».

(٢) تراجم الرواة :

تقدم معظمهم في السند الذي قبله ، ومسلم لم يتبين لي ، فلعله ابن كيسان الضبي الملائي أبو عبد الله الكوفي الأعور. ضعيف من الخامسة. «التقريب» ص ٣٣٦ ، و «التهذيب» (١٠ / ١٣٥).

ومجاهد : هو ابن جبر. تقدم (في ت رقم ٢).

تخريجه :

في إسناده مندل ، ومسلم ـ إذا كان هو الضبي ـ وهما ضعيفان كما تقدم في ترجمتها ، وحبيب بن هوذة : لم أعرف حاله ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٩٥) من طريقه به مثله.

ولكن أصل الحديث صحيح ثابت ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٣ / ٢٥ مع الفتح ط ـ ح) الجمعة ، باب السواك يوم الجمعة ، عن أبي هريرة مرفوعا بلفظ : «لو لا أن أشقّ على أمّتي أو على النّاس لأمرتهم بالسّواك مع كلّ صلاة» ، وعنه أخرجه مسلم في «صحيحه» (٣ / ١٤٣) نحوه ، ولكن عند مسلم وغيره من أصحاب السنن «عند كل صلاة» بدل مع كل ـ

٢٤٠