أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]
المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨
وحكى عبدان ، عن عمرو بن العباس ، قال : سمعت ابن مهدي يقول : حللنا حبوة (١) الثوري (٢) لما أردنا غسله ، فإذا في حبوته رقاع ، يسأل المبارك بن فضالة عن حديث كذا.
__________________
تراجم الرواة :
عبدان : هو عبد الله بن أحمد بن موسى. تقدم في ت ٩. ثقة.
عمرو بن العباس : لم أقف عليه.
وابن مهدي : هو عبد الرحمن بن مهدي ، تقدم في بادية فتح أصبهان في المقدمة.
(١) الحبوة والحبوة : الثوب الذي يحتبى به ، والاحتباء : هو أن يضم الإنسان رجليه إلى بطنه بثوب يجمعها به مع ظهره ، ويشده عليها. انظر «لسان العرب» ١٤ / ١٦١.
(٢) المشهور به هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله. تقدم في ت ٣.
٥٥ ٤ / ٢ وابنه عبد الرحمن بن المبارك (*) :
حدثنا محمد بن إسماعيل ، قال : ثنا عبد الله بن عمر ، قال : ثنا عبد الرحمن بن المبارك بن فضالة ، عن أبيه ، قال : كان الحسن يحلف بالله أن محمدا ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قد رأى ربه تبارك وتعالى (١).
حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، قال : ثنا رستة (٢) ، قال : ثني عبد الرحمن بن المبارك بن فضالة ، عن أبيه ، عن الحسن ، أنه كان يكره أن يزن الرجل بالشعير ؛ لأنّ بعضه يزيد على بعض ، وله أخوان : المفضل بن فضالة (٣) ، وعبيد الرحمن بن فضالة.
ثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، قال : ثنا أبو حاتم ، قال : ثنا عثمان
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٨.
(١) أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٨ به مثله ، وهكذا ذكر النووي عنه هذا القول بدون سند في شرح «صحيح مسلم» ٣ / ٤ ، فقد اختلف السلف والخلف في رؤية النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ربه ليلة الإسراء ، فمنهم من أنكرها ، ومنهم من أثبتها. فمن أنكرها : عائشة رضياللهعنها ، كما جاء في «صحيح مسلم» ٣ / ٤ عنها ، وجاء مثله عن أبي هريرة وجماعة ، وهو المشهور عن ابن مسعود ، وإليه ذهب جماعة من المحدثين والمتكلّمين.
وقد اختلف المثبتون : فمنهم من ادّعى أنّه رآه بعينه ، كما ورد عن ابن عباس ، وأبي ذر ، وكعب ، والحسن البصري ، وهو كان يحلف على ذلك.
ومنهم من قال : إنّه رآه بفؤاده ، ومنهم من توقف في ذلك.
انظر للتفصيل : «شرح النووي لصحيح مسلم» حيث جمع الأقوال والأدلّة مفصلا ٣ / ٤ ـ ١٤.
(٢) رستة : هو عبد الرحمن بن عمر رسته. ثقة ، سيأتي بترجمة ٢٢١.
(٣) انظر ترجمته في «التهذيب» ١٠ / ٣٧٣ ، «وتذكرة» ١ / ٢٥١.
ابن الهيثم ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، قال : كنت في مسجد أصحاب الساج ، إذ جاء أنس بن مالك والحسن وثابت ، وقد صلّوا العصر. فقيل لهم : إنّهم قد صلوا ، فأذّن ثابت وتقدم أنس بن مالك فصلى بهم.
(٦٩) حدثني عامر بن إبراهيم ، قال : ثنا عمي محمد ، قال : ثنا أبي ،
__________________
تراجم الرواة :
عبد الله بن محمد بن يعقوب : تقدّم في ت ٤٥. لا أعرفه.
أبو حاتم : هو محمد بن إدريس الرازي. سيأتي بترجمة ٢٩٠.
وعثمان بن الهيثم بن جهم العبدي أبو عمر البصري المؤذن. ثقة. تغيّر فصار يتلقى ، مات سنة ٢٢٠ ه انظر «التقريب» ص ٢٣٦ «والتهذيب» ٧ / ١٥٧.
مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :
في إسناده من لم أعرفه.
قد أخرج ابن أبي شيبة في «مصنفه» ٢ / ٣٢١ و ٣٢٢ بنحوه في صلاة الغداة أنهم صلوا الغداة ، لم أجده من طريق المؤلف بلفظه.
تراجم الرواة :
عامر بن إبراهيم بن عامر أبو محمد : ـ ثقة. توفي سنة ٣٠٦ ه. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٨.
محمد وأبوه عامر : تقدم الأول في ت ١ ، والثاني سيأتي في ت ١٠٣. ثقة.
هو عبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي العمري المدني أبو عثمان ، أحد الفقهاء السبعة ـ ثقة. مات سنة سبع وأربعين ومائة ، انظر «تهذيب» ٧ / ٤٠.
نافع تقدم في ت ٤٧ ح ٦٠.
مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه :
في إسناده من لم أعرفه ، ومبارك مدلس ، وقد عنعن ، والحديث صحيح بشواهده ، ولم أجده من طريق المؤلف ، فقد أخرجه أحمد في «مسنده» ٢ / ٢٨٨ و ٣٥٤ و ٤٣١ عن أبي هريرة مرفوعا مثله ، وفي طريق بلفظ «الضّيافة ثلاثة أيام ، فما كان بعد ذلك» ، وفي رواية : فما سوى ذلك فهو صدقة» ، وفي ٣ / ٨ و ٢١ و ٣٧ و ٦٤ و ٨٤ عن أبي سعيد الخدري مرفوعا مثله. وأخرجه عن أبي الشريح الخزاعي في ٤ / ٣١ و ٦ / ٣٨٥ عنه أيضا نحوه ، وحديث أبي الشريح الخزاعي في «صحيح البخاري» ١٣ / ٤٩ و ٥٤ في «الأدب» وفي الرقاق ١٤ / ٩١ عن أبي الشريح مرفوعا بلفظ «الضيافة ثلاثة وجائزته قيل : وما جائزته؟ قال : يوم وليلة. قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه». ـ
عن مبارك بن فضالة ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : قال النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «الضّيافة ثلاثة أيّام ، فما زاد فهو صدقة».
(٧٠) حدثنا محمد بن يحيى (١) ، قال : ثنا محمد بن عامر ، قال : ثنا أبي مثله.
__________________
ـ وأخرجه مسلم في «صحيحه» ١٢ / ٣٠ و ٣١ مع النووي عنه مرفوعا ، وأبو داود في «سننه» ٤ / ١٢٨ ، وفيه «الضيافة ثلاثة أيام ، وما بعد ذلك فهو صدقة». والترمذي في «سننه» ٣ / ٢٣٣ ، عن أبي الشريح أيضا بلفظ البخاري ، وفي رواية بلفظ : «الضّيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة ، وما أنفق عليه بعد ذلك ، فهو صدقة ، ولا يحل له أن يثوي عنده حتى يحرجه» ، وقال : وفي الباب عن عائشة وأبي هريرة ، وهذا حديث حسن صحيح ، وابن ماجه في «سننه» ٢ / ١٢١٢ بلفظ الترمذي ، ومالك في «الموطأ» ص ٥٧٨ في صفة النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكذا الدارمي في «سننه» ٢ / ٩٨ ، وأبو نعيم في «الحلية» ٣ / ٩٩ ، عن أبي سعيد مثله ، وذكر المنذري في «الترغيب والترهيب» ٣ / ٣٧٠ عن أبي هريرة بلفظ : ألا سمعت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقول : «للضيف على من نزل به من الحق ، ثلاث. فما زاد فهو صدقة ، وعلى الضيف أن يرتحل لا يؤثم أهل المنزل». وقال : رواه أحمد ، وأبو يعلى ، والبزار ، ورواته ثقات سوى ليث بن أبي سليم.
وأورده أيضا عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : قال المنذري : رواه البزار ، ورواته ثقات.
لم أجده من طريق المؤلف فيما وقفت عليه.
(١) محمد بن يحيى بن منده : تقدم في ت ١٠ ، وبقية الرواة في السند قبله.
٥٦ ٤ / ٣ ع ليث بن سعد (*) :
يكنى أبا الحارث. من أهل أصبهان.
حدثني ابن صبيح (١) ، قال : ثنا إسماعيل بن يزيد ، قال : سمعت بعض أصحابنا يقول : كان ليث بن سعد من أهل أصبهان من ماربين (٢). وروى عنه من الأصبهانيين : قتيبة بن مهران بن عبد الرحمن الأزاداني ، وكان سبي من أصبهان ، ونزل فسطاط مصر ، وتبنّك (٣) بها ، واعتقد وحمل عنه علم كثير (٤).
سمعت أبا الحسن الطّحّان قال : سمعت ابن زغبة (٥) يقول : سمعت
__________________
(*) له ترجمة في «الطبقات الكبرى» لابن سعد ٧ / ٥١٧ ، وفي «طبقات خليفة» ص ٢٩٦ ، وفي «التاريخ الكبير» ٧ / ٢٤٦ ، وفي «المعرفة والتاريخ» ٢ / ٤٤١ ـ ٤٤٥ ، وفي «الجرح والتعديل» ٧ / ١٧٩ ، وفي «مروج الذهب» ٣ / ٣٤٩ ، وفي «مشاهير علماء الأمصار» ص ١٩١ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٨ ، وفي «الحلية» ٧ / ٣١٨ ، وفي «تاريخ بغداد» ١٣ / ٣ ـ ١٤ ، وفي «صفة الصفوة» ٤ / ٣٠٩ ـ ٣١٣ ، وفي «وفيات الأعيان» ٤ / ١٢٧ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٢٤ ، وفي «الميزان» ٣ / ٤٢٣ ، وفي «البداية» لابن كثير. ١٠ / ١٦٦ ، وفي «غاية النهاية» ٢ / ٣٤ ، وفي «التهذيب» ٨ / ٤٥٩ ، وفي «الجواهر المضيئة» ١ / ٤١٦ ، وفي «شذرات الذهب» ١ / ٢٨٥ ، وفي «الأعلام» ٦ / ١١٥.
(١) هو أحمد بن محمود بن صبيح. ثقة ، تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥.
(٢) كذا في «المعرفة والتاريخ» ، و «أخبار أصبهان» ، و «الحلية». ومار بين : محلة بأصبهان ، تقدم تحديدها في المقدمة.
(٣) تبنّك بالمكان : أقام وتمكن. انظر «القاموس» ٣ / ٢٩٦ ، «والمعجم الوسيط» ١ / ٧١.
