طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨

أبة ، تجري الخيل غدا؟ قال : لا يا بني ولكن يقول : تعملون اليوم وتجزون غدا (١).

__________________

(١) أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق بسنده إلى عطاء بن السائب ، ومنه إلى آخر السند به إلى قوله : «والسابق من سبق إلى الجنة» ، ثم قال أبو نعيم : رواه جماعة عن عطاء مثله ، وذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ١٣٤ ، وقال : أخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وعبد الله ابن أحمد في «زوائد الزهد» ، وابن جرير ، وابن مردويه ، وأبو نعيم ، عن أبي عبد الرحمن السّلمي ، قال : خطبنا حذيفة بن اليمان بالمدائن ـ الحديث ، مع اختلاف يسير في اللفظ ، وإلى قوله : اليوم المضمار ، وغدا السباق ، وأورد ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٢٦١ من طريق ابن جرير بإسناده إلى عطاء ، ومنه إلى آخر السند به عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : نزلنا المدائن ، فكنّا منها على فرسخ ، فجاءت الجمعة ، فحضر أبي ، وحضرت معه ، فخطبنا حذيفة ، فقال : ألا إنّ الله يقول : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ). ألا وإنّ الساعة قد اقتربت ، ألا وإنّ القمر قد انشق ، ألا وإنّ الدنيا قد آذنت بفراق ، ألا وإنّ اليوم المضمار وغدا السباق. فقلت لأبي : أيستبق الناس غدا؟ فقال : يا بنيّ ، إنّك لجاهل ، إنّما هو السباق بالأعمال ، ثم جاءت الجمعة الأخرى ، فحضرنا ، فخطب ، وفيه : ألا إنّ اليوم المضمار وغدا السباق ، وألا وإنّ الغاية النّار ، والسابق من سبق إلى الجنّة.

وأخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٢٧ / ٨٦ بطرق ثلاثة بألفاظ متقاربة ، وفي طريق بلفظ : قد اقتربت الساعة وانشق القمر مرتين. اليوم المضمار وغدا السباق ، والسابق من سبق إلى الجنة ، والغاية النار ، قال : فقلت لأبي : غدا السباق؟ قال : فأخبره.

٤٢١

٦٦ ٤ / ١٣ حجر : رجل من أصبهان (*) :

يحدّث عنه عمارة بن أبي حفصة. حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن علي الخزاعي ، قال : ثنا حفص بن عمر الحوضي ، قال : ثنا شعبة (١) ، عن عمارة بن أبي حفصة ، قال : سمعت رجلا يقال له : حجر يحدّث بأصبهان ، يقول : سمعت سعيد بن جبير في هذه الآية (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ)(٢). قال: الشهداء ثنية الله (٣) حول العرش متقلدي السيوف.

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٣ / ٧٣ ، وأشار إلى الحديث المذكور عنه ، وفي «الجرح والتعديل» ٣ / ٢٦٧ ، وفيه عن أبي زرعة لا أعرفه.

وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٨٦ ، وفيه حجر بن أبي العنبس الأصبهاني يعرف بالهجري.

(١) هو شعبة بن الحجاج. تقدم في ت ٢٢.

(٢) سورة الزمر آية : ٦٨ ، وتمام الآية : (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ).

(٣) قال ابن الأثير في «النهاية» ١ / ٢٢٥ في قوله : (الشهداء ثنية الله .. الخ) : الذين استثناهم الله من الصعق الشهداء ، وهم الأحياء المرزوقون.

تخريجه :

أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق به مثله من طريق أبي الشيخ ، ومن طريقه إلى شعبة ، ومنه بإسناده إلى آخر السند مثله ، وبسند آخر إلى شعبة ، ومنه به مثله. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» ٥ / ٣٣٦ ، وقال : أخرج سعيد بن منصور ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن سعيد بن جبير في قوله : (إلا من شاء الله) ، قال : «هم الشهداء ، ثنية الله ، متقلدي السيوف حول العرش» كما أنه ذكر عن أبي هريرة أيضا أنّه قال : هم الشهداء ، ثنية الله تعالى ، وقال : أخرجه سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وذكر السيوطي أيضا ، عن أبي هريرة رواية مرفوعة أنه قال : سئل جبرائيل عليه‌السلام عن هذه الآية(فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ ...) الخ.

من الذين لم يشأ الله أن يصعقهم؟ قال : هم الشهداء ، مقلدون بأسيافهم حول عرشه ، تتلقاهم ـ

٤٢٢

رواه ابن أبي أيوب ، عن الحوضي ، فقال : رجل من أهل أصبهان ، وكذا آل سليمان بن حرب.

__________________

ـ الملائكة عليهم‌السلام ... الحديث.

وقال السيوطي : أخرجه أبو يعلى ، والدارقطني في «الأفراد» وابن المنذر ، والحاكم ، وصححه ، وابن مردويه ، والبيهقي في البعث ، ولم أجده في تفسير سورة الزمر في «مستدرك» الحاكم.

وذكره ابن كثير من طريق أبي يعلى بإسناده مرفوعا عن أبي هريرة ، وقال : رجاله كلهم ثقات إلا شيخ إسماعيل بن عياش ، فإنه غير معروف ، والله تعالى سبحانه أعلم.

وذكره ابن حجر في «المطالب العالية» ٣ / ٣٦٥ ـ ٣٦٦ عن أبي هريرة مرفوعا كما مرّ ، وقال : لأبي يعلى ، ولم يذكره الهيثمي في تفسير سورة الزمر في «المجمع».

وذكر البخاري في «التاريخ الكبير» ٣ / ٧٣ حديث حجر عن سعيد بن جبير ، وسكت عنه.

وأخرج ابن جرير في «تفسيره» ٢٤ / ٣٠ بإسناده قول سعيد بن جبير المذكور بلفظه ، إلّا أن فيه متقلدين بالسيوف ، ثم ذكر ابن جرير أنّه قال آخرون : أعني بالاستثناء في الفزع : الشهداء ، وفي الصعق : جبريل ، وملك الموت ، وحملة العرش ، وذكر بإسناده رواية مرفوعة في ذلك ، وقال : هذا القول الذي روي في ذلك عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أولى بالصحة ؛ لأنّ الصعقة في هذا الموضع : الموت ، والشهداء. وإن كانوا أحياء كما أخبر الله ـ فإنّهم ذاقوا الموت.

