طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨

٣٠ ٢ / ١٥ عبد الله بن أبي بكرة الثقفي (*) :

ولي أصبهان.

ذكر النسابة (١) ، قال : دخلت سنة عشرين ومائة. فولي عبد الله بن عبيد الله (٢) بن أبي بكرة.

(٤٣) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : ثنا شعبة بن عمران أبو رافع الأصبهاني ، عن سعيد بن جمهان ، عن عبد الله بن أبي بكرة ، عن أبيه ، قال : قال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٣.

(١) لعله أبو اليقطان النسابة ، واسمه عامر بن حفص ، وقد عاش بالبصرة في القرن الثاني الهجري.

مات سنة ١٩٠ ه‍. انظر «الفهرست» ص ٩٤ لابن النديم ، ومقدمة أكرم ضياء العمري على «طبقات خليفة» ص ١٥.

(٢) يبدو أن عبيد الله وقع خطأ ، كما هو غير موجود في عنوان الترجمة ولا في السند التالي ـ والله أعلم. أو غير المترجم له ، وكذا وقع في «أخبار أصبهان».

تراجم الرواة :

محمد بن إبراهيم بن عامر : تقدم هو وأبوه وجده قريبا في ترجمة ٢٩.

شعبة بن عمران الأصبهاني : سيأتي بترجمة ٩٦ ، ولم أعرف حاله.

سعيد بن جهمان ـ بضم الجيم ، وإسكان الميم ـ الأسلمي أبو حفص البصري ، صدوق ، له إفراد. مات سنة ١٣٠ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٢٠ ، و «الميزان» ٢ / ١٣١.

عبد الله بن أبي بكرة : هو المترجم له ، وأبوه صحابي تقدم.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده محمد بن إبراهيم ، وشعبة بن عمران الأصبهاني ، وكذا عبد الله ، ترجم لهم المؤلف وأبو نعيم ، ولم يذكرا فيهم جرحا ولا تعديلا ، وأيضا سعيد بن جمهان ، صدوق ، ـ

٣٤١

«تنزل طائفة من أمتي أرضا يقال لها البصرة».

__________________

ـ صاحب إفراد ، والحديث أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٣ من طريق شيخه به مثله ، وأخرجه أبو داود في «سننه» ٤ / ٤٨٨ من طريق سعيد بن جمهان ، عن مسلم بن أبي بكرة ، قال : سمعت أبي يحدث أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة» .. الحديث ، وذكره بكامله. إسناده حسن ، تفرد به سعيد. والغائط : البطن المطمئن من الأرض. قاله الخطابي في تعليقه على «سنن أبي داود» ، ويؤيده ما عنده من حديث أنس في ٤ / ٤٨٩. قال له النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «يا أنس ، إن الناس يمصرون أمصارا ، وإنّ مصرا منها يقال لها البصرة أو البصيرة ، فإن أنت مررت بها أو دخلتها فإياك وسباخها وكلاءها ...» الحديث.

وأخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات» ٢ / ٦٠ ، وقال : لا يصح ، وتعقبه السيوطي في «اللآليء» ٢ / ٤٦٨ ، ووافقه ابن عراق في «التنزيه» ٢١ / ٥١ ، ونقل قول الحافظ العلائي إنه قال : إسناده ـ أي إسناد أبي داود ـ من رجال الصحيح كلهم. قلت : لم يجزم الراوي عند أبي داود بل قال : حدثنا موسى الحناط ـ لا أعلمه إلا ذكره عن موسى بن أنس ـ عن أنس ، فهو محل نظر ـ والله أعلم ـ.

وانظر «الفوائد المجموعة» ص ٤٣٤ للشوكاني.

٣٤٢

٣١ ٢ / ١٦ مرداس الأصبهاني قيم الجامع (*) :

روى عن أنس بن مالك.

(٤٤) حدث عقيل بن يحيى ، قال : ثنا العلاء بن أبي العلاء قيم الجامع ، قال : ثني جدي مرداس ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ «لا بد للناس من عريف ، والعريف في النار».

__________________

(*) له ترجة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣١٧.

تراجم الرواة :

عقيل بن يحيي : هو الطهراني ، سيأتي بترجمة ٢٣٢٨.

والعلاء بن أبي العلاء ـ قيم الجامع بأصبهان ـ الموذن ، روى عن جده مرداس ، وعنه عقيل ابن يحيى وسمويه. انظر «أخبار أصبهان ، ٢ / ١٤٨.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رواه المؤلف معلقا ، وممن علقه عنه إلى آخر السند ـ سوى الصحابي ـ لم أعرفهم. وأوصله أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٤٨ ، فقال : ثنا عبدالله بن جعفر ، قال : ثنا إسماعيل بن فلحا. لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. لابد للناس من العريف ، والعريف في النار». الحديث.

وأخرجه أبو داود في «سننه» ٣ / ٣٤٨ في ضمن حديث من طريق غالب القطان ، عن رجل ، عن أبيه ، عن جده ، في آخره هذا الحديث بلفظ : «إن العرافة حق ، ولابد للناس من العرفاء ، ولكن العرفاء في النار». قلت : في سنده رواة لم يسمعوا. فالحديث «ضعيف» بأسانيده المذكورة. والله أعلم.

قال الخطابي : «العريف : القيم بأمر القبيلة والمحلة ، يلي أمورهم ، ويتعرف الأمير منهم أحوالهم.

ومعنى قوله : «العريف في النار» : التحذير من التعرض للرياسة والتآمر على الناس ، لما في ذلك من المحنة ، وأنه إذا لم يقم بحقه ، ولم يؤد الأمانة فيه ، أثم واستحق من الله العقوبه ، وخيف عليه دخول النار. انظر«معالم السنن على سنن أبي داوود» ٣ / ٣٤٧.