(٤) في الأصل : (علما كثيرا) والتصحيح من مقتضى القواعد.
(٥) هو عيسى بن حماد بن مسلم ، أبو موسى المصري. ثقة ، مات سنة ٢٤٨ ه. انظر «التهذيب» ٨ / ٢٠٩.
الليث بن سعد يقول : نحن من أهل أصبهان ، فاستوصوا بهم خيرا (١).
حدثنا عبد الله بن محمد بن يعقوب ، قال : ثنا أبو حاتم (٢) ، قال : ثنا ابن الطّبّاع (٣) ، قال : مات الليث بن سعد سنة ست أو سبع وسبعين ومائة.
حدثنا عبد الله ، عن ابن معين (٤) ، قال : ثنا ابن بكير (٥) ، قال : ومات الليث بن سعد يوم الخميس ، لأربع عشرة من شعبان ، سنة خمس وسبعين ومائة (٦).
سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول : ليث بن سعد من سبي أصبهان.
حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، عن الربيع (٧) ، عن الشافعي ، قال : كان الليث بن سعد أفقه من مالك بن أنس ، إلّا أنّه ضيعه أصحابه (٨).
__________________
(١) كذا في «الحلية» ٧ / ٣٢١ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٨ ، وفي «تاريخ بغداد» ١٣ / ٣.
(٢) هو محمد بن إدريس الرازي ، الإمام الناقد ، سيأتي بترجمة ٢٩٠.
(٣) ابن الطّباع : هو محمد بن عيسى بن نجيح أبو جعفر. ثقة. مات سنة ٢٢٤ ه. انظر «التهذيب» ٩ / ٣٩٣.
(٤) ابن معين : هو يحيى بن معين بن عون. تقدم في ت ٢٥. إمام ناقد.
(٥) ابن بكير هو يحيى بن عبد الله بن بكير أبو زكريا المصري الحافظ مات سنة ٢٣١ ه. انظر «التهذيب» ١١ / ٢٣٧.
(٦) وفي المصدر السابق ٨ / ٤٦٤ : عن يعقوب بن سفيان ، عن ابن بكير ، قال : ولد الليث سنة ٩٤ ه ، ومات في يوم الجمعة ، نصف شعبان ، سنة خمس وسبعين ومائة ، وكذا ذكرت في تاريخ وفاته معظم المصادر المذكورة في ترجمة ليث.
(٧) الربيع : هو ابن سليمان بن عبد الجبار أبو محمد المصري ، صاحب الشافعي. انظر ترجمته في «التهذيب» ٣ / ٢٤٥.
(٨) كذا في «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٢٤ ، «والتهذيب» ٨ / ٤٦٣.
٥٧ ٤ / ٤ يونس الأصبهاني (*) :
روى عنه صغدي بن سنان ، قال : ثنا يونس الأصبهاني.
(٧١) حدثنا محمد بن جعفر (١) الشعيري (٢) ، قال : ثنا الوليد (٣) بن عمرو بن سفيان (٤) ، قال : ثنا صغدي بن سنان (٥) ، قال : ثنا يونس ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، أن رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أتي بجفنة من ثريد وهو يريد صلاة المغرب ، فقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «هذا رزق ساقه الله إليكم قبل صلاتكم ، فأكل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ثم قام إلى الصّلاة ، ولم يمضمض ، ولم يغسل يده ، ومسح يده بالحائط».
__________________
(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٥ ، وفيه «أنّه» قيل : ابن أبي عمر.
تراجم الرواة :
(١) محمد بن جعفر الشعيري : لم أعثر عليه ، وترجم المؤلف في الطبقات ٢٨٣ / ٣ لمحمد بن جعفر الأشعري ، فإذا كان هو ، فهو ثقة ، ومن شيوخ أبي الشيخ.
(٢) هكذا في النسختين : والذي يبدو أنه الأشعري ، وهو من شيوخ أبي الشيخ ، والله أعلم.
(٣) يبدو أنه الوليد بن عمرو بن سكين البصري أبو العباس. صدوق من الحادية عشرة. «التقريب» ص ٣٧٠ ، «والتهذيب» ١١ / ١٤٥.
(٤) كذا في النسختين ، وجاء عند أبي نعيم (سكين) ، ولهذا ترجمة في «التهذيب» ١١ / ١٤٥.
أما الوليد بن عمرو بن سفيان ، فلم أعثر له على ترجمة ، فيبدو أنه تصحيف. والله أعلم.
(٥) صغدي بن سنان أبو معاوية البصري. قال أبو حاتم : ضعيف. وقال ابن معين : ليس بشيء.
انظر «الميزان» ٢ / ٣١٦.
يونس : هو المترجم له ، وعطاء : هو ابن أبي رباح. تقدم في ت ٤٩. ثقة.
تخريج الحديث :
في إسناده صغدي ، وهو ضعيف. ويونس لا يعرف حاله.
فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٥ من طريق شيخه أبي محمد بن حيان به مثله.
(٧٢) حدثنا محمّد ، قال : ثنا الوليد بن عمرو ، قال : ثنا صغدي ، قال : ثنا يونس ، عن عطاء ، عن ابن عباس رفعه إلى النّبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ قال : «من أحيا ما بين صلاتين ، غفر له ، وشفع له ملك ، وأمّن على دعائه» (١).