رجاله ثقات سوى حجر ، وقد ذكره أبو الشيخ وأبو نعيم وسكتا عنه.

٤٢٣

٦٧ ٤ / ١٤ س خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة (*) :

روى عنه عامر (١) ، والحسين بن حفص. (ذكر أنه كان يقدم من قمّ (٢) إلى البلد ، وكان خراج قمّ (٣) حينئذ إلى البلد ، وسمع منه عامر ، والحسين بن حفص) (٤) وحكي أنّ أبا حاتم (٥) كتب إلى بعض إخوانه : مهما وقع عندكم من حديث الخطاب بن جعفر فاجمعوه لي ، وخذوا إليّ به إجازة (٦).

ومما كتبنا من حديثه. حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثني محمد بن عامر ، قال : ثني أبي ، قال : ثنا خطاب بن جعفر بن أبي المغيرة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) ، (قال : نعمتي على (٧) قريش) (٨)(إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ). قال : يشتون بمكة ، ويصيفون بالطائف. (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ ، وفيه أنه حدث عن أبيه ، وعن السّدي ، وعطاء بن السائب ، وغيرهم ، وفي «التقريب» ص ٩٢ ، وفيه «أنه صدوق» ، وفي «التهذيب» ٣ / ١٤٥.

(١) هو عامر بن إبراهيم الأصبهاني. تقدم قريبا.

(٢) تقدم تحديده.

(٣) في الأصل : بزيادة «كان» ، وهو حشو ، فلذا حذفته.

(٤) ما بين الحاجزين من الأصل ، ليس في أ ـ ه.

(٥) هو محمد بن إدريس الرّازي. سيأتي بترجمة ٢٩٠.

(٦) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ ، «والتهذيب» ٣ / ١٤٥.

(٧) في الأصل : عليه ، والتصحيح من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ ، وفيه زيادة.

(٨) بين الحاجزين من الأصل.

٤٢٤

جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)(١) قال : من الجذام (٢).

قال محمد بن عامر : سمع الشاذكوني هذا الحديث من أبي.

(٧٦) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، قال : ثنا حسين بن حفص ، قال : ثنا خطاب بن جعفر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يطوف بنخل من نخل المدينة ، فجعل الناس يقولون : فيها صاع ، فيها وسق ، يحزرون ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «فيها كذا وكذا». فقالوا : صدق الله ورسوله.

__________________

(١) سورة قريش.

(٢) أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ به مثله عن محمد بن عامر إلى آخر السند ، وذكر في «التهذيب» ٣ / ١٤٥ تحت ترجمة خطاب ابن جعفر أنّ له في «تفسير النسائي» حديثا واحدا في تفسير قوله تعالى : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ).

وذكره السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ٣٩٧ ، وقال : أخرجه ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، والضياء في «المختارة». عن ابن عباس مثله ، كما ذكر عن الضحاك في تفسير(آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) قال : من الجذام ، وقال السيوطي : أخرجه الفريايي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وورد عن مجاهد في تفسير(آمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) : من كل عدو في حرمهم ، وأخرج هذا ابن جرير ، والفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عنه. انظر «تفسير ابن جرير» ٣٠ / ٣٠٦ ، فقد أخرج كما ذكره السيوطي من طريق خطاب بن جعفر بإسناده إلى ابن عباس في تفسيره قوله : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) وتفسير قوله : (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ) مثله ، كما أنه أخرج بإسناده عن مجاهد في قوله : (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ) ، قال : نعمتي على قريش ، وبطريق آخر عن مجاهد مثله ، وعنه في قوله : (وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ). قال : من كلّ عدو في حرمهم ، وكذا ذكر بإسناده ، عن قتادة ، وابن زيد نحوه.

وفسر «الخوف» بالجذام ، كما فسره ابن عباس ، وسفيان ، والضحاك ، ووكيع. كذا ذكر ابن جرير ، ثم قال : الصواب من القول في ذلك أن يقال : إنّ الله تعالى ذكره ، وأخبر أنّه آمنهم من خوف. والعدو مخوف منه ، والجذام مخوف منه ، ولم يخصّص الله الخبر عن أنه آمنهم من العدو دون الجذام ، ولا العكس ، والصواب أن يعمّ كما عمّ جل ثناؤه ، فيقال : آمنهم من المعنيين. انظر «تفسير ابن جرير» ٣٠ / ٣٠٩.

تراجم الرواة : هو محمد بن يحيى بن مندة. تقدم في ت ١٠ ، وهو ثقة حافظ.

عبد الله بن داود العابد المعروف بسنديلة. سيأتي بترجمة ٢٠٢ وكان من المتعبدين ، خيّرا فاضلا. ـ

٤٢٥

فقال : «يا أيّها النّاس. إنّما أنا بشر. فما حدّثتكم به من عند الله ، فهو حقّ ، وما قلت فيه من قبل نفسي ، فإنّما أنا بشر أخطىء وأصيب» (١).

ثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب بن جعفر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : من لعن صاحبه صعدت إلى السّماء ، ثم ترجع حتّى تقع على رأس الظالم (٢).

__________________

ـ حسين بن حفص بن الفضل : سيأتي بترجمة ٩٥ ، وهو صالح ، محله الصدق ، كما قاله أبو حاتم.

خطاب بن جعفر : هو المترجم له. صدوق. وأبوه جعفر بن أبي المغيرة دينار الخزاعي القمي ، صدوق ، له أوهام. تقدم بترجمة ٣٦.

وسعيد بن جبير أبو محمد. تقدم بترجمة ٢٢ ، وهو ثقة.

إسناده حسن.

(١) تخريجه :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ بإسناده إلى الحسين بن حفص ، ومنه به كما هنا ، ومن طريق أبي الشيخ به مثله ، ولا بأس بسنده.

وقد أخرج مسلم في «صحيحه» ١٥ / ١١٦ ـ ١١٧ ، مع النووي ، باب وجوب امتثال ما قاله شرعا دون ما ذكره من معايش الدنيا على سبيل الرأي ، ما يؤيد معنى آخر الحديث من حديث طلحة ، ورافع بن خديج ، وأنس رضي‌الله‌عنهم.

(٢) إسناده حسن ، فقد أخرج أبو داود في «سننه» ٥ / ٢١٢ من حديث أبي العالية ، عن ابن عباس بلفظ : أن رجلا لعن الريح ، في رواية أن رجلا نازعته الريح رداءه على عهد النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فلعنها ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تلعنها ، فإنّها مأمورة ، وإنّه من لعن شيئا ليس له بأهل ، رجعت اللّعنة عليه». وأخرج الترمذي في «سننه» ٣ / ٢٣٦ ، عن ابن عباس مثل رواية أبي داود ، وقال : هذا حديث حسن غريب ، لا نعرف أحدا أسنده غير بشر بن عمر ، وأخرج أبو داود أيضا ٥ / ٢١٠ عن أم الدرداء ، قالت : سمعت أبا الدرداء يقول : قال رسول الله : ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «إنّ العبد إذا لعن شيئا صعدت اللّعنة إلى السّماء ، فتغلق أبواب السّماء دونها ، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ، ثم تأخذ يمينا وشمالا ، فإذا لم تجد مساغا ، رجعت إلى الذي لعن ، فإن كان لذلك أهلا ، وإلّا رجعت إلى قائلها» ، وأخرج أحمد في «مسنده» ١ / ٤٠٨ و ٤٢٥ عن ابن مسعود مرفوعا بما يؤيد معناه.

٤٢٦

ثنا محمد بن يحيى ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب بن جعفر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ)(١) ، قال : بحساب ومنازل ، وفي (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ)(١) قال : النّجم : ما ليس له ساق ، والشجر كل شيء له ساق (٢)(٣).

ثنا محمد ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب ،

__________________

(١) سورة الرحمن ـ آية ٤ ، ٥.

(١) سورة الرحمن ـ آية ٤ ، ٥.

(٢) سقطت هذه العبارة التي بين الحاجزين من أ ـ ه.

(٣) إسناده حسن ، فقد أخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٢٧ / ١١٥ و ١١٧ بإسناده عن ابن عباس بلفظ بحساب ومنازل يرسلان ، وفي رواية يجريان بعدد وحساب ، وأخرج أيضا من قول أبي مالك ، قال : بحساب ومنازل ، وقوله : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) ذكر ابن جرير عن سفيان ، وسعيد ، والسدي ، أن النّجم ما نجم من الأرض ، وليس له ساق ، وورد عن مجاهد ، وقتادة قالا : النّجم : نجم السماء ، ولكن الأولى بالصواب : القول الأول ، وأيضا ذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ١٤٠ في قوله (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) قول ابن عباس : «بحساب ومنازل يرسلان» ، وقال : أخرجه الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والحاكم ، وصححه في «مستدركه» ٢ / ٤٧٤ ، ووافقه الذهبي.

وفي قوله : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) قال ابن عباس : (النجم ما انبسط على الأرض ، والشجر ما كان على ساق) وقال السيوطي : أخرجه ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ في «العظمة» ، عن أبي رزين ، والحاكم ، وصححه عن ابن عباس ، وقال : وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير مثله ، وكذلك أخرج ابن جرير ، وأبو الشيخ عن أبي رزين في قوله : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) قال : النجم : ما ذهب فرشا على الأرض ، ليس له ساق ، والشجر : ما كان له ساق «يسجدان» ، قال : ظلهما سجودهما.

وأخرج الحاكم قول ابن عباس في قوله : (النَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ) قال : النجم : ما أنجمت الأرض ، والشجر ما كان على ساق ، وقال صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه ، وقال الذهبي : المنهال بن خليفة ضعفه ابن معين ، انظر «المستدرك» ٢ / ٤٧٤ ، وبذيله «التلخيص» للذهبي.

قال ابن جرير في تفسيره ٢٧ / ١١٧ : اختلف أهل التأويل في معنى النّجم بعد اجتماعهم على أن الشجر ما قام على ساق ، ثم قال : أولى في ذلك بالصواب : قول من قال : النجم ما نجم من الأرض من نبت ، لعطف الشجر عليه ، فكأنّ معناه : ما قام على ساق وما لا يقوم على ساق يسجدان لله ، ثم ذكر رواية عن أبي رزين ، وسعيد أن سجودهما ظلهما. والله أعلم.

٤٢٧

عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : سألت ابن عباس عن (العاديات) ، فقال : الخيل تصبح : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) قال : لكفور (١)(٢).

ثنا محمد بن أحمد (٢) الزهري ، قال : ثنا الحسن بن عطاء ، قال : ثنا عامر بن إبراهيم ، قال : ثنا الخطاب ، قال : ثنا السّدي وحدثنا محمد ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا خطاب ، عن السّدي ، قال : (ن وَالْقَلَمِ). قال : نون السّمكة التي عليها الأرضين ، والقلم : الذي خلقه الله

__________________

(١) في النسختين : «لفخور» ، ولم تذكر كتب اللغة أن الكنود يأتي بمعنى الفخور ، ولم أجد رواية في كتب التفسير بهذا المعنى ، لا عن ابن عباس ، ولا عن غيره ، إنّما الوارد عن ابن عباس ما أثبته في المتن وصحّحته.

(٢) أخرجه الحاكم في «المستدرك» ٢ / ٥٣٣ من طريق مجاهد ، عن ابن عباس ، وقال الذهبي : إنه على شرطهما. وفي «الدر المنثور» ٦ / ٣٨٤ ، وأخرج عبد بن حميد ، والحاكم ، وصححه ، وقد مر ذكره ، وجاء في تفسير العاديات قول آخر : أنّه الإبل ، وذكر ابن كثير هذه الرواية في تفسيرها ـ أي تفسير الآية ـ عن ابن أبي حاتم بإسناده ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، قال : العاديات : الإبل ، وقال علي : هي الإبل ، وقال ابن عباس : هي الخيل ، فبلغ عليا قول ابن عباس ، فقال : ما كانت لنا خيل يوم بدر. قال ابن عباس إنّما كان ذلك في سرية بعثت ، وذكر ابن كثير أيضا رواية أخرى من طريق ابن أبي حاتم ، وابن جرير ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس حدّثه قال : بينا أنا في الحجر جالسا جاءني رجل فسألني عن العاديات ضبحا ، فقلت له : الخيل حين تغير في سبيل الله ... الحديث. ثم ذكر ابن كثير أنّه قال بقول عليّ : إنها الإبل جماعة ، منهم : إبراهيم ، وعبيد بن عمير ، وقال بقول ابن عباس : إنها الخيل جماعة ، منهم : مجاهد ، وعكرمة ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك ، واختاره ابن جرير ، وقال : الصواب : إنها الخيل حين تصبح. انظر «تفسير ابن جرير» ٣٠ / ٢٧٣ ، حيث قال : وأولى القولين عندي بالصواب ، قول من قال : عني بالعاديات الخيل ، وذلك أن الإبل لا تضبح.

