طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨

__________________

ـ المصادر أن ـ عبد الله بن بديل كان ممن غزا أصبهان وفتحها ـ ، ففيه أيضا ، إشكال وذلك :

أولا : لأنّ عبد الله بن بديل قتل بصفّين ، وذكر هذا ابن سعد في «الطبقات الكبرى» ٤ / ٢٩٤ ، وخليفة في «تاريخه» ص ١٩٤ ، والطبري في «تاريخ الأمم والملوك» ٣ / ٢٤٦ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤ و ٦٣ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ٢٠٤ ، وابن الأثير في «الكامل» ٣ / ١٥٣ ، وابن كثير في «البداية» ٧ / ٢٦٥ ، والحموي في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٩ ، والحافظ ابن حجر في «الإصابة» ١ / ١٤١ ، وفي «تهذيب التهذيب» ٥ / ١٥٥ ، «والتقريب» ص ١٦٨ ، فليس فيه خلاف أن عبد الله بن بديل قتل بصفّين ، كما ذكرت المصادر المذكورة.

وثانيا : ـ لأن هذه المصادر المذكورة ، لم تذكر جميعها عبد الله بن بديل الخزاعي في غزاة أصبهان ، إلا القليل منها ، وإنما ذكرت عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وصرح بعضها بسن عبد الله بن بديل الخزاعي يوم قتله بصفين ، أنه كان ابن أربع وعشرين سنة ، مع الرد على أولئك الذين زعموا أن عبد الله الخزاعي كان أحد من غزا أصبهان ، فمن ذلك ما ذكره الطبري في «تاريخه» ٣ / ٢٤٦ ، أن عمر كتب إلى عبد الله بن عبد الله : أن سر من الكوفة حتى تنزل المدائن ، فاندبهم ولا تنتخبهم ، واكتب إليّ بذلك ، وعمر يريد توجيهه إلى أصبهان ، فانتدب له فيمن انتدب : عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي.

وقال بعد ذلك : والذين لا يعلمون ، يرون أن أحدهما عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، لذكر ورقاء ، وظنوا أنه نسب إلى جده ، وكان عبد الله بن بديل بن ورقاء يوم قتل بصفّين ابن أربع وعشرين سنة ، وهو أيام عمر رضي‌الله‌عنه صبي.

وهكذا ذكر ياقوت الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٩ أن عمر بن الخطاب ، في سنة تسع عشرة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري ، وعلى مقدمته عبد الله ابن ورقاء الرّياحي ، وعلى مجنبته عبد الله بن ورقاء الأسدي ، ثم ذكر الحموي عن سيف (هو ابن عمر الإخباري) قوله : (والذين لا يعلمون ، يرون أن أحدهما ..) إلى آخره بمثل ما عند الطبري ، وهكذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤ و ٦٣ هذا الكلام ، فتبين إذا أن الذي اشترك في فتح أصبهان عبد الله بن ورقاء الرياحي ، وعبد الله بن الحارث بن ورقاء الأسدي ، كما ذكر الطبري وأبو نعيم ١ / ٢٤ و ٦٣ وابن الأثير في «الكامل» ٣ / ٨ و ٩ ، حيث قال : وبعث عمر إلى أصبهان عبد الله بن عبد الله ، وكان شجاعا ، وأمده بأبي موسى ، وجعل على مجنبته عبد الله بن ورقاء الرّياحي ، وعصمة بن عبد الله ، وسار عبد الله فيمن كان معه ومن تبعه من جند النعمان بنهاوند نحو أصبهان ، فالتقى المسلمون ومقدمة المشركين برستاق لأصبهان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، ودعا الشيخ إلى البراز ، فبرز له عبد الله بن ورقاء الرّياحي ، فقتله ، وانهزم أهل أصبهان ، ثم سار عبد الله بن ورقاء الرياحي إلى جيّ ، فحاصرها وقاتلها ... الخ.

هذا ما ظهر لي ، والله أعلم بالصواب.

٢٦١

فتوجها نحو أصبهان ، فعدلا عن مدينتها ، فأخذ بديل إلى الطبسين (١) ، وفتحهما (٢) ، ثم خرج يريد قهستان من أرض خراسان (٣) ، وأقبل مجاشع إلى قاشان ، ففتح القاشانين (٤) ، وأتى حصن أبروذ (٥) ، فحاصر من فيه ، فقتل المقاتلة ، وسبى الذّرّية ، وكان أبو موسى أمير البصرة ، فخرج أبو موسى يريد ما يليه من الأرض ، فوافى أبو موسى من قبل الأهواز (٦) يريد أصبهان ، وسار مجاشع ، فنزل الرّاوند جرم قاشان (٧) ، فصالحهم ، ومضى حتى نزل شق التيمرة ، فصالحهم ، وسار أبو موسى حتى نزل بجبال جي مدينة أصبهان ، فنزل على فرسخ منها بمكان يقال له : «دارك» (٨) ، فحصر أهلها ، وقتل ، وبلغ ذلك أهل جيّ فصالحوا على نصف جيّ ، وفتح أبو موسى نصفها عنوة ، وصلّى أبو موسى بأصبهان صلاة الخوف. وقتل بديل بن ورقاء يوم الصّفّين سنة سبع وثلاثين (٩).

__________________

(١) الطبستان : بفتح أوله وثانيه : هو تثنية طبس ، وهي عجمية فارسية ، وفي العربية الطبس : الأسود من كل شيء ، وهي قصبة بين نيسابور وأصبهان ، تسمى قهستان قاين ، وهما بلدتان كل واحدة منهما يقال لها : طبس ، أحدهما طبس العناب ، والأخرى طبس التمر ـ تقعان في شمال شرقي أصبهان ـ انظر «معجم البلدان» ٤ / ٢٠.

(٢) في الأصل : (فتح) ، والتصويب : من أ ـ ه.

(٣) قهستان : تقدم في المقدمة عند بيان خصائص أصبهان ، وخراسان : بلاد واسعة ، أول حدودها مما يلي العراق .. ، وآخر حدودها مما يلي الهند طخارستان ، وغزنة ، وسجستان ، وكرمان ، وتشمل أمهات من البلاد ، نحو : نيسابور وهرات وهي في أفغانستان الآن ، ومرو : وهي كانت قصبتها ، وبلخ ، وطالقان ، ونسا ، وغير ذلك ـ وخراسان الحديث تقع في شمال شرقي إيران ـ انظر «معجم البلدان» ٢ / ٣٥٠.

(٤) تقدم في المقدمة عند بيان خصائص أصبهان.

(٥) هو أبرويز بن هرمز بن أنوشروان ، انظر «فتوح البلدان» ص ٣١١.

(٦) هي مدينة كبيرة تابعة لمنطقة خوزستان ، تقع في غربي إيران ، مأخوذ من خريطة إيران ١.

(٧) الراوند : بفتح الراء المهملة والواو بينهما ألف وسكون النون ، وثم دال مهملة : من القرى المشهورة بنواحي أصبهان ، قرب قاشان ، انظر «معجم البلدان» ٣ / ١٩ ، «وتقويم البلدان» ١ / ٤١٠.

(٨) وقد تقدمت الإشارة إليه سابقا في ح ١٨ ، أن أبا موسى صلى صلاة الخوف بالدار أو دارك ، كما جاء عند أبي نعيم ، وذكرت في ترجمة أبي موسى ـ ٤ ـ أن دارك محلة بأصبهان.

