طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨

ذكر صلاة أبي موسى بأصبهان :

حدثنا أحمد بن جعفر الجمال الرازي (١) ، قال : ثنا محمد بن مقاتل (٢) ، قال : ثنا حكام (٣) ، عن أبي جعفر الرازي ، عن قتادة ، عن أبي العالية ، قال : صلى بنا أبو موسى الأشعري بأصبهان صلاة الخوف ، وما كان كثير خوف ؛ ليرينا صلاة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، فقام وكبر ، (وكبر) (٤) معه طائفة من القوم ، وطائفة بإزاء العدو ، وعليهم السلاح (٥) ، فصلى بهم ركعة وانصرفوا ،

__________________

ـ أهل السفينتين : جعفر وأصحابه من أرض الحبشة ، ووافقوا رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بخيبر.

(١) في النسختين : (الدارمي) ، والتصويب من «اللّباب» ١ / ٢٩١.

(٢) زاد أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٩ : (الرازي).

(٣) في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٩ : (ابن سلم).

(٤) بين الحاجزين من المصدر السابق.

(٥) في أ ـ ه : السلام ، وهو تحريف ، والتصويب من الأصل ، ومن المصدر السابق.

تراجم الرواة :

أحمد بن جعفر بن نصر الجمال الرازي ، أبو العباس كذا ذكره في «اللباب» ١ / ٢٩١ ، وكذا السمعاني في «الأنساب» ق ١٣٤.

محمد بن مقاتل الرازي ، تكلّم فيه ولم يترك ، وقال ابن حجر : ضعيف من الحادية عشرة.

انظر «الميزان» ٤ / ٤٧ ، «والتهذيب» ٩ / ٤٦٩ ، «والتقريب» ص ٣١٩.

حكام ـ بفتح أوله والتشديد ، ـ ابن سلم ـ بسكون اللام ـ : أبو عبد الرحمن الرازي الكناني ـ بنونين ـ ثقة ، له غرائب. مات سنة تسعين ومائة. انظر «التهذيب» ٢ / ٤٢٢ ، «والتقريب» ص ٧٩.

أبو جعفر الرازي : هو عيسى بن أبي عيسى ، عبد الله بن ماهان ، مشهور بكنيته ، وثّقه أبو حاتم ، وابن المديني ، وابن معين مرة ، وقال مرة أخرى : صالح ، يكتب حديثه. قال النسائي والعجلي : ليس بالقوي ، قال ابن حجر : صدوق ، سيء الحفظ خصوصا عن مغيرة ، المصدرين السابقين ١٢ / ٥٦ و ٣٨١.

قتادة : هو ابن دعامة السدوسي. تقدم في ت ٣ بعيد ح ١٢ ، وهو ثقة. وأبو العالية : هو رفيع بن مهران. سيأتي بترجمة رقم ٢١ ، حيث ترجم له المؤلف ، وهو ثقة كثير الإرسال.

٢٤١

فقاموا مقام إخوانهم ، فجاءت الطائفة الأخرى ، فصلى بهم الركعة الأخرى ، ثمّ سلم ، فصلى كل قوم الركعة الباقية عليهم وحدانا.

حدثنا الفتح بن إدريس (١) ، قال : ثنا حميد بن مسعدة ، قال : ثنا يزيد بن زريع عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي العالية الريّاحي ، أن أبا موسى الأشعري ، وهو بالدار (٢) من أصبهان صلى بهم صلاة الخوف ، وما بهم يومئذ من كبير خوف ، ولكن أحب أن يعلمهم (٣) سنته وصلاته ، فصفهم صفين ، فتمت للإمام ركعتان في جماعة ، وللناس ركعة ركعة.

__________________

مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده أحمد بن جعفر الجمال. لم أعرفه ، ومحمد بن مقاتل ، ضعيف ، فهو ضعيف به ، فقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٩ من طريق المؤلف به ، وبسنده عن محمد ابن مقاتل مثله ، ولكن الحديث يكون حسنا بأسانيده الأخرى ، وأخرجه المؤلف بسند آخر ، سيأتي تخريجه قريبا بعد هذا الحديث ـ إن شاء الله تعالى. وأخرجه البيهقي أيضا في «سننه» ٣ / ٢٥٢ ، عن شيخه أبي بكر بن الحارث الفقيه ، عن المؤلف ـ أبي الشيخ ـ به مثله.

(١) في أ ـ ه : (البرنسي) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته.

(٢) جاء في «تاريخ خليفة» ص ١٣٩ : (دارا) ، فقال خليفة : ودارا من أرض الجزيرة بينها وبين نصيبين فراسخ ، «وعند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٩ كما هنا في موضع ، وفي آخر (دارك) ، ودارك ـ بعد الراء كاف ـ من قرى أصبهان» ، «كما في «معجم البلدان» ٢ / ٤٢٣ ، فلعله يحذف الكاف أحيانا ، ويقال : الدار ، ويحتمل أن أبا موسى صلى الخوف في دارا ، وفي الدار. والله أعلم.

(٣) في «أخبار أصبهان» ، وفي «المجمع» ٢ / ١٩٧ : يعلمهم (دينهم و) سنة (نبيهم).

تراجم الرواة :

الفتح بن إدريس : ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٤٦ / ٣. هذا ، وقال : يروي عن الرّمانيّ ، محمد بن يحيى ، وحميد بن مسعدة ، وأخرج إلينا أصوله العتيق ، وكذا أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ١٥٧ ، وقال : توفي في محرم سنة ٣١٥ ه‍ ، وسكت عنه.

وحميد بن مسعدة ، سيأتي بترجمة رقم ١٤٩ ، حيث ترجم له المؤلف ، وهو صدوق.

يزيد بن زريع ـ بتقديم الزاي مصغرا ـ : هو أبو معاوية التميمي ، البصري ، الحافظ ، ثقة ثبت. مات سنة ١٨٢ ه‍.

انظر «التهذيب» ١١ / ٣٢٥ ، «والتقريب» ص ٣٨٢. ـ

٢٤٢

ذكر ما حدث بأصبهان بعد افتتاحه

(١٧) حدثنا الحسن بن علي بن يونس ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا أبو داود ، قال : ثنا أبو حرة وابن فضالة ، عن الحسن ، عن أسيد ـ أحسبه (١) ـ

__________________

ـ وسعيد : هو ابن أبي عروبة ، مهران ، أبو النّصر ، الإمام الحافظ ، أحد الأعلام ، ثقة ، له تصانيف ، لكنه كثير التدليس ، وكان من أثبت الناس في قتادة. مات سنة ٦ أو ١٥٧ ه‍. انظر «التذكرة» ١ / ١٧٧ للذهبي ، «والتهذيب» ٤ / ٦٣.

قتادة وأبو العالية ، تقدما في السند قبله.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده الفتح بن إدريس ، ولم أعرف حاله ، وبقية رجاله ثقات ، سوى حميد ، وهو صدوق ، وسعيد ثقة مدلس ، وقد عنعن ، ولا يضر ذلك ، وهو من أثبت الناس في قتادة ، وقد تابعه عنه أبو عوانة ، وسليمان التيمي ، وأبو جعفر الرازي ، وهم ثقات عند أبي نعيم وغيره ، فلا يقل الحديث عن درجة الحسن بطرقه ، وقد أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٨ و ٥٩ بطريقين : أحدهما عن أبي محمد بن حيان ، ولكن بغير الإسناد الذي عندنا ، وأخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في «مسنده» ، كما في «المطالب» ١ / ١٨٢ ، وقال ابن حجر : «فيه انقطاع» ، وفي «مصنفه» ٢ / ٤٦٢ ، وقال البوصيري : كما نقل محقق «المطالب» رجاله ثقات إلا أنه منقطع ، وأخرجه خليفه في «تاريخه» ص ١٣٩ باختصار عن معاذ بن هشام ، عن أبيه ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، أن أبا موسى صلى بدارا صلاة الخوف ، وأخرجه الطبراني في «الكبير» و «الأوسط» كما في «المجمع» ٢ / ١٩٧ ، وقال الهيثمي : ورجال الكبير رجال الصحيح.

