طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨

ومن خواص أصبهان برستاق قهستان : معدن فضة ، ومعدن صفر ، والفضة تخرج (١) منها ثمانية مثاقيل (٢) ، وبرستاق التيمرة (٣) الكبرى معدن فضة ، وبالتيمرة الصغرى معدن ذهب ، وآثار هذه المعادن وآبارها (باقية) (٤) بادية للعيون ، وبرستاق الدار (٥) طسوج (٦) جانان في قرية يقال لها : ماثة دويبة (٧) في خلقتها (٨) الخنفساء ، صغيرة في جرم ذباب ، تدب في الليلة المظلمة ، فيتقد من ظهرها (مثل) السراج (٩) ، ومن أخذ واحدة منها ليلا فأبصرها نهارا ، رأى (١٠) لون ظهرها الذي يضيء شبيها بلون الطاووس ، خضرة في حمرة في صفرة ، وتسمى هذه الدويبة براة (١١).

وفي هذه الناحية ، حجارة شبه السكر (١٢) ، محبب الوجه ، يؤخذ منها قطعتان ، ويضرب بعضها ببعض ، فتخرج النار من بينهما ، كما تخرج مما بين الحجر والحديد. ومن خواص أصبهان : رستاق قاشان في قرية يقال لها :

__________________

(١) في النسختين : (خرج) ، وما أثبتّه من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢.

(٢) المثقال : وزن مقداره درهم وثلاثة أسباع درهم.

انظر «المعجم الوسيط» ١ / ٩٨.

(٣) جعل أبو نعيم معدن الذهب بالتيمرة الكبرى ، ومعدن الفضة بالصغرى ، والتيمرة بضم الميم قرية برساتيق أصبهان.

انظر «معجم البلدان» ٢ / ٦٧.

(٤) بين الحاجزين من المصدر السابق. قلت : تغيرت هذه الأسماء ، ولم تذكرها الكتب الحديثة المعنية بهذا ، والله أعلم.

(٥) عند أبي نعيم : (الراء بطسوج جانان في جبال قرية ١ / ٣٢).

(٦) الطسوج : الناحية ، ومقدار من الوزن معرب.

انظر «لسان العرب» ٢ / ٣١٧.

(٧) في ن ـ أ ـ ه مائية ، وما أثبته من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢. قلت : ولا ذكر لأحد منهما في أسماء المدن والقرى الموجودة في خرائط إيران والكتب المعنية بها.

(٨) في الأصل : (خلقته) ، والتصحيح من المصدر السابق.

(٩) ما بين الحاجزين من المصدر السابق.

(١٠) في المصدر السابق : (يرى).

(١١) في أ ـ ه (براعة) ، وما أثبته من الأصل ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢.

(١٢) في المصدر السابق : ١ / ٣٣ بالسكر.

١٦١

كرمند (١) (فيها) (٢) معين يخرج منه ماء غزير ، ويسقى منه زروع القرية ويشربه الناس والبهائم ، وما يفضل منه ، ينصب إلى جدول (٣) فيتحول حجارة.

ومن خواصها : كهف في جبل من رستاق قهستان بقرية يقال لها : فازة (٤) ، يقطر من قلته (٥) ماء فإذا استقر في الأرض تحول حجرا.

ومن خواصها : عين برستاق قهستان ، في موضع تسمى : بوذم ، ينبع منها ماء صاف مريء لا يشربه (٦) من الناس والدواب شيء قد علق العلق (٧) بحلقه ، إلا سقط من حلقه ، ومات مكانه.

ومن خواصها : الخشاية (٨) ، وهي شجرة تأخذ أغصانها من الهواء أكثر من مقدار جريب (٩) أرض ، مستديرة ، ملتفة الأغصان ، مكتثرة (١٠) الأوراق ، ظلها أثخن من ظل الجبل ، وتحمل كل سنة خرائط (١١) (مدورة) مملوءة بقا (١٢).

__________________

(١) لم أقف على قرية بهذا الاسم.

(٢) بين الحاجزين : من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٢.

(٣) من الأصل : (جدور) ، وما أثبته من أ ـ ه ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣ هو الصواب ، والجدول بالفتح ، وأجاز بعض الكسر ، وهي النهر الصغير. انظر «لسان العرب» ١١ / ١٠٦.

(٤) الفازة : بناء من خرق وغيرها ، تبنى في العساكر ، فلعل القرية سميت بها بهذه المناسبة ، والله أعلم. انظر «لسان العرب» ٥ / ٣٩٣.

(٥) قلة الشيء : رأسه.

(٦) عند أبي نعيم في المصدر السابق بزيادة : (أحد).

(٧) العلق : دود أسود في الماء معروف ، الواحدة علقة ، يقال : علق الدابة علقا ، انظر «لسان العرب» ١٠ / ٢٦٧.

(٨) في الأصل : (الخشاة) وبدا لي أن الصحيح ما أثبته ، ومعناه طيب الظل ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣ : (الچترسايه) ، ومعنى هذا : الشجرة التي كالمظلة.

(٩) جريب : مقياس معلوم لمساحة الأرض بقدر أربعة أقفزة ، نحو ثلاثة آلاف وستمائة ذراع ، انظر «تاج العروس» ١ / ١٧٩.

(١٠) في أ ـ ه : مكترة ، وهو تصحيف ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣ كثيرة.

(١١) جمع خريطة ـ بالفتح ـ : وعاء من أدم وغيره ، انظر «لسان العرب» ٧ / ٢٨٦.

(١٢) البقة : البعوضة ، ودويبة مفرطحة حمراء منتنة انظر القاموس المحيط ٣ / ٢١٤.

١٦٢

ومما لا يوجد منه إلا بأصبهان : الجاوشير (١) ، والسكنبيج (٢).

ومن خواص أصبهان : عين بقرية قزائن (٣) من رستاق القامزاذ ، في صحرائها يكون مستدراتها ثلاثة أرماح ، تبرز بالماء كل سنة في أيام الربيع سبعين يوما محصاة ، فيخرج منها في مدة هذه الأيام السمك الذي بظهره عقر (٤) ، فإذا تمت مدة هذه السبعين (٥) اليوم ، خرج من نقرة العين حية سوداء عظيمة ، فكما تخرج تعود في مكانها ، وينقطع ذلك الماء ، فلا تراه العيون إلى السنة القابلة.

وبرستاق القامزاذ ، ثم بطسوج الفيشو (٦) ، كان قرية يقال لها : هناء (٧) بين قرية سميرم (٨) وقلعة ابن بهانزاذ ، إلى جانبها تل كبير (٩) كأنه صبيب دراهم (١٠) ، يقال له : تل جم (١١) ، وذلك الصبيب هو دراهم من حجارة بيض

__________________

(١) جاوه شير : نبات فارسي معرب عن كاوه شير ، ومعناه : حليب البقر لبياضه ، وهو شجر يطول فوق ذراع ، خشن مزغب ، وورقه كورق الزيتون ، وله أكاليل كالشبت يخلف ظهرا أصفر ويذرا يقارب الأنيسون.

انظر «تذكرة داود» ١ / ٩٠.

(٢) السكنبيج : بالمهملة ، يليها الكاف ، فالنون ، فالباء الموحدة ، فالياء المثناة من تحت ، فالجيم ، وقد تجعل الباء التحتية بعد الكاف والنون مكانها ، صمغ شجرة بفارس ، لا نفع فيها سوى هذا الصمغ ، ويخرج منها في حزيران عند الورق ، وقيل بالشرط ، وأجوده الأبيض الظاهر ، والأحمر الباطن ، فالأصفر ظاهرا ، والأبيض باطنا.

المصدر السابق ١ / ١٧٢.

(٣) في أ ـ ه ، (قزائز) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣.

(٤) في أ ـ ه : (عقد) ، وما أثبته من الأصل ، ومن المصدر السابق لأبي نعيم.

(٥) في المصدر السابق لأبي نعيم : (هذه الأيام) ، بدون ذكر السبعين.

(٦) في أ ـ ه : (الفيسوكان) ، بالسين المهملة.

(٧) هنا قرية قرب سميرم ، تقع في جنوبها ، وما زالت بهذا الاسم كما في خريطة أصبهان الحديثة.

(٨) في أ ـ ه : (سميرة). هذا خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣ ، وفي «معجم البلدان» ٣ / ٢٥٧ ، وفيه : بضم أوله ، وفتح ثانيه ، وسكون الياء المثناة من تحت ، وهي بلدة في جنوب أصبهان ، ولم تزل بهذا الاسم كما في خريطة أصبهان.

(٩) في أ ـ ه (كله) ، وهو خطأ ، والصواب ما في الأصل ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٣.

(١٠) في المصدر السابق : (صبيب الدراهم).

(١١) جم : اختصار جمشد ، وهو أحد ملوك الفرس. انظر «فرهنك فارسي كاوه» ص ١٢٠.

١٦٣

براقة ، إذا صبت في كيس ، وجد لها صليل (١) ، كصليل الدراهم ، على وجهي كل حجر دائرتان متجاورتان ، ويبلغ من كثرته ، أنه لو رام سلطان نقلها من مكان إلى مكان يقرب منه (٢) بمائة جمل ، يوقر في كل يوم مرات ، لبقوا في نقلها شهورا ، وهذا شيء لا خفاء به.

وأعجوبة أخرى هناك وهو أن من سكن قلعة ابن بهانزاذ في أيام الربيع يرى طول ليلته نيرانا تشتعل من ذروة حيطان القلعة ، وإذا قرب منها ، لم يجدها شيئا ، وكذلك يرون إذا نظر بعضهم إلى رؤوس بعض ، فكلما كان الربيع أكثر أمطارا ، كانت تلك النار أكثر اشتعالا.

وكانت ملوك الفرس لا تؤثر على أصبهان شيئا من بلدان مملكتها ، لطيب هوائها ، ونمير مائها ، ونسيم تربتها. والشاهد على ذلك ما هو موجود في رواياتهم المودعة بطون الكتب. فمن ذلك ما يأثره (٣) أهل بيت النوشجان (٤) وإسحاق (٥) ابني عبد المسيح ، من أخبار جدهم المنتقل من أرض الروم إلى أصبهان ، حتى استوطنها وتناسل بها.

حدثني النوشجان عن عمه يعقوب (٦) النصراني أن فيروز بن يزد (٧) جرد

__________________

(١) الصلصلة : صوت الحديد إذا حرك ، والصلصلة أشد من الصليل. انظر «لسان العرب» ١١ / ٣٨٢.

(٢) في أ ـ ه : سنة ، وهو تصحيف ، والصواب ما في الأصل.

(٣) في أ ـ ه يؤثره ، والصحيح ما في الأصل ، لأنّ الأثر (بمعنى الخبر) من أثر يأثر ويأثر أثرا. (لا من الإيثار).

انظر «لسان العرب» ٤ / ٦.

(٤) لم أقف عليه.

(٥) لم أقف عليه.

(٦) لم أقف عليه.

(٧) هو أحد ملوك الفرس ، وهو الذي بنى قرية فيروز آباد المنسوب إليه (بإيران) ، وقرية نسا وغيرها.

انظر «آثار البلاد وأخبار العباد» ص ٣٢٧ ، ٤٦٥ للقزويني.

وذكر البلاذري أنه وقع فيما يزعمون إلى الترك (بعد مقتل أبيه يزد جرد) ، فزوجوه وأقام عندهم. انظر «فتوح البلدان» ص ٣١٣ ، وذكر ابن الأثير في «الكامل» ١ / ٢٣٨ قصته ، وذكر ـ

١٦٤

(الملك) (١) كتب إلى ملك من ملوك الروم قد نسيت اسمه ، يستهديه رجلا من كبار حكمائه وحذاق أطبائه ، فأنفذ إليه رجلا اختاره من بلدان مملكته ، فلّما وفد عليه ، قال له : أيها الحكيم ، إنما أنهضناك من أرضك إلى أرضنا ؛ لتختار لنا من بلدان مملكتنا بلدا يصح فيه هذه الأركان (الأربعة) (٢) الكبار ، التي بسلامتها يطول بقاء الحيوان ، وباعتدالها تصحب أجسام الحيوان الصحة ، وتفارقها العلة. يعني (٣) : الأرض والماء والهواء ، والنار ، فقال : أيها الملك وكيف لي بإدراك ذلك؟ فقال : استقرىء بلدان مملكتنا ، وأي موضع وقع اختيارك عليه فأقم به ، واكتب إلي منه ، لأتقدم (٤) في الزيادة في عمارته ، وأتحول إليه ، فأجعله دار المملكة ، فانتدب الرومي لما أمره ، وطاف في بلدان المملكة ، فوقع اختياره على أصبهان ، فأقام بها ، وكتب إلى الملك فيروز أني جلت في مملكتك ، حتى انتهيت إلى بلد لا يشوب شيئا من أركانه فساد ، وقد نزلت أنا منه فيما بين حصني قرية يوان (٥) ، فإن رأى الملك أن يقطعني ما بين الحصنين من أرض يوان ، ويطلق لي بأن أبني فيها كنيسة ودارا ، فلما ورد كتابه إلى فيروز ، أطلق له ما سأل ، فبنى بإزاء الحصنين من أرضي (٦) يوان داره ، ورفع (٧) رقعتها في الموضع الذي فيه دار النوشجان وإسحاق من يوان إلى الساعة ، وبنى بإزاء الحصن الآخر البيعة ، وبنى بالحصن الآخر موضع رقعة

__________________

ـ أنه سقط في الخندق الذي حفره اخشتوار لما أراد مقاتلته ، فسقط فيه بعسكره ، وكان عمقه عشرون ذراعا ، (وقضى عليه) ، وكان ملك فيروز ستا وعشرين سنة ، وقيل إحدى وعشرين سنة. انتهى.

(١) بين الحاجزين : ساقط من ن ـ أ ـ ه.

(٢) بين الحاجزين : من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤ لأبي نعيم.

(٣) في المصدر السابق بزيادة : بالأركان بعد يعني.

(٤) في المصدر السابق (بالزيادة).

(٥) في الأصل : (بوان) ، والصواب ما أثبته من أ ـ ه ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤. وكذا ذكره ياقوت في «معجم البلدان» ٥ / ٤٥٢ تحت باب الياء والواو ، بقوله : (يوان) آخره نون ، وأوله مفتوح : قرية على باب مدينة أصبهان.

(٦) جمع أرض ، كما قال ابن مالك : وأرضون شذ ، وحذفت النون للإضافة.

(٧) في المصدر السابق لأبي نعيم : «ووقعت».

١٦٥

المسجد الجامع (اليوم) (١) ؛ لأنه كان في الأصل حصنان من حصون قرية يوان ، ووقع (٢) (ت) رقعة موضع البيعة عند المسجد الذي على طرف ميدان سليمان ، وبناؤه باق إلى الساعة (٣).

وتقدم فيروز من فوره ذلك إلى آذر شابور (٤) بن آذرمانان الأصفهاني ، وكان مقيما بالحضرة (٥) بالمبارزة إلى أصبهان ، لإتمام بناء سور مدينة جيّ (٦) وتغليق أبوابها (٧) ، فلما استقر قباذ (٨) في المملكة ، أمر الرومي أن يختار له بلدا معتدل الهواء في الأزمنة (٩) الأربعة ، المتوسط في حال اللدونة والرطوبة واليبوسة ، الذي نسيمه خفيف رقيق مضيء ، تستروح إليه القلوب ، وتنفسح له الأبصار ، ويختار له من الأحطاب أطنها صوتا وأطيبها رائحة ، الذي يلهب نيرانها صاف ، وحرها متوسط ، ودخانها مع قلته عذي (١٠) ، ويختار لهم من المياه ، الفرات (١١)

__________________

(١) بين الحاجزين من المصدر السابق.

(٢) كذا من نفس المصدر.

(٣) قلت : وإلى اليوم باق ضمن الآثار التاريخية ، وقد رأيته.

(٤) في ن ـ أ ـ ه : أرد سابور ، وهكذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤.

(٥) في أ ـ ه : (المبادرة).

(٦) كانت مركز أصبهان في القديم ، وهي الآن كالخراب ، واليهودية هي التي يقال لها «الأصبهان» ، والمسافة بين جي والأصبهان الحالي نحو ميلين. انظر «معجم البلدان» ٢ / ٢٠٣. قلت : توسع العمران. قد خلت جي واليهوية كجزء من المدينة ، وإن تغيرت الأسماء ، ولكن ما زالت معروفة بين الناس بأسمائها القديمة ، ولم يزل شارع كبير باسم جي إلى اليوم.