وذكر ابن كثير أيضا في تفسير قوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) لكنود : جحود ، وقال : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وإبراهيم النخعي ، وأبو الجوزاء ، وأبو العالية ، وأبو الضحى ، وسعيد ابن جبير ، ومحمد بن قيس ، والضحاك ، والحسن ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، وابن زيد : الكنود : الكفور. انظر «تفسير ابن كثير» ٤ / ٥٤١ و ٥٤٢ ، وقد ذكر أقوالهم ابن جرير مسندة في «تفسيره» ٣٠ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨ ، ثم ذكر رواية مرفوعة بإسناده من حديث أبي أمامة قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : («إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) قال : «لكفور ، الذي يأكل وحده ، ويضرب عبده ويمنع رفده.

٤٢٨

بيده. قال السدي : وقال القلم : ما أكتب؟ قال : أكتب القدر (١).

ثنا محمد بن يحيى ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : جاء رجل إلى ابن عباس ، فسأله عن قول الله : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ)(٢) ما هو؟ فسكت عنه ابن عباس ، حتى إذا وقف الناس ، قال له الرجل : ما يمنعك أن تجيبني؟ قال : وما يؤمنك أن لو أخبرتك أن تكفر؟ قال : فأخبرني ، فأخبره ، تخريجه :

__________________

تخريجه :

(١) وذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ٢٥٠ أن ابن مردويه أخرج عن ابن عباس ، قال : في (ن وَالْقَلَمِ) قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «النون : السمكة التي عليها قرار الأرضين ، والقلم : الذي خطّ به ربّنا عزوجل القدر خيره وشره ونفعه وضره» ، وأخرج ابن جرير في «تفسيره» ٢٩ / ١٤ ، وكذا ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٤٠٢ عن ابن عباس ، قال : إنّ أوّل ما خلق الله القلم ، فقال له : اكتب. فقال : وما ذا أكتب؟ قال : اكتب القدر ، فجرى بما يكون .. إلى قوله : «ثم خلق النون ، ورفع بخار الماء ، ففتقت منه السماء ، وبسطت الأرض على ظهر النون ، فمادت الأرض ، فأثبتت بالجبال ، فإنها لتفخر على الأرض».

وقد أخرج الرواية المذكورة عن ابن عباس ـ كما ذكر السيوطي في «الدر» ٦ / ٢٤٩ ـ عبد الرزاق ، والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ـ وقد تقدم ـ وابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ في «العظمة» ، والحاكم في «المستدرك» ٢ / ٤٩٨ ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي عليه ، والبيهقي في «الأسماء والصفات» والخطيب في «تاريخ بغداد» ١٣ / ٤٠ ، وأيضا في «المختارة» قلت : إنّ حديث : «أوّل ما خلق الله القلم فقال : اكتب فقال ما أكتب؟ قال : القدر ... إلخ». أخرجه أبو داود الطيالسي في «مسنده» ٢ / ٧٩ عن عبادة بن الصامت مرفوعا بلفظ : «إنّي سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : إنّ أوّل ما خلق الله القلم ، فقال : اكتب ، فقال : يا رب ما أكتب؟ قال : اكتب القدر ، وما كان ، وما هو كائن إلى الأبد».

وأخرجه من طريقه ابن أبي حاتم ، والترمذي في «سننه» ٥ / ٩٦ ، وقال : حسن صحيح غريب ، وفيه عن ابن عباس وأخرجه أبو داود السجستاني في «سننه» ٥ / ٧٦ بإسناده عن عبادة ـ رضي‌الله‌عنه ـ مرفوعا ، وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» ٥ / ٣١٧ من طرق ، عن الوليد بن عبادة عن أبيه مرفوعا.

(٢) سورة الطلاق ـ آية : ١٢. وتمام الآية : (يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً).

٤٢٩

قال : سماء تحت أرض ، وأرض فوق سماء مطويات بعضها فوق بعض ، يدور الأمر بينهن ، كما يدور بهذا الكردنا (١) الذي عليه الغزل (٢).

ثنا محمد ، قال : ثني عبد الله ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا خطاب ابن جعفر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ)(٣) قال : فالظاهر من العلم أن يوحي الله إلى الملائكة

__________________

(١) يبدو أنه المغزل.

(٢) ذكر السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ٢٣٨ الرواية المذكورة مع تفاوت في اللفظ من طريق سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس بلفظ : أنه قال له رجل : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) فقال ابن عباس للرجل : ما يؤمنك أن أخبرك بها فتكفر؟ وكذا رواه ابن جرير في «تفسيره» ٢٨ / ١٥٣ ، وأيضا ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٣٧٥ من طريق عبد بن حميد ، وإسناده عن والد خطاب ـ جعفر ـ عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس كما هو عند ابن جرير من هذا الطريق ، وأخرج ابن جرير ٢٨ / ١٥٣ ، وابن أبي حاتم ، والحاكم في «المستدرك» ٢ / ٤٩٣ ، وصححه ووافقه الذهبي ، وكذا رواه البيهقي في «الشعب» ، وفي «الأسماء والصفات» ، كما ذكر السيوطي ، وابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٣٨٥ ، وقال ابن كثير : روى البيهقي هذا الأثر ـ الذي سأذكره ـ عن ابن عباس في كتاب «الأسماء والصفات» ، وقال : إسناد هذا عن ابن عباس صحيح ، إلا أنّه شاذ ، لا أعلم لأبي الضحى عليه متابعا ، ولفظه كما ذكره الحاكم في «المستدرك» ٢ / ٤٩٣ عن أبي الضحى ، عن ابن عباس : أنه قال : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) قال : (سبع أرضين ، في كل أرض نبي كنبيكم ، وآدم كآدم ، ونوح كنوح ، وإبراهيم كإبراهيم ، وعيسى كعيسى) ، وقال : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرّجاه ، ووافقه الذهبي.

ومن طريق آخر «قال : في كل أرض نحو إبراهيم ، وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرّجاه ، وأقره الذهبي أيضا ، وكذا أخرجه ابن جرير في «تفسيره» ٢٨ / ١٥٣ مثله.

وأخرج ابن جرير أيضا عن ابن عباس قوله : لو حدثتكم تفسير هذه الآية لكفرتم ، وكفركم : تكذيبكم بها.