٣٤٣

٣٢ ٢ / ١٧ الصباح بن عاصم الأصبهاني (*) :

روى عن أنس بن مالك.

(٤٥) حدثنا أحمد بن محمود بن صبيح ، قال : ثنا الحجاج بن يوسف ابن قتيبة ، قال : ثنا الصباح بن عاصم الأصبهاني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«صاحب الأربعين ، يصرف عنه أنواع البلاء ، والأمراض ، والجذام ، والبرص ، وما أشبهه ، وصاحب السبعين يحبه الله والملائكة في السماء ، وصاحب الثمانين تكتب حسناته ولا تكتب سيئاته ، وصاحب التسعين أسير الله في الأرض ، يشفع في نفسه وفي أهل بيته.

__________________

(*) له ترجة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٦.

ترجم الرواة :

أحمد بن محمود بن صبيح الوذنكاباذي. قال أبو الشيخ : شيخ ثقة ... شيخ أصبهان. صاحب أصول ، توفي سنة عشر وثلاثمائة.

انظر «الطبقات ، ٢٥٩ / ٣ له ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ١٢٩.

الحجاج بن يوسف بن قتيبة الهمداني : سيأتي بترجمة ١٥٧ ، وهو مجهول.

الصباح بن عاصم الأصبهاني : هو المترجم له.

مرتبة الاستاد والحديث وتخريجه :

في إسناده الحجاج الهمداني ، والصباح بن عاصم. لم أعرفهما.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان»١ / ٣٤٦ به مثله ، وأبو الشيخ نفسه في «فوائد الاصبهانيين» من وجه آخر، عن عبد الرحمن بن سليمان الأنصاري ، وهو مجهول. انظر«اللالي ، «١ / ١٤٥.

وأخرجه أحمد في «مسنده ، ٢ / ٨٩ عن أنس موقوقاً ، وقال اليثمي : وفيه من لم أعرفه ـ

٣٤٤

__________________

ـ وف ٣ / ٢١٨ بسنده عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أنس مرفوعا ، ورجاله ثقات سوى يوسف بن أبي ذرة ، وهو ليس بشيء ، كما قال ابن معين ، وقال ابن حبان : لا يحوز الاحتجاج به بحال ، كما في  «المجروحين» ٣ / ١٣١. وأخرجه البزار بطريقين ، وأبو يعلي بطرق في «مسنديهما» ، كما في «المجمع» ١٠ / ٢٠٤ و ٢٠٥ ، وقال الهيثمي : رجال ـ أحد طريقي البزار ثقات ، وطرق أبي يعلي كلها ضعيفة جداً ـ بالتصرف ، واخرجه ابن حبان في «المجروحين» ٣ / ١٣١ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ٣ / ٧٠ ، عن أنس نحوه ، وأورده الذهبي في «الميزان» ٤ / ٤٦٤ أيضا. والبغوي في «معجمة» كما في «اللالي» ١ / ١٣٩.

قلت : وله شاهد من حديث ابن عمرو ، وعثمان بن عفان ، وعبدالله بن أبي بكر ، وأبي هريرة ، وحديث ابن عمرعند أحمد في «مسنده» ٢ / ٨٩ ، وقال الهيثمي : رجاله وثقوا عليي ضعف في بعضهم كثير ، وحديث عثمان أخرجه أبويعلي ، وحديث عبدالله بن بي بكر : الطبراني كما في «المجمع» ١٠ / ٢٠٥ ، وقال الهيثمي : في إسناد أبي يعلي عزرة بن قيس الأزدي وهو ضعيف ، وقال في إسناد الطبراني : ولم يدرك عبدالله بن عمرو بن عثمان عبدالله بن أبي بكر.

وحديث أبي هريرة أخرجه الحكيم الترمذي في «نوادر الاصول». انظر اللالي» ١ / ١٤٢ ، وساقه بسنده.

والحديث أخرجه ابن الجوزي في «الموضوعات ، ١ / ١٧٩ ـ ١٨١ بسنده من طريق أحمد بطريقية مرفوعا وموقوقاً ، ومن طريق الخطب ، ثم حكم بوضعه بقوله : هذا الحديث لا يصح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم.

أعل الطريق الاول بيوسف بن أبي ذرة ناقلا قول ابن حبان فيه. أنه قال : يروي المناكير التي لا أصل لها من كلام رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يحل الاحتجاج به بحال. وأعل الموقوف بفرج بن فضالة ، فقال : قال يحيى والنسائي : «هو ضعيف». وقال البخاري : «منكر الحديث». وقال ابن حبان : يقلب الاسانيد ، ويلرق المتون الواهية بالأسانيد الصحيحة. لا يحل الاحتجاج به.

وقال في طريق الخطيب : فيه عباد بن عباد المهلبي. قال ابن حيان : غلب عليه التقشف ، وكان يحدث بالتوهم ، فيأتي بالمناكير ،فاستحق الترك.

وأخرجه بطريق آخر عن الخطيب ، وأعله بعزرة بن قيس الاودي ، فقال : ضعفه يحيى ، وبأبي الحسن الكوفي ، بقوله مجهول. هذا ما ذكره ابن الجوزي ، وبالتصرف.

