طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ٢

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٣٢

(١٥١) حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي (١) ، قال : ثنا سهل بن عثمان ، قال : ثنا ابن المبارك ، عن خالد الحذاء ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا نكاح إلّا بوليّ» (٢).

رواه عنه أبو مسعود (٣).

(١٥٢) وحدثنا أبو يحيى الرّازي (٤) في «المسند» ، قال : ثنا سهل بن

__________________

(١) تراجم الرواة :

عمر بن أحمد : تقدم في ت ٤. لم أعثر له على ترجمة.

ابن المبارك : هو عبد الله بن المبارك بن واضح أبو عبد الرحمن المروزي ، أحد الأئمة ، ثقة. توفي سنة ١٨١ ه‍. انظر «التهذيب» ٥ / ٣٨٢ و ٣٨٦.

خالد الحذاء : هو ابن مهران أبو المنازل. تقدم في ت ٨١. ثقة ، يرسل.

عكرمة : مولى ابن عباس. تقدم في ت ٤٥ ح ٥٧. ثقة ، ثبت.

(٢) تخريج الحديث :

رجاله ثقات سوى عمر بن أحمد ، لم أعثر له على ترجمة.

فقد أخرجه ابن ماجة في «سننه» ١ / ٦٠٥ النكاح باب لا نكاح إلّا بوليّ ، من طريق ابن المبارك ، عن الحجاج ، عن عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعا به ، وكذا من حديث عائشة ، ولكن الحجاج مدلّس ، رواه بالعنعنة ، وكذلك لم يسمع من عكرمة ، كما في «التهذيب» ٢ / ١٩٧ ، ومن هذا الطريق أحمد في «مسنده» ١ / ٢٥٠ ، وله شاهد من حديث أبي موسى ، وعائشة ، وأبي هريرة ، وعلي ، وجابر ، وحديث أبي موسى عند أبي داود في «سننه» ٢ / ٥٦٨ النكاح باب في الوليّ.

وكذا عند الترمذي في «سننه» ٢ / ٢٨٠ ، ومن حديث عائشة أيضا ، وقال الترمذي : وحديث أبي موسى فيه اختلاف ، وحديث عائشة حديث حسن.

وعند ابن ماجة في «سننه» (١ / ٦٠٥) عنها ، وعند الدارمي في سننه ٢ / ١٣٧ عنهما أيضا ، وحديث أبي هريرة ، وعلي ، وجابر أخرجها الخطيب في «تاريخ بغداد» ٢ / ٢٤٤ و ٣ / ٢٤٤ و ٤ / ٢٢٤ و ٧ / ٨.

(٣) أبو مسعود : هو أحمد بن الفرات الرّازي ، سيأتي بترجمة ١٦٨.

(٤) تراجم الرواة :

تقدم أكثرهم سوى :

أبو يحيى الرّازي صاحب «المسند». لم أقف عليه.

وحجاج بن أرطاة : تقدم في ت ٧٢ ، صدوق ، كثير الخطأ والتدليس. تقدم تخريجه من هذا الطريق ، وهو ضعيف ، ولكن الحديث بشواهده حسن.

١٢١

عثمان ، قال : ثنا ابن المبارك ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهو الصحيح.

(١٥٣) وقرأت في كتاب إسماعيل بن إسحاق القاضي (١) ، ثنا علي بن المديني ، قال : ثنا سهل بن عثمان ، قال : ثنا ابن أبجر ، عن أبيه ، عن واصل بن حيّان ، أن أبا وائل قال : خطب عمّار فأبلغ وأوجز (٢) ، فقلنا : يا أبا اليقظان (٣) لو تنفست ، فقال : إنّي سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «طول صلاة الرّجل ، وقصر خطبته من فقهه ، وإنّ من البيان سحرا» (٤).

وحدثنا أبو يحيى الرازي ، قال : ثنا سهل.

__________________

(١) تراجم الرواة :

إسماعيل بن إسحاق القاضي : هو أبو إسحاق الأزدي. قال الخطيب : كان فاضلا عالما متقنا فقيها. مات سنة ٢٨٢ ه‍. انظر «تاريخ بغداد» ٦ / ٢٨٤ و ٢٩٠.

علي بن المديني : ثقة إمام. تقدم في ت ٦٢.

سهل بن عثمان : هو المترجم له ، ثقة.

ابن أبجر ـ بموحدة وجيم : هو عبد الرحمن بن عبد الملك بن سعيد ـ والمعروف به أبوه أكثر منه ، ثقة ، مات سنة ٢٣١ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٠٦.

وأبوه هو عبد الملك بن سعيد بن حيان. ثقة ، عابد. تقدم في صفحة ٥٠٦.

واصل بن حيان ـ في «التقريب» : بالباء الموحدة ـ ، والصواب بالتحتانية المثناة ، كما في «الخلاصة» ص ٤١٤ ، وهو الأحدب الأسدي الكوفي ثقة ، ثبت. مات سنة ١٢٠ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٦٨.

أبو وائل : هو شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي. تقدم في ت ٨١. ثقة.

وعمار : هو ابن ياسر ، صحابي جليل. تقدم في ت ٣ ح ١٤.

(٢) في «صحيح مسلم» ٦ / ١٥٨ مع النووي : بتقديم أوجز على أبلغ.

(٣) في نفس المصدر : (فلو كنت) ، وأيضا فيه زيادة مئنة ، أي : مئنة من فقهه ، وهي بفتح الميم ، وكسر الهمزة ، ثم نون مشددة ـ أي : علامة ـ. من شرح النووي.

(٤) تخريجه :

رجاله ثقات كلّهم ، غير أنّ المؤلف رواه بالقراءة من كتابه ، وهي وجادة ، وفيها خلاف عند المحدثين لانقطاع السند ، وكذا ساقه معلقا عن علي بن المديني بإسناده أبو نعيم في «أخبار ـ

١٢٢

١٢٥ ٥ / ٤٣ أبو أيّوب سليمان بن داود بن بشر (*) :

ابن زياد المنقري الشاذكوني ، نقل وإنّما سمّي الشاذكوني ؛ لأنّ أباه كان يتجر إلى اليمن ، وكان يبيع البز ، وكان يبيع هذه المضربات الكبار. ويسمى باليمن شاذكونه (١) ، فنسب إليه ، وهو من بني منقر بن عبيد بن قيس بن غيلان.

روى عنه رسته ومحمد بن عاصم وأسيد والناس ، وكتب عنه أبو زرعة ، ثم ترك الرّواية عنه. قدم أصبهان ست قدمات ، ومات بها سنة ست وثلاثين ومائتين (٢) ، وقد تكلموا فيه. سمعت أبا عليّ بن إبراهيم يقول : سئل أحمد بن

__________________

ـ أصبهان» ١ / ٣٣٨ مثله ، والحديث صحيح : أخرجه مسلم في «صحيحه» ٦ / ١٥٨ مع شرح النووي الجمعة ، من طريق ابن أبجر ، عن أبيه بإسناده مثله ، مع تفاوت يسير ، حيث زاد مئنة من فقهه ، وجملة : «فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة» ، وأحمد في «مسنده» ٤ / ٢٦٣ ، والدّارمي في «سننه» ١ / ٣٦٥ الصلاة ، باب في قصر الخطبة من الطريق المذكور.

(*) له ترجمة في «التاريخ الصغير» ص ٢٣٢ للبخاري ، وقال : «وفيه نظر» ، وفي «الجرح والتعديل» ٤ / ١١٤ ـ ١١٥ ، وقال أبو حاتم : «ليس بشيء. متروك الحديث». وتركه ولم يحدث عنه ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٣ ، وفي «تاريخ بغداد» ٩ / ٤٠ ـ ٤٨. قال الخطيب : «كان حافظا مكثرا ، وقدم بغداد ، وجالس الحفاظ بها ، وذاكرهم ، ثم خرج إلى أصبهان ، فسكنها وانتشر حديثه بها». وفي «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٤٨٨ ، وقال الذهبي : «الحافظ المشهور من أفراد الحافظين ، إلّا أنّه واه». وكذا في «الميزان» ٢ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦ ، وفي «المغني في الضعفاء» ١ / ٢٧٩ ، وفي «ديوان الضعفاء» ص ١٣١ كلها للذهبي ، وفي «لسان الميزان» ٣ / ٨٤ ـ ٨٨ ، وفي «تنزيه الشريعة» لابن عراق ١ / ٦٤ ، وفيه عن ابن معين وصالح بن محمد : كان يكذب وأيضا عن ابن معين ، أنّه قال : «كان يضع الحديث».

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٣.

(٢) كذا في المصدر السابق ، وفي «تاريخ بغداد» ٩ / ٤٨ ، إلّا أنّه قال : مات سنة أربع وثلاثين ومائتين بأصبهان ، وهكذا نقل عن ابن جرير الطبري ، وانظر «لسان الميزان» ٣ / ٨٥ ، وذكر ـ

١٢٣

مهدي (١) ـ وأنا حاضر ـ عن قلة روايته عن الشاذكوني ، فقال : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول : كنّا نجتمع للمذاكرة ، وفينا الشاذكوني ، وكان إذا مرّ حديث لم يكن عندي علقته ، فإن كان صاحبه الذي سمع منه حي سمعت منه ، وإلّا ضربت عليه ، فتذاركنا يوما ، فقال الشاذكوني : ثنا معاذ بن معاذ ، فعلقته ، فذهبت إلى معاذ لأسأله ، فقال : ما لهذا أصل (٢).

حدثنا أبو علي ، قال : ثنا أحمد بن مهدي ، قال : سمعت العباس بن يزيد يقول : أخذ كتاب التفسير من تصنيفي ، فقرأه على الخطيب بن سالم على أنّه تصنيفه.

وبلغني أنّت أخذ «الناسخ والمنسوخ» من تصنيف أبي عبيد ، فكان يرويه على أنّه تصنيفه (٣). قال أبو جعفر (٤) : ومثل هذا لا يحدّث عنه.

وحكى العوفي عن الحسن بن علي بن بحر ، قال : سمعت أبي يقول : جاءني ابن الشاذكوني ، فأخذ مني حديث عيسى بن يونس ، وسمعها مني ، فذهب ورواها عن عيسى ، والله أعلم.

وحكى إبراهيم (٥) بن محمد بن الحارث ، قال : دخلنا على سليمان (٦) عند موته ، فقال : كل الناس في حلّ إلّا من قال : إنّي كذبت في حديث

__________________

ـ الذهبي في «التذكرة» ٢ / ٤٨٩ أنه توفي سنة ٢٣٤ ه‍.

هذا ما ذكره جماعة ، فيرجح ، ونقل الخطيب القول الأول عن أبي نعيم ، وقال : هذا القول وهم ، والصواب الثاني ، ولكن لم يذكر سبب الوهم.

(١) سيأتي بترجمة رقم ٢٥٣.

المنقري : بكسر الميم ، وسكون النون ، وفتح القاف ، والشاذكوني بالمعجمتين.

(٢) انظر «لسان الميزان» ٣ / ٨٦ ـ ٨٧.

(٣) كذا في «لسان الميزان» نقلا عن أبي الشيخ ٣ / ٨٧.

(٤) أبو جعفر : كنية أحمد بن مهدي الذي تقدم في أول السند.

(٥) ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٣ / ٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٨٨.

(٦) وهو الشاذكوني.

١٢٤

رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

وقال أحمد (١) بن مهدي : كتبت عنه كذا حديثا لا أروي منها شيئا.

وحكى يونس (٢) بن حبيب ، قال : كنت وشاذة بن عبد كويه عند أبي أيوب (٣) ، فحدثنا بحديث ، ثم قال : اصبروا ، فدخل ، ثم خرج وهو متغير اللون ، فقلنا : يا أبا أيّوب ما لك؟ قال : حدثتكم بحديث عن فلان ، وهو عن رجل آخر ، وغرائب حديثه تكثر. ومن غرائبه :

(١٥٤) ما حدثنا به محمد بن عبد الله بن رسته (٤) ، قال : ثنا سليمان ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن أبيه ، عن عدي بن ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : كان للنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فرس يقال له : المرتجز (٥).

__________________

(١) سيأتي بترجمة ٢٥٣.

(٢) سيأتي بترجمة ٢٤٩.

(٣) هو الشاذكوني.

(٤) تراجم الرواة :

محمد بن عبد الله بن رسته بن الحسن. تقدم في ت ٣ ح ٨. ثقة. سليمان : هو الشاذكوني المترجم له.

ابن إدريس : هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي. تقدم هو وأبوه في ت ٢٥ ، وكلاهما ثقتان.

عدي بن ثابت : هو الأنصاري الكوفي. تقدم في ت ١ ح ٢. ثقة ، رمي بالتشيع.

سعيد بن جبير : تقدم بترجمة رقم ٢٢. ثقة.

(٥) تخريج الحديث :

في إسناده سليمان الشاذكوني ، وهو واه ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣٤ به مثله ، وكذا رواه الطبراني في «الأوسط» من طريق الشاذكوني ، كما في «المجمع» ٥ / ٢٦١ ، وقال الهيثمي : وهو ضعيف ، وله شاهد من حديث علي رواه الحاكم والبيهقي ، كما في «الجامع الصغير» ٥ / ١٣٧ ، وسكت عنه المناوي.

وإنّما سمّي مرتجزا لحسن صهيله كما في «الفيض» ٥ / ١٧٦ للمناوي.

١٢٥

(١٥٥) حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث (١) ، قال : ثنا سليمان ، قال : ثنا أبو أسامة ، عن سفيان الثوري ، عن الأوزاعي ، عن عبيد الله بن المهاجر ، عن مولى لفضالة ، عن فضالة بن عبيد أنّ النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يعجبه حسن الصوت بالقرآن (٢).

__________________

(١) تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمد بن الحارث : تقدم في ت ٨١. لم يعرف.

سليمان : هو المترجم له.

أبو أسامة : هو حماد بن أسامة القرشي ، مولاهم ، مشهور بكنيته ، ثقة ، ثبت ، ربما دلّس. تقدم في صفحة ٢٨٣.

سفيان الثوري : تقدم في ت ٣. ثقة إمام.

الأوزاعي : هو عبد الرحمن بن عمرو أبو عمرو الفقيه. ثقة جليل. مات سنة ١٥٧ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٠٧.

عبيد الله بن المهاجر : لم أقف عليه ، فلعله عبد الله بن المهاجر الشعيثي ـ بمعجمة ، ثم مهملة ، ثم مثلثة مصغرا ـ النصري بالنون الدمشقي ، وهو مقبول ، كما في «التقريب» ص ١٩١. والله أعلم.

مولى فضالة : لم أعرفه ، وفضالة بن عبيد بن نافذ الأنصاري : صحابي ، مات سنة ٥٨ ه‍ ، وقيل : بعدها. انظر «التقريب» ص ٢٧٥.

(٢) تخريج الحديث :

في إسناده الشاذكوني ، وهو ضعيف ، وكذا فيه راو مبهم لم أقف على تخريجه بهذا اللفظ ، ومعنى الحديث صحيح بشواهده ، حيث ورد عن البراء أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «زيّنوا القرآن بأصواتكم». أخرجه أبو داود في «سننه» حديث رقم ١٤٦٨ في الصلاة ، باب استحباب الترتيل في القراءة ، والنسائي في «سننه» ٢ / ١٧٩ ـ ١٨٠ الصلاة ، باب تزيين القرآن بالصوت ، والدارمي في «سننه» ٢ / ٤٧٤ ، وأحمد في «مسنده» ٤ / ٢٨٣ و ٢٨٥ ، وابن ماجة برقم حديث ١٣٤٢ ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ «ما أذن الله لشيء ما أذن لنبيّ أن يتغنّى بالقرآن». انظر «صحيح البخاري» ٩ / ٦٠ ـ ٦١ في فضائل القرآن ، باب من لم يتغن بالقرآن ، و «صحيح مسلم» حديث رقم ٧٩٢ المسافرين ، باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن ، وكذا هو في «سنن أبي داود» حديث رقم ١٤٧٣ الصلاة ، باب استحباب الترتيل ، والنسائي في «سننه» ٢ / ١٨٠ الصلاة ، باب تزيين القرآن بالصوت.

١٢٦

(١٥٦) حدثنا الفرقدي (١) ، قال : ثنا سليمان ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي سنان ، عن عبد الله بن أبي الهذيل ، عن عبيد الله بن الحارث ، عن ابن عباس ، أنّ النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صلّى على قبر بعدما دفن (٢).

__________________

(١) تراجم الرواة :

الفرقدي : هو محمد بن علي أبو جعفر. تقدم في ت ٩٨. ثقة.

يحيى بن آدم بن سليمان أبو زكريا الأموي : ثقة ، حافظ. مات سنة ٢٠٣ ه‍. انظر «التقريب» ص ٣٧٣.

سفيان : هو الثوري. تقدم قريبا.

أبو سنان : هو ضرار بن مرة الكوفي الشيباني. ثقة. مات سنة ١٣٢ ه‍. انظر «التهذيب» ٤ / ٤٥٧.

عبد الله بن أبي الهذيل الكوفي : تقدم في ت ٤٥. ثقة.

عبيد الله بن الحارث : ترجم لهذا الاسم في «الميزان» ٣ / ٥ ، فقال عن عبد الله بن عمرو : لا يصح حديثه ، قاله البخاري.

(٢) تخريج الحديث :

إسناده ضعيف ، وأصل الحديث صحيح من غير هذا الوجه ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٣ / ١١٧ و ٢٠٤ مع الفتح ط ـ ح ، من حديث ابن عباس مرفوعا ، والترمذي في «سننه» ٢ / ٢٥١ ، وقال : حسن صحيح ، وفي الباب عن أنس ، وبريدة ، ويزيد بن ثابت ، وأبي هريرة ، وعامر بن ربيعة ، وأبي قتادة ، وسهل بن حنيف ، وابن ماجة في «سننه» ١ / ٤٨٩ و ٤٩٠ ، وكذا أحمد في «مسنده» ١ / ٢٢٤ ، الجميع عن ابن عباس ، وحديث أبي هريرة عند البخاري في الموضع السابق ، وحديث بريدة ، ويزيد بن ثابت ، وأنس بن مالك ، عند ابن ماجة في نفس الموضع المذكور. ولفظ أنس «أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صلّى على ميت بعد ما قبر» ، ولفظ بريدة «صلى ... بعد ما دفن».

١٢٧

١٢٦ ٥ / ٤٤ حيان بن بشر بن المخارق الضبي (*) :

ولي القضاء بأصبهان أيام المأمون (١) ، وكان ينتحل مذهب الكوفيين (٢) ، وهو من أجلة القضاة وأهل العلم.

يحدث عن هشيم ، وأبي يوسف (٣) ، ويحيى بن آدم ، وغيره ، وكان المأمون استقدمه ليستنيب علي بن عيسى (٤) ، ثم ردّه إلى البلد إلى عمله.

وكان حيان أصبهانيّ الأصل ، أقدّر أنّي سمعت محمد بن جعفر بن عمار قال : سمعت أكثم (٥) يقول : جدنا بشر بن المخارق ، من أصبهان ، من قرية راوند (٦) ، من قاشان (٧).

__________________

(*) له ترجمة في «الجرح والتعديل» ٣ / ٢٤٨ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠١ ، وفيه أنّه توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين ، وفي «تاريخ بغداد» ٨ / ٢٨٤ ـ ٢٨٦ ، وفيه أن كنيته أبو بشر الأسدي ، وأنّه من جلة أصحاب الحديث ، لا بأس به ، وذكر الخطيب عن حفيده أنّه قال : توفي ـ جده ـ سنة ٢٣٧ ه‍.

(١) المأمون : هو عبد الله بن هارون الرشيد. تقدم في مقدمة المؤلف عند فضل أصبهان. كذا النص في المصدر السابق لأبي نعيم ، والخطيب.

(٢) أي مذهب أبي حنيفة.

(٣) هشيم هو ابن بشير ، وأبو يوسف : هو القاضي صاحب أبي حنيفة.

(٤) هو علي بن عيسى بن ماهان ، من كبار القادة في عصر الرشيد والعباسيين ، قتل سنة ١٩٥ ه‍.

انظر «البداية» لابن كثير ١٠ / ٢٢٦.

(٥) أكثم : هو ابن أحمد بن حيان ، كما في «تاريخ بغداد» ٨ / ٢٨٦.

(٦) راوند : بفتح الواو ، ونون ساكنة ، وآخرها دال مهملة ـ بليدة قرب قاشان ـ قلت : شمالي أصبهان ، ولم تزل راوند وقاشان تسميان بهذين الاسمين كما في «خريطة إيران». انظر «معجم البلدان» ٣ / ١٩.

(٧) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠١ مع اختصار فيه.

١٢٨

(١٥٧) ومن حسان حديثه : ما حدثنا به محمد بن أحمد بن راشد (١) ، قال :ثنا أبي ، قال : ثنا حيان ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، عن سفيان ، عن زبيد عن إبراهيم ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يحلّ دم امرىء مسلم إلّا بإحدى ثلاث : النّفس بالنّفس ، والثّيب الزاني ، والتارك للإسلام المفارق للجماعة» (٢).

__________________

(١) تراجم الرواة :

محمد بن أحمد بن راشد بن معدان : مولى ثقيف ، أبو بكر ، محدث ابن محدث ، كثير التصانيف والحديث ، تقدم في ت رقم ٢٥.

وأبوه أحمد بن راشد بن معدان ، كذا ترجم له أبو نعيم في المصدر السابق ١ / ٩٣ ، وسكت عنه.

حيان : هو ابن بشر المترجم له.

يحيى بن آدم : هو أبو زكريا القرشي. ثقة ، حافظ. تقدم في ت ١٢٥.

سفيان : هو الثوري. تقدم في ت ٣.

وزبيد ـ بموحدة مصغرا ـ هو ابن الحارث بن عبد الكريم اليامي. تقدم في ت ٩٦. ثقة.

إبراهيم : هو ابن سويد النخعي. تقدم في ت ١٠٤. ثقة.

مسروق : هو ابن الأجدع ، تقدم في ٨١ ثقة مخضرم.

وعبد الله هو : ابن مسعود ـ رضي‌الله‌عنه ـ.

(٢) تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، والحديث صحيح من غير هذا الطريق ، فقد أخرجه «البخاري» في «صحيحه» الديات ١٢ / ٢٠١ مع الفتح ط ـ س من طريق مسروق عن عبد الله مرفوعا نحوه ، وفيه زيادات ، ومسلم في «صحيحه» القسامة ١١ / ١٦٤ ـ ١٦٥ مع شرح النووي من الطريق المذكور عند البخاري ، ومن طريق الثوري به بزيادة. قال : «وقام فينا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال : والّذي لا إله غيره لا يحل» الحديث.

وأخرجه أبو داود أيضا في «سننه» ٤ / ٥٢٢ الحدود ، باب الحكم فيمن ارتد ، والترمذي في الديات حديث ١٤٠٢ باب لا يحل دم امرىء مسلم .... الخ ، والنسائي في «سننه» تحريم الدم حديث ٤٠٢١ ، باب ذكر ما يحلّ به دم المسلم ، وفي القسامة حديث ٤٧٢٥ باب القود ، وابن ماجة في «الحدود» حديث ٢٥٣٤ باب لا يحل دم امرىء مسلم إلّا بإحدى ثلاث ، والدارمي في «السير» ٢ / ٢١٨ باب لا يحل دم .... الخ ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٦١ و ٦٣ وبعدهما و ٦ / ١٨١ و ٢١٤.

١٢٩

وحدثنا أحمد بن شهدل الحنظلي (١) ، قال : ثنا حيان بن بشر ، قال : ثنا هشيم ، قال : أنا حصين ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قد علمت السنة كلها ، غير أنّي لا أدري أكان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقرأ في الظهر والعصر أم لا؟ ولا أدري كيف كان يقرأ هذا الحرف (قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا)(٢) أو عسيا (٣).

__________________

(١) تراجم الرواة :

أحمد بن شهدل بن المفضل أبو جعفر : ثقة. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١١٨ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣٠ / ٣.

حيان : هو المترجم له. لا بأس به.

هشيم : هو ابن بشير بن أبي حازم ، الحافظ ، الثقة. تقدم في ت ٢.

وحصين : هو ابن عبد الرحمن السّلمي أبو الهذيل الكوفي. ثقة. تغير حفظه في الآخر.

مات سنة ١٦٣ ه‍. انظر «التقريب» ص ٧٦.

عكرمة : هو مولى ابن عباس. تقدم في ت ٤٥ ثقة. ثبت.

(٢) سورة مريم آية ٨.

(٣) تخريجه :

إسناده جيد ، فقد أخرجه أبو داود في «سننه» ١ / ٥٠٨ ، ولكن الجزء الأول فقط ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٢٤٩ ، ٢٥٧ بكامله ، وأيضا ابن جرير الطبري في تفسير سورة مريم من «تفسيره» ١٦ / ٣٩ كلّهم من طريق هشيم بإسناده مثله وبسنده ابن كثير في «تفسيره» ٣ / ١١٢.

١٣٠

١٢٧ ٥ / ٤٥ بكار بن الحسن (*) :

ابن عثمان بن زياد بن عبد الله العنبري الفقيه. مات سنة ثمان وثلاثين ومائتين.

روى عن ابن المبارك ، وإسماعيل بن حماد ، وكان أصله من أصبهان. ولد بالريّ ، ثم رجع إلى أصبهان ، وكان على الفتيا بأصبهان يتفقه على مذهب الكوفيين ، وكان يكاتب إسماعيل (١) بن حماد بن أبي حنيفة ، وامتحن أيّام (٢) المحنة ، فاستجار بعبد الله (٣) بن الحسن ، حتى دفع عنه ، وكان من أهل السنة ، وامتحن في أيّام الواثق (٤) ، فلم يجبهم إلى ما يريدون ، وقال : عيون الناس ممدودة إليّ ، فإن أجبت أخشى أن يجيبوا ويكفروا ، وتجهز ليخرج قال : فلما تهيأ ليخرج ، جاءه الكتاب من ليلتئذ بأن الثور انكسر رجله ، فجاء البريد بأن الواثق قد مات ، فطرد الأعوان عن داره ، وكان الذي يخرجه حيان (٥) بن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٧ ـ ٢٣٨ ، وفيه بزيادة يزيد بين عثمان وزياد.

(١) هو حفيد الإمام أبي حنيفة النعمان. تكلموا فيه ، من التاسعة. مات في خلافة المأمون. انظر «التقريب» ص ٣٣.

(٢) يعني : محنة خلق القرآن.

(٣) عبد الله بن الحسن : الغالب أنّه أبو محمد الهمذاني. توفي سنة ٢٥٤ ه‍. كان الخلفاء يكاتبونه ويخاطبونه بمختار البلد المعتصم ، ثم الواثق ، ثم المتوكل ، ثم المستعين. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٥٣.

(٤) الواثق : هو الخليفة العباسي ـ هارون ، أبو جعفر ـ وقيل : أبو القاسم ـ ابن المعتصم بن الرشيد ـ. ولي الخلافة بعهد من أبيه. ولد في ١٩٦ ، وتوفي في ٢٣٢ ه‍. انظر «تاريخ الخلفاء» ص ٣٤٠ و ٣٤٤ للسيوطي.

(٥) تقدم قريبا.

١٣١

بشر ، فأنشأ الناس يقولون في الطرق والنساء والصبيان : ذهب بكار بالدست وخرىء حيان في الطست (١).

ومن حديثه :

(١٥٨) حدثنا مسلم بن سعيد (٢) ، قال : ثنا بكار بن الحسن ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا روح بن مسافر ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : والله ما شبع آل محمد من خبز برّ ثلاث ليال حتى قبضه الله إليه ، فلمّا قبضه الله صبّت علينا الدنيا صبّا (٣).

وحدثنا عبد الله بن بندار عنه بأحاديث.

__________________

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٣٨.

(٢) تراجم الرواة :

مسلم بن سعيد بن مسلم الأشعري أبو سلمة. توفي سنة ٢٩٦ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٣ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٥٠ / ٣ وسكتا عنه. وبكار : هو صاحب الترجمة. لم أعرف حاله. وأبوه : الحسن كذلك ، وروح بن مسافر أبو بشر البصري ، وقال أحمد بن حنبل : متروك الحديث. تقدم في صفحة ٦٣٣.

وحماد هو ابن أبي سليمان الفقيه. تقدم بترجمة ٢٥ ، وهو صدوق ، له أوهام.

وإبراهيم : هو النخعي. تقدم في ت ١٠٤. ثقة. والأسود : هو ابن يزيد بن قيس النخعي. ثقة ، تقدم في صفحة ٦٣٥.

(٣) تخريجه :

ضعيف بهذا الإسناد ، لضعف روح ، ولكن متنه صحيح ، فقد أخرجه المؤلف في «أخلاق النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وآدابه» ص ٢٧٦ به مثله ، والبخاري في «صحيحه» الأطعمة ١١ / ٤٨٢ مع الفتح ط ـ ح ، وفي الأيمان باب ٢٢ ، وفي الرقاق ١٧ من رواية عائشة مع زيادة قوله «منذ قدم المدينة» بعد قوله : «ما شبع آل محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ» ، وكذا عند مسلم في «صحيحه» كتاب الزهد ١٨ / ١٠٥ و ١٠٦ مع شرح النووي ، من حديث عائشة بألفاظ نحوه ، وابن ماجة في «سننه» كتاب الأطعمة ٢ / ١١٠ من حديث عائشة وأبي هريرة مرفوعا ، وأحمد في «مسنده» من حديث أبي هريرة ٢ / ٤٣٤ ، ومن حديث عمران في ٤ / ٤٤٢ ، ومن حديث عائشة في ٦ / ١٢٨ و ١٥٦ و ١٨٧ و ٢٥٥ مع زيادة : «مأدوم» بعد قوله : خبز ، أي خبز مأدوم.

١٣٢

١٢٨ ٥ / ٤٦ د ـ س أبو جعفر محمد بن سليمان ابن حبيب المصّيصي (*) :

يلقب بلوين ، حدثني عبد الرحمن بن زيد ، قال : ثنا لوين محمد بن سليمان بن حبيب الأسدي. الكوفي من أنفسهم ، وهو من بني العائف من أنفسهم ، واسمه سعد بن مالك بن عامر ، وكان ممن يؤثر نزول الثغور ، وآثر المصيصة على ما سواها ، وكان معروفا بلوين ، وكان لا يكره أن يلقب بلوين ، ويقول : لوين تصغير لون ، وذكر أنه كان له حلقة أيام سفيان بن عيينة في الفرائض (١).

يحدث عن مالك بن أنس ، وسليمان بن بلال ، والفضيل بن عياض ، وعبد الله بن المبارك ، والأئمة ، وحدث عنه بالبصرة وبغداد والأهواز. أحد العلماء.

حدثنا محمد بن إسحاق المسوحي ، قال : ثنا لوين ، قال : ثنا أبو

__________________

(*) المصيصي ـ بالفتح ، ثم الكسر والتشديد ، وياء ساكنة ـ ، وهي : مدينة على شاطىء جيحان من ثغور الشام ، تقارب طرسوس. انظر «معجم البلدان» ٥ / ١٤٥.

له ترجمة في «التاريخ الكبير» ١ / ٩٨ للبخاري ، وفي «الجرح والتعديل» ٧ / ١٢١ ، وقال أبو حاتم : صالح الحديث ، صدوق ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٦ ، وفي «التهذيب» ٩ / ١٩٨ ـ ١٩٩ ، وفيه : أنه إنّما لقّب بلوين ؛ لأنّه كان يبيع الدواب ، فيقول : هذا الفرس له لوين. هذا الفرس له قديد ، فلقب بلوين ، وقال لوين : لقبتني أمّي «لوينا» ، وقد رضيت ا ـ ه. وفي «التقريب» ص ١٩٩ لوين بالتصغير ثقة ، وقد جاوز المائة ، وفي «تنقيح المقال» للمامقاني ٣ / ١٢١.

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٦ ، و «التهذيب» نقلا عنه ٩ / ١٩٩.

تراجم الرواة :

محمد بن إسحاق المسوحي : سيأتي ، وانظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٢٢ ، وفيه أنّه من ـ

١٣٣

الأحوص ، قال : سمعت الثوري يقول : وددت أنّي أنجو من هذا الأمر كفافا ، لا علي ولا لي. وقال لوين : والله الذي لا إله إلّا هو وددت أنّي لا أثاب منه بحرف ، ولا أعتب منه على حرف ، وقال مرة أخرى : وددت أنّه قد ذهب سمعي وبصري ، وما علي منه شيء.

سمعت محمود (١) بن أحمد بن الفرج قال : سمعت لوينا يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن زعم أنّ القرآن مخلوق ، فقد زعم أنّ بعض الله مخلوق ، ومن زعم هذا ، فقد كفر. ومن حديثه :

(١٥٨) حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن شبيب (٢) ، قال : ثنا لوين ، قال : ثنا شريك ، عن وائل بن داود ، عن جميع بن عمير ، عن أبي بردة بن نيار ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أطيب كسب الرّجل ولده ، أو بيع مبرور».

__________________

ـ الثقات. توفي سنة تسع وتسعين ومائتين.

ولوين : صاحب الترجمة. ثقة.

وأبو الأحوص : هو سلام بن سليم الحنفي مولاهم ، الكوفي الحافظ. من رجال الجماعة.

ثقة ، متقن ، صاحب حديث. توفي سنة تسع وسبعين ومائة. انظر «التهذيب» ٤ / ٢٨٢ ، و «التقريب» ص ١٤١.

(١) الرواة : محمود بن أحمد بن الفرج. تقدم في ت ٩٨.

(٢) تراجم الرواة :

محمد بن عبد الرحيم بن شبيب الأسدي الكوفي : إمام ، ضابط ، ثقة. توفي سنة ٢٩٦ ه‍.

انظر «غاية النهاية» ٢ / ١٦٩ ، و «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٢٦.

لوين : هو محمد بن سليمان المترجم له.

شريك : هو ابن عبد الله النخعي. تقدم في ت ٣٤. صدوق ، تغير منذ ولي القضاء.

وائل بن داود : هو أبو بكر التيمي الكوفي. ثقة. انظر «التقريب» ص ٣٦٨.

وجميع بن عمير بن عفان التيمي أبو الأسود الكوفي : صدوق ، يخطىء ويتشيع. انظر المصدر السابق ص ٥٧.

أبو بردة بن نيار بكسر النون ، حليف الأنصار ، صحابي اسمه هانىء ، وقيل : الحارث بن عمرو ، وقيل : غيره. مات سنة ٤١ ه‍. المصدر السابق ص ٣٩٤.

١٣٤

(١٥٩) وحدثنا أبو بكر عبد الرحمن بن زيد (١) ، قال : ثنا لوين ، قال : ثنا خديج بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن شمر بن عطية ، عن المغيرة بن

__________________

ـ تخريجه :

رجاله ثقات سوى شريك ، وجميع هما صدوقان ، والأوّل تغير منذ ولي القضاء. لم أجد من خرجه بهذا السياق والطريق ، وإنّما أخرج أحمد في «مسنده» ٣ / ٤٦٦ من طريق شريك بإسناده مرفوعا بلفظ : «سئل النّبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ عن أفضل الكسب ، فقال : بيع مبرور ، وعمل الرّجل بيده».

ولمعنى طرفه الأول شاهد من حديث عائشة وعمرو بن شعيب ، أخرجهما أبو داود في «سننه» ٣ / ٨٠٠ البيوع ، والنسائي في «سننه» ٧ / ٢٤١ ، وابن ماجة في التجارات ٢ / ٧٦٨ ـ ٧٦٩ ، والدارمي في «سننه» ٢ / ٢٤٧ البيوع ، وابن حبان في «صحيحه» ، كما في «موارد الظمآن» ص ٢٦٨ ، وأحمد في «مسنده» ٦ / ٤١ و ٢٠١ و ٢٠٢ ، ولطرفه الثاني شاهد من حديث ابن عمر أخرجه الطبراني في «الأوسط». و «الكبير» كما في «المجمع» ٤ / ٦٠ ، وقال الهيثمي : ورجاله ثقات ، وكذا من حديث رافع ، كما في نفس المصدر السابق.

(١) تراجم الرواة :

عبد الرحمن بن زيد : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٩٠ / ٣. شيخ ، ثقة.

خديج بن معاوية بن خديج ـ بضم المهملة ، وفتح الدّال المهملة مصغرا ـ صدوق يخطىء. مات سنة بضع وسبعين ومائة. انظر «التقريب» ص ٦٥ ، و «التهذيب» ٢ / ٢١٧.

وأبو إسحاق : هو السبعي. تقدم بترجمة ٢٨.

شمر بكسر أوّله ، وسكون الميم : ابن عطية الأسدي الكاهلي الكوفي. صدوق. انظر «التقريب» ص ١٤٧.

والمغيرة بن سعد بن الأخرم ـ بخاء معجمة ، وراء مهملة ـ الطائي. مقبول.

وأبوه سعد بن الأخرم الطائي ، مختلف في صحبته ، روى عن ابن مسعود حديث الضيعة ، وذكره ابن حبان في الصحابة ، ثم أعاده في التابعين من الثقات. انظر «التهذيب» ٣ / ٤٦٥ ، و «التقريب» ص ١١٧.

تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» (٢ / ١١٦) عن المؤلف به مثله والترمذي في «سننه» ٣ / ٣٨٦ الزهد من طريق الأعمش عن شمر بإسناده مثله ، وقال : حديث حسن.

وأحمد في «مسنده» ١ / ٣٧٧ و ٤٢٦ و ٤٤٣ بالطريق المذكور ، وذكره الذهبي في «الميزان» ٢ / ١١٩ في ترجمة سعد بن الأخرم ، وقال : حسّنه الترمذي ، وكذا صرح ابن حجر في «التهذيب» ٣ / ٤٦٥.

١٣٥

سعد (١) بن الأخرم ، عن أبيه عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «لا تتّخذوا الضّيعة ، فترغبوا في الدّنيا».

حدثنا عبد الرحمن بن زيد ، قال : لما أراد لوين الخروج ، دخل على محمد بن يحيى بن أبان ، فقال له : يا أبا عبد الله. اليوم يوم الفيصل. اليوم تقضي أمّ عمرو دينها ، فحمل إليه مال في منديل ، فوضع بين يديه ، وانشأ يقول :

يقول لنا الواشون كم كان نيله

فقلت بلا وزن تميل ولا عدّ

خرائط أمثال الأرانب جثّما

عليهن أوبار كسين من البرد

حدثنا محمود ، قال : سمعت لوينا يقول : قالوا لابن عيينة ، وأنا حاضر ، يزعمون أنّك تقول : القرآن مخلوق. قال : ما قلته ، قالوا : يزعمون أنّك تقول : الميزان مثل ، قال : ما قلته ، ثم قال ابن عيينة : ثنا عمرو بن دينار ، عن

__________________

ـ وكذا يحيى بن آدم في «الخراج» (٢٥٤) ، والحاكم في «المستدرك» (٤ / ٣٢٢) ، وصححه ، ووافقه الذهبي ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (١ / ١٨) ، ومن طريق الأعمش عن شمر به ، والبغوي في «شرح السنة» (١٤ / ٢٣٧) به ، وقال : هذا حديث حسن.

والضيعة : ما يكون منه معاش الرجل : كالصنعة ، والتجارة ، والزراعة ، وغير ذلك ، وكذلك الضيعة : العقار ، والمنازل. انظر «النهاية» ٣ / ١٠٨ لابن الأثير ، و «لسان العرب» ٨ / ٢٣٠.

(١) في أ ـ ه «سعيد» ، وهو محرف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وكذا في «التقريب» ص ٣٤٥ ، و «التهذيب» ١٠ / ٢٦١.

الرواة : محمود : هو ابن أحمد بن الفرج أبو حامد. تقدم في ت ٩٨.

هو سفيان بن عيينة. تقدم في ت ٧٦.

هو عمرو بن دينار المكي أبو محمد. تقدم في ت ٢.

عتبة : فلعلّه صحابي وله حكم الرفع إذا ، والله أعلم.

١٣٦

عتبة ، قال : يجاء بالرّجل العظيم الطويل ، فيوضع في الميزان ، فلا يزن (١) عند الله جناح بعوضة (٢).

__________________

(١) في الأصل : «يوزن» ، والتصويب من مظان تخريجه.

(٢) ستأتي بقية ترجمة لوين بعد ترجمة علي بن بشر التالية.

تخريجه :

ذكره أبو الشيخ من قول عتبة ، وهو حديث مرفوع ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١٠ / ٤١ مع الفتح ط ـ ح من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ : «إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة». وابن جرير في «تفسيره» ١٦ / ٣٥ ، وابن كثير في «تفسيره» ٣ / ١٠٧ ، وساقه بسند البخاري ، ومسلم ، والبزار وابن جرير الطبري ، ولم أجده من طريق عتبة.

١٣٧

١٢٩ ٥ / ٤٧ علي بن بشر بن عبيد الله (*) :

ابن عبد الله بن أبي مريم الأموي. توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين وكان يضعف.

(١٦٠) حدث بحديث عن يزيد بن هارون (١) ، عن حميد ، عن أنس ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «رأيت في الجنّة ذئبا» (٢).

فحكى أبو عبد الله محمد بن يحيى ، عن سمويه ، قال : رأيت أبا

__________________

(*) له ترجمة في المصدر السابق لأبي نعيم ، وفيه : (كان حديثه يضعف ، وفيها نكارة) ، وفي «ديوان الضعفاء» للذهبي ص ٢١٩ ، وفي «الميزان» ٣ / ١١٦ ، وفي الأول أنّ أبا الشيخ لينه ، وفي «اللسان» ٤ / ٢٠٧ ، ونقل أنّ أبا الشيخ ضعّفه.

(١) تراجم الرواة :

يزيد بن هارون : هو أبو خالد الواسطي : تقدم في ت ٤٥ ثقة حافظ.

هو حميد الطويل ابن أبي حميد أبو عبيدة البصري. ثقة ، مدلّس ، لم يسمع من أنس إلّا أحاديث قليلة ، إنما سمعها من ثابت عنه. انظر : «التهذيب» ٣ / ٣٨ ـ ٤٠.

(٢) تخريجه :

في إسناده علي بن بشر مع ضعفه ، هو معلق ومنقطع ، وأورده ابن حجر في «اللسان» ٤ / ٢٠٨ ، وعدّه من بلايا علي بن بشر ، وله شاهد من حديث ابن عباس ، رواه ابن عدي والحاكم في «تاريخ نيسابور» في ترجمة شيخه علي بن إسماعيل الطوسي ، كما في حياة الحيوان (١ / ٣٦١) ، وقال الدميري : هو حديث موضوع.

أبو عبد الله : هو ابن مندة. تقدم في ت ١٠ ، وسمويه : هو لقب إسماعيل بن عبد الله الحافظ. سيأتي بترجمة ٢٥٤. ثقة. صدوق قاله أبو حاتم.

وأبو الحجاج هو يوسف بن إبراهيم الفرساني الأسدي ، سيأتي بترجمة رقم ٢٤٥.

١٣٨

الحجاج الفرساني قد لبب (١) علي بن بشر وهو يقول : بيني وبينك السلطان ، فإنك تكذب على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) ـ.

حدث بحديث كثير ، وأحاديث لم تكتب إلّا من حديثه ، فمن ذلك :

(١٦١) ما حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا (٣) ، قال : ثنا علي بن بشر ، قال : ثنا عون بن عمارة ، قال : ثنا الخليل بن أحمد ، عن عاصم ، عن الشعبي ، عن عائشة ، قالت : رأى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ جبريل عليه ثياب سندس قد نشر ستمائة جناح ، يتساقط من أجنحته التهاويل الدر والياقوت (٤).

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» ٢ / ١ لزم. كذا في أ ـ ه ، ومعناهما : واحد. انظر «مختار الصحاح» ص ٥٨٩.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١ ، و «اللسان» ٤ / ٢٠٨.

(٣) تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن زكريا : تقدم في ت ٩١. من الثقات.

وعون بن عمارة : هو العبدي أبو محمد القيسي البصري. ضعيف. انظر «التقريب» ص ٢٦٧ ، و «المجروحين» لابن حبان ٢ / ١٩٧.

خليل بن أحمد : لعلّه المزني ، أو الأزدي ، وكلاهما صدوقان من السابعة. انظر «التقريب» ص ٩٤ ، و «التهذيب» ٣ / ١٦٤ و ١٦٥.

عاصم : هو ابن سليمان الأحول أبو عبد الرّحمن. ثقة. مات بعد سنة ١٤٠ ه‍. انظر المصدرين السابقين ص ١٥٩ و ٥ / ٤٢.

الشعبي : هو عامر بن شراحيل. تقدم في ت ٢٥ ثقة ، ولكنّه لم يسمع من عائشة ، فروايته عنها منقطعة. انظر «المراسيل» لابن أبي حاتم ص ١٦٠ ، و «جامع التحصيل» للعلائي ص ٢٤٨.

(٤) تخريج الحديث :

إسناده ضعيف ، فيه علي بن بشر ، وعون بن عمارة ، وهما ضعيفان مع ما فيه من الانقطاع لم أجده من هذا الطريق.

وإنّما أخرج أحمد في «مسنده» ١ / ٣٩٥ و ٤١٢ و ٤٦٠ من حديث ابن مسعود مرفوعا نحوه ، وجاء مختصرا في «صحيح البخاري» ٧ / ١٢٤ مع الفتح ط ـ ح بدء الخلق و ١٠ / ٢٣٣ سورة النجم ، وفي «صحيح مسلم» ٣ / ٣ الإيمان مع النووي ، وفي «سنن الترمذي» ٥ / ٦٩ ـ

١٣٩

قال أبو الحسن : «التهاويل في كلام العرب : التصاوير ، وكل شيء حسن».

وحدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا (١) ، قال : ثنا علي بن بشر ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا أبو حمّاد الحنفي عن منصور بن صفية بنت شيبة ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير أنّ رجلا أرسل إلى عائشة يسألها الوصية ، وله أربعمائة دينار ، فقالت عائشة : ما في هذا فضل عن ولدك وعيالك (٢).

(١٦٢) حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحارث ، (٣) قال : ثنا علي بن بشر ،

__________________

ـ عن ابن مسعود مرفوعا بلفظ «رأى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ جبريل له ستمائة جناح» ... الحديث.

(١) تراجم الرواة :

تقدم بعض الرواة في السند قبله.

وأبو داود : هو الطيالسي ، كما ثبت لي ، وتقدم في ت ٩٣.

أبو حمّاد الحنفي : هو مفضل بن صدقة الكوفي. قال النسائي : متروك ، وعن يحيى أنّه قال : «ليس بشيء» ، وثقه عطاء بن مسلم ، انظر «الميزان» ٤ / ١٦٨ ـ ١٦٩.

ومنصور بن صفية : وهي أمّه ، وأبوه عبد الرحمن بن طلحة العبدري مكي صدوق ، قاله الذهبي ، وقال ابن حجر : ثقة. وأخطأ ابن حزم في تضعيفه ، انظر المصدر السابق للذهبي ٤ / ١٨٦ ، و «التقريب» ص ٣٤٨.

عبد الله بن عبيد أبو هاشم المكي : ثقة مات سنة ١١٣ ه‍ انظر «التهذيب» ٥ / ٣٠٨.

(٢) تخريجه :

في إسناده علي بن بشر ، وأبو حمّاد الحنفي ، كلاهما ضعيفان ، وفيه راو مبهم أيضا.

(٣) تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمّد بن الحارث : تقدم في ت ٨١. لم يعرف حاله.

علي بن بشر : هو المترجم له.

زيد بن الحباب ـ بضم المهملة ، وموحدتين ـ أبو الحسين العكلي. صدوق ، يخطىء في حديث الثوري. مات سنة ٢٠٣ ه‍. انظر «التهذيب» ٣ / ٤٠٢ ، و «التقريب» ص ١١٢.

نعيم بن المورع بن توبة العنبري. قال النسائي : ليس بثقة ، وقال أبو حاتم : ليس بقوي ، وقال البخاري : منكر الحديث. انظر «الجرح والتعديل» ٨ / ٤٦٤ ، و «الميزان» ٤ / ٢٧١.

علي بن سالم : بصري. قال البخاري : «لا يتابع على حديثه». قال ابن حجر : ضعيف من السابعة. انظر «الميزان» ٣ / ١٣٠ ، و «التقريب» ص ٢٤٦.

مكحول : هو أبو عبد الله الشامي. ثقة ، فقيه ، كثير الإرسال. مات سنة بضع عشرة ـ

١٤٠