طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

عمران ، قال : ثنا يحيى بن الضريس ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أجيبوا الدّاعي ، واقبلوا الهديّة ، ولا تضربوا المسلمين».

ورواه محمد بن حميد ، عن يحيى بن الضريس ، عن قيس (١).

(١٧٨) وأخبرنا إسحاق بن أحمد الفارسي (٢) ، قال : ثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا أبو داود ، عن شعبة ، عن عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أنتم الغرّ المحجّلون بلق من آثار الوضوء».

__________________

ـ والأعمش : هو سليمان بن مهران. تقدم (في ت ٦).

أبو وائل : هو شقيق بن سلمة الأسدي. تقدم (في ت ٨١). ثقة.

وعبد الله : هو ابن مسعود الصحابي المشهور.

تخريجه :

إسناده حسن ، وهو من غرائب حديث عبد الله بن عمران ، فقد أخرجه أبو يعلى في «مسنده» ، كما في «المجمع» (٤ / ١٤٦) ، وأحمد في «مسنده» (١ / ٤٠٤) ، وقال الهيثمي : «رجاله رجال الصحيح». انظر المصدر السابق له.

(١) لم أقف على هذا الطريق.

(٢) تراجم الرواة :

إسحاق بن أحمد الفارسي : تقدم (في بداية المقدمة للمؤلف). لم أعثر عليه.

أبو داود : هو الطيالسي. تقدم (بترجمة ٩٣).

شعبة : هو ابن الحجاج العتكي. تقدم (في ت ٢٢). ثقة.

عاصم : هو ابن بهدلة الأسدي أبو بكر المقرىء. تقدم (في ت ٨١).

زرّ بكسر الزاي ، وتشديد الراء : هو ابن حبيش ـ مصغرا ، أبو مريم الأسدي ، ويقال : أبو مطرف الكوفي ثقة ، مخضرم ، جليل. مات سنة بضع وثمانين ، وهو ابن ١٢٧ سنة. انظر «التقريب» ص ١٠٦.

عبد الله : هو ابن مسعود رضي‌الله‌عنه.

تخريجه :

رجاله ثقات سوى إسحاق. لم أعثر عليه ، وعاصم بن بهدلة ، وهو صدوق يحسن حديثه ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٤٧) بسنده من طريق عبد الله بن عمران ، ومنه به مثله ، ولكنه بدون زيادة : «بلق» ، وابن ماجة في «سننه» (١ / ١٠٤) ، والطيالسي في ـ

١٦١

وأخبرنا إسحاق بن أحمد (١) ، قال : ثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، قال : ثنا سفيان ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله تعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)(٢) قال : أبو جهل (٣).

__________________

ـ «مسنده» (١ / ٤٩) بترتيب الساعاتي من طريق عاصم بإسناده مثله ، وكذا من طريقه أحمد في «مسنده» (١ / ٤٠٣ و ٤٥٢ و ٤٥٣) مثله ، وإسنادهما حسن ، وله شاهد في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة مرفوعا ، أخرجه البخاري في «صحيحه» (١ / ٢٤٥ مع الفتح ط ـ ح) ، ولفظه (إنّ أمّتي يدعون يوم القيامة غرّا محجّلين من آثار الوضوء) ، ومسلم في «صحيحه» (٣ / ١٣٥ و ١٣٦ و ١٣٧) ، وعند ابن ماجة أيضا من حديث أبي هريرة ، وحديث حذيفة في (٢ / ١٤٣١ و ١٤٣٨) ، وحديث أبي هريرة (عند مالك في «موطئه» ص ٤٤) ، وعند أحمد في «مسنده» (٢ / ٣٠٠) ، وذكره الهيثمي في «المجمع» (١ / ٢٢٥) ، وقال : رواه البزار ، وإسناده حسن.

(١) تراجم الرواة :

إسحاق : تقدم في السند قبله ، وعبد الله بن عمران هو المترجم له.

هو يحيى بن آدم بن سليمان الأموي أبو زكريا ثقة. تقدم (في ١٢٥).

موسى بن أبي عائشة الهمداني ـ بسكون الميم ـ مولاهم أبو الحسن الكوفي ، ثقة عابد ، وكان يرسل من الخامسة. انظر «التقريب» ص ٣٥١ ، «والتهذيب» (١٠ / ٣٥٢).

سعيد بن جبير : تقدم (بترجمة رقم ٢٢).

(٢) سورة القيامة آية : ٤٥.

(٣) تخريجه :

رجاله ثقات ، سوى إسحاق. لم أعرفه.

فقد أخرجه ابن أبي حاتم في «تفسيره» ، كما ساقه ابن كثير في «تفسيره» (٤ / ٤٥١ و ٤٥٢) بسند ابن أبي حاتم ، ولكن لم يذكر ابن عباس ، بل أرسله سعيد بن جبير ، ولكنه أورد الرواية من طريق أبي عبد الرحمن النسائي ، وأبي داود بإسنادهما ، ولفظه قال : قلت لابن عباس : (أولى لك فأولى). قال : قاله رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لأبي جهل ، ثم أنزله الله عزوجل ، وأخرجه ابن جرير في «تفسيره» (٢٩ / ٢٠٠) من طريق مولى بن أبي عائشة به ، والطبراني كما في «المجمع» (٧ / ١٣٢) ، وقال الهيثمي : ورجاله ثقات ، والحاكم في «المستدرك» (٢ / ٥١٠) من طريق موسى ابن أبي عائشة به نحوه ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي. وعزاه السيوطي في «الدر» (٦ / ٢٩٦) الى سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، والنسائي ، وابن مردويه ، وابن المنذر كلّهم عن سعيد بن جبير ، فساقه به.

