طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨

قال : لما افتتحنا أصبهان ، وكان بين عسكرنا وبين اليهودية (١) فرسخ. فكنا نمتاز من اليهودية ، قال : فأتيتهم يوما فإذا اليهود يلعبون ويزفنون (٢) ، قال : فقلت : ما لكم تريدون أن تنتزعوا يدا من طاعة؟ قالوا : لا ، ولكن ملكنا الذي نستفتح به على العرب يدخل غدا. قلت : ملككم الذي تستفتحون به على العرب يدخل غدا؟ قالوا : نعم. قال : فقلت لصديق لي منهم : أبيت عندك الليلة. قال : وخشيت أن أقتطع دون العسكر. قال : فبتّ على ظهر بيت له ، حتى صليت الغداة ، فإذا الرهج (٣) يجيء من قبل عسكرنا ، فإذا أنا برجل قاعد في منبر عليه من ريحان ، وإذا اليهود حوله يزفنون ويلعبون ، فنظرت فإذا ابن صائد (٤) ، فدخل المدينة ، ولم ير (٥) بعد ذلك (٦).

__________________

(١) اليهودية : محلة بأصبهان ، وتقدم تحديدها في المقدمة.

(٢) زفن يزفن : رقص ، والزفن بكسر الزّاي : ظلة يتخذونها فوق سطوحهم تقيهم من حر البحر ونداه.

انظر «القاموس» ٤ / ٢٣١.

(٣) الرهج : بالسكون ويحرك : الغبار والسحاب بلا ماء ، والواحدة رهجة. انظر «القاموس» ١ / ١٩١.

(٤) هو عبد الله بن صياد أو صائد ، وكان الناس يحسبونه الدجال ، وما كان يرافقه أحد ، وقصة إسلامه وملاقاة النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ له معروف في الصحيحين والسنن وانظر «مسند أحمد» ٣ / ٧٩.

(٥) عند أبي نعيم : ولم نره بعد ذلك ١ / ٢٨٨.

(٦) أخرجه أبو نعيم بسنده إلى الرقاشي ، ومنه إلى آخر السند به مثله ، وأشار أيضا إلى سند أبي الشيخ من الرقاشي ، وقال : ثنا به.

«أخبار أصبهان» ١ / ٣٢ ـ ٣٣ و ٢٨٧ ـ ٢٨٨ و ٢ / ١٠٧.

٣٢١

٢٤ ٢ / ٩ د ـ س قطن بن قبيصة الهلالي (*) :

وهو قطن بن قبيصة بن مخارق بن عبد الله بن شداد بن أبي ربيعة بن نهيك بن هلال بن عامر بن صعصعة ، يكنى أبا سهلة. كان ولّاه معاوية بن أبي سفيان ، ويقال : عبد الملك (١) بن مروان ، أصبهان ، فأقام بها ، ثم خرج إلى خراسان ، وولى البراء بن قبيصة (٢) (وأبوه قبيصة) (٣). رأى رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وروى عنه.

(٣٧) أخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي (٤) ، قال : ثنا حماد (٥) بن سلمة ، عن عوف بن حيان أبي العلاء ، عن قطن بن قبيصة بن

__________________

(*) له ترجمة في «طبقات خليفة بن خياط» ص ١٩٦ ، وفي «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم ٧ / ١٣٧ ، «والتاريخ الكبير» ج ٤ م ٧ / ١٩٠ للبخاري ، و «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٨ لأبي نعيم ، «وتهذيب التهذيب» ٨ / ٣٨١ ، «والتقريب» ص ٢٨٢ ، وفيه : كان صدوقا.

(١) هو عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي ، أبو الوليد المدني ، ثم الدمشقي. كان طالب علم قبل الخلافة ، ثم اشتغل بها فتغير حاله ، ملك ثلاث عشر سنة استقلالا ، وقبلها منازعا لابن الزبير تسع سنين ، ومات سنة ست وثمانين ، وقد جاوز الستين. انظر «التقريب» ص ٢٢٠.

(٢) كذا في «أخبار لأصبهان» ٢ / ١٥٨.

(٣) ما بين الحاجزين من الأصل ساقط من ـ أ ـ ه.

(٤) في أ ـ ه : (الشامي) بالمعجمة ، والصواب بالمهملة كما أثبته من الأصل ، ومن «التقريب» ص ١٩ ، «واللباب» ٢ / ٩٥ ، وفيه «بفتح السين المهملة وسكون الألف ، وفي آخرها الميم ، نسبة إلى سامة بن لؤي ابن غالب ...» انتهى.

(٥) في أ ـ ه : (كماد) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، صاحب «المسند». تقدم في ت ٣ ح ٥. ثقة إمام. ـ

٣٢٢

مخارق ، أن أباه قال :

سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : «العيافة والطرق من الجبت».

هذا المتن لم يروه غيره.

__________________

ـ إبراهيم بن الحجاج : هو ابن زيد أبو إسحاق السامي البصري ، ثقة ، يهم قليلا ، مات سنة ٢٣١ ه‍ ، وقيل بعدها. انظر «التقريب» ص ١٩.

حماد بن سلمة : تقدم في بداية المقدمة ، وهو ثقة.

عوف : هو ابن أبي جميلة العبدي الهجري أبو سهل البصري ، المعروف بالأعرابي : ثقة ، رمي بالقدر والتشيع. مات سنة ١٤٦ ه‍ ، وقيل : ١٤٧ ه‍ ، وله ست وثمانون سنة. انظر «التهذيب» ٨ / ١٦٧ ، «والتقريب» ص ٢٦٧.

حيان أبو العلاء ، وقيل : ابن العلاء ، وقيل ابن مخارق : يروي عن قطن ابن قبيصة ، عن أبيه ، حديث العيافة .... وعنه عوف الأعرابي. مقبول من السادسة. انظر «التقريب» ص ٨٦ ، «والتهذيب» ٣ / ٦٨.

قطن بن قبيصة : هو المترجم له. صدوق.

وأبوه : هو قبيصة بن المخارق ـ بضم الميم وتخفيف المعجمة ـ ابن عبد الله الهلالي : صحابي سكن البصرة. انظر «التقريب» ص ٢٨١.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده حيان ، وهو مقبول حيث يتابع ، وبقية رجاله ثقات ، سوى قطن ، وهو صدوق.