(٧٣) ثنا محمد ، قال : ثنا الوليد بن عمرو ، قال : ثنا صغدي ، قال : ثنا يونس ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل إلى النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : أين أبي؟ قال : «في النّار» ، ثم جاء آخر ، فقال : يا رسول ، الله الحجّ كل عام؟ فغضب رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فحول وركه ، ودخل البيت ، ثم قال : «والذي نفسي بيده ، لو قلت ، لوجبت عليكم كلّ سنة أو كل عام ، ثمّ لكفرتم» ، فأنزل الله (٢) : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ
__________________
(١) تراجم الرواة :
تقدّموا في السند قبله جميعا.
تخريج الحديث :
فقد أخرجه أبو نعيم في المصدر السابق بسنده إلى صغدي بن سنان ، ومنه إلى آخر السند بإسناده ، كما هنا بلفظ : «من أحيا بين الصلاتين ، غفر له وشفع له ملكان ، وأمّنا على دعائه».
فهذا أيضا من طريق صغدي ، وهو ضعيف. ويونس لا يعرف.
(٢) تقدّم رجال السند بكامله.
تخريجه :
أورده السيوطي في «الدر المنثور» ٢ / ٣٢٣٥ ، وقال : أخرجه ابن مردويه ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل ... الحديث ، فذكره بمثله ، وأخرج ابن جرير في «تفسيره» ٧ / ٨١ ، وابن كثير في «تفسيره» من طريق ابن جرير ، عن أبي هريرة مرفوعا ، وفي أوله الجزء الأول من الحديث. بلفظ : قال : «خرج رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وهو غضبان محمار وجهه ، حتى جلس على المنبر ، فقام إليه رجل ، فقال : أين أبي؟ قال : في النار ، فقام آخر ، فقال : من أبي؟ قال : حذافة. فذكر الحديث إلى أن قال : فنزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا ...) الخ وقال ابن كثير : إسناده جيد ، وقد ذكر هذه القصة مرسلة غير واحد من السلف. انتهى. والذي ذكره الشيخان في نزول الآية : «أنّه نزل في رجل قال : من أبي؟ قال : فلان ، فنزلت هذه الآية». يرجح هذه الرواية على الرواية التي من طريق صغدي ، وهو ضعيف. وعلى فرض صحته ، يمكن أن يجمع أنه حصل هذا وذلك ، فنزلت الآية. وقد أشار القرطبي إلى هذا. انظر «الجامع لأحكام القرآن» ٦ / ٣٣١. ـ
تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ)(١).
__________________
ـ وأخرج أبو داود في «سننه» ٥ / ٩٠ من حديث ثابت ، عن أنس أنّ رجلا قال : يا رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أين أبي؟ قال : «أبوك في النار» فلما قفى ، قال : «إنّ أبي وأباك في النار» وليس فيه ذكر لنزول الآية ، وكذا أخرجه مسلم في «صحيحه» في كتاب الإيمان حديث ٢٠٣ ، باب بيان أن من مات على الكفر دخل النار ، بدون ذكر نزول الآية ، فيظهر أن هذه قصة أخرى ، والله أعلم.
وجاء في «الفتح» ١ / ١٩٧ أنّ الشخص الذي قال : من أبي؟ قال أبوك حذافة ، والثاني الذي قام فقال : من أبي يا رسول الله؟ قال : أبوك سالم مولى شيبة ، هو سالم بن سعد ، كما ذكره ابن حجر عن ابن عبد البر ، وأخرجه مسلم في «صحيحه» ١٥ / ١١٦.
وذكر ابن حجر في الفتح رواية ابن جرير الطبري التي فيها «أن رجلا قال : أين أبي؟ قال : في النار ، فقام آخر ، فقال : من أبي؟ قال : حذافة .. إلخ».
وقال : هذا شاهد جيد لحديث موسى بن أنس ، عن أنس ـ وهو الذي فيه أن رجلا قال : من أبي؟ قال : فلان ، فنزلت الآية. الخ.
الخلاصة :
أنّ في نزول الآية ثلاث روايات : أنها نزلت في سؤال الرجل عن أبيه ، أو سؤالهم عن الحج : ألكل عام؟ أو عن البحيرة والسائبة ، كما وردت في بعض الروايات.
وقال الحافظ : لا مانع أن يكون الجميع سبب نزولها ، والله أعلم.
انظر «فتح الباري» للتفصيل ٩ / ٣٥٠ ، «وتفسير ابن كثير» ٢ / ١٠٥ و ١٠٦.
(١) سورة المائدة آية : ١٠١.
٥٨ ٤ / ٥ جسر بن فرقد (*) :
قدم أصبهان. سمعت علي بن الصباح يقول ، سمعت عقيل بن يحيى يقول : سمعت عامر بن إبراهيم يقول : قدم جسر القصاب أصبهان. حدّث عنه من الأصبهانيين : منخّل ، وشعبة بن عمران. ذكر إبراهيم بن السدي ، قال : ثنا إبراهيم بن المنخّل ، قال : سمعت جسر بن فرقد يقول : كنت أشتري اللحم للحسن (١) في كل يوم نصف درهم.
(٧٤) حدثنا ابن عامر ، قال : ثنا عمي ، عن أبيه ، قال : ثنا شعبة بن
__________________
(*) جسر ـ بكسر الجيم ، وبالسين المهملة ـ له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٢٤٦ ، وفيه أنه ليس بذاك ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٥٣٨ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥١ ـ ٢٥٢ ، وفي «الإكمال» ٢ / ١٠٠ ، وفيه : كان ضعيفا. وفي «لسان الميزان» ٢ / ١٠٤ ، «والمغني في الضعفاء» ١ / ١٣٠ ، وفيه : «ضعفوه» ، و «ميزان الاعتدال» ١ / ٣٩٨ ـ ٣٩٩.