وقد نعقبه الحافظ ابن حجر في «القول المسدد» ص ٢٩ ، وبعدها في الحديث الخامس والسادس ، بأن له طرقا عن أنس وغيره يتعذر الحكم مع مجموعها على المتن بأنه موضوع ، فقد روينا من طريق أبي طوالة عبدالله بن عبدالرحمن بن معمر الأنصاري ، وزيد بن أسلم المدني ، وعبد الواحد بن راشد ، وعبيدالله بن أنس ، والصباح بن عاصم ، كلهم عن أنس ،

٣٤٥

__________________

وروناه أايضا من حديث عثمان بن عفان ، وعبدالله بن أبي بكر الصديق ، وأبي هريرة وغيرهم ، عن النبي ، قال : وقد استوعيت طرقه في الجزء الذي سميته «معرفة الخصال المكفرة للذنوب المقدمة والمؤخرة» ومن أقوى طرقه ما اخرجه البيهقي في «الزهد» له ، عن الحاكم ، عن الاصم ، عن بكر بن سهل ، عن عبدالله بن محمد بن رمح ، عن عبدالله بن وهب ، عن حفص بن ميسرة ، عن زيد بم أسلم ، عن أنس ـ فذكر الحديث ، وقال ابن حجر : ورواته من ان وهب فصاعداَ من رجال الصحيح ، والبيهقي ، والحاكم ، والأصم لا يسأل عنهم ، وابن رمح ثقة ، وبكر بن سهل قواه جماعة ، وضعفه النسائي.

وقال مسلم : ضعفه بعضهم من أجل حديثه عن سعيد بن كثير ، عن مسلمة بن مخلد رفعه «اعرو النساء يلزمن الحجاب» ، يعني أنه غلط فيه ، ثم قال : مع هذا لم ينفرد به بكر ابن سهل ، ثم ساقه من طريق أبي بكر بن المقرىء عن أبي عروبة الحراني ، عن مخلد بن مالك الحراني ، عن حفص بن ميسرة ، به وبطريق أخر أيضاً ، وقال : مخلد أعلى شيخ لأبي عروبة ، وقد وثقة أبو زرعة الرازي ، ولا أعلم لاحد فيه جرحاً ، وباقي الإسناد إثبات ، فلو لم يكن لهذا الحديث سوى هذا الطريق لكان كافيا في الرد علي من حكم بوضعه ، فضلاً أن يكون له أسانيد أخرى.

منها ما اخرجه أحمد بن منيع في «مسند» عن عبّاد بن عبّاد المهلبي. قلت : قد تقدم ذكره ، حيث أعله ابن الجوزي بعباد ، وتعقبه ابن حجر بأنّ عبادا المهلبي من الثقات ، وثقه أحمد ابن حنبل ، ويحيى بن معين ، والعجلي ، وآخرون ، وذكره ابن حبان في «الثقات» ، وخبط ابن الجوزي في الكلام على هذا الحديث ، فنقل عن ابن حبان أنه قال في عبّاد بن عبّاد هذا إنه غلب عليه التقشف ، فكان يحدث بالتوهم ، فيأتي بالمنكر ، فاستحق الترك ، وهذا الكلام إنما قاله ابن حبان في عباد بن عباد الفارسي الخواص ... ماخوذ من «القول المسدد/ ٢٩ ـ ٣١ يتصرف يسير.

ذكر السيوطي في «اللالي» ١ / ١٤٠ أن الحافظ الزين العراقي أورد هذا الحديث في «أماليه» من طريق أحمد بن منيع ، وقال : هذا حديث له طرق ، وفي إسنادها مقال ... وقال أيضاً : رواه البزار من رواية أبن أخي الزهري عن أنس ، ورواه أيضاً بإسناد رجاله ثقات ... وقال في الأخير : والإسناد الذي رويناه هو أمثلها ـ يعني طريق أحمد بن منيع ـ انتهى.

وقد ساق السيوطي طرق هذا الحديث التي جمعها ابن حجر في كتابه «الخصال المفكرة للذتول ...» وقد لخصت أحسن الطرق من «القول المسدد ، كما تقدم ، ومن يريد معرفة مرتبة كل طريق فليراجع «اللالي ،» ١ / ١٤١ ـ ١٤٧.

قلت : الخلاصة أن الحديث ليس بموضوع كما قال الحافظ ابن حجر ، وإن كانت أسانيده لا تخلو كلها من المقال كما قال الحافظ العراقي ـ قلت : نكارة تنه تدل على أن الحديث ضعيف جداً ـ والله أعلم ...

٣٤٦

٣٣ ٢ / ١٨ عبد الله بن الأسود الأصبهاني (*) :

رأى أنسا وسمع منه.

(٤٦) حدثنا أحمد بن محمد (بن) (١) مسقلة ، قال : ثنا أحمد بن يحيى السوسي ، قال : ثنا داود بن المحبر ، قال : ثنا عنبسة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن الأسود الأصبهاني ، عن أنس بن مالك ، قال : «كان رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إذا استجدّ ثوبا لبسه يوم الجمعة».

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٤٢.

(١) بين الحاجزين سقط من الأصل استدركته من أ ـ ه ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ١٢٨.

تراجم الرواة :

أحمد بن محمد بن مسقلة بن مسلم التيمي ، تيم الرباب أبو علي : كتب عن العراقيين والحجازيين. ثقة ، توفي سنة ست ، أو ثمان ، أو تسع وثلاثمائة. ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٥٦ / ٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٢٨.

أحمد بن يحيى بن مالك السوسي : ينسب إلى السوس ، بلدة بخوزستان ـ في غربي إيران ـ قال أبو حاتم : صدوق ، انظر «الجرح والتعديل» ٢ / ٨٢ ، «ومعجم البلدان» ٣ / ٢٨٠.

داود بن المحبر ـ بمهملة وموحدة مشددة مفتوحة ـ الثقفي البكراوي أبو سليمان البصري ، نزيل بغداد. قال ابن حبان : كان يضع الحديث. وقال الذهبي : واه. وقال ابن حجر : متروك. انظر «المجروحين» ١ / ٢٩١ ، «والمغني في الضعفاء» ١ / ٢٢٠ ، و «التقريب» ص ٩٧.

عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة القرشي الأموي : قال البخاري : تركوه. قال أبو حاتم : كان يضع الحديث وقال ابن معين : متروك. انظر «التاريخ الصغير» ص ٢٠٨ ، و «الكبير» ص ٧ / ٣٩ للبخاري ، «والجرح والتعديل» ٦ / ٤٠٢.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

واه جدا ، فقد أخرجه أبو الشيخ ـ المؤلف ـ في كتاب «أخلاق النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وآدابه» ص ١٠٤ و ٢٥٥ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ٤ / ١٣٧ ، وابن الجوزي من طريقه في «العلل المتناهية» ٢ / ١٩٣ كلهم من طريق عنبسة ، وقال ابن الجوزي : حديث لا يصح ، وعنبسة مجروح. قلت : بل متروك كما تقدم ، فالحديث واه جدا. وقال الذهبي في «تلخيص العلل» ٩٤٦ / ٢ بتحقيق محفوظ الرحمن : سنده مظلم ، وكذا أخرجه النجيرمي في «فوائده» ٦ / ٣٣ / ٢.

٣٤٧

٣٤ ٢ / ١٩ بخ ـ د ـ ت ـ ق أبو غالب الأصبهاني (*) :

يحدث عن صاحبه أبي أمامة واسمه حزور.

(٤٧) حدثنا محمد بن يحيى بن مندة ، قال : ثنا إسماعيل بن موسى ، قال : ثنا شريك عن داود الحماني ، قال : ثنا أبو غالب (١) الأصبهاني ، عن أبي أمامة عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قصة الخوارج.

__________________

(*) أبو غالب حزور ، وقيل : سعيد بن الحزور ، وقيل : نافع. له ترجمة في «الميزان» ١ / ٤٧٦ و ٤ / ٥٦٠ ، وفي «الكاشف» ٣ / ٣٦٥ ، وفيه : صالح الحديث ، وصحح له الترمذي ، وفي «التهذيب» ١٢ / ١٩٧ ، وفي «الخلاصة» ص ٤٥٧.

قال ابن حجر : صدوق يخطئ من الخامسة ، انظر «التقريب» ص ٤٢١.

(١) وقع في الأصل «أبو غالب» مكررا ، فحذفته كما جاء مرة في أ ـ ه.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى بن مندة : تقدم في ترجمة ١٠ ثقة حافظ.

إسماعيل بن موسى بن بنت السدي : تقدم في ت ٢٧ ، صدوق ، يخطئ ، ورمي بالرّفض.

شريك : هو ابن عبد الله النخعي الكوفي القاضي أبو عبد الله. صدوق يخطئ.

داود الحمّاني ـ بكسر المهملة ـ وتشديد الميم ـ ابن أبي سليك ، ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وقال الحافظ ابن حجر : مقبول من السابعة. انظر «التهذيب» ٣ / ١٨٦ ، «والتقريب» ص ٩٦.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده مقبول وصدوق ، يخطئ كثيرا مع تغير حفظه ، فقد أخرجه ابن ماجه في «سننه» ١ / ٦٢ عن سهل بن أبي سهل ، عن ابن عيينة ، عن أبي غالب به ، وعبد الرّزاق في «مصنفه» ١٠ / ١٥٢ ، والطبراني في «الصغير» ١ / ٢٠ ، من طريق الوليد بن مسلم ، عن خليد بن دعلج ، عن أبي غالب به ، وقال الطبراني : لم يروه عن خليد بن دعلج إلا ابن الوليد ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٦ / ٢٣٤ : رواه الطبراني ، ورجاله ثقات ، وعنده أطول وأتمّ.

ولفظ الحديث كما هو عند ابن ماجه : عن أبي أمامة يقول : «شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء ، وخير قتيل من قتلوا كلاب أهل النار. قد كان هؤلاء مسلمين ، فصاروا كفارا». قلت : يا أبا أمامة! هذا شيء تقوله؟ قال : بل سمعته من رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

٣٤٨

٣٥ ٢ / ٢٠ إبراهيم بن هدبة (*) :

يكنى أبا هدبة ، قدم أصبهان ، فحدث على المنبر عن أنس بن مالك ، فرفع ذلك إلى جرير (١) بن عبد الحميد ، وكان يصدقه ، وكان المأمون (٢) أيضا يصدقه (٣).

حكى ذلك المسوحي (٤) عن عبيد الله بن عمر

وسمع منه بأصبهان رستة (٥) ، والحجاج بن يوسف (٦) ، وحامد بن مسور (٧). وهو متروك (٨) الحديث.

__________________

(*) له ترجمة في «الضعفاء والمتروكين» ص ٢٨٣ ـ مع «التاريخ الصغير» ـ للنسائي ، وفيه : «متروك الحديث» ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ١٤٣.

وقال أبو حاتم : «كذاب» ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ١٧٠ ، وفي «تاريخ بغداد» ٦ / ٢٠٠ ، وفي «الميزان» ١ / ٧١ ، وفي «المغني في الضعفاء» ١ / ٢٩ ، وفيه قال الذهبي : «متهم ساقط». وقال الدارقطني متروك ، وفي «الميزان» قال الذهبي : بقي إبراهيم بن هدبة إلى سنة مئتين.

(١) جرير بن عبد الحميد : هو ابن قرط الضبي ، سيأتي بترجمة ٦١.

(٢) المأمون : هو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد الخليفة العباسي ، تقدم في بداية المقدمة.

(٣) كذا في «الميزان» ١ / ٧١ ، وعلّق عليه الذهبي بقوله : ـ قلت : «تصديقهما لا ينفعه ، فإنه مكشوف الحال».

(٤) المسوحي ـ بضم الميم والسين ، وسكون الواو ـ نسبة إلى المسوح ، وهو جمع مسح ، والمعروف به أبو علي أحمد بن أيوب المسوحي ، من كبار مشايخ الصوفية ، والثاني أبو علي الحسن بن علي المسوحي ، أحد فضلاء شيوخ الصوفية. لعله هو واحد منهم ، والله أعلم. انظر «اللباب» ٣ / ٢١٣.

(٥) رستة : هو عبد الرحمن بن عمر رستة ، سيأتي بترجمة ٢٢١.

(٦) والحجاج بن يوسف : هو ابن قتيبة الهمداني ، سيأتي بترجمة ١٥٧.

(٧) حامد بن المسور : هو أبو الحسن ، سيأتي بترجمة ٢٤٠.

(٨) أي إبراهيم بن هدبة المترجم له ، وقد تقدم أقوال العلماء في مصادر ترجمته.

٣٤٩

(٤٨) حدثنا أحمد بن محمود ، قال : ثنا الحجاج بن يوسف ، قال : ثنا إبراهيم بن هدبة ، قال : ثنا أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أشد الناس حبا لي ، لأناس يأتون من بعدي يود أحدهم لو رآني ففداني (١) بماله وأهله».

(٤٩) حدثنا أحمد بن محمود ، قال : ثنا الحجاج ، قال : ثنا إبراهيم بن

__________________

(١) في «مسند أحمد» ٥ / ١٥٦ (أعطى) أهله وماله. في «الجامع الصغير» ١ / ٥٢١ «فقد».

تراجم الرواة :

أحمد بن محمود : هو ابن صبيح ، شيخ أصبهان. تقدم في ت ٣٢ ح ٤٥ ، شيخ ثقة.

الحجاج بن يوسف : هو ابن قتيبة الهمداني أبو محمد ، كان من المعمرين. مات عن مائة وعشرين سنة في سنة ٢٦٠ ه‍ ، سيأتي بترجمة رقم ١٥٧ ، لم أعرفه.

إبراهيم بن هدبة : هو المترجم له ، متروك الحديث ، متهم.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف جدا بهذا الإسناد ، ولم أقف عند غيره على هذا الطريق ، والحديث صحيح بشواهده فإنه أخرجه مسلم في «صحيحه» ١٧ / ١٧٠ ، كتاب الجنة ، عن أبي هريرة ، مرفوعا نحوه بلفظ أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «من أشد أمتي لي حبا : ناس يكونون بعدي ، يود أحدهم لو رآني بأهله وماله». وأحمد في «مسنده» ٢ / ٤١٧ ، والبزار في «مسنده» كما في «المجمع» ١٠ / ٦٦ ، كلاهما عن أبي هريرة ، وقال الهيثمي : وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وحديثه حسن ، وفيه ضعف ، وبقية رجاله ثقات.

وأخرجه أحمد أيضا في «مسنده» ٥ / ١٥٦ و ١٧٠ من حديث أبي ذر بنحوه ، ولكن في سنده تابعي لم يسمّ ، وقال الهيثمي في «المجمع» ١٠ / ٦٦ : وبقية رجال أحد الطريقين رجال الصحيح.

تراجم الرواة :

تقدموا جميعا في السند قبله.

قال العراقي في تخريج أحاديث «الإحياء» ٣ / ١٣١ : رويناه في «ثمانيات النجيب» من رواية أبي هدبة ـ إبراهيم بن هدبة ـ أحد الهالكين عن أنس ـ فهو ضعيف به جدا.

أخرج أحمد في «الزهد» وابن أبي الدنيا في «الصمت» ، والبيهقي في «البعث» عن الحسن مرسلا بنحوه. انظر «الدر» ٦ / ٣٢٨ ، وكذا ذكره الغزالي في «الإحياء» ٣ / ١٣١ ، عن الحسن مرسلا ، وقال العراقي في تخريجه لأحاديث «الإحياء» : أخرجه ابن أبي الدنيا في «الصمت» عن الحسن مرسلا.

٣٥٠

هدبة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : «إن المستهزئين بعباد الله ، يقال لهم يوم القيامة : تعالوا ادخلوا الجنة ، فإذا جاؤوا أغلق من دونهم الباب ، وهم آخر الناس حسابا».

٣٥١

٣٦ ٢ / ٢١ جعفر (١) بن أبي المغيرة القمّي (*) :

من التابعين ، روى عن عبد الرحمن بن أبزى ، ورأى ابن الزبير ، ودخل مكة أيام عبد الله بن عمر مع سعيد بن جبير (٢).

ذكر ابن (٣) عامر ، عن أبيه ، عن يعقوب (٤) ، عن جعفر ، قال : دخلت مع سعيد بن جبير (٥) ، فرأيت عبد الله بن الزبير مصلوبا (٦).

وذكر أيضا عن يعقوب ، عن جعفر ، حدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا أبو

__________________

(١) في أ ـ ه «مغيرة بن أبي المغيرة» ، وهو تحريف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته.

(*) جعفر بن أبي المغيرة دينار القمّي ـ بضم القاف ، وتشديد الميم ـ نسبة إلى بلدة قمّ ، وهي بين أصبهان وطهران. العاصمة ـ كما في «اللباب» ٣ / ٥٥. وله ترجمة في «التاريخ الكبير» ٢ / ٢٠٠. للبخاري ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ٤٩٠ لابن أبي حاتم ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤١ ، وفي «التهذيب» ٢ / ١٠٨ ، وفي «الخلاصة» ص ٦٥ للخرزجي ، وفيه : «صدوق له أوهام».

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ، «والتهذيب» نقلا عن أبي الشيخ.

(٣) ابن عامر : هو إبراهيم بن عامر بن إبراهيم الأشعري ، سيأتي بترجمة رقم ١٧٢ ، وأبوه عامر سيأتي بترجمة رقم ١٠٣ ، وهو ثقة.

(٤) يعقوب : هو ابن عبد الله بن سعد الأشعري القمّي ، سيأتي بترجمة ٨٦. صدوق ، يهم.

(٥) سعيد بن جبير : تقدم بترجمة ٢٢ ، وكذا عبد الله بن الزبير : تقدم بترجمة ٢.

(٦) انظر «البداية» ٨ / ٣٣٢ و ٣٤٥ ، قصة قتل ابن الزبير وصلبه ، وسيأتي في آخر الترجمة تخطئة هذه الرواية.

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، صاحب «المسند». تقدم في ت ٣ ح ٥.

أبو الربيع : هو سليمان بن داود العتكي الزهراني ، تقدم في ت ٤ ح ١٩. ثقة ، لم يتكلم فيه أحد بحجة.

٣٥٢

الربيع ، قال : ثنا يعقوب القمّي ، قال : ثنا جعفر ، عن سعيد بن عبد الرحمن ابن أبزي ، قال : أتاه رجل من الخوارج ، فقال له : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ، وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ)(١) أليس كذلك؟ قال : (نعم) (٢). قال : فانصرف عنه ، فقال له رجل من القوم : يا ابن أبزى : إن هذا أراد تفسير هذه الآية غير ما ترى. إنه رجل من الخوارج ، فقال : ردّوه علي ، فلما جاءه قال : تدري فيمن نزلت هذه الآية؟ قال : لا. قال : نزلت في أهل الكتاب ، فلا تضعها على غير حدها.

وأخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا أبو الربيع ، قال : ثنا يعقوب القمّي ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، قال : أقبلت مع ابن عمر من منى ونحن نريد أن نزور البيت ، فلما انتهينا إلى جمرة العقبة ، أخذت في بطن الوادي ، فقال : خذ بي (٣) على العقبة ، فقلت : إن الوادي أسهل علينا ، فقال : خذ بي على

__________________

(١) سورة الأنعام آية (١).

(٢) بين الحاجزين من الأصل سقط من أ ـ ه ، والصواب في جواب مثل هذا الاستفهام «بلى» ، وهكذا جاء في «تفسير ابن جرير» ٧ / ١٤٤.

(٣) في أ ـ ه (حدث) ، والصواب ما أثبته من الأصل.

بقية الرواة :

جعفر : هو ابن أبي المغيرة المترجم له ، صدوق ، له أوهام.

سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم الكوفي : ثقة من الثالثة ، انظر «التقريب» ص ١٢٣.

إسناده حسن ، فقد أخرجه عبد بن حميد ، عن يعقوب القمّي به ، ومن طريقه ابن جرير في «تفسيره» ٧ / ١٤٤ ـ ١٤٥ مثله ، وعزاه السيوطي في «الدر» إلى ابن حميد ، وأبي الشيخ.

انظر ٣ / ٤ ، وفي نزول الآية قول آخر ، وهو أنها نزلت في المشركين ، كما في المصدر السابق لابن جرير.

أراد السائل تكفير أهل القبلة لرضاهم في التحكيم مع علي.

تراجم الرواة :

تقدموا جميعا في السند قبله ، سوى سعيد بن جبير ، وهو تقدم بترجمة رقم ٢٢. ثقة ، ثبت.

إسناده حسن تقدم تخريجه في ترجمة عبد الله بن الزبير رقم ٢.

٣٥٣

العقبة ، فقلت : إنّ ابن الزبير مصلوب على العقبة ، فعسى تكره أن تراه ، فقال : خذ بي عليها ، فلما انتهينا إلى ابن الزبير ، وقف ثم قال :

«السلام عليكم ورحمة الله ، لئن كانتا علتاك ـ يعني رجليه ، وكان صلب منكوسا ـ لقد مشى عليها إلى المساجد ، وإن أمة أنت أشرّها لأمة صدق».

وهذا هو الصحيح ، وحديث عامر عن يعقوب خطأ (١).

__________________

(١) يعني حديثه الذي تقدم في بداية الترجمة ، حيث رواه يعقوب ، عن جعفر ـ أنه ـ قال : «دخلت مع سعيد بن جبير فرأيت عبد الله بن الزبير مصلوبا».

فهذا خطأ ، والصحيح ما ذكره هنا.

٣٥٤

٣٧ ٢ / ٢٢ وثّاب أبو يحيى بن وثّاب (*) :

يقال : إن وثابا كان من أهل قاشان (١) ، فوقع (٢) إلى ابن عباس ، فأقام معه سنتين ، ثم استأذنه في الرجوع إلى قاشان ، فأذن له ، فرحل من الحجاز معه ابنه يحيى بن وثّاب ، فلما بلغ الكوفة قال لأبيه : إني مؤثر حظ العلم على حظ المال ، فأعطني الإذن في المقام ، فأذن له ، وخرج وثاب وأقام ...

__________________

(*) لوثّاب ـ بفتح الواو ، وتشديد المثلثة ـ ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٣.

(١) تقدم تعريفه في المقدمة.

(٢) في الأصل (فرفع) ، والتصويب من «أخبار أصبهان» ، «والتهذيب» ١١ / ٢٩٥.

٣٥٥

٣٨ ٢ / ٢٣ يحيى بن وثاب (*) بالكوفة :

فصار إماما في القراءة ، وله أحاديث كثيرة (١).

حدثنا أبو محمد بن أبي حاتم ، قال : ثنا أحمد بن محمد بن يحيى (٢) ، قال : ثنا يحيى بن عيسى الرملي ، عن الأعمش ، قال : كان يحيى بن وثاب ، من أحسن الناس قراءة ، وربما اشتهيت أن أقبّل رأسه من حسن قراءته ، وكان إذا

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات الكبرى» ٦ / ٢٩٩ لابن سعد ، وفي «الجرح والتعديل» ٩ / ١٩٣ لابن أبي حاتم ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٣. و ٣٥٦ ، وفيه «أصبهاني الأصل ، مولده بالحجاز ، وسكن الكوفة. كان وثّاب من قاشان ، سباه مجاشع ، فاشتراه ابن عباس. وفي «تهذيب الأسماء» ٢ / ١٥٩ للنووي ، وفي «غاية النهاية» ٢ / ٣٨٠ للجزري ، وفي «التهذيب» ١١ / ٢٩٥ ، ونقل عن أبي الشيخ في ترجمته ، وفي «النجوم الزاهرة» ١ / ٢٥٢ للأتابكي ، وفي «الأعلام» ٩ / ٢٢٣ للزركلي.

(١) كذا هو في «أخبار أصبهان» بكامله.

(٢) وقع أحمد بن محمد بن يحيى مكررا في الأصل.

تراجم الرواة :

أبو محمد : هو عبد الرحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس ، الحافظ ، الثقة ، صاحب التصانيف ، منها : «الجرح والتعديل» ، و «العلل» ، وغيرهما. توفي سنة ٣٢٧ ه‍. انظر «تذكرة الحفاظ» ٣ / ٨٢٩.

أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد أبو سعيد البصري : قال ابن أبي حاتم : «كتبنا عنه ، وكان صدوقا» ، وسئل أبي عنه ، فقال : «صدوق» انظر «الجرح والتعديل» ٢ / ٧٤.

بقية الرواة :

يحيى بن عيسى : هو التميمي النّهشلي الكوفي ، نزيل الرملة. صدوق. ، يخطئ ، ورمي بالتّشيّع. مات سنة إحد ومائتين. انظر «التقريب» ص ٣٧٨.

الأعمش : هو سليمان بن مهران ، تقدم في ترجمة ٦. ثقة ، ثبت.

٣٥٦

قرأ لا يسمع في المسجد حركة ، وكأن ليس في المسجد أحد (١).

حدثنا أبو القاسم الرازي ، قال : ثنا أبو زرعة ، قال : ثنا عبيد بن جناد ، قال : سمعت عطاء بن مسلم يقول : كان الأعمش يقول : كنت إذا رأيت يحيى بن وثاب قد جثا (٢) ، قلت : هذا قد وقف للحساب ، فيقول : أي ربّ ، أذنبت كذا ، أذنبت كذا ، فعفوت عني ، فلا أعود ، ويا رب ، أذنبت كذا وكذا ، فعفوت عني ، فلا أعود ، فأقول : هذا لك يوم توقف للحساب (٣).

حدثنا أحمد بن عمرو ، قال : ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : سمعت الأعمش يقول : كانوا يقرؤون على

__________________

(١) إسناده حسن ، وهو في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٣ ، وفي «التهذيب» ١١ / ٢٩٥ ، «وتهذيب الأسماء» ٢ / ١٥٩ ، «وغاية النهاية» ٢ / ٣٨٠.

تراجم الرواة :

أبو القاسم الرازي : هو عبد الله بن محمد بن عبد الكريم ، تقدم في ت ٣ ح ٧ ثقة.

أبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم الرازي ، تقدم في ت ٣ ح ٧. ثقة ، من النقاد.

عبيد بن جناد الحلبي : قال ابن أبي حاتم : سئل أبي عنه ، فقال : صدوق ، لم أكتب عنه.

انظر «الجرح والتعديل» ٥ / ٤٠٤.

عطاء بن مسلم : هو الخفاف أبو مخلد الكوفي ، نزيل حلب. صدوق ، يخطئ كثيرا.

مات سنة ١٩٠ ه‍. انظر «التقريب» ص ٢٣٩.

(٢) أي : جلس على ركبتيه. القاموس ٤ / ٣١١.

(٣) انظر «تهذيب الأسماء» ٢ / ١٥٩ ، «وغاية النهاية» ٢ / ٣٨٠ ، «والتهذيب» ١١ / ٢٩٥.

تراجم الرواة :

أحمد بن عمرو : هو ابن عبد الخالق البزّار صاحب «المسند الكبير المعلل» تقدم في ت ٣ ح ١١. ثقة حافظ ، يخطئ.

عبد الله بن أحمد بن حنبل الشيباني ، أبو عبد الرحمن ولد الإمام ، ثقة ، مات سنة ٢٩٠ ه‍ ، وله بضع وسبعون سنة. انظر «التقريب» ص ١٦٧.

وأبوه : هو الإمام المشهور ، أحمد بن محمد بن حنبل ، صاحب «المسند» ثقة ، حافظ ، فقيه ، حجة. مات سنة ٢٤١ ه‍ وله سبع وسبعون سنة.

المصدر السابق ص ١٦.

أبو نعيم : هو الفضل بن دكين الملائي. تقدم في ترجمة ١ ـ ثقة.

٣٥٧

يحيى بن وثاب وأنا جالس ، فلما مات أحدقوا بي (١).

أخبرنا الطوسي ، قال : ثنا محمد بن عبد الكريم ، قال : ثنا الهيثم بن عدي ، قال : مات يحيى بن وثّاب الأسدي ـ من أهل الكوفة ـ سنة ثلاث ومائة (٢).

حكى لنا جعفر بن عبد الله بن الصباح (٣) قال : ثنا رسته ، قال : ثنا جرير ، عن الأعمش ، عن يحيى بن وثّاب ـ وكان من فصحاء العرب ـ قال : يقال : يشمّت العاطس ، ويسمّت العاطس (٤).

__________________

(١) رجاله ثقات ، كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٣ ، وأحدقوا بي : أي أحاطوا بي.

تراجم الرواة :

الطوسي ـ نسبة إلى طوس ، هي مدينة بخراسان ، بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ ، كما في «معجم البلدان» ٤ / ٤٨ ، وهو الحسن بن علي بن نصر الطوسي ، حافظ ، يحمل عن بندار. قال أبو أحمد الحاكم ـ الكبير ـ : تكلموا في روايته ، لكتاب «النسب» عن الزبير بن بكار. انظر «الميزان» ١ / ٥٠٩.

محمد بن عبد الكريم : لعله المروزي ، إذا كان هو ، فكذّبه أبو حاتم الرازي ، كما في «الميزان» ٣ / ٦٣٠ ، وترجم لشخص آخر من هذه الطبقة ، وتكلم فيه ، ولم يترك.

الهيثم بن عدي : هو الطائي أبو عبد الرحمن الكوفي ، هو صاحب أخبار. قال ابن المديني : هو أوثق من الواقدي ، ولا أرضاه في شيء. قلت : ليس بثقة في الحديث ، انظر «الميزان» ٤ / ٣٢٤.

(٢) كذا ذكر تاريخ وفاة يحيى بن وثّاب في مصادر ترجمته.

(٣) جعفر بن عبد الله بن الصباح أبو الفضل : أحد الثقات ، كان رأسا في القراءة ، وعنده علوم القرآن. مات سنة ٢٩٤ ه‍. ذكره المؤلف في «الطبقات» ٢٧٤ / ٣.

رسته : هو عبد الرحمن بن عمر رسته ، سيأتي بترجمة ٢٢١. ثقة ، له غرائب.

وجرير : هو ابن عبد الحميد الضّبّي ، سيأتي بترجمة ٦١. ثقة.

الأعمش : تقدم قريبا.

(٤) رجاله ثقات ، وفي «النهاية» ٢ / ٤٩٩ لابن الأثير ، «ولسان العرب» ٢ / ٤٦ لابن منظور ، «التشميت بالشين والسين : الدعاء بالخير والبركة.

٣٥٨

٣٩ ٢ / ٢٤ واقد مولى أبي موسى الأشعري (*) :

من أهل أصبهان ، ذكر ذلك محمد (١) بن إبراهيم بن عامر بن إبراهيم بن واقد ، قال : جدّي مولى أبي موسى الأشعري ، خلّفه أبو موسى بأصبهان على الأذان ، فلم يزل يتوارثونه إلى اليوم (٢).

قال النسابة (٣) : كان الإمام في مسجد الجامع حبيب (٤) بن الزبير بن مشكان الهلالي ، وكان قارئا ، فلما أن هلك حبيب ، التمسوا من يؤمّهم ، فلم يجدوا قارئا أقرأ من واقد مولى أبي موسى الأشعري ، فأقاموه في الجامع ، فهم يتوارثونه (٥) إلى اليوم (٦).

وقدم الحسن البصري مع أبي موسى. رواه المبارك بن فضالة عن الحسن. قد خرّجته في أخبار أبي موسى (٧).

وكذاك أبو عمران الجوني ، وقد خرّجته قبل هذا في أخبار أبي موسى.

__________________

(*) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٤.

(١) تقدم في ترجمة (١).

(٢) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٤.

(٣) النّسّابة في المصدر السابق : هو «أبو بكر النّسّابة الأصبهاني» ، وتقدم.

(٤) سيأتي بترجمة رقم ٤٥.

(٥) في الأصل يتوارثوه والتصحيح من أ ـ ه.

(٦) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٣٤.

(٧) في ترجمة رقم ٤ ، وتقدم هناك ترجمة الحسن وأبي عمران الجوني.

٣٥٩

٤٠ ٢ / ٢٥ يزيد الأودي (*) :

كان والي أصبهان أيام عمر بن عبد العزيز (١).

حدثنا عبد الله بن أبي بكر ، قال : ثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، قال : حدثني أبي ، عن أبي حصين الرازي ، قال : ثنا عبد الله بن إدريس الأودي ، قال : ثنا أبي وعمي ، عن جدي أنهم كانوا ولاة بأصبهان في عهد عمر بن عبد العزيز ، قال :

فأمروا بحفر قناة. قال : فانحط لهم الحفر إلى باب كهف عليه صخرة عادية ، فعالجوها ، فدخلوا الكهف ، فإذا ثلاثة أسرّة : السرير الذي يلي صدر الغار عليه شيخ كأهيأ ما يكون من الرجال ، عليه سبع حلل منسوجة بالذهب ، مرصعة بالجوهر ، وعند رأسه لوح مكتوب فيه بالفارسية : مال لم رود (٢) ، فإذا

__________________

(*) هو يزيد بن يزيد الأودي ، له ترجمة في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٤٤.

(١) عمر بن عبد العزيز بن مروان : هو أمير المؤمنين. وأمه : أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب ، وولي إمرة المدينة للوليد ، ثم ولي الخلافة ، فعدّ مع الخلفاء الراشدين. مات سنة إحدى ومائة وله أربعون سنة ، ومدة خلافته سنتان ونصف. انظر «الكاشف» ٢ / ٣١٧ «والتقريب» ص ٢٥٥.

(٢) لم يتضح لي معنى هذه الجملة. لعلّها محرفة عن «قال نمرود» والله أعلم.

تراجم الرواة :

عبد الله بن أبي بكر بن أبي داود السجستاني ، ثقة ، تقدم.

عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أبو محمد ، توفي سنة ٣٤٦ ، وقيل : ٣٤٥ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٨٠ ، وكذا ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٣٠٣ / ٣.

أبوه : جعفر بن أحمد بن فارس أبو الفضل ، له مصنفات حسان ، توفي بالكرخ سنة ٢٨٩ ه‍.

المؤلف في «الطبقات». ـ

٣٦٠