(٧) عند أبي نعيم بعد الكلمة المذكورة : «فعزم فيروز على التحول من العراق إلى أصبهان ، ثم انتقض عزمه بخروجه إلى أرض الهياطلة وهلاكه هناك ، ثم ولي الأمر قباذ. انظر «أخبار أصبهان» ١ / ٣٤ ـ ٣٥.

(٨) قباذ : هو ابن فيروز بن يزد جرد ، تولى الملك بعد أخيه بلاش ابن فيروز ، وكان ملك قباذ سبعا وثلاثين سنة ، وهو الذي فتح مدينة آمد ، وبني مدينة أرجان وحلوان ، ثم مات وملك ابنه أنو شيروان كسرى. انظر «الكامل في التاريخ» ١ / ٢٤١ ـ ٢٤٣ لابن الأثير.

(٩) أعني : الشتاء والصيف والربيع والخريف.

(١٠) في أ ـ ه : (غذي) ، والصحيح : ما أثبته من الأصل ، وكذا في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥ ، والعذي : الأرض الطيبة الكريمة ، والعذي اسم للموضع الذي ينبت في الشتاء والصيف من غير نبع ماء.

انظر «لسان العرب» ١٥ / ٤٤ ، و «مقاييس اللغة» ٤ / ٢٥٨.

(١١) الفرات : أشد الماء عذوبة وحلوا. انظر «لسان العرب» ٢ / ٦٥.

١٦٦

الزلال ، الصافي العذب ، الخفيف الوزن ، السريع الامتزاج بالحر والبرد ، البعيد عن الينبوع ، المنحرف من الغرب ، إلى الشرق ، الشديد الجرية ، الدائم الإقبال (١) للمطالع ، فلا يشوبه طعم كريه ، ولا رائحة منكرة ، ولا غالب البياض ، ولا ناصع الخضرة ، ولا أورق القتمة (٢) ، الطيب (٣) التربة. وأن يختار لهم من البلدان أطيبها تربة ، وأسطعها (٤) رائحة ، وأصفاها هواء ، وأنقاها جوا ، وأزهرها (٥) كواكبا وأوضحها ضياء ، التي لا عيون الكبريت بقربها ، وإذا احتفر فيها آبار لم يحتج إلى طمها (٦) ، القريبة اللينة المعتدلة الحر والبرد في الأزمنة الأربعة ، لا قريبة من الفلك ولا بعيدة منه ، لا مرتفعة صعودا ولا منخفضة هبوطا ، ولا متدانية ولا متباينة من البحار ، موازية لوسط الأرض ، وحيث يقل فيها هبوب الرياح العواصف ، جازها (٧) نهر عظيم. فوجدت أيها الملك أكثر هذه الأوصاف التي يفوتها القليل منها في «إيرانشهر» وهو أصبهان.

ووجدنا أخصب بقاع المملكة (المملك) (٨) عشرة مواضع :

__________________

(١) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥ : «الاقتبال».

(٢) في ن ـ أ ـ ه : (القيمة) ، والصواب ما أثبته من الأصل ، وكذا في المصدر السابق. والقتمة : «السواد». قال ابن الفارس : القتم ، أصل صحيح يدل على غبرة وسواد ، وكل لون يعلوه سواد فهو أقتم.

انظر «معجم مقاييس اللغة» ٥ / ٥٨. والأورق : الأسمر ، والورقة : السمرة «النهاية» لابن الأثير ٥ / ١٧٥.

(٣) في «أخبار أصبهان» لأبي نعيم : الطيبة ، هذا أنسب ١ / ٣٥.

(٤) يقال : سطع الغبار وسطعت الرائحة ، إذا ارتفعت. والسطع ارتفاع صوت الشيء إذا ضرب عليه شيئا. «معجم مقاييس اللغة» ٣ / ٧٠ لابن فارس.

(٥) أي أحسنها وأصفاها. قال ابن الفارس في المصدر السابق ٣ / ٣١ : الزاء والهاء والراء ، أصل واحد يدل على حسن وضياء وصفاء.

(٦) أي إلى الكبس والتطوية ، وقد تقدمت هذه الكلمة وشرحها قريبا.

(٧) في أ ـ ه جارها بالراء بدل الزاي المعجمة ، وفي الأصل مهمل ، وما أثبته من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥.

(٨) هذه الكلمة بين الحاجزين غير موجودة في أ ـ ه.

١٦٧

أصبهان (١) ، (و) (٢) أرمينية (٣) ، وآذربيجان (٤) ودسنين (٥) ، وماه دينار (٦) ، وماه نهاوند (٧) (و) (٨) ماه كران (٩) ، وكرمان (١٠) ، وقومس (١١) ،

__________________

(١) تقدم تعريفها في مقدمة المحقق مفصلا.

(٢) زيادة الواو هنا وفيما بعد من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥.

(٣) أرمينية بكسر أوله ، وبفتح وكسر الميم والنون ، وياء مفتوحة ـ : ناحية بين أذربيجان والروم ، وهي بلاد متسعة الأكناف مقتسمة بين الروسيا والعجم وتركيا ، في غرب آسيا ـ تحدها غربا آسيا الصغرى ، وشرقا هضبة أذربيجان والشاطيء الجنوبي من بحر الخزر ، ومن الشمال البلاد الواقعة على شواطيء بحر بنطش. تسمى الآن : (جانيق ولازستان).

انظر «معجم البلدان» ١ / ١٥٩ ، «وآثار البلاد» للقزويني ص ٤٩٥ ، «ودائرة المعارف القرن العشرين» ١ / ٢٠٩ لفريد وجدي ، «ودائرة المعارف الإسلامية» ١ / ٦٣٧.

(٤) بالفتح ، ثم السكون ، وفتح الراء ، وكسر الباء الموحدة ، وياء ساكنة ، وجيم وهي إقليم من بلاد الفرس ، قلت : المعروف اليوم بآذربيجان : هي الإقليم الواقع في الشمال الغربي من إيران ، يتاخم بلاد الترك والقوقاز الروسية ، وتسمى الآن أذربيجان.

انظر «معجم البلدان» ١ / ١٢٨ ، «ودائرة المعارف الإسلامية» ١ / ٥٦٣ ، «وخريطة إيران» ، وجغرافيا المقررة للسنة الثانية المتوسطة» ص ٤٤.

(٥) لم أقف على هذا الاسم.

(٦ ، ٧) ماه دينار : أهل البصرة يسمون القصبة بماه ، حيث يقولون : ماه البصرة ، وماه الكوفة ، وهي مدينة نهاوند ، سميت به بعد صلح المسلمين الفاتحين مع دينار بأدائه الجزية ، فنسب البلد إليه ، ونهاوند مدينة عظيمة في منطقة همذان الواقعة غربي العاصمة طهران.

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤٩ ، ٣١٣ «وخريطة إيران».

(٦ ، ٧) ماه دينار : أهل البصرة يسمون القصبة بماه ، حيث يقولون : ماه البصرة ، وماه الكوفة ، وهي مدينة نهاوند ، سميت به بعد صلح المسلمين الفاتحين مع دينار بأدائه الجزية ، فنسب البلد إليه ، ونهاوند مدينة عظيمة في منطقة همذان الواقعة غربي العاصمة طهران.

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤٩ ، ٣١٣ «وخريطة إيران».

(٨) الواو : من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥ ، هنا وما بعدها.

(٩) ماه كران : قيل هو الذي اختصروه ، فقالوا : مكران ـ وهي منطقة كبيرة في جنوب إيران ـ وقال حمزة الأصبهاني : قد أضيفت نواح إلى القمر ، لأنّ القمر هو المؤثر في الخصب ، فكل مدينة ذات خصب أضيفت إليه ـ أي إلى ماه ، ومعناه القمر ـ انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤٩ ، ١٧٩.

(١٠) كرمان ـ بالفتح ثم السكون ، وآخره نون ، وربما يكسر الكاف ، قلت : وهو المستعمل الآن ـ وهي ولاية مشهورة ، وناحية كبيرة معمورة ، ذات بلاد وقرى ومدن واسعة ، قلت : هي ما زالت بهذا الاسم ، وهي منطقة بين بلوجستان وفارس ، تقع جنوبي إيران ، انظر المصدر السابق ٤ / ٤١٤ ، و «جغرافيا المقرر في الصف الثانى من المتوسطة» ص ٩٢ ، «وخريطة إيران».