(١) فلعله الحسن البصري ـ والله أعلم ـ وهو الغالب كما سيأتي.
تراجم الرواة :
ابن عامر : هو محمد بن إبراهيم بن عامر ، وعمه محمد بن عامر ، وأبوه عامر تقدموا قريبا.
شعبة بن عمران : سيأتي بترجمة ٩٦ ، وجسر : هو المترجم له. ضعيف. والحسن : جاء التصريح في بعض الروايات ، أن الحسن : هو ابن دينار. سأل أبا برزة ، وهو ضعيف ، بل قال بعض العلماء : متروك. انظر «التهذيب» ٢ / ٢٧٥ ، «والمغني في الضعفاء» ١ / ١٥٩.
أبو برزة : هو نصله بن عبيد الأسلمي ، صحابي مشهور بكنيته ، أسلم قبل الفتح ، ومات بخراسان سنة خمس وستين على الصحيح. انظر «التقريب» ص ٣٥٨ ، «والتهذيب» ١٠ / ٤٤٦.
عمران ، قال : ثنا جسر بن فرقد ، عن الحسن ، عن أبي برزة (١) ، وسأله عن أشدّ آية على أهل النار ، فقال : سألنا عنها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقال : هذه الآية : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذاباً)(٢).
__________________
(١) في أ ـ ه : «أبي بردة» ، وعند أبي نعيم ١ / ٢٥١ ، كما في الأصل «أي أبي برزة» ، وهو الصواب كما صرح السيوطي في «الدر المنثور» ٦ / ٣٠٨ ، فقال : أبي برزة الأسلمي ، «وبرزة بفتح أوّله وبالزاي». انظر «التقريب» ص ٣٩٤.
كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥.
(٢) سورة النبأ ـ آية : ٣٠.
تخريج الحديث :
سنده ضعيف ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥١ به مثله ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن الحسن بن دينار ، قال : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية ... الحديث ، ولكنه ليس فيه : سألنا عنها رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ انظر «الدر» ٦ / ٣٠٨ ، وأيضا ذكر السيوطي في المصدر السابق أنه أخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن عبد الله بن عمرو بنحو هذا موقوفا ، وهذه الرواية عند ابن جرير في «تفسيره» ٣٠ / ١٧ ، وكذا ذكره ابن كثير في «تفسيره» ٤ / ٤٦٤ ، وذكر أيضا أن ابن أبي حاتم أخرجه ـ ثم ساقه بإسناده ، وفيه جسر بن فرقد عن الحسن ـ بلفظ : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية ... الحديث ، قال ابن كثير : في آخر الحديث ، جسر بن فرقد ، ضعيف الحديث بالكلية. وذكر الهيثمي في المجمع ٧ / ١٣٣ عن مهدي بن ميمون ، قال : سمعت الحسن بن دينار سأل الحسن ، أيّ آية أشدّ على أهل النار ، فقال : سألت أبا برزة ، فقال : أشدّ آية نزلت : (فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ ..) ، وقال : رواه الطبراني ، وفيه شعيب بن بيان ، وهو ضعيف ، قلت : الحسن بن دينار أضعف منه ، حيث تركه بعض العلماء.
يبدو من هذه الرواية ، أنّ السائل عن أبي برزة هو الحسن البصري ، وهو ثابت سماعه عن أبي برزة ، كما في «التهذيب» ٢ / ٢٦٥ ، ولم أعرف أحدا صرح بسماع ابن دينار عن أبي برزة فيما وقفت ، فالرّواية التي صرّح أن الحسن بن دينار سأل أبا برزة فيه انقطاع وثانيا : رواية المذكور عند المؤلف ، وكذا ذكره ابن كثير عن ابن أبي حاتم ، يبدو أن الحسن هو البصريّ ، لأنّ ابن كثير ضعّفه بجسر بن فرقد ، ولو كان الحسن هو ابن دينار الذي هو أشد ضعفا ، بل متروك متهم عند البعض لما سكت عنه.
الخلاصة :
أنّ الحديث ضعيف ، إما بسبب جسر ، أو بسبب الحسن بن دينار ، كما ورد من طريقه في بعض الروايات. والله أعلم.
٥٩ ٤ / ٦ ع عبد العزيز الماجشون (*) :
حكى ابن أبي خيثمة (١) ، قال : كان الماجشون من أهل أصبهان ، فنزل المدينة ، ووقع بها ، فكان يلقى الناس ، فيقول لهم : جوني جوني (٢).
__________________
(*) الماجشون : فارسي ، أصله «ماهكون» ، يعني لونه كالقمر ـ فعرّبه أهل المدينة ، فقالوا : الماجشون. كذا في «التهذيب» ٦ / ٣٤٤ ، وإنما سمّي به لأن وجنتيه كانتا حمراوين ، فسمّي بالماهكون فشبّه وجنتاه بالقمر ، له ترجمة في «الطبقات» لخليفة ص ١٧٥ ، وفي «التاريخ الكبير» ٦ / ١٣ ، وفي «الجرح والتعديل» ٥ / ٣٨٦ ، وفي «المشاهير» لابن حبان ص ١٤١ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٢٤ ، وفيه عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ، وفي «تاريخ بغداد» ١٠ / ٤٣٦ ـ ٤٣٩ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٢٢ ، وفي «الميزان» ٢ / ٦٢٩ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٣٤٣ ، وفي «الأعلام» ٤ / ١٤٥.