١٦٢

١٣٦ ٥ / ٥٤ سعيد بن يحيى الطويل (*) :

يقال له : سعدويه. من محدثي أصبهان ، والمعروفين بها ، صدوق ، يحدث عن مسلم بن خالد الزنجي ، وأبي بكر بن عياش ، وسلمة بن صالح الأحمر (١) ، وغيرهم.

وكان مسكنه بسروشاذران (٢) ، وله أحاديث كثيرة يتفرد بها ، فمن حديثه مما يتفرد بها ما :

(١٧٩) حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا (٣) ، قال : ثنا سعيد بن يحيى ،

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٤ / ٧٥) ، وزاد القرشي : قدم الري. وقال أبو حاتم : «لا أعرفه» ، وفي «أخبار أصبهان» (١ / ٣٢٥ ـ ٣٢٦) ، وذكر أنه توفي سنة سبع وعشرين ومائتين ، وفي «اللسان» (٣ / ٥٠) ، ونقل عن أبي نعيم بأنه صدوق.

(١) في الأصل غير واضح ، وفي أ ـ ه : «الأجر» ، وهو محرف ، والتصويب من «الميزان» (٢ / ١٩٠).

(٢) هي محلة بأصبهان.

(٣) تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن زكريا : تقدم (في ت ٩١ ، وكان من الثقات).

مسلم بن خالد المخزومي مولاهم المكي المعروف بالزنجي : فقيه صدوق ، كثير الأوهام.

مات سنة تسع وسبعين ومائة. انظر «التقريب» ص ٣٣٥.

والنعمان بن راشد : هو أبو إسحاق الرقي. صدوق ، سيىء الحفظ. انظر المصدر السابق ص ٣٥٨ ، «والتهذيب» (١٠ / ٤٥٢).

عاصم هو ابن بهدلة. تقدم (في ت ٨١). صدوق ، له أوهام.

زر بكسر الزاي ، وتشديد الراء ، هو ابن حبيش مصغرا. تقدم (في ١٣٥) ثقة.

صفوان بن عسال ـ بمهملتين ـ المرادي : صحابي معروف. نزل الكوفة. انظر «التقريب» ص ١٥٣ ، «والتجريد» للذهبي (١ / ٢٦٦).

١٦٣

قال : ثنا مسلم بن خالد الزنجي ، عن النعمان بن راشد ، عن عاصم ، عن زر ، عن صفوان بن عسال ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قصة المسح. رأيت هذا الحديث في «فوائد أبي بكر البرديجي» ببغداد نقلا عنه ، عن عبد الله بن محمد بن زكريا ، وكان البرديجي كتب عنه بأصبهان (١).

(١٨٠) وروى عنه عبد الله بن بندار ، قال : ثنا سعيد بن يحيى ، قال : ثنا سلمة بن صالح ، عن غيلان بن جامع ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : خرجنا (٢) مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ولا نرى (٢) حجا ولا عمرة ، فقال : «أحلّوا بعمرة». وله ابن يقال له :

__________________

تخريجه :

إسناده حسن ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٢٦) به مثله ، والترمذي في «سننه» (١ / ٦٥) الطهارة من طريق هناد عن أبي الأحوص ، عن عاصم به ، ولفظ الحديث قال صفوان : «كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يأمرنا إذا كنا سفرا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلّا من جنابة ، ولكن من غائط وبول ونوم». قال الترمذي : «هذا حديث حسن صحيح».

وقال محمد بن إسماعيل البخاري : «أحسن شيء في هذا الباب حديث صفوان بن عسال المرادي» ، وكذا أخرجه النسائي في «سننه» (١ / ٨٣) الطهارة ، باب التوقيت بسنده ، عن عاصم ، ومنه به مثله بطريقين.

(١) أبو بكر البرديجي ـ بفتح الباء الموحدة ، وسكون الراء ، وهي بليدة بأقصى آذربيجان ـ وهو أحمد بن هارون بن روح ، الحافظ ، الثقة ، الإمام. مات سنة ٣٠١ ه‍ ترجم له المؤلف في «الطبقات» (٢٧٦ / ٣) من أ ـ ه ، وانظر «اللباب» (١ / ١٣٦).

تراجم الرواة :

عبد الله بن بندار : تقدم (في ت ٩٥). كان من الصالحين.

سعيد : هو المترجم له. صدوق.

سلمة بن صالح الأحمر : قاضي واسط. قال النسائي : ضعيف». عن يحيى ليس بثقة.

عن ابن عدي قال : لم أر له متنا منكرا ، وهو حسن الحديث. انظر «الميزان» (٢ / ١٩٠).

غيلان بن جامع : هو ابن أشعث المحاربي أبو عبد الله الكوفي قاضيها ، ثقة. مات سنة ١٣٢ ه‍. انظر «التقريب» ص (٢٧٤) ، «والتهذيب» (٨ / ٢٥٢).

أبو الزبير : هو محمد بن مسلم بن تدرس. تقدم في ت ٨١ صدوق ، إلّا أنّه يدلس.

(٢) في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٢٥) : حججنا بدل خرجنا ، وكذا عنده : «لم نتم» بدل لا نرى ، والعبارة هكذا «حججنا مع النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لم نتم حجا ولا عمرة ، فقال : أحلوا بعمرة».

١٦٤

١٣٧ ٥ / ٥٥ إبراهيم (ابن سعيد) (*) :

حدثنا عنه محمد بن يحيى بن مندة ، قال : ثنا إبراهيم بن سعيد بن يحيى.

__________________

ـ تخريجه :

في إسناده من لم أعرف حاله.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (١ / ٣٢٥) بسنده ، عن يحيى بن سعيد ، ومنه به نحوه.

وأصل هذا الحديث بغير هذا السياق مخرج في الصحيح ، «والسنن» ، وأورده الشيخ ناصر الدين الألباني في رسالته «حجة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ» (٣٨ ـ ٤١) ، وانظر «جامع الأصول» (٣ / ١٢٧) لابن الأثير.

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ١٨٢) ، وساق له رواية بسنده عن ابن عباس في أنواع الذنوب.

١٦٥

١٣٨ ٥ / ٥٦ أبو عبد الله المقرىء (*) :

محمد (١) بن عيسى. توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين. كان إماما في القراءة ، وكان قد صنف كتبا في القرآن ، وكان إمام أهل زمانه ، وولد بالري ، وكان أصله من أصبهان ، فذكر مشايخنا أنه قال يوما : يا أهل الري من الذي أفلح منكم؟ إن كان ابن الأصبهاني (٢) فمنا ، وإن كان إبراهيم بن موسى (٣) فمنا ، وإن كان جرير (٤) فمنا ، وإن كان الخطّ ، فجدي علّمكم. ما أفلح منكم إلّا رجل واحد ، ولن أقول لكم حتى تموتوا كمدا (٥).

__________________

(*) للمقرىء ترجمة في المصدر السابق (٢ / ١٧٩) ، وزاد في نسبه : «ابن إبراهيم بن رزين التيمي ، وفي «الجرح والتعديل» (٨ / ٣٩) لابن أبي حاتم ، وقال : سئل أبي عنه فقال : «صدوق» ، وفي «غاية النهاية» (٢ / ٢٢٣ ـ ٢٢٤) للجزري ، وذكر عددا من مصنفاته في القراءة وغيرها ، وذكر أنه مات في سنة ثلاث وخمسين ومائتين ، وقيل ٢٤٢ ه‍ ، وذكره الذهبي في «تذكرة الحفاظ» : وقال : مات سنة ثلاث وستين ومائتين ، انظر (٢ / ٥٤٨).

(١) في الأصل : عمر ، وكذا في أ ـ ه ، وكتب على هامش الأصل : محمد صح.

(٢) هو عبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني. تقدم في (٥١).

(٣) الغالب أنه إبراهيم بن موسى الرازي ، ويعرف بالفراء. قال أبو زرعة : هذا أتقن من أبي بكر بن أبي شيبة ، وأصح حديثا منه ، وهو من الثقات. انظر «الجرح والتعديل» (٢ / ١٣٧).

(٤) جرير : هو ابن عبد الحميد بن قرط الضبي ، ولد بقرية من قرى أصبهان ، ونشأ بالكوفة ، وتوفي بالريّ. تقدم (في ت ٦١).

(٥) كذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٧٩) كمدا أي : غيظا.

١٦٦

(١٨١) ومن حديثه : حدثنا يعقوب بن إبراهيم الغزال (١) ، قال : ثنا أبو عبد الله المقريء ، قال : حدثنا إسحاق بن سليمان ، قال : حدثنا أبو جعفر الرازي ، عن حميد الطويل ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من أوجز الناس صلاة في تمام (٢).

__________________

(١) تراجم الرواة :

يعقوب بن إبراهيم الغزال : ترجم له المؤلف في «الطبقات» (٢٨١ / ٣) ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٥٤) ، وقال : ثقة.

وإسحاق بن سليمان : هو الرازي أبو يحيى العبدي ، كوفي ، نزل الري ، ثقة. مات سنة مائتين ، وقيل : قبلها. انظر «التهذيب» (١ / ٢٣٤) ، «والتقريب» ص ٢٨.

وأبو جعفر الرازي هو : التميمي ، مولاهم ، مشهور بكنيته ، واسمه عيسى بن أبي عيسى عبد الله بن ماهان ، وأصله من مرووكان ، يتجر إلى الرّي صدوق ، سيىء الحفظ ، خصوصا عن مغيرة. مات في حدود الستين ومائة.

انظر المصدرين المذكورين ص ٣٩٩ ، و (١٢ / ٥٦).

وحميد الطويل : هو ابن أبي حميد أبو عبيدة الخزاعي مولاهم. تقدم في (ت ١٢٩) ، ثقة ، مدلس.

تقدم في (ت ١٢٩) ، ثقة ، مدلس.

(٢) تخريجه :

إسناده حسن ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٨٠) به مثله ، وأحمد في «مسنده» (١ / ١٠٠) من طريق حميد ، عن أنس مثله. والبخاري في «صحيحه» (٢ / ٣٤٣) مع الفتح عن أنس بمعناه ، وكذا مسلم في «صحيحه» (٤ / ١٨٦) مع شرح النووي في الصلاة ، عن أنس مثله ، غير أن عنده : «من أخف» بدل «من أوجز» ، وفي طريق آخر عنده عنه مرفوعا بلفظ : «كان يوجز الصلاة ويتم» ، وبهذا اللفظ الأخير أخرجه ابن ماجة في الإقامة من «سننه» (١ / ٣١٥) ، وأخرجه أحمد في عدة مواضع من «مسنده» بمعناه عن أنس. انظر (٣ / ١٠١ و ١٨٢ و ٢٠٥ و ٢٠٧ و ٢٤٧) وفي (٥ / ٢٢٥) عن مالك بن عبد الله نحوه.

١٦٧

حدثنا يعقوب ، قال : ثنا أبو عبد الله المقرىء ، قال : ثنا قبيصة (١) ، عن سفيان ، عن أبي حيان التيمي ، عن أبيه في قوله (تعالى) : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً)(٢). قال : سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلّا الله ، والله أكبر (٣).

__________________

(١) تراجم الرواة :

قبيصة : هو ابن عقبة بن محمد السوائي أبو عامر الكوفي. روى عن الثوري. كان صدوقا ، ربما خالف. مات سنة خمس عشرة ومئتين. انظر «التهذيب» (٨ / ٣٤٧) ، والتقريب ص ٢٨١ ، وسفيان : هو الثوري تقدم (في ت ٣).

وأبو حيان : هو يحيى بن سعيد بن حيان التيمي الكوفي ثقة ، عابد. مات سنة خمس وأربعين ومائة. انظر «التهذيب» (١١ / ٢١٤ ، «والتقريب» ص ٣٧٥).

ووالده : هو سعيد بن حيان التيمي الكوفي ، وثّقه العجلي. من الثالثة. انظر «التقريب» ص (١٢٠).

(٢) سورة البقرة آية (١٤٥) ، وسورة الحديد آية (١١).

(٣) تخريجه :

إسناده حسن ، وهو مقطوع ، ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٨٠) ، وكذا ذكره السيوطي في «الدر» (١ / ٣١٣) من طريق سفيان ، عن أبي حبان ، عن أبيه ، عن شيخ لهم ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وابن أبي حاتم ، فذكر الحديث مثله.

١٦٨

١٣٩ ٥ / ٥٧ موسى بن عبد الرحمن بن مهدي (*) :

قدم أصبهان ، وحدث بها حديثا كثيرا.

يروي عن أبيه ، ويحيى القطان ، وروح ، وحماد بن مسعدة ، ووهب بن جرير ، والناس. مات قديما.

(١٨٢) حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، قال : ثنا موسى بن عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا أبو أسامة ، قال : ثنا أبو فروة يزيد بن سنان ، قال : ثني أبو المنيب ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣١١) ، وذكر أن كنيته أبو عبد الرحمن ، وقال : كان من النساك ، وفي «الميزان» (٤ / ٢١٢) ، وفي اللسان» (٦ / ١٢٤) ، وقال ابن حجر : ذكره ابن حبان في في «الثقات» رو عن أبيه ، وعنه محمد بن مثوبه.

تراجم الرواة :

عبدالله بن محمد : تقدم (في ت ٩١). من الثقات.

موسى : هو المترجم له.

أبو أسامة : هو حماد بن أسامة بن زيد الكوفي. تقدم ثقة (في ت ١٢٥).

أبو فروة يزيد بن سنان التميمي الجزري الرهاوي : ضعيف. مات سنة ١٥ ه. انظر «التقريب» ص ٣٨٢ ، و «الميزان» (٤ / ٤٢٧) ، وقال النسائي : متروك. انظر «المتروكين» له ص ٣٠٧.

أبو المنيب ـ بضم الميم ، وكسر النون ، وآخر موحدة ـ فلعله عبيد الله بن عبد العتكي المروزي. صدوق ، يخطىء من السادسة. انظر «التقريب» ص ٢٢٦.

يحييى بن أبي كثير : هو أبو نصر الطائي : تقدم (ف ت ٩٥). ثقة ثبت.

أبو سلمة : هو ابن عبد الرحمن. تقدم (في ت ٣).

أبو الدرداء : هو عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري ، صحابي جليل ، مشهور بكنيته. مات في آخر خلافة عثمان. انظر «التقريب» ص ٢٦٧. ـ

١٦٩

الدرداء ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «خلق الله الجنّ على ثلاثة أصناف : صنف حيّات وعقارب وخشاش الأرض ، وصنف كالرّيح في الهواء ، وصنف كبني آدم عليهم الحساب والعقاب ، وخلق الله الإنس على ثلاثة أصناف : صنف كالبهائم لهم قلوب لا يعقلون بها ، ولهم أعين لا يبصرون بها ، ولهم آذان لا يسمعون بها ، قال الله تعالى : (أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ)(١) ، وصنف أجسادهم كأجساد بني آدم ، وأرواحهم أرواح الشّياطين ، وصنف في ظلّ الله يوم لا ظلّ إلّا ظلّه».

(١٨٣) حدثنا عبد الله ، قال : ثنا موسى ، قال : ثنا فليح بن محمد ، قال : ثنا يحيى بن سعيد بن زيد بن النجار من أهل اليمن ، قال : سمعت إسحاق بن يحيى بن طلحة يحدث عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «من غسل ، واغتسل ، وغدا ، وابتكر ، واقترب ،

__________________

ـ تخريجه :

ضعيف : فيه يزيد بن سنان ، هو ضعيف ، بل تركه النسائي كما تقدم.

أخرجه الحكيم الترمذي في «النوادر» ، وابن أبي الدنيا في «المكائد» ، وأبو الشيخ في «العظمة» ، وابن مردويه في «تفسير» ، كما في «الجامع الصغير ، (٣ / ٤٤٨) مع «الفيض» ، وقال المناوي : وفيه يزيد بن سنان ، وهو ضعيف.

(١) سورة الأعراف آية ١٧٩.

وقوله خشاش الأرض : أي هوّامها وحشراتها. انظر «النهاية» لابن الأثير (٢ / ٣٣).

تراجم الرواة :

عبد الله : هو ابن محمد ، وموسى : هو ابن عبد الرحمن المترجم له.

فليح بن محمد : لم أعثر عليه ، وكذا يحيى بن سعيد بن زيد.

إسحاق بن يحيى : ضعيف. قال النسائي : ليس بثقة. متروك الحديث. مات سنة ١٦٤ ه‍. انظر «التهذيب» (١ / ٢٥٤).

يحيى بن طلحة بن عبيد الله التيمي المدني : ثقة ، من الثالثة. انظر «التقريب» ص ٣٧٦.

١٧٠

وأنصت ، ولم يلغ كان له لكلّ خطوة خطاها أجر سنة صيامها وقيامها».

__________________

تخريجه :

إسناده ضعيف ، ومن لم أقف عليه ، لم أقف على طريق المؤلف ، فقد أخرج الحديث من غير هذا الطريق أبو داود في «سننه» (١ / ٢٤٦) ، والنسائي في «سننه» ٣ / ٩٥ و ٩٧ ، والترمذي في «سننه» (٢ / ٣) ، وقال : وفي الباب عن أبي بكر ، وعمران بن حصين ، وسلمان ، وأبي ذر ، وأبي سعيد ، وابن عمر ، وأبي أيوب ، حديث أوس حديث حسن ، ماجة في «سننه» (١ / ٣٤٦) الإقامة ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٢٠٩) ، وقال الهيثمي في «المجمع» (٢ / ١٧١): «رجاله رجال الصحيح» ، وكذا أحمد في (٤ / ٨ و ٩ و ١٠) بلا واسطة عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن ابن عباس مرفوعا نحوه ، وفي الموضع الأول بواسطته من طريق أوس عنه ، والدارمي في «سننه» (١ / ٣٦٣) كلهم من طريق أوس بن أوس الثقفي نحوه ، وابن خزيمة في «صحيحه» (٣ / ١٢٨) الجمعة جماع أبواب الغسل يوم الجمعة ، وابن حبان في «صحيحه» كما في «موارد الظمآن» حديث ٥٥٨ ص ١٤٧ ، وكذا أخرجه البزار والطبراني في «الأوسط» ، كما في «المجمع» (٢ / ١٧٢). وقال الهيثمي : «وفيه عطاء بن عجلان ، وهو كذاب».

١٧١

١٤٠ ٥ / ٥٨ محمد بن يحيى المكي (*) :

قدم أصبهان ، وحدث عنه أبو مسعود وغيره.

يحدث عن ابن عيينة ، والفضيل بن عياض ، وعيسى بن يونس ، وأبي إسحاق الفزاري ، وغيرهم.

روى عنه أبو مسعود حديثا تفرد به ، قال :

(١٨٤) حدثنا محمد بن يحيى المكي ، قال : ثنا يحيى ، عن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٨٠ ـ ١٨١ و ٣٠٦) ، وزاد في نسبة ابن نجيح ، وفي «التهذيب» (٩ / ٥١٩) ، وفيه : مات سنة ٢٤٣ ، وقال ابن حجر : «صدوق» انظر «التقريب» ص ٣٢٣.

تراجم الرواة :

أبو مسعود : هو أحمد بن الفرات. سيأتي بترجمة ١٦٨. ثقة.

ويحييى : هو ابن سعيد القطان. ثقة إمام النقد. تقدم (ف ت ٢٢).

وإسماعيل : هو ابن أبي خالد الاحمسي مولاهم البجلي. ثقة. مات سنة ١٦٤. انظر «التهذيب» (١ / ٢٩١).

والشعبى : هو عامر بن شراحيل. تقدم (في ت ٢). ثقة.

بروق : هو ابن الاجدع. كما تقدم (في ت ٨١) ثقة.

تخريجه :

رجاله ثقات سوى محمد المكي ، وهو صدوق ورواه المؤلف معلقاً أو ، اجازة من كتاب أبي مسعود والرازي. فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٤ / ٢٨ مع الفتح ط ـ ح) نحوه مفصلا أنه صرح أنّ سودة أطولهن يداً ، ومسلم في «صحيحه» (١٦ / ٨) مع شرح النووي من طريق عائشة بنت طلحة ، عن عائشة أم المؤمنن مرفوعا نحوه ، وجاء التصريح عنده أنّ زينب كانت أولهن لحوقا به وأخرجه النسائي في «سننه» (٥ / ٦٦ ـ ٦٧) كما مر عند البخاري ، وهكذا أحمد في «مسنده» (٦ / ١٢١) جعل سودة أسرعهن لحوقاً به ، وأخرجه الحاكم في «المستدرك» (٤ / ٢٥) ـ

١٧٢

إسماعيل ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أوّلكنّ لحوقا بي أطولكنّ يدا».

رواه الناس ، عن مجالد ، عن الشعبي.

(١٨٥) حدثنا عبد الله بن بندار الضبي (١) ، قال : ثنا محمد بن يحيى

__________________

ـ بسنده ، عن عمره ، عن عائشة ، مرفوعاً بلفظ «أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا». وقال : هذا حديث علي شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي. وجعل زينب أسرعهن لحوقا بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

(١) تراجم الرواة :

عبد الله بن بندار الضبي : تقدم (في ت ٩٥) ، وكان من الصالحين.

محمد بن يحيى المكي : هو المترجم له.

فضيل بن عياض : هو ابن مسعود التيمي أبو علي. ثقة ، عابد ، إمام. مات سنة سبع وثمانين ومائة ، وقيل : قبلها. انظر «التقريب» ص ٢٧٧.

هشام : هو ابن حسّان الأزدي. تقدم (في ت ١١٤). ثقة.

عمرو بن دينار : هو البصري ، قهرمان آل الزبير الأعور أبو يحيى. ضعيف. انظر «التقريب» ص ٢٥٩.

سالم : هو ابن عبد الله بن عمر. تقدم (في ت ٩٥). ثقة.

عبد الله بن عمر بن الخطاب : تقدم (في ت ٦).

تخريجه :

في إسناده عمرو بن دينار الأعور البصري ، ضعيف وكذا عبد الله بن بندار ، لم أعرفه ، فقد أخرجه الترمذي في «سننه» (٥ / ١٥٥) من طريق سالم ، عن أبيه ، عن جده مرفوعا ، وزاد في رواية : «ورفع له ألف درجة» ، وفي أخرى «بنى الله له بيتا في الجنة» ، وقال أبو عيسى : حديث غريب ، وقد رواه عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير ، عن سالم بن عبد الله نحوه ، وبه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» ص ١٧٧ نحوه ، والحاكم في «المستدرك» (١ / ٥٣٨ و ٥٣٩) بطرق كثيرة ، وزاد في بعض الروايات ما سبق ذكره عند الترمذي ، وقال الحاكم بعد أن ساق الحديث من طريق عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر : ـ هذا إسناده صحيح على شرط الشيخين ، ـ

١٧٣

المكي ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن هشام ، عن عمرو بن دينار ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن عمر ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من قال في السّوق : «لا إله إلّا الله وحده لا شريك له. له الملك ، وله الحمد ، يحيى ويميت ، وهو على كلّ شيء قدير. كتب الله له ألف ألف حسنة ، ومحا عنه ألف ألف سيّئة ، وبنى له بيتا في الجنّة».

(١٨٦) وحدثنا محمد بن سهل ، قال : ثنا أبو مسعود ، قال : ثنا محمد بن يحيى المكي ، قال : ثنا (١) هارون بن معاوية ، قال : ثنا محمد بن عمران الحجبي ، قال : سمعت صفية بنت شيبة تحدث عن عائشة ، قالت :

__________________

ـ ولم يخرجاه ، وخالفه الذهبي ، ـ فقال : مسروق بن المرزبان ليس بحجة.

ثم ذكر له الحاكم متابعا من طريق عمران بن مسلم ، وقال الذهبي ، قال البخاري : عمران منكر الحديث.

قال الحاكم : وفي الباب عن جابر ، وأبي هريرة ، وبريدة الأسلمي ، وأنس ، وأقرّ بها بشرائط هذا الكتاب حديث بريدة بغير هذا اللفظ ، ثم ساق لفظ حديث بريدة رضي‌الله‌عنه ، وأخرجه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» ص ٧٦ ، من حديث بريدة.

ولحديثنا شاهد أيضا من حديث ابن عباس في المصدر السابق لابن السني ص ٧٧. وانظر «الأذكار» للنووي ص ٢٦٩.

تراجم الرواة :

محمد بن سهل بن الصباح المعدل : من أروى الناس عن أبي مسعود. توفي سنة ٣١٣ ه‍ ، كذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» (٢٥١ / ٣) ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢٥٥).

وأبو مسعود : هو أحمد بن الفرات ، سيأتي بترجمة ١٦٨.

هارون بن معاوية : لم أعثر عليه ، فلعلّه حرّف مروان بن معاوية ، وهو الفزاري أبو عبد الله الكوفي. ثقة ١٩٣ ه‍ ، والله أعلم. انظر «التهذيب» (١٠ / ٩٧).

محمد بن عمران الحجبي : حجازي مستور ، وذكر في «التهذيب» حديثه المذكور. انظر (٩ / ٨٢).

صفية بنت شيبة بن عثمان العبدرية : مختلف في صحبتها ، والراجح أن لها رؤية. انظر «الإصابة» (٤ / ٣٤٨) القسم الأول.

(١) جاء في النسختين : «هارون بن معاوية ، ولم أعثر عليه ، ولعله محرف من مروان ، وهو في «التقريب» ص ٣٣٣ ، و «التهذيب» (١٠ / ٩٧) ، والله أعلم.

١٧٤

قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «ماب؟؟؟ أحلّ اسمي ، وحرّم كنيتي». (١)

__________________

(١) في «سنن أبي داود» (٥ / ٢٥١) ، وفي «التهذيب» (٩ / ٣٨٢): «ما الذي ..».

تخريجه :

في إسناده مستور ، ومن لم أعرفه.

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» (٥ / ٢٥١) الأدب نحوه بزيادة في أوله ، وأحمد في «مسنده» (٦ / ١٣٥ و ٢٠٩) كلاهما من طريق محمد بن عمران بإسناده مثله ، وهو مستور ، والطبراني في «الصغير» (١ / ١٤ ـ ١٥) ، وقال : لم يروه عن صفية إلا محمد بن عمران ، ولا يروى عن عائشة إلّا بهذا الإسناد ، والذهبي في «الميزان» (٣ / ٦٧٢) ، وساقه من طريق محمد ابن عمران به مثله ، وقال : حديث منكر ، وكذا ذكره ابن حجر في «التهذيب» (٩ / ٣٨٢) أن هذا المتن ، متن منكر مخالف للأحاديث الصحيحة.

١٧٥

١٤١ ٥ / ٥٩ محمد بن معاوية العتكيّ (*) :

بصري ، قدم أصبهان ، يروي عن المعتمر ، ويزيد بن زريع ، والناس.

(١٨٧) حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا (١) ، قال : ثنا محمد بن معاوية العتكيّ ، قال : ثنا معتمر ، عن سلم بن أبي الذيّال ، قال : ثنا محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة ، قال : نادى رجل رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أيصلّي أحدنا في ثوب واحد؟ فقال : «أوكلّكم يجد ثوبين» (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨١ ، وزاد بعد قوله : قدم أصبهان بعد ثلاثين سنة.

(١) تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن زكريا : تقدم في ت ٩١ ، وكان من الثقات.

معتمر : هو ابن سليمان بن طرخان. تقدم في ت ٣. ثقة.

سلم بن أبي الذيال عجلان البصري : ثقة ، قليل الحديث ، له حديث واحد فيما يقطع الصلاة في «صحيح مسلم». انظر «التقريب» ص ١٢٩ ، و «التهذيب» ٤ / ١٢٩.

محمد بن سيرين : تقدم في ت ٧٩. ثقة ، وقد سمع من أبي هريرة.

(٢) تخريجه :

في إسناده محمد بن معاوية ، لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات ، والحديث متفق عليه من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٢ / ١٥ و ١٦ و ٢١ مع الفتح ط ـ ح من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه ، وكذا مسلم في «صحيحه» ٤ / ٢٣٠ ـ ٢٣١ مع النووي ، باب الصلاة في ثوب واحد مثله ، والنسائي في «سننه» ٢ / ٦٩ ، وابن ماجه في «سننه» ١ / ٣٣٣ الإقامة ، ومالك في «موطئه» ص ١٠٦ الجماعة ، باب الرخصة في الصلاة في الثوب الواحد ، كلّهم من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه ، وأحمد في «مسنده» ٢ / ٢٣٠ من طريق محمد بن سيرين به مثله ، وفي مواضع. انظر ٢ / ٢٣٩ و ٢٤٣ و ٢٥٥ و ٥٠١ و ٥٢٠ ، وفي «مسند طلق ابن علي» ٤ / ٢٢ و ٢٣ نحوه ، وهو عند أبي داود في «سننه» ١ / ٤١٥.

١٧٦

(١٨٨) حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا محمد بن معاوية العتكي ، قال : ثنا عمر بن علي ، عن مسعر ، عن وبرة ، عن عبد الله ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لأن أحلف بالله وأكذب أحبّ إليّ من أن أحلف بغير الله وأصدق».

هكذا حدث به محمد بن معاوية ورفعه ، ورواه الناس عن عبد الله بن مسعود من قوله.

(١٨٩) حدثنا عبد الله ، قال : ثنا محمد بن معاوية ، قال : ثنا يزيد بن

__________________

تراجم الرواة :

عبد الله : تقدم في السند قبله ، ومحمد : هو المترجم له.

عمر بن علي بن مقدم : بصري واسطي ، ثقة ، شديد التدليس. مات سنة ١٩٠ ه‍ ، وقيل : بعدها. انظر «تهذيب الكمال» ٢٢ / ٦ ، و «التقريب» ص ٢٥٦.

مسعر : هو ابن كدام الرواسي. تقدم في ت ٣. ثقة ثبت.

وبرة ـ بفتح أوّله والموحدة ـ : هو ابن عبد الرحمن المسلميّ ـ بضم أوله ، وسكون المهملة بعدها لام ـ الكوفي : ثقة. مات سنة ١١٦ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٦٨.

عبد الله : هو ابن مسعود ، صحابي.

تخريجه :

في إسناده العتكي ، لم أعرفه ، وكذا عمر شديد التدليس ، وقد عنعن ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨١ به مثله ، وقال : رواه محمد بن معاوية مرفوعا ، ورواه الناس موقوفا ، قلت : هذا هو المعروف ، وكذا أخرجه في «الحلية» ٧ / ٢٦٧ ، وقال : تفرد به محمد ابن معاوية العتكي. والطبراني في «الكبير» ٩ / ٢٠٥ بطريقين عن مسعر به موقوفا ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٤ / ٧٧ : «رجاله رجال الصحيح» قلت : فالحديث صحيح موقوفا ، وحكم عليه الشيخ الألباني بأنه موضوع ، يعني بطريقه المرفوع ، وذلك في الضعيفة ح ٩١ ـ (١ / ١٢٩) ، وهذا وهم منه ؛ لأنه ظن محمد بن معاوية العتكي البصري الذي جاء في السند مطلقا ـ أنه النيسابوري ، وهذا متهم متروك ، كما قال بخلاف العتكي البصري ، وهو الذي ترجم له مؤلفنا ، وأبو نعيم كما تقدم ، ولم يجرحه أحد.

تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد : تقدم في ت ٩١. ثقة.

محمد بن معاوية العتكي : هو المترجم له.

١٧٧

زريع ، قال : ثنا روح بن القاسم ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا تطلع الشّمس ولا تغرب على يوم أعظم من يوم الجمعة. ما من شيء إلّا يفزع ليوم الجمعة غير الثقلين : الجنّ والإنس ، على كلّ باب من أبواب المسجد ملكان يكتبان النّاس على منازلهم كرجل قدّم بدنة ، وكرجل قدّم بقرة ، أو كرجل قدّم شاة ، وكرجل قدّم طيرا ، وكرجل قدّم بيضة ، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم».

__________________

ـ يزيد بن زريع ـ بتقديم الزاي مصغرا ـ العيشي أبو معاوية : تقدم في ت ٤. ثقة.

روح بن القاسم التميمي العنبري أبو غياث ـ بالمعجمة والمثلثة ـ البصري : ثقة حافظ. مات سنة إحدى وأربعين ومائة. انظر «التهذيب» ٣ / ٢٩٨.

العلاء : هو ابن عبد الرحمن بن يعقوب الحرقي ـ بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف ـ أبو شبل ـ بكسر المعجمة ـ صدوق ، ربّما وهم. مات سنة بضع وثلاثين ومائة. انظر «التقريب» ص ٢٦٨.

وأبوه : هو عبد الرحمن بن يعقوب. ثقة. انظر المصدر السابق ص ٢١٢.

تخريجه :

رجاله ثقات سوى محمد بن معاوية ، لم أعرفه ، والعلاء ، وهو صدوق ، فقد أخرجه أحمد في «مسنده» ٢ / ٤٥٧ من طريق العلاء ، عن أبيه به مثله ، وفي ٢ / ٢٧٢ قريبا منه ، حيث قال بدل «ما من شيء» : «ما من دابة» ، والباقي بمثله ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٢ / ١٦٤ بعد أن ذكر الحديثين وعزاهما إليه : «رجالهما رجال الصحيح» ، ومسلم في «صحيحه» ٦ / ١٤٥ مع شرح النووي ، كتاب الجمعة من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه الطرف الأول فقط ، وكذا النسائي في «سننه» ٣ / ٩٧ ـ ٩٨ الجمعة دون الطرف الأول ، وكذا الطيالسي في «مسنده» ١ / ١٤٣ بترتيب الساعاتي نحوه.

١٧٨

١٤٢ ٥ / ٦٠ محمد بن أيوب بن زياد (*) :

يحكي عن شريك ، وكان أبوه والي أصبهان.

حدثنا سلم بن عصام ، قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر رسته ، ثنا محمد ابن أيوب بن زياد ، قال :

أخرجني أبي إلى الكوفة في كتابة الحديث ، فقال لي شريك : من واليكم؟ قلت : عباد بن مشكان (١). قال : بقول من يقضي؟ قلت : بقول أبي حنيفة. قال : لقيه؟ قلت: لا ، قال : لو لقيه كان أضلّ وأضلّ.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨١ ـ ١٨٢.

تراجم الرواة :

سلم بن عصام : تقدم في ت ١٩. شيخ صدوق.

عبد الرحمن بن عمر رسته : سيأتي بترجمة ٢٢١. ثقة ، له غرائب.

وشريك : هو ابن عبد الله النخعي القاضي. تقدم في ت ٣. صدوق ، يخطىء كثيرا ، وتغير حفظه بعد أن ولي القضاء.

(١) عباد بن مشكان القاضي بعد أبي هانىء من أهل الكوفة. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٣٧.

تخريجه :

في سنده من لم أعرفه ، وهو المترجم له ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٨١ به مثله ، وفي ٢ / ١٣٧ بلفظ آخر نحوه ، فهذا إن ثبت ، فهو من المعاصر المنافس ، وقول بلا حجة ، فلا يقبل عند المحدثين كما تقدم في ت ١٢٠ ، ومما يدل على وجود الخصام بينهما ما ذكره ابن حبان في «المجروحين» ٣ / ٧١ بسنده عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، قال : خاصمت رجلا في دار إلى شريك ، فلما دنوت منه ، نظر إلي بوجه غليظ ، ثم قال : ألك بهذا عهدة؟ قلت : نعم. قال : ائتني بالعهدة ، ولم تكن لي بالعهدة ، فرجعت إلى أبي فأخبرته ، ـ

١٧٩

__________________

ـ فقال : ويحك. كذبت عند شريك مع سوء رأيه فينا ... الخ. لقد أفرط شريك في أبي حنيفة ، كما ذكر ابن حبان قوله : «لو كان كل ربع من أرباع الكوفة خمّارا يبيع الخمر ، خير من أن يكون فيه رجل يقول بقول أبي حنيفة».

فهذا بائن فيه الغلو والتعصب ، وقلّما يخلوا المعاصر منهما ، والله أسأل أن يحفظنا ويسترنا بستره.

١٨٠