فقد أخرجه أبو داود في «سننه» ٤ / ٢٢٨ الطب ، وأحمد في «مسنده» ٣ / ٤٧٧ ، والبخاري في «التاريخ الكبير» ٧ / ١٧٣ ، ولكن عنده بدون ذكر العيافة والطرق ، بل قال : «الطيرة من الجبت» ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٨ ، كلهم من طريق عوف الأعرابي عن حيان. به ذكر المناوي في «الفيض» ٤ / ٣٩٦ بعد عزو السيوطي الحديث إلى أبي داود ، وتصحيحه له أن النووي قال : ـ بعد أن عزاه إلى أبي داود ـ «إسناده حسن» ، قلت : في تحسينه نظر ، وهو تساهل منه ، وتساهل السيوطي أشد في تصحيحه ، وتفرد برواية هذا المتن قطن بن قبيصة ، وعنه حيان كما صرح به أبو الشيخ.

العيافة بالكسر : زجر الطير ، والتفاؤل بأسمائها وأصواتها وممرها. انظر «النهاية» ٣ / ٣٣٠ لابن الأثير.

الطرق : في الأصل : الدق ، وهنا الضرب بالحصى ، والخط بالرمل. انظر المصدر السابق ٣ / ١٢١. ـ

٣٢٣

(٣٨) وأخبرنا إبراهيم بن شريك الأسدي ، قال : ثنا شهاب بن عباد ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن هارون بن رئاب (١) ، عن كنانة بن نعيم ، عن قبيصة

__________________

ـ قوله من الجبت : أي من أعمال السحر ، فكما أن السحر حرام ، فكذا هذه الأشياء ، أو مماثل عبادة الجبت في الحرمة. مأخوذ من «معالم السنن على سنن أبي داود» ٤ / ٢٢٨ ، و «فيض القدير» ٤ / ٣٩٥ للمناوي ، «وعون المعبود» ٤ / ٢٣ شرح «سنن أبي داود».

(١) في أ ـ ه : (رباب) ، والصواب ما أثبته كما في «التقريب» ص ٣٦١ ، وغيره.

تراجم الرواة :

إبراهيم بن شريك بن الفضل أبو إسحاق الأسدي الكوفي. قال الدارقطني : كوفي ثقة ، كذا قال ابن عبادة. مات سنة إحدى وثلاثمائة ، وقيل ٣٠٢ انظر «تاريخ بغداد» ٦ / ١٠٢.

شهاب بن عباد العبدي أبو عمر الكوفي قال العجلي : كوفي ثقة ، وقال أبو حاتم : ثقة ، مات سنة ٢٢٤ ه‍ انظر «التهذيب» ٤ / ٣٦٧. والتقريب ص ١٤٧.

حماد بن زيد بن درهم الأزدي أبو إسماعيل البصري الأزرق ، قال ابن سعد : كان عثمانيا ، وكان ثقة ، ثبتا حجة ، كثير الحديث. توفي سنة ١٧٩ ه‍. انظر «الطبقات الكبرى» ٧ / ٢٨٦ ، «والتهذيب» ٣ / ١٠.

هارون بن رئاب ـ بكسر الراء والتحتانية مهموز ـ التميمي الأسيدي أبو بكر ، ويقال : أبو الحسن العابدي البصري. ثقة ، من أجلّ أهل البصرة ، انظر «التهذيب» ١١ / ٤.

كنانة بن نعيم العدوي أبو بكر البصري ، قال العجلي : بصري تابعي ثقة ، انظر المصدر السابق ٨ / ٤٤٩.

قبيصة : صحابي ، تقدم في السند قبله.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رجاله ثقات ، والحديث صحيح ، فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» ٧ / ١٣٣ ، والنسائي في «سننه» ٥ / ٨٨ ـ ٨٩ الزكاة ، وأحمد في «مسنده» ٣ / ٤٧٧ ، كلهم من طريق حماد بن زيد ، عن هارون بن رئاب به ، والنسائي عن أيوب ، عن هارون أيضا به مثله ، ولفظ الحديث كما عند مسلم بتمامه ، هو أنه قال :

«تحملت حمالة فأتيت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أسأله فيها ، فقال : أقم حتى تأتينا الصدقة ، فنأمر لك بها» ، قال : ثم قال : «يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلّا لأحد ثلاثة : رجل تحمّل حمالة ، فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ، ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله ، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ، أو قال : سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه : لقد أصابت فلانا فاقة ، فحلت له المسألة ، حتى يصيب قواما من عيش ، أو قال : سدادا من عيش. فما سواهن من المسألة يا قبيصة : سحتا يأكلها صاحبها سحتا». ـ

٣٢٤

ابن مخارق ، قال : تحملت حمالة ، فأتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أسأله ، فذكر الحديث بطوله.

__________________

ـ والحمالة : بفتح الحاء المهملة : ما يتحمله الإنسان عن غيره من دية ، أو غرامة لإصلاح ذات البين ، كالإصلاح بين قبيلتين وقعت بينهما حرب ، أو نحو ذلك. انظر «النهاية» ١ / ٢٤٢ لابن الأثير «وشرح النووي على صحيح مسلم» ٧ / ١٣٣.

٣٢٥

٢٥ ٢ / ١٠ بخ م ٤ أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الفقيه (*) :

مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري.

حدثنا عبدان بن أحمد ، قال : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول : مات حماد بن أبي سليمان سنة عشرين ومائة (١).

حكى محمد بن يحيى بن مندة ، قال : حماد بن أبي سليمان من أهل برخوار (٢).

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات الكبرى» ٦ / ٣٣٢ ـ ٣٣٣ لابن سعد ، وفي «طبقات خليفة» ص ١٦٢ ، وفي «التاريخ الكبير» ٣ / ١٨ للبخاري ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٨٨ ـ ٢٩٠ ، وفي «الميزان» ١ / ٥٩٥ ، وقال الذهبي : لو لا ذكر ابن عدي له في «كامله» لما أوردته ، وفي «التهذيب» ٣ / ١٦ ، وفي «الكاشف» ١ / ٢٥٢ ، وقال الذهبي : ثقة ، إمام مجتهد ، وكريم جواد.