وذكر الهيثمي في «المجمع» ٧ / ١٢٨ عن ابن عباس مرفوعا بلفظ (قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «إن أوّل ما خلق الله القلم والحوت» ، فقال : ما أكتب؟ قال : كل شيء كان إلى يوم القيامة ، ثم قرأ(ن وَالْقَلَمِ). قال : رواه الطبراني ، وقال : لم يرفعه عن حماد بن زيد إلا مؤمّل بن إسماعيل ، قال : ـ أي الهيثمي ـ قلت : مؤمل ثقة ، كثير الخطأ ، وقد وثّقه ابن معين وغيره ، وضعّفه البخاري وغيره ، وبقية رجاله ثقات.

(٣) سورة الروم ـ آية : ٧.

٤٣٠

بأمره في أهل الأرض ، فيوحي الله إلى الملائكة كوقع السلسلة على الصفا ، فإذا سمعوا ذلك ، لم يبق ملك في السموات إلّا خر ساجدا ، ويندب إبليس الشياطين كل ليلة ، فيقول : من يجيز السماء؟ فيندب مردة الشياطين ، ويوضع لهم شياطين على ممرهم ، ويقفن الشياطين من الأرض ، حتى يلظ في السماء بالمكان الذين كانوا قبل ذلك يسترقون فيه السمع ، فسمع الله (كلام) (١) الملائكة ما قد أوحى إليهم في خلقه ، فيتبعه الشهاب ، فيمر على الذين قد وضعوا في ممره ، فيقول سمعت كذا وكذا ، وليس له منتهى إلا البحر ، فإن أدركه الشهاب قبل ذلك حرقه ، وإن أدركه البحر أخبله ، فلا يعود إلى السماء بعد ذلك ، فقال سعيد : إنّ الشّهاب لا يخطئه على حال. قال : فيوحي أولئك الذين سمعوا إلى أوليائهم من الإنس ، فيصدقون بما أوحى الله إلى خلقه ، ويزيدون سبعين كذبة (٢).

__________________

(١) هكذا جاء في النسختين يبدو أن هذه الكلمة زائدة وبدونها يستقيم النص.

(٢) أخرج ابن جرير من طريق ابن حميد ، عن يعقوب القمّي ، عن جعفر ، عن سعيد في الآية المذكورة «يعلمون ظاهر» الخ.

قال : تسترق الشياطين السمع ، فيسمعون الكلمة التي قد نزلت ينبغي لها أن تكون في الأرض ، قال : ويرمون بالشهب ، فلا ينجو أن يحترق ، أو يصيبه شرر منه ، قال : فيسقط ، فلا يعود أبدا ، قال : ويرمي بذاك الذي سمع إلى أوليائه من الإنس ، قال : فيحملون عليه ألف كذبة. قال : فما رأيت الناس يقولون : يكون كذا وكذا. قال : فيجيء الصحيح منه كما يقولون الذي سمعوه من السماء ، ويعقبه من الكذب الذي يخوضون فيه» لم أجده بلفظ المؤلف.

انظر «تفسير ابن جرير» ٢١ / ٢٣. سورة الروم.

٤٣١

٦٨ ٤ / ١٥ ز عبد الله بن معاوية (*) :

ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، قدم أصبهان ، وغلب عليها أيام مروان بن محمد (١) ، وأقام (٢) بها ، وبنى بها ، وله ميدان بجرواآن (٣) يقال له : ميدان عبد الله بن معاوية ، ويقال : خرج بالكوفة في خلافة مروان ، فبعث إليه مروان جندا ، فلحق بأصبهان ، فغلب (٤) عليها ، وما زال يتنقل من موضع إلى

__________________

(*) له ترجمة في :

«تاريخ الطبري» ٩ / ٤٨ و ٥٢ و ٩٣ ـ ٩٥ ، وفي

«أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢ ، وفي

«الأغاني» لأبي الفرج الأصبهاني ١١ / ٧١ ـ ٧٩ ،

«والمعارف» لابن قتيبة ص ٩٠ ،

«ومقاتل الطالبين» لأبي الفرج الأصبهاني ١٦١ ـ ١٦٩ ،

«والخطط» للمقريزي ٢ / ٣٥٣.

«وزهر الآداب» للحصري ١ / ١٢٤ ـ ١٢٦ ، وفي

«الكامل» لابن الأثير ٤ / ٢٨٤ ـ ٢٨٥ و ٣٠٦ ـ ٣٠٧.

«ولسان الميزان» لابن حجر ٣ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤ ، وفي

«الأعلام» للزركلي ٤ / ٢٨٢ ـ ٢٨٣.

(١) هو مروان بن محمد بن مروان ، المعروف بالحمار ، بويع له سنة ١٢٧ ه‍ ، وقتل سنة ١٣٢ ه‍.

انظر «الكامل» ٤ / ٢٨٣ ، و ٣٣٠.

(٢) في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢ ، «والأعلام» ٤ / ٢٨٢ سنة ثمان وعشرين ومائة. وانظر «مقاتل الطالبيين» ص ١٦٧ ، «وتاريخ الطبري» ٩ / ٩٣ «والكامل» ٤ / ٢٨٥ و ٣٠٦.

(٣) بالضّم ، ثم السكون ، وواو وألفين بينهما همزة ، وآخره نون ، محلّة كبيرة بأصبهان ، يقال لها بالعجمية : كرواءان. انظر «معجم البلدان» ٢ / ١٣٠.

(٤) انظر «تاريخ الطبري» ٩ / ٤٩ و ٩٣ ، «ولسان الميزان» ٣ / ٣٦٤ ، «والكامل» ٤ / ٢٨٥ و ٣٠٦ لابن الأثير.

٤٣٢

موضع ، حتى لحق بخراسان ، وأبو مسلم (١) يدعو إلى ولد العباس ، فبلغه مكانه ، فحبسه في السجن ، حتى مات سنة إحدى وثلاثين ومائة (٢).

ومما حدث : ما حدثنا به الحسن بن محمد الدّاركي (٣) ، قال : ثنا أبو زرعة ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر ، قال : حدثني عمّي موسى بن جعفر ، عن صالح بن معاوية ، عن أخيه عبد الله بن معاوية ، عن أبيه معاوية (٤) بن عبد الله بن جعفر ، عن عبد الله بن جعفر (٥) ، قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه

__________________

(١) هو عبد الرحمن بن مسلم الخراساني. كان مولده بكرخ أصبهان ، وهو يعد مؤسس الدّولة العباسية.