(١) ابن أبي خيثمة : هو أبو بكر أحمد بن زهير بن حرب ، الحافظ الحجة الإمام ، صاحب «التاريخ الكبير» ـ ثقة ، متقن ، مات سنة ٢٧٩ ه. انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٥٩٦.
(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٢٤ ، وجوني جوني ، هكذا جاء في النسختين الخطيتين ، وهي كلمة فارسية «معناها» : كيف أنت؟ ويحتمل أن يكون بالخاء المعجمة : «خوبي خوبي» ، يعني : أنت طيب ، والله أعلم.
٦٠ ٤ / ٧ ع عبد العزيز الدّراوردي (*) :
ذكر الطبراني عن أحمد بن رشدين ، قال : سمعت أحمد بن صالح يقول : كان الدّراوردي من أهل أصبهان ، نزل بالمدينة ، فكان يقول للرجل إذا أراد أن يدخل ، قال : أندرون (١). فلقّبه أهل المدينة الدراوردي (٢).
__________________
(*) الدراوردي ـ بفتح الدال والراء ، وسكون الألف ، وفتح الواو ـ : وهو عبد العزيز بن محمد بن عبيد أبو محمد. له ترجمة في «طبقات خليفة» ٢٧٦ ، وفي «التاريخ الكبير» ٦ / ٢٥ ، وفي «الجرح والتعديل» ٥ / ٣٩٥ ، وفي «المشاهير» ص ١٤٢ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٢٥ ، وفي «معجم البلدان» ٢ / ٤٤٧ ، وفي «اللباب» ١ / ٤٩٦ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٦٩ ، «والميزان» ٢ / ٦٣٣ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٣٥٣. وفي تاريخ وفاته أقوال.
(١) في النسختين : «أندرود» ، وعند أبي نعيم ٢ / ١٢٥ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٣٥٣ «أندرون» هذا أقرب إلى الصواب ، ومعناه «تفضل» للداخل.
(٢) كذا في المصادر السابقة ، وفي وجه تلقيبه بهذا اللقب أقوال أخرى ، انظر مصادر ترجمته.
٦١ ٤ / ٨ ع جرير بن عبد الحميد (*) :
حدّثنا محمد بن أحمد بن يزيد ، قال : ثنا عبد الله بن عبد الوهاب ، قال : ثنا محمد بن عمرو عن جرير ، قال : ولدت في آبة (١) ، من قرية أصبهان.
__________________
(*) لجرير ترجمة في «الطبقات الكبرى» لابن سعد ٧ / ٣٨١ ، وفي «التاريخ الكبير» ٢ / ٢١٤ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٥٠٥ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥٠ ، وفي «تاريخ بغداد» ٧ / ٢٥٣ ـ ٢٦١ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٧١ ، وفي «الميزان» ١ / ٣٩٤ ، وفي «غاية النهاية» ١ / ١٩٠ ، وفي «التهذيب» ٢ / ٧٥ ـ ٧٧ ، وفي «الأعلام» ٢ / ١١.
(١) في أ ـ ه ، «آية» وهو تصحيف والصواب ما أثبته من الأصل كما ضبطه ياقوت فقال : «آبة» بالباء الموحدة : قرية من قرى أصبهان.
انظر «معجم البلدان» ١ / ٥٠ ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٥٠.
٦٢ ٤ / ٩ س فق القاسم بن (أبى) (١) أيوب (*) :
أصبهاني ، لقي سعيد بن جبير ، (وروى عنه) (٢) شعبة بن الحجاج ، قال : أخبرني القاسم بن أبي ايوب قال : كان سعيد بن جبير عندنا في قريتنا بأصبهان سنتين وكان معه غلام مجوسي يخدمه وكان يأتيه المصحف بعلاقته (٣)(٤).
__________________
(*) للقاسم ترجمة في «الطبقات» لابن سعد ٧ / ٣١١ ، وفيه أنّه كان ثقة قليل الحديث ، وفي «التاريخ الكبير» ٧ / ١٦٨ ، وفي «الجرح والتعديل» ٧ / ١٠٧ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٩ ، وفي «الميزان» ٣ / ٣٦٩ ، وفي «التهذيب» ٨ / ٣٠٩ ، وقد نسبه أبو نعيم ، فقال : القاسم بن أبي أيوب ، وهو ابن بهرام ، والصواب أن ابن بهرام غير القاسم بن أبي أيوب. الأوّل ضعيف ، والثاني ثقة ، وأشار ابن حجر في «التهذيب» إلى خطأ أبي نعيم في هذا القول. انظر «التهذيب» ٨ / ٣٠٩.
(١) بين الحاجزين سقط من الأصل ، استدركته من مصادر ترجمته ، ومن السندين التاليين أيضا.
(٢) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٩.
(٣) في المصدر السابق : «في غلافه».
(٤) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٩.
تراجم الرواة :
هو الفضل بن حباب الجمحيّ ، وكان مسند عصره في الحديث بالبصرة ، وقال الذهبي : «الإمام الثقة ، محدث البصرة». توفي سنة خمس وثلاثمائة. انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٦٧٠ ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ١٥١.
