طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

قال : ثنا زيد بن الحباب ، قال : ثنا نعيم بن المورع بن توبة العنبري ، عن علي بن سالم ، عن مكحول ، عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّ الله لطف للملكين الحافظين حتّى أجلسهما على النّاجذين ، فجعل ريقه مدادهما ولسانه قلمهما»(١).

(١٦٣) حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن بشر (٢) ، قال : وجدت في كتب جدي عن الوليد بن مسلم ، قال : ثنا بحر السّقّاء ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من قاد ضريرا أو مريضا أربعين خطوة عدلت له رقبة ، فإن قاده ثمانين خطوة عدل له رقبتين ، ومن قاده مائة خطوة أدخله الله الجنّة» (٣).

__________________

ـ ومائة. انظر «التقريب» ص ٣٤٧. والذي يظهر أنه لم يسمع من معاذ كما جاء في «جامع التحصيل» ص ٣٥٢ للعلائي.

(١) تخريجه :

ضعيف : في إسناده أكثر من ضعيف ، مع وجود الانقطاع ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٠١ من طريق علي بن بشر به مثله.

(٢) تراجم الرواة :

محمد بن أحمد بن علي أبوبكر : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٦٨ / ٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٥٣ ، وسكتا عنه.

الوليد بن مسلم : لم يتبين بالجزم ، هل هو التميمي العنبري أبو بشر البصري أو القرشي أبو العبّاس الدمشقي؟ كلاهما ثقتان ، ويغلب على الظن أنّه الأخير ؛ لأنّ الأوّل من الخامسة ، والثاني من الثامنة. مات سنة ١٩٤ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ١٥٣ ـ ١٥٤.

بحر السقا : هو ابن كنيز الباهلي أبو الفضل البصري المعروف بالسقاء. وبحر ـ بفتح أوّله ، وسكون المهملة ، وكنيز بنون وزاي ـ ضعيف. انظر «التقريب» ص ٢٨١.

قتادة : هو السدوسي. تقدم في ت ٣. ثقة.

والحسن : هو البصري. تقدم ، وثبت سماعه من أنس ، كما في «جامع التحصيل» ص ١٩٨.

(٣) تخريجه :

في إسناده ضعيفان ، مع ما فيه من الوجادة ، فقد أخرجه الطبراني في «الأوسط» كما في ـ

١٤١

قال أبو الشيخ ـ رحمه‌الله (١) ـ : سمعت عبد الرحمن بن محمد بن عمر بن زيد يقول : لحقت لوينا ، يقول : ما رأيت كورة أحسن بناء ولا أعذب ماء من هذه الكورة ، وجعل يذكر أنهارها ، وكثرة أهلها ، وعمرانها ، ونظافة طرقها ، فقال :

لو كانت مجالس تصلح فيها ، ثم نظر إلى نهر فدين ، فأعجبه ، فقال : لو أقمت بكورة ما أقمت إلّا بأصبهان.

وحدث عن ابن أبي الزناد ، عن هشام بن عروة ، قال : ما ليم قوم نزلوا على ماء عذب.

حدث عنه أبو داود السجستاني (٢) بحديث سليمان بن بلال ، عن أبي وجزة

__________________

ـ «المجمع» ٣ / ١٣٨ من حديث أنس بغير هذا السياق بلفظ : «من قاد أعمى أربعين ذراعا كان له كعتق رقبة».

قال الهيثمي : «وفيه يوسف بن عطية الصفّار ، وهو متروك ، وكذا رواه البيهقي ، كما في «الجامع الصغير» ، وقال المناوي : من طريقين ، في إحداهما : المعلّى بن هلال ، وفي الآخر : أبو داود النخعي ، وبقية بن أسلم الثلاثة كذابون ، وتابع أبا داود يوسف بن عطية ، وهو ضعيف».

وقد جاء من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : «من قاد أعمى أربعين ذراعا ، أو خطوة وجبت له الجنّة».

هذا أخرجه أبو يعلى في «مسنده» ، والطبراني في «الكبير» ، كما في «المجمع» ٣ / ١٣٨ ، وقال الهيثمي : وفيه علي بن عروة ، وهو كذاب ، وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» ٣ / ١٥٨ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ٥ / ١٠٥ و ٩ / ٢١٤ ، وكذا البيهقي في «الشعب» ، وابن عدي في «الكامل» ، كما في «الفيض» ٦ / ١٨٨ ، وقال المناوي : «أسانيد الجميع ضعيفة». لم أجده بلفظ المؤلف.

(١) أبو الشيخ : هو عبد الله بن محمد بن جعفر المؤلف ، صاحب «الطبقات» ، وكتب على هامش الأصل : بقية ترجمة أبي جعفر محمد بن سليمان بن حبيب : «يعني لوينا». فمن قوله : قال أبو الشيخ إلى ترجمة الحسن بن محمد التالية ، تابع ترجمة لوين.

(٢) هو سليمان بن الأشعث ، صاحب السنن ، ثقة ، حافظ ، من كبار العلماء. مات سنة ٢٧٥ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٣٢.

١٤٢

السعدي (١) ، وأخرجه في «كتاب السنن» (٢).

(١٦٤) حدثنا به علي بن رستم (٣) ، قال : ثنا محمد بن سليمان لوين ، ثنا سليمان بن بلال ، ثنا أبو وجزة ، عن عمر بن أبي سلمة ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «ادن بسم الله ، وكل ممّا يليك» (٤).

وحدث عن ابن عيينة حديثا تفرد به.

__________________

(١) أبو وجزة ـ بفتح أوله ، وسكون الجيم ، وبعدها زاي ـ ، هو يزيد بن عبيد السعدي المدني الشاعر. ثقة. مات ١٣٠ ه‍. انظر المصدر السابق ص ٣٨٣.

(٢) انظر (٤ / ١٤٥).

(٣) تراجم الرواة :

علي بن رستم بن المطيار الطهراني أبو الحسن ، توفي سنة ٣٠٣ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠ ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٤٣ / ٣.

محمد بن سليمان : هو المترجم له قبل ترجمة علي بن بشر.

سليمان بن بلال التيمي القرشي ، مولاهم أبو محمّد ، ويقال : أبو أيّوب المدني. ثقة.

مات سنة ١٧٧ ه‍. انظر «التهذيب» ٤ / ١٧٥.

أبو وجزة : تقدم قريبا.

عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد ربيب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صحابي صغير ، أمّه أمّ سلمة ، زوج النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مات سنة ٧٣ ه‍ على الصحيح. انظر «التقريب» ص ٢٥٤.

(٤) تخريجه :

رجاله ثقات سوى علي بن رستم ، لم أعرفه ، فقد أخرجه أبو داود في «سننه» ٤ / ١٤٥ به قريبا منه بلفظ : «ادن بنيّ» ، وفي نسخة «مني» «فسمّ الله ، وكل بيمينك ، وكل ممّا يليك». ورجاله ثقات ، وأخرجه البخاري في «صحيحه» ١١ / ٤٥١ و ٤٥٣ مع «الفتح» ط ـ ح ، ومسلم في «صحيحه» ١٣ / ١٩٣ مع النووي ، والترمذي في «سننه» ٣ / ١٨٩ ، وقال الترمذي : وقد روي عن هشام بن عروة ، عن أبي وجزة السعدي ، عن رجل من مزينة ، عن عمر بن أبي سلمة ، وابن ماجة في «سننه» ٢ / ١٠٨٧ كلّهم من حديث عمر بن أبي سلمة نحوه.

١٤٣

(١٦٥) حدثنا الحسن بن أحمد المالكي (١) ، والقاسم بن عباد بالبصرة ، قالا : ثنا لوين ، ثنا ابن عيينة ، عن أبي جعفر ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، قال : كنت عند النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وعنده قوم ، فدخل علي رضي‌الله‌عنه ، فلمّا دخل قال : اخرجوا. فلمّا خرجوا تلاوموا ، فقال بعضهم

__________________

(١) تراجم الرواة :

الحسن بن أحمد بن سعيد أبو علي ، يعرف بالمالكي. ثقة. مات سنة ٣٨٣ ه‍. انظر «تاريخ بغداد» ٧ / ٢٧٦.

والقاسم بن عباد : لعلّه القاسم بن محمد بن عباد الأزدي البصري ، وهو معاصر مشايخ أبي الشيخ ، ثقة كما في المصدر السابق ١٢ / ٤٣١.

لوين : هو محمد بن سليمان. تقدم قريبا. ثقة.

ابن عيينة : هو سفيان. تقدم في ت ٧٦. ثقة.

أبو جعفر : هو محمد بن علي بن الحسين الباقر. ثقة ، فاضل. تقدم في ترجمة ٣.

إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني. ثقة. مات بعد المائة. انظر «التقريب» ص ٢٠.

وسعد : هو ابن أبي وقاص مالك بن وهيب. صحابي مشهور.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٧ به مثله ، وقال : من مفاريد حديث لوين هذا الحديث ، والبزار في «مسنده» ق ١٣٠ ، والنسائي في خصائص علي ص ١٣ من طريق لوين بإسناده ، وأخرجه الفسوي في «المعرفة والتاريخ» ٢ / ٢١١ من طريق الحميدي عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر بإسناده ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ٥ / ٢٩٣ و ٢٩٤ بطرق عدة.

وذكر قول أحمد بن حنبل «أنّه ذكر لوينا ، فقال : قد حدث حديثا منكرا عن ابن عيينة ما له أصل». قال أبو بكر المروزي : قلت : أيش هو؟ قال : «عن عمرو بن دينار ، عن أبي جعفر ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، قصة علي ، فأنكر إنكارا شديدا ، وقال : ما له أصل».

قال الخطيب : أظن أبا عبد الله أنكر على لوين روايته متصلا ، فإن الحديث محفوظ عن سفيان بن عيينة ، غير أنّه مرسل عن إبراهيم بن سعد ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

قد رواه عن سفيان بن عيينة عبد الله بن وهب ، والحميدي عن إبراهيم بن سعد مرسلا.

وقال الهيثمي في «المجمع» ٩ / ١١٥ بعد إيراده رواية البزار : رواه مرسلا عن محمد بن علي ـ أبي جعفر ـ ورجاله ثقات. قلت : صرح لوين كما في قوله الآتي أنّ ابن عيينة هو الذي حدثه مرة مرفوعا ، ومرة مرسلا ، فتبرأ ذمة لوين منه.

١٤٤

لبعض : والله ما أخرجنا ، فارجعوا. فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «والله ما أدخلته وأخرجتكم ، ولكن الله عزوجل ادخله وأخرجكم».

قال لوين : ثنا به ابن عيينة مرة أخرى عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص لم يجاوزبه(١).

(١٦٦) حدثنا بهذا الحديث أبو بكر البزار (٢) ، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، ثنا محمد بن سليمان الأسدي ، قال البزار : هكذا يرويه محمد بن سليمان. غير محمد بن سليمان إنّما يرويه عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو عن محمد بن علي هو أبو جعفر (٣).

يرجع (٤) إلى ثنا محمد بن إسحاق المسوحي.

__________________

(١) كذا في «تاريخ بغداد» (٥ / ٢٩٤).

(٢) تراجم الرواة :

أبوبكر : هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق ، صاحب «المسند الكبير المعلل». تقدم في (ت ٣ ح ١١).

إبراهيم بن عبد الله : هو الختلي. وثقة الخطيب. مات في حدود الستين ومائتين. انظر «تذكرة الحفاظ» (٢ / ٥٨٦).

محمد بن سليمان : هو لوين. تقدم قريبا.

عمرو : هو ابن دينار. تقدم.

(٣) تخريجه :

تقدم تخريجه ، وانظر «مسند البزار» ق ١٣٠ و «مختصر زوائد مسند البزار» لابن حجر ص ٣٦١. وقال الهيثمي : «رجاله ثقات» انظر «المجمع» (٩ / ١١٥).

(٤) يقصد المؤلف أن المذكور من قوله : قال أبو الشيخ إلى هنا تلحق بترجمة لوين التي تقدمت في رقم ١٢٨ قبل ترجمة علي بن بشر عند قوله : ثنا محمد بن إسحاق المسوحي.

١٤٥

١٣٠ ٥ / ٤٨ الحسن بن محمد بن جميل المروزي (*) :

قدم أصبهان.

روى عن جرير ، وابن المبارك ، وأبي زهير أحاديث مستقيمة.

(١٦٧) حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، أنا الحسن بن محمد بن جميل ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «غفر لي عن امتي ما حدّثت به أنفسها ما لم يعملوا به ، أو تكلّموا به».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (١ / ٢٥٩) ، والمروزي ـ بفتح الميم ، وسكون الراء ، وفتح الواو ـ هذه النسبة إلى مرو الشاهجان. انظر «اللباب» ٣ / ١٩٩.

تراجم الرواة :

عبدالله بن محمد : تقدم في ت ٩١ كان من الثقات.

جرير : هو ابن عبد الحميد الضبي. تقدم في ت ٩١ ثقة.

الأعمش : هو سليمان بن مهران. تقدم في ت ٦ ثقة.

عبدالرحمن بن هرمز الأعرج أبو داود المدني : ثقة ، ثبت ، عالم. مات سنة ١١٧ هـ. انظر «التقريب» ص ٢١١.

تحريجه :

رجاله ثقات سوى الحسن المترجم له ، وقال أبو الشيخ : روي عن جرير أحاديث مستقيمة ، والحديث متفق عليه من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (١١ / ٣١١ مع الفتح ط ـ ح) ، باب الطلاق في الإغلاق عن أبي هريرة مرفوعا ، ومسلم في «صحيحه» (٢ / ١٤٦ و ١٤٧) مع النووي ، باب بيان تجاوز الله عن حديث النفس ، والترمذي في «سننه» (٢ / ٣٤٨) ، باب فيمن يحدث نفسه بطلاق أمرأته ، وقال الترمذي : «حسن صحيح» ، والنسائي في «سننه» (٦ / ١٥٦) ، باب من طلق في نفسه ، بطرق ثلاثة ، وابن ماجة في «سننه» (١ / ـ

١٤٦

(١٦٨) حدثنا عبد الله (١) ، ثنا الحسن بن جميل ، ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ـ رضي‌الله‌عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّ لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذّكر».

الحديث (٢).

(١٦٩) حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، ثنا الحسن بن محمد بن جميل ، ثنا أبو زهير ، عن محمد بن عمرو (٣) ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : لما كان يوم الأحزاب (٤) ، جاء عمر إلى رسول الله ـ صلى الله عليه

__________________

ـ ٦٥٨) ، الطلاق ، كلهم من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه ، وأول لفظ البخاري «أن الله تجاوز عن أمتي ، الحديث ...

(١) تراجم الرواة :

عبد الله : هو ابن محمد المتقدم في السند قبله.

الحسن : هو المترجم له.

جرير : هو ابن عبد الحميد. تقدم ، وكذا الأعمش في السند المتقدم.

أبو صالح : هو ذكوان السمان. تقدم في ت ٤١.

(٢) تخريجه :

رجاله ثقات سوى الحسن ، وحديثه عن جرير مستقيم كما تقدم ، والحديث طويل ، ومتفق عليه من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه البخاري بطوله في «صحيحه» (١٣ / ٤٦٧ مع الفتح ط ـ ح) ، وكذا مسلم في «صحيحه» ١٧ / ١٤ ، مع النووي في الذكر ، باب فضل مجالس الذكر ، كلاهما عن أبي هريرة مرفوعا بتمامه ، وأخرجه أحمد في «مسنده» (٢ / ٣٥٨ و ٣٥٩).

(٣) في الأصل : عمر ، والتصحيح من مصادر ترجمته.

(٤) أي يوم غزوة الخندق الّتي وقعت في شوال السنة الخامسة من الهجرة النبوية.

تراجم الرواة ، حديث ١٦٩ :

عبد الله والحسن : تقدما في السندين السابقين.

أبو زهير : هو عبد الرحمن بن مغراء ـ بفتح الميم ، وسكون المعجمة ، ثم راء ـ الكوفي ، نزيل الري ، صدوق ، تكلم في حديثه عن الأعمش. مات سنة بضع وتسعين ومائة.

انظر «التهذيب» (٦ / ٢٤٧) ، و «التقريب» ص ٢١٠.

١٤٧

وسلّم ـ وقد غربت الشمس ، قال : قاتل الله قريشا ، والّذي أكرمك بالنبوّة ما صلّيت العصر ، فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ونحن ما صليناها بعد ، ثم قال لأصحابه : قوموا. فقام رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأصحابه ، فصفّهم خلفه ، فصلى بهم العصر ، وقد غربت الشمس.

__________________

ـ محمد بن عمرو بن علقمة الليثي من رجال الجماعة صدوق له أوهام ، مات سنة ١٤٥ ه‍ انظر «التقريب» ص ٣١٣.

أبو سلمة : هو ابن عبد الرحمن. تقدم في ت ٣ ح ١٠. ثقة.

تخريجه :

إسناده حسن ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٨ / ٤٠٩ مع الفتح ـ ح) المغازي ، باب غزوة الخندق ، وفي الجهاد والدعوات ، والتفسير أيضا ، ومسلم في «صحيحه» (٥ / ١٣١ مع شرح النووي) المساجد ، باب من قال : الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ، كلاهما من حديث عمر ، وعلي رضي‌الله‌عنهما نحوه ، وأخرجه أبو داود في «سننه» (١ / ٢٨٧) عن علي مرفوعا نحوه ، والترمذي في «سننه» (١ / ١١٦) الصلاة عن ابن مسعود بمعناه ، وليس فيه : وغربت الشمس ، وقال : «حسن صحيح» وابن ماجة في «سننه» (١ / ٢٢٤) بمعناه عن علي ، وابن مسعود ـ رضي‌الله‌عنهما ـ.

١٤٨

١٣١ ٥ / ٤٩ علي بن قرين (*) :

قدم أصبهان ، وحدث بها ، كتب عنه أسيد بن عاصم وغيره. وكان يضعف.

(١٧٠) حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ، قال : ثنا علي بن قرين ، قال : ثنا عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن عبد الملك بن عبد

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والت. عديل» (٦ / ٢٠١) لأبن أبي حاتم ، وفيه أبو حاتم : «أدركته ، ولم أكتب عنه ، وكان متروك الحديث ، ليس بشيء» ، وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ٢) ، وزاد أبو نعيم في نسبه ابن نبهش الاصبهاني. أمّا قوله الاصبهاني : «وهم منه لأنه بصري سكن بغداد» ، وقدم أصبهان ، كما قال أبو الشيخ ، وكذا نبه علي وهمه ابن حجر في «اللسان» (٤ / ٢٥١) ، وفي «تاريخ بغداد» (١٢ / ٥١) ، وقال الخطيب : «أبوالحسن البصري : سكن بغداد. مات سنة ٢٣٣ هـ غير أنه ذكر جده باسم بيهس بدل نبهش» ، وكالثاني ذكره ابن حجر في المصدر السابق» وفي «الميزان» (٣ / ١٥١) ، ونقل قول يحيى فيه أنه قال : لا يكتب عنه ، كذاب ، خبيث. وقال ابن عدي : كان يسرق الحديث ، وفي «ديوان الضعفاء» ص ٢٢١ ، وقال الذهبي : «كذاب» ، وفي «المغني في الضعفاء» (٢ / ٤٥٣) ، وقال الذهبي : «كذبه غير واحد».

تراجم الرواة :

عبدالله بن محمد : تقدم قريبا ، وهو من الثقات.

عبدالله : هو ابن وهب بن مسلم القرشي مولاهم. تقدم في بداية الكتاب ، وهو ثقة. عمرو بن الحارث : هو أبو أيوب الأنصاري مولاهم المصري : ثقة ، ففيه ، حافظ. مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة. انظر«التقريب» ص ٢٥٨.

عبد الملك بن عبد الملك : منكر الحديث جداً. قال البخاري : في حديثه نظر ، وأراد به حديثه المذكور ، وقيل : إنّ مصعباً جده. انظر «التاريخ الكبير» (٥ / ٤٢٤) ، و «المجروحين» لابن حبان (٢ / ١٣٦) ، و «الميزان» (٢ / ٦٥٩).

١٤٩

الملك ، عن مصعب بن أبي ذئب ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، عن أبيه ، أو عمته (١) ، عن جده أبي بكر الصدّيق ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إنّ الله تبارك وتعالى ينزل في النّصف من شعبان إلى السّماء الدّنيا ، فيغفر لكلّ بشر خلا مشرك أو إنسان في قلبه شحناء» (٢).

حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : ثنا علي بن قرين ، قال : ثنا سيف بن سالم ، عن أيوب بن عتبة ، قال : مكتوب في التوراة : لا تستشيرن رجلا ضيق الخفين ، ورجلا به بول (٣).

__________________

(١) في النسختين «عمه» ، والتصويب من «التهذيب» (٨ / ٣٣٣) ، فقيه روى عن عمته.

مصعب بن أبي ذئب ، روى عن القاسم بن محمد ، وعن عبد الملك بن أبي ذئب ، وروى عمرو بن الحارث عن عبد الملك ، عن مصعب بن أبي ذئب ، وقال أبو حاتم : لا يعرف منهم إلّا القاسم. انظر «الجرح والتعديل» (٨ / ٣٠٦ ـ ٣٠٧).

القاسم بن محمد بن أبي بكر الصدّيق : ثقة ، فقيه ، معد في الفقهاء السبعة بالمدينة. مات سنة ١٠٦ ه‍ على الصحيح. انظر «التقريب» ص ٢٧٩.

محمد بن أبي بكر : له رؤية ، قتل سنة ثمان وثلاثين. روى عن أبيه مرسلا. انظر المصدر السابق ص ٢٩٢ ، و «التهذيب» (٩ / ٨٠).

