طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]

طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها - ج ١

المؤلف:

أبي محمّد عبدالله بن محمّد بن جعفر بن حيّان [ أبي الشيخ الأنصاري ]


المحقق: عبدالغفور عبدالحقّ الحسين البلوشي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٦٨

٣٥ ـ كتاب «العتق والمدبر والمكاتب» ـ رواه السمعاني بسنده (١).

٣٦ ـ كتاب «العظمة» في مجلد ، ذكر فؤاد سزكين : «أنه كتاب صوفي» ، يعتمد على الصحابي عبد الله بن سلام ، زاعما أن كتب النبي ـ دانيال قد وصلت إليه (٢).

قلت : سأذكر بعض ما احتواه الجزء الحادي عشر ، والثاني عشر فيما بعد ، حتى يتبين لنا محتواه.

وعرّفه غيره :

فقد قال حاجي خليفة : «وهو على طريقة المحدثين بالتحديث والإسناد ، ذكر فيه عظمة الله تعالى ، وعجائب الملكوت العلوية ، والأخبار النوادر ، ـ وهو كما قال : ـ أوله «الحمد لله العظيم الوكيل ...» في مجلد (٣) ، وذكره عمر رضا كحالة باسم «كتاب عظمة الله ومخلوقاته» وقال : ذكر فيه عظمة الله ، وعجائب الملكوت العلوية (٤).

يوجد منها مصور الجزء الحادي عشر ، والثاني عشر ، عن الأصل الموجود «بمخطوطات الظاهرية» مجموع ٤٢ علم التاريخ رقم ٣١٥ ـ ٣١٦ ـ بمخطوطات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الجزء الحادي عشر في ١٤ ، والثاني عشر في ١٦ ورقة (٥) ، وعليه سماع من سبطه أبي الفتح محمد بن عبد الرزاق.

__________________

(١) المصدر السابق (١ / ١٦١ ، ٢ / ٧١).

(٢) انظر : «تاريخ التراث» ١ / ٣٢٦.

(٣) انظر : «كشف الظنون» ٢ / ١٤٣٩.

(٤) انظر : «معجم المؤلفين» ص ١١٤.

(٥) يوجد هذا الكتاب في أماكن مختلفة ناقصة وكاملة ، في برلين / ٦١٥٩. ٣٧ ورقة تاريخ نسخها ١١٤٩ وفي بلدية الإسكندرية ٢٠٥٤ ـ ٦٢ ورقة من القرن الحادي عشر الهجري».

وفي الفاتيكان فيدا ١٤٨٠ (الأوراق ٣٦ ـ ٨٥ ـ ٩٧٢ ه‍) ـ وباريس ٤٦٠٥ (٣٥ ورقة ، ١٠٥٢ ه‍) كوبريلي ٢ : ١٣٨ / ٢ (من ١٤ ـ ١٨ أ ـ القرن التاسع الهجري) ، والزيتونية بتونس ٣ / ٣٤٣ رقم ٧١١ (١٢٥٥ ه‍ وسراي مدينة ـ تركيه ـ ٣٢٩ ، ٢٥٥ ورقة ، ١١٤٨ ه‍». ـ

١٠١

فذكر من أول الجزء الحادي عشر قصة ذي القرنين ، ثم عنون بقوله : «ذكر جبل قاف المحيطة بالأرضين ، فذكر ما ورد في ذلك من الروايات ، ثم عنون بقوله : (ذكر نمروذ ، وعظم سلطانه ، وعتوه ، وتمرده ، وتسليط الله عزوجل ضعف خلقه عليه ، احتقارا له ، وتهاونا بشأنه) ، «ثم ذكر قصة أصحاب موسى الذين حرم عليهم أن يدخلوا الأرض المقدسة ، وما حظوا به من عظيم قدرة الله وعجيب شأنه». ق ٤.

وعنون في ق ٢٠ بقوله : «ذكر لطف حكمة الله تعالى ، وحسن تقديره ، وعجيب صنعه ، وحسن تركيب خلقه» ، ثم ساق فيه روايات ، وفي ٢٣ عنون بقوله : (ذكر الجن وخلقهن) ، فساق بعض الأحاديث الواردة في ذلك ، وهكذا.

ثم عنون بقوله : (قصة عوج وعظم خلقه وبيان سنه) ، ثم عنون بقوله : «صفة العماليق والجبارين وعظم أجسامهم وثمارهم» ثم عنون بقوله : «ذكر المائدة وصفتها» ، وقس على هذا المنوال.

فيستنبط مما ذكرت محتوى الكتاب ، وأن الجانب التاريخي غالب عليه.

٢٨ ـ «عوالي أبي الشيخ». يوجد الجزء الأول والثاني بدار الكتب الظاهرية مجموع ٩٣ (ق ٢١ ـ ٣٦) ، ومنه نسخة ثانية بخط الضياء المقدسي.

الجزء الأول رقم عام ٣٦٣٧ (ق ٥٧ ـ ٦٥) (١).

__________________

ـ انظر «تاريخ التراث العربي» ١ / ٣٢٦ ، و «فهرس معهد المخطوطات» بالقاهرة ١ / ١٣٥ ، و «فهرس مخطوطات الظاهرية» ص ١٦٦ ، وأنظر العش «فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية» علم التاريخ ٣١٥ ـ ٣١٦ ، وفي الظاهرية نسخة أخرى من ق ١ ـ ٨٣ ، ولكنها محذوفة الأسانيد ، فهي إذن مختصر كتاب «العظمة» الرقم العام ٦٤٠٢.

وكذا ذكر الكتاب الذهبي في «سير النبلاء» ١٦ / ٢٧٨ وابن حجر في «معجم المفهرس» ١١٨ / ١ ، وابن تغري في «النجوم» ٤ / ١٣٦ وابن عراق في «التنزيه» ٢ / ٣٠٥ ، والبغدادي في «هدية العارفين» ١ / ٤٤٧ ، والزركلي في «الأعلام» ٤ / ٢٦٤ ، «والكتاني في الرسالة» ص ٥٣.

(١) انظر : «فهرس مخطوطات الظاهرية» ١٦٧.

١٠٢

وفي دار الكتب بالقاهرة ٢ ، (١ / ١٠٧) حديث ١٥٥٩ من ١٠ أ ـ ١٤ من القرن الثامن الهجري (٩ ورقات) (١). وذكر ابن حجر أيضا جزءين من عواليه فقال : «أوله حديث أبي هريرة في ذم من أخذ من الطريق بغير حقه ، وآخره : عن عمر بن الخطاب» (٢).

٣٨ ـ «كتاب العيدين» ، رواه السمعاني بسنده إجازة (٣).

٣٩ ـ كتاب «الفتن» ـ لم يصل إلينا (٤).

٤٠ ـ كتاب «الفرائض والوصايا» ـ لم يصل إلينا (٥).

٤١ ـ كتاب «فضائل القرآن» ـ لم يصل إلينا (٦).

٤٢ ـ «الفوائد أو فوائد الأصبهانيين» ـ يوجد منه ٤ أوراق في مجموعة رقم ٣٨ من ٥٥ ـ ٥٩ في قسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وهي مصورة عن الأصل المحفوظ بدار الكتب الظاهرية ، رقم ٥٤٦ ، مجموعة ٣٨ ، وحديث ٣٥٧ (ق ٥٧ ـ ٦٥) (٧).

وقال ابن حجر : «وأول الجزء الثالث : حديث تميم الداري في النهي عن خمس ، وآخره ... أغروا النساء يلزمن الحجاب» ، وساق بسنده ،

__________________

(١) انظر : «فهرست المخطوطات بدار الكتب بالقاهرة» ١ / ٢١٣ ، ٢٠٢٤ ، وأنظر «تاريخ التراث العربي» ١ / ٣٢٧.

(٢) انظر «المعجم المفهرس» ٣٤٨ / ٢.

(٣) انظر «التحبير في المعجم الكبير» ٢ / ٨٢.

(٤) ابن عراق في «تنزيه الشريعة» ٢ / ٣٢ ، والسيوطي في «الجامع الصغير» ٢ / ٥٣٥ مع «الفيض» والشوكاني في «الفوائد» المجموعة ٤١٦ ، والكتاني في «الرسالة» ص ٤٩.

(٥) ابن حجر بسنده في «المعجم المفهرس» ١٧٣ / ٢ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ٤٩ ، وذكره الذهبي في «السير» ٢١٥ / ١٠ ـ بقوله : ووقع لنا منه. أي من «السنن» ـ كتاب الفرائض ، فلعله هذا الكتاب جزء من السنن ، والله أعلم.

(٦) ابن حجر في «تلخيص التحبير» ٢ / ١١٠.

(٧) ذكره المؤلف نفسه في «الطبقات» له ، أنظر : ترجمة ١٠٢ ، و «أخبار أصبهان» ١ / ٦.

١٠٣

فقال : أخبرنا الأصم بالفوائد له في اثني عشر مجلدا (١).

٤٣ ـ «فوائد العراقيين» ـ رواه السمعاني بسنده (٢).

٤٤ ـ كتاب «القطع والسرقة» ـ لم يصل إلينا (٣).

٤٥ ـ «مجلسان من أمالي أبي الشيخ» ـ ذكرهما ابن حجر ، فقال : في آخره من رواية السلفي ، عن الحداد ، وآخره من بني اسرائيل (٤).

«ومجلس آخر من حديثه» ـ قال ابن حجر : «أكثره في ذم اللواط» (٥). ويوجد مجلس من حديثه بدار الكتب الظاهرية ، مجموع ٧٥ (ق ٦١ ـ ٦٧) (٦) ، فلعله هو المذكور عند ابن حجر.

٤٦ ـ «المسند المنتخب على الأبواب المستخرج من كتاب مسلم بن الحجاج»(٧).

٤٧ ـ «المعجم» ـ لم يصل إلينا (٨). وهو كتاب في معجم شيوخه.

٤٨ ـ كتاب «المواقيت» ـ لم يصل إلينا (٩).

__________________

(١) انظر : «المعجم المفهرس» ٥٦ / ٢.

(٢) انظر : «التحبير في المعجم الكبير» (١ / ١١٦ ، ١٩٠).

(٣) الكتاني : في «الرسالة المستطرفة» ص ٤٩ ، والسمعاني في «التحبير» (١ / ١٦١) ، رواه بسنده.

(٤) انظر : «المعجم المفهرس» ٣٥٠ / ٢.

(٥) نفس المصدر.

(٦) انظر : «فهرس مخطوطات الظاهرية» ص ١٦٧.

(٧) رواه السمعاني بسنده إجازة. انظر : «التحبير» (٢ / ١٤١).

(٨) أبو نعيم في «أخبار أصفهان» ١ / ٢٨٠ ، ٣٣٥ ، ٢ / ٢٥٥ ، وياقوت الحموي في «معجم البلدان» ١ / ٥٤٧ ، والسخاوي في «الإعلان بالتوبيخ» ، ص ١١٩.

(٩) الكتاني في «الرسالة» ص ٤٦ ، فلعل هذا الكتاب جزء من كتابه «السنن» ، والله أعلم ، والسمعاني في «التحبير» (١ / ١٦٠).

١٠٤

٤٩ ـ كتاب «الناسخ والمنسوخ من الحديث» ـ لم يصل إلينا (١).

٥٠ ـ كتاب «النكاح». قال ابن حجر : «في تسعة أجزاء» ، روي بعضها سماعا وبعضها إجازة (٢).

٥١ ـ كتاب «النوادر والنتف». قال فؤاد سزكين : «يضم أقوال الصحابة (٣) والتابعين. قال ابن حجر : «قرأت منه جزءا على أبي الفضل بن الحسين وأبي الحسين بن أبي بكر الهيثمي ، وآخر الجزء : أثر طاووس «خير العبادة آخرها» (٤).

يوجد منه نسخة مصورة في مكتبة خاصة بالمغرب ، ٥١ ورقة ، تاريخ نسخها : ٨٧٨ ه‍ (٥).

__________________

(١) السخاوي في «المقاصد الحسنة» ١٧٣ ، ٤٧٣ ، والعجلوني في «كشف الخفاء» ٢ / ٣٧٩ ، والكتاني في «الرسالة المستطرفة» ص ٨٠.

(٢) ابن حجر في المعجم المفهرس ١٧٦ / ١ ، وفي «الإصابة» ٤ / ٤٧ ، والكتاني في المصدر السابق ص ٤٨.

(٣) انظر : «تاريخ التراث» ١ / ٣٢٧ ، وكذا ذكره السمعاني في «التحبير» ١ / ١٦١.

(٤) انظر : «المعجم المفهرس» ٣٥١ / ١.

(٥) في ميونيخ (١٥٨) القرن الحادي عشر الهجري ، وأنظر «فهرست المخطوطات بدار الكتب بالقاهرة» ٣ / ١٨١ ـ ١٨٢ رقم ٣٠٥٠ خ. قد يكون «في حكايات في الظاهرية مجموع ٢٠ ، ١٨٧ أ ـ ١٩٣ ب في القرن السادس الهجري.

١٠٥
١٠٦

الفصل الثاني

في توثيق نسبة الكتاب

إلى المؤلف ، وبيان محتواه ، وموارده ، ومنهجه :

المبحث الأول

اسم الكتاب كما جاء عند المؤلف ، أو ذكره غيره :

فقد ذكره المؤلف نفسه في بداية مقدمة كتابه ، فيما رواه عنه بسنده أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي ، فقال : «ثنا الإمام أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان ، المعروف بأبي الشيخ ـ رحمه‌الله ـ قال : هذا كتاب «طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان من الصحابة والتابعين ومن كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا».

وعلى وجه الورقة الأولى من المخطوطتين ، ذكر باسم : «طبقات المحدثين بأصبهان والواردين عليها».

وجاء في السماعات الموجودة في أواخر الأجزاء الثلاثة مختصرا باسم : «طبقات المحدثين» ، وقد جاء عند بعض من نقل عنه ، أو اهتم بذكر المؤلفات هكذا مختصرا (١) ، أو مسمى باسم «التاريخ» (٢) ، أو «طبقات أهله» ـ أي :

__________________

(١) انظر : «الأعلام» للزركلي ٤ / ٢٦٤ ، «ومعجم المؤلفين» ٦ / ١١٤ لعمر رضا كحالة.

(٢) ابن تغري بردي في «النجوم الزاهرة» ٤ / ١٣٧ ، ذكره بقوله : هو صاحب «تاريخ بلده».

والبغدادي : ذكره بقوله هو صاحب «تاريخ أصفهان ، أو طبقات أهله» في «هدية العارفين» ١ / ٤٤٧.

١٠٧

أهل بلده (١) ، أو «طبقات الأصبهانيين» (٢) ، أو «كتاب أصبهان» ، أو «طبقات أصبهان» ، أو كتاب «الطبقات» (٣).

توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف :

نستطيع أن نجزم في صحة نسبة الكتاب إلى المؤلف للأمور الآتية :

أولا : وجود سند رواية الكتاب في بدء النسختين إلى المؤلف (٤) ، ووجود السماعات عليه.

ثانيا : من خلال دراسة الكتاب وطبيعة الأسانيد (٥).

ثالثا : من تصريح المحدثين باسم الكتاب ونسبته إليه.

رابعا : من النقول الموجودة في متون الكتب الأخرى ، وهي مطابقة تماما لما في الكتاب.

إليكم من صرح باسمه عند نقله منه :

أمّا تصريح المقتبسين من الكتاب باسمه ، فقد صرح به عدد منهم عند النقل منه.

فمنهم : تلميذه البارز المكثر عنه ، أبو نعيم الحافظ ، فقد ذكر حكايتين عن المؤلف في ترجمة أحمد بن عبيد الخزاعي ، وختمهما بقوله : «ذكرهما عنه

__________________

(١) انظر المصدر السابق الأخير.

(٢) انظر : «الإصابة» (٢ / ٦٢) ، «والتهذيب» (١ / ١٦٥ و ٣ / ٣٢١) ، و «اللسان» (٢ / ٣٠٧) الجميع لابن حجر ، و «المقاصد الحسنة» ص ١٢١ للسخاوي ، و «الرسالة المستطرفة» ص ١٤٠ للكتاني.

(٣) انظر : «أخبار أصبهان» (١ / ٧٧) ، «واللسان» (١ / ٤٢٦ و ٤٤٤) ، وسيأتي مفصلا في توثيق نسبة الكتاب ، ومن صرح باسمه.

(٤) انظر مبحث دراسة رواية الكتاب.

(٥) انظر دراسة منهج المؤلف ، وكذا ما ذكرناه في نشأته ، من النقول في تجواله مع والده.

١٠٨

أبو محمد بن حيان في كتاب «الطبقات» في الطبقة الخامسة من كتاب أصفهان ، ولم يذكر إسنادهما» (١). وهما موجودتان فيه حرفيا (٢).

وكذا نقل عنه بقوله : «وذكر شيخنا أبو محمد بن حيان في «كتابه» عن علي ابن مجاهد قال : افتتحت أصفهان في خلافة عمر سنة إحدى وعشرين ... (٣)». وهو موجود في كتابه «الطبقات» (٤) بنصها ، مما يدل على أنه يقصد كتابه المذكور ، وكذا نقل في ١ / ٣١١ بعد أن ساق حديثا عن المؤلف ، فقال : «وحدثناه في كتابه في الطبقة السادسة» (٥) ، وهو موجود فيه في الطبقة الثانية في ترجمة سليمان الأصبهاني ، فلعل السادسة محرف عنها. والله أعلم.

وقد صرح ابن حجر في أكثر من موضع عند اقتباسه منه في كتبه الآتية ، مرة بقوله : «ذكر» ، أو قال أبو الشيخ في «طبقات الأصبهانيين».

انظر : «الإصابة» (٢ / ٦٢) (٦) ، و «التهذيب» (١ / ٣٢١ و ٣ / ١٦٥) (٧) ، و «اللسان» ٢ / ٣٠٧ (٨).

وهكذا به صرح السخاوي في «المقاصد الحسنة» ص ١٢١ (٩) :

ومرة ذكره بقوله : «قال أبو الشيخ في «الطبقات» ، أو في «طبقات أصبهان». انظر «اللسان» (١ / ٤٢٦ و ٤٤) (١٠) ، ومرة بقوله : ذكر أبو الشيخ في

__________________

(١) انظر : «أخبار أصفهان» ١ / ٧٧.

(٢) انظر : «طبقات المحدثين» ١١٠.

(٣) المصدر السابق لأبي نعيم ١ / ٦٢.

(٤) انظر ت ٨ من «الطبقات» ٢٥ / ١.

(٥) انظر ت رقم ٤٤ من «الطبقات».

(٦) في ترجمة سلمان الفارسي رقم ٣ ، وقارن بينهما.

(٧) في ترجمة إسماعيل بن عمرو البجلي رقم ٩٨ ، والخليل بن أحمد.

(٨) في ت ١٥٠ من «الطبقات» ، الحسين بن الفرج الخياط.

(٩) في حديث عزاه إليه رواه أبو هريرة أن «الكذب ينقص الرزق».

(١٠) في ترجمة إسماعيل بن عمرو البجلي ، وإسماعيل بن يزيد بن حريث ، أنظر : ترجمة ٩٨ ت ١٧٠ من «الطبقات» للمؤلف ، وقارن بينهما.

١٠٩

«تاريخه» ، فقال : «قال أهل التاريخ : كان عبد الله بن عتبان من أصحاب النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم» ـ. وهو موجود فيه ، فلعله يقصد كتابه «الطبقات» (١).

ولا يجزم به ، فإنّ له تآليفا في التاريخ على السنين ، انظر «الإصابة» ٢ / ٣٧٧. وذكره مرة بقوله : في كتاب أبي الشيخ والمنقول (٢) موجود فيه.

مما يبدو أنه يقصد كتابه «الطبقات» ، والله أعلم. انظر «اللسان» ١ / ١٨. هذا ، وقد تقدم ذكر بعض المؤلفين الذين ذكروا نسبة الكتاب إلى المؤلف في بداية هذا الفصل ، وبالإضافة إلى ذلك ، فقد وجدت نقولا كثيرة معزوة إلى المؤلف ، وهي موجودة في كتابه «الطبقات» ، مما تؤيد صحة نسبة الكتاب إليه (٣).

__________________

(١) قارن بين «الطبقات» ت ١٥ وبين «الإصابة».

(٢) في ترجمة إبراهيم بن عيسى الزاهد برقم ٢٠٧. قارن بينهما.

(٣) كما سيأتي تفصيل ذلك في مبحث اقتباس المحدثين عنه.

١١٠

المبحث الثاني

أهمية الكتاب وثقة العلماء فيه والاستفادة منه

مما يدل على أهمية كتابنا هذا ، كونه المرجع الوحيد الذي وصل إلينا في موضوعه ، فهو أول مرجع لمحدثي أصبهان والقادمين إليها ، بعد فقد تاريخ أبي عبد الله ابن منده ، وحمزة بن الحسين الأصبهاني.

ويأتي بعده مما وصل إلينا : «أخبار أصبهان» لأبي نعيم ، ولا شك أن له مزية الاستدراك والتفضيل ، إلا أنّه قد اعتمد على كتاب «الطبقات» لأبي الشيخ اعتمادا تاما ، بحيث اتخذه مصدرا أساسيا لمادة كتابه ، فقد أكثر النقل عنه (١) ، والفضل للمتقدم.

ومما يزيد أيضا في أهمية الكتاب : سوق النصوص والأقوال مسندة ، وهو مهم غاية الأهمية للمحدث ، فقلما تجد فيه النقول من الكتب ، وإنما يروي بالسند ، وأيضا فقد انفرد كتابنا المذكور بتراجم لم أعثر عليها في كتاب آخر ، سوى كتاب أبي نعيم ، وهو قد اعتمد عليه في ذلك ، وبأحاديث ساقها بسنده ، ولم أستطع الحصول عليهما عند غيره من طريقه وسنده فيها قد اعتمده كل من جاء بعده ، وقد لا تجد لها سندا صحيحا إلا بسند المؤلف(٢).

ولا ريب أيضا أن أهمية الكتاب مرتبطة بشخصية المؤلف وشهرته ، وقد عرفنا شخصية أبي الشيخ سابقا ، ومكانته العلمية ، وثناء العلماء عليه ، وثقتهم فيه ، ووزن قوله عندهم ، وقيمته ، فبذلك حظي كتابه بالأهمية ، بحيث استحق أن ينقل عنه ، ويوثق به ، وإليك عددا من المحدثين الحفاظ وغيرهم الذين

__________________

(١) انظر : مبحث نقول العلماء عنه.

(٢) انظر : حديث رقم ١٩٩ في ت ١٥٢ صحيح بسند المؤلف.

١١١

اعتمدوا على كتابه «الطبقات» ، واستفادوا منه ، ونقلوا كلامه ، واقتبسوا من نصوصه.

فقد أكثر أبو نعيم عنه النقل من كتابه «الطبقات» في «أخبار أصبهان» ، ونقل عنه في «الحلية» ، ولكنه أقل (١).

وذكر الأستاذ الدكتور أكرم ضياء العمري أن الخطيب اقتبس في «تاريخ بغداد» ٥٥ نصا ، بواسطة شيخه أبي نعيم الحافظ عن أبي الشيخ (٢) ، وتجد منها في «الطبقات» ، وأشرت إليها في التحقيق في أماكنها.

وابن الأثير في «أسد الغابة» ٣ / ١٩٩ ، بواسطة أبي موسى الحافظ ، عن أبي الشيخ في ترجمة عبد الله بن عبد الله الأنصاري ، وما نقله موجود في «الطبقات» بنصه(٣).

وكذا نقل المزي عنه في ترجمة عائذ بن عمرو المزني ، وكذا في ترجمة سهل بن عثمان بن فارس. والنصان موجودان في «الطبقات» (٤).

وقد استفاد الذهبي في عشرة مواضع في كتبه من «الطبقات» لأبي الشيخ ، حسب ما وقفت عليه : في «سير النبلاء» ق ١٣٧ / ١٠ في موضع (٥) ، وفي «تجريد أسماء الصحابة» ١ / ٣٢٨ (٦) ، وفي «المغني» في موضع ٢ / ٦٤٣ (٧) ، وفي «ديوان الضعفاء» في موضع / ٢١٩ (٧) ، وفي «تذكرة

__________________

(١) تجد كثيرا من هذه النقول في تحقيق نص الكتاب ، وقلما تجد ترجمة عند المؤلف ، إلا وتجد النقول عنه عند أبي نعيم ، وقد تتبعت «أخبار اصبهان» لأبي نعيم من أولها إلى آخرها ، وأحصيت ما صرح بالنقل عنه بسنده ، فبلغ مجموع النصوص المنقولة أو المعزوة إليه (٤٥٥) نصا.

(٢) انظر «موارد الخطيب» ص ٥٢٧.

(٣) قارن بين «الطبقات» ت ١٥ ، وبين «أسد الغابة».

(٤) قارن بترجمة ١٠ و ١٢٤ من «طبقات» المؤلف ، و «تهذيب الكمال» ق ٢٢٤ / ٤ و ٢٨٠ / ٣.

(٥ ، ٦) قارن «بالطبقات» ٣٠٣ / ٣ ، وت ١٥ منه.

(٥ ، ٦) قارن «بالطبقات» ٣٠٣ / ٣ ، وت ١٥ منه.

(٥ ، ٦) قارن «بالطبقات» ٣٠٣ / ٣ ، وت ١٥ منه.

(٧) قارن «بالطبقات» ت ٢٣١ ، وت ١٢٩.

١١٢

الحفاظ» في موضعين ٢ / ٤٥٢ و ٥٦٦ : في ترجمة سهل بن عثمان بن فارس العسكري ، وفي ترجمة سمويه إسماعيل بن عبد الله بن مسعود (١) ، وفي «الميزان» في أربعة مواضع ١ / ٢٦ و ٨٠ و ٣ / ١١٦ و ٤ / ٦٤ (٢).

وكذا ابن الجوزي في «المنتظم» ٦ / ٢٢٥ في ترجمة أحمد بن مهدي بن رستم (٣).

والسيوطي في «طبقات الحفاظ» ٣١٣ في ترجمة أبي عبد الله محمد بن يحيى بن مندة(٤).

والخزرجي في «الخلاصة» ٩٥ و ٤٠٩ في ترجمة هريم بن عبد الأعلى الأسدي ، وترجمة حميد بن مسعدة ، وما نقله موجود في «الطبقات» كاملا (٥).

وكذا ابن العماد في «شذرات الذهب» ٢ / ١٥٢ في ترجمة سمويه إسماعيل بن عبد الله بن مسعود ، والنص موجود في «الطبقات» كاملا (٦).

وقد استفاد ابن حجر من «طبقات» المؤلف في ٤٢ موضعا في كتبه الآتية : في «التهذيب» : سبعة وعشرين موضعا (٧).

__________________

(١) قارن «بالطبقات» ت ١٢٤ ، وت ٢٥٤.

(٢) قارن «بالطبقات» ٢٠١ / ١ ، وبترجمة ١٢٩ وت ٢٣١.

(٣) قارن «بالطبقات» ت ٢٥٣ ، و «بالمنتظم» ٦ / ٢٢٥ ، والذي ذكرته للنموذج فقط.

(٤) قارن «بالطبقات» ٢٢١ / ٣.

(٥) قارن «بالطبقات» ت ١٤٩ ، و ١٣٤.

(٦) قارن «بالطبقات» ت ٢٥٤.

(٧) قارن بين «الطبقات» / وبين «التهذيب».

ت ١٦٨ ، ت ٩٨ ت ٥٢ ، ت ١٩ ، ت ٣٦ / ١ / ٦٦ ، ٣٢٠ ، ٣٢١ ، ٣٨٠ ، ٢ / ٦٢ ،

/ ١٠٨ ، ٣ / ١٦٥ نقله في ترجمة الخليل بن أحمد.

/ لم أقف عليه ، ولم يترجم له ، فلعله من كتاب

/ آخر ، أو في ضمن ترجمة أخرى.

ت ٢٢ ، ت ١٢٤ ، ت ٨٩ / و ٤ / ١٣ ، ١٣٨ ، ٢٥٦ ، ٣٧٥. ـ

/ ما فاتك من المشايخ).

ت ٣٨ / ١١ / ٢٩٥.

١١٣

في «اللسان» : في أحد عشر موضعا (١).

وفي «الإصابة» : في ثلاثة مواضع ٢ / ٦٢ ، ٢٦٢ ، ٣٣٦ ، والنصوص المنقولة موجودة في «الطبقات» بتمامها (قارن بترجمة رقم ٣ ، ١٠ ، ١٥).

وفي «التقريب» في موضع ص ١٦٢ ، والنص موجود في «الطبقات» (قارن بترجمة رقم ١٠).

__________________

ـ ت ١٠ / ٥ / ٤٣ ، ٨٩

ت ٦٨ ، ت ٢٢١ ، ت ١٢٤ ، / ٦ / ٣٩ ، ٢٣٥

ت ١٤٨ ، / ٨ / ٨١ ، ٢٢٥ في ترجمة عيسى بن أبي الحناط ، / لم أجد فيه ترجمة بهذا الاسم.

ت ٩١ / ٩ / ٢٠١ ، ٥٣٣ في ترجمة محمد بن يعلى السلمي / أبو علي.

ت ٨١ / ١٠ / ٤٥٤

ت ١٣٤. / ١١ / ٣٠ ، ٣٨٧ في ترجمة يعقوب بن سفيان / جوان الفارسي ، قال أبو الشيخ : (قال لي أبي :

(١) قارن بين «الطبقات» / وبين «اللسان».

ت ١٧٥ وت ٢٠٧ / ١ / ٧٨ و ٨٨.

ت ٢٩٣ وت ٩٨ / ١ / ٩٢ و ٤٢٦.

ت ١٥٠ / ٢ / ٣٠٧.

ت ١٢٥ وت ٢٩٤ / ٣ / ٨٧ و ٣٣٦.

١١٤

محتوى كتاب «الطبقات»

ذكر المؤلف إجمالا في المقدمة محتوى كتابه فقال :

«هذا كتاب طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان من الصحابة والتابعين ، ومن كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا ، مع ذكر كل من تفرد به واحد منهم بذلك الحديث ، ولم يروه غيره بذلك الإسناد ، أو حديث من حديثه ، وذكر أنسابهم وأساميهم وموتهم على ما روي لنا ، وذكر ـ والله الموفق ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ـ. وقال أيضا :

وأول ما نذكر في كتابنا هذا : ما روي في فضل بلدنا ، من دعوة إبراهيم الخليل عليه‌السلام ، وما قيل في ذلك (١).

وذكر أيضا بعد انتهاء المقدمة ، فقال :

«ثم نذكر أسامي من قدم بلدنا من الصحابة ـ رضي‌الله‌عنهم ـ والتابعين طبقة طبقة ـ نسأل الله السداد والرشاد ، وحسن التوفيق برحمته» (٢).

فهذا مجمل منهج المؤلف ومحتوى «الطبقات» ، كما صرح به المؤلف نفسه ، ولمساعدة القارىء أحب أن أوضح له الصورة باختصار ، ليكون على بصيرة من أمره ، فأقول :

إن الكتاب يحتوي على مقدمة وإحدى عشرة طبقة ، من الصحابة إلى عصر المؤلف من المحدثين.

__________________

(١) المقدمة ق ١.

(٢) انظر ق ٩.

١١٥

أما المقدمة فقد استغرقت ١٦ ورقة ذات وجه واحد ، تحدث فيها أولا عما ورد أو قيل في فضل أصبهان ، وعن وجه تسميتها ، وكثرة خيراتها ، وكيفية إنشائها ، وانتقاء أرضها ، مع ذكر بانيها ، كما تناول خصائصها وعجائبها ، وأطال في ذلك ، بالإضافة إلى ذكر مساحتها ، وطولها ، وعرضها ، وقصباتها ، ومساحة مسجد الجامع بيهودية أصبهان ، ثم ختمها بالحديث عن فتح أصبهان ، ولم يكتف بذلك ، بل ساق اختلاف الروايات في فتح أصبهان ، أكان عنوة أم صلحا ، ثم رجح أنه كان صلحا ، ولكن ساق من الروايات في طبقة الصحابة.

أما في بقية الكتاب ، فقد ذكر إحدى عشرة طبقة ، استغرقت ـ بقية الصفحات من الكتاب ، وقد رتبها حسب اللقيا ، فذكر أولا طبقة الصحابة وعددهم خمسة عشر صحابيا الذين ترجم لهم ، وسرد أسماء ثلاثة آخرين ، بلغ معهم عددهم ثمانية عