طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨

النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «من ذكر رجلا بما فيه فقد اغتابه ، ومن ذكره بغير ما فيه فقد بهته».

(٨٠) ثنا سلم قال : ثنا حفص الرّبالي ، قال : ثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، قال: ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، عن عبد الله بن أبي مريم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مثله.

وقد حدّث علي بن بشر ، وأحمد بن علي بن بشر ، ومحمد بن أحمد بن علي بن بشر.

__________________

ـ «الميزان» ٤ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤ : ضعفه البخاري وغيره ، وقال أحمد : «كان يضع الحديث» كما تقدم.

انظر «فيض القدير» ٦ / ١٢٩ ، ولكن معنى الحديث صحيح ثابت ، فقد أخرج مسلم في «صحيحه» ١٦ / ١٤٢ ، باب تحريم الغيبة عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «أتدرون ما الغيبة؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : ذكرك أخاك بما يكره.

قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال : إن كان فيه ما تقول ، فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه فقد بهتّه».

وأخرجه أبو داود في «سننه» ٥ / ١٩٢ ، في الأدب باب الغيبة ، والترمذي في «سننه» ٤ / ٣٢٩ في البر والصلة ، عن أبي هريرة ، وقال : هذا حديث صحيح ، وهو كما قال ، وقال في الباب عن أبي برزة ، وابن عمر وعبد الله بن عمرو ، وقال ابن الأثير في «جامع الأصول» ٨ / ٤٤٧ البهت : الكذب والافتراء على الإنسان.

ونسبه المنذري في «الترغيب» ٣ / ٥١٥ إلى النّسائي بالإضافة إلى المذكور ، وقال : فقد روى هذا الحديث من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة.

٤٤١

٧١ ٤ / ١٨ مبشر بن ورقاء قاضي أصبهان (*) :

حدّث عنه محمد بن بكير ، وأبو حجر عمرو بن رافع ، وأحمد بن منيع ، وحكى أحمد بن يوسف ، قال : رأيت مبشر بن ورقاء يقضي في مسجد يعقوب ابن زياد (١).

(٨١) حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جميل ، قال : ثنا أحمد بن منيع ، قال : ثنا مبشر بن ورقاء أبو الأسود السعدي الكوفي ، قال : ثنا الأعمش ، عن عمارة بن عمير ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود ، قال : ما صلّى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أو ما رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صلى صلاة قط إلّا لوقتها ، إلا صلاتين المغرب والعشاء ، فإنّه جمع

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨.

(١) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨ : أيوب بن زياد.

تراجم الرواة :

إسحاق بن إبراهيم بن جميل ، تقدم في ت ١ ، وكان كثير الغرائب.

وأحمد بن منيع بن عبد الرحمن البغوي أبو جعفر الأصم ، الحافظ ، الثقة. تقدم في ت ٣ بعد ح ٧.

والأعمش : هو سليمان بن مهران ، الثقة ، الثبت ، تقدم في ت ٦.

وعمارة بن عمير التيمي : كان ثقة خيارا. توفي في خلافة سليمان بن عبد الملك ٩٨ ه‍.

وقيل : ٨٢ ه‍. انظر «التهذيب» ٧ / ٤٢١.

عبد الرحمن بن يزيد النخعي : ذكر ابن سعد في الطبقات ٦ / ١٢٢ ، أنه كان ثقة له أحاديث. توفي في ولاية الحجاج قبل الجماجم ، وذكر ابن حبان أنهّ قتل في الجماجم ، سنة ٨٣ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٦ / ٢٩٩.

٤٤٢

بينهما بجمع وغلس بالفجر (١).

حدثنا أبو العباس الجمال (٢) ، قال : ثنا عبد الرحمن بن عمر ، قال : ثنا عامر بن إبراهيم ، قال : ثنا مبشر بن ورقاء قاضي أصبهان ، قال : ثنا الأعمش ، قال : قال عبد الملك بن أبجر (٣) ـ وكان من أطبّ الناس ـ اجتنب الدواء ما احتمل الداء (٤).

(٨٢) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أحمد بن منيع ، قال : ثنا مبشر ابن ورقاء السعدي الكوفي قاضي أصبهان ، عن الحجاج ، عن عطاء ، عن

__________________

(١) تخريجه :

في إسناده مبشر ، لم أعرف حاله ، وإسحاق أيضا كثير الغرائب ، وبقية رجاله ثقات ، وأخرج الحديث البخاري في «صحيحه» ٤ / ٢٧٨ مع الفتح من رواية عمر بن حفص بن غياث ، عن أبيه ، عن الأعمش ، ومنه به بلفظ قال : «ما رأيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ صلى صلاة ـ زاد النسائي قط ـ لغير ميقاتها إلا صلاتين : جمع بين المغرب والعشاء ، وصلى الفجر قبل ميقاتها».

وأخرجه مسلم في «صحيحه» في الحج ٩ / ٣٦ ـ ٣٧ من طريق الأعمش بإسناده ، إلا أنه في آخره «وصلى يومئذ الفجر قبل ميقاتها» ، وفي رواية : «قبل وقتها بغلس».

وأخرجه أبو داود في «سننه» ٢ / ٤٧٧ ـ ٤٧٨ بإسناده إلى الأعمش ومنه به إلى آخر السند ، والنسائي في «سننه» ٥ / ٢٦٢ أيضا من طريق الأعمش به نحوه.

والطحاوي في «معاني الآثار» ١ / ٦٧ ، وانظر «نصب الراية» ٢ / ١٩٤ ، إن شئت التفصيل.

(٢) هو أحمد بن محمد بن عبد الله الجمال ـ تقدم في صفحة ٢٠٢.

(٣) هو عبد الملك بن سعيد بن حيان بن أبجر الهمداني ، ثقة ، ثبت. انظر «التهذيب» ٦ / ٣٩٥.

(٤) كذا في المصدر السابق.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو ابن منده. تقدم في ت ١٠ ، وهو ثقة.

أحمد بن منيع. تقدم قريبا.

الحجاج : هو ابن أرطاة. النخعي القاضي ، أحد الفقهاء. صدوق ، كثير الخطأ والتدليس.

مات سنة ١٤٥ ه‍. انظر «التهذيب» ٢ / ١٩٦ ، «والتقريب» ص ٦٤.

وعطاء : هو ابن أبي رباح. تقدم في ت ٤٩. ثقة ، فقيه.

٤٤٣

عائشة ، قالت : كنت أطيّب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قبل أن يطوف بالبيت.

__________________

تخريج الحديث :

في سنده مبشر ، لم أعرفه ، وكذا الحجاج ، كثير التدليس ، وقد عنعن. والحديث صحيح بغير هذا الإسناد واللفظ ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٨ به مثله ، وأخرجه البخاري في «صحيحه» ٣ / ٨٤٦ مع الفتح عن عائشة رضي‌الله‌عنها بلفظ «كنت أطيب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لإحرامه حين يحرم ، ولحلّه قبل أن يطوف ـ أي طواف الإفاضة ـ بالبيت» وأخرجه مسلم أيضا في «صحيحه» ٨ / ٩٨ مع شرح النووي من حديث عائشة ، وأبو داود في «سننه» ٢ / ٣٥٨ ، والنسائي في «سننه» ٥ / ١٣٧ ، في الحج ، والترمذي في «سننه» ٢ / ١٩٩ ، وقال : وفي الباب عن ابن عباس وحديث عائشة حديث حسن صحيح ، وابن ماجه في «سننه» ٢ / ٩٧٦ حديث (٢٩٢٦).

٤٤٤

٧٢ ٤ / ١٩ ق نهشل بن سعيد الترمذي (*) :

يكنى بأبي سعيد الترمذي. قدم أصبهان ، وحدث عنه عامر بن إبراهيم نسخة عن الضحاك في التفسير وغيره ، وكتبنا من حديثه ما لم نكتب عن غيره.

(٨٣) ثنا محمد بن عامر ، عن أبيه ، عن جده ، عن نهشل بن سعيد ، عن سفيان ، عن باذام ، عن قنبر ، عن علي ، عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «لا يحفظ منافق سورة هود وبراءة ويس والدخان وعم يتساءلون».

__________________

(*) نهشل بن سعيد الترمذي : له ترجمة في «الطبقات» لاين سعد ٧ / ٢٧٢ ، وفي «التارييخ الكبير» ٨ / ١١٥ ، وفي «الضعفاء الصغير «التاريه الصغير» ص ٢٧٨ ، الجميع البخاري ، وفي «الضعفاء والمتروكين» للنسائي ص ٣٠٥ ، بذيل «التاريخ الصغير» للبخاري.

وقال النسائي : متروك الحديث ، وفي «أخبار أصبهان» ٢/ ٣٢٨ ، وفي «ديوان الضعفاء» للذهبي ص ٣٢٠ ، وفيه أنه تركوه ، وفي «الميزان» له ٤ / ٢٧٥ ، وفي «المغني ، ٢ / ٧٠٢ ، وقال : بصري واه ، وقال ابن راهويه : كان كذابا ، وفي «التهذيب» ١٠ / ٤٧٩.

تراجم الرواة :

محمد ، وأبوه ، وجده ، تقدموا.

ونهشل : هو المترجم له ـ متروك ،

وسفيان : هو الثورى. تقدم في ت ٣.

وباذام ـ ويقال : باذان ـ هو أبو صالح ، مولى أم هانيء بنت أبي طالب ، ضعيف مدلس ، انظر «التقريب» ص ٤٢ ، التهذيب» ١ / ٤١٨ ، وانظر «الميزان» ١ / ٢٩٦.

وقنبر : هو مولى علي بن أبي طالب ، قال الذهبي : لم يثبت حديثه ، قال الأزدي : يقال : كبر حتى كان لا يدري ما يقول أو يروي. انظر الميزان» ٣ / ٣٩٢.

تخريج الحديث :

ضعيف جداً بالإسناد المذكور ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٨ به مثله ، ـ

٤٤٥

(٨٤) ثنا محمد بن عامر ، عن أبيه ، عن جده ، عن نهشل ، عن الأعمش ، عن باذام ، عن قنبر ، عن علي ، عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «ألا إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي ، فأحدهم : عليّ ، والثاني : المقداد ، والثالث : سلمان ، والرابع : أبو ذر الغفاري».

__________________

ـ وذکره السوط ف «الدر المنثور «٣ / ٢٠٨. وقال : أخرجه الطبراني في «الأوسط» ، عن علي مرفوعا ، فذكرمثله .. وانظر«المجتع للهيثمي ٧ / ١٥٧ ، وقال : رواه الطبراني في «الأوسط» ، وفيه نهشل ، وهو متروك.

تخريجه :

ضعيف جدا بهذا السند واللفظ ، ولكن مرّ تخريج الحديث في ترجمة سلمان الفارسي رقم ٣ بأسانيد لا بأس بها مع تفاوت في اللفظ.

٤٤٦

٧٣ ٤ / ٢٠ غياث بن إبراهيم التميمي (*) :

روى عنه عامر بن إبراهيم ، وغالب بن فرقد الأصبهاني ، وروى عنه يحيى ابن أبي بكير.

(٨٥) حدثنا ابن عامر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : حدثنا غياث ، عن عبيد الله بن عمر ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «لا يغرّنّكم من سحوركم ابن أمّ مكتوم». هكذا رواه وهو عند الناس عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمرو ، عن القاسم ، عن عائشة.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٠ ، وفيه أنه كوفي ، قديم أصبهان.

تراجم الرواة :

ابن عامر : هو محمد بن عامر بن ابراهيم. تقدم قريبا.

غياث : هو ابن إبراهيم المترجم له ، لم أعرفه.

عبيدالله بن عمر بن حفص العدوى : تقدم في ت ٥٤ ح ٦٩. ثقة.

عبىالله بن دينار : هو العدوي ، مولى ابن عمر أبو عبدالرحمن المدني. ثقة. مات سنة سبع وعشرين ومائة ، انظر «التقريب» ص ١٧٢.

تخريج الخديث :

في سنده من لم أعرفه ، ولم أجده بهذا السياق عن ابن عمر، بل الذي أخرجه مسلم في «صحيحه» ٧ / ٢٠٢ و ٢٠٣ مع النووي عن ابن عمر مرفوعا أنه قال : (إنّ بلالا يوذن بليل فكلو واشربوا حتى تسمعوا تاذين ابن ام مكتوم» ، وفي رواية له : حتى تسمعوا؟ ابن ام مكتوم» ، وفي رواية : «حتي يوذن ابن مكتوم».

وأخرج أيضا عن سمرة بن جندب ، مثله ، كما أخرج عن سمرة : النسائي في «سننه» ٤ / ١٤٨ ، بلفظ «لا يغرنكم أذان بلال» ، ولفظ مسلم» لا يغرن أحدكم نداء بلال من السحور .. الحديث ورواه أحمد عن أنس ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٣ / ١٥٣. رجال ـ

٤٤٧

(٨٦) وحدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا الأزرق بن علي ، قال : ثنا يحيى بن أبي بكير ، قال : ثنا غياث بن إبراهيم ، عن عثمان بن أبي سودة ، عن زياد بن أبي مريم ، عن عثمان بن عفان ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «عودوا المريض ، وأجيبوا الداعي ، وخير العيادة أخفّها ، والتّعزية مرة».

__________________

ـ رجال الصحح ، وكذا رواه ابو يعلي ، والبزار ، وقال الهيثمي : رجال الصحيح. والذي ورد عن عائشة هو أنها قالت : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ»كلوا واشربوا حتي يوذن بلال»

وقال :رواه ابو يعلي ، ورجاله ثقات ، فيظهر من هذه الروايات أن بلالاً وابن ام مكتوم كل واحد منهم كان يؤذن قبل الوقت ، لذا ورد في حق الاثنين أنه لا يغرنكم أذانهما عن السحور، ويؤيد هذا ما ذكره الهيثمي عن حبيب بن عبدالرحمن ، قال : سمعت عمتي تقول ـ وكانت حجت مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : «أن ابن ام مكتوم ينادي بليل ، فكلوت واشربوا حتى ينادي بلال ، وأن بلالاً ينادي بليل ، فكلوا وأشربوا حتى ينادي ابن ام مكتوم» ، وكان يصعد هذا ، وينزل هذا ، وفي رواية : «أذن ابن ام مكتوم ، فكلوا واشربوا من غير شك».

قال الهيثمي : رواه أحمد ، ورجاله الصحيح ، وكذا رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح. انظر «مجمع الزوائد» ٣ / ١٥٣ و ١٥٤.

تراجم رواة حديث ٨٦ :

أبو يعلي : هو صاحب «المسند». تقدم في ت ٣ ح ٥.

الأزرق : هو الأزرق بن علي بن مسلم الحنفي ، أبو الجهم ، ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال : يغرب ، وأخرج له الحاكم في «المستدرك» وقال ابن حجر : صدوق ، يغرب ، من الحادية عشرة. انظر «التهذيب» ١ / ٢٠٠ ، «والتقريب» ص ٢٦.

يحيى بن أبي يكير نسر : تقدم في ت ١٦ ، ثقة.

عثمان بن أبي سودة المقدسي ، وكان أبوه مولى لعبدالله بن عمر ، وأمه لعبادة بن الصامت ، ثقة ، ثبت. انظر«التهذيب» ٧ / ١٢٠ ، و «التقريب» ص ٢٣٤.

تخريج الحديث :

في سنده غياث بن إبراهيم ، لم اعرف حاله ، وبقية رجاله ثقات ، سوى الأزرق ، وهو صدوق ، وذكره السيوطي في «الجامع الصغير» ٤ / ٤٦٦ مع «الفيض» ، بلفظ «عودا المريض ، واتبعوا الجنائز ، والعيادة غيا او ربعا إلا أن يكون مغلوبا ، فلا يعاد ، والتعزية مرة.

وقال : رواه البغوي في «مسند عثمان» ، ورمز له بالضعف.

قال المناوي في «الفيض» ٤ / ٤٦٦ : أخرجه البغوي ، وهو مجهول الإسناد.

٤٤٨

٧٤ ٤ / ٢١ خت ـ د ـ س ـ إبراهيم (١) بن ميمون الصائغ (*) :

أصبهاني ، انتقل إلى خراسان (٢). سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن ، قال : ثنا عبد الله بن محمود المروزي ، قال : سمعت إبراهيم بن يزيد البيوردي (٣) يقول : إبراهيم الصائغ ، أصله من أصبهان (٤).

__________________

(*) ابراهيم بن ميمون : له ترجمة في «الطبقات الكبرى» ٧ / ٣٧٠ لابن سعد ، وفي «التاريخ الصغير» للبخاري ص ١٥٢ ، وفي «الكثير» ١ / ٣٢٥ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ١٣٥ ، وفيه عن ابن معين : ثقة ، وفي «المشاهير» لابن حبان ص ١٩٥ ، وفي «الميزان» ١ / ٦٩ ، ورمز له الذهبي «بصح» الدال على رجحان توثيقه ، وفي «المغني في الضعفاء» ١ / ٢٨ ، وفي «ديوان الضعفاء» له ص ١٣ ، وفي «غاية النهاية» ١ / ٢٨ ، لاين الجزري ، وفي «التهذيب ، ١٧٢ ـ ١٧٣.

(١) يوجد بمقابل اسم إبراهيم بجهة اليمين هذه العبارة : بلغ علي بن مسعود في الثاني.

(٢) وزاد أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٧١ : «وقتله أبو مسلم مظلوما شهيدا سنة إحدى وثلاثين ومائة».

(٣) البيوردي : بكسر الباء الموحدة ، وسكون الياء المثناة ، وفتح الواو ، وسكون الراء ، وكسر الدال المهملة ـ هذه النسبة إلى أبيورد ـ وهي بلدة من بلاد خراسان. انظر «اللباب» ١ / ٢٠١.

(٤) أخبار أصبهان» ١ / ١٧٢ نقلا عن أبي الشيخ بلفظه.

٤٤٩

٧٥ ٤ / ٢٢ زفر بن الهذيل بن قيس بن سالم (*) :

ابن قيس بن مكمل بن ذهل بن ذويب بن عمر ، ويكنى أبا الهذيل.

روى عنه النعمان (١) والحكم بن أيوب وغيرهم.

وكان متواضعا ، وكان أبوه الهذيل بن قيس مقيما (٢) بأصبهان في سنة ست وعشرين ومائة في خلافة (٣) يزيد بن الوليد بن عبد الملك ، وهو الذي كان يسمّى الناقص ، فلما قتل يزيد ، وبويع إبراهيم بن الوليد بقي سبعين يوما ، ثم خلع (٤) ، وثبت الهذيل على أصبهان ، فتولى أمرها باقي سنة ست وسبع ، فلمّا دخلت سنة ثمان قدم عبد الله (٥) بن معاوية بن جعفر ، فنزل باب القرطمان (٦) ،

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» لابن سعد ٦ / ٣٨٧ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٦٠٨ ـ ٦٠٩ ، وفيه نقل عن الملائي وابن معين قولهما فيه إنه كان ثقة مأمونا ، وفي «المشاهير» لابن حبان ص ١٧٠ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٧ ، وفي «الانتقاء» لابن عبد البر ص ١٧٣ ، وفي «الميزان» ٢ / ٧١ ، وفي «المغني» ١ / ٢٣٨ ، كلاهما للذهبي ، وفي «الجواهر المضيئة» ١ / ٢٤٣ و ٢ / ٥٣٤ لعبد القادر ، وفي «اللسان» ٢ / ٤٧٦ ، وفي «شذرات الذهب» ١ / ٢٤٣ لابن العماد ، وفي «الأعلام» ٣ / ٧٨ ، وفيه : فقيه كبير ، صاحب أبي حنيفة ، أصله من أصبهان.

(١) هو النعمان بن عبد السلام الأصبهاني أبو المنذر.

(٢) كذا في «الطبقات» لابن سعد ٦ / ٣٨٨ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٧.

(٣) ولي الخلافة بعد قتل الوليد بن يزيد ، ومات لعشر بقين من ذي الحجة سنة ست وعشرين ومائة ، وكانت ولايته خمسة أشهر ، وإنما سميّ بالناقص ، لأنه نقص عطاء الجند عما زاده الوليد. وانظر «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢١.

(٤) في سنة سبع وعشرين ومائة المصدر السابق ، وانظر ترجمته أيضا في نفس المصدر.

(٥) تقدم بترجمة رقم ٦٨.

(٦) لعلّها كانت محلة معروفة بهذا الاسم بأصبهان ، لم تذكرها المصادر التي وقفت عليها ، والله أعلم.

٤٥٠

فخرج إليه الهذيل ، فالتقوا بها ، فانهزم الهذيل. وغلب عبد الله على البلد ، وكان للهذيل ثلاث بنين (١) : الكوثر ، وهو أكبرهم ، وكان ينزل بأصبهان قرية «براءان» ، وعليه قدم زفر بن الهذيل ، وهرثمة بن الهذيل ، وكان من أعرف الناس بالأنساب والأشعار ، وعنه أخذ حماد (٢) الرواية ، وزفر بن الهذيل ، وكان أفقههم ، وجالس أبا حنيفة ، ومن حديثه :

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحرب ، قال : ثنا محمد بن المغيرة ، قال : ثنا النعمان (٣) ، عن زفر ، حكى ابن أبي عاصم (٤) ، قال : سمعت عبد الملك (٥) ابن مروان يقول : قال أبو عاصم (٦) : أمسك زفر عن الرأي قبل أن يموت بسنتين ، وأقبل على العبادة ، فرآه رجل في اليوم (٧) فقال : السنتين (٨).

__________________

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٧.

(٢) هو حماد بن أبي ليلى ، واختلف في اسم أبيه ، فقيل : ميسرة ، وقيل : شابور ، وكان عالما بالنسب والشعر. توفي سنة ١٦٤ ه‍ ، وذكر صاحب «الأعلام» أنه توفي ببغداد ، وأرّخ ، وفاته بخمس وخمسين ومائة.

انظر «لسان الميزان» ٢ / ٣٥٢ ، «والأعلام» للزركلي ٢ / ٣٠١.

(٣) النعمان : هو ابن عبد السلام ، كما تقدم.

(٤) في أ ـ ه : أبي حاتم ، وهو خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وهو أحمد بن عمرو بن أبي عاصم ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٨ / ٣.

(٥) عبد الملك : هو أبو مروان الأهوازي ، إمام مسجد أبي عاصم النبيل ، توفي سنة ٢٥٦ ه‍. انظر «التهذيب» ٦ / ٤٢٣.

(٦) أبو عاصم : هو النبيل الضّحّاك بن مخلد. تقدم في ت ٢٢.

(٧) في الأصل : «اليوم» ، والمثبت من أ ـ ه.

(٨) ومات في سنة ثمان وخمسين ومائة عن ثمان وأربعين سنة. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٣١٧ ، و «الميزان» ٢ / ٧١ ، «واللسان» ٢ / ٤٧٦.

٤٥١

٧٦ ٤ / ٢٣ س ـ ق خالد بن أبي كريمه (*) :

قالوا : هو من أصبهان من سنبلان (١).

(٨٧) حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح ، قال : ثنا عامر بن أسيد

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٣ / ١٦٨ ، وفي «الجرح والتعديل» ٣ / ٣٤٩ وفيه قال أحمد : كوفي ثقة ، وقال أبو حاتم : شيخ كوفي ، ليس بالقوي. وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٥ ، وفي «تاريخ بغداد» ٨ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ، وفيه أن أبا كريمة اسمه ميسرة ، وذكر عن يحيى مرة أنه قال : ثبت. ومرة قال : ثقة ، وكذا ذكر عن ابن المديني وأبي داود قولهما أنه ثقة ، وقال العجلي : لا بأس به ، «وفي «الميزان» ١ / ٦٣٨ ، وفي «المغني» ١ / ٢٠٥ ، وقال الذهبي : ثقة ، وقال ابن حجر : صدوق يخطىء ويرسل ، كما في «التقريب» ص ٩٠ ، وفي «التهذيب» ٣ / ١١٤.

(١) وزاد أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٥ من محلة سنبلان ، وتقدم تحديه وتعريفه في المقدمة.

تراجم الرواة :

أحمد بن محمود : تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥. شيخ ثقة.

عامر بن أسيد سيأتي بترجمة ٢٢٠.

وابن عيينة : هو سفيان بن عيينة الهلالي أبو محمد الكوفي ، ثم المكي ، ثقة ، حافظ ، فقيه ، مات سنة ١٩٨ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٢٨.

وعبد الله بن المسور بن عون بن جعفر بن أبي طالب أبو جعفر الهاشمي المدائني ، قال الذهبي : ليس بثقة ، وقال أحمد وغيره : أحاديثه موضوعة ، قال النسائي ، والدارقطني : متروك.

ذكر البخاري في «الضعفاء الصغير» ص ٢٦٦ مع «التاريخ الصغير» قول جرير عن رقبة إنّه كان يضع الحديث. انظر «الضعفاء والمتروكين» ص ٢٩٥ ـ بذيل «التاريخ الصغير» ـ للنسائي ، والميزان «للذهبي» ٢ / ٥٠٤ وانظر «المجروحين» لابن حبان ٢ / ٢٤ ، وقال : لا يحتجّ بخبره ، وإن وافق الثقات ، وكان يحيى بن معين يكذبه. انظر «ديوان الضعفاء» للذهبي ص ١٧٨.

٤٥٢

الواضحي ، عن ابن عيينة ، عن خالد بن أبي كريمه ـ وكان من أهل سنبلان ـ عن عبد الله بن المسور ، عن أبيه ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إذا دخل النّور القلب ، انفسح له وانشرح». قيل : يا رسول الله ، هل لذلك من علامة تعرف به؟ قال : «نعم ، الإنابة إلى دار الخلود ، والتّجافي عن دار الغرور ، والاستعداد للموت قبل نزول الموت (١) ، وتعرضوا للعرض الأكبر (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ)» (٢).

__________________

(١) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٥ : تزيّنوا للعرض الأكبر.

(٢) سورة الحاقة آية : ١٨.

تخريجه :

يفي إسناده عبد الله بن المسور ، وهو متروك ، بل قال أحمد وغيره : أحاديثه موضوعة ، كما تقدم في مصادر ترجمته ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٥ به مثله ، وفي ٢ / ٣٨ باختصار به أيضا ، فالحديث ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا بهذا السند ، وأخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٨ / ٢٧ بسنده عن ابن عيينه ، ومنه به ، وكذا أخرجه عن ابن مسعود وأبي جعفر مرفوعا ، وكذا الحاكم في «المستدرك» ٤ / ٣١١ عن ابن مسعود قال : تلا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ) فقال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «إن النور إذا دخل الصدر انفسح ..» الحديث ، وسكت عنه الحاكم ، ولكن تعقّبه الذهبي في «التلخيص» بقوله : عدي بن المفضل ساقط ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» ٣ / ٤٤ ، فقال : أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدّنيا وابن جرير ـ قلت : في «تفسيره» (٨ / ٢٧) ، وقد تقدم.

وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم في «المستدرك» ٤ / ٣١١ ، والبيهقي في «الشعب» من طريق ابن مسعود ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حين نزلت هذه الآية : (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ). قال : «إذا أدخل الله النّور القلب ..» الحديث ، وذكر أيضا من طريق عبد الله بن المسور ، قال : تلا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هذه الآية(فَمَنْ يُرِدِ اللهُ ..) الخ قالوا : يا رسول الله ـ ما هذا الشرح؟ فذكر الحديث.

وقال السيوطي بعد ذكره : أخرجه سعيد بن منصور وابن جرير ، وقد تقدم.

وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» عن عبد الله بن المسور. انظر «الدر المنثور» ٣ / ٤٤ ـ ٤٥.

وذكره ابن كثير في «تفسيره» (٢ / ١٧٤ ـ ١٧٥) من طريق عبد الرزاق ، عن أبي جعفر مرفوعا وبإسناد ابن جرير عن أبي جعفر مرفوعا ، وعن ابن مسعود أيضا مرفوعا ، ومن طريق ابن أبي حاتم ، عن أبي جعفر وابن مسعود مرفوعا أيضا ، فذكر الحديث ، ثم قال : فهذه طرق لهذا الحديث مرسلة ومتصلة يشد بعضها بعضا والله أعلم.

٤٥٣

٧٧ ٤ / ٢٤ خ م د عس ق عمير بن سعيد النخعي (*) :

قدم أصبهان. قال : كنا بأصبهان نعطي الغنم بكذا وكذا جبنّة ، وكذا وكذا مصلة(١).

حدثنا إبراهيم بن محمد بن علي الرّازي ، قال : ثنا موسى بن نصر ، ثنا نصر بن باب ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عمير بن سعيد ، قال : كنا بأصبهان ، وكان منا من يدفع مائة شاة إلى رجل على أن يكفيه مؤنته ، فيعطيه في كل سنة كذا وكذا جبنة ، وكذا وكذا مصلة ، وكذا وكذا من السمن ، فسألت عن ذلك علقمة بن قيس ، ومسروق بن الأجدع ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، فكرهوه (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» لخليفة ص ١٥٧ ، وفي «الطبقات» لابن سعد ٦ / ١٧٠ ، وقال : كان ثقة له أحاديث. وفي «التاريخ الكبير» ٦ / ٥٣٢ ، وفي «الجرح والتعديل» ٦ / ٣٧٦ ، وفي «المشاهير» ص ١٠٦ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٥ ، وفي «التهذيب» ٨ / ١٤٦ ، وفيه مات سنة ١٠٧ ه‍ ، وقيل بعده.

(١) كذا هو عند أبي نعيم في المصدر السابق ، وزاد (وكذا وكذا من السمن .. الخ).

مصل الشيء مصلا ومصولا : قطر واللبن مصلا ، أي وضعه في وعاء خوص أو خرق أو نحوه حتى يقطر ماؤه ، وكذا المصل والمصالة : ما سال من الأقط حين يطبخ ، ثم يعصر. «لسان العرب» ١١ / ٦٢٤ ، «ومعجم الوسيط» ٢ / ٨٨٠.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٥ ، وذكره به بلفظه.

٤٥٤

٧٨ ٤ / ٢٥ بخ حميد بن أبي غنيّة (*)(١) :

أبو عبد الملك بن حميد ، قال البخاري (٢) : هو أصبهاني ، لما فتحها أبو موسى انتسبوا إليه.

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٣٥٦ ، وفي «الجرح والتعديل» ٣ / ٢٢٧ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩١ ، وفيه : أنه سكن الكوفة وفي «الإكمال» لابن ماكولا ٦ / ١١٩ ، وقال : إنّ ابنه عبد الملك بن حميد ، وابن عبد الملك يحيى ، وحميد بن أبي غنية الأصبهاني ، كلّهم كوفيون ثقات. وفي «التهذيب» ٣ / ٤٦ ، وفي «التقريب» ص ٨٤ ، وفيه : صدوق.

(١) غنية ـ بفتح الغين المعجمة ، وكسر النون ، وتشديد التحتانية ، كذا ضبطه في «التقريب» ص ٨٤.

(٢) أي في «التاريخ الكبير» له ٢ / ٣٥٦ ، ونقله عنه ابن حجر في «التهذيب» ٣ / ٤٦ ، أيضا.

٤٥٥

٧٩ ٥ / ٢٦ د ت س إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان الفقيه (*) :

جده حماد من أهل أصبهان ، حكى محمد بن يحيى (١) ، قال : كان جد حماد بن أبي سليمان من بزخوار (٢).

وروى عنه معتمر بن أبي سليمان ، وخالد الواسطي. روى وهب (٣) بن بقية ، قال : ثنا خالد بن عبد الله ، قال : ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله أنه كان يجيء كل خميس ، فيقوم قائما لا يجلس ، فيقول إنما هما اثنتان : فأحسن الحديث كتاب الله ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة (٤).

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» للبخاري (١ / ٣٥١) ، وفي «الجرح والتعديل» (٢ / ١٦٤) ذكر ابن معين أنه قال : ثقة ، وعن أبي حاتم أنه قال : شيخ يكتب حديثه ، وفي «أخبار أصبهان» (١ / ٢٠٦) ، وفيه أنه أصبهاني الأصل ، وفي «الكاشف» (١ / ١٢٢) وفيه : صدوق ، وفي «الميزان» (١ / ٢٢٥) ، وفي «التهذيب» (١ / ٢٩٠).

(١) هو محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ت ١٠.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٦ ، وزاد من أصبهان من رستاق بزخوار ، وتقدم هذا النص عند ترجمة حماد بن أبي سليمان رقم ٢٥.

(٣) وهو المعروف بوهبان أبو محمد ، ثقة. مات سنة ٢٣٩ ه‍ ، كما في «التقريب».

(٤) رواه أبو الشيخ معلقا مع الانقطاع في السند ، والوقف على ابن مسعود ، أما كونه منقطعا ، لأن أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يصح سماعه عن أبيه على الراجح ، فرواياته عن أبيه مرسلة ، وتعليقه ظاهر ؛ لأن وهبا توفيّ قبل أن يولد أبو الشيخ ، فلا محالة بينهما واسطة ، اللهم إلا أن يرويه عن كتاب له ، والله أعلم.

وأصله صحيح ، أخرجه البخاري في صحيحه ١٧ / ٩ مع الفتح ط ـ ح ـ كتاب الاعتصام ، وفي الأدب باختصار من غير طريق المؤلف المذكور ، بل من طريق مرّة الهمداني بلفظ : قال : قال عبد الله : إنّ أحسن الحديث كتاب الله ، وأحسن الهدي هدي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ

٤٥٦

(٨٨) حدثنا ابن الناشىء ، قال : ثنا محمد بن الحسين الكابلي ، قال : ثنا إسماعيل بن حماد بن أبي (١) سليمان ، عن أبي قيس ، عن ابن سيرين ، عن حكيم بن حزام ، قال : نهاني النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن أبيع ما ليس عندي (٢).

__________________

ـ وشر الأمور محدثاتها.

قال الحافظ في «الفتح» ١٧ / ٩ : ظاهر سياق هذا الحديث أنه موقوف ، لكن القدر الذي له حكم الرفع منه قوله : «وأحسن الهدي هدي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فإن فيه إخبار عن صفة من صفاته ، وهو أحد أقسام المرفوع.

ثم قال : مع أن الحديث المذكور جاء عن ابن مسعود مصرحا بالرفع من وجه آخر أخرجه أصحاب السنن ، ولكن ليس هو على شرط البخاري ، وأخرجه مسلم من حديث جابر مرفوعا أيضا بزيادة فيه ، وليس هو على شرطه.

والزيادة هي : وكل بدعة ضلالة .. الحديث. انظر «صحيح مسلم» ٦ / ١٥٣ مع النووي ، وانظر «سنن ابن ماجه» ١ / ١٧ ـ ١٨ ، باب اجتناب البدع والجدل.

أخرجه عن جابر وابن مسعود أيضا مرفوعا بلفظ أنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إنّما هما اثنتان : الكلام ، والهدي. فأحسن الكلام كلام الله ، وأحسن الهدي هدي محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ألا وإيّاكم ومحدثات الأمور ، فإنّ شرّ الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ...» الحديث.

وقد أخرج أبو داود في «سننه» ٥ / ١٥ في حديث طويل عن العرباض في آخره : «وإيّاكم ومحدثات الأمور ، فإنّ كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة».

(١) في النسختين : ورد إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، إلّا أنه صحح بهامش ـ أ ـ ه ، ولا شك بأن هذا هو الصواب ، لأن قصد المؤلف إخراج الحديث عنه ، لا عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة ، فلذلك أثبت الصواب في المتن.

تراجم الرواة : ابن الناشىء : لم أقف عليه.

محمد بن الحسين الكابلي : لم أقف عليه وكذا أبو قيس محمد بن سيرين الأنصاري : من رجال الجماعة. ثقة ، إمام. تقدم في صفحة ٣٤٤.

حكيم بن حزام بن خويلد الأسدي : صحابي ، أسلم يوم الفتح ، توفي سنة ٥٤ ه‍ ، أو بعدها. انظر «التقريب» ص ٨٠ ، «والتهذيب» ٢ / ٤٤٧.

(٢) في سنده من لم أعثر له على ترجمة ، ومرسل من هذا الطريق أيضا ، لأن ابن سيرين لم يسمع من حكيم بن حزام ، وإينما رواه عن أيوب السخيتاني ، عن يوسف بن ماهك ، عن حكيم ، كما أسند الترمذي في ٢ / ٣٥٢ حديثه من هذا الطريق ، فذكر الحديث مثله ، وقال : عن ابن ـ

٤٥٧

__________________

ـ سيرين ، عن حكيم ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ هذا حديث مرسل ، وقال : إنما رواه ابن سيرين ، عن أيوب السخيتاني ، عن يوسف بن ماهك ، عن حكيم بن حزام ، وقال : حديث حكيم بن حزام حديث حسن ، وأخرجه من غير طريق ابن سيرين ، وعن يوسف بن ماهك ، عن حكيم مرفوعا ، وقال : هذا حديث حسن صحيح. انظر ٢ / ٣٥١ ، وأخرجه أبو داود في «سننه» ٣ / ٧٦٨ في الإجارة ، باب الرجل يبيع ما ليس عنده ، والنسائي في «سننه» ٧ / ٢٨٩ في البيوع باب ما ليس عند البائع وكلهم عن حكيم بن حزام ، وابن ماجه في «سننه» حديث ٢١٨٧ (٢ / ٧٣٧) وعبد الرزاق في «مصنفه» (٨ / ٣٩). وأخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» ١ / ٦٤ بترتيب الساعاتي عن حكيم بن حزام نحوه. وابن الجارود في «المنتقى» ح ٦٠٢ وابن أبي شيبة في «مصنفه» (٦ / ٣٦٥) ، والطحاوي في «معاني الآثار» (٤ / ٣٨) ، والطبراني في «الكبير» (٣ / ٢١٧ و ٢١٨ و ٢٢٠ و ٢٢٨ و ٢٣٠ و ٢٣١) وفي «الصغير» (٢ / ٤) وابن الأعرابي في «معجمه حديث» ٨٦٨ والبيهقي في «سننه» (٥ / ٢٦٧) ، وابن حزم في «المحلى» (٨ / ٥١٩) ، وأحمد في «مسنده» (٣ / ٤٠٢ و ٤٣٤) ، والدارقطني في «سننه» (٣ / ٨ و ٩). انظر : «تلخيص الحبير» (٣ / ٥) لابن حجر ، «والمحلى» لابن حزم ، حيث صححه ، و «إرواء الغليل» (٥ / ١٣٢) للألباني.

٤٥٨

٨٠ ٤ / ٢٧ الزحاف بن أبي الزحاف الأصبهاني (*) :

يحدث عن ابن جريج ، والمثنى بن الصباح ، ومسلم بن خالد ، وله بأصبهان عقب ، روى عنه عقيل بن يحيى ، وذكر محمد بن عاصم أنه حدثه من كتب عن ابنه جعفر بن الزحاف ، عن أبيه ، عن ابن جريج أربعة آلاف (١) حديث (٢).

حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى ، قال : ثنا عقيل بن يحيى الحافظ ، قال : ثنا الزحاف أبو محمد الأصبهاني ، قال : ثنا ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : «عالم أشد على إبليس من ألف عابد».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢١ ـ ٣٢٢.

(١) في النسختين ألف : والتصحيح من مقتضى القواعد.

تراجم الرواة :

أبو عبد الله : هو محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ت ١٠.

عقيل بن يحيى الطهراني أبو صالح ، كان ثبتا من الحفاظ ، سيأتي بترجمة ٢٣٨.

ابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز الفقيه. تقدم في ت ٨ ح ٢٣ ،.

عطاء : هو ابن أبي رباح. تقدم في ت ٤٩.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٢.

تخريج الحديث :

رجال الإسناد ثقات ، إلا الزحاف ، لم أعرف حاله ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٢ من طريق أبي الشيخ مثله ، والترمذي في «سننه» ٤ / ١٥٢ ، وابن ماجه أيضا في «سننه» ١ / ٨١ المقدمة كلاهما من طريق روح بن جناج ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعا بلفظ «قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «فقيه أشد على الشيطان من ألف عابد» ، وعند ابن ماجه بزيادة واحد أي فقيه واحد ... الخ. وقال الترمذي : هذا حديث ـ

٤٥٩

__________________

ـ غريب ، ولا نعرفه إلا من هذا الوجه .. من حديث الوليد بن مسلم ، قلت : إن آفته ، من روح ابن الجناح ، لأنّه منكر الحديث ، بل ذكر في «التهذيب» ٣ / ٢٩٢ ، الحديث المذكور ، وقال : وروى له الترمذي ، وابن ماجه حديثا واحدا متنه : «فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد». قال الحافظ عقبه قلت : قال الساجي : «هو حديث منكر» ، وقال ابن حبّان : روح ابن جناح منكر الحديث جدا ، يروي عن الثقات ما إذا سمعه الإنسان شهد له بالوضع ، وقال أبو سعيد النقاش : يروي عن مجاهد أحاديث موضوعة. انظر : «التهذيب» ٣ / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ، وانظر «الميزان» ٢ / ٥٨. وقد أسند له الحديث المذكور. وقال ابن حجر : ضعيف ، اتهمه ابن حبان. انظر «التقريب» ص ١٠٤ ، وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» ٣ / ٣٠٨ به مثله ، وسكت عنه ، وابن حبان في «المجروحين» ١ / ٢٩٨ ، وابن عبد البر في «بيان العلم» ١ / ٢٦ ، والخطيب في «الفقيه والمتفقه» ١ / ٢٤ ، وأخرجه ابن الجوزي في «العلل» ١ / ١٢٦ ـ ١٢٧ ، وقال : لا يصح ، فيه متروك وضعيف.

٤٦٠