هو علي بن عبد الله بن جعفر أبو الحسن بن المديني البصري ، صاحب التصانيف ، ثقة ، ثبت توفي سنة ٢٣٤ ه. انظر «التهذيب» ٧ / ٣٤٩ ، «والتقريب» ص ٢٤٧.
هو يزيد بن هارون بن زاذان.
ابو خالد الواسطي السلمي : ثقة ، متقن. تقدم في ت ٤٥. ـ
ثنا أبو خليفة ، قال : ثنا علي بن المديني ، قال : ثنا يزيد بن هارون ، قال : ثنا أصبغ بن زيد ، عن القاسم بن أبي أيوب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قصة القنوت بطوله.
__________________
ـ هو أصبغ بن زيد بن علي الجهني ، مولاهم أبو عبد الله الواسطي الوراق. وثقه ابن معين ، وأبو داود ، والدارقطني ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. مات سنة ١٥٧ ه. قال الذهبي في «الكاشف» ١ / ١٣٦ : صدوق ، وقال ابن حجر : صدوق ، يغرب. انظر «التهذيب» ١ / ٣٦١ ، «والتقريب» ص ٣٨. وسعيد بن جبير : تقدم بترجمة ٢٢ ، رجاله ثقات.
تخريجه :
فقد أخرج الدارقطني في «سننه» روايتين عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، إحداهما مرفوعا ولفظها : «قال : ما زال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقنت حتى فارق الدنيا» ، وقال الدارقطني : وخالفه ـ أي خالف أبان بن تغلب عن سعيد ـ إبراهيم بن أبي حرة ، عن سعيد.
والأخرى موقوفة على ابن عباس ، وفيها ضعف ؛ لأن في سنده عبد الله بن ميسرة أبو ليلى.
ضعّفه العلماء. انظر «الميزان» ٢ / ٥١١.
والرواية المرفوعة أيضا ضعيفة بالسند المذكور ، لأن فيه محمد بن مصبح ، وهو يروي عن أبيه. قال العظيم آبادي : كلاهما مجهولان. انظر «التعليق المغني على الدارقطني» بذيل «السنن» ٢ / ٤١.
وأيضا ذكر الذهبي تحت ترجمة أصبغ بن زيد. وقال : هو راوي حديث القنوت بطوله ، انظر «الميزان» ١ / ٢٧٠.
ورجال أبي الشيخ ثقات ، سوى أصبغ بن زيد ، وقد وثّقه جماعة كما ذكرت الأقوال في ترجمته.
وذكر الزيلعي في «نصب الراية» ٢ / ١٢٤ رواية عن ابن عباس في القنوت قبل الركوع ، وقال : أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ، وهو في ٥ / ٦٢ ، ولكن عن حبيب بن أبي ثابت ، عن ابن عباس ، قال : «أوتر النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ بثلاث ، فقنت قبل الركوع». وقال أبو نعيم : غريب من حديث حبيب.
وأخرج «البيهقي» في «السنن الكبرى» ٢ / ٢١٤ ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أنّ القنوت في صلاة الصبح بدعة ، فإنّه لا يصحّ ، وأبو ليلى الكوفي متروك ـ وهو عبد الله بن ميسرة.
٦٣ ٤ / ١٠ ت ـ س ـ ق ـ محمد بن عبد الوهاب القنّاد (*)(١) :
كان أصله من أصبهان. كتب إلينا محمد بن إسحاق ، قال : ثنا هارون ابن إسحاق ، قال : ثنا محمد بن عبد الوهاب القنّاد ، وكان من أفضل الناس ، وكان أصله من أصبهان ، يكنى أبا يحيى ، مات سنة اثنتي عشرة ومائتين (٢).
__________________
(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ١ / ١٦٨ ، وفي «الجرح والتعديل» ٨ / ١٢ ، وفي «المشاهير» ص ١٧٤ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٧ ، وفي «التهذيب» ٩ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، «والتقريب» ص ٣٠٩. وفيه : ثقة عابد.
(١) القناد : بالقاف والنون. انظر «التقريب» ص ٣٠٩ ، وهذا يقال لصاحب قوالب السكر ، ولذا يقال له : السكري أيضا ، والقند : لغة فارسية عبارة عن قالب السكر.
(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٧ ، «والتهذيب» ٩ / ٣٢٠ ـ ٣٢١ ، «ومشاهير علماء الأمصار» ص ١٧٤ ، «والتاريخ الكبير» للبخاري ١ / ١٦٨.
٦٤ ٤ / ١١ خ ـ ت ـ س ـ ق (محمد (١) بن الصّلت) (*) :
قال محمد بن إسحاق :
وثنا الجوهري ، قال : محمد بن الصلت يكنى أبا جعفر كان أصبهانيا ، فصار إلى الكوفة فنزلها ، ومات سنة ثلاث عشرة ومائتين (٢).
__________________
(*) له ترجمة في «الطبقات» ٦ / ٤٠٩ لابن سعد ، وفي «التاريخ الكبير» ١ / ١١٨ ، وفي «الجرح والتعديل» ٧ / ٢٨٨ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٨ ، وفي «التهذيب» ٩ / ٢٣٢. وكان ثقة.
(١) العنوان بين القوسين من أ ـ ه.
(٢) «أخبار أصبهان» ٢ / ١٧٨ ، وفي سنة وفاته أقوال. قيل : مات سنة ٢١٨ و ٢١٩ و ٢٢٢ ه. والله أعلم.
انظر «التهذيب» ٩ / ٢٣٣.
٦٥ ٤ / ١٢ د ـ ق حميد بن وهب أبو وهب (*) :
روى عنه عامر بن إبراهيم ، يروي عن إسماعيل بن أبي خالد ، وهشام بن عروة.
(٧٥) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، عن عمه ، عن أبيه ، قال : ثنا حميد بن وهب أبو وهب ، قال : ثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي جحيفة ، قال : رأيت رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وكان الحسن بن علي يشبهه ـ وقال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «إنّ ابني هذا سيّد ، ومن أحبّني فليحبّ هذا في حجري».
__________________
(*) لحميد ترجمة في «التارخ الكبير «٢ / ٣٥٩ ، وفيه : منكر الحديث ، وفي «المجروحين» ١ / ٢٦٢ ، وفيه : أنه ممن خطى ، ولا يحتج به إذا انفرد ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩١ ، وفي «الميزاان» ١ / ٦١٧ ، وفيه : أنه مقل صويلح ، وفي «التهذيب» ٣ / ٥٢.
تراجم الرواة :
محمد وعمه ، وهو محمد بن عامر. صرح به أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٥٧ ، وأبوه عامر ، تقدموا في ت ٥٦ ح ٧٤.
حميد : وهو لين الحديث كما قال الحافظ ، وعند البخاري منكر الحديث. انظر مصادر ترجمته تجد الأقوال فيه.
إسماعيل : هو الأحمسى مولاهم من رجال الجماعة. ثقة ، حجة. مات سنة ١٤١٦ هـ. انظر «التهذيب» ١ / ٢٩١.
أبو جحيفة : اسمه وهب بن عبدالله السوائي ، صحابي معروف ، ومشهور بكنيته ، وصحب عليا ، ومات سنة ٧٤ هـ. انظر «التقريب» ص ٣٧٢.
تخريجه :
في سنده حميد بن وهب ، وهو لين الحديث ، وقال ابن حبان : لا يحتج به إذا انفرد ـ
وحدثنا ابن عامر ، عن عمه ، عن أبيه ، قال : ثنا حميد بن وهب ، قال : ثنا مسعر بن كدام ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي عبد الرحمن السلمي (١) أن حذيفة بن اليمان خطب يوم الجمعة ، فقال : اقتربت الساعة وانشق القمر ألا أنّ الساعة اقتربت ، وأنّ القمر قد انشقّ ، اليوم المضمار وغدا السباق ، والسابق من سبق إلى الجنة (٢) ، والغاية النار. قال : فقلت لأبي : يا
__________________
ـ وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩١ به مثله ، ولم أجده بهذا السياق عند غيره ، وقى أخرج الترمذي في «سننه» ٥ / ٣٢٥ الجزء الأول من الحديث من طريق إسماعيل بن أبي خالد ، عن أبي جحيفة مرفوعا ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وفي الباب عن أبي بكر الصديق ، وابن عباس ، وابن الزبير ، وأخرجه ـ أيضا ـ أحمد في «مستدركه» ٣ / ١٦٨ ، عن أبي جحيفة مرفوها مثله ، وقال : هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وأقره الذهبي في «التلخيص بذيل المستدرك». وقد ورد كون الحسن شبيها بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أنس ، وأبي بكر في «الصحيحين» وغيرهما. انظر «صحيح البخاري» ٨ / ٩٦ ـ ٩٩ مع الفتح ، «وصحيح مسلم» ١٥ / ١٩٢ مع النووي.
أما الجزء الثاني ، فلم أجد بسياقه ، ولكن كونه سيدا ومحبوبا للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد ثبت في «الصحيحين» ، وغيرهما من السنن والمسانيد.
انظر «صحيح البخاري» ٨ / ٩٦ ، «وصحيح مسلم «مسلم» ١٥ / ١٩٢ ، وأبو داود الطيالسي في «مسنده» ٢ / ١٩٣ مع «منحة المعبود» ، والترمذي في «سننه» ٥ / ٣٢٣ ، وقال بعد ذكره الحديث : حديث حسن صحيح ، وجاء في «المستدرك» بسند صحيح ٣ / ١٦٩ ، هن أبي هريرة مرفوها أن الحسن سيد ، وصححه الذهبي في «التلخيص» أيضا ، واخرج الطيالسي في «مسنده» ٢ / ١٩٣ مع «المنحة» ، عن البراء أنه قال : «رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واضعا الحسن عن عاتقه ، فقال : «من أحبني فليحبه». وهو في «صحيح البخاري» كما ذك صحيحه رت ، ولكن بلفظ «اللهم أني أحبه فاحبه». انظر ٨ / ٩٦. وزاد مسلم في «صحيحه» ١٥ / ١٩٢ : «واحبب من يحبه».
وقد جمع ابن كثير في «البداية» ٩ / ٣٣ معظم الروايات الواردة في فضل الحسن بن علي. راجع الصفحة المذكورة وما بعدها.
(١) في «الحلية» لأبي نعيم ١ / ٢٨١ ، بزيادة : قال : انطلقت إلى الجمعة مع أبي بالمدائن ، وبيننا وبينها فرسخ ، وحذيفة اليمان على المدائن ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : اقتربت ... الخ.
(٢) في «تفسير ابن كثير» ٤ / ٢٦١ من طريق ابن جرير «ألا وإنّ الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة».