طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨

(١١) حدثنا أبو بكر البزار ، قال : ثنا عباس بن جعفر البغدادي ، قال : ثنا يحيى بن إسحاق ، قال : ثنا شريك ، عن عبيد المكتب ، عن أبي الطفيل ، عن سلمان قال :

أعطاني رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مثل هذه ـ يصغرها بيده ـ

__________________

ـ تراجم الرواة :

أبو بكر البزار هو أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البصري الحافظ ، قدم أصبهان مرتين ، القدمة الثانية سنة ٢٨٦ ه‍ ، وقال الذهبي : الحافظ العلامة ... صاحب «المسند الكبير المعلل». روى عنه ابن القانع وأبو الشيخ وخلق كثير ، توفي بالرملة سنة ٢٩٢ ه‍. انظر «الطبقات» للمؤلف ٢٠٩ / ٣ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ١٠٤ ، «وتذكرة الحفاظ» ٢ / ٦٥٣ وعباس هو ابن عبد الله بن الزبرقان البغدادي أبو محمد ، أصله واسطي ، صدوق. مات سنة ٢٨٥ ه‍.

انظر «التهذيب» ٥ / ١١٥ ، «والتقريب» ص ١٦٥.

يحيى بن إسحاق : هو الحافظ الثقة الرحال أبو زكريا البجلي. قال ابن سعد : «كان ثقة حافظا لحديثه». قال أحمد : «شيخ صالح ثقة» مات سنة ٢١٠ ه‍. انظر «تذكرة الحفاظ» ١ / ٣٧٦ ، «والتهذيب» ١١ / ١٧٦.

وشريك : هو ابن عبد الله القاضي الكوفي أبو عبد الله ، صدوق ، يخطيء كثيرا. تغير حفظه منذ ولي القضاء. مات سنة سبع أو ثمان ومائة. انظر «التقريب» ص ١٤٥.

وعبيد : هو ابن مهران الكوفي المكتب ، ثقة ، روى عن أبي الطفيل ، وعنه جرير وشريك من الخامسة. انظر «التهذيب» ٧ / ٧٤ ، «والتقريب» ص ٢٢٩.

أبو الطفيل : وعامر بن واثلة بن عبد الله الليثي ، وربما سمّي عمرا. ولد عام أحد وعمّر إلى أن مات ١١٠ ه‍ ، على الصحيح. وهو آخر من مات من الصحابة قاله مسلم. انظر «التهذيب» ٥ / ٨٢ ، «والتقريب» ص ١٦٢.

مرتبة الاسناد والحديث وتخريجه :

ضعيف ، فيه شريك القاضي ، وهو يخطىء كثيرا. تغير حفظه منذ ولي القضاء ، وأصل الحديث حسن بغير هذا الإسناد. أخرجه البزار وأحمد في «مسنده» ٥ / ٤٤٤ ، والطبراني كما في «المجمع» ٩ / ٣٣٦ ، من طريق محمد بن إسحاق نحوه ، وقال الهيثمي : إسناد الرواية الأولى عند أحمد والطبراني رجالها رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق ، وقد صرح بالسماع ، ورجال الرواية الثانية انفرد بها أحمد ، ورجالها رجال الصحيح ، غير عمرو بن أبي قرة الكندي ، وهو ثقة ، وكذا هو عند ابن هشام في «سيرته» ١ / ٢٠٣ ، ولكن فيه راو لم يسم. انظر حديث ٩. وفي آخره معنى الحديث وإسناده حسن ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٤ ، عن شيخه أبي محمد بن حيان المؤلف ، وبطريق آخر نحوه ، وفي الأول عبد الله بن عبد القدوس ، وهو ضعيف ، وفي الثاني شريك القاضي. ـ

٢٢١

ليؤدي مكاتبتي ، فصارت في يدي مثل هذه يعني فأضعفت فأديت مكاتبتي.

(١٢) حدثنا إبراهيم بن محمد بن مالك القطان ، قال : ثنا ابن حميد قال : ثنا عبد الله بن عبد القدوس ، قال : ثنا عبيد المكتب ، عن أبي الطفيل ، عن سلمان ، قال : كنت رجلا من أهل جي وكانوا يعبدون الخيل البلق (١) ، وكنت أعلم أنهم ليسوا على شيء فكنت أطلب الدين فذكر القصة بطولها (٢) ، قال : فأتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وحملت معي تمرا (٣) أزديا فوضعته بين يديه ، فقال : ما هذا؟ قلت : هدية فأكل منها وقال : كلوا. ثم سألته وأخبرته خبري فقال : اذهب فاشتر نفسك ، فأتيت صاحبي ، فقلت : بعني نفسي ، فقال : أبيعك نفسك بأن تغرس مئة (٤) نخلة ، فإذا نبتت أعطيتني وزن نواة ذهب ، فأتيت النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأخبرته فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : أعطه ما شاء لك وانظر الشن (٥) الذي يسقي منه ذلك النخل ،

__________________

ـ تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمد بن مالك القطان أبو إسحاق ، يعرف بابن ماهويه. ثقة ، مات ٣٠٤ ه‍. انظر «الطبقات» للمؤلف ٢٦٨ / ٣ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ١٩١.

وابن حميد هو محمد بن حميد بن حيان التميمي الحافظ ، أبو عبد الله الرازي ، حافظ ضعيف ، وكان ابن معين حسن الرأي فيه. مات سنة ٢٤٨ ه‍. انظر «التهذيب» ٩ / ١٢٧ ، و «التقريب» ص ٢٩٥.

عبد الله بن عبد القدوس هو التميمي السعدي الكوفي ، صدوق ، رمي بالرفض ، وكان يخطيء ، وقال الذهبي : ضعفوه ، انظر «المغني في الضعفاء» ١ / ٣٤٦ ، «والتقريب» ص ١٨٠. وقال في «التلخيص على المستدرك» ٣ / ٣٠٤ ساقط. وعبيد وأبو الطفيل تقدما في السند قبله.

(١) البلق : محركة سواد وبياض كالبلقة بالضم ، انظر «القاموس» ٣ / ٢١٤.

(٢) في النسختين : (بطوله) ، والصواب ما أثبته.

(٣) في أ ـ ه ، رديا ، وعند الحاكم في «المستدرك» جيدا ٣ / ٦٠٤ ، وهكذا في «المجمع» ٩ / ٣٣٨.

(٤) والصحيح أنه كاتبه على ثلاثمائة نخلة ، وسند هذه الرواية المذكورة هنا ضعيف كما سيأتي.

(٥) الشن والشنة : القربة الخلق ، ويقال للسقاء : شن ، وللقربة شن. انظر «لسان العرب» ١٣ / ٢٤١ ، «ومختار الصحاح» ص ٣٤٨.

٢٢٢

فجئني منه بدلو من ماء فابتعت منه لنفسي ، ثم جئت بدلو من ماء من الشن الذي يسقي به النخل ، فقال النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : صبّه فيها ، فلما (١) نبت وحسن نباته أتيت النبيّ ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فأمر لي بقطعة من ذهب ، فأتيت بها إلى الرجل ، فوضعتها في كفة الميزان ، ثم وضع النواة في الجانب الآخر ، فما استقلت من الأرض.

حدثنا محمد بن الفضل بن الخطاب قال : ثنا محمد بن الوليد العسكري (٢) قال : ثنا موسى بن إسماعيل قال : ثنا عباد بن العوام ، عن هارون

__________________

(١) في أ ـ ه : «ثبت وحسن مائة» ، والصواب ما أثبته من الأصل.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في اسناده عبد الله بن عبد القدوس ، وهو ضعيف كما تقدم.