تراجم الرواة :

عبدان بن أحمد : هو الأهوازي. تقدم في ترجمة ٩ ـ ثقة.

أبو بكر بن أبي شيبة : هو عبد الله بن محمد بن إبراهيم الواسطي ، ثقة ، حافظ ، صاحب تصانيف. مات سنة ٢٣٥ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٨٧.

محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله : تقدم في ترجمة ١٠ ثقة حافظ.

(١) كذا في «التهذيب» ٣ / ١٧ ، «والطبقات» لابن سعد ٦ / ٣٣٣ ، وقال ابن سعد : «وأجمعوا جميعا على أن حماد بن أبي سليمان توفي سنة عشرين ومائة.

(٢) برخوار ـ بالضم ، ثم السكون ، وخاء معجمة مضمومة ، وواو وألف وراء ـ : من نواحي أصبهان ، تشتمل على عدة قرى. قلت : تقع شمالي أصبهان ، كما في خريطة إيران ـ انظر «معجم البلدان» ١ / ٣٧٤.

٣٢٦

حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن (١) بن هارون بن سليمان بن يحيى بن سليمان بن أبي سليمان ـ وكان (٢) حماد بن أبي سليمان ـ ثنا ، قال : سمعت أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، قال : اسم أبي سليمان ، مسلم بن يزيد بن عمرو ، قال : وسمعت أبي وابن خاله قال : قالت لي جدتي : كانت كنيته «أبو إسماعيل» ، فقال له أبي (٣) : حدثني أبي عن أبيه ، أنه كان يكنى بأبي بكر.

حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : سمعت أبي ، عن أبيه ، قال : وجّه عمر ابن الخطاب أبا موسى الأشعري إلى فارس وإصطخر وأصبهان وغيرها ، فقاتل (إلى) (٤) السجستان وأبو عمرة (٥) ، وفتح بلادهم ، فخرج مسلم بن يزيد إليه (٦) ، فأسلم على يديه ، وكان ابن ملكها (٧) ومدبر أمرها ، وحمله معه إلى عمر ابن الخطاب ، فأعاد له إسلامه ، وخط له عمر خطة بالكوفة ، فهي باقية إلى الساعة.

حدثنا أبو العباس الجمال ، قال : حدثنا عباس الدوري ، قال : ثنا يحيى

__________________

(١) أبو بكر أحمد بن الحسن الخزاز البغدادي : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٣٠٩ / ٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٣٠.

(٢) لم يتبين لي مناسبة هذه العبارة هنا ، فلعل فيه سقطا ، والله أعلم.

(٣) يعني الحسن ، عن أبيه هارون ، عن أبيه سليمان.

(٤) بين الحاجزين من أ ـ ه.

(٥) أبو عمرة : لم أهتد إليه.

(٦) أي : إلى أبي موسى ، وأسلم على يديه ، وذكر أبو نعيم «أن أباه أبا سليمان من العبيد العشرة الذين أهداهم معاوية إلى أبي موسى».

وذكر خليفة : ومن سبي أصبهان : حماد بن أبي سليمان الفقيه.

انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٨٨ ، «وتاريخ خليفة» ص ١٦٢.

(٧) أي : ابن ملك أصبهان.

تراجم الرواة :

أبو العباس الجمال : ـ تقدم في ترجمة ٢.

عباس الدوري : هو ابن محمد بن حاتم أبو الفضل البغدادي ، خوارزمي الأصل ، ثقة ، حافظ. مات سنة ٢٧١ ه‍ ، وله ٨٨ سنة. انظر «التهذيب» ٥ / ١٢٩ ، «والتقريب» ص ١٣٠.

يحيى بن معين : الإمام المشهور في الجرح والتعديل ، والناقد البصير ، ثقة ، حافظ. مات سنة ٢٣٣ ه‍ ، وله بضع وسبعون سنة. المصدرين السابقين ١١ / ٢٨٠ و/ ٣٧٩.

٣٢٧

ابن معين ، قال : ثنا ابن إدريس ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن شبرمة يقول : ما أحد أمن علي بعلم من حماد بن أبي سليمان (١).

وحدث عن الشعبي ، عن إبراهيم بن أبي موسى بحديث.

(٣٩) حدثنا محمد بن أحمد بن معدان ، قال : ثنا عبد الرحمن ابن عبد الصّمد ، قال : ثنا جدي ، عن أبي حنيفة ، عن حماد ، عن الشعبي ، عن إبراهيم بن أبي موسى ، عن المغيرة بن (٢) شعبة ، أنه خرج مع رسول الله ـ صلى

__________________

(١) رجاله ثقات ، سوى الجمال ، وهو يحسّن حديثه ، وكذا ذكره في «التهذيب» ٣ / ١٦.

(٢) في أ ـ ه : (المغيرة بن أبي شعبة) ، وهو خطأ ، والصواب بدون أبي ، كما هو في الأصل ، وهكذا جاء في جميع الطرق عند الشيخين وغيرهما.

بقية التراجم :

ابن إدريس : هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي الزعافري أبو محمد الكوفي ، ثقة ، مأمون ، كثير الحديث ، حجة ، صاحب سنة. مات سنة ١٩٢ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٥ / ١٤٤.

وأبوه إدريس بن يزيد الأودي : ثقة أيضا ، من السبابعة ـ انظر «التقريب» ص ٢٥.

ابن شبرمة : هو عبد الله بن شبرمة ـ بضم المعجمة ، وسكون الموحدة وضم الراء ـ الضبي القاضي ، ثقة ، فقيه. مات سنة ١٤٤ ه‍. انظر المصدر السابق ص ١٧٦ ، «والتهذيب» ٥ / ٢٥٠.

تراجم الرواة :

محمد بن أحمد بن راشد بن معدان : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣ / ٣ ، وقال الذهبي : الحافظ الرجال المصنف : قال المؤلف وأبو نعيم : كثير التصانيف والحديث ، محدث ابن محدث ـ انظر تذكرة الحفاظ ٣ / ٨١٤ وأخبار أصبهان ٢ / ٢٤٣.

عبد الرحمن بن عبد الصمد ، وكذا جده لم أعثر عليهما.