وعمته : هي أمّ المؤمنين عائشة رضي‌الله‌عنها بنت الصدّيق ، وزوج النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(٢) تخريجه :

في إسناده كذاب متروك الحديث ، ومنكر الحديث ، ومن لا يعرف. فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ٢) به مثله ، ومن طريقه ابن حجر في «اللسان» (٤ / ٢٥٢). وقال : هذا من بلايا علي بن قرين بن نبهش ، وكذا الذهبي في «الميزان» (٢ / ٦٥٩) ساق له هذا الحديث في ترجمته ، ونقل قول البخاري وهو : «في حديثه نظر» ، ثم قال الذهبي : قال ابن حبان وغيره : لا يتابع على حديثه.

وقوله في قلبه شحناء : أي بغضاء.

(٣) في إسناده علي بن قرين ، وهو متروك الحديث ، وعلي هذا فيه انقطاع.

١٥٠

١٣٢ ٥/ ٥٠ عصام بن سلم (١) بن عبد الله بن أبي مريم أبو أسلم بن عصام(*):

من أهل المدينة. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، ولم يخرج حديثه. توفي وهو شاب(٢).

(١٧١) حدثنا سلم بن عصام ، قال : وجدت في كتاب أبي قال : حدثني جهور بن سفيان الجرموزي ، قال : حدثني أبي سفيان بن الحارث ، قال : ثني أبو غالب ، عن أبي أمامة ، قال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «إذا مررتم على أرض قد أهلكت بها أمّة من الأمم ، فأغذّوا (٣) السّير».

__________________

(١) في أ ـ ه : «سليمان» ، والصواب ما أثبته من الأصل.

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٣٩) لأبي نعيم.

(٢) كذا في المصدر السابق لأبي نعيم.

تراجم الرواة :

سلم بن عصام : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣٤ / ٣. تقدم في ت ١٩ ح ٣٤. كان شيخا صدوقا.

عصام بن سلم : هو المترجم له.

جهور بن سفيان الجرموزي : ـ بضم الجيم ، وسكون الراء ، وضم الميم ، وكسر الزاي ـ هذه النسبة إلى جرموز بن الحارث ، بطن من الأزد ، والمنتسب إليه هو : أبو الحارث ابن سفيان بن الحارث الأسدي. يروي الغرائب. انظر «اللباب» (١ / ٢٧٣).

أبوه : هو سفيان بن الحارث الأسدي أبو جهور الجرموزي البصري. انظر «الجرح والتعديل» (٤ / ٢٢٨). سكت عنه.

أبو غالب : تقدم (في ت ٣٤ وهو صاحب أبي أمامة).

أبو أمامة : هو صديّ بن عجلان. صحابي تقدم في ٣٤.

(٣) في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٣٩): «فأجدّوا» ، ومعناهما واحد أي : أسرعوا.

١٥١

(١٧٢) حدثنا سلم ، قال : وجدت في كتاب أبي : ثنا جهور ، قال : ثني أبي ، قال : ثني أبو غالب ، قال : كنا في مسير مع أبي أمامة إذا رؤوس منصوبة على أبواب المسجد (١) ، فقال أبو أمامة : ما هذه الرؤوس؟ قالوا : رؤوس الخوارج. قال : شر قتلى تحت ظل السماء. شر قتلى. طوبى لمن قتلهم وقتلوه. يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرّميّة. قلنا : أشيء تقوله؟ قال : إنّي إذا لجريء إن لم أكن سمعته من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ غير مرة ، ولا مرتين ، حتى تم سبعا ، ثم وضع أصبعيه في أذنيه ، وقال :

__________________

ـ تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، مع ما فيه من الوجادة ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٣٩) به مثله ، وقد ورد في هذا الباب أحاديث صحيحة تمنع الدخول على مساكن المعذبين ، فقد أوردها ابن كثير في «البداية والنهاية» في غزوة تبوك. انظر (٥ / ١٠ ـ ١٢) بعنوان : مروره ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في ذهابه إلى تبوك بمساكن ثمود بالحجر.

(١) أي المسجد بدمشق ، كما جاء التصريح به في رواية الطبراني كما سيأتي في تخريجه.

تخريجه :

في إسناده من لم أعرف حالهم ، مع وجود الوجادة في السند ، وذكره الهيثمي في «المجمع» (٦ / ٢٣٣ و ٢٣٤) مع زيادات فيه ، حيث قال أبو غالب : كنت بدمشق زمن عبد الملك ، فأتي برؤوس الخوارج ، فنصبت على أعواد ، فجئت لأنظر هل فيها أحد أعرفه ، فإذا أبو أمامة عندها ، فدنوت منه ، فنظرت إلى الأعواد ، فقال : كلاب النار ثلاث مرات شر قتلى الخ ...

وقال الهيثمي : رواه ابن ماجة ، وهو في «سننه» (١ / ٦٢) ، والترمذي في «سننه» باختصار ، ورواه الطبراني ، ورجاله ثقات ، ومعنى الحديث ثابت في الصحيح وغيره ، ولكن بغير السياق المذكور. انظر «صحيح البخاري» (٥ / ٢٠٦) ، باب بعث علي بن أبي طالب ، وخالد بن الوليد إلى اليمن قبل حجة الوداع ، وأيضا في كتاب التفسير (٦ / ٨٤) ، تفسير سورة براءة ، وفي الأنبياء (٤ / ١٦٦) ، باب قول الله تعالى : (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً) ، وفي التوحيد (٩ / ١٥٥) ، باب «تعرج الملائكة والرّوح» ، و «صحيح مسلم» (٧ / ١٦٤ ـ ١٦٧) عن أبي سعيد الخدري ، وأنس ، وأبي ذرّ ، وغيرهم عند مسلم ، وأبو داود في «سننه» ٥ / ١٢٢ ـ ١٢٥ ، السنة ، والنسائي الزكاة باب المؤلفة قلوبهم (٥ / ٨٧) ، وفي «خصائص علي» ص ٤٣ ، وحديث الخوارج متواتر ، مروي عن ١٤ صحابيا.

١٥٢

اصطكتا (١) إن لم أكن سمعته من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) ـ.

__________________

(١) الصك : معناه الإغلاق ، والمراد هنا : الصمم أي أصيبت بالصمم.

(٢) تقدم تراجم الرواة في السند قبله.

١٥٣

١٣٣ ٥ / ٥١ موسى بن المساور بن موسى بن المساور الضبي أبو الهيثم (*) :

روى عن سفيان بن عيينة ، وعبد الله بن معاذ ، ووكيع ، والناس. وكان خيّرا فاضلا ترك ما ورثه عن أبيه لإخوته تورّعا ، ولم يأخذ منه شيئا ؛ لأن أباه كان يتولى للسلطان ، وأنفق على الرباطات وإصلاح الطرق مالا عظيما ، وله آثار كثيرة ورباطات (١).

وبلغني أنه رئي في المنام بعد موته ، فقيل (له) (٢) : ما فعل الله بك؟ فقال : غفر لي ، يوما (٣) مررت بمرأة تحمل جرابا ، فثقل عليها حمله ، فحملتها معها ، فشكر الله ذلك لي ، فغفر لي (٤).

(١٧٣) حدثنا أحمد بن المساور الضبي (٥) ، قال : ثنا موسى بن المساور ، قال : ثنا عبد الله بن معاذ ، عن معمر ، عن الزهري ، قال : ثني أبو سلمة أن

__________________

(*) الضبي ـ بفتح الضاد المعجمة ، وتشديد الموحدة ـ نسبة إلى ضبّة بن أدين طابخة ، وضبة قرية بالحجاز على ساحل البحر مما يلي الشام ، كما في «اللباب» ٢ / ٢٦١. له ترجمة في «أخبار أصبهان» (٢ / ٣١٠ ـ ٣١١) ، وفي «الحلية» (١٠ / ٣٩٠).

(١) كذا في المصدرين السابقين لأبي نعيم.

(٢) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» (٢ / ٣١٠).

(٣) في المصدر السابق : بتقديم مررت ، أي مررت يوما.

(٤) كذا في المصدرين السابقين لأبي نعيم ، والجراب بالكسر : المزود ، أو الوعاء ..... انظر «القاموس» (١ / ٤٥).

(٥) تراجم الرواة :

أحمد بن المساور بن سهيل الضبي أبو جعفر : شيخ ثقة. انظر «أخبار أصبهان» (١ / ١١٤). ـ

١٥٤

جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو يحدّث عن فترة الوحي ، فقال في حديثه : «بينا أنا أمشي ، سمعت صوتا من السّماء ، فرفعت رأسي ، فإذا الملك الّذي جاءني بحراء جالس على كرسيّ بين السّماء والأرض. قال : فجثثت منه رعبا ، فرجعت ، فقلت : زمّلوني زمّلوني ، فأنزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) إلى قوله : (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)(١)» ، وهي الأوثان ، ثم كثر الوحي وتتابع.

__________________

ـ موسى بن المساور : هو المترجم له.

عبد الله بن معاذ بن نشيط ـ بفتح النون ـ الصنعاني : صاحب معمر ، صدوق ، تحامل عليه عبد الرزاق ـ اتهمه بالكذب من غير حجة ـ مات قبل التسعين والمائة. انظر «التهذيب» (٦ / ٣٩) ، و «التقريب» ص ١٩٠.

معمر : هو ابن راشد الأزدي أبو عروة البصري ، من رجال الجماعة. ثقة ، ثبت ، فاضل إلّا في روايته عن ثابت ، والأعمش ، وهشام بن عروة شيئا ، وكذا فيما حدثه بالبصرة. مات سنة ١٥٤ ه‍. انظر المصدرين السابقين (١٠ / ٢٤٣) وص ٣٤٤.

الزهري : هو محمد بن مسلم بن شهاب. تقدم في ت ٨١. متفق على جلالته وإتقانه.

أبو سلمة : هو ابن عبد الرحمن. تقدم في ت ٣ ح ١٠ ثقة.

(١) سورة المدثر. آية ١ ـ ٥.

تخريجه :

رجاله ثقات سوى موسى ، وعبد الله بن معاذ ، وهما صدوقان ، يحسن حديثهما.

والحديث صحيح ، بل متفق عليه من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» (٢ / ٣١) مع الفتح ط ـ ح بدء الوحي ، من طريق الزهري ، وفي التفسير (١٠ / ٣٠٥) ، باب وثيابك فطهّر ، من طريق معمر ، عن الزهري به ، وباب والرّجز فاهجر ، من طريق عقيل ، عن الزهري به نحوه ، ومسلم في «صحيحه» (٢ / ٢٠٥) مع النووي ، باب بدء الوحي ، وأحمد في «مسنده» (٢ / ٣٢٥ و ٣٧٧) بالطريق المذكور.

قوله : فجثثت ـ بضم الجيم ، وثائين مثلثتين ـ هكذا عنده ، وفي «مشارق الأنوار» «فجئثت منه فرقا» بضم الجيم بعدها همزة مكسورة ، وثاء ساكنة مثلثة ، كذا رواية كافتهم ، وكذا لأكثر رواة مسلم ، وعند السمرقندي وابن الحزاء جثثت بثاء مثلثة أخرى ـ قلت كما هو عند المؤلف ـ مكان الهمزة ومعنى الروايتين واحد ، أي رعبت وفزعت ، وقال الخليل : «جئث وجثّ فزع» انظر (١ / ١٣٧) ، وقيل معناه : «قلعت من مكاني». انظر «النهاية» لابن الأثير (١ / ٢٣٢ و ٢٣٩).

الرّجز : في اللغة العذاب ، وسمّي الأوثان هنا رجزا ؛ لأنّها سببه. انظر «الفتح» لابن حجر (٢ / ٢١ ط ـ ح).

١٥٥

حدثنا محمد بن عمرو ، قال : ثنا رسته ، قال : ثني موسى بن المساور ، قال : سمعت عصام بن يزيد ، يقول : سمعت سفيان الثوري ، يقول : كان أبو حنيفة ضالا (١) مضلا (٢).

__________________

(١) في الأصل «ضال مضل».

(٢) رجاله ثقات سوى موسى ، وهو صدوق ، وعصام بن يزيد لم أعرفه ، كذا هو في «أخبار أصبهان» (٢ / ١٣٩) ، وتقدم هذا القول من سفيان الثوري أيضا (في ت ١٢٠) ، وكذا جوابه ، فلا يلتفت إلى مثل هذا من المعاصر إذا كان بينه وبين خصمه منافرة كما ذكرت هناك ، هذا كله بعد صحة القول إلى القائل.

١٥٦

١٣٤ ٥ / ٥٢ م هريم بن عبد الأعلى بن الفرات (*) :

الأسدي ، يكنى بأبي حمزة. (حدث) (١) بأصبهان سنة عشرين ومائتين.

كتبنا عن محمد بن أسد ، وعبدان ، وأبي (٢) يعلى ، وابن رسته (٣) عنه.

(١٧٤) حدثنا عبدان ، قال : ثنا هريم ، قال : ثنا معتمر ، عن أبيه ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : لما نزلت (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ)(٤)

__________________

(*) هريم : بالتصغير كما في «الخلاصة» ص ٤٠٩ ، وله ترجمة في المصدر السابق لأبي نعيم ، وفي «الكاشف» (٣ / ٢٢) ، وقال الذهبي : «ثقة» ، وفي «التهذيب» (١١ / ٣٠) ، وفيه نقل عن المؤلف أنه قال : حدث بأصبهان ، ومات بالبصرة سنة ٢٣٥ ه‍. قلت : النص الأخير ـ ومات إلخ ـ غير موجود في «الطبقات» ، فلعلّه من كتاب آخر له ، ويحتمل أنه سقط منه ، والله أعلم ، وكذا نقل الكلام المذكور الخزرجي في «الخلاصة» عنه.

(١) بين الحاجزين سقط من النسختين استدركته مما نقله ابن حجر في «التهذيب» (١١ / ٣٠) عن المؤلف ، وكذا من «أخبار أصبهان» (٢ / ٣٣٦).

(٢) في الأصل : «أبو» ، والتصويب من مقتضى القواعد.

(٣) هو محمد بن عبد الله بن رسته : سيأتي في ح ١٧٥.

تراجم الرواة :

عبدان : هو الأهوازي. تقدم (في ت ٩) ثقة.

معتمر : هو ابن سليمان التيمي. تقدم (في ت ٣) ، وكذا أبوه سليمان بن طرخان كلاهما ثقتان.

وثابت : هو ابن أسلم البناني ـ بضم الموحدة ، ونونين مخففين ـ أبو محمد البصري ، ثقة عابد ، من رجال الجماعة. مات سنة ١٢٧ ه‍. أنظر «التقريب» ص ٥٠ ، و «التهذيب» (٢ / ٣٠٢).

أنس هو ابن مالك بن سنان ، الصحابي المشهور.

(٤) سورة الحجرات : آية ٢.

١٥٧

جلس ثابت بن قيس (١) في بيته ، فقال : أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأنا من أهل النار ، فأتى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : لست من أهل النار.

(١٧٥) حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته (٢) ، قال : ثنا هريم بن عبد الأعلى ، قال : ثنا معتمر ، قال : ثنا أبي ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : كان عامة وصية رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حين حضرته الوفاة : صلاتكم وما ملكت أيمانكم ، حتى جعل يغرغر (٣) ، وما يفيض (٤) بها لسانه.

__________________

تخريجه :

كلّ رجاله ثقات ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» (٢ / ١٣٣ ـ ١٣٥) مع النووي الإيمان ، باب مخافة المؤمن أن يحبط عمله ، من طريق هريم بإسناده نحوه مع بعض الزيادات فيه ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ١٣٧ و ٢٨٧) به ، وابن جرير في «تفسيره» (٢٦ / ١١٨) بطرق أخرى ، وقد أورد ابن كثير هذه الطرق في «تفسيره» (٤ / ٢٠٦ ـ ٢٠٧) ، وساقه بسند البزار أيضا في «مسنده».

(١) هو ثابت بن قيس بن شمّاس ، بمعجمة وميم مشددة ، وآخره مهملة : أنصاري خزرجي ، من كبار الصحابة ، بشّره النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بالجنة. استشهد باليمامة. انظر التقريب ص ٥٠.

(٢) تراجم الرواة :

محمد بن عبد الله بن رسته : تقدم (في ت ٣ ح ٨) ، وبقية الرواة تقدموا جميعا قريبا سوى قتادة ، وهو تقدم (في ت ٣). ثقة.

تخريجه :

رجاله ثقات سوى ابن رسته ، لم أعرفه ، أي حاله.

فقد أخرجه ابن ماجة في «سننه» (٢ / ٩٠٠) الوصايا ، باب هل أوصى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من طريق أحمد بن المقدام ، عن المعتمر به ، وأحمد : صدوق ، كما في «التقريب» ، وبقية رجاله على شرط الشيخين ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ١١٧) من طريق سليمان التيمي به مثله ، ولقوله : الصلاة وما ملكت أيمانكم شاهد من حديث علي بن أبي طالب ، وأم سلمة عند ابن ماجة في الجنائز (١ / ٥١٩) ، وإسناده صحيح ، وكذا عند أحمد في «مسنده» (١ / ٧٨ و ٦ / ٢٩٠ و ٣١١ و ٣١٥).

(٣) في النسختين : «يغرغرها» ، وجاء في «مسند أحمد» (٣ / ١١٧) : يغرغر بها صدره ، وما يكاد يفيض لسانه.

(٤) يفيض بالصاد المهملة ، وهكذا جاء في «غريب الحديث» لأبي عبيد (٢ / ١٩) ، و «النهاية» ـ

١٥٨

(١٧٦) حدثنا ابن رسته (١) ، قال : ثنا هريم ، قال : ثنا معتمر ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إنّي لأتوب في اليوم سبعين مرّة» (٢).

__________________

ـ لابن الأثير (٣ / ٤٨٤) ، «ولسان العرب» (٧ / ٦٧) ، «ومسند أحمد» (٦ / ٢٩٠) ، «وتاج العروس» (٤ / ٤١٧) ، «وتهذيب اللغة» (١٢ / ٢٥٠) ، وجاء بالضاد المعجمة في «الفائق» (٣ / ١٤٩) للزمخشري ، «ومسند أحمد» (٣ / ١١٧) ، و (٦ / ٣١١ و ٣٢١) ، ومعناهما ما يبين ، ولا يقدر على الإفصاح ، ولا يجري لسانه ، والفيض : بيان الكلام كما في «لسان العرب».

(١) تراجم الرواة :

تقدموا جميعا في السند السابق.

(٢) تخريجه :

رجاله كلهم ثقات سوى ابن رسته ، لم أعرفه.

فقد أخرجه الطبراني في «الأوسط» ، كما في «المجمع» (١٠ / ٢٠٨) التوبة ، في رواية : «لأتوب» مكان «لأستغفر» ورواه البزار ، وأبو يعلى باللفظين معا ، وقال الهيثمي : إسناد «إنّي لأستغفر الله الخ» حسن ، وأحد إسنادي أبي يعلى في حديث : «إنّي لأتوب إلى الله» الخ ، رجاله رجال الصحيح ، وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا ، رواه الطبراني في «الأوسط» كما في المصدر السابق للهيثمي بلفظ : «إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة» ، وفي رواية : «أكثر من سبعين مرّة» ، وفي رواية : «مائة مرة» ، وقال الهيثمي : وأسانيدها حسنة ، وهو عند أبي نعيم في «الحلية» (٢ / ١٨٨) ، وجاء في «صحيح مسلم» (١٧ / ٢٤) مع النووي ، الذّكر والدعاء ، باب التوبة من حديث ابن عمر مرفوعا بلفظ : «يا أيّها النّاس توبوا إلى الله ، فإنّي أتوب في اليوم إليه مائة مرة. كذا رواه أبو داود الطيالسي في «مسنده» (٢ / ٧٦) بترتيب الساعاتي مثله ، وليس المقصود العدد ، إنّما المقصود الكثرة ، وكذا أخرجه من حديث أبي هريرة مرفوعا نحوه ابن السني في «عمل اليوم والليلة» ص ١٤٣ ، وبلفظ : سبعين مرة ، ومائة مرة أيضا من حديث أبي هريرة ، وحذيفة رضي‌الله‌عنهما مرفوعا.

١٥٩

١٣٥ ٥ / ٥٣ ق عبد الله بن عمران بن أبي علي (*) :

الأسدي ، مولى سراقة بن وهب الأسدي ، أصبهاني ، نزل الري.

حدث بأصبهان سنة خمس وعشرين ومائتين ، ثم تحول إلى الرّي ، ومات بها (١).

يكنى بأبي محمد ، وأبو علي جده. قدم أصبهان أيام عبد الملك بن مروان (٢) ، ونزل ميدان الشبيبة.

روى عن أبي داود (٣) ، ووكيع ، والناس ، وروى عن أبي داود أحاديث تفرد بها (٤) من غرائب حديثه.

(١٧٧) حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا (٥) ، قال : ثنا عبد الله بن

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» (٥ / ١٣٠) لابن أبي حاتم ، وفيه قال أبو حاتم : «صدوق» ، وفي «أخبار أصبهان» (٢ / ٤٦ ـ ٤٧) ، وفي «الكاشف» (٢ / ١١٥) وقال الذهبي : «ثقة» ، وفي «التهذيب» (٥ / ٣٤٣).

(١) كذا في المصدر السابق لأبي نعيم.

(٢) هو عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي. تقدم في (ت ٢٤).

(٣) هو الطيالسي ، كما هو مصرح في المصدر السابق لأبي نعيم.

(٤) في الأصل : «به» ، والجادة ما أثبتنا.

(٥) تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد : تقدم (في ت ٩١. من الثقات).

عبد الله بن عمران : هو المترجم له ، ثقة.

يحيى بن الضريس بمعجمة ، ثم مهملة مصغرا البجلي الرازي القاضي صدوق. مات سنة ٢٠٣ ه‍. انظر «التقريب ص ٣٧٦».

سفيان : هو الثوري تقدم (في ت ٣).

١٦٠