وأخرجه الطبراني كما في «المجمع» ٩ / ٣٣٩ والحاكم في «المستدرك» ٣ / ٦٠٤. وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٠ ، وفي «الحلية» ١ / ١٩٠ ـ ١٩٣ ـ ١٩٥. مختصرا ومطولا ، كلهم من طريق ابن عبد القدوس ، وقال الحاكم : صحيح الإسناد ، وتعقبه الذهبي ، فقال : فيه ابن عبد القدوس ، وهو ساقط ، وقال الهيثمي في المصدر السابق : «المجمع» ـ رواه الطبراني ، وفيه ابن عبد القدوس ، ضعفه أحمد والجمهور ، ووثقه ابن حبان ، وقال : ربما أغرب ، وبقية رجاله ثقات.

قلت : قد تابع ابن عبد القدوس عن عبيد الثوري كما قال أبو نعيم في «الحلية» ، رواه الثوري عن عبيد المكتب مختصرا ، ورواه السلم بن الصلت العبدي عن أبي الطفيل مطولا ، ثم ساقه مطولا من طريق السلم به ، وانظر ح ٩.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٤ (العنزي) لم يتبين لي لا هذا ولا ذاك.

تراجم الرواة :

محمد بن الفضل بن الخطاب : هو أبو عبد الله الغبري ، شيخ ثقة من أهل مازيانان ، صاحب أصول جياد ، كثير الحديث ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٨٧ / ٣ من أ ـ ه.

محمد بن الوليد العسكري : لم أعرفه.

وموسى بن إسماعيل يبدو أنه هو التبوذكي المنقري ، أبو سلمة البصري الحافظ الحجة ، أحد الأعلام ، ثقة تكلموا فيه. مات سنة ٢٢٣ ه‍. انظر «الميزان» ٤ / ٢٠٠ وانظر «التهذيب» ١٠ / ٣٣٣.

عباد بن العوام هو ابن عمر الكلابي ، مولاهم أبو سهل الواسطي ، ثقة. مات سنة ١٨٥ ه‍ ، ـ

٢٢٣

الأعور ، عن قتادة في قوله تعالى (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ)(١) قال : سلمان.

حدثنا محمد بن العباس ، قال : ثنا يعقوب الدورقي قال : ثنا معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عثمان ، عن سلمان ، قال : كنا (٢) لا نفقه كلامه من شدة عجمته ، وكان يسمّي الخشب خشبان.

(١٣) حدثنا عبد الله بن محمد بن الحجاج ، قال : ثنا عبد الرحمن بن

__________________

ـ أو بعدها. انظر «التهذيب» ٥ / ٩٩ ، «والتقريب» ص ١٦٣.

هارون : هو ابن موسى الأزدي العتكي ، مولاهم أبو عبد الله الأعور صاحب القراءات. ثقة مقرىء ، إلا أنه رمي بالقدر من السابعة. انظر «التهذيب» ١١ / ٣٦٢ ، «والتقريب» ص ٣٦٢.

وقتادة هو ابن دعامة السدوسي ، وكان يكنى أبا الخطاب ، ثقة ، مأمون ، حجة في الحديث ، رمي بشيء من القدر ، توفي سنة ١١٨ أو ١١٧ ه‍. انظر «الطبقات» ٧ / ٢٢٩ لابن سعد ، «والتقريب» ص ٢٨٨.

(١) سورة الرعد ـ الآية : ٤٣.

مرتبة الإسناد والأثر وتخريجه : في إسناده محمد بن الوليد : لم أعرفه ، وبقية رجاله ثقات.

ومن طريقه أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٤ مثله ، وأخرج ابن جرير في تفسير الآية : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) بسنده عن قتادة قال : كان منهم عبد الله بن سلام ، وسلمان الفارسي ، وتميم الداري وعزاه السيوطي في «الدر» ٤ / ٦٩ أيضا إلى عبد الرزاق ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن قتادة ، قال : كان من أهل الكتاب قوم يشهدون بالحق ويعرفونه ، عدّ منهم سلمان الفارسي ، قرأ الآية بعض بكسر الميم ، أي (مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) أي من عند الله. انظر التفصيل في «تفسير ابن جرير» آخر سورة الرعد (١٣ / ١٧٦) ، «وتفسير ابن كثير» ٢ / ٥٢١.

(٢) هكذا في النسختين ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٥٥ و «كان لا يفقه كلامه». هذا واضح. لعلّ الصواب في المخطوطة هكذا : «عن أبي عثمان قال عن سلمان : كنا لا نفقه».

تراجم الرواة :

محمد بن العباس : تقدم في ت ٣ ح ٦ ، وكان من الحفاظ شديدا على أهل البدع.

يعقوب : هو ابن إبراهيم أبو يوسف الدروقي الحافظ الثقة. مات سنة ٢٥٢ ه‍. انظر «التهذيب» ١١ / ٣٨١ ، «والتقريب» ص ٣٨٦. ـ

٢٢٤

أحمد بن عباد عبدوس ، قال : ثنا قطن بن إبراهيم النيسابوري قال : ثنا وهب بن كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي ، قال : حدثتني أمي عن

__________________

ـ معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي أبو محمد البصري ، روى عن أبيه. ثقة ، مات سنة ١٨٧ ه‍ ، وقد جاوز الثمانين ، انظر «التهذيب» ١٠ / ٢٢٧ ، «والتقريب» ص ٣٤٢.

وأبوه هو سليمان بن طرخان أبو المعتمر البصري : ثقة عابد ، مات سنة ١٤٣ ه‍ ، وهو ابن سبع وتسعين ، انظر المصدرين السابقين ٤ / ٢٠١ وص ١٣٤. وأبو عثمان هو عبد الرحمن بن مل ـ بلام ثقيلة ، والميم مثلثة ـ النّهدي ، مشهور بكنيته ، مخضرم ثقة ثبت عابد ، مات سنة ٩٥ ه‍ ، وقيل : بعدها ، وعاش مائة وثلاثين سنة ، وقيل : أكثر. انظر المصادر السابقة ٦ / ٢٧٧ ، ٢١٠ ، و «الإصابة» ٣ / ٩٩.

مرتبة الإسناد والخبر وتخريجه :

رجاله ثقات سوى محمد بن العباس ، وهو كان حافظا شديدا على أهل البدع ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٥ به مثله ، وأورده ابن قتيبة في «غريب الحديث» ٢ / ٢٦٨ ، وقال :

أنا أنكر هذا الحديث ؛ لأنه وصف شدّة عجمة سلمان ، وأنه لم يكن يفقه كلامه ، وقد قدّمنا من كلامه ما يضارع كلام فصحاء العرب ، وذلك في ٢٦٢ وما بعدها ـ ، فإن كان إنّما استدلّ على عجميّته بقوله للخشب خشبان ، فهذا في اللغة صحيح جيد ، وله مخرجان ، أحدهما : أن تجعله جمعا للخشب ، فيكون جمع الجمع ، حمل وحملان ... وبطن وبطنان.

والثاني : أن تجمع خشبة فنقول : خشب ساكنة الشين ، ثم تزيد الألف والنون فتقول : خشبان ، كما تقول : سود وسودان وحمر ... وحمران ... وكذا.

أورده ابن الأثير في «النهاية» ٢ / ٣٢ ، والزمخشري في «الفائق» ١ / ٣٧٢ ، وقالا : قد أنكر هذا الحديث.

تراجم الرواة :

عبد الله بن محمد بن الحجّاج بن يوسف ، فقيه مقبول القول ، ثقة ، كتب عن المصريّين والشاميّين ، انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٨١ ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣٧ / ٣ من أ ـ ه.

وعبد الرحمن بن أحمد عبدوس الثقفي الحافظ المجوّد أبو محمد. روى عنه عامة أهل الحديث ببلده ، وكان يحسن هذا الشأن. ثقة متقن ، مات سنة إحدى أو اثنتي عشرة وثلاثمائة انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٧٧٣.

قطن بن إبراهيم النيسابوري القشيري. قال الذهبي : شيخ صدوق ، أعرض مسلم عن ـ

٢٢٥

أبي كثير بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلمان الفارسي ، عن أبيه ، عن جده أن النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أملى هذا الكتاب على علي (١) بن أبي طالب : هذا ما فادى محمد بن عبد الله رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فدى سلمان الفارسي من عثمان بن الأشهل اليهودي ثم القرظي بغرس ثلاثمائة نخلة وأربعين أوقية ذهبا ، فقد برىء محمد بن عبد الله رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لثمن سلمان الفارسي ، وولاؤه لمحمد بن عبد الله رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأهل بيته ، فليس لأحد على سلمان سبيل.

شهد على ذلك أبو بكر الصديق (٢) ، وعمر بن الخطاب (٢) ، وعلي بن أبي طالب ، وحذيفة (٣) بن اليمان ، وأبو ذرّ الغفاري (٤) ، والمقداد بن الأسود (٥) ،

__________________

ـ إخراج حديثه في الصحيح ، وخرّج عنه النّسائي ، وقال : فيه نظر. وقال ابن حبّان : يعتبر بحديثه إذا حدّث من كتابه ، مات سنة إحدى وستين ومائتين ، انظر «الميزان» ٣ / ٣٩٠.

وهب بن كثير بن عبد الرحمن لم أعرفه.

وكذا أمه لم أعرفها.

وأبوه كثير بن عبد الرحمن لم أعرفه.

(١) تقدم في المقدمة في بداية «فتوح أصبهان».

(٢) أبو بكر الصديق : تقدم في ت ٢ ح ٣.

(٢) أبو بكر الصديق : تقدم في ت ٢ ح ٣.

(٣) في النسختين : (حذيفة بن سعد بن اليمان) ، وهو خطأ ، ولم أجد أحدا بهذا الاسم والنسب ، والصواب ما أثبته من «أخبار أصبهان» ١ / ٥٢ ، ومن «الإصابة» ١ / ٣١٧ و ٣٣١ ، وفيه : حذيفة ابن اليمان حسيل مصغرا ، ويقال : حسل بن جابر بن ربيعة بن فروة ، المعروف بابن اليمان العبسي.

وعمر بن الخطاب : تقدم في المقدمة في بداية فتوح أصبهان ، وكذا علي بن أبي طالب.

(٤) أبو ذر الغفاري : هو جندب بن جنادة على الأصح ، تقدم إسلامه ، وتأخرت هجرته ، فلم يشهد بدرا. مات سنة ٣٢ في خلافة عثمان. انظر «الإصابة» ٤ / ٦٢ ، «والتقريب» ص ٤٠٥.

(٥) المقداد : هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك ، المعروف : بالمقداد بن الأسود ، وإنما نسب إلى الأسود ؛ لأنّ المقداد حالفه ، فتبناه الأسود ، فنسب إليه ، وهو قديم الإسلام ، من السابقين ، مات في خلافة عثمان بالجرف ، وعمره سبعون سنة.

انظر «أسد الغابة» ٤ / ٤٠٩.

٢٢٦

وبلال مولى (١) أبي بكر ، وعبد الرحمن بن عوف (٢) ، وكتب علي بن أبي طالب يوم الاثنين في جمادى الأولى مهاجر محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ.

(١٤) حدثني أبو بكر بن أحمد (٣) المؤدب ـ وكان ممن يختلف ويجالسني قال : ثنا عبدوس (٤) بهذا الحديث سواء.

قال عبد الله (٥) : ذكر هذا الحديث لأبي بكر (٦) بن أبي داود ، فقال :

__________________

(١) وبلال مولى أبي بكر : هو ابن رباح الحبشي ، مؤذن رسول الله ، اشتراه أبو بكر من المشركين وأعتقه. مناقبه كثيرة مشهورة ، مات سنة ٢٠ ه‍. انظر «الإصابة» ١ / ١٦٥.

(٢) عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف أبو محمد : من السابقين إلى الإسلام ، والمهاجرين الأوّلين ، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها. أحد المشهود له بالجنة ، توفي سنة ٣١ بالمدينة. المصدر السابق ٣ / ٣١٣.

مرتبة الإسناد والحديث وتخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، وراو لم يسمّ ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٦ من طريق المؤلف به ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٧٠ من طريق أبي نعيم به مثله. وقال الخطيب : «في هذا الحديث نظر ؛ وذلك لأن أول مشاهد سلمان مع رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ غزوة الخندق ، وكانت في السنة الخامسة من الهجرة ، ولو كان يخلص سلمان من الرق في السنة الأولى من الهجرة ، لم يفته شيء من المغازي مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأيضا فإن التاريخ بالهجرة لم يكن في عهد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأول من أرّخ بها عمر بن الخطاب في خلافته ، والله أعلم».

(٣) هكذا في النسختين ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٥٢ ، «وتاريخ بغداد» ١ / ١٧٠ ، أبو بكر محمد ابن عبد الله المؤدب ، وترجم أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٤٤ لشخصين باسم محمد بن أحمد أبو بكر المؤدب ، وليس فيه ما يجزم أنه هو المذكور عند المؤلف ، والله أعلم.

وترجم المؤلف نفسه في «الطبقات» ٣٠٥ / ٣ أيضا لشخصين بالاسم المذكور ، وكنيتهما أبو بكر ، ولم يذكر معهما المؤدّب ، ولا يجزم به أنّه هو ، والله أعلم.

(٤) هو عبد الرحمن بن أحمد بن عباد. تقدم في السند قبله.

(٥) وعبد الله : هو ابن محمد بن الحجاج. صرح به أبو نعيم في المصدر السابق ، وتقدم في السند قبله عند المؤلف.

(٦) أبو بكر : هو عبد الله بن أبي سليمان بن الأشعث السجستاني ، صاحب التصانيف ، وكان مقبولا عند أصحاب الحديث من الحفاظ ، وقال بعض : كان أحفظ من والده. مات سنة ٣١٦ ه‍. انظر «التذكرة» ٢ / ٦٧ وبعده.

٢٢٧

لسلمان ثلاث بنات : بنت بأصبهان ، وزعم جماعة أنهم من ولدها ، وابنتان بمصر (١).

وحدثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، قال : ثنا سعيد بن أبي زيدون قال : ثنا الفريابي ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الحجّاج الأزدي ، قال : لقيت سلمان بأصبهان ، وروى فطر (٢) بن خليفة ، عن أبي إسحاق ، عن

__________________

(١) كذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٢ ، «وتاريخ بغداد» ١ / ١٧٠ وفي الأصل «وثنتين».

(٢) في أ ـ ه : (قطر) بالقاف ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وانظر ترجمته).

تراجم الرواة :

إبراهيم بن محمد ، أبو إسحاق الإمام ، يعرف بابن متويه. كان من العبّاد الفضلاء ، ويصوم الدهر. مات سنة ٣٠٢ ه‍. انظر «أخبار أصبهان «١ / ١٨٩ ، «والطبقات» ٢٢٤ / ٣ للمؤلف.

وسعيد بن أبي زيدون ، لم أعرفه.

والفريابي : بكسر الفاء ، وسكون الراء بعدها تحتانية ، هو محمد بن يوسف بن واقد الضبّي ، مولاهم ثقة فاضل ، يقال : أخطأ في حديث سفيان ، وهو مقدم فيه مع ذلك على عبد الرزاق. مات ٢١٢ ه‍. انظر «التذكرة» ١ / ٣٧٦ ، «والتهذيب» ٩ / ٥٣٥ ، «والتقريب» ص ٣٢٥.

وسفيان : هو ابن سعيد بن مسروق الثوري ـ ثور مضر لا ثور همدان ـ أبو عبد الله الإمام الكوفي ، ثقة ، حافظ ، فقيه ، عابد ، إمام ، حجة. مات سنة ١٦١ ه‍ وله أربع وستون سنة.

انظر «التذكرة» ١ / ٢٠٣ ، «والتقريب» ١٢٨.

أبو إسحاق : هو عمرو بن عبد الله السبيعي ، تقدم في ت ٢ ح ٣ ، وهو ثقة ، اختلط بآخره.

وأبو الحجاج الأزدي ، ذكره ابن سعد في «الطبقات» ٦ / ٢١٦ ، وقال : روى عن سلمان ، وروى عنه أبو إسحاق ، وكذا ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٣٦٥ ، وسكت عنه.

وفطر بن خليفة المخزومي : مولاهم أبو بكر الحناط ـ بالمهملة والنون ـ صدوق ، رمي بالتشيع. مات بعد سنة خمسين ومائة. انظر «التهذيب» ٨ / ٣٠٠ ، و «التقريب» ص ٢٧٧.

السند وتخريج الحديث :

في إسناده سعيد بن أبي زيدون ، لم أعرفه ، وكذا أبو الحجاج الازدي ، لم أعرف حاله ، وأبو إسحاق السبيعي اختلط بأخرة.

فقد أخرأه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٥ بسنده عن أبي الحجاج ، قال : فقلت له : يا أبا عبد الله ، ألا تخبرني عن الإيمان بالقدر؟ كيف هو؟ قال : أن تعلم الحديث ، وزاد في آخره : ولا تقل : لو لا كذا لكان كذا. ـ

٢٢٨

أبي الحجاج الأزدي قال : لقيت سلمان بأصبهان وكان في قريته وسألته عن القدر فقال : أن تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك. وفي هذا الخبر دليل على أن سلمان قدم أصبهان في أيام عمر بن الخطاب.

حدثنا إسحاق بن حكيم ، قال : ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، عن

__________________

ـ روى هذا الحديث عدد من الصحابة موقوفا ومرفوعا. أخرجه أبو داود في «سننه» ٥ / ٧٥ السنة ، والترمذي في «سننه» ٤ / ٤٥١ ، وابن ماجه في «سننه» ١ / ٢٩ المقدمة ، وأحمد في «مسنده» ٥ / ١٨٣ و ١٨٥ و ١٨٩ ، كلهم سوى الترمذي من طريق ابن الديملي ، عن أبي ، وابن مسعود ، وحذيفة موقوفا ، وعن زيد بن ثابت مرفوعا ، والترمذي عن جابر ، وقال : هذا حديث غريب ، لا نعرفه إلّا من حديث عبد الله بن ميمون ، وهو منكر الحديث ، وأحمد أيضا عن عبادة موقوفا في ٥ / ٣١٧ ، وعن أبي الدرداء مرفوعا نحوه في ٦ / ٤٤١ ، وورد أيضا في ضمن حديث ابن عباس ، رواه مرفوعا (احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك) الحديث في بعض طرقه هذه الزيادة غير رواية الترمذي. وقال ابن رجب : «كلها ضعيفة إلا طريق الترمذي ، فإنّه حسن جيد ، وليس فيه هذه الزيادة».

انظر «جامع العلوم والحكم» ص ١٧٤ لابن رجب الحنبلي.

وأخرجه ابن أبي عاصم في «كتاب السنة» (١ / ١١٠) من حديث أبي الدّرداء مرفوعا بلفظ : «إن العبد لا يبلغ حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه» ، وبطريق آخر من حديث أنس مرفوعا ، وقال المحقق الألباني : حديث صحيح ، وفي الثاني : إسناده حسن.

تراجم الرواة :

إسحاق بن حكيم : لعله إسحاق بن محمد بن إبراهيم بن حكيم ، إذا كان هو ، فترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٦٠ / ٣ ، وإذا كان غيره فلم أعرفه.

وإسحاق بن إبراهيم بن عباد لم أعرفه.

وعبد الرزاق : هو ابن همام بن نافع الحميري. أبو بكر الصنعاني. ثقة ، حافظ ، مصنف شهير ، عمر وتغير في آخر عمره ، توفي سنة ٢١١ ه‍ ، انظر «التهذيب» ٦ / ٣١٠ ، «والتقريب» ص ٢١٣.

ابن التيمي : هو المعتمر بن سليمان بن طرخان. تقدم هو وأبوه في ت ٣ بعد ح ١٢.

تخريجه :

في إسناده من لم أعرفه ، ولكن الخبر صحيح.

فقد أخرجه البخاري في «صحيحه» ٧ / ٢٧٧ المناقب مع الفتح ـ س ـ من طريق المعتمر به ، ومن طريق أبي عثمان النهدي ، عن سلمان مثله. وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ـ

٢٢٩

عبد الرزاق ، عن ابن التيمي ، عن أبيه ، قال : سمعت سلمان يذكر أنه تداوله بضعة عشر (١) ربّا من رب إلى رب.

وذكروا أنه مات بالمدائن سنة ثلاث وثلاثين (٢).

سمعت جعفر بن أحمد بن فارس يقول : سمعت العباس يقول لمحمد بن النعمان : يقول أهل العلم : عاش سلمان ثلاثمائة وخمسين سنة (*).

وذكر بعض من عني بهذا الشّأن ، أن لسلمان رهطا (٣) من ولد أخيه ماها

__________________

ـ ١ / ٥٥ ، وفي «الحلية» ١ / ١٩٥ ، والخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٤ ، كلهم من طريق أبي عثمان النهدي مثله.

(١) البضع بالكسر ، هو ما بين الثلاث إلى التسع ، وهو المشهور ، وقيل : ما بين الواحد إلى العشرة. والربّ : السيّد ، المالك ، والمدبر ، حصل هذا كله بعد ما هرب من دينه المجوسية ، وإلا فهو كان ابن أمير بلده ، كما تقدم في قصة إسلامه في رواية الحاكم وابن حيان ح ١٠ وهكذا قال الحافظ ابن حجر. انظر «النهاية» ١ / ١٣٣ و ٢ / ١٧٩ لابن الأثير ، «والفتح» ٧ / ٢٧٧.

(٢) كذا ذكره ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ٩٣ ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٩ ، وكذا الخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٧١ ، حسب رواية يعقوب بن شيبة ، وابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٦٣ : أنّه توفي في آخر خلافة عثمان سنة ٣٣ ه‍ ، بالمدائن ، وقبره هناك. أمّا على حسب ما ذكر خليفة في «تاريخه» ص ١٩١ ، والخطيب عن ابن قانع ، أنّه توفي بالمدائن سنة ٣٦ ه‍ ، فتكون وفاته في خلافة علي رضي‌الله‌عنه ، ولكنّ الصحيح القول الأول : أنه مات في آخر خلافة عثمان ، وذلك لأن ابن مسعود دخل على سلمان عند موته ، كما روى عبد الرزاق.

وابن مسعود توفي قبل سنة ٣٤ ه‍ ، باتفاق ، فكأنّ سلمان مات في ٣٣ ه‍ ، أو أقل ، وهو ما رجّحه ابن حجر بناء على رواية عبد الرزاق بسنده.

انظر «الإصابة» ٢ / ٦٣ ، «والتهذيب» ٤ / ١٣٨.

تراجم الرواة :

جعفر بن أحمد بن فارس أبو الفضل ، كتب الكثير بالبصرة ومكة ، وله مصنفات ، توفي بالكرج سنة ٢٨٩ ه‍. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٢٤٥ ، وترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٢ / ٣ من أ ـ ه.

والعباس : هو ابن يزيد البحراني. سيأتي برقم ت ٦٧ ، وهو محله الصدق.

ومحمد بن النعمان : هو ابن عبد السلام. سيأتي برقم ت ١٥٤. لم أعرف حاله.

(٣) في الأصل : (رهط) ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد. ـ

٢٣٠

ذر (١) فروخ قد تفرقوا في البلدان ، فبمدينة شيراز (٢) من كور فارس جماعة منهم ، زعيمهم رجل يقال له : غسان بن زاذان بن شاذويه بن ماه بنداد بن ماها ذو فروخ أخي سلمان بن بدخشان ، ومعهم كتاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بخط علي بن أبي طالب ، هو في يد غسان هذا مكتوب في أديم أبيض مختوم بخاتم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وخاتم أبي بكر وعلي ـ رضي‌الله‌عنهما ـ ، وهذه (٣) نسخة العهد :

(١٥) بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سأله سلمان وصية بأخيه ماها ذر فروخ ، وأهل بيته ، وعقبه من بعده ، ما تناسلوا من أسلم منهم ، وأقام على دينه ، سلام الله. أحمد إليك الذي أمرني أن أقول : لا إله إلّا الله وحده لا

__________________

(١) في أ ـ ه ، «وأخبار أصبهان» ١ / ٥٢ : ماه بندار.

(٢) وهي مدينة كبيرة ، عاصمة منطقة فارس الآن ، تقع جنوبي إيران ، تبعد عن طهران العاصمة ٨٩٥ كم.

(٣) في الأصل : (وهذا) ، والصواب ما أثبته.

مرتبة السند وتخريج الخبر :

في إسناده انقطاع ، ومن لم أعرفه ، وهو عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٤٨ من طريق المؤلف ، وعند الخطيب في «تاريخ بغداد» ١ / ١٦٤ عن شيخه أبي نعيم به ، وأورده الذهبي في «النبلاء» ١ / ٤٠٣ ، وابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٦٢ فقال : روى أبو الشيخ في طبقات الأصبهانيين ، فذكره كما هنا ، إلّا أنهم زادوا جميعا في طريقه ، أما مائتين وخمسين فلا يشكون فيه. قلت : فيبدو أنه سقط من نسختنا هذه الجملة ، وقد صرّح ابن حجر أنه رواه في «الطبقات» والله أعلم.

قال الذهبي في المصدر السابق ص ٤٠٤ : قد فتشت فما ظفرت في سنّه بشيء ، سوى قول البحراني ـ العباس بن يزيد ـ ، وذلك منقطع لا إسناد له ، وقال بعد أسطر : ما أراه بلغ المائة.

وقال أيضا : قد ذكرت في «تاريخي الكبير» أنه عاش ٢٥٠ سنة ، وأنا الساعة لا أرتضيه ، ولا أصححه ، ونقل عنه ابن حجر أنه قال : وجدت الأقوال في سنة كلها دالة على أنه جاوز المائتين وخمسين ، والاختلاف إنما هو في الزائد. قال : ثم رجعت عن ذلك ، وظهر لي أنه ما زاد على الثمانين. وتعقبه ابن حجر بقوله : إن ثبت ما ذكروه ، يكون من خوارق العادات في حقه ، وما المانع من ذلك؟ فقد روى أبو الشيخ ، فذكر الرواية المذكورة ، قلت : سندها منقطع كما تقدم ، فلا يجزم به إذا ، وليس على تحديد سنه رواية صحيحة يعتمد عليها.

٢٣١

شريك له ، أقولها وآمر (١) الناس بها ، إنّ الخلق خلق الله ، والأمر كله لله ، خلقهم وأماتهم ، وهو ينشئهم ، وإليه المصير ، وإن كل أمر يزول ، وكل شيء يبيد ويفنى ، وكل نفس ذائقة الموت. من آمن بالله وبرسله كان له في الآخرة ترعة (٢) الفائزين ، ومن أقام على دينه تركناه ، ولا إكراه في الدين. هذا كتاب لأهل بيت سلمان ، أن لهم ذمة الله وذمتي ، على دمائهم وأموالهم في الأرض التي يقيمون فيها : سهلها وجبلها ، ومراعيها وعيونها ، غير مظلومين ، ولا مضيق عليهم ، فمن قرىء عليه كتابي هذا من المؤمنين والمؤمنات ، فعليه أن يحفظهم ويكرمهم ويبرهم ، ولا يتعرض لهم بالأذى والمكروه ، وقد دفعت عنهم جز الناصية (٣) والجزية (٤) والحشر (٥) والعشر (٦) ، وسائر المؤن والكلف ، ثم إن سألوكم فأعطوهم ، وإن استغاثوكم فأغيثوهم ، وإن استجاروا بكم فأجيروهم ، وإن أساؤوا فاغفروا لهم ، وإن أسيء إليهم فامنعوا عنهم ، ولهم أن يعطوا من بيت مال المسلمين في كل سنة مائتي حلة (٧) في شهر رجب ، ومائة في الأضحية ، فقد استحق سلمان ذلك منا ، لأنّ الله تبارك وتعالى قد فضل سلمان على كثير من المؤمنين ، وأنزل عليّ في الوحي : أن الجنة إلى سلمان أشوق من سلمان إلى الجنة ، وهو ثقتي وأميني ، وتقي ونقي ، ناصح لرسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ والمؤمنين ، وسلمان منا أهل البيت ، فلا يخالفنّ أحد هذه الوصية فيما أمرت به من الحفظ والبر لأهل بيت سلمان

__________________

(١) في ن ـ أ ـ ه : آخر الناس ، وهو تصحيف.

(٢) التّرعة : في الأصل : الروضة ، وقيل : الدرجة ، وقيل : الباب ، والمناسب بالمقام الثاني ، انظر «النهاية» لابن الأثير ١ / ١٨٧.

(٣) الجز ، قطع الشعر والصوف ، ويستعمل لقطع الثمار والحصاد أيضا. «لسان العرب» ٥ / ٣٢١ ، «النهاية» لابن الأثير ١ / ٢٦٨.

(٤) الجزية : خراج الأرض ، والجزية ما يؤخذ من أهل الذمة ، وهي عبارة عن المال الذي يعقد للكتابي عليه الذمة ، وهي فعلة من الجزاء ، كأنها جزت عن قتله.

انظر «النهاية» لابن الأثير ١ / ٢٧١ ، «ولسان العرب» لابن منظور ١٤ / ١٤٦.

(٥) الحشر : هو الجلاء عن الأوطان. «النهاية» لابن الأثير ١ / ٣٨٨.