(١) في أ ـ ه أمية ، وهو تصحيف.

تراجم الرواة :

الحسن بن علي بن يونس بن أبان التميمي ، أبو علي ، قال أبو الشيخ : كان شيخا فاضلا ، يحدث عن أبيه ، وعن رستة ، قال أبو نعيم : توفي سنة ثمان وثلاثمائة. انظر «الطبقات» ٢٥٥ / ٣ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٢٦٥.

وأبوه : علي بن يونس التميمي ، سيأتي بترجمة ٢٢٣ ، ثقة.

وأبو داود : هو الطيالسي ، سيأتي بترجمة ٩٣ ، وهو ثقة حافظ.

أبو حرّة ـ بضم المهملة وتشديد الراء ـ هو واصل بن عبد الرحمن البصري ، صدوق عابد ، وكان يدلس عن الحسن ، مات سنة ١٥٢ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ١٠٤ ، «والتقريب» ص ٣٦٨.

وابن فضالة ـ بفتح الفاء وتخفيف المعجمة ـ هو مبارك بن فضالة ، أبو فضالة البصري ، سيأتي ـ حيث ترجم له المؤلف ـ بترجمة ٥٤ ، صدوق ، يدلس ويسوي. ـ

٢٤٣

ابن المتشمّس قال : أفلنا مع أبي موسى الأشعري من أصبهان حين افتتحناها ، فنزلنا منزلا ، فإذا بعقيلة جارية أم ولد أبي موسى ، فقال : ألا رجل يقوم فينزل كنته (١) ، فقمت فأنزلتها ، ورجعت إلى مجلسي ، فقال الأشعري :

ألا أحدثكم (٢) حديثا حدثنا محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ؟ قلنا (٣) : بلى ـ يرحمك الله ـ فقال : قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : إن بين يدي الساعة الهرج ، قلنا : وما الهرج؟ قال : القتل ، قلنا للأشعري : أكثر مما نقتل. فوالله إنّا لنقتل (٤) في السنة أكثر من مائة ألف من المشركين. [فقال : إنه ليس بقتلكم المشركين](٥) ، ولكنه قتل يكون بينكم معشر الإسلام ، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه ، ويقتل أخاه ، قال : فأبلسنا (٦) ، حتى ما منا أحد يبدي عن واضحة (٧). قال : وجعل بعضنا ينظر في وجوه بعض من المودة التي بيننا يومئذ ، إن الرجل ليفارق أخاه فيطول عليه ليلة حتى يلقاه ، لو لا أنه يستحي من الناس للثمه (٨). قال : وعلمنا أن صاحبنا لم يكذبنا قلنا : وفينا كتاب الله؟ قال : نعم ، وفيكم كتاب الله ، قلنا : واحدة نسألك عنها؟ أخبرنا عن عقولنا

__________________

ـ والحسن : هو ابن أبي الحسن البصري. تقدم في ح ٧ ، وهو ثقة.

وأسيد ـ بفتح الهمزة ـ ابن المتشمّس ـ بضم الميم ، وفتح المثناة والمعجمة ، وتشديد الميم المكسورة بعدها مهملة ـ ترجم له المؤلف ، وسيأتي برقم ت ١٨ ، وهو ثقة.

(١) الكنّة : بالفتح ـ امرأة الابن أو الأخ ، والجمع كنائن. انظر «لسان العرب» ١٣ / ٣٦٢.

(٢) في الأصل : (أحدكم) ، والتصويب من أ ـ ه.

(٣) في أ ـ ه : (فقلنا).

(٤) في أ ـ ه : (بالتقتيل) ، والصواب : ما أثبته من الأصل.

(٥) بين القوسين من الأصل.

(٦) الإبلاس : الحيرة ، والمبلس : الساكت من الحزن أو الخوف. انظر «النهاية» ١ / ١٥٢ لابن الأثير.

(٧) الوضح : البياض من كل شيء. وورد في الحديث ، عن ابن عمر : «صوموا من الوضح إلى الوضح ـ يعني من الضوء إلى الضوء ـ منه» أمره بصوم الأواضح ، أي الأيام البيض ، جمع واضحة ، والمقصود هنا أنهم امتنعوا عن الكلام بإطباق شفاههم واجمعين.

انظر المصدر السابق ٥ / ١٩٥.

(٨) واللثم : القبلة ، لثمها ولثمها لثما ، قبلها. انظر «لسان العرب» ١٢ / ٥٣٤.

٢٤٤

اليوم ، أهي معنا يومئذ؟ قال : لا. إنه تنزع عقول عامة أهل الأرض ذلكم الزمان ، ويخلف (١) له هباء (٢) من الناس ، يرى أكثرهم أنهم على شيء ، وايم الله ، لقد خشيت أن يدركني وإياكم. فإن أدركني وإياكم ، ما لنا مخرج فيها ، عهد إلينا نبينا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ إلا أن نخرج منها كما ولجنا فيها.

قال الحسن : يعني سالمين.

(١٨) حدثنا أبو يعلى ، قال : ثنا عبد الواحد بن غياث ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن قتادة ، عن الحسن ، قال : حدث أبو موسى ، وهو بالدار (٣)

__________________

(١) في أ ـ ه : ويحلف له ههنا الناس ، وهو تصحيف ، والتصويب من الأصل ، ومن «سنن ابن ماجة» و «مسند أحمد». انظر تخريجه.

(٢) زاد ابن ماجه : (لا عقول لهم).

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده عدد من المدلسين ، وقد عنعنوا. وأخرجه ابن ماجه في «سننه» ٢ / ١٣٠٩ ح ٣٩٥٩ ، من طريق محمد بن بشار. قال : ثنا محمد بن جعفر ، ثنا عوف ، عن الحسن ، ثنا أسيد بن المتشمس ، قال : ثنا أبو موسى ، قال : ثنا رسول الله ، فذكر الحديث ، وليس فيه أول القصة ، وليس فيه تحديد مائة ألف ، بل عنده : أنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا ، وزاد في آخره : (ذا قرابته) ، فزالت شبهة التدليس عن أسيد ، حيث صرح بالتحديث ، ورجاله ثقات ، وكذا أحمد في «مسنده» ٤ / ٣٩١ ، بلفظ قريب من لفظ المؤلف.

قلت : أصل الحديث المرفوع بدون الزيادة في أوله وآخره متفق عليه ، من غير هذا الإسناد من حديث أبي موسى ، وابن مسعود ، وأبي هريرة أيضا ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١٠ / ٤٥٦ و ١٣ / ١٣ في كتابي العلم والفتن ، باب ظهور الفتن ، ومسلم في «صحيحه» ١٦ / ٢٢١ ـ ٢٢٣ مع النووي العلم ، وأبو داود في «سننه» ٤ / ٤٥٤ الفتن ، باب ذكر الفتن ودلائلها ، عن أبي هريرة مرفوعا نحوه ، والترمذي في «سننه» الفتن ، باب في الهرج ح ٢٢٠٠ ، عن أبي موسى ، وقال : صحيح ، وابن ماجه بحديث ٤٠٥٠ و ٤٠٥١ ، عن أبي موسى ، وابن مسعود ، وأحمد في «مسنده» ١ / ٣٨٩ و ٤٥٠ ، عن أبي موسى وعبد الله بن مسعود في ٢ / ٢٥٧ ، ومواضع عن أبي هريرة ، وفي ٤ / ٣٩١ و ٣٩٢ و ٤٠٥ و ٤٠٦ و ٤١٤ ، عن أبي موسى ، ولفظ البخاري : (إن بين يدي الساعة لأيّاما ، ينزل فيها الجهل ، ويرفع فيها العلم ، ويكثر فيها الهرج. والهرج : القتل).

(٣) في النسختين : (بالري) ، والتصويب مما سبق ، ومما يوضح تصحيفه أن الري ليست بأصبهان ، ـ

٢٤٥

بأصبهان ، عن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر نحوه.

حدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : ثنا سعيد بن أبي زيدون ، قال : ثنا آدم ، قال : ثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، قال : غزونا مع أبي موسى إلى أصبهان.

__________________

ـ وهي قرب العاصمة طهران ، وتابعة لها ببعد ثلاثة أميال تقريبا منها ، والمسافة بين العاصمة وأصبهان ٤١٤ كم ، والذي يبدو لي أن الدار أو الدارك ، مكان واحد على بعد فرسخ من أصبهان ، كما سيأتي في ترجمة ٨.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى ، تقدم في ح ٥ ت ٣ ، وهو حافظ ثقة.

وعبد الواحد بن غياث بمعجمة ومثلثة ـ البصري ، أبو بحر الصيرفي ، صدوق. مات سنة ٢٤٠ ه‍. انظر «التهذيب» ٦ / ٤٣٨ ، «والتقريب» ص ٣٦٩.

أبو عوانة ـ بفتح أوله وثانيه ـ : هو الوضاح ـ بتشديد المعجمة ، ثم مهملة ـ ابن عبد الله اليشكري ـ بالمعجمة ـ الواسطي البزار ، مشهور بكنيته ، ثقة ، ثبت. مات سنة خمس أو ست وسبعين ومائة ، انظر المصدرين السابقين ١١ / ١١٦ و ٣٦٩.

قتادة : هو ابن دعامة السدوسي. تقدم في ت ٣ بعد ح ١٢.

والحسن : هو البصري ، تقدم في السند قبله.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

منقطع ، حيث قال الحسن : حدث أبو موسى ، والحسن معروف بالإرسال ، وقد صرح ابن المديني أن الحسن لم يسمع من أبي موسى ، بل قال أبو حاتم وأبو زرعة : لم يره ـ كما في «التهذيب» ٢ / ٢٦٧ ، وقد جاء في الرواية قبله ذكر الواسطة الذي سمعه منه ، وهو أسيد. كذا جاء عند ابن ماجه.

تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمد بن الحسن. تقدم في ت ٣ بعد ح ١٤ ، وكان فاضلا خيّرا.

وسعيد بن أبي زيدون ، تقدم في نفس الموضع ، ولم أعثر على ترجمة له.

وآدم : لعله ابن أبي إياس ، عبد الرحمن بن محمد ، إذا كان هو ، فهو ثقة. مات سنة ٢٢٠ ، أو آدم بن سليمان القرشي الكوفي ، وهو أيضا ثقة. روى عنه مسلم حديثا واحدا متابعة ، وليس فيهما ما يجزم أنه هو ، والله أعلم. انظر «التهذيب» ١ / ١٩٦.

ومبارك والحسن ، تقدما في السند قبله.

هذا السند أيضا منقطع حسب قول أبي حاتم وأبي زرعة ، وأيضا في سنده من لم أعرفه ، ومبارك مدلس ، وقد عنعن. ـ

٢٤٦

(١٩) وحدثنا أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي ، قال : ثنا أبو الربيع الزهراني ، قال : ثنا الحارث بن عبيد الإيادي (١) ، عن أبي عمران الجوني قال : بينما أبو موسى مصافّ العدو بأصبهان ، فقال : سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

«إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف».

فقام إليه شاب قد خرق (٢) الظهور كميّ مباه ، فقال : كيف قلت؟ فأعاد عليه الحديث ، فالتفت إلى أصحابه ، فسلم عليهم ، ثم دخل تحتها.

__________________

ـ تراجم رواة ح ١٩ :

أبو حفص عمر بن عبد الرحمن السلمي ـ لم أعثر له على ترجمة.

أبو الربيع الزهراني : هو سليمان بن داود العتكي البصري ، نزيل بغداد. ثقة لم يتكلم أحد فيه بحجة ، مات سنة ٢٣٤ ه‍. انظر «التهذيب» ٤ / ١٩٠ ، و «التقريب» ص ١٣٣.

الحارث بن عبيد : هو أبو قدامة الإيادي البصري ، كان شيخا صالحا ، ممن كثر وهمه ، حتى خرج عن جملة من يحتج بهم إذا انفردوا ، وورد عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال : كان من شيوخنا ، وما رأيت إلّا خيرا ، وسئل ابن معين ، فقال : ضعيف. انظر «المجروحين» ١ / ٢٢٤ ، و «الميزان» ١ / ٤٣٨.

أبو عمران الجوني : تقدم في المقدمة في بداية فتح أصبهان ـ واسمه عبد الملك بن حبيب. ثقة.

(١) في أ ـ ه : (الإيامي) ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن مصادر ترجمته.

(٢) في أ ـ ه : (قد حذف الطهور كمن ماه) وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في السند انقطاع ، حيث لم يسمعه الجوني عن أبي موسى ، إنما سمعه عن ابنه أبي بكر بن أبي موسى ، كما رواه مسلم والترمذي ، وسيأتي. وأيضا في إسناده من لم أعرفه ، والحارث بن عبيد ضعيف ، فلا يصح بهذا السند.

ولكن الجزء المرفوع من الحديث صحيح ، أخرجه الشيخان البخاري في «صحيحه» ٦ / ٣٧٤ و ٤٦٠ و ٤٩٥ (مع الفتح) الجهاد بسنده عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، أن عبد الله بن أبي أوفى كتب إليه ـ أي إلى عمر بن عبيد الله ـ فقرأته ـ وهو حديث طويل ، وفي آخره هذا الحديث ـ فقال : «واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف» ، وكذا مسلم في «صحيحه» ١٢ / ٤٦ مع النووي عن أبي النضر به ، وعن أبي عمران الجوني ، عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري به ، وكذا الترمذي في «سننه» ٤ / ١٨٦ به ، وقال : هذا حديث صحيح غريب لا ـ

٢٤٧

ذكر أبناء أبي موسى الأشعري (١) :

وكان لأبي موسى الأشعري خمسة من البنين :

إبراهيم (٢) ، وأبو بردة (٣) ، وأبو بكر (٤) ، وموسى (٥) ، ومحمد (٦) ، بنو أبي موسى. وأبو بردة أكثرهم (٧) رواية عن أبي موسى ، وروى أبو بردة عن علي بن أبي طالب ، وابن عمر ، وعائشة ، ومعاوية.

فأما إبراهيم بن أبي موسى ، فروى عنه الشعبي وعمارة بن عمير.

__________________

ـ نعرفه إلّا من حديث جعفر بن سليمان الضبعي ، وهو عند أبي داود في «سننه» ٣ / ٩٥ الجهاد ، من طريق أبي النضر كما تقدم. هذا الحديث من الأحاديث التي تتبعها الدارقطني على الشيخين ، وصرح بصحته ، حيث قال في «التتبعات» ص ٤٢٦ بتحقيق مقبل بن هادي : «وأخرجا جميعا حديث موسى بن عقبة ، عن أبي النضر مولى عمر. قال : كتب إليه ابن أبي أوفى ... الخ. ثم قال : «هو صحيح حجة في جواز الإجازة والمكاتبة ، لأن أبا النضر لم يسمع من ابن أبي أوفى ، وإنما رواه في كتابه».

وقال النووي : وبه قال جماهير العلماء من أهل الحديث والأصول والفقه ، ومنعت طائفة الرواية بها ، وهذا غلط. انظر شرح النووي على «صحيح مسلم» ١٢ / ٤٧ ، «والإلماع» ص ٨٣ للقاضي عياض ، «والكفاية» للخطيب ٣١١ / ٣٣٤ ، «ومقدمة الفتح» ص ٣٦١.

(١) العنوان من عندي.

(٢) هو إبراهيم بن أبي موسى الأشعري ، له رؤية ـ وهو الذي حنكه الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسماه إبراهيم ـ لم يثبت له سماع إلا من بعض الصحابة ، ووثقه العجلي ، مات في حدود السبعين. انظر «التهذيب» ١ / ١٣٥ ، و «التقريب» ص ٢١.

(٣) أبو بردة : هو عامر ، وقيل : الحارث. تقدم في ح ١٦ من ت ٤.

(٤) أبو بكر بن أبي موسى الأشعري : اسمه عمرو ، أو عامر ، ثقة. مات سنة ست ومائة. كان أسن من أخيه أبي بردة ، وقال ابن سعد : كان قليل الحديث يستضعف ... انظر «الطبقات» ٦ / ٢٦٩ ، «والتقريب» ص ٣٩٦.

(٥) موسى : تقدم في بداية ت ٤ ، وانظر المصدر السابق لابن سعد.

(٦) محمد بن أبي موسى : ذكره ابن حبان في «الثقات» ، وذكر البخاري ثلاثة أشخاص بهذا الاسم ، وقال الحافظ ابن حجر : مستور من الرابعة.

انظر «التاريخ الكبير» ١ / ٢٣٦ ، «والتهذيب» ٩ / ٤٨٣ ، «والتقريب» ص ٣٢١.

(٧) في الأصل : (أكبرهم) ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٦١.

٢٤٨

(٢٠) حدثنا إسحاق بن أحمد قال : ثنا أبو كريب قال : ثنا أبو أسامة ، قال : ثنا بريد (١) بن عبد الله بن أبي بردة ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : ولد لي غلام ، فأتيت به النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فسماه إبراهيم ، وحنكه بتمرة ، ودعا له بالبركة ، ودفعه إلي.

أخبرنا عبد الغفار الحمصي ، قال : ثنا المسيب بن واضح ، قال : ثنا

__________________

تراجم الرواة :

إسحاق بن أحمد : هو الفارسي ، تقدم في بداية المقدمة ، ولم أعرفه.

وأبو كريب ـ مصغرا ـ هو محمد بن العلاء الهمداني الكوفي الحافظ الثقة ، مشهور بكنيته ، توفي سنة ٢٤٨ ه‍ ، عن سبع وثمانين سنة.

انظر «التهذيب» ٩ / ٣٨٦ ، «والتقريب» ص ٣١٤.

أبو أسامة : هو حماد بن أسامة بن زيد القرشي مولاهم الكوفي ، ثقة ، توفي سنة ٢٠١ ه‍ وهو ابن ثمانين سنة فيما قيل ، وقال ابن حجر : مشهور بكنيته ، ثقة ثبت ، ربما دلس. انظر «التهذيب» ٣ / ٢ ، «والتقريب» ص ٨.

بريد ـ بالتصغير ـ بن عبد الله بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أبو بردة الكوفي ، ثقة ، يخطىء قليلا من السادسة. انظر المصدرين السابقين ١ / ٤٣١ و ٤٣.

أبو بردة : هو عامر بن أبي موسى. تقدم في ح ١٦ ، وهو ثقة.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

رجاله ثقات ، سوى إسحاق بن أحمد ، لم أعثر على ترجمة له.

والحديث متفق عليه من غير طريق إسحاق ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ١٢ / ٤ العقيقة وفي الأدب ١٣ / ٢٠٠ (مع الفتح) ، ومسلم في «صحيحه» ١٤ / ١٢٥ الآداب مع النووي ، وابن سعد في «الطبقات» ٤ / ١٠٧ لم يذكر له سندا مستقلا ، وإذا كان ساقه بالسند المتقدم قبله ، فهو منقطع ، فإنّه قال : أخبرت عن أبي أسامة ... الخ ، وأحمد في «مسنده» ٤ / ٣٩٩ في حديث طويل ، أوله هذا الحديث بلفظه ، كلهم من طريق أبي أسامة به مثله.

(١) في الأصل : (يزيد) بالياء المثناة من تحت ، وبالزاي المعجمة ، وهو تصحيف ، والصواب من أ ـ ه ، ومن مصادر ترجمته ، وسيأتي قريبا.

تراجم الرواة :

عبد الغفار الحمصي ـ بكسر الحاء وسكون الميم وبالصاد المهملة ـ نسبة إلى حمص ، بلد بالشام. هو ابن أحمد أبو الفوارس. ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٤٣ / ٣ ، وأبو نعيم ، ـ

٢٤٩

محمد الثقفي (١) ، عن أبي العلاء ، عن ابن حلبس ، عن أبي إدريس ، عن أبي موسى الأشعري ، أنه صام حتى صار كأنه خلال (٢) ، فقيل له : يا أبا موسى ، لو أجممت (٣) نفسك قال : إجمامها أريد ، أرأيتم السوابق من الخيل ليس تضمر؟ (٤) قال : وكان إذا خرج من بيته ، يلتفت إلى أم موسى فيقول : يا أم موسى ، شدّي رحلك ، فإنه ليس على جسر جهنم معبرة.

__________________

ـ فقال : «قدم علينا سنة خمس وتسعين ومائتين ، ورجع إلى حمص ، ومات بها». انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٣٢.

المسيب بن واضح : هو السلمي التلمنسي الحمصي. قال أبو حاتم : صدوق ، يخطيء كثيرا فإذا قيل له لم يقبل ، قال ابن عدي : كان النسائي حسن الرأي فيه ، ويقول : «الناس يؤذننا فيه» ، وقال أيضا : «هو ممن يكتب حديثه» ، وضعفه الدارقطني في أماكن من «سننه» ، مات سنة ٢٤٠ ه‍ ، انظر «الميزان» ٤ / ١١٦.

محمد الثقفي لم يتبين لي.

وأبو العلاء : هكذا في النسختين ، ولم أجد أحدا بهذه الكنية يروي عن ابن حلبس ، بل الذي وجدته يروي عنه هو ابن العلا ، كما جاء في «التهذيب» ١١ / ٤٤٨ ، فلعله صحف ، والله أعلم.

وابن العلاء : هو عبد الله بن العلاء بن زبر ـ بفتح الزاي المعجمة وسكون الموحدة ـ الدمشقي. ثقة. مات سنة ١٦٤ ه‍.

انظر «التقريب» ص ١٨٤ ، «والتهذيب» ٥ / ٣٥٠.

وابن حلبس ـ بمهملتين في طرفيه وموحدة ـ وزن جعفر ـ هو يونس بن ميسرة بن حلبس الدمشقي الأعمى ، وقد ينسب بجده. ثقة ، عابد ، معمّر ، مات سنة ١٣٢ ه‍ ، انظر «التهذيب» ١١ / ٤٤٨ ، «والتقريب» ص ٣٩٠.

وأبو إدريس : هو عائذ بن عبد الله الخولاني. تقدم في ح ٨ ت ٣ ، وهو ثقة.

(١) في أ ـ ه : (ابن المثقفي) ، وهو تصحيف ، ولم أعثر على ترجمة له.

(٢) أي صار مهزولا كالخلال. انظر «لسان العرب» ١١ / ٢١٤.

(٣) الإجمام : الراحة ، وأخذ النشاط والصلاح. انظر «النهاية» ١ / ٣٠١.

(٤) الضمر ـ بالضم وبضمتين ـ : الهزال ، ولحاق البطن ، وضمّر الخيل تضميرا : أعلفها القوت بعد السمن. انظر «القاموس» ٢ / ٧٦.

٢٥٠

٥ ١ / ٥ ع رافع بن خديج الأنصاري (*)(١) :

قدم أصبهان في خلافة عمر ، فأصاب بها عشرة أعبد.

وحدثناه محمد بن عبد الله بن رستة ، قال : ثنا عبد الله بن عمران ، قال : ثنا أبو داود (٢) ، قال : ثنا صيفي بن سالم ، عن عبد الحميد الأنصاري ،

__________________

(*) له ترجمة في «التاريخ الكبير» ٣ / ٢٩٩ للبخاري ، وفي «الثقات» لابن حبان ٣ / ١٢١ ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٦٧ ، وفي «الاستيعاب» ١ / ٤٩٥ ، وفي «أسد الغابة» ٢ / ١٥١ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ١٧٣ ، وفي «تاريخ الإسلام» ٣ / ١٥٣ ، وفي «سير النبلاء» ٣ / ١٨١ ـ وفيه : استصغر يوم بدر ، وشهد أحدا والمشاهد كلها ، وفي «الإصابة» ١ / ٤٩٥ ، وفي «التهذيب» ٣ / ٢٢٩ ، والخزرجي في «الخلاصة» ص ٩٨.

وخديج ـ بمعجمة مفتوحة ـ كما في «تبصير المنتبه» ١ / ٤١٨ يكنى أبا عبد الله ، أو أبا خديج.

(١) على هامش الأصل ، بجوار اسم رافع هذه العبارة : (من هنا سمع عمر وصاحباه).

(٢) في أ ـ ه : (داود) ، والتصويب من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٦٧ ، وهو الطيالسي.

تراجم الرواة :

محمد بن عبد الله بن رسته ، تقدم في ح ٨ ت ٣. لم يوثق ، ولم يجرح. وعبد الله بن عمران ـ سيأتي بترجمة رقم ٣٥ ـ صدوق.

أبو داود : وهو الطيالسي ، صاحب «المسند» ترجم له المؤلف. سيأتي برقم ٩٣.

صيفي بن سالم : لم أعثر له على ترجمة.

عبد الحميد : هو ابن رافع بن خديج الأنصاري الحارثي ، روى عن جدته.

قال ابن إدريس : وعن شعبة : كذا في «التاريخ الكبير» ٦ / ٤٤ ، وجدّته لم أعرفها.

وعثمان : هو ابن عفان الخليفة الثالث ، تقدم في ح ١٤ ت ١٣.

٢٥١

عن جدته ، قالت : لما حصر عثمان عطش ، فقال : واعطشاه ، فقام رافع بن خديج ، هو وابناه عبد الله (١) وعبيد الله (٢) وغلمان أصابهم بأصبهان حين فتحوها ، فتسلح وتسلحوا ، فقال : والله لا أرجع حتى أصل إليه (٣).

حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر ، قال : ثنا عمرو بن علي ، قال : مات رافع بن خديج سنة أربع وسبعين ، ومات قبل ابن عمر ، شهده ابن عمر (٤).

__________________

(١) عبد الله بن رافع : قال ابن سعد : روى عن أبيه ، وكان ثقة قليل الحديث. انظر «الطبقات» ٥ / ٢٥٦.

(٢) عبيد الله بن رافع كذا ، روى عن أبيه ، وكان قليل الحديث. توفي بالمدينة سنة ١١١ ه‍ ، وهو ابن خمس وثمانين سنة. انظر نفس المصدر السابق.

(٣) في إسناده من لم أعرفه ، وراو لم يسمّ ، وهو جدّ عبد الحميد الأنصاري ، وبه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٧ ـ ٦٨ مثله وأتم منه.

تراجم الرواة :

محمد بن الحسن بن علي بن بحر. لم أقف عليه.

عمرو بن علي : هو أبو حفص الفلاس ، سيأتي بترجمة رقم ١٤٨ ، وهو ثقة.

(٤) في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٧ : فصلى عليه ، وكذا ذكر ابن حجر في «الإصابة» ١ / ٤٩٦ : أنه قد ثبت أن ابن عمر صلى عليه. وقال الذهبي : «توفي سنة أربع أو ثلاث وسبعين ، وله ست وثمانون سنة» ، وذكر البخاري أنه مات قبل ابن عمر ، وقال الواقدي : مات في أول سنة ٧٤ ه‍.

انظر «سير النبلاء» ٣ / ١٨٣ ، «والتاريخ الكبير» ٣ / ٢٩٩ ، «والاستيعاب» ١ / ٤٩٥.

وابن عمر : هو عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي ، أبو عبد الرحمن ، هو أحد المكثرين من الصحابة والعباد ، وأشد الناس اتباعا للأثر ، مات سنة ٧٣ ه‍. انظر «التقريب» ص ١٨٢.

٢٥٢

٦ ١ / ٦ ع عبد الله بن يزيد الخطمي الأنصاري (*)(١) :

من أصحاب رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قدم أصبهان (٢).

رواه جرير بن عبد الحميد ، عن منصور عن أبي إسحاق ، قال : خرج الناس منهم عبد الله بن أبي أرقم ، وزيد بن أرقم ، وأميرهم عبد الله بن يزيد (٣) ،

__________________

(*) الخطمي ـ بفتح المعجمة وسكون المهملة ، وفي آخرها ميم ـ هذه النسبة لبطن من الأنصار ، وهم بنو خطمة بن جشم ، واسمه عبد الله وسمي به ، لأنه خطم رجلا بسيفه على خطمه. انظر «اللباب» ١ / ٤٥٣ ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٦٦.

له ترجمة في «الطبقات» ٦ / ١٠ لابن سعد ، وفي «الثقات» ٣ / ٢٢٥ ، وفي المصدر السابق لأبي نعيم ، وفي «الاستيعاب» ٢ / ٣٩١ ، وفي «أسد الغابة» ٣ / ٢٧٤ ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ٣٤١ ، وفي «التاريخ» ٣ / ٤٠ ، وفي «سير النبلاء» ٣ / ١٩٧ ، كلها للذهبي وفي «الإصابة» ٢ / ٣٨٢ ، وفي «التهذيب» ٦ / ٧٨ ، وفي «الخلاصة» ١٨٥ ، وهو أبو موسى الأمير العالم الأكمل ، أحد من بايع بيعة الرضوان ، وكان عمره يومئذ سبع عشرة سنة ، ومات قبل السبعين ، وله نحو من ثمانين سنة ـ رضي‌الله‌عنه ـ.

(١) على هامش الأصل ، بجوار اسم عبد الله بن يزيد : «بلغ علي بن مسعود في الأول».

(٢) زاد أبو نعيم ـ قدم أصبهان ـ على غير ولاية قدمها لاحتياز تركة مولى له ، توفي فيها. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٦٦.

تراجم الرواة :

جرير بن عبد الحميد : ترجم له المؤلف. انظر ت ٦١. ثقة.

ومنصور : هو ابن المعتمر ، تقدم في ت ٢ ، وهو ثقة ثبت.

وأبو إسحاق : هو عمرو بن عبد الله السبيعي. تقدم في ح ٣ ت ٢. ثقة تغير بأخرة.

(٣) رجاله ثقات ، غير أنه رواه المؤلف تعليقا ، وقد وصله الفسوي في «المعرفة والتاريخ» ٢ / ٦٣٠ بسنده عن أبي إسحاق ، وفيه : «أن عبد الله بن الزبير بعث إلى عبد الله بن يزيد الخطمي ، أن استسق بالناس ، فخرج ، وخرج الناس معه ، وفيهم زيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وأبو نعيم ، وسيأتي قريبا. ـ

٢٥٣

ورواه سفيان ، عن منصور والأعمش ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد ، قال : خرج مملوك لنا إلى أصبهان ، ومعه أربعة آلاف (درهم) (١) ، (فمات وخلف عشرين (٢) ألفا) ، فخرج أبي ليحمله ، فقيل : إنه كان يقارف (٣) الربا ، فأخذ أبي الأربعة الآلاف وترك الباقي.

__________________

ـ عبد الله بن أبي أرقم : هو عبد الله بن الأرقم بن أبي الأرقم ، صحابي أسلم يوم الفتح ، انظر «الإصابة» ٢ / ٢٧٣.

وزيد بن أرقم : صحابي مشهور ، توفي سنة ست أو ثمان وستين. انظر «التقريب» ص ١١١.

(١) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ٦٦.

(٢) في المصدر السابق : (أربعين ألفا) ، في رواية المحاربي ، عن الأعمش ، عن موسى بن عبد الله.

(٣) في أ ـ ه ، (مصارف) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» لأبي نعيم.

تراجم الرواة :

سفيان : هو الثوري ، صرح به أبو نعيم في المصدر السابق ، وقد تقدم في ترجمة ٣.

والأعمش : هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي ، أبو محمد الكوفي ، ثقة حافظ ، عارف بالقراءة ، ورع ، ولكنه يدلس ، توفي سنة ١٤٨ ه‍ انظر «الطبقات» ٦ / ٣١٣ لابن سعد ، «والتقريب» ص ١٣٦.

وموسى بن عبد الله بن يزيد الأوسي الأنصاري الخطمي ، ثقة من الرابعة. انظر «التاريخ الكبير» ٧ / ٢٨٧ ، «والتهذيب» ١٠ / ٣٥٣ ، «والتقريب» ص ٣٥١. رجاله ثقات ، إلا أنه معلّق.

ورواه أبو نعيم بسنده موصولا إلى الأعمش ، عن موسى به نحوه ، وفيه : أنه دفع إلى غلام له أربعة آلاف درهم ، يتّجر بها بأصبهان ، قال : فلبث ما شاء الله (أن يلبث) ، ثم كتب إليه : إن غلامك قد مات ، وترك أربعين ألفا ، قال : فركب إليهم ، فسألهم عن تجارته ، فأخبروه أنه (كان) يقارف الربا ... الخ. وأشار أبو نعيم إلى ما رواه الثوري عن منصور والأعمش ، وقال : عشرين ألفا.

وقال أبو نعيم أيضا : رواه أبو نعيم ـ الملائي ـ عن عمر بن موسى الأنصاري ، عن موسى بن عبد الله بن يزيد نحوه. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٦٦.

٢٥٤

٧ ١ / ٧ عبد الله بن عامر (*) :

ابن كريز (١) بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب ، يكنى بأبي عبد الرحمن ، وابنه عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر بن كريز (٢).

وكان عثمان ولّى عبد الله بن عامر البصرة ، وسار منها إلى أصبهان غازيا ، وعلى مقدمته عبد الله بن بديل ، فأتى أصبهان ، وخلف على البصرة زيادا (٣) ، فصالحه أهل أصبهان أن يؤدوا إليه كما يؤدي أهل فارس (٤).

وتوفي النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ (٥) وعبد الله بن عامر ابن ثلاث عشرة (٦) سنة (٧).

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» ٥ / ٤٤ ـ ٤٩ لابن سعد ، وفي «أخبار أصبهان» ، ١ / ٦٢ ، وفي «الاستيعاب» ٢ / ٣٥٩ ، وفي «أسد الغابة» ٣ / ١٩١ ، وفي «الكامل» ٣ / ٢٠٦ لابن الأثير ، وفي «سير النبلاء» ٣ / ١٨ ، «وتاريخ الإسلام» ٢ / ٢٦٦ ، وفي «البداية» ٨ / ٨٨ لابن كثير ، وفي «الإصابة» ٢ / ٦٠ ـ ٦١ ، وفي «التهذيب» ٥ / ٢٧٢ ، وتوفي عبد الله بن عامر سنة ٦٠ ه‍ ، وقيل ٥٩ ه‍ ، وكان جوادا سمحا.

(١) في أ ـ ه : (زكريا) ، وهو خطأ. والصواب ما أثبته من الأصل ومن مصادر ترجمته.

(٢) قال الحافظ بن حجر : عبد الأعلى ـ الكريزي ـ البصري ، مقبول من الخامسة. انظر «التقريب» ص ١٩٥.

(٣) في الأصل : بدون الألف ، (زياد) ، والتصويب من أ ـ ه.

(٤) كذا في «أخبار أصبهان» ، وذكره الذهبي معزوّا الى ابن منده في «سير النبلاء» ٣ / ١٩ ـ ٢٠ وانظر «تاريخ خليفة» ص ١٦١.

(٥) في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٢ : بزيادة (كان).

(٦ ، ٧) في النسختين : بدون التاء المربوطة ، والتصويب من المصدر السابق ، ومن مقتضى القواعد.

٢٥٥

روى شباب العصفري قال : ثنا الوليد بن هشام ، بن قحذم ، عن أبيه ، عن جده ، (عن الحسن) (١) ، قال : قال أبو موسى الأشعري :

يقدم عليكم غلام كريم الجدات والعمات ، قال : فقدم علينا عبد الله بن عامر ، وهو (٢) ابن أربع وعشرين سنة ، قال :

فغزا (٣) أصبهان ، وعلى مقدمته عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي (٤).

وقد روى عبد الله بن عامر عن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أحاديث.

__________________

تراجم الرواة :

شباب العصفري ـ بضم العين ، وسكون الصاد ، وضم الفاء ، وفي آخرها راء ـ : هذه النسبة إلى العصفر ، وبيعه وشرائه ، وهو ما تصبغ به الثياب حمرا ـ ينسب إليه جماعة منهم خليفة بن خياط البصري المعروف بالشباب ـ تقدم في ترجمة ٣. وانظر «اللباب» ٢ / ٣٤٤.

وليد بن هشام القحذمي بصري قال الذهبي : ثقة ، انظر «التاريخ الكبير» ٨ / ١٥٧ ، «والميزان» ٤ / ٣٤٩.

وأبو هشام بن قحذم بن سليمان بن ذكوان. قال البخاري : سمع الوليد بن سريع ويزيد بن أبي كبشة ، روى عنه يعقوب وابنه الوليد. انظر «التاريخ الكبير» ٨ / ٢٠٠.

وجده هو قحذم بن سليمان ، مولى أبي بكرة ، سبي من أصبهان ، كان كاتبا في أيام يوسف بن عمر الثقفي. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ١٦٥ ، وانظر نسبه في المصدر السابق للبخاري.

والحسن : هو البصري تقدم قريبا أنه لم يسمع من أبي موسى.

السند منقطع ، وكذا أخرجه خليفة في «تاريخه» ١٦١ ، ولكن عنده في السند بواسطة الحسن ، عن أبي موسى ، وأيضا بزيادة : (أو خمس) ، وذكره أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦١ بسند العصفري ، كما هنا عند المؤلف ، وذكره الذهبي في «سير النبلاء» ٣ / ١٨ بمعناه من رواية الزبير بن بكار ، وفيه كريم الأمهات والعمات والخالات ، أما كونه كريم الخالات ؛ لأنه ابن خال عثمان ، وكريم الأمهات والجدات ؛ لأنّ أباه عامر ابن عمة رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وهي البيضاء بنت عبد المطلب. المصدر السابق.

(١) بين الحاجزين من «تاريخ خليفة» ص ١٦١.

(٢) في أ ـ ه : (هي) ، وهو تصحيف واضح.

(٣) في أ ـ ه : فقرأ ، وهو خطأ ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن «تاريخ خليفة» ص ١٦١.

(٤) الخزاعي : تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان.

٢٥٦

(٢١) أخبرنا (١) أبو يعلى الموصلي قال : ثنا مصعب بن عبد الله الزبيري ، قال : ثنا أبي ، عن مصعب بن ثابت ، عن حنظلة بن قيس الزرقي ، عن عبد الله بن الزبير وعبد الله بن (عامر بن) (٢) كريز ، أن رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : قال : «من قتل دون ماله فهو شهيد».

__________________

(١) في أ ـ ه : (أنبأنا) ، والمعروف في المصطلح أن (أنا) اختصار أخبرنا ، وأنبا اختصار أنبأنا ، كما في كتب المصطلح.

(٢) بين الحاجزين ، من «أخبار أصبهان» ١ / ٦٢.

تراجم الرواة :

أبو يعلى : هو أحمد بن علي بن المثنى. تقدم في ح ٥ ت ٣ ، وهو ثقة.

مصعب : هو أبو عبد الله ، من أهل المدينة ، وثقه جمع من الأئمة ، وقال الذهبي : ثقة ، غمز للوقف ـ أي في خلق القرآن ـ مات سنة ٢٣٦ ه‍ عن ثمانين سنة. انظر «الكاشف» ٣ / ١٤٨ ، «والتّهذيب» ١٠ / ١٦٣.

وأبوه : هو عبد الله بن مصعب بن ثابت القرشي الأسدي ، أبو بكر ، ولي المدينة لهارون الرشيد ، وقال أبو حاتم : شيخ ، وضعّفه ابن معين. مات بالرّقة ١٨٤ ه‍ ، وهو ابن تسع وستين سنة. انظر «الطبقات» ٥ / ٤٣٤ لابن سعد ، «والجرح والتعديل» ٥ / ١٧٨ ، «والميزان» ٢ / ٥٠٥.

ومصعب بن ثابت : هو ابن عبد الله بن الزبير الأسدي ، ضعف ، وكان عابدا. وقال الذهبي : لين لغلطه ، وقال ابن حجر : لين الحديث. توفي سنة ١٥٧ ه‍ ، عن ٧١ سنة. انظر «الكاشف» ٣ / ١٤٧ ، «والتهذيب» ١٠ / ١٨٥ ، «والتقريب» ص ٣٣٨.

وحنظلة بن قيس الزرقي ـ بضم الزاي ، وفتح الراء ، وفي آخرها القاف ـ هذه النسبة إلى بني زريق ، بطن من الأنصار ، وكان ثقة قليل الحديث ، وقيل : له رؤية ، انظر «الطبقات» ٥ / ٧٣ لابن سعد ، «والتقريب» ص ٨٦. وعبد الله بن الزبير : تقدم برقم ترجمة ٢.

مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف بهذا الإسناد ، فيه عبد الله بن مصعب ، وهو لين الحديث ، وبه مثله أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٢ ، وبنحوه في سند آخر. والحديث متفق عليه بغير هذا الإسناد ، فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٦ / ٤٨ مع الفتح ، ومسلم في «صحيحه» ١ / ١٦٣ ـ ١٦٤ مع النووي ، كلاهما عن عبد الله بن عمرو مرفوعا بلفظه ، وفيه قصة ، ومسلم عن أبي هريرة أيضا نحوه ، وأبو داود في «سننه» ٤ / ٢٤٦ في السنة ، والترمذي في «سننه» ٤ / ٢٨ ـ ٣٠ ، والنسائي في «سننه» ٧ / ١٠٥ و ١٠٦ و ١٠٧ وابن ماجه في «سننه» ٢ / ٨٦١ كلهم عن سعيد بن زيد الثلاثة ، سوى ابن ماجه ، وهو عن عبد الله بن عمرو والنسائي ، عن بريدة أيضا ، وابن ماجه ، ـ

٢٥٧

ومن ولده (١) سعيد بن عثمان بن عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر الكريزي (٢).

قدم أصبهان ، وحدّث بها ، وحدّثنا عنه يوسف بن محمد المؤذن ، يروي عن حفص بن غياث ، وابن إدريس ، وأبي معاوية ، ويحيى القطان.

نخرج حديثه في موضعه.

__________________

ـ عن ابن عمر. وقال الترمذي : وفي الباب عن علي ، وسعيد ، وأبي هريرة ، وابن عمر ، وابن عباس ، وجابر.

وأحمد في «مسنده» ١ / ٧٩ ، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، وعن عبد الله بن عمرو في ٢ / ١٦٣ ـ ٢٠٦ ، وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده في ص ٢١٧. وعن سعيد بن زيد في ١ / ١٨٧ مع زيادة : «من ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين» ، وفي ص ١٨٨ و ١٨٩ و ١٩٠ عنه ، وفيه زيادة : «دون أهله .. ، ودون دينه ... ، ودون دمه ... ، وفي ١ / ٣٠٥ عن ابن عباس ، وانظر ٢ / ١٩٣ و ١٩٤ و ٢١٠ و ٢١٥ ، وعن قابوس بن الخارق ، عن أبيه في ٥ / ٢٩٤ بمعناه ، والبزار في «مسنده» كما في «مختصر زوائد البزار» ص ٢٥٥ ، عن عائشة بنت سعد ، عن أبيها ، وعن عبد الله كلاهما مرفوعا مثله ، وعن أنس مرفوعا أيضا بلفظ : «المقتول دون ماله شهيد». قال : ضعيف ، وعن عبد الله بن الزبير مرفوعا مثله ، وقال البزار : لا نعلمه عنه مرفوعا إلا بهذا الإسناد ، والطبراني في «الكبير» ١ / ١١٥ ح ٣٥٢ و ٣٥٣ و ٣٥٤ ، عن سعيد ابن زيد ، وأبو نعيم في «الحلية» ٣ / ٣٥٣ و ٥ / ٢٣ ، عن ابن عمر ، وقال أبو نعيم : صوابه عبد الله بن عمرو ، عن ابن مسعود مرفوعا مثله ، والخطيب في «تاريخه» ٢ / ٣٢٩ ، عن أبي هريرة ، وفي ٦ / ١٤١ عن ابن عمر ، وفي ١٠ / ٨١ ، عن سعيد بن زيد ، وفي ١١ / ٢١٧ عن جابر ، وفي ١٤ / ٢٦ و ٢٧٣ ، عن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، وعن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، والقضاعي في «مسند الشهاب» ق ٤٦ / ١ عن أبي هريرة ، وسعيد ، وانظر «مجمع الزوائد» ٦ / ٢٤٤ ـ ٢٤٥ ، والحديث من الأحاديث المتواترة ، ذكره السيوطي عن ثلاثة عشر نفسا من الصحابة ، وزاد الكتاني على ذلك ثلاثة أشخاص ، وهم : بريدة ، وابن عمر ، وسعيد بن زيد ، وصرح المناوي بتواتره أيضا. انظر «نظم المتناثر» ص ٩٦ ، إنما ذكره أبو الشيخ بهذا الطريق ـ الضعيف ـ لأنه لم يرو من طريق صحيح إلى عبد الله بن عامر.

(١) في الأصل : بدون الضمير ، أضفته من أه ، ومن مقتضى العبارة.

(٢) له ترجمة في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢٦ ، وفيه روى عن حفص ، ويحيى القطان ... وغندر بمناكير ، وسيأتي ترجمته برقم ٢٣٣ ، وخرج حديثه في المكان المذكور.

٢٥٨

٨ ١ / ٨ بديل (١) بن (عامر بن) (٢) ورقاء بن عمرو بن (*) ربيعة بن عبد العزي بن ربيعة بن جزي بن عامر بن مازن الخزاعي (٣) :

ذكر علي بن مجاهد (٤) قال : افتتحت أصبهان في خلافة عمر ، سنة إحدى وعشرين ، لما قتل النعمان (٥) بنهاوند (٦) ، وولي حذيفة (٧) ، وفتح الله على يده (بعد (٨) حذيفة) الجبل ، فبعث (٩) بديل بن ورقاء ، ومجاشع بن مسعود ،

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» ٤ / ٢٩٤ ، ٥ / ٤٥٩ لابن سعد ، «والاستيعاب» ١ / ١٦٥ ، «وأسد الغابة» ١ / ١٧٠ ، وفي «الكامل» ٣ / ١٦٥ ، وفي «الإصابة» ١ / ١٤١.

(١) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٢ : (عبد الله بن بديل بن ورقاء) ، وسيأتي الكلام قريبا.

(٢) ما بين الحاجزين : من الأصل.

(٣) بضم الخاء المعجمة ، وفتح الزّاي ، وبعد الألف عين مهملة ، هذه نسبة إلى جد المنتسب إليه.

انظر «اللباب» ١ / ٤٣٩.

(٤) علي بن مجاهد : لم يتبين لي بالجزم من هو؟ والذي وجدته بهذا الاسم ، هو علي بن مجاهد الكابلي ، يروي عن ابن إسحاق ، كذبه يحيى بن ضريس ومشاه غيره ، ووثّق ، وقال ابن معين : كان يضع الحديث ، انظر «الميزان» ٣ / ١٥٢ ، تقدم تفصيل فتح أصبهان وتاريخ فتحها في المقدمة عند فتوح أصبهان.

(٥) النعمان : هو ابن مقرن ، تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان.

(٦) تقدم في المقدمة ، عند بيان خصائص أصبهان.

(٧) حذيفة : تقدم في ت ٣ ح ١٣ ، وهو ابن اليمان.

(٨) في أ ـ ه : (خليفته) ، وهو تصحيف ، وما أثبته من الأصل ، وعند أبي نعيم ، بغير هاتين الكلمتين لم يتبين لي معنى هذه الكلمة.

(٩) قلت : بعث عمر بديلا نحو فتح أصبهان ، واشتراكه في فتحها محل نظر ، وذلك : لأنه مخالف لما ساقه المؤلف في المقدمة ، عند بيان فتوح أصبهان ، حيث ذكر هناك أنه بعث عبد الله بن بديل بن ورقاء ، وهذا هو الذي ذكره أبو نعيم وغيره كما سيأتي ـ ولنا فيه مقال أيضا ـ وباستطاعتي أن أقول ـ وبالله التوفيق ـ : إنه لم تذكر الكتب التاريخية المعتبرة التي اطلعت عليها ، أن بديل بن ورقاء كان ممن انتدب نحو فتح أصفهان ، أو اشترك فيه ، وكذلك لم تذكر المصادر المعتبرة ، أنه ـ

٢٥٩

__________________

ـ قتل بصفين ، غير «الطبقات» لأبي الشيخ ، وأبي نعيم نقلا عنه ، بل الذي جزم به الحافظ في «الإصابة» ١ / ١٤١ ، بعد ذكره هذا القول بصيغة التمريض بقوله : ويقال : إنه قتل بصفين ... «قلت : المقتول بصفين : ابنه عبد الله» وهو الذي تذكره المراجع ، وسأذكره فيما بعد. وهكذا ذكر أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٣ أن المقتول بصفين ابنه ، وعقبه بقوله : وقيل إن بديلا توفي قبل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وذكر الحافظ بن حجر في «الإصابة» ١ / ١٤١ رواية رواها ابن مندة ، عن محمد بن أحمد ، عن محمد بن سعيد ، عن عبد الرحمن بن الحكم ، عن بشر ، أنه سئل عن بديل بن ورقاء ، فقال : مات قبل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وذكر الحافظ رواية أخرى تؤيد هذه الرواية ، من طريق عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل ، عن أبيه ، قال : سمعت بديل بن ورقاء ، قال : لما كان يوم الفتح ـ وكان إسلام بديل يوم الفتح ، وقيل : قبله ـ قال لي رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : ورأى بمعارضي سوادا «كم سنوك»؟ قلت : سبع وتسعون فقال : «زادك الله جمالا وسوادا» ، الحديث ، وفي رواية أخرى عن عبد الله بن بديل عن أبيه قال : سمعت بديل بن ورقاء يقول : إن العباس أقامه بين يدي النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال : هذا بديل بن ورقاء ، فقال له : «كم سنوك» .. الخ. «الإصابة» ١ / ١٤١ و ١٤٢ ، فهذه الرواية تدل على عجز بديل من القيام ، من كبر سنه ، حيث أقامه العباس بين يدي النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، فكيف اشترك في فتح أصبهان ، أو في وقعة الصّفين التي وقعت في سنة سبع وثلاثين من الهجرة ، وبلغ من العمر عند موقعة الصفّين (١٢٦ سنة) ، فالقول بوفاته قبل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : هو الذي أرجّحه ، وكذا ذكر وفاته ابن الأثير في «أسد الغابة» ، وثانيا : لأنّ القول المذكور غير مسند ، وإذا كان من جملة ما ذكره علي بن مجاهد ، أنه افتتحت أصبهان ... الخ ، فعلي بن مجاهد لم يذكر سنده أولا ، ثم لم يعرف من هو بالضبط؟.

وإذا كان علي بن مجاهد الكابلي ، الذي يروي عن ابن إسحاق ، فكذبه يحيى بن الضريس ، ومشاه غيره ، ووثّق ، وقال ابن معين : كان يضع الحديث ، كما تقدم في ترجمته ، فاتصح إذا رجحان القول الأول ، ونتج عنه ، أن بديل بن ورقاء لم يكن من غزاة أصبهان ، وثالثا : لم تذكر المراجع التي قرأتها بديلا في قتلى الصفين ، وإنما ذكرت ابنيه بأنهما قتلا بصفين. والله أعلم.

والذي ثبت لديّ ، أن الذي اشترك في فتح أصبهان ، ليس بديل بن ورقاء الخزاعي ، كما ذكرت وأما ابنه عبد الله بن بديل الخزاعي ، الذي ذكره بعض المصادر ، مثل «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٦١ ، حيث ذكر أن ابن عامر غزا وعلى مقدمته عبد الله بن بديل الخزاعي ، فأتى أصبهان ، وهكذا ذكر البلاذري في «فتوح البلدان» ص ٣٠٨ ، أن عمر بن الخطاب وجه عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى أصبهان ، سنة ثلاث وعشرين ، ثم قال : ففتح عبد الله بن بديل جيّ صلحا ، وسار ابن بديل في نواحي أصبهان ، فغلب عليها ، وعاملهم في الخراج ، وقال البلاذري أيضا : وكان فتح أصبهان بعض سنة ثلاث وعشرين ، أو أربع وعشرين ، وفي «تهذيب التهذيب» ٥ / ١٥٥ : هو الذي صالح أهل أصبهان مع عبد الله بن عامر ، فتذكر هذه ـ

٢٦٠