(١١) قومس : بالضم ، ثم السكون وكسر الميم ، وسين مهملة ، وهي تعريب كومس : وهي كورة كبيرة واسعة في ذيل جبال طبرستان.

انظر «معجم البلدان» ٤ / ٤١٤.

١٦٨

وطبرستان (١).

ووجدنا أخف بقاع مملكته ماء عشرة مواضع : زرنرود (٢) أصبهان ، ودجلة (٣) والفرات (٤) ، وماه سوران (٥) ، وعين (٦) بقرميسين (٧) ، وماه ذات المطامير (٨).

__________________

(١) بفتح أوله وثانيه ، وكسر الراء ـ ومعنى الطبر بالفارسية : الفأس وأستان : الموضع ـ يعني : ناحية الطبر وتسمى الآن ـ بمازندران ـ وهي في شمالي إيران ، قرب العاصمة طهران ، وذكر القزويني أن العجم يقولون لبلاد طبرستان : مازندران ، وهي بين الري وقومس وبحر خزر ، انظر المصدر السابق ٤ / ١٣ ، «وآثار البلاد» ص ٤٠٣ للقزويني ، «وجغرافيا المذكور» ص ٣٥ ، «ودائرة المعارف الإسلامية» ١٥ / ١٤٨.

(٢) زرندروذ ، ويقال أيضا : زرين روذ ـ ويسمى الآن زايند رود ـ وهو النهر الوحيد في جنوب غربي أصبهان ، ومفيضه من جبال البختياري معروف بعذوبة الماء. انظر «كتاب جغرافيا المذكور» ص ٧٩ ، و «معجم البلدان» ٣ / ١٣٩.

(٣) دجلة : هي نهر معروف في العراق. قال ياقوت : نهر بغداد ، وله اسمان آخران : أحدهما : آرنك روذ ، وثانيهما : كودك دريا ، أي البحر الصغير ، انظر «معجم البلدان» ٢ / ٤٤٠. ومعروف في البابلية باسم دكنت أو دكلت ، ويبلغ طول المجرى الجوفي لدجلة نحو ميل تقريبا. انظر التفصيل في «دائرة المعارف الإسلامية» ٩ / ١٥٨.

(٤) الفرات : بالضم ثم التخفيف ، وآخره تاء مثناة من فوق : نهر معروف في العراق بجانب دجلة ، وله اسم آخر وهو فالاذروذ ، والفرات في كلام العرب أعذب المياه. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٢٤١.

(٥) الماه : إنه إما بمعنى القصبة ، أو بمعنى القمر. لم أجد ذكر ماه سوران في الكتب المعنية بها.

(٦) في أ ـ ه (قرسينسين) ، والصواب ما أثبته ، كما في الأصل ، وانظر حاشية ٦.

(٧) قرميسين : بالفتح ثم السكون ، وكسر الميم ، وياء مثناة من تحت ، وسين مهملة مكسورة ، وياء أخرى ساكنة ونون ، وسيأتي قريبا عند المؤلف بلفظ : «قرماسين» ، وهما تعريب كرمان شاهان ، وسيذكر المؤلف قريبا وجه تسميته بكرمان شاهان ، وهي بلد معروف ، بينه وبين همذان ثلاثون فرسخا ، وهي بين همذان وحلوان. قلت : هي ما زالت بهذا الاسم ، وهي منطقة كبيرة في إيران ، تقع في الغرب منها.

انظر «معجم البلدان» ٤ / ٣٣٠ ، و «خريطة إيران».

(٨) ماه ذات المطامير : قال ياقوت الحموي : المطامير جمع مطمورة ، وهي حفرة أو مكان تحت الأرض وقد هيء خفيا ، يطمر فيه الطعام أو المال ، واسم قرية بحلوان العراق ، وذات المطامير بلد بالثغور الشامية ، انظر المصدر السابق ٥ / ١٤٨.

١٦٩

وماه سبذان (١) ، وماه جند يسابور (٢) ، وماه (٣) بلخ (٤) ، وماه سمرقند (٥) ، ومن الدليل على ما ذكره الفرس ، أن أخف المياه ماء رزنروذ أن الموفق (٦) بعد وروده أصبهان ، لم يشرب غير ماء رزنروذ (وكان) (٧) ينقل إليه مطبوخا إلى أن مات. ووجدنا أسرى (٨) بقاع مملكته فواكه سبع مواضع ، أصبهان والمدائن (٩)

__________________

(١) بفتح السين والباء الموحدة والذال المعجمة ، وآخره نون وأصله ماه سبدان ، وهي مدينة مشهورة بقرب السيروان ، ومنها إلى الري عشرة فراسخ ـ وري تابعة لعاصمة إيران طهران. انظر «معجم البلدان» ٥ / ٤١ ، و «آثار البلاد» للقزويني ص ٢٦٠ ، و «دائرة معارف القرن العشرين» ٨ / ٤١٢ لفريد وجدي.

(٢) بضم أوله ، وتسكين ثانيه ، وفتح الدال ، وياء ساكنة ، وسين مهملة. قلت : وأهل البلد ينطقون بالشين المعجمة ـ وهي مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير ، فنسبت إليه وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده ، انظر «معجم البلدان» ٢ / ١٧٠ ، وقال الحموي : قد اجتزت منه مرات ، ولم يبق منها عين ولا أثر.

(٣) زيادة الواو من «أخبار أصبهان» ١ / ٣٥.

(٤) بلخ مدينة مشهورة ، كانت من أعمال خراسان ، في بلاد فارس ، وكانت من أجل مدن خراسان ، وأذكرها وأكثرها خيرا وغلة ، وبينها وبين نهر جيحون نحو عشرة فراسخ. قلت : مع الأسف ، قد اغتصبتها الروسيا ، وهي الآن تحت سيطرتهم. والله المستعان.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٤٧٩ ، «ودائرة معارف القرن العشرين» ٢ / ٣٣٠.

(٥) وهي مدينة مشهورة معروفة ، ويقال لها بالعربية : ـ سمران ـ في بلاد ماوراء النهر ـ وهي أيضا تحت سيطرة الروسيا الآن ـ قيل : إنه من أبنية ذي القرنين بماوراء النهر ، انظر التفصيل في «معجم البلدان» ٣ / ٢٤٦ ، وما بعدها.

(٦) الموفق هو أبو أحمد طلحة بن جعفر المتوكل ، وكان للمتوكل ثلاثة أبناء ، وهو أصغرهم ، جعله المعتمد أخوه ولي عهده بعده ، فمات من علة صعبة به قبل المعتمد سنة ٢٧٨ ه‍. انظر «الثقات» لابن حبان ٢ / ٣٣٢ ، «والكامل في التاريخ» لابن الأثير ٦ / ٦٧.

(٧) بين الحاجزين : من المصدر السابق.

(٨) السري : الرفيع ... والمختار ، انظر «لسان العرب» ١٤ / ٣٧٨.

(٩) المدائن : بفتح الميم ـ جمع المدينة ـ كانت سبع مدن من بناء الأكاسرة على طرف دجلة ، ولكن المسمى الآن بالمدائن بليدة شبيهة بقرية في الجانب الغربي من دجلة بالعراق.

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٧٤ ، «وآثار البلاد وأخبار العباد» ص ٤٥٣ للقزويني.

١٧٠

وحلوان (١) ، ماه سبدان (٢) ، نهاوند (٣) ، والري (٤) ، نيسابور (٥).

ووجدنا أقحط بقاع مملكته ميسان (٦) ، دشت ميسان (٧) ، كلبانية (٨) ، بادرايا (٩) ، باكسايا (١٠) ، ماه سبذان.

ووجدنا أوبأ بقاع مملكته ، النوبندجان (١١) ، سابورخواست (١٢) ،

__________________

(١) حلوان : بالضم ثم السكون ، مدينة بين همذان وبغداد ، وأيضا بليدة بقوهستان نيسابور ، وهي آخر حدود خراسان مما يلي أصبهان ـ لم يتبين لي يقصد أي واحد منهما ، ولكن المشهور الأول.

انظر المصدرين السابقين ٢ / ٢٩٠ ، ٢٩٤ ، و ٣٥٧.

(٢) تقدم قريبا تحديده.

(٣) نهاوند : تقدم تحديده أيضا.

(٤) الري : بفتح أوله وتشديد ثانيه ، وهي مدينة مشهورة من أمهات البلاد وأعلام المدن ، كثير الفواكه والخيرات. قلت : هي التي تعرف بتهران عاصمة ايران ، ولم تزل محلة باسم الري جنوب غربي تهران.

انظر «معجم البلدان» ٣ / ١١٦ ، «وآثار البلاد» للقزويني ص ٣٧٥.

(٥) نيسابور : بفتح أوله ، مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة ، معدن الفضلاء ومنبع العلماء ، تبعد عن الري مائة وستين فرسخا.

انظر المصدر السابق ٥ / ٣٣١ للحموي. قلت : وأهلها اليوم ينطقونها بالشين «نيسابور».

(٦) منطقة كثيرة القرى والنخيل بين البصرة وواسط ، أهلها شيعة طغاة ، بها مشهد عزير النبي عليه‌السلام.

انظر المصدر السابق ٥ / ٢٤٢ ، و «آثار البلاد» ص ٤٦٤.

(٧) دشت : لغة فارسية معناها الصحراء ، يعني صحراء ميسان.

انظر «فرهنك فارسي كاوه» ص ١٥٧.

(٨) كلبانيه : لم أقف على تحديده.

(٩ ، ١٠) بادرايا : بليدة بقرب باكسايا ، بين البندنيجين ونواحي واسط. وباكسايا بضم الكاف ، وبين الألفين ياء ، بلدة قرب البندنيجين وبادرايا ، بين بغداد وواسط ، من الجانب الشرقي في أقصى النهروان.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٣١٦ ، ٣٢٧.

(٩ ، ١٠) بادرايا : بليدة بقرب باكسايا ، بين البندنيجين ونواحي واسط. وباكسايا بضم الكاف ، وبين الألفين ياء ، بلدة قرب البندنيجين وبادرايا ، بين بغداد وواسط ، من الجانب الشرقي في أقصى النهروان.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٣١٦ ، ٣٢٧.

(١١) بضم النون ، ثم السكون ، وباء موحدة مفتوحة ، ونون ساكنة ودال مفتوحة وجيم وآخره نون ، مدينة من أرض فارس من كورة سابور.

انظر «معجم البلدان» ٥ / ٣٠٧ ، «وآثار البلاد» ص ٢٠٩.

(١٢) مدينة بأرض فارس بناها سابور بن أردشير ، وخواست كلمة فارسية معناها الطلب. انظر معجم البلدان ٣ / ١٦٧ ، «وآثار البلاد» ص ٢٠٠.

١٧١

جرجان (١) ، حلوان ، برذعة (٢) ، إصطخر (٣) زنجان (٤).

ووجدنا أعقل أهل مملكته أصبهان ، فارس (٥) ، الري ، جرجان ، همذان (٦) ، نهاوند ، ماه دينار ، الحيرة (٧).

ووجدنا أجهل أهل مملكته أصبهان : الحيرة ، المدائن ، ماه دينار ، نيسابور ، اصطخر ، الري ، طبرستان ، ونشوي (٨).

ووجدنا أمكن أهل مملكته ماسبذان ، مهرجان (٩) ، خوزستان (١٠) ،

__________________

(١) بالضم وآخره نون ، ـ وينطقها أهل البلد كركان ـ مدينة مشهورة عظيمة بين طبرستان وخراسان ، بناها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة.

انظر المصدرين السابقين ٢ / ١١٩ ، ص ٣٤٨.

(٢) بلد في أقصى أذربيجان ، أنشأه الملك قباد. انظر نفس المصدرين السابقين ١ / ٣٧٩ ، وص ٥١٢.

(٣) بالكسر وسكون الخاء المعجمة : مدينة بأرض فارس ، قديمة لا يدرى من بناها. انظر نفس المصدرين ١ / ٢١١ ، وص ١٤٧.

(٤) بفتح أوله وسكون ثانيه ، ثم جيم ، وآخره نون : بلد كبير مشهور من نواحي الجبال ، قريبة من أبهر وقزوين ، وهي عاصمة محافظة زنجان ، تقع في شمال غربي إيران. انظر «معجم البلدان» ٣ / ١٥٢ ، «وآثار البلاد» ص ٣٨٣.

(٥) هي الناحية المشهورة التي يحيط من شرقها كرمان ، ومن غربها خوزستان ، ومن شمالها مفازة خراسان ، ومن جنوبها البحر. سميت بفارس ابن الأسود ، تقع في جنوب غربي إيران. انظر نفس المصدرين ٤ / ٢٢٦ ، وص ٢٣٢.

(٦) همذان : بالتحريك والذال المعجمة ـ أهلها ينطقون اليوم بالدال ـ وآخره نون ، منسوب إلى همذان ابن فلوج بن سام بن نوح الذي بناها ، وهي مدينة مشهورة من مدن الجبال ، تقع في غرب إيران.

نفس المصدرين ٥ / ٤١٠ ص ٤٨٣.

(٧) بالكسر ثم السكون وراء ، بلدة قديمة ، كانت على ثلاثة أميال من الكوفة على الموضع. المعروف الذي يقال له نجف. المصادر المذكورة ٢ / ٣٢٨ ، وص ١٨٦.

(٨) نشوي : بفتح أوله وثانيه وثالثه : مدينة بأذربيجان ويقال : هي من مدن أران ، تلاصق أرمينية ، وهي المعروفة بين العامة بنخجوان في شمال غربي إيران. انظر «معجم البلدان» ٥ / ٢٨٦.

(٩) بكسر أوله وسكون ثانيه ثم راء : ـ قرية بأسفرايين ، لقّبها بها كسرى قباذ ، والد أنوشيروان ؛ لحسنها وخضرتها : لأنّ مهر كلمة فارسية بمعنى المحبة ، وجان الروح أو النفس ، أي محبوب النفس.

انظر المصدر السابق ٥ / ٢٣٣ ، «وفرهنك فارسي كاوه» ص ١١٥ ، ص ٥٨٨.

(١٠) خوزستان بضم أوله ، وبعد الواو الساكنة زاي وسين مهملة وتاء مثناة من فوق ، وآخره نون ، وهو اسم لجميع بلاد الخوز ، وهي منطقة كبيرة تقع في غرب إيران. انظر نفس المصدر السابق ٢ / ٤٠٤.

١٧٢

الري ، الرويان (١) ، أذربيجان ، أرمينية ، الموصل (٢) ، شهرزور (٣) ، والصامغان (٤).

ووجدنا أنصر أهل مملكته بالخراج أصبهان ، كسكر (٥) ، عبرتا (٦) ، حلوان ، ماسبذان ، وهرمشير (٧).

ووجدنا أعلم أهل مملكته بالسلاح : أصبهان ، همذان ، الري ، وسجستان (٨).

ووجدنا أبخل أهل مملكته : مرو (٩) ، اصطخر ، دارابجرد (١٠) ،

__________________

(١) الرويان : بضم أوله ، وسكون ثانيه وياء مثناة من تحت ، وآخره نون : مدينة كبيرة من جبال طبرستان ـ تقع بين طبرستان وبحر الخزر من بلاد مازندران ـ الواقعة في شمالي إيران. انظر نفس المصدرين ٣ / ١٠٤ ، «وآثار البلاد» ص ٣٧٤.

(٢) الموصل : بفتح أوله وكسر الصاد : المدينة المشهورة العظيمة ، إحدى قواعد بلاد الإسلام .. ، وهي مدينة قديمة الأسس على طرف دجلة ، ومقابلها من الجانب الغربي ـ شمالي عراق ـ انظر «معجم البلدان» ٥ / ٢٢٣ ، «وآثار البلاد» ص ٤٦١.

(٣) بالفتح ثم السكون وراء مفتوحة بعدها زاء ، وهي اسم مركب من الشهر ، وهي المدينة ، وزور وهو اسم من أحدثها ، وهو زور بن الضحاك ، معناه مدينة زور ، وهي كورة واسعة في الجبال بين أربك وهمذان ، وأهلها أكراد ، انظر نفس المصدرين ٣ / ٣٧٥ ، وص ٣٩٧.

(٤) بفتح الميم والغين المعجمة وآخره نون : كورة من كور الجبل في حدود طبرستان ، واسمها بالفارسية بميان ، انظر «معجم البلدان» ٣ / ٣٩٠.

(٥) بالفتح ، ثم السكون وكاف أخرى وراء : معناه عامل الزراع ، ناحية بين واسط والبصرة. انظر «معجم البلدان» ٤ / ٤٦١.

(٦) بفتح أوله وثانيه ، وسكون الراء ، وتاء مثناة من فوق ، وهو اسم عجمي ، وهي قرية كبيرة من أعمال بغداد من نواحي نهروان بين بغداد وواسط. المصدر السابق ٤ / ٧٧.

(٧) هو تعريب هرمز أردشير ، وهو اسم سوق الاهواز الواقعة في منطقة خوزستان بغرب إيران. نفس المصدر السابق ٥ / ٤٠٣.

(٨) سجستان بكسر أوله وثانيه وسين أخرى مهملة ، وهي ناحية كبيرة وولاية واسعة ، بينها وبين هراة ...

ثمانون فرسخا ، تقع جنوب شرقي إيران. نفس المصدر ٣ / ١٩٠ ، «وآثار البلاد» ص ٢٠١.

(٩) مرو : من أشهر مدن خراسان وأقدمها ، وأكثرها خيرا ، وأحسنها منظرا ، بينها وبين نيسابور سبعون فرسخا. انظر المصدرين السابقين ٥ / ١١٢ ، وص ٤٥٦.

(١٠) دارابجرد : بعد الألف الثانية باء موحدة ، ثم جيم ، ثم راء ودال مهملة : ولاية بفارس ، وقرية بإصطخر ، وبها معدن زيبق ، أيضا موضع بنيسابور ، والأول عمرها داراب بن فارس. نفس المصدرين ٢ / ٤١٩ ، وص ١٨٨.

١٧٣

خوزستان ، ماسبذان ، دبيل (١) ، ماه دينار ، وحلوان.

ووجدنا أسفل أهل مملكته : البنديجان ، بادرايا ، باكسايا ، بهندف (٢) ، وفهور ، خوزستان.

ووجدنا أقل أهل مملكته نظرا في العواقب : طبرستان ، أرمينية ، قومسن ، كوشان (٣) ، هراة (٤) ، كرمان ، ماه كران ، شهرزور.

فلما نظر قباذ فيما تقدم من ذكر ما قاله من البلدان ، ميز ما بين المدائن إلى نهر بلخ ، ومن النواحي كلها ، وعرف البقاع ، ومسح البلاد ، فلم يجد ترابا (٥) أنزه ولا أعذب ماء ولا ألذّ نسيما مما بين قرماسين إلى عقبة همذان ، فأنشأ قرماسين ، وبنى فيها بناء لنفسه ، بناء معمدا على ألف كرم ، فلما فرغ له من البناء قال : «كردم مان شاهان» ، فسمي «كردمانشاهان» ، ثم عرّب ، فقيل : قرماسين ، ومعناه قد بنيت مسكن الملوك.

فلما ميز قباذ مملكته ، وعرف البقاع ، ومسح البلاد ، وعد الفراسخ ، نقل

__________________

(١) دبيل بفتح أوله وكسر ثانيه بوزن زبيل ، ومعناه كثيب الرمل ، اسم مدينة بأرمينية تتاخم أران ، كان ثغرا فتحه حبيب بن مسلمة ، وأيضا اسم لقرية من قرى الرملة بفلسطين. انظر «معجم البلدان» ٣ / ٦٩.

(٢) بفتحتين ونون ساكنة ، وبفتح الدال المهملة ، وتكسر ، وفاء : بليدة من نواحي بغداد في آخر أعمال النهروان ، بين بادرايا وواسط.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٥١٦.

(٣) كوشان : مدينة في أقصى بلاد الترك ، وأهلها كانوا أشد الناس شوكة ، وملكهم أعظم ملوك الترك المصدر السابق ٤ / ٤٨٩.

(٤) بالفتح ، مدينة عظيمة مشهورة ، من أمهات مدن خراسان ، وهي الآن تابعة لدولة أفغانستان المظلومة ، محشوة بالعلماء وأهل الفضل. وذكر القزويني أنه ما كان بخراسان مدينة أجلّ ولا أعمر ولا أحصن ولا أكثر خيرا منها.

انظر نفس المصدر السابق ٥ / ٣٩٦ ، و «آثار البلاد» / ٤٨١.

(٥) في الأصل : «شراكا» ، وما أثبتّه من أ ـ ه ، وفي «أخبار أصبهان» ١ / ٣٦ «بقعة» ، وهي أنسب.

١٧٤

الأشراف من فارس وخراسان وأصبهان والري وهمذان وماء نهاوند وماء دينار ، فأسكنهم حافتي دجلة ، ثم أنزل من كان دون هؤلاء على النهروانات (١) ، ثم أنزل أهل الصناعات بطن جوخي (٢) ، وأنزل التجار هرمشير ، والأطباء جند يسابور (٣) ، والحاكة السوس (٤) وتستر (٥) ، والحجامين بادرايا وباكسايا.

ذكر بناء مدينة أصبهان وبانيها ومساحتها وقدرها :

ذكر العلماء بذلك أنه بناها الإسكندر (٦) الرومي ، واستتمها كسرى أنوشيروان (٧)

__________________

(١) جمع نهروان ، وهي التي تقع في شرقي دجلة. كورة واسعة بين بغداد وواسط ، كما في «آثار البلاد» ص ٤٧٢.

(٢) في ن أ ـ ه : جوضي ، بالضاد بدل الخاء المعجمة ، والصحيح بالخاء كما في الأصل ، وهكذا عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٣٦ ، وذكر ياقوت الحموي : أنها بالضم ، والقصر وقد يفتح اسم نهر ، عليه كورة واسعة في سواد بغداد. راجع «معجم البلدان» ص ٢ / ١٧٩.

(٣) بضم أوله وتسكين ثانيه ، وفتح الدال وياء ساكنة ، وسين مهملة ، وألف ، وياء موحدة مضمومة ، وواو ساكنة وراء : مدينة بخوزستان بناها سابور بن أردشير ... وأسكنها سبي الروم وطائفة من جنده ، فنسبت إليه بذلك ، وتقع في غرب إيران. راجع «معجم البلدان» ٢ / ١٧٠.

(٤) بضم أوله ، وسكون ثانيه ، وسين مهملة أخرى : بلدة بخوزستان ، فيها قبر النبي دانيال عليه‌السلام. (وهي معرب الشوش بالشين المنقوطة ، ومعناه الحسن والنزه والطيب ، تقع في شمال غربي خوزستان. راجع «معجم البلدان» ٣ / ٢٨٠.

(٥) بالضم ثم السكون ، وفتح التاء الأخرى ، وراء : أعظم مدينة (بشمال) خوزستان ، وهو تعريب شوشتر ، نسب إلى الشخص الذي فتحها وهو تستر بن نون. راجع «معجم البلدان» ٢ / ٢٩ ، و «آثار البلاد وأخبار العباد» ص ١٧٠.

(٦) هو الإسكندر بن فيلبس ، وقيل : فيلبوس بن مطريوس ، وهو الذي هزم ملك الفرس دارا وقتله ، وهو الذي ملك الشرق والغرب والشمال والجنوب ... ، وهو الذي بنى اثنتي عشرة مدينة منها أصبهان ، وهي التي يقال لها : جي.

انظر : «الكامل» ١ / ١٥٩ ـ ١٦٢ لابن الأثير.

(٧) هو أنوشيروان بن قباذ بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور ، وهو الذي قتل المزدك ومائة ألف زنديق وصلبهم ، وسمي يومئذ أنوشيروان ، وكان مولد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ في آخر ملكه ، حيث قيل : ولد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ سنة اثنتين وأربعين من ملكه ، وكان ملكه ثمانيا وأربعين سنة ، وقيل : ٧٤ سنة.

انظر نفس المصدر ١ / ٢٥٥ ـ ٢٥٨ ، «وتاريخ الملوك والأمم» للطبري ١ / ٩١.

١٧٥

(على) يدي آذرشابور ، ومساحتها ألفا جريب (١) ، ويحيط بالمدينة ألف قصبة تكون ستة آلاف (٢) ذراع ، وهو نصف فرسخ ، لأنّ الفرسخ اثنا عشر ألف ذراع ، وقطرها ثلاثمائة وعشرون قصبة ، وإذا ضربت نصف قطرها في نصف استدارتها ، كان ثمانين ألف قصبة هو ألفا جريب.

وفي سور المدينة مائة (٣) قصر ، وقد حجب عن السور الغار بطلسم ، ومن باب خور إلى باب يهودية الصغرى ألف ومائة ذراع ، وبينهما ثمانية وعشرون (٤) برجا ، ومنه إلى باب طيره (٤) ألف ومائة ذراع ، وبينهما ثلاثة وعشرون (٤) برجا ، من هذا الباب إلى باب اسبنج (٤) ألف وثلاثمائة ذراع ، وبينهما أربعة وعشرون برجا ، ومنه ، إلى باب خور ألف وأربعمائة ذراع ، وبينهما خمسة وثلاثون برجا.

__________________

(١) الجريب من الطعام والأرض : مقدار معلوم ، وفي الأرض مكيال قدر أربعة أقفزة ، نحو ثلاثة آلاف ذراع ، وقال بعض : يختلف باختلاف البلدان ، كالرطل والمد والذراع.

انظر «تاج العروس من جواهر القاموس» ١ / ١٧٩ للزبيدي ، و «مختار الصحاح» لمحمد الرازي ص ٩٨. وفي «فرهنك عميد الفارسي» ص ٤٤٩ : جريب مساحة من الأرض بقدر عشرة آلاف متر مربع.

(٢) في الأصل ألف ، والتصويب من أ ـ ه ، ومن مقتضى القواعد.

(٣) في «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ : مائة وأربعة قصور.

(٤) عند أبي نعيم ١ / ١٦ : ثمانية عشر برجا ، بدل عشرون ، وبالتاء عنده ، بدل الطاء وعنده : ثلاثة وثلاثون ، وعنده اسفيبس ، وذكر أبو نعيم : أن آذر سابور هو الذي أتم بناء سور مدينة جي (أصبهان) ، وركب فيه الشرف ، وهي مواقف المقاتلة على أعلاه ، وعلق أربعة أبواب في أربعة مواضع من السور ، في أربعة أيام ، في كل يوم بابا ، علق الباب الذي وجهه إلى ميدان السوق في روز خور ، فسماه «باب خور» ، وروز خور الذي يقع عليه الشمس ، وعلق من غده «ماه بر» ، وماه عندهم : القمر ، وهو الذي يسمى «باب اسفيبس» ، ثم علق من غده الباب الثالث ، وسماه «تيربر» ، ومعناه : «باب عطارد» وهو المسمى «بباب تيره» وعلق من غده الباب الرابع ، وسماه «كوش بر» ، وهو المسمى «بباب اليهودية».

راجع «أخبار أصبهان» ١ / ١٥.

١٧٦

ذكر طول مدينتها :

حكي عن أبي عمرو بن حكيم ، قال : يقال إن طول (١) مدينة أصبهان ألف وسبعمائة (٢) واثنتين وخمسين ذراعا ، في عرض ألف وخمسمائة ذراع ، يكون ألفي ألف وستمائة وثمانية وعشرين ألف ذراع ، يكون بالدهقان (٣) ألف وثمان مائة وخمسة وعشرون جريبا.

ودوران المدينة سبعون (٤) ألف ومائة ذراع ، يكون ألفا ومئة وثلاثا وثمانين قصبة (٥) وثلثا.

مساحة مسجد الجامع بيهودية (٦) أصبهان :

__________________

(١) جعل أبو نعيم في ذكر «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ ، مساحة الطول المذكورة هنا للعرض ، ومساحة العرض للطول ، والصواب الأول ؛ لأنّ الطول في الغالب يكون أكثر مساحة من العرض ، وهنا على العكس ، ويؤيد ما قلت ما في «معجم البلدان» ١ / ٢٠٦ ، حيث ذكر أن طولها ست وثمانون درجة ، وعرضها ست وثلاثون درجة. فجعل الطول أكثر من العرض.

(٢) الصحيح : اثنان وخمسون ، وهكذا في ن ـ أ ـ ه ، «وأخبار أصبهان» ١ / ١٦.

(٣) الدهقان : بالكسر والضم : القوي على التعرف مع حدة ، والتاجر ، وزعيم فلاحي العجم ، ورئيس الإقليم : معرب ، والمراد هنا زعيم الفلاحين ؛ لأن الجريب كما تقدم شرحه سابقا اصطلاح خاص لهم. انظر «القاموس المحيط» للفيروز آبادي ٤ / ٢٢٤ ، «ومختار الصحاح» لمحمد الرازي ص ٢١٣.

(٤) عند أبي نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ سبعة آلاف ومائة ذراع ، وبذراع اليد (عشرة) آلاف وستمائة وخمسون ذراعا ، وذكر أبو نعيم أخيرا أن هذه المساحة على ما ذكر تولاها محمد بن كره الحاسب. ذكر ياقوت الحموي : أنه كانت مساحة أصبهان ثمانين فرسخا في مثلها ، وستة عشر رستاقا ... «معجم البلدان» ١ / ٢٠٧. قلت : كانت هذه مساحة أصبهان في القديم ، أما مساحة أصفهان الحالي وتفصيل ذلك : انظر مقدمتي الباب الأول.

(٥) القصبة ، نصف فرسخ بقدر ستة آلاف ذراع ، كما مر قريبا ، والقصبة أيضا : البئر الحديثة الحفر ، والقصر أو جوفه ، والمدينة أو معظم المدن ، القرية .. راجع «القاموس المحيط» للفيروزآبادي ١ / ١١٧.

(٦) إنما سميت المحلة : بيهودية أصبهان ؛ لأنّ بخت نصر لما أخذ بيت المقدس وسبى أهلها ، فأخذ يهودها وأنزلهم أصبهان ، فبنوا لهم في طرف مدينة «جي» ـ الأصبهان ـ محلة ونزلوها ، فسميت ـ

١٧٧

اثنا (١) عشر جريبا ، وله سبعة وعشرون بابا ، وفيه تسعة وخمسون طاقا ، وفيه من الاسطوانات مائتان وست وثمانون اسطوانة ، وطوله خمس مائة آجرة ، وعرضه ثلاثمائة آجرة يكون مائة وخمسين ألف آجرة يسع كل أربع آجرات رجل ، يكون تسعة وثلاثين ألفا وخمس مائة رجل.

ذكر فتوح أصبهان ومشاورة عمر (٢) بن الخطاب ـ رضي‌الله‌عنه ـ أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ على رسوله فيها وأجوبتهم له وذكر المبعوثين إليها :

حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو ، قال : ثنا (٣) رسته ، عن عبد الرحمن بن

__________________

ـ اليهودية ، وكانت تسمى في أيام مملكة الفرس «كوچه يهودان» يعني سكة اليهود ، وبعد أن مضت على ذلك الأعوام ، فخربت جي ـ المكان المعروف بأصبهان ـ وعمرت اليهودية ، فمدينة أصبهان هي اليهودية.

قلت : كان هذا في القديم ، وأما الآن ، فقد دخلت جي واليهودية كلتاهما في العمران ، ولم تزل ثار مسجد الجامع موجودة إلى الآن تزار.

انظر «معجم البلدان» ١ / ٢٠٨ ، «وآثار البلاد» ص ٢٩٦ ، «وأخبار أصبهان» ١ / ١٦ ، «وأصبهان» ص ١٧١ للدكتور لطف الله ، و «نصف جهان في تعريف أصبهان» ص ٦.

(١) في أ ـ ه «اثني ،» والصواب ما في الأصل.

(٢) هو ثاني الخلفاء الراشدة ، وأفضل الأمة بعد نبيها وأبي بكر. تولى الخلافة بعد أبي بكر عشر سنين وستة أشهر وبضعة أيام ، قتل يوم الاربعاء سنة ٢٣ ه‍ ، عن ٦٣ سنة. انظر «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٥٢ ، «والإصابة» ٢ / ٥١٨.

(٣) في أ ـ ه (بفارسته) ، بدل ثنا رسته ، والصواب : ما أثبته من الأصل ؛ لأنّ محمد بن أحمد يروي عن رسته ، وهو عبد الرحمن بن عمر ، وأيضا يؤيد ما قلت : ما جاء في «أخبار أصبهان». انظر ١ / ٣٠.

تراجم الرواة :

محمد بن أحمد : هو أبو عبد الله الأبهري الأصبهاني ، ترجم له أبو الشيخ في «الطبقات» ٢٨١ / ٣ من أ ـ ه ، وقال : «شيخ ثقة ، كتب بأصبهان عن رسته والأصبهانيين» ، وكذا ترجم له أبو نعيم في «أخبار أصبهان» ٢ / ٢٥٧ ، وقال : توفي سنة ٣١٥ ه‍.

ورسته ـ بضم الراء ، وسكون المهملة ، وفتح المثناة ـ لقبه ، واسمه عبد الرحمن بن عمر بن يزيد. ثقة ، له غرائب ، ترجم له أبو الشيخ. انظر ت رقم ٢٢١.

عبد الرحمن بن مهدي بن حسان الغبري ، مولاهم أبو سعيد البصري ثقة ، ثبت ، حافظ ، عارف ـ

١٧٨

مهدي ، قال : حدثني حماد بن سلمة (*) ، عن أبي عمران الجوني (**) ، عن علقمة بن عبد الله المزني ، عن معقل بن يسار ، أن عمر بن الخطاب شاور الهرمزان (في أصبهان (١) ، وفارس (٢) ، وآذربيجان (٣) بأيهن يبدأ ، فقال له الهرمزان : يا أمير المؤمنين «أصبهان الرأس ، (وفارس) (٤) ، وآذربيجان الجناحان ، فإن قطعت إحدى الجناحين ، مال الرأس بالجناح ، وإن قطعت الرأس ، وقع الجناحان ، فدخل عمر المسجد ، فإذا هو بالنعمان (٥) بن مقرن قائم يصلي (٦) ، فانتظره حتى قضى صلاته ، ثم قال :

__________________

ـ بالرجال والحديث ، قال ابن المديني : ما رأيت أعلم منه ، مات سنة ١٩٨ ه‍ وهو ابن ٧٣ سنة. انظر «التقريب» ص ٢١٠ ، «والتهذيب» ٦ / ٢٧٩.

(*) هو حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ، ثقة عابد ، أثبت الناس في ثابت ، وتغير حفظه بأخرة. مات سنة ١٦٧ ه‍. انظر المصدرين السابقين ص ٨٢ ، و ٣ / ١١.

(**) وأبو عمران الجوني ـ وهو بفتح الجيم ، وسكون الواو ، وكسر النون ـ هذه النسبة إلى جون بطن من الأزد ... واسم أبي عمران : عبد الملك بن حبيب البصري ، مشهور بكنيته. ثقة ، مات ١٢٨ ه‍. انظر «الأنساب» ٣ / ٤٢٠ للسمعاني ، «والتقريب» ص ٢١٨.

علقمة بن عبد الله المزني ، بضم الميم ، وفتح الزاي ، وفي آخرها نون ، نسبة إلى قبيلة مزينة ـ (ابن سنان البصري) وقيل : اسم جده عمرو ، ثقة. مات سنة مائة ، انظر «التقريب» ص ٢٤٣ ، «والتهذيب» ٧ / ٢٧٥.

معقل بن يسار أبو علي المزني : صحابي ممن بايع تحت الشجرة. توفي بعد الستين. انظر «التقريب» ص ٣٤٣ ، «وتهذيب الأسماء» ١ / ١٠٦ ، للنووي ـ عمر رضي‌الله‌عنه ـ تقدم قريبا.

والهرمزان ـ بضم الهاء والميم ـ وهو اسم لبعض أكابر الفرس ، وهو دهقانهم الأصغر الذي قاتل المسلمين برامهرمز ثم تستر ، فهزم ، وأسره أبو موسى الأشعري ، وبعثه إلى عمر ، ثم ترك سراحه ، فأسلم. انظر «الكامل» ٢ / ٣٨٣ ، «وتهذيب الأسماء» ٢ / ١٣٥.

(١) بين الحاجزين من الأصل غير موجود في أ ـ ه ، يبدو أنه سقط من الناسخ والله أعلم.

(٢ ، ٣) تقدمتا قريبا قبل صفحات.

(٢ ، ٣) تقدمتا قريبا قبل صفحات.

(٤) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ١٦ ، «وتاريخ خليفة» ص ١٤٨.

(٥) النعمان بن مقرن أبو عمرو ، أو أبو الحكيم المزني : صحابي مشهور ، استشهد بنهاوند سنة ٢١ ه‍.

انظر «الإصابة» ٣ / ٥٦٥ ، قال ابن حجر : «وهو الذي فتح أصبهان واستشهد بنهاوند». انظر «التهذيب» ١٠ / ٤٥٦. قلت : الصحيح أنه لم يشترك في فتحها كما أثبتّ ذلك في مقدمتي الباب الاول.

(٦) في أ ـ ه ، (قائما) ، والصواب ما أثبته كما في الأصل.

١٧٩

إني مستعملك ، فقال : أما جابيا (١) فلا ، ولكن غازيا. فقال عمر : فإنك غاز ، وسرحه ، وبعث إلى (أهل) (٢) الكوفة أن يمدوه ، فذهبوا ومعه حذيفة بن اليمان (٣) ، والزبير بن العوام (٤) ، والمغيرة بن شعبة (٥) ، والأشعث بن قيس (٦) ، وعمرو بن معد يكرب (٧) ، وابن عمر (٨) ، حتى أتوا نهاوند ، فأتاهم النعمان بن مقرن ، وبينهم وبينه نهر ، فبعث إليهم المغيرة بن شعبة (رسولا) (٩) ، فذكر القصة (١٠).

__________________

(١) جبي الخراج : أي جمعه ، فالجابي هو الذي يجمع الخراج وغيره. انظر «لسان العرب» ١٤ / ١٢٨.

(٢) بين الحاجزين من «تاريخ خليفة بن خياط» ص ١٤٨ ، ومن «أخبار أصبهان» ١ / ٢١.

(٣) حذيفة بن اليمان ، واسم اليمان : حسيل ـ مصغرا ـ ويقال : حسل بكسر ، ثم سكون ، العبسي ـ بالموحدة ـ : صحابي جليل من السابقين. مات في أول خلافة علي سنة ٣٦ ه‍. انظر «التقريب» ص ٦٦ ، والإصابة ١ / ٣١٧.

(٤) والزبير بن العوام بن خويلد أبو عبد الله القرشي الأسدي : أحد العشرة المشهود لهم بالجنة. قتل سنة ٣٦ ه‍ بعد منصرفه من وقعة الجمل ، انظر المصدر السابق ص ١٠٦ ، وانظر «الإصابة» ١ / ٥٤٥.

(٥) والمغيرة بن شعبة : هو أبو عيسى وقيل : أبو محمد الثقفي : صحابي مشهور ، أسلم قبل الحديبية ، وولي إمرة البصرة ثم الكوفة ، مات سنة خمسين على الصحيح ، انظر «التقريب» ص ٣٤٥ ، «والتهذيب» ١٠ / ٢٦٢.

(٦) والأشعث بن قيس : هو أبو محمد الكندي الصحابي ، نزل الكوفة. مات سنة ٤٠ أو ٤١ ه‍ ، وقيل ٤٦ ه‍. نظر «تاريخ خليفة» ص ١٩٩ ، والمصدرين السابقين ص ٣٨ و ١ / ٣٥٩.

(٧) هو أبو ثور الزبيدي الشاعر الفارس ، له صحبة. مات بالقادسية ، وهو ابن مائة وست ، وقيل : مائة وخمسين. انظر «الإصابة» ٣ / ١٨ ، «والاستيعاب» ٢ / ٥٢٠ بهامش «الإصابة».

(٨) هو عبد الله بن عمر العدوي أبو عبد الرحمن ... وهو أحد المكثرين من الصحابة والعبادلة ، مات سنة ثلاث وسبعين عن سبع وثمانين سنة. انظر «الإصابة» ٢ / ٣٤٧ ، «والتهذيب» ٥ / ٣٢٨ ، «والتقريب» ص ١٨٢.

(٩) بين الحاجزين من «أخبار أصبهان» ١ / ٢١.

(١٠) مرتبة الإسناد المذكور : رجاله كلهم ثقات ، وأسنده خليفة بن خياط في «تاريخه» ص ١٤٨ ، والبلاذري في «فتوح البلدان» ص ٣٠١ ، وابن جرير في «تاريخه» ٤ / ٢٤٨ ، وابن حبان في «الثقات» ٢ / ٢٢٤ ، ساقه بدون السند ، وأبو نعيم في «أخبار أصبهان» ١ / ٢١ ، كلهم من طريق حماد بن سلمة به ، وكذا ذكره ابن كثير في «البداية ٧ / ١٠٦ وابن الأثير في «الكامل» ٣ / ٥ ذكر القصة بطولها.

١٨٠