أبو حنيفة : هو النعمان بن ثابت الكوفي الإمام الفقيه المشهور ، وقال الذهبي : كان إماما ، ورعا ، عالما ، عاملا ، متعبدا ، كبير الشأن .. مات سنة ١٥٠ ه‍. انظر «تذكرة الحفاظ» ١ / ١٦٨ ، «والتقريب» ص ٣٥٧.

حماد : هو المترجم له.

والشعبي ـ بفتح المعجمة ـ : هو عامر بن شراحيل أبو عمرو ، ثقة ، مشهور. فقيه ، فاضل ، مات بعد المائة ، وله ثمانون سنة. انظر «التقريب» ص ١٦١.

إبراهيم بن أبي موسى : تقدم في ترجمة ٤ ، والمغيرة بن شعبة : في المقدمة ، في بداية فتوح أصبهان.

٣٢٨

الله عليه وسلم ـ في مسير له (١) ، فانطلق يقضي حاجته ، ثم رجع وعليه جبة رومية (٢) ضيقة الكمين ، وضعها رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ من ضيق كمه. قال المغيرة : فجعلت أصب عليه الماء من إداوة (٣) معي ، فتوضأ وضوءه للصلاة ، ومسح على خفيه ، ولم ينزعهما ، وقام فصلى.

حدثنا أبو بكر بن مكرم ، قال : ثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا عبد

__________________

(١) جاء تعيين المسير في رواية البخاري ومالك وأحمد وغيرهم ، أنه كان في غزوة تبوك ، وأنه حصل ذلك عند صلاة الفجر. انظر مصادر تخريجه.

(٢) والذي في الروايات عند البخاري وغيره : «جبة شامية» ، وزاد أحمد في «مسنده» : وكان في يدي الجبّة ضيق ، وعند مسلم في «صحيحه» : «فضاق كم الجبة ، فأخرج يده من تحت الجبة ، وألقى الجبة على منكبيه». انظر مصادر تخريجه.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد عن المغيرة ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١ / ٢٩٧ مع الفتح في باب الرجل يوضىء صاحبه ، ولكن ليس فيه ذكر الجبة ووضعها والإداوة ، وجاء في باب المسح على الخفين ١ / ٣١٨ بطريق آخر ، وفيه ذكر الإداوة ، وأنه توضأ ومسح على الخفين ، وأخرجه في الجهاد أيضا ، ومسلم في «صحيحه» ٣ / ١٦٨ ـ ١٧٢ مع النووي بطرق متعددة ، كلاهما من طريق عروة بن المغيرة ، عن أبيه ، ومسلم أيضا من طريق الأسود ، ومن طريق مسروق كلاهما عن المغيرة مرفوعا نحوه ، وفي رواية لمسلم عن المغيرة ، قال : تخلف رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وتخلفت معه ، وفيه : ثم ركب وركبت ، فانتهينا إلى القوم وقد قاموا في الصلاة ، يصلي بهم عبد الرحمن بن عوف ، وقد ركع بهم ركعة ، فلما أحس بالنبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ذهب يتأخر فأومأ إليه ، فصلى بهم ، فلما سلّمّ ، قام النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقمت فركعنا الركعة التي سبقتنا.

والحديث مخرّج في السنن ، وأخرجه مالك في «الموطأ» ص ٤٨ من طريق زياد بن المغيرة ، عن أبيه ، وأحمد في «مسنده» ٤ / ٢٤٤ ، وقال الهيثمي في «المجمع» ٥ / ٢٥٥ : رجاله رجال الصحيح ، وأيضا في ٤ / ٢٤٧ و ٢٤٨ و ٢٥٠ و ٢٥١ من طريق عمرو بن وهب ، وأبي الضحى ، وزياد بن المغيرة ، وقبيصة بن بزمه ، وأبي سلمة ، ومسروق ، وعروة ، كلهم عن المغيرة. وذكر الحافظ في «الفتح» ١ / ٣١٩ أن حديث المغيرة هذا ، ذكر البزار أنه رواه عنه ستون رجلا ، وقد لخّص مقاصد طرقه الصحيحة. راجعه إن شئت.

(٣) الإداوة : بالكسر ، إناء صغير من جلد يتخذ للماء كالسطيحة ونحوها جمعها أداوى. انظر «النهاية» ١ / ٣٣.

٣٢٩

الرزاق ، عن معمر ، قال : رأيت حماد بن أبي سليمان يصرع ، فإذا أفاق توضأ (١).

حدثنا أحمد بن الحسن ، قال : سمعت ابن خالي عبيد بن موسى يقول : سمعت جدتي تقول عن جدتها الكبرى عاتكة أخت حماد بن أبي سليمان ، قالت : كان النعمان (٢) ببابنا يندف قطننا ، ويشري لبننا وبقلنا ما أشبه ذلك ، فكان إذا جاء الرجل يسأله عن المسألة ، قال : ما مسألتك؟ قال : كذا وكذا. قال : الجواب فيها كذا ، ثم يقول : على رسلك ، فيدخل إلى حماد ، فيقول له : جاء رجل فسأل عن كذا ، فأجبته بكذا ، فما تقول أنت؟ فقال : حدثونا بكذا ، وقال أصحابنا : كذا ، وقال إبراهيم : كذا ، فيقول : فأرويه عنك؟ فيقول : نعم ، فيخرج فيقول : قال حماد : كذا.

حدثنا أحمد ، قال : سمعت أبي يقول : ثني أبي عن جدي ، قال : وجّه إبراهيم النخعي حمادا يوما يشتري له لحما بدرهم في زنبيل ، فلقيه أبوه راكبا دابة ، وشدّ حماد الزنبيل ، فزجره ورمى به من يده ، فلما مات إبراهيم جاء أصحاب الحديث والخراسانية (٣) يدقون على باب مسلم بن يزيد ، فخرج إليهم في الليل بالشمع ، فقالوا : لسنا نريدك ، نريد ابنك حمادا ، فدخل إليه ، فقال : يا بني : قم إلى هؤلاء ، فقد علمت أن الزنبيل أدى بك إلى هؤلاء.

__________________

(١) كذا ذكره الذهبي في «الميزان» ١ / ٥٩٥ بسند عبد الرزاق مثله.