قتله المنصور في آخر شعبان سنة سبع وثلاثين ومائة. انظر «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢٥.

(٢) كذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢ ، وذكر ابن الأثير في «الكامل» ٤ / ٣٠٧ غلبته ، وقتله في حوادث سنة ١٢٩ ه‍ ، وقال : قبره بهراه ، معروف يزار.

تراجم الرواة :

(٣) الحسن بن محمد الداركي : تقدم في ترجمة ١٢ ، وهو ثقة صدوق.

وأبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي. ثقة ، من النقاد. تقدم في ت ٣ ح ٧.

محمد بن إسماعيل أبو القاسم : ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» ١ / ٣٧ ، وقال : سمع عمه موسى بن جعفر.

وإسحاق بن جعفر ، وسفيان بن حمزة هو الهاشمي ، وفي «الجرح والتعديل» ٧ / ١٨٩ قال ابن أبي حاتم ، سألت عنه أبي ، فقال : «منكر الحديث ، يتكلمون فيه».

وموسى بن جعفر بن إبراهيم الجعفري ، قال العقيلي : في حديثه نظر. انظر «الميزان» ٤ / ٢٠١ ، «واللسان» ٦ / ١١٤.

صالح بن معاوية : لم أعثر له على ترجمة.

وعبد الله بن معاوية : هو المترجم له.

ذكر أبو الفرج في «الأغاني» ١١ / ٧١ ـ ٧٩ أنّه لم يكن محمود المذهب في دينه.

(٤) معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب. قال العجلي : ثقة ، وذكره ابن حبان في «الثقات». انظر «التهذيب» ١٠ / ١١٢.

(٥) عبد الله بن جعفر : صحابي ، توفي سنة ثمانين ، وكان يوم توفي ابن تسعين سنة. المصدر السابق ٥ / ١٧٠ ـ ١٧١.

٤٣٣

وسلم ـ : «عليّ أصلي ، وجعفر فرعي ، أو جعفر أصلي ، وعليّ فرعي» (١).

__________________

(١) في سنده محمد بن إسماعيل بن جعفر ، منكر الحديث كما قال أبو زرعة ، وكذلك موسى بن جعفر ، قال العقيلي : في حديثه نظر ، وكذلك عبد الله بن معاوية ، لم يكن محمود المذهب في دينه ، لاستيلاء من يتهم بالزندقة عليه ، فهو ضعيف بهذا ، بل يظهر أنه موضوع. والله أعلم. فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٣ بسنده ، ومن طريق شيخه أبي محمد بن حيان ، ويلتقيان في إسماعيل بن محمد ، وموسى بن جعفر من طريقهما مثله.

وذكره السيوطي في «الجامع الصغير» ٤ / ٣٥٦ مع «الفيض» ، وقال : رواه الطبراني ، والضياء ـ المقدسي ـ عن عبد الله بن جعفر ، وقال : ضعيف.

وذكر المناوي أن روايتهما من طريق محمد بن إسماعيل بن جعفر ، عن عمه موسى بن جعفر ، عن صالح بن معاوية ، عن أخيه عبد الله ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن جعفر ، وذكره الهيثمي في «المجمع» ٩ / ٢٧٣ ، وقال : رواه الطبراني ، وفيه من لم أعرفهم ، وقد عرفنا الضعاف في السند ، وفيه من لم أعرفه.

٤٣٤

٦٩ ٤ / ١٦ أبو جعفر المنصور (*) :

عبد الله (١) بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب قدم أصبهان مع عبد الله بن معاوية ، وخرج منها إلى فارس (٢).

وحكى وشنة (٣) ، قال : كان أبو جعفر المنصور يجيء إلى عندنا إلى الحمام بيوان (٤) ، قال : فخرج أياما عن معسكر عبد الله بن معاوية قال : فرجع إلى العسكر ، وقد وضع الفأرة أدراصا (٥) في مخدته. قال : فتعجب ، فقال : هل ها هنا من يحسب؟ قالوا : نعم. قال : فحمل إليه يهودي (٦) يقال له ككية يحسب ، فقال : ما هذا؟ فقال : إنّ هذا لا يجوز إلّا لمن يملك

__________________

(*) أبو جعفر المنصور : له ترجمة في «تاريخ خليفة» ص ٤١٢ ، وفي «تاريخ اليعقوبي» ٣ / ١٠٠ ، وفي «تاريخ الأمم والملوك» ٩ / ٢٩٢ ـ ٣٢٢ ، وفي «مروج الذهب» ٢ / ١٨٠ ـ ١٩٤ ، وفي «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢٤ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٣ ـ ٤٥ ، وفي «تاريخ بغداد» ١٠ / ٥٣ ، وفي «الكامل» لابن الأثير ٥ / ١٧٢ و ٦ / ٦ ، وفي «الأعلام» ٤ / ٢٥٩.

وفيه : أنه كان ولايته ٢٣ إلا ستة أيام ، وذكر لترجمته مصادر أخرى غير المذكور.

(١) عند أبي نعيم ٢ / ٤٣ : عبد الله بن محمد بن علي ، : ولعل أبا الشيخ نسبة إلى جده ، وما ذكره أبو نعيم هو الصحيح ، ويؤكد ما يأتي في السند الثاني صحة ما ذكره أبو نعيم.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢ و ٤٣.

(٣) في أ ـ ه : «رسته».

(٤) يوان : آخره نون ـ وأوله مفتوح : قرية على باب مدينة أصبهان. انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤٥٢.

(٥) أدراصا : جمع الدّرص ، ويجمع على دروص ، والدرص : ولد الفأرة ، واليربوع ، والقنفذ ، والهرة ، والأرنب ، والكلبة ، والذئبة. انظر «القاموس» ٢ / ٣٠٢ ، «والمعجم الوسيط» ١ / ٢٧٩.

(٦) في الأصل : «يهوديا» والتصحيح من أ ـ ه.

٤٣٥

الأرض ، فقال له : أخفه عني واسكت واتبعني إذا سمعت بي. قال : فخرج من ساعته إلى فارس ، وخاف أن يفشي ذلك ، فيسمع به عبد الله بن معاوية. قال : فلما كان من أمره ما كان ، وجعل له الخلافة خرج ككية إليه ، فأعطاه مالا ، فرجع ككية إلى البلد ، وكان يركب الحمر المصرية ، وقد حدّث المهدي عن أبيه المنصور (١).