(٦) هو زكاة ما سقته السماء ، وعشر أموال أهل الذمة في التجارات. انظر «النهاية» ٣ / ٢٣٩.

(٧) الحلة : إزار ورداء ، ولا يسمّى حلة حتى تكون ثوبين. انظر «مختار الصحاح» ص ١٥١.

٢٣٢

وذراريهم ، من أسلم منهم ، أو أقام على دينه ، ومن خالف هذه الوصية فقد خالف الله ورسوله ، وعليه اللّعنة إلى يوم الدين ، ومن أكرمهم فقد أكرمني ، وله من الله الثواب ، ومن آذاهم فقد آذاني ، وأنا خصيمه يوم القيامة ، جزاؤه جهنم (١) ، وبرئت منه ذمتي والسلام عليكم.

وكتب علي بن أبي طالب بأمر رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في رجب سنة تسع من الهجرة ، وحضر أبو بكر وعمر (٢) وعثمان (٣) وطلحة (٤) والزبير (٥) وعبد الرحمن وسعد وسعيد وسلمان وأبو ذر وعمار وصهيب وبلال

__________________

(١) في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٣ بزيادة (نار).

(٢) علي وأبو بكر وعمر تقدموا جميعا في ح ١٣ في ترجمة سلمان.

(٣) عثمان : هو ابن عفان أحد السابقين الأولين ، ذو النورين ، ثالث الخلفاء الراشدين ، أحد العشرة المبشرة ، استشهد في ذي الحجة سنة ٣٥ ه‍ ، وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة.

انظر «الإصابة» ٢ / ٤٦٢ ، «والتقريب» ص ٢٣٥.

(٤) وطلحة : هو ابن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب التيمي ، أبو محمد المدني ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، استشهد يوم الجمل سنة ٣٦ ه‍ ، وهو ابن ثلاث وستين.

انظر «الإصابة» ٢ / ٢٢٩ ، «والتقريب» ص ١٥٧.

(٥) والزبير : هو ابن العوام تقدم في المقدمة عند فتوح أصبهان.

تراجم الأعلام :

عبد الرحمن : هو ابن عوف تقدم في ت ٣ ح ١٣.

وسعد : هو ابن مالك بن أهيب القرشي الزهري ، أبو إسحاق بن أبي وقاص ، أحد العشرة وآخرهم موتا ، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله. مات سنة ٥٥ ه‍ ، وقيل ثمان وخمسين.

انظر «الإصابة» ٢ / ٣٣.

وسعيد : هو ابن زيد بن عمرو بن نفيل ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، أسلم قبل دخول رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ دار الأرقم ، وهاجر وشهد أحدا والمشاهد بعدها. مات سنة ٥٠ ه‍ ، وقيل : ٥١ ه‍. عاش بضعا وسبعين سنة. انظر المصدر السابق ٢ / ٤٦. سلمان هو المترجم له.

أبو ذر : تقدم في ح ١٣ قريبا.

وعمار : هو ابن ياسر بن عامر بن مالك العنسي ، أبو اليقظان ، كان من السابقين الأولين ، هو أبوه وكانوا ممن يعذّب في الله. هاجر إلى المدينة ، وشهد المشاهد كلها ، قتل مع علي بصفّين باتفاق سنة سبع وثلاثين عن ثلاث وتسعين. المصدر السابق ٢ / ٥١٢. ـ

٢٣٣

والمقداد وجماعة أخر من المؤمنين.

حدثنا محمد بن حمزة ، قال : ثنا أحمد بن أبي خيثمة ، قال : أنا مصعب ابن عبد الله ، قال : سلمان الفارسي يكنى أبا عبد الله ، وهو من أهل رامهرمز من أهل أصبهان (١) ، من قرية يقال لها : جيّ ، وكان أبوه دهقان أرضه ، وكان على المجوسية ، ثم لحق بالنّصارى ، رغب عن المجوس ، ثم صار إلى المدينة ، وكان عبدا لرجل من اليهود ، فلما قدم النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ مهاجرا إلى المدينة ، أتاه فأسلم ، وكاتب مولاه اليهودي ، فأعانه النبي ـ صلى

__________________

ـ وصهيب : هو ابن سنان بن مالك الرومي ، وكان من المستضعفين ممن يعذب في الله ، وهاجر إلى المدينة مع علي ، وشهد بدرا والمشاهد بعدها. مات سنة ٣٨ ه‍ ، عن سبعين سنة.

انظر المصدر السابق ٢ / ١٩٥.

بلال : هو مولى أبي بكر ، والمقداد : هو ابن الأسود تقدما في ح ١٣.

مرتبة السند والحديث وتخريجه :

سنده منقطع ، وثانيا ركاكة لفظه ، وأنّ التاريخ بالهجرة لم يكن مستعملا في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأول من أرّخ بها عمر رضي‌الله‌عنه ـ مما يدل على عدم صحته ، وأخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٢ ـ ٥٣ بسنده عن أبي علي الحسين بن محمد بن عمرو الوثابي ، يقول : رأيت هذا السجل ـ يعني عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ لسلمان الفارسي بشيراز عند سبط لغسان الحديث.

تراجم الرواة :

محمد بن حمزة : هو ابن عمارة ، أبو عبيد الله. كان من أهل الفقه والحديث ، وقال أبو الشيخ : «كتب وصنف ، وسمعنا منه حديثا كثيرا ، توفي سنة ٣٢١ ه‍. انظر «الطبقات» ٢٠٤ / ٣ ، «وأخبار أصبهان» ٢ / ٢٦٩. أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب الحافظ الحجة ، الإمام أبو بكر. ثقة مأمون. مات في جمادى سنة ٢٧٩ ه‍. انظر «تذكرة الحفاظ» ٢ / ٥٩٦.

ومصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الأسدي ، أبو عبد الله الزبيري المدني. ثقة ثبت.

توفي سنة ست وثلاثين ومائتين ، وهو ابن ثمانين سنة. انظر «التهذيب» ١٠ / ١٦٢. سنده منقطع.

وأخرج الحاكم في المستدرك ٣ / ٥٩٨ بسنده عن مصعب بن عبد الله ، فذكر كنيته ، وقال : كان ولاؤه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ : «سلمان منّا أهل البيت» ، سنده أيضا منقطع.

(١) يعني باعتبارين : ولادة ونشأة ، وأصلا كما تقدم.

٢٣٤

الله عليه وسلم ـ والمسلمون حتى عتق ، وتوفي في ولاية عثمان بن عفان بالمدائن (١).

حدثنا عبد الله بن محمد بن العباس قال : ثنا سهل بن عثمان قال : ثنا ابن أبي زائدة ، عن إسرائيل ، عن عطاء بن السائب ، عن أبي البختري قال (٢) : غزا سلمان فقال : دعوني أدعوهم ، كما سمعت رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ دعا أهل الشرك ، فقال لهم : إنما كنت رجلا منكم ، فهداني الله ، فإن أنتم أسلمتم ، كان لكم ما لنا ، وعليكم ما علينا ، وإن أبيتم ، تركتكم على دينكم ،

__________________

(١) سنة ثلاث وثلاثين ، وقبر هناك كما ذكر قريبا قبل صفحات.

(٢) في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٦ بزيادة (لما) غزا.

تراجم الرواة : عبد الله بن محمد : هو أبو محمد السلمي. توفي سنة ٢٩٦ ه‍. صاحب أصول. انظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٦٢ ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٠٦ / ٢.

وسهل بن عثمان سيأتي بترجمة رقم ١٢٤. وقال الذهبي : ثقة. وقال أبو حاتم : «صدوق».

وابن أبي زائدة هو : يحيى بن زكريا بن أبي زائدة الهمداني ـ بسكون الميم ـ أبو سعيد الكوفي. ثقة ، متقن. مات سنة بضع وثمانين ومائة ، وله ٩٣ سنة.

انظر «التهذيب» ١١ / ٢٠٨ ، «والتقريب» ص ٣٧٥.

إسرائيل هو ابن يونس السبيعي. تقدم في ت ٢ ح ٣ ، وهو ثقة.

وعطاء بن السائب بن مالك الثقفي الكوفي صدوق ، سيأتي بترجمة رقم ٤٢.

وأبو البختري : هو سعيد بن فيروز. تقدم في ت ٣ بعد ح ٧ ، وهو ثقة ثبت.

مرتبة السند والحديث وتخريجه : في سنده عبد الله بن محمد ، لم أعرفه ، وعطاء صدوق ، تغير بأخرة ، وبقية رجاله ثقات.

أخرجه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٥ به مثله ، وقال : رواه أبو بكر بن أبي شيبة ، وساقه بسنده عن عطاء به ، وفي «الحلية» ١ / ١٨٩ به نحوه ، وقال في آخره : ورواه حمّاد ، وجرير ، وإسرائيل ، وعلي بن عاصم عن عطاء نحوه ، وأحمد في مسنده ٥ / ٤٤٠ و ٤٤١ و ٤٤٥ بطرق ثلاثة ، عن عطاء به ، وزاد في الطريقين : أنه كان يفعل بهم ذلك ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الرابع غدا الناس إليها ففتحوها ، وفي الطريق الثالث أتم منه ومما عند المؤلف.

٢٣٥

وأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون ، وإن أبيتم نابذتكم على سواء ، إن الله لا يحب الخائنين.

رواه زائدة عن عطاء ، فقال فيه : قالوا : ما الجزية؟ قال : «درم (١) وخاكت بسر».

__________________

(١) في أ ـ ه ، جلب ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ومن المصدر السابق لأبي نعيم ، ومعنى الجملة «أن الجزية درهم يؤخذ مع ذلّتك ، وعلى رأسك التراب».

٢٣٦

(٤ ١ / ٤ ع ذكر أبي (١) موسى الأشعري (*)):

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب (٢) بن عامر بن عنز (٣) بن بكر بن عامر بن عذر (٤) بن وائل بن (ناجية) (٥) بن الجماهر (٦) بن الأشعر (٧).

__________________

(*) له ترجمة في «الطبقات» ٢ / ٣٤٤ و ٤ / ١٠٥ و ٦ / ١٦ لابن سعد ، وفي «طبقات خليفة» ٦٨ ، ١٨٢ ، وفي «الثقات» ٣ / ٢٢٣ لابن حبان ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٥٧ ، وفي «الحلية» ١ / ٢٥٦ ، وابن حزم في «الجمهرة» ص ٣٩٧ ، وابن عبد البر في «الاستيعاب» ٢ / ٣٧١ ، وابن الجوزي في «صفة الصفوة» ١ / ٢٢٥ ، والذهبي في «تاريخ الإسلام» ٢ / ٢٥٥ ، وفي «سير النبلاء» ٢ / ٣٨٠ ، وفي «تذكرة الحفاظ» ١ / ٢٣ ، وفي «غاية النهاية» ١ / ٤٤٢ للجزري ، وفي «الإصابة» ٢ / ٣٧١ ، وفي «التهذيب» ٥ / ٣٦٢ ، وفي «الأعلام» ٤ / ٢٥٤ للزركلي.

(١) في الأصل : (أبو) ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.

(٢) في المستدرك ٣ / ٤٦٤ : (حريث) ، والصواب ما أثبته. انظر مصادر ترجمته.

(٣) هكذا في النسختين : (عنز) ، وكذا عند ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ١٠٥ ، وعند ابن حجر في «التهذيب» ٥ / ٣٦٢ ، وجاء عند خليفة في «الطبقات» ص ٦٨ و ١٨٢ : (غنم) ، وهكذا عند ابن حزم في «الجمهرة» ص ٣٩٧ ، وعند ابن حجر في «الإصابة» ٢ / ٣٥٩ ، وجاء في «المستدرك» : (عدب) ، وعند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٥٧ (عتر) ؛ وهو تصحيف ؛ لأنه عزاه إلى خليفة ، وهو مخالف لما عنده.

(٤) وجاء في الطبقات ١٨٢ لخليفة (غزي) ، وفي الجمهرة ص ٣٩٧ (عدي) ، والصواب ما أثبته من النسختين ، وهكذا جاء في «طبقات خليفة» ص ٦٨ ، «وطبقات» ابن سعد ٤ / ١٠٥ ، «وأخبار أصبهان» ، و «التهذيب» ٥ / ٣٦٢ ، «والمستدرك» ٣ / ٤٦٤. والله أعلم.

(٥) بين الحاجزين من المصادر السابقة.

(٦) في المستدرك : (المهاجر) ، والصواب ما أثبته من المصادر السابقة.

(٧) في الأصل : الأشعري ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن المصادر السابقة.

تراجم الرواة :

عمر بن أحمد بن إسحاق ، أبو حفص الأهوازي : أحد رواة الطبقات عن خليفة بن خياط ، ـ

٢٣٧

حدثنا بنسبه عمر بن أحمد بن إسحاق قال : ثنا شباب. توفي (١) سنة أربع وأربعين.

قدم على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ بخيبر (٢) مع سفينة (٣) جعفر بن أبي طالب (٤).

وقيل : له ابن بأصبهان ، يقال : إن اسمه موسى (٥) ، قتل بفتح جاورسان (٦).

__________________

ـ وذكر المحقق للطبقات ـ أكرم ضياء العمري ، أنه لم يعثر على ترجمة له ، وكذا بحثت عنه ، فلم أقف على ترجمته. وشباب هو خليفة بن خياط العصفري ، أبو عمرو البصري الملقب بالشباب ، صاحب كتاب «الطبقات والتاريخ» ، وكان متقنا عالما بأيام الناس وأنسابهم ، صدوقا ربما أخطأ. انظر «التهذيب» ٣ / ١٦٠ ، «والتقريب» ص ٩٤.

(١) زاد أبو نعيم بعد شباب ، (قال) : توفي مما يدل أن الجملة بعده من قوله ، ولكن ليس في المخطوطة (قال) : وترك بعد شباب خلاء بقدر كلمة ـ كفاصلة ـ ، مما يدل أنه مستقل ، ومما يؤيد ذلك أن الشباب ذكر تاريخ وفاته في «الطبقات» ص ٦٨ ، وفي «التاريخ» ص ٢١١ ، خلاف المذكور هنا ، فقال : توفي سنة خمسين ، ويقال : إحدى وخمسين. وفي «التهذيب» ٥ / ٣٦٣ : قال أبو عبيدة وغيره : مات سنة ٤٢ ، وقال ابن أبي خيثمة عن المدائني : سنة ٦٣ ه‍.

(٢) في أ ـ ه : (بخبر) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وهي مدينة على طريق الشام ، تبعد عن المدينة المنورة حوالي ١٧٠ كم.

(٣) في أ ـ ه ، (شقيقه) ، وهو تصحيف ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وكذا في «الطبقات» ٤ / ١٠٥ و ١٠٦ لابن سعد ، و «الإصابة» ٢ / ٢٥٩ ، يعني أنه كان مرافقا معه في السفينة ، كما في المصدرين السابقين.

(٤) جعفر : هو ابن أبي طالب الهاشمي ، ذو الجناحين ، الصحابي الجليل ، ابن عم رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ ، استشهد في غزوة موتة سنة ثمان من الهجرة. انظر «التقريب» ص ٥٦.

(٥) ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦٠. فقال : المستشهد بأصبهان ...

(٦) هي قرية كبيرة قديمة كان بها حصن فتحه أبو موسى الأشعري ، وذكر ياقوت الحموي أنه كان به والد أبي موسى الأشعري ، فقتل هناك شهيدا ، وقبره بهذه القرية. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٤١٨ ، قلت : لعل هذا خطأ من الناسخ ، إنما الشهيد هناك ولده ، لا والده ، كما ذكر أبو الشيخ وأبو نعيم. ـ

٢٣٨

رواه محمد بن عاصم بن يحيى عن يسار بن سمير قال : حدثني عتاب (١) ابن زهير بن ثعلبة ، قال : حدثني مرداس بن نمير عن أبيه ، قال :

كنت من حرس عبد الله بن قيس حين قدم أصبهان ، فقام على شرف الحصن علج (٢) ، فرمى ابنه بسهم ، فغرز السهم في عجزه (٣) ، فاستشهد وهو ساجد ، وجزع عليه أبوه جزعا شديدا ، حتى أغمي عليه ، فأفاق وظفرنا بالعلج فقتلناه ، ثم نزع عن ابنه الخف ، وصلى عليه ، ودفنه بكلمه (٤) وثيابه ، وسوى قبره ، ووكّل به جماعة يحفظون قبره حتى يأتيهم أمره.

قال مرداس بن نمير (٥) عن أبيه ، قال : كنت ممن حرس أبا موسى حين قدم أصبهان في موضع فيه ماء وأشجار على شط وادي (٦) ، فكنا نحرس العسكر

__________________

ـ تراجم الرواة :

محمد بن عاصم : هو أبو عبد الله ، كاتب القاضي ، صنف كتبا كثيرة ، توفي سنة تسع وتسعين ومائتين ، ترجم له المؤلف في «الطبقات» ٢٣١ / ٣ ، وانظر «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٣٣.

ويسار بن سمير بن يسار العجلي ، سيأتي بترجمة رقم ٢٢٦ ، وكان من العبّاد الزّهاد.

عتاب بن زهير بن ثعلبة ، لم أعثر على ترجمة له مرداس بن نمير ، لم أعثر على ترجمة له.

ونمير بالتصغير : ـ هو ابن أوس الأشعري ، قاضي دمشق ، روى عن أبي موسى ، وعنه ابنه الوليد. ثقة. قال ابن حجر : ولا يصح له صحبة عندي. مات سنة ١٢٢ ه‍ ، وقيل قبلها.

انظر «التهذيب» ١٠ / ٤٧٥ «والتقريب» ص ٣٦٠.

في سنده من لم أعرفه ، وأيضا لم يصرّح أبو الشيخ سماعه عن محمد بن عاصم ، إنما قال : رواه محمد بن عاصم ، فلعله رآه في كتابه أو منقطع. والله أعلم. ومن طريقه أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦١ مثله ، قلت : أورده المؤلف بقوله : (قيل له ابن ...) ، ثم عقبه بقوله : رواه محمد بن عاصم ، مما يدل على أنه لم يثبت عنده هذا الخبر. والله أعلم.

(١) في الأصل هكذا : (عاب) مهمل ، وما أثبته من أ ـ ه ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٦١.

(٢) العجز : مثلثة العين ، مؤخر الشيء ويؤنث ، انظر «القاموس» ٣ / ١٨٠.

(٣) والعلج : بوزن العجل : الرجل من كفار العجم ، والجمع علوج وأعلاج. المصدر السابق ١ / ٢٠٠.

(٤) الكلم : يجمع على كلوم وكلام : وهو الجرح. المصدر السابق ٤ / ١٧٢.

(٥) في النسختين (زهير) ، والصواب ما أثبته كما تقدم ، وكذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٦١.

(٦) في النسختين هكذا ، وعند أبي نعيم في المصدر السابق : (واد) ، ويصح الاثنان.

٢٣٩

في كل ليلة مائة نفس فرسان ورجالة (١).

(١٦) حدثنا أحمد بن علي بن الجارود ، قال : ثنا أبو سعيد الأشجّ ، قال : ثنا حفص بن غياث ، عن بريد بن أبي بردة ، عن أبيه ، عن أبي موسى ، قال : قدمنا على النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ زمن خيبر ، ونفر من الأشعريين بعدما افتتحها بثلاث ، فأسهم لهم مع الذين فتحوها.

__________________

(١) في أ ـ ه (رجال) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق لأبي نعيم ، ورجالة جمع راجل الذي ما عنده ظهر يركبه. انظر «القاموس» ٣ / ٣٨١.

تراجم الرواة :

أحمد بن علي بن الجارود. قال الذهبي : «الإمام الحافظ أبو جعفر الأصبهاني ، الرحال المصنف ، روى عنه أبو الشيخ ، توفي سنة تسع وتسعين ومائتين». وقال أبو الشيخ : من كبار مشايخنا ممن صنف المسند والشيوخ ، وعني به من الحفاظ ومن أهل المعرفة ، وممن عني بالحديث. انظر «التذكرة» ٢ / ٧٥١ ، «والطبقات» ٢ / ٢٤٧ للمؤلف ، وقال أبو نعيم : علّامة بالحديث ، متقن ، صحيح الكتابة. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ١١٧.

أبو سعيد الأشج : هو عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي. ثقة ، مات سنة سبع وخمسين ومائتين. انظر «التهذيب» ٥ / ٢٣٦ ، «والتقريب» ص ١٧٥.

حفص بن غياث : هو ابن طلق النخعي ، أبو عمرو الكوفي. قال ابن سعد : كان ثقة مأمونا ، كثير الحديث ، وقال ابن حجر : ثقة ، فقيه ، تغير حفظه قليلا في الآخر. مات سنة ١٩٦ ه‍. قارب الثمانين. انظر المصدرين السابقين ٢ / ٤١٥ و ٧٨.

بريد ـ بموحدة وراء مصغرا ـ : هو ابن عبد الله بن أبي بردة الأشعري الكوفي. ثقة ، يخطىء قليلا من السادسة. انظر المصدرين السابقين ١ / ٤٣٢ وص ٤٣.

وأبو بردة : هو عامر ، وقيل : الحارث بن أبي موسى. ثقة ، مات سنة ١٠٤ ه‍ ، وقيل : غير ذلك ، وقد جاوز الثمانين ، انظر «التقريب» ص ٣٩٤.

مرتبة السند والحديث وتخريجه :

رجاله ثقات ، والحديث صحيح ؛ فقد أخرجه ابن سعد في «الطبقات» ٤ / ١٠٦ ، عن أبي موسى ، أتمّ منه نحوه ، ولكن سنده منقطع ، حيث قال : أخبرت عن أبي أسامة ـ حماد بن أسامة ابن زيد القرشي ـ وروى بسند متصل عن الواقدي ـ وهو متروك في الحديث ، وعمدة في الأخبار ـ عن أبي بكر بن أبي الجهم ـ وفيه أنه أسلم بمكة قديما ، ثم رجع إلى بلاد قومه ، فلم يزل بها حتى قدم هو وناس من الأشعريين على رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فوافق قدومهم قدوم ـ

٢٤٠