(٢) يبدو أن النعمان بن ثابت أبو حنيفة الإمام ، وقد تقدم في ح ٣٩ والله أعلم.

الرواة :

أحمد : هو ابن الحسن ، وأبوه : هو الحسن بن هارون ، روى عن أبيه هارون بن سليمان ، وهو عن جده ، وهو يحيى بن سليمان بن أبي سليمان ، ومسلم بن يزيد : هو اسم أبي سلمان والد حماد.

(٣) في أ ـ ه : «الخراسانية» : لم يتبين لي معناه ، لعله يريد بها الحرس الذين يحرسونه. والله أعلم.

٣٣٠

٢٦ ٢ / ١١ د ـ ت عبد الرحمن أبو إسماعيل السدي (*) :

من أهل أصبهان ، روى عنه ابنه ، وهو ابن أبي كريمة مولى بني هاشم ، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة.

روى أسباط عن السدي ، عن أبيه ، قال : كاتبتني زينب بنت قيس بن مخرمة على عشرة آلاف درهم ، فتركت لي ألفا ، وكانت زينب قد صلت مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

__________________

(*) عبد الرحمن : هو ابن ب کرمة السدي ـ بضم المهملة وتشديد الدال نسبة إلى سدة مسجد الكوفة ، له ترجمة في : «الجرح والتعديل» ٥ / ٣٠٤ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٦ ، وفي «الميزان» ٢ / ٥٨٤ ، وفي «المغني ، ٢ / ٣٩٠ ، وفيه لا يعرف وخبره باطل ، وفي «التهذيب» ٦ / ٢٥٨ ، وفي «التقريب» ص ٢٠٨ ، وقال ابن حجر : مجهول الحال من الثالثة.

تراجم الرواة :

أسباط : هو ابن نصر الهمداني أبو يوسف ، ويقال :أبو نصر. تكلموا فيه. قال الحافظ ابن حجر : صدوق كثير الخطاء ، يغرب من الثالثة. انظر «التهذيب» ١ / ٢١٢ ، «والتقريب» ص ٢٦.

أبوه : هو عبدالرحمن المترجم له ، وهولا يعرف.

زينب : بنت قيس بن مخرمة بن المطلب الفرشية المطلبية ، صلت القبلتين جميعا.

معلق وضعيف إسناده ، فقد أورده به أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٦ وابن الاثير في «أسد الغابة» ٥ / ٤٦٩ من طريق أسباط به ، وابن حجر في «الإصابة» ٤ / ٣١٨ ، وعزاء إلى الطبراني وابن منده.

٣٣١

٢٧ ٢ / ١٢ م ٤ وابنه السدي إسماعيل بن عبد الرحمن (*) :

كان عظيما من عظماء أهل أصبهان ، ومات سنة سبع وعشرين ومائة في ولاية بني (١) مروان ، ويكنى أبا محمد (٢).

وحدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا موسى بن عبد الرحمن ، قال : حدثني إسماعيل بن موسى ، قال : حدثتني أمي ، قالت : كان السدي من أهل أصبهان.

__________________

(*) له ترجمة في «تاريخ خليفة» ص ٣٧٨ ، وفي «الطبقات» ص ١٦٣ له ، وفي «التاريخ الكبير» ١ / ٣٦١ ، وفي «الجرح والتعديل» ٢ / ١٨٥ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٤ ، وفي «الميزان» ١ / ٢٣٦ ـ ٢٣٨ ، وفي «التهذيب» ١ / ٣١٣.

(١) هكذا في النسختين : بني مروان وأولى وأدق بدون بني كما سيأتي بدونه في آخر ترجمة إسماعيل ، وهكذا جاء عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٤ ، وعند خليفة في «الطبقات» ص ١٦٣ ، ومروان هذا : هو ابن محمد بن مروان بن الحكم ، بويع في صفر سنة سبع وعشرين ومائة ، فلم يستقر له حال إلى أن قتل سنة ١٣٢ ه‍ ، فكانت ولايته خمس سنين وشهرا ، وله ست وتسعون سنة. انظر «أسماء الخلفاء والولاة» ص ٣٦٥ لابن حزم.

(٢) زاد أبو نعيم في المصدر السابق (الأعور يعرف بالسّدي ، صاحب التفسير ، وسمّي السّدي ، لأنه نزل السدة).

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو ابن منده ، تقدم في ترجمة رقم ١٠.

موسى بن عبد الرحمن : هو الخزاز. ترجم له المؤلف كما سيأتي بترجمة رقم ٢٦٣.

إسماعيل بن موسى : هو ابن بنت السّدي ، صدوق ، يخطىء ، ورمي بالرفض. مات سنة ٢٤٥ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٩ ، «والتقريب» ص ٣٥.

في سنده راو مبهم. ـ

٣٣٢

حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثني محمد بن نصر ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن هياج بن بسطام ، عن سعيد بن عبيد ، قال : وأما أصبهان فيما ثنا أشياخنا ، أن برخوار عنوة ، ومنه سبي أبو سليمان أبو حماد بن أبي سليمان ، فقيه الكوفة وجرم قاسان عنوة ، منه سبي وثاب مولى ابن عباس.

حدثنا محمد بن العباس بن أيوب ، قال : ثنا عمر بن محمد بن التل ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا محمد بن أبان ، عن السدي ، قال : أدركت نفرا من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ منهم : أبو سعيد الخدري ، وأبو هريرة ، وابن عمر. كانوا يرون أنه ليس أحد منهم على الحال الذي فارق عليه محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلا عبد الله بن عمر.

__________________

تراجم الرواة للسند الثاني :

محمد : تقدم قريبا.

محمد بن نصر : هو ابن عبدة الخرجاني سيأتي بترجمة رقم ٢٧٣.

يحيى بن أبي بكير نسر : تقدم في ترجمة ١٦. ثقة.

هياج بن بسطام : هو البرجمي الحنظلي ، أبو خالد الخراساني ، ضعيف ،

روى عنه ابنه خالد منكرات شديدة ، مات سنة ١٧٧ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ٨٨ ، «والتقريب» ص ٣٦٧.

سعيد بن عبيد : ترجم لعدة أشخاص بهذا الاسم ، لم أميّز من هو.

أبو سليمان : هو والد حماد ، واسمه مسلم بن يزيد. تقدم في ترجمة ٢٥.

في سنده راو لم يسمّ. وهياج : ضعيف. تقدم هذا النص في ترجمة حماد بن أبي سليمان ، وفي المقدمة في آخر فتوح اصبهان ، وذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٩ ، ٣٠.

تراجم الرواة :

محمد بن العباس بن أيوب : تقدم في ت ٣ ح ٢ ، وهو من الحفاظ المقدمين.

عمر بن محمد بن الحسن المعروف بابن التل ـ بفتح المثناة ، وبعدها لام مشددة ـ الأسدي : صدوق ، ربما وهم ، مات سنة خمس ومائتين. انظر «التقريب» ص ٢٥٦.

وأبوه : هو محمد بن الحسن بن الزبير الأسدي الكوفي ، لقبه التل. صدوق ، فيه لين.

مات سنة مائتين. المصدر السابق ص ٢٩٤.

محمد بن أبان : ترجم بهذا الاسم لعدد من الرواة ما استطعت أن أجزم بتعيينه منهم. ـ

٣٣٣

(٤٠) حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا أبو كريب ، قال : ثنا يونس بن بكير ، قال : ثنا أسباط عن السدي ، عن ابن عباس ، قال :

صالح النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أهل نجران على ألفي حلة : ألف في صفر ، وألف في رجب يؤدونها إلى المسلمين.

قال أبو عبد الله : السدي لا ينكر له (١) ابن عباس ، قد رأى سعد بن أبي

__________________

ـ والسّدي : هو إسماعيل المترجم له.

في إسناده لين ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٥. من طريق أبي محمد ابن حيان ، ومن طريق أبي حامد بن جبلة ، عن محمد بن إسحاق ، ومنه به مثله ، وأخرج أحمد في كتاب «الزهد» ص ١٩٤ نحوه ، وذكر الذهبي في «سير النبلاء» ٣ / ١٤١ قريبا منه «أن ابن عمر كان يتبع أمر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وآثاره ، وحاله ، ويهتم به».

أبو سعيد : هو سعد بن مالك بن سنان الأنصاري الخدري ، صحابي شهد المشاهد ما بعد أحد. مات سنة بضع وستين ، وقيل : بعدها. انظر «التقريب» ص ١١٩.

أبو هريرة : هو عبد الرحمن بن صخر ـ على الراجح في اسمه ـ صحابي حافظ مكثر. مات سنة بضع وخمسين عن ثمان وسبعين سنة. المصدر السابق ص ٤٣١.

ابن عمر : تقدم في ترجمة ٦.

(١) في أ ـ ه : (هل) بدل له ، وهو تحريف ، واضح ، كما هو ظاهر من السياق والمعنى ، وسأوضح معناه الصحيح قريبا.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو أبو عبد الله بن مندة ، تقدم في ترجمة ١٠ ، ثقة حافظ.

أبو كريب : وهو محمد بن العلاء بن كريب ، تقدم في ترجمة ٤ ح ٢٠. ثقة حافظ.

يونس بن بكير : هو ابن واصل ، تقدم في ت ٣ ح ٩. صدوق ، يخطىء.

أسباط : هو ابن نصر الهمداني ، تقدم في ت ٢٦. صدوق ، كثير الخطأ. يغرب.

السّدّي : هو المترجم له ، وابن عباس : صحابي مشهور. تقدم في ت ٣ ح ٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده أسباط : وهو كثير الخطأ ، كذا يونس صدوق ، يخطىء. والسدي يهم ، ورمي بالتشيع ، وسماعه من ابن عباس غير مصرح ، وقيل : إنه رآه ، وإلى هذا أشار أبو عبد الله أنه لا ينكر له ـ رؤية ـ ابن عباس ، وقد رأى سعد بن أبي وقاص المتقدم عنه ، وكذا قال أبو العباس ابن الأخرم بلفظه انظر «التهذيب» ١ / ٣١٤. ـ

٣٣٤

وقاص. حكى عبدان (١) ، قال : كان السدي من أصبهان عظيما من عظمائهم ، وكان إذا قعد غطى لحيته صدره (٢).

حدثنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا شباب ، قال : توفي إسماعيل السدي سنة سبع وعشرين ومائة في ولاية مروان (٣).

__________________

ـ والحديث أخرجه أبو داود في «سننه» ٣ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠ من طريق يونس بن بكير به مثله ، مع زيادة في آخره ، فهو ضعيف به.

وأهل نجران : هم قوم من النصارى كانوا يسكنون نجران ، وهي موضع في مخاليف اليمن ناحية مكة ، صالحوا النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعد أن وفدوا عليه ، وامتنعوا عن المباهلة معه ، فكتب لهم كتابا ، فلما ولي أبو بكر أنفذ لهم ذلك ، فلما ولي عمر أجلاهم بحديث : «أخرجوا أهل نجران من جزيرة العرب».

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٢٦٦ و ٢٦٩.

أبو عبد الله : كنية محمد بن يحيى بن منده المذكور في أول السند.

وأخرجه أبو عبيد في كتاب «الأموال» ٢٧٢ حديث رقم ٥٠٢. بطريقين : مرسلا في الأول عبيد الله بن أبي حميد ، وهو متروك كما في «التقريب» وإسناد الثاني حسن ، إلّا أنه مرسل ، وكذا ابن سعد في «الطبقات» ١ / ٢ / ٣٥ ـ ٣٦ ، وأبو يوسف في «كتاب الخراج» ص ٧٢ ، وأيضا ابن القيم في «زاد المعاد» ٣ / ٤٠.

(١) عبدان هذا هو شيخه عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ، إذا كان هو ، فقد تقدم في ترجمة ٩ ، والملقب به أيضا عبد الله بن عثمان بن جبلة أبو عبد الرحمن المروزي ، الحافظ ، الثقة. توفي سنة ٢٢١ ه‍ ، كما في «التهذيب» ٥ / ٣٠٤.

(٢) وهو في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٠٤.

(٣) انظر «تاريخ خليفة» ص ٣٧٨ ، «والطبقات» له ص ١٦٣ ـ ومروان : هو ابن محمد بن مروان ابن الحكم ، تقدمت ترجمته في بداية ترجمة السّدّي.