(٧٨) ثنا أبو الحسن بن شنبوذ ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبي ، عن محمد بن عبد الله بن علي بن عبد

__________________

(١) كذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٤ نقلا عن أبي الشيخ بلفظه.

تراجم الرواة :

أبو الحسن بن شنبوذ : هو محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت ، المعروف بابن شنبوذ ، مقرىء ، كثير الحديث ، من أهل بغداد ، نفاه ابن مقلة إلى المدائن. جال البلاد لطلب القراءات ، مع الثقة والخير والصلاح ، توفي سنة ٣٢٨ ه‍. انظر «تاريخ بغداد» ١ / ٢٨٠ و «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦٠ و «غاية النهاية» ٢ / ٥٢ ـ ٥٦ ، و «معجم المؤلفين» ٨ / ٢٣٨.

وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة البتلهي الدمشقي ، عن أبيه ، له مناكير. قال أبو أحمد الحاكم : فيه نظر ، توفي سنة تسع وثمانين ومائتين. انظر «الميزان» ١ / ١٥١ ، «واللسان» ١ / ٢٩٥.

ومحمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي ، يروي عن أبيه ، روى عنه أهل الشام. قال ابن حبان في «الثقات» : هو ثقة في نفسه ، يتلقى من حديثه ما رواه عنه أحمد بن محمد (يعني ابنه) ، وأخوه عبيد فإنهما كانا يدخلان عليه كل شيء ، وكان قد اختلط. انظر «اللسان» ٥ / ٤٢٢.

ويحيى بن حمزة الدمشقي قاضي دمشق : صدوق ، عالم. قاله الدهبي ، وقال أبو حاتم : صدوق عن يحيى. كان يرمى بالقدر ، وقال ابن سعد : صالح الحديث. قال دحيم : هو ثقة عالم عالم ، وقال الحافظ ابن حجر : ثقة ، رمي بالقدر. مات سنة ١٨٣ ه‍ ، وله ثمانون سنة. انظر «الميزان» ٤ / ٣٦٩ ، «والتقريب» ص ٣٧٤.

ومحمد بن عبد الله بن محمد بن علي المهدي بن المنصور أبو عبد الله : تولى الحكم في اليوم الذي توفي أبوه ، وتوفي سنة ١٦٩ ه‍ ، وكان له من العمر ثلاث وأربعون سنة ، وكانت ولايته عشر سنين وشهرا وأربع عشرة ليلة. انظر «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٢٥.

وعبد الله بن محمد : وهو أبو جعفر المنصور ، هو المترجم له.

علي بن عبد الله بن العباس أبو محّمد ، ويقال : أبو عبد الله ، ويقال : أبو الفضل المدني. كان ثقة. توفي سنة ١١٨ ه‍ ، وقال ابن حجر : ثقة عابد ، من الثالثة. مات سنة ثمان عشرة على الصحيح. انظر «التهذيب» ٧ / ٣٥٧ ، «والكاشف» ٢ / ٨٩ ، «والتقريب» ص ٢٤٧.

٤٣٦

الله بن عباس ، قال : ثني أبي ، عن جده ، عن ابن عباس ، أن النبي ـ صلى

__________________

تخريج الحديث :

في سنده أحمد بن محمد بن يحيى ، وهو له مناكير ، وقال أبو أحمد الحاكم ـ الكبير ـ فيه نظر ، وأيضا محمد بن يحيى أبوه ، وإن كان ثقة هو بنفسه ، كما قال ابن حبان إلّا أنّه قال : ويتقي من حديثه ما رواه عنه أحمد ، وهو ابنه ، وكذا عبيد ابنه ، مع أن محمدا قد اختلط.

فقد أخرجه أبو نعيم من طريق أحمد بن يحيى بن محمد بإسناده إلى آخر السند ، إلّا أن فيه بعد ما قال : ثني أبي ، عن أبيه ، ـ قال : صلى بنا المهدي ، فجهر «بسم الله الرحمن الرحيم» ، فقلت له في ذلك ، فقال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس ، أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.

وأخرجه الدارقطني في «سننه» ١ / ٣٠٣ ـ ٣٠٤ بالسند المذكور عند أبي الشيخ عن أحمد بن محمد ، إلى آخره ، ومن طريق آخر عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس مثله ، ولكن في سنده أبو الصلت الهروي ، وهو ضعيف ، بل قال ابن عدي : متهم ، انظر «الميزان» ٢ / ٦١٦.

وذكره الهيثمي في «المجمع» ٢ / ١٠٩ ، عن ابن عباس مثله ، وفي آخره زيادة «في الصلاة» ، وقال : رواه البزار ، ورجاله موثقون. قلت : أخرجه الترمذي ، وأبو داود ، وغيرهما ـ كما سيأتي ـ بدون ذكر الجهر.

والترمذي من حديث ابن عباس ، قال : كان النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يفتتح صلاته «ببسم الله الرحمن الرحيم» ، وقال أبو عيسى : ليس إسناده بذاك ، وقد قال بها عدة من أهل العلم من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

قلت : لفظ الحديث : يفتتح ، وهو محتمل بافتتاحه سرّا أو جهرا ، والروايات الواردة في عدم الجهر صريح ، كما ورد في «صحيح مسلم» ٦ / ١١٠ عن أنس ، وعند الترمذي في «سننه» ١ / ١٥٤ ، قال : كل واحد منهما صلّيت مع النبي (ص) وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يقرأ(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، أي : جهرا ، وفي رواية لمسلم : فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين ، ولا يذكرون (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) في أول ولا في آخرها ، يعني : جهرا. وقال الترمذي : حديث عبد الله بن مغفل حديث حسن ، والعمل عليه عند أكثر أهل العلم ، وفي رواية ثابت البناني ، عن أنس فلم أسمع أحدا منهم يجهر(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، وذكره الخطابي «بذيل سنن أبي داود» ١ / ٤٨٤ ، وفي رواية للنسائي ٢ / ١٣٥ عن أنس ، قال : صلّى بنا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فلم يسمعنا قراءة بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى بنا أبو بكر ، فلم نسمعها منهما ، وكذا له عن أنس ، قال : صلّيت خلف رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، وأبي بكر ، وعمر ، وعثمان ، فلم أسمع أحدا منهم يجهبر «ببسم الله الرحمن الرحيم» ، وكذا أخرج عن عبد الله ابن مغفل ، وأخرج حديث عدم الجهر بالبسملة الدارمي في «سننه» ١ / ٢٨٣ تحت باب كراهية الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم عن أنس كلفظ مسلم. ـ

٤٣٧

الله عليه وسلم ـ جهر بسم الله الرحمن الرحيم. محمد بن عبد الله هو المهدي.

__________________

ـ وأخرج الدارقطني في «سننه» ١ / ٣٠٢ بطرق عن علي ، وعمار ، وعن ابن عباس بطريقين :

الأوّل : بإسناده إلى ابن عباس ، وفي سنده أبو الصلت الهروي ، وهو ضعيف ، بل قال ابن عدي متهم.

والثاني : من طريق أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة بإسناده إلى آخر السند ، كما عند أبي الشيخ ، وأحمد بن محمد المذكور له مناكير ، وفيه نظر ، قلت : قد ذكر الدارقطني في سننه ١ / ٣٠٢ ـ ٣١٣ في حدود أربعين حديثا من موقوف إلى مرفوع ، ومن صريح وغيره في الجهر «ببسم الله الرحمن الرحيم». ولكن لا تخلو الأسانيد المرفوعة المصرحة بالجهر عن راو ضعيف أو متروك ، وإن كان بعضها صحيحا ، ولكنها موقوفة ، أو غير مصرحة ، والله أعلم.

انظر «التعليق المغني بذيل السنن» ، والصواب أن أحاديث عدم الجهر أقوى إسنادا ، فيؤخذ بها وإن كان الجهر جائزا ، وقد طول الزيلعي في «نصب الراية» ١ / ٣٢٣ ـ ٣٦١ في تحقيق المسألة راجعها ، وانظر أيضا «الناسخ والمنسوخ» للحازمي ص ٨١. ـ

٤٣٨

٧٠ ٤ / ١٧ عبد الله بن أبي مريم الأموي (*) :

قاضي أصبهان.

كان على القضاء أيام الحجاج (١) ، وكانوا ثلاثة إخوة : عبد الله ، وعبيد الله ، ويزيد ، وكان قاضيها أيّام الحجاج بن يوسف. ومن ولده : محمد بن المغيرة بن سالم بن عبد الله صاحب النعمان ، وعلي بن بشر بن عبد الملك بن عبيد الله بن أبي مريم (٢).

وحكى أبو أميّة سلم بن عصام ، وكان محمد بن المغيرة جده. قال : كان عبد الله على القضاء ، فعزله الحجاج ، وأخرجه إلى واسط (٣) ، وحبسه ، فلما مات الحجاج ، رجع إلى أصبهان ، فمات بها.

(٧٩) وقد حدث هؤلاء كلهم. حدثني سلم بن عصام بن سلم بن

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٢٦ ، وذكر فيه أن ابن حبان ذكره في «الثقات» ، وقال : كنيته أبو خليفة ، ثم ذكر روايته المذكورة في الغيبة ، وقال : لا أدري هو هذا أو غيره ، ثم ذكر الحافظ قول علي بن المديني إنه مجهول ، والله أعلم.

(١) هو الحجاج بن يوسف الثقفي. تقدم في ت ٢ ح ٣.

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥.

(٣) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥.

تراجم الرواة :

سلم بن عصام : تقدم في ت ١٩ ح ٣٤ ، وكان شيخا صدوقا.

وإبراهيم بن بسطام أبو اسحاق الأصبهاني : نزل البصرة هو وأخوه ، وتوفي بها. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١٨٦. ـ

٤٣٩

المغيرة بن سالم بن عبد الله بن أبي مريم ، قال : ثنا إبراهيم بن بسطام ، قال : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا ابن جريج ، قال : ثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، عن عبد الله بن أبي مريم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال

__________________

ـ وروح بن عبادة أبو محمد البصري : ثقة ، فاضل له تصانيف. تقدم في ت ٩.

وابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. تقدم في ت ٨ ح ٢٢ ـ ثقة ، كان يدلس.

وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم : قال ابن سعد : كان كثير الحديث ضعيفا ، وقال الدارقطني : متروك ، وقال الحافظ ابن حجر : ضعيف. انظر «التهذيب» ١٢ / ٢٩ ـ ٣٠ ، «والتقريب» ٣٩٦ و «الكامل» لابن عدي ١ / ٣٣٦. وقد جاء في النّسختين : «عبد الرحمن» ، والمثبت من «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥ ، و «التهذيب» ١٢ / ٢٨ ، فذكره وقال : روى عن أبيه ، ومن السّند التالي ، وهو الصّواب.

وعبد الله بن أبي مريم. قال ابن حجر نقلا عن علي بن المديني إنه مجهول. انظر «التهذيب» ٦ / ٢٦.

وأبو صالح : هو السمان ، واسمه ذكوان. تقدم في ت ٤١. الرّبالي بفتح الراء والباء وبعد الألف لام ـ هذه النسبة إلى ربال ، وهو جد أبي عمر حفص بن عمر بن ربال ثقة. توفي سنة ثمان وخمسين ومائتين. انظر «اللباب» ٢ / ١٤ ، «والجرح والتعديل» ٣ / ١٨٥.

هو أبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد ، من رجال الجماعة. تقدم في ت ٢٢.

تخريج الحديث :

إسناده ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٥ ، فقال : حدثنا محمد بن المظفر ، ثنا محمد بن محمد بن سليمان ، ثنا المسيب بن واضح ، ثنا حجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، عن عبد الله بن أبي مريم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : فذكر مثله ، وقال أبو نعيم : ورواه روح ابن عبادة ، وأبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، عن عبد الله بن أبي مريم مثله.

ورواه هشام بن يوسف عن أبي بكر بن أبي سبرة ، عن مسلم بن أبي مريم ، عن أبي صالح مثله ، ولكن أبا بكر بن أبي سبرة ضعيف ، بل قال أحمد : كان يضع الحديث ، وقال النسائي : متروك.

انظر «الميزان» ٤ / ٥٠٣ ـ ٥٠٤ ، وذكره السيوطي في «الجامع الصغير» ٦ / ١٢٨ مع «الفيض» ، وقال : رواه الحاكم في «تاريخه» ـ يعني «تاريخ نيسابور» ـ ، عن أبي هريرة ، ورمز له بالضعف.

وذكر المناوي شارح «الجامع الصغير» أنّ في سنده أبا بكر بن أبي سبرة المدني. قال في ـ

٤٤٠