(٩) قد ذكرت قريبا ، أن الراجح في وفاته ما ذكره ابن الأثير في «أسد الغابة» ، وابن حجر في «الإصابة» ، وأبو نعيم ، وغيرهم ، انظر بداية ترجمته ، حاشية ٦.

٢٦٢

وبديل : هو الذي بعثه النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ينادي أيام منى (١) ، أنها أيام أكل وشرب.

(٢٢) حدثنا أبو جعفر ، محمد بن العباس بن أيوب ، قال : ثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، قال : ثنا مفضل بن صالح ، قال : ثنا عمرو بن دينار ، عن ابن عباس ، أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أمر بديل بن ورقاء ـ يعني أيّام التشريق ـ أن لا تصوموا في هذه الأيّام ، فإنّها أيّام أكل وشرب.

__________________

(١) أي : أيام التشريق ، ومنى بكسر الميم ، ويصرف ـ ولا يصرف ـ وكثير من الناس ينطقونها بضم الميم ، وهو خطأ ـ وهي على بعد ثلاثة أميال من مكة ، انظر «تهذيب الأسماء واللغات» ٢ / ١٥٧ للنووي.

تراجم الرواة :

أبو جعفر محمد بن العباس : تقدم في ت ٣ ح ٢ ، وهو إمام ، حافظ ، محدث ، فقيه.

محمد بن إسماعيل : هو ابن سمرة الأحمسي ـ بفتح الألف وسكون الحاء المهملة وفتح الميم ـ نسبة إلى أحمس ، طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة ـ قال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي ، وهو صدوق ثقة وقال أبوه أبو حاتم : «صدوق» مات سنة ٢٦٠ ه‍. انظر «الجرح والتعديل» ٧ / ١٩٠ ، «والتهذيب» ٩ / ٥٨ ، «واللباب» ١ / ٣٢.

مفضل بن صالح : هو الأسدي النخاس ـ بالخاء المعجمة ـ الكوفي ، ضعيف ، قال البخاري وغيره : منكر الحديث ، وساق له في «الميزان» ٤ / ١٦٧ الحديث المذكور هنا من طريق محمد ابن الوليد ، وسكت عنه الذهبي ، انظر «التقريب» ص ٣٤٦ ، والمصدر السابق.

عمرو بن دينار : ـ تقدم في ت ٢ ، وهو ثقة.

ابن عباس : هو عبد الله ، الصحابي المشهور ، تقدم في ت ٣ ح ٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف بهذا الإسناد ، فيه مفضل بن صالح الأسدي ، وهو ضعيف ، منكر الحديث ، ومن طريق مفضل ، أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٣ به مثله ، وأخرجه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» كما في «المجمع» ٣ / ٢٠٢ عن ابن عباس مرفوعا في رواية بلفظ «أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أرسل صائحا يصيح .. الحديث». وقال الهيثمي : إسناده حسن ، وليس فيه تصريح باسم بديل ، وفي الثاني : أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بعث بديل بن ورقاء ، فذكر الحديث.

وأورده الذهبي في «الميزان» ٤ / ١٦٧ بسند محمد بن عمر بن الوليد ، عن المفضل به مثله ، وسكت عنه ، وقال ابن عدي : ـ في المفضل ـ وأنكر ما رأيت له : حديث الحسن بن علي ، وسائره أرجو أن يكون مستقيما ، وتعقبه الذهبي بقوله : قلت : وحديث سفينة نوح أنكر ـ

٢٦٣

__________________

ـ وأنكر ، وهو : «إنّما مثل أهل بيتي ، مثل سفينة نوح».

وأورده ابن حجر في «الإصابة» ١ / ١٤١ ، وقال رواه ابن السكن من طريق مفضل بن صالح ، عن عمرو ، عن ابن عباس ـ مثله. قلت : مفضل ضعيف ، كما تقدم.

وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٢ / ١٨٧ بسنده ، عن محمد بن علي ، عن بديل ، قال : أمرني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أيّام التشريق .. الحديث.

وأخرجه المؤلف بسند آخر بعد هذا من طريق ابن جريج ، ورجاله بين ثقة وصدوق ، غير أنّ ابن جريج مدلس ، وقد عنعن ، وأخرجه الطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» ٣ / ٢٠٢ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٢٧ ، وأخرجه ابن الأثير في «أسد الغابة» ٥ / ٥٧١ ، بسنده من طريق هشام بن عمار به مثله ، وأورده ابن حجر ، وعزاه إلى أبي نعيم والبغوي من طريق ضرار ابن صرد ، وهو ضعيف.

ولكن أصل الحديث بغير هذا الإسناد ، وقصة بعث بديل صحيح. أخرجه الشيخان : البخاري في «صحيحه» ٥ / ١٤٦ مع «الفتح» ، عن عائشة وابن عباس بمعناه ، ومسلم في «صحيحه» ٨ / ١٧ مع النووي عن نبيشة الهذلي ، قال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أيام التشريق أيام أكل وشرب» ، وعن كعب بن مالك مرفوعا مثله ، مع زيادة في أوله.

وأخرجه أبو داود في «سننه» ٢ / ٨٠٤ ، عن أبي مرة مولى أم هانىء ، أنه دخل مع عبد الله ابن عمرو ، إلى قوله : عن عمرو بن العاص فذكر مثله ، والترمذي في «سننه» ٣ / ١٤٣ الصوم عن عقبة بن عامر نحوه ، وقال : وفي الباب عن عليّ ، وسعد ، وأبي هريرة ، وجابر ونبيشة ، وبشر ابن سحيم ، وعبد الله بن حذافة ، وأنس ، وحمزة بن عمرو الأسلمي ، وكعب بن مالك وعائشة ، وعمرو بن العاص ، وبعد الله بن عمرو ، ثم قال : وحديث عقبة حديث حسن صحيح.

وابن ماجه في «سننه» ١ / ٥٤٨ ، في النهي عن صيام أيّام التّشريق عن أبي هريرة ، وبشر بن سحيم نحوه ، وإسناده أيضا صحيح ، وأخرجه مالك في الموطأ ص ٢٤٦ عن عمرو بن العاص ، وعن عقبة بن عامر ، وابن سعد في «الطبقات» ٢ / ١٨٧ ، عن الزهري مرسلا ، ومن حديث علي ، وعن عبد الله بن حذافة في ٣ / ٤٦٠ ، أنّ النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أمره أن ينادي ... الحديث ، وأحمد أيضا في «مسنده» ١ / ٧٦ و ٩٢ من حديث عليّ في ١ / ١٧٤ ، وعن سعد بن أبي وقاص ، قال : أمرني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أن أنادي ... الحديث ، قال الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٠٢ : رواه أحمد ... والبزار ، ورجال الجميع رجال الصّحيح.

وأحمد في ٢ / ٢٢٩ و ٥١٣ و ٥٣٥ عن أبي هريرة ، وعن حمزة الأسلمي في ٣ / ٤٩٤ ، وعن يونس بن شداد في ٤ / ٧٧ ، وقال الهيثمي في المجمع ٣ / ٢٠٢ : رواه عبد الله بن أحمد ، والبزار ، وقال : لا نعلم أسند يونس إلا هذا الحديث ، وفيه سعيد بن بشير ، وهو ثقة ، ولكنه اختلط.

ورواه أحمد في ٥ / ٧٥ عن نبيشة أيضا ، وأخرجه الدارمي في «سننه» ٢ / ٢٣ ، عن بشر بن سحيم وعمرو بن العاص نحوه ، وأخرج الطبراني في «الكبير» كما في «المجمع» ٣ / ٢٠٣ ، عن معمر بن عبد الله العدوي ، قال : بعثني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أيّام التشريق ، ـ

٢٦٤

(٢٣) حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي ، قال : ثنا هشام بن عمّار ، قال : ثنا شعيب بن إسحاق ، قال : ثنا ابن جريج ، عن محمد بن يحيى ، عن أم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة ، أنّها رأت بديل بن ورقاء يطوف على جمل أورق بمنى ، يقول : إنّ رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ينهي عن صوم هذه الأيّام ، ويقول : «إنّها أيام أكل وشرب» (١).

__________________

ـ أنادي ... الحديث ، وقال الهيثمي : إسناده حسن ، وفي «الأوسط» أيضا ، عن عمر بن الخطاب مثله.

والحديث من الأحاديث المتواترة : أورده السيوطي من ستة عشر نفسا من الصحابة ، وزاد عليه الكتاني حمزة الأسلمي. انظر «نظم المتناثر» ص ٩٠.

(١) بعد الحديث مباشرة في صلب النسختين ، (آخر الجزء الأول من نسخة الإمام أبي موسى).

تراجم الرواة :

أحمد بن سعيد : هو ابن عبد الله أبو الحسن الدمشقي. نزل بغداد ، وحدث بها عن هشام ابن عمار وطبقته ، وكان صدوقا. توفي سنة ست وثلاثمائة. انظر «تاريخ بغداد» ٤ / ١٧١.

هشام بن عمار : هو الإمام أبو الوليد السلمي ، خطيب دمشق. ومقرؤها ، ومحدثها ، وعالمها. صدوق ، مكثر ، له ما ينكر ، وقال ابن معين : ثقة. وقال أيضا : كيس كيس ، وقال الدارقطني : صدوق. كبير المحل.

كبر فصار يتلقى ، فحديثه القديم أصح. توفي سنة ٢٤٥ ه‍. انظر «الميزان» ٤ / ٣٠٤ ، «والتقريب» ص ٣٦٤.

شعيب بن إسحاق : هو ابن عبد الرحمن الدمشقي الأموي ، أصله من البصرة. ثقة. توفي سنة ١٨٩ ه‍ ، وقال ابن حجر : ثقة. رمي بالإرجاء. انظر «التهذيب» ٤ / ٣٤٧ ، «والتقريب» ص ١٤٦.

ابن جريج : هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج. ثقة ، فقيه ، فاضل. مات سنة خمسين ومائة ، وكان يدلس ويرسل ، انظر المصدرين السابقين ، ٦ / ٤٠٢ و ٢١٩.

محمد بن يحيى : هو ابن حبان ـ بفتح المهملة ، وتشديد الموحدة ـ الأنصاري المدني.

ثقة ، فقيه. مات سنة ١٢١ ه‍ عن أربع وسبعين سنة. انظر المصدرين السابقين ٩ / ٥٠٨ ، ص ٣٢٣.

وأم الحارث بنت عياش بن أبي ربيعة : هي المخزومية ، ولها رؤية من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وساق ابن الأثير من طريقها الحديث المذكور هنا ، وابن حجر أيضا بسند ابن أبي عاصم في كتابه «الوحدان» من طريق ابن جريج. انظر «أسد الغابة» ٥ / ٥٧١ ، «والإصابة» ٤ / ٤٣٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

إسناده حسن ، إلّا أنّ ابن جريج مدلس ، وقد عنعن ، وقد تقدم تخريجه في ح ٢٢ قريبا.

٢٦٥

٩ ١ / ٩ خ ـ م ـ د ـ ق مجاشع بن مسعود السلمي (*) :

من أصحاب رسول الله ، صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وله أخ يقال له : مجالد بن مسعود (١).

وقتل مجاشع يوم الجمل سنة ست وثلاثين ، ودفن في داره في بني سدوس بالبصرة ، وهو من المهاجرين ، وله روايات.

حدثنا محمد بن عبد الله بن رسته ، قال : ثنا أبو كامل الفضيل (٢) بن

__________________

(*) لمجاشع ـ وهو بضم الميم ، وتخفيف الجيم ، وبشين معجمة مكسورة ـ ترجمة في : «الطبقات» ٧ / ٣٠ لابن سعد ، وفي «العقد الفريد» ٢ / ٦٦ لابن عبد ربّه ، وفي «الثقات» لابن حبان ٣ / ٤٠٠ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٧٠ ، وفي «الاستيعاب» ٣ / ٥٢٠ ، وفي «الجمع بين رجال الصحيحين» ص ٥١٥ للقيسراني ، وفي «أسد الغابة» ٤ / ٣٠٠ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ٢ / ٥١ ، وفي «الإصابة» ٣ / ٣٦٢ ، وفي «التهذيب» ١٠ / ٣٨ ، وفي «التقريب» ص ٣٢٨ ، وفي «الأعلام» للزركلي ٦ / ١٦٠.

(١) مجالد بن مسعود السلمي ، يكنى أبا معبد. سكن البصرة ، وكان إسلامه بعد إسلام أخيه مجاشع بعد الفتح ، انظر «أسد الغابة» ٤ / ٣٠١.

(٢) في النسختين : (الفضل) ، والتصويب من «التهذيب» ٨ / ٢٩٠ و ١١ / ١١٧. وفضيل : هو الذي يروي عن أبي عوانة.

تراجم الرواة :

محمد بن عبد الله بن رستة : تقدم في ت ٣ ح ٨.

أبو كامل : هو الفضيل بن الحسين بن طلحة البصري الجحدري ، ثقة متقن حافظ ، توفي سنة سبع وثلاثين ومئتين. انظر «التهذيب» ٨ / ٢٩٠ ، «والتقريب» ص ٢٧٦.

أبو عوانة : هو الوضاح بن عبد الله اليشكري البزار ، تقدم في ت ٤ ح ١٨.

عبد الملك بن عمير : هو ابن سويد اللخمي الكوفي ، ثقة فقيه ، تغير حفظه قبل موته ، ـ

٢٦٦

الحسين ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، قال : قيل لمجاشع ابن مسعود : ألا تختط (١)؟ قال : ليس بهذا أمرنا ، ولا لهذا بعثنا ، أمرنا أن نقاتل أهل الحرب ، ثم يكونوا لنا قوة.

حدثنا الحسن بن علي بن يونس ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا قرة ، عن الحسن ، قال : قيل لمجاشع بن مسعود السلمي لمّا قدم البصرة : ألا تختط؟ قال : ما لهذا هاجرنا.

__________________

ـ وربما دلّس ، توفي سنة ١٣٦ ه‍ ، وله مائة وثلاث سنين. انظر المصدرين السابقين ٦ / ٤٠٩ و ٢١٩.

(١) في النسختين : (ألا تحدث) ، وهو خطأ ، والتصويب من الروايتين الآتيتين بعدها ، ومعناه : ألا تبني ، يقال : خط الأرض لنفسه خطا واختطها ، بأن يعلم عليها علامة ويخط عليها خطا ، ليعلم أنه قد احتازها ، ليبني عليها دارا. والجمع الخطط ، انظر «القاموس» ٢ / ٣٥٨ ، «ولسان العرب» ٧ / ٢٢٨.

مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه : رجاله ثقات ، سوى محمد بن عبد الله بن رستة ، لم أعرف حاله ، وعبد الملك ثقة ، ولكن تغيّر حفظه ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٠ من طريق المؤلف ، والبخاري في «التاريخ» ٨ / ٢٧ بسنده عن قرة ، عن الحسن بلفظه وسكت عنه ، وأخرجه المؤلف بطريقين آخرين ، ولكن سند الجميع منقطع سوى طريق عبد الملك ، كما سيأتي بيانه في السند التالي.

تراجم الرواة :

الحسن بن علي بن يونس وأبوه : تقدما في ت ٤ ح ١٧ ، والأوّل كان شيخا فاضلا ، والثاني ثقة.

أبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة رقم ٩٣ ، وهو ثقة حافظ.

قرة : هو ابن خالد السدوسي. ثقة ثبت ضابط. توفي سنة ١٥٤ ه‍. انظر «التهذيب» ٨ / ٣٧١ ، «والتقريب» ص ٢٨٢.

والحسن : هو البصري. تقدم في ت ٣ ، ح ٧.

مرتبة الإسناد :

رجاله ثقات ، سوى الحسن بن علي ، وهو كان شيخا فاضلا ، ولكن السند منقطع ، حيث لم يسمع الحسن من مجاشع كما ذكر الفسوي في «المعرفة والتاريخ» ، نقلا عن علي بن المديني ، انظر ٢ / ٥٢. وممّا يؤيد هذا : ما في السند الآتي ، فإنّ الحسن قال : (قال الناس لمجاشع) مما يدل على أنه لم يسمعه منه.

٢٦٧

حدثنا عبدان ، قال : ثنا إسحاق بن الضيف (١) ، قال : ثنا روح ، عن قرة (٢) ، عن الحسن ، قال : قال الناس لمجاشع بن مسعود : ألا تختط؟ فقال : والله ما لهذا هاجرنا.

(٢٤) حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد الملك ، قال : ثنا المخرّمي ، قال : ثنا أبو عامر ، قال : ثنا قرة بن خالد ، عن مجاشع بن عبد الملك بن مجاشع ،

__________________

(١) في أ ـ ه : (الصيف) ، والصواب بالضاد المعجمة ، والتصويب من مصادر ترجمته.

(٢) في أ ـ ه : (مرة) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر ترجمته.

تراجم الرواة :

عبدان : هو عبد الله بن أحمد بن موسى الأهوازي ، كان أحد الحفاظ الأثبات ، جمع المشايخ والأبواب ، صاحب التصانيف. قال أبو علي : كان يحفظ مائة ألف حديث. مات سنة ٣٠٦ ه‍ عن تسعين سنة. انظر «تاريخ بغداد» ٩ / ٣٧٨.

إسحاق بن الضيف ـ بالضاد المعجمة ـ ويقال : إسحاق بن إبراهيم بن الضيف الباهلي أبو يعقوب العسكري البصري ، نزل مصر ، صدوق ، يخطىء ، من الحادية عشرة. انظر «التهذيب» ١ / ٢٣٨ ، «والتقريب» ص ٢٨.

وروح : هو ابن عبادة بن العلاء القيسي أبو محمد البصري ، كان ثقة مأمونا فاضلا ، له تصانيف. مات سنة خمس أو سبع ومائتين ، انظر «التهذيب» ٣ / ٢٩٣ ، «والتقريب» ص ١٠٤.

قرة : هو ابن خالد. والحسن : هو البصري. تقدما في السند قبله.

تراجم رواة حديث ٢٤ :

أحمد بن الحسن بن عبد الملك : هو أبو العباس المعدل ، مقبول الحديث ، كثير الحديث ، وحسن الحديث. توفي سنة أربع وثلاثمائة. ترجم له المؤلف في ٢٧٢ / ٣ من «الطبقات» ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١١٦.

المخرمي ـ بالخاء المعجمة الساكنة والراء المفتوحة ـ : هو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري البصري ، وثّقه النسائي والدارقطني وابن حبان. قال ابن حجر : صدوق. مات سنة ٢٥٦ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٦ / ١١ ، «والتقريب» ص ١٨٨ و «الكاشف» ٢ / ١٢٦.

أبو عامر : هو عبد الملك بن عمرو القيسي العقدي ـ بفتح المهملة والقاف ـ ثقة ، مات سنة أربع أو خمس ومئتين. انظر «التهذيب» ٦ / ٤١١ ، «والتقريب» ص ٢١٩. ـ

٢٦٨

قال : جاء مجاشع بأخيه مجالد زمن الفتح إلى النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : يا رسول الله : هذا مجالد يبايع على الهجرة. فأعرض عنه ، ثم قال : أين الذي جاء يبايع على الهجرة؟.

قال مجالد : أنا يا رسول الله. قال : أما الهجرة فقد مضت ، ولكن الجهاد والعمل الصالح ، وكان مجالد يشهد على نفسه بهذا بالبصرة.

__________________

ـ قرة بن خالد : تقدم في السند قبله ، وهو ثقة.

مجاشع بن عبد الملك : روى عن جده مجاشع بن مسعود ، روى عنه قرة بن خالد ، كذا ذكره البخاري في «التاريخ الكبير» ٨ / ٢٧ وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ٨ / ٣٨٩.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رجاله بين ثقة وصدوق ، سوى مجاشع بن عبد الملك ، وقد ترجم له البخاري وابن أبي حاتم وسكتا عنه ، وقد جاء الحديث من غير طريق مجاشع بن عبد الملك ، عن مجاشع بن مسعود فقد أخرجه الشيخان وغيرهما : البخاري في «صحيحه» ٦ / ٥٣٠ مع الفتح ، باب لا هجرة بعد الفتح ، وفي ٤ / ٤١٨ و ٦ / ٣٤٤ و ٣٧٨ و ٥٣٠ مع الفتح ، ومسلم في «صحيحه» ١٣ / ٦ مع النووي ، كلاهما عن مجاشع بن مسعود نحوه : وأيضا بمعناه عن عائشة وابن عباس ، وأحمد في «مسنده» ٣ / ٤٦٨ و ٤٦٩ و ٥ / ٢٧١ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٠ و ٧١ ، كلاهما بطرق عن مجاشع نحوه ، وقد حصل نحو قصة مجاشع لغيره أيضا ، انظر «سنن النسائي» ٧ / ١٢٧ ، ١٢٩ ، «ومسند أحمد» ٤ / ٢٢٣ ، ولمعناه شاهد من حديث ابن عباس ، أخرجه أبو داود في «سننه» ، والترمذي في «سننه» ٤ / ١٤٨ بتحقيق أحمد شاكر ، وقال : حسن صحيح ، والنسائي في المكان المذكور من «سننه» ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٢٦٦ و ٣٥٥ ، والدارمي في «سننه» ٢ / ٢٣٩.

٢٦٩

١٠ ١ / ١٠ خ ـ م ـ س ، وعائذ بن عمرو المزني (*) :

وهو ابن عمرو بن هلال بن عبيد بن يزيد بن رواحة بن زبيد بن عدي بن عامر ، وأخوه رافع بن عمرو ، وهم من مزينة.

ذكر محمد بن عاصم عن يسار بن سمير ، قال : ثنا عتّاب بن زهير بن ثعلبة ، قال : ثني مرداس ، عن أبيه ، قال : خرج أبو موسى الأشعري من أصبهان ، وولّى عائذ بن عمرو المزني في جماعة من أهل الكوفة وأهل البصرة ، وعائذ بن عمرو : أخو رافع بن عمرو ، وكان من أصحاب رسول الله ـ صلى الله

__________________

(*) له ترجمه في «الطبقات ، ٧ / ٣١ لابن سعد وفي «الثقات ، ٣ / ٣١٣ لابن جبّان ، وفيه : من أصحاب الشجرة ، وفي اصبهان» ١ / ٦٥ ، وفي «الاستيعاب ، ٣ / ١٥٢ و ، في «تهذيب الكمال» في ٢٢٤ / ٤ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ٣٩٠ ، وفي الاصابة» ٢ / ٢٦٢ ، وفيه : أنّه كان ممّن بايع تحت الشجرة ، وثبت ذلك في «البخاري» ، في البخاري» ، وفي «التهذيب» ٥ / ٨٩.

تراجم الرواة :

تقدم رجال السند في ترجمه رقم ٤.

وفيه عتاب بن زهير : لم أعرفه ، ذكره أبو نعيم في «أخبارأصبهان» بسند شيخه أبي محمد ابن حيان ، عن محمد بن عاصم يلفظه ، وأيضا ذكر ابن حجر في «تهذيب» ٥ / ٨٩ طرفا منه ، وعزاء إلى أبي الشيخ ، ولكن جاء عنده : أنه مات في ولاية عبدالملك بن زياد ، فلعل هذا من تصرف الناسخ ، وهو خطاء ؛ لأن الموجود في أصل المرجع عبيدالله ، وهكذا نقله عن أبي الشيخ تلميذه أبو نعيم ، والمزي ، وصرح ابن حجرفي «التقريب ، ص ١٦٢ أيضا أنه توفي في ولاية عببدالله ، وكذا ابن عبد البر في «الاستيعاب» ٣ / ١٥٢ ، وابن الأثير وغيرهم ، ولم أعرف لزيادة أبنا بهذا الاسم ، والنص الذي يلي هذا يؤيد ما لاهبت إليه.

٢٧٠

عليه وسلم ـ مات بالبصرة وقبره في شارع المربد (١) عند المنارة ، ومات عائذ في ولاية عبيد الله بن زياد (٢). يكنى أبا هبيرة.

أخبرنا أبو يعلى ، قال : ثنا شيبان ، قال : ثنا جرير بن حازم ، قال : ثنا الحسن أنّ عائذ بن عمرو دخل على عبيد الله بن زياد.

وحدثنا محمد بن يحيى ، قال : ثنا بندار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا قرة بن خالد ، قال : سمعت الحسن ، قال : قال عائذ بن عمرو لابن زياد : أيها الأمير ، إن شر الرعاء الحطمة ، فانظر أن لا تكون منهم. فقال : اسكت. إنما

__________________

(١) المربد : بكسر الميم ، وسكون الراء ، وفتح الموحدة ، موضع بالبصرة. انظر «اللباب» ٣ / ١٩٢.

(٢) وعبيد الله بن زياد بن أبي سفيان أبو أحمد : ولد سنة ٣٣ ه‍ ، وكان أميرا بالكوفة والبصرة وخراسان لمعاوية ولابنه يزيد. مات سنة ٦٦ ه‍. انظر «تعجيل المنفعة» ص ١٨٠.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى. تقدم (في ت ٣ ح ٥) ، وهو حافظ ثقة.

وشيبان : هو ابن فروخ أبي شيبة الحبطي ـ بمهملة وموحدة مفتوحتين ـ أبو محمد. صدوق ، يهم ، ورمي بالقدر. وقال أحمد : ثقة ، وقال أبو الشيخ : «شيبان أثبت عندهم من هدب».

توفي سنة ست أو خمس وثلاثين ومائتين. انظر «التهذيب» ٤ / ٣٧٥ ، «والتقريب» ص ١٤٨.

جرير بن حازم : هو ابن زيد الأزدي أبو النضر ، وثّقه الجمهور ، وقال ابن حجر : ثقة ، لكن في حديثه عن قتادة ضعف ، وله أوهام إذا حدّث من حفظه ، مات سنة ١٧٥ ه‍ ، انظر المصدرين السابقين ٣ / ٧٠ ، «والتقريب» ص ٥٤.

والحسن : هو البصري. تقدم قريبا.

محمد بن يحيى بن منده أبو عبد الله الأصبهاني : حافظ حديث الثوري ، وقال أبو حاتم : صدوق ، ثقة ، من الحفاظ ، وقال أبو نعيم : مات سنة إحدى وثلاثمائة. انظر «الجرح والتعديل» ٨ / ١٢٥ ، و «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٢٢ ، «والطبقات» للمؤلف ٢٢١ / ٣.

بندار : هو محمد بن بشار بن عثمان العبدي البصري أبو بكر ، ثقة ، كثير الحديث ، مات سنة ٢٥٢ ه‍. انظر «التهذيب» ٩ / ٧٠ ، «والتقريب» ص ٢٩١.

عبد الرحمن : هو ابن مهدي ، تقدم في المقدمة ، في بداية فتح أصبهان.

قرة بن خالد : تقدم قريبا.

والحسن : هو البصري. ـ

٢٧١

أنت من نخالة أصحاب محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : وكانت لهم نخالة؟!

__________________

ـ مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :

رجال السند الأوّل رجال الحسن ، ورجال الثاني رجال الصحيح ، سوى محمد بن يحيى ، وهو ثقة حافظ كما تقدم ، إلا أنّ الحسن لم يسمع من عائذ كما في «المراسيل» لابن أبي حاتم ص ٤٣ ، فالسند منقطع ، والله أعلم ، والخبر صحيح بسند مسلم وغيره.

فقد أخرجه مسلم في «صحيحه» ١٢ / ٢١٥ باب الإمارة مع النووي من طريق شيبان به نحوه ، وفيه أن عائذا دخل على عبيد الله بن زياد ، فقال : «أي بني ، إني سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ يقول : إنّ شرّ ... ، فإيّاك أن تكون منهم» ، فقال له : اجلس ، فإنما أنت ... إلى قوله : «إنما كانت النخالة بعدهم في غيرهم».

وكذا أخرجه أحمد في «مسنده» ٥ / ٦٤ من طريق الحسن أيضا ، وأورده الحافظ في «الإصابة» ٢ / ٢٦٢ من رواية مسلم.

الحطمة : هو العنيف برعاية الإبل في السّوق والإيراد والإصدار ، لا يرفق بها في سوقها ومرعاها ، بل يحطمها ، ومنه سميت النار : «الحطمة» ، لأنها تحطم كل شيء.

انظر «النهاية» ١ / ٤٠٢ لابن الأثير ، «وشرح صحيح مسلم» للنووي ، ١٢ / ٢١٦.

والنخالة : في الأصل قشور الدقيق ، وكذا الحثالة ، والحقالة ، بمعنى واحد ، وهنا استعارة لهذا المعنى ، يعني : أنت من سقطهم ، ولست من فضلائهم وعلمائهم وأهل المراتب منهم ، فرد عليه عائذ كلامه ، وقال : «إنّما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم» ، قلت : وقد صدق ، وهذا الذي ينقاد له كل مسلم ، فإنّ الصحابة رضي‌الله‌عنهم كلهم هم صفوة الناس ، وسادات الأمة ، وأفضل ممن بعدهم ، وكلهم عدول قدوة لا نخالة فيهم ، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم ، وفيمن بعدهم. من «شرح صحيح مسلم» السابق بالتصرف.

٢٧٢

١١ ١ / ١١ النابغة الجعدي (*)(١) :

واسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة (٢) بن كعب بن عامر ابن صعصعة ، وهو الشاعر ، يكنى أبا ليلى.

وقدم أصبهان مع الحارث بن عبد الله بن عبد عوف بن أصرم (٣) ، وكان سيّره معاوية إلى أصبهان ، وكان الحارث واليا عليها من قبل عليّ ، ثم من قبل معاوية ، ومات النابغة بأصبهان (٤) ، وله غير حديث.

__________________

(*) النابغة الجعدي : ـ بفتح الجيم وسكون العين المهملة ، نسبة إلى جده جعدة بن كعب ـ وإنما قيل له النابغة ، لأنه قال الشعر ، ثم بقي ثلاثين سنة لا يقوله ، ثم نبغ فيه ، فسمّي النابغة ، كما في مصادر تراجمه. وقد ترجم له ابن قتيبة في «الشعر والشعراء» ص ١٥٨ ، وابن جرير في «ذيل المذيل» ١٢ / ٥٠ ، وفي «الأغاني» ٤ / ١٢٦ لأبي الفرج ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ ، وفي «الاستيعاب» ٣ / ٥٨١ بهامش «الإصابة» ، وفي «مختار الأغاني» ٢ / ٤٢٢ ، و «تجريد الأغاني» ٢ / ٦١٣ ، وفي «أسد الغابة» ٥ / ٢ ، وفي «اللباب» ١ / ٢٨٢ ، وفي «تهذيب الأسماء» ٢ / ١٢٠ للنووي ، وفي «تاريخ الإسلام» ٣ / ٨٧ ، و «سير النبلاء» ٣ / ١١٩ ـ ١٢٠ ، «وتجريد أسماء الصحابة» ٢ / ١٠٠ ، وفي «الإصابة» ٣ / ٥٣٧ ، وفي «المطالب العالية» ٤ / ١٠٠ ، وفي «الأعلام» ٦ / ٥٨ للزركلي.

(١) على هامش الأصل بجوار اسم النابغة : (بلغ).

(٢) في أ ـ ه : (جعد) ، بدون الهاء المربوطة والتصويب من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣.

(٣) في أ ـ ه ، (أحزم) ، وهو خطأ ، والتصويب من الأصل ، ومن المصدر السابق ، ومن «الإصابة» ٣ / ٥٤٠.

وفي المصادر المذكورة ، أنه طال عمره ، فقيل : عاش مائة وثمانين سنة ، وقيل : مائتين وأربعين سنة.

(٤) كذا هو في «أخبار أصبهان» ، «والإصابة».

٢٧٣

(٢٥) وحدثنا أحمد بن إسحاق الجوهري (١) ، قال : ثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة ، قال : ثنا يعلى بن الأشدق العقيليّ ، قال : سمعت نابغة بن جعدة يقول : أتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأنشدته :

بلغنا السماء مجدنا وثراؤنا (٢)

وإنّا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال : «إلى أين المظهر يا أبا ليلى؟».

فقلت : إلى الجنة ، فقال : «أجل إن شاء الله» (٣).

ولا خير في جهل (٤) إذا لم يكن له

حليم إذا ما أورد الأمر أصدرا

__________________

(١) في الأصل : (الجوهر) ، والتصويب من «أخبار أصبهان» ١ / ١١٥ ، وكذا في أ ـ ه ، هذه النسبة إلى بيع الجوهر ، كما في «اللباب» ١ / ٣١٣.

(٢) في أ ـ ه : (بشرانا) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان».

وجاء عند ابن عبد البر في «الاستيعاب» ٣ / ٥٨٣ (سناؤنا) ، وفي رواية عبد الله بن جراد : «علونا على طرّ العباد تكرما». وجاء في «ديوان النابغة» ص ٥١ «مجدنا وجدودنا» ، وكذا في «الشعر والشعراء» ، «ومختار الأغاني» ، و «تجريد الأغاني» إلا أن فيهما سمّي النابغة حبان بن قيس ، وجاء في «جمهرة أشعار العرب» ٢٧٥ و ٢٨١ لأبي زيد القرشي ، وفيه «بلغنا السما مجدا وجودا وسؤددا» ، والمعتمد ما في أصل ديوانه.

(٣) زاد عبد الله بن جراد في روايته بعد قوله أجل : .. أنشدني من قولك ، فأنشدته ، «ولا خير في جهل ... ولا خير في حلم». البيتين.

(٤) في النسختين : (في حلم) ، وهو خطأ ، والتصويب من شعر النابغة ص ٦٩ ، وكذا من «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ ، «والاستيعاب» ٣ / ٥٨٣ و (في حلم) ، هذا في شطر بيت آخر هكذا نظمه :

ولا خير في حلم إذا لم يكن له

بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا

تراجم الرواة :

أحمد بن إسحاق الجوهري أبو العبّاس ، يعرف بحمّويه الثقفي ، توفي سنة ثلاثمائة ، نزل المدينة ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٦٣ / ٣ ، وانظر «أخبار أصبهان» ١ / ١١٥.

إسماعيل بن عبد الله بن زرارة أبو الحسن الرقي : صدوق ، تكلم فيه الأزدي بلا حجة.

مات سنة ٢٢٩ ه‍. انظر «التهذيب» ١ / ٣٠٨ «والتقريب» ص ٣٤.

يعلى بن الأشدق العقيلي : شيخ كان بالرقة. قال ابن عدي : روى عن عمه عبد الله بن جراد ، وزعم أن لعمه صحبة ، فذكر له أحاديث كثيرة منكرة ، وهو وعمه غير معروفين. قال البخاري : لا يكتب حديثه. وقال أبو زرعة ليس بشيء ، لا يصدق. وكان ابن ١٢٠ سنة. انظر ـ

٢٧٤

فقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ :

«لا يفضض الله فاك». قال : فلقد رأيته وقد أتى عليه مائة سنة ونيف وما سقط له سن.

__________________

ـ «المجروحين» ٣ / ١٤١ ، «والميزان» ٤ / ٤٥٦.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف به ، فيه يعلى بن الأشدق ، وقد تقدم الكلام عليه ، وسيأتي تخريجه قريبا ، أما الأبيات ، فانظر «شعر النابغة الجعدي» ص ٥١ وص ٦٨ وص ٦٩ في قصيدة طويلة وانظر «الشعر والشعراء» ص ١٥٨ لابن قتيبة الدينوري ، و «جمهرة أشعار العرب» ٢٨١ و ٢٨٥ لابن أبي الخطاب القرشي ، «والعقد الفريد» ١ / ٢٥٦ لابن عبد ربه ، وانظر «مختار الأغاني» ٢ / ١٥٨ ، «وتجريد الأغاني» ٢ / ٤٢٢.

تخريج الحديث :

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ و ٧٤ من طريق يعلى بن الأشدق مثله ، وأورده ابن حجر في «الإصابة» ٣ / ٥٣٩ ، فقال : أخرجه البزار والحسن بن سفيان في «مسنديهما» ، وأبو نعيم ... والشيرازي في «الألقاب» ، كلهم من رواية يعلى بن الأشدق ، قال : وهو ساقط.

قال أبو نعيم : رواه عن يعلى جماعة ، منهم : هاشم بن القاسم الحراني ، وأبو بكر الباهلي ، وعروة العرقي ، وداود بن رشيد ، وزاد : «ولا خير في حلم ... البيت». ومن طريقة أخرجه المؤلف أيضا بعد هذا الطريق ، ولكن في طريقهم جميعا يعلى ، وهو متكلّم فيه ، وقد أخرجه بسند آخر الحارث في «مسنده». كما في «المطالب العالية» ٤ / ١٠٠ ، وابن عبد البر في «الاستيعاب» ٣ / ٥٨٣ و ٥٨٤ بسنديهما من طريق الحسن بن عبيد الله العنبري ، قال : حدثني من سمع النابغة ... الخ. ففي سنديهما من لم يسمّ ، وقال ابن عبد البر : قد روينا هذا الخبر من وجوه كثيرة عن النابغة الجعدي من طريق يعلى بن الأشدق وغيره ، وذكر له ابن حجر في المصدر السابق أن يعلى توبع ، فقال :

فقد وقعت لنا قصيدته في «غريب الحديث» للخطابي ، وفي «كتاب العلم» للمرحبي وغيرهما ، من طريق مهاجر بن سليم عن عبد الله بن جراد ، وقال سمعت نابغة بني جعدة يقول : أنشدت النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قولي علونا السماء ... البيت فغضب فقال : «أين المظهر يا أبا ليلى»؟ قلت : الجنة. قال : «أجل إن شاء الله» ، ثم قال : «أنشدني من قولك». فأنشدته : ولا خير في حلم ولا خير في جهل. البيتين.

قلت : أما قول ابن حجر في يعلى أنه توبع مع أنه قال عنه ساقط : ففيه نوع من التساهل ، والساقط لا ينفعه المتابعة ، وثانيا أن في السند المتابع الذي ساقه عبد الله بن جراد. قال ـ

٢٧٥

(٢٦) حدثنا أبو العباس البزّار ، قال : ثنا داود بن رشيد ، قال : سمعت يعلى بن الأشدق ؛ قال : سمعت النابغة يقول : أنشدت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر مثله ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «أجدت. لا يفضض الله فاك».

__________________

ـ الذهبي : مجهول ، لا يصح خبره ؛ لأنه من رواية يعلى بن الأشدق الكذاب عنه ، وقال أبو حاتم : لا يعرف ولا يصح خبره : انظر «الميزان» ٢ / ٤٠٠.

وذكر أيضا أنّه رويناها مسلسلة بالشعراء من رواية دعبل بن علي الشاعر ، عن أبي نواس ، عن والبة بن الحباب ، عن الفرزدق ، عن الطرماح ، عن النابغة ، قلت : هذا السند أيضا لا يحتج به. فيه دعبل وغيره. قال الخطيب : وكان خبيث اللسان ، قبيح الهجاء ، وقد روى عنه أحاديث مسندة عن مالك وعن غيره ، وكلها باطلة ، نراها من وضع ابن أخيه إسماعيل بن علي الدعبلي ، فإنّها لا تعرف إلا من جهته. انظر «تاريخ بغداد» ٨ / ٣٨٢.

وكذا والبة بن الحباب ، قال الخطيب : وكان من الفتيان الخلعاء المجان. انظر المصدر السابق ١٣ / ٤٤٨.

والخلاصة : أنه لا يصح ، والله أعلم.

تراجم الرواة :

أبو العباس البزار : هو أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله. ثقة ، روى عن داود بن رشيد ، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين.

انظر «الطبقات» ٢١٤ / ٣ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ١٠٥.

داود بن رشيد ـ بالتصغير ـ هو أبو الفضل الهاشمي مولاهم الخوارزمي ـ نزيل بغداد ـ ثقة.

مات سنة ٢٣٩ ه‍.

انظر «تاريخ بغداد» ٨ / ٣٦٧ «والتهذيب» ٣ / ١٨٤.

يعلى بن الأشدق : تقدم في السند قبله ، وهو ساقط متهم ، وذكره الذهبي في «النبلاء» ٣ / ١١٩ ، وفي «تاريخ الإسلام» ٣ / ٨٧ وقال : لا يصح.

مرتبة الإسناد : ضعيف جدا. تقدم تخريجه في الحديث ٢٥.

وقوله : لا يفضض الله فاك : أي لا يسقط الله أسنانك ، فعاش مائة وعشرين سنة لم تسقط له سن حسب قول الرّاوي ، وفضّه : كسره.

انظر «النهاية» ٣ / ٤٥٣ لابن الأثير.

٢٧٦

١٢ ١ / ١٢ ٤ ومخنف بن سليم بن الحارث (*) :

ابن عوف بن ثعلبة بن عامر بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة بن الدول ابن سعد.

ولاه عليّ بن أبي طالب (١) ـ رضي‌الله‌عنه ـ أصبهان بعدما هلك يزيد بن قيس (٢).

حدثنا الحسن (بن) (٣) محمد ، قال : ثنا أبو زرعة ، قال : ثنا محمد بن العلاء أبو كريب ، قال : ثنا عمرو بن يحيى (بن عمرو) (٣) بن سلمة ، قال :

__________________

(*) مخنف ـ بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وبنون مفتوحة ـ ابن سليم بالتصغير له ترجمة : في «الطبقات» ٦ / ٣٥ لابن سعد وفي «ذيل المذيل» لابن جرير الطبري ٦ / ٣٦ ، وفي «الثقات» ٣ / ٤٠٥ لابن حبان ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ ـ ٧٣ ، وفي «الاستيعاب» ٣ / ٥٠٣ بهامش «الإصابة» وفي «أسد الغابة» ٤ / ٣٣٩ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ١٩١ ، وفي «الإصابة» ٣ / ٣٩٢ ، وفي «التهذيب» ١٠ / ٧٨ ، وفي «الخلاصة» للخزرجي ص ٣٩٥ ، وفي «الأعلام» ٨ / ٧٥ للزركلي.

(١) تقدم في المقدمة عند فتوح أصبهان.

(٢) يزيد بن قيس : ترجم له المؤلف كما سيأتي بترجمة رقم ٢٠ ، وكذا هو في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ ، وفيه سكن الكوفة ، وله بها دار.

(٣) بين الحاجزين سقط من الأصل في الموضعين ، واستدركته من أ ـ ه ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ و ٢ / ٣٤٣ ، ومن آخر الكلام ، حيث قال عمرو : سمعت أبي يحدث عن أبيه عمرو.

تراجم الرواة :

الحسن بن محمد بن الحسن الداركي : يروي عن الرازيين ، ثقة صدوق ، صاحب أصول.

مات سنة ٣١٧ ه‍. انظر «الطبقات» ٢٨٥ / ٣ للمؤلف «وأخبار أصبهان» ١ / ٢٦٨.

أبو زرعة : هو الرازي كما صرح به في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ ، وهو عبيد الله بن عبد ـ

٢٧٧

سمعت أبي يحدث عن أبيه عمرو ، قال : كان عليّ بن أبي طالب استعمل يزيد ابن قيس على الريّ ، ثم استعمل مخنف بن سليم على أصبهان.

واستعمل على أصبهان عمرو بن سلمة ، فلما انفتل (١) عمرو بن سلمة ، عرض له الخوارج (٢) ، فتحصن في حلوان (٣) ومعه الخراج والهدية ، فلما انصرف عنه الخوارج ، أقبل بالهدية وخلف الخراج (٤) بحلوان ، فلما قدم عمرو ابن سلمة على عليّ رضي‌الله‌عنه أمره فليضعها في الرحبة (٥) ، ويضع عليها أمناءه حتى يقسمها بين المسلمين ، فبعثت (٦) إليه أم كلثوم بنت عليّ : أرسل

__________________

ـ الكريم. تقدم في ت ٣ ح ٧. ثقة ، من النقاد.

محمد بن العلاء : تقدم أيضا في ت ٤ ح ٢٠ ، ثقة حافظ.

عمرو بن يحيى بن عمرو بن سلمة بن الحارث الهمداني الكوفي ، روى عن أبيه ، ثقة. انظر «التاريخ الكبير» ٦ / ٣٨٢ «والجرح والتعديل» ٩ / ٢٦٩.

أبوه : هو يحيى بن عمرو بن سلمة الكندي ، روى عن أبيه ، وعنه الثوري وشعبة وعاصم الأحول. انظر «التاريخ الكبير» ٨ / ٢٩٢ ، «والجرح والتعديل» ٩ / ١٦٧.

وعمرو : هو ابن سلمة بن الحارث الهمداني ، ويقال : الكندي ، ثقة.

قال ابن سعد : كان ثقة قليل الحديث. مات سنة ٨٥ ه‍. انظر «الطبقات» ٦ / ١٧١ لابن سعد ، «والتهذيب» ٨ / ٤٢ ، «والتقريب» ص ٢٦٠.

(٢) والخوارج : هم طائفة من أهل الأهواء ، يعتقدون إكفار علي وعثمان والحكمين وأصحاب الجمل وكل من رضي بتحكيم الحكمين ، والخروج على الإمام الجائر ، ولزمهم هذا الاسم لخروجهم عن الناس.

انظر «الفرق بين الفرق» ص ٥٥ لعبد القادر البغدادي ، «ولسان العرب» ٢ / ٢٥١.

(٣) تقدم تحديده في المقدمة عند خصائص أصبهان.

(٤) والخراج : مقدار معلوم يخرجه القوم في السنة مما تنتجه الأراضي المفتوحة صلحا ، وهم موظفون بها ، انظر «لسان العرب» ٢ / ٢٥٢.

(٥) الرحب ـ بالضم ـ : السعة ، وبالفتح الواسع ، والرحبة ، الساحة. يقال : رحبة المسجد أي ساحته. الجمع رحب ورحبات ، انظر «مختار الصحاح» ص ٢٣٧.

(٦) في الأصل : (فبعث) ، وهو خطأ ، والتصحيح من «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ ، ومن مقتضى القواعد.

٢٧٨

إلينا (١) من هذا العسل الذي معك ، فبعث إليها بزقين (٢) من عسل وزقين من سمن ، فلما أن خرج عليّ إلى الصلاة عدها ، فوجدها تنقص زقين ، فدعاه فسأله عنهما ، فقال : يا أمير المؤمنين ، لا تسألني عنهما (٣) ، ثم تأتي بزقين مكانهما. قال : عزمت عليك لتخبرني ما قضيتهما (٤)؟.

قال : بعثت إليّ أم كلثوم فأرسلت بهما إليها ، قال أمرتك أن تقسم فيء (٥) المسلمين بينهم ، ثم بعث إلى أم كلثوم أن ردّي الزقين ، فأتي بهما (مع) (٦) ما نقص منهما ، فبعث إلى التجّار قوموهما مملوءتين وناقصتين ، فوجدوا فيهما نقص ثلاثة دراهم وشيئا ، فأرسل إليها أن أرسلي إلينا بالدراهم ، ثم أمر بالزقاق فقسمت بين المسلمين.

وقد روي عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ حديثا لم يروه غيره.

(٢٧) حدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا غسّان بن الربيع ، عن ثابت بن يزيد ،

__________________

(١) في أ ـ ه : (علينا) ، والصواب ما أثبته من الأصل.

(٢) الزق بالكسر : السقاء ، أو جلد يجزّ ولا ينتف للشراب وغيره ، نحو السمن والعسل ، يجمع على أزقاق وزقاق. انظر «القاموس» ٣ / ٢٤١.

(٣) في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ (فإنا).

(٤) في المصدر السابق ما قصتهما.

(٥) في أ ـ ه : (في) ، وهكذا عند أبي نعيم في المصدر السابق ، وفي الأصل غير واضح ، فلعل الصواب ما أثبته ، والله أعلم.

(٦) بين الحاجزين من المصدر السابق لأبي نعيم.

مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :

رجاله ثقات ، سوى يحيى بن عمرو بن سلمة ، سكت عنه البخاري وابن أبي حاتم ، وقد ترجما له كما تقدم ، وروى عنه الأئمة : الثوري ، وشعبة ، وعاصم الأحول ، وغيرهم.

فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٢ من طريق المؤلف وغيره مثله ، وقال في آخره : ورواه أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا أبو كريب ، سمعت عمرو بن يحيى بن سلمة الأرحبي ، فذكر نحوه.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى. تقدم في ت ٣ ح ٥ ، وهو ثقة حافظ. ـ

٢٧٩

عن ابن عون ، عن أبي رملة ، عن مخنف بن سليم ، قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«على كل أهل بيت في كل عام أضحية وعتيرة». وأبو رملة : اسمه عامر.

__________________

ـ غسان بن الربيع : هو الأزدي الموصلي ، قال الذهبي : «وكان صالحا ورعا ، ليس بحجة في الحديث» ، قال الدارقطني : ضعيف. وقال مرة : صالح. مات سنة ست وعشرين ومئتين.

انظر «الميزان» ٣ / ٣٣٤.

وثابت بن يزيد : لم يتبين لي ، هل هو الأودي ، أو الأحول البصري. أبو زيد؟ إذا كان الأول : فضعيف ، وإذا كان الثاني : فهو ثقة. توفي سنة ١٦٩ ه‍. الأول أيضا من الثامنة ، انظر «الميزان» ١ / ٣٦٨ ، «والتهذيب» ٢ / ١٨.

ابن عون : هو عبد الله بن عون بن أرطبان المزني ، مولاهم أبو عون البصري. كان ثقة ثبتا فاضلا ورعا ، كثير الحديث. مات سنة ١٥١ ه‍. انظر «التهذيب» ٥ / ٣٤٦ ، «والتقريب» ص ١٨٤.

أبو رملة : هو عامر : وقال ابن حجر : شيخ لابن عون ، لا يعرف. وقال الخطابي : مجهول ، والحديث ضعيف المخرج ، انظر «التهذيب» ٥ / ٨٤ ، «والتقريب» ص ١٦٢ ، «ومعالم السنن على سنن أبي داود» ٣ / ٢٢٦.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف ، فيه أبو رملة عامر ، وهو مجهول. فالحديث ضعيف ، فقد أخرجه أصحاب السنن الأربعة : أبو داود في ٣ / ٢٢٦ في الضحايا ، والترمذي في ٥ / ١١٠ مع «التحفة» ، وقال : حسن غريب. والنسائي في «سننه» ٧ / ١٦٧ ، وابن ماجه في ٢ / ١٠٤٥. كلهم من طريق أبي رملة ، وزاد بعضهم «هل تدرون ما العتيرة؟ هي التي تسمونها الرجبيّة» ومن طريقه أحمد في «مسنده» ٥ / ٧٦ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٧٣ ، وقال : رواه يزيد بن زريع ، ومعاذ بن معاذ ، وابن علية ، وأبو أسامة ، وثابت بن يزيد في آخرين ـ عن أبي رملة ـ ورواه ابن جريج ، عن حبيب بن مخنف ، عن أبيه ، وأخرجه أحمد في «مسنده» ٥ / ٧٦ ، من هذا الوجه ومن طريق عبد الرزاق ، عن ابن جريج ، عن عبد الكريم ، عن حبيب بن مخنف ، قال : انتهيت إلى النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ .. وذكر الزيليعي في «نصب الراية» ٤ / ٢١٠ أنه رواه أحمد ، وابن أبي شيبة ، والبزار ، وأبو يعلى الموصلي في «مسانيدهم» ، والبيهقي في «سننه» ٩ / ٢٦٠ ، والطبراني في «معجمه» من طريق عبد الرزاق ، وقال ابن عبد البر في «الاستيعاب» ١ / ٥٠٤ : «لا أحفظ لمخنف بن سليم عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلا حديث الأضحى ـ

٢٨٠