تراجم الرواة :

عمر بن أحمد بن إسحاق : هو أبو حفص الأهوازي ، تقدم في ترجمة ٤ ، ولم أعثر له على ترجمة.

شباب : هو خليفة بن خياط ، المعروف بشباب العصفري. تقدم في ترجمة ٣.

٣٣٥

٢٨ ٢ / ١٣ أبو إسحاق السبيعي (*) :

عمرو بن عبد الله الهمداني ، قدم أصبهان مجتازا إلى خراسان.

(٤١) حدثنا (أبو) (١) أيوب الفقيه ـ وأخرج إلينا كتب جده الحكم بن أيوب ، فكتبنا منه ، وقرأناه عليه ـ ثنا الحكم ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، قال : ثنا أبو الوداك ونحن بأصبهان ، قال : ثنا أبو سعيد الخدري قال : أصبنا سبايا ، وذكر الحديث.

__________________

(*) أبو إسحاق السبيعي ـ بفتح المهملة ، وكسر الموحدة ـ له ترجمة : في «الطبقات الكبرى» ٦ / ٣١٣ لابن سعد ، وفي «طبقات خليفة» ص ١٦٢ ، وفي «التاريخ الكبير» ٦ / ٣٤٧ ، وفي «المعرفة والتاريخ» ٢ / ٦٢١ للفسوي ، وفي «الجرح والتعديل» ٦ / ٢٤٢ لابن أبي حاتم ، وفي «الحلية» لأبي نعيم ٤ / ٣٣٨ ـ ٣٥٠ ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ١١٤ ، وفي «التهذيب» ٨ / ٦٣.

مكثر ، ثقة ، عابد ، اختلط بأخرة ، مات سنة تسع وعشرين ومائة ، وقيل قبله.

(١) بين الحاجزين من الأصل سقط من أ ـ ه.

تراجم الرواة :

أبو أيوب الفقيه : هو أحمد بن محمد بن الحكم بن أيوب ، كما في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٩٨.

والحكم : هو ابن أيوب بن أبي بحر ، سيأتي بترجمة رقم ١١٢ ، ولم يذكر فيه جرح ولا تعديل.

إسرائيل : هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، تقدم في ت ٢ ح ٣. ثقة ، تكلم فيه بلا حجة.

أبو الودّاك : ـ بفتح الواو ، وتشديد الدال ، وآخره كاف ـ وهو جبر بن نوف ـ بفتح النون وآخره فاء ـ الهمداني بسكون الميم ، كوفي ، صدوق ، يهم من الرابعة. انظر «التقريب» ص ٥٣ ، «والتهذيب» ٢ / ٦٠.

٣٣٦

قال أبو نعيم (١) : روى أبو إسحاق عن واحد (٢) وعشرين رجلا من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ورأى عليا ، وأسامة بن زيد ، وابن عباس ، والبراء ، وزيد بن أرقم ، وروى عنه الزهري ومنصور بن المعتمر.

حدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا سلم بن جنادة ، قال : ثنا ابن

__________________

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وأبو الوداك صدوق يهم ، وأبو إسحاق اختلط بأخرة ، والحديث صحيح بغير هذا السند. رواه الشيخان وغيرهما كما سيأتي.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦ به مثله ، ولم يذكر تمام الحديث ، وأحمد في «مسنده» ٣ / ٨٢ من طريق فضل بن دكين ، عن يونس ، عن أبي الودّاك ، عن أبي سعيد ، قال : أصبنا سبايا يوم حنين ، فكنا نعزل عنهن ، نلتمس أن نفاديهن من أهلهن ، فقال بعضنا لبعض : تفعلون هذا وفيكم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ. ائتوه فاسألوه ، فأتيانه أو ذكرنا ذلك. قال : ما من كل الماء يكون الولد. إذا قضى الله أمرا كان. ومررنا بالقدور وهي تغلي ، فقال لنا : ما هذا اللحم؟ فقلنا لحم حمر. فقال لنا : أهلية أو وحشية؟ فقلنا له : بل أهلية.

قال : فقال لنا : اكفؤوها. قال : فكفأناها وإنّا لجياع نشتهيه ، قال : وكنا نؤمر أن نوكى الأسقية».

وأخرجه البخاري في «صحيحه» في النكاح ١١ / ٢١٨ مع الفتح من طريق مالك بن أنس ، وفي التوحيد ١٧ / ١٦٣ من طريق موسى بن عقبة ، عن أبي سعيد ، قال : أصبنا سبايا ، وفي رواية سبيا. ومسلم أيضا في «صحيحه» ١٠ / ١٠ في النكاح وفي الرضاع ١٠ / ٣٤ ـ ٣٥ بطرق متعددة عن أبي سعيد نحوه ، والحديث مخرّج في السنن الأربعة سوى «سنن ابن ماجه».

(١) أبو نعيم : هو فضل بن دكين الملائي ، تقدم في ترجمة ١ ، وجاء في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦ أنه روى عن أربعة وثلاثين نفسا من الصحابة. وفي «الحلية» ٤ / ٣٤١ أنه أسند عن ثلاثة وعشرين من الصحابة ، وفي ٤ / ٣٣٨ من «الحلية» ذكر أنه روى عن أربعة أو ثلاثة وعشرين من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، ورأى عليا ، وسمع منه ، ومن سعيد بن زيد ، وابن عمرو ، وأسامة بن زيد ، وعبد الله بن الزبير ، وأكثر الرواية عن البراء بن عازب ، وزيد بن أرقم ، والنعمان بن بشير ، وحارثة ابن وهب ... وعد آخرين من أسامي الصحابة. وسمى ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٦ / ٢٤٢ خمسا وعشرين من الصحابة. وقال الذهبي : «إنه سمع من ثمانية وثلاثين صحابيا». انظر «تذكرة الحفاظ» ١ / ١١٤.

(٢) في النسختين : (أحد) ، والتصويب من مقتضى القواعد.

تراجم الرواة :

محمد بن يحيى : هو أبو عبد الله بن مندة ، تقدم في ترجمة ١٠. ـ

٣٣٧

إدريس ، قال : سمعت شعبة ، يقول : هلك أبو إسحاق السبيعي سنة تسع وعشرين ومائة ، وصلى عليه الصقر بن عبد الله ، عامل ابن هبيرة (١).

__________________

ـ سلم بن جنادة : هو ابن سلم السوائي العامري أبو السائب الكوفي. ثقة ، ربما خالف.

مات سنة ٢٥٤ ه‍. انظر «التقريب» ١٢٩ ، «والتهذيب» ٤ / ١٢٨.

ابن إدريس : هو عبد الله بن إدريس بن يزيد الأودي ، تقدم في ت ٢٥ ، ثقة ، حافظ.

شعبة : هو ابن الحجاج العتكي ، تقدم في ت ٢٢ ، ثقة ، متقن ، حافظ.

رجاله ثقات ، كذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٦ ، وفيه أن وفاته سنة سبع ، وقيل : ثمان ، وقيل : تسع وعشرين ومائة ، توفي وهو ابن تسعين سنة.

(١) وابن هبيرة : هو يزيد بن عمر بن هبيرة ، كان واليا لمروان على العراق ، وجهه سنة ١٢٨ ه‍. انظر «تاريخ خليفة» ص ٣٨٢.

٣٣٨

٢٩ ٢ / ١٤ عبيد الله بن أبي بكرة (*) :

واسم أبي بكرة : نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج بن أبي سلمة (١) عبد العزيز بن غيرة بن عوف بن ثقيف (٢).

يقال : ولاه معاوية بن أبي سفيان (٣) اطفاء النيران ، فقدم أصبهان ، وأخذ إلى سجستان ، فأصاب أربعين ألف ألف ، فحال عليه الحول وعليه دين.

ولي أصبهان أيام يوسف بن عمر (٤) سنة عشرين ومائة (٥). وله بأصبهان حديث غريب.

(٤٢) حدثنا محمد بن إبراهيم بن عامر ، عن عمه ، عن أبيه ، قال : ثنا

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٥ / ٣٧٥ ، وفي «الطبقات الكبرى» ٧ / ١٩٠ لابن سعد ، وفي «أخبار أصبهان» ٢ / ٩٩ ـ ١٠٠.

(١) في النسختين بإثبات (ابن) بين أبي سلمة وعبد العزيز ، والصواب بدونه ؛ وذلك لأن عبد العزيز اسم أبي سلمة لا ابنه ، كما في «التهذيب» ١٠ / ٤٦٩ ، وغيره.

(٢) في المصدر السابق (عوف بن قيس وهو ثقيف).

(٣) معاوية بن أبي سفيان : صخر بن حرب بن أمية الأموي أبو عبد الرحمن. صحابي أسلم قبل الفتح ، وكتب الوحي ، وصار خليفة مدة طويلة. مات سنة ستين ، وقد قارب الثمانين. انظر «التقريب» ص ٣٤١.

(٤) يوسف بن عمر : هو الذي ولّاه هشام بن عبد الملك سنة ١٢٠ ه‍ العراق ، ثم عزله يزيد بعد قتل الوليد ، واستعمل منصور بن جمهور.

انظر «تاريخ الطبري» ٧ / ١٧٩ ، و «الكامل» لابن الأثير ٤ / ٢٣٩ ـ ٢٧١.

(٥) كذا في «أخبار أصبهان» ٢ / ٩٩.

تراجم الرواة :

محمد بن إبراهيم بن عامر : تقدم في ترجمة ١. ـ

٣٣٩

حميد بن وهب ، قال : ثنا يحيى بن زياد بن عبد الرحمن الكاتب ، عن ابن أبي بكرة ، قال : سمعني أبي : أبو بكرة ، وأنا أدعو : «اللهم إني أسألك بوجهك الكريم وأمرك العظيم أن تجيرني من النار والكفر والفقر». فقال : يا بني!. من علّمك هذا؟ فقلت : سمعته منك. قال : الزمه يا بني. فإني سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يدعو به.

__________________

ـ عمه : هو محمد بن عامر بن إبراهيم ـ جاء هكذا التصريح باسمه في «أخبار أصبهان» ، وقد تقدم في ترجمة ١.

وأبوه عامر : سيأتي بترجمة رقم ١٠٣. ثقة.

حميد بن وهب : هو أبو وهب ، سيأتي بترجمة رقم ٦٥ ، وهو لين الحديث.

يحيى بن زياد بن عبد الرحمن الكاتب : ترجم لهذا الاسم ابن حبان في «المجروحين» ٣ / ١١٢ ، وكنّاه أبا سفيان الثقفي ، ولكنه لم يذكر لقبه المذكور ـ الكاتب ـ وقال : منكر الحديث ... لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ـ كذا «في «الميزان» ٤ / ٣٧٧ ، فلا أدري هل هو أم غيره؟ والله أعلم.

ابن أبي بكرة : هو عبيد الله ، كما زعمه المؤلف ، حيث ساق الحديث تحت ترجمته ، ولكن جاء الحديث عند الترمذي والنسائي ـ كما سيأتي تخريجه ـ عن مسلم بن أبي بكرة ، قال : سمعت أبي وأنا أقول ... الخ. وهو ثقة ، مات بعد الثمانين ، وقبل التسعين ، كما في «التهذيب» ١٠ / ١٢٣ ، فيبدو أن المؤلف حسب أن ابن أبي بكرة هو عبيد الله ، فساقه في ترجمته.

أبوه أبو بكرة : اسمه نفيع بن الحارث بن كلدة ، صحابي مشهور بكنيته. أسلم بالطائف ، ثم نزل البصرة ، ومات بها سنة إحدى أو اثنتين وخمسين. انظر «التقريب» ص ٣٥٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وحميد بن وهب لين الحديث ، ويحيى بن زياد إذا كان هو الثقفي ، فهو منكر الحديث ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٠٠ به مثله ، والترمذي في «سننه» ٥ / ١٩٠ ، والنسائي أيضا في «سننه» ٨ / ٣٦٢ كلاهما من طريق عثمان الشّحّام عن مسلم بن أبي بكرة ـ ولفظ النسائي أقرب إلى لفظ المؤلف ـ نحوه. وقال الترمذي : «هذا حديث حسن غريب». قلت : هو كما قال ، وكذا سند النسائي حسن ، رجالهما ثقات سوى عثمان الشّحّام وهو صدوق ، لا بأس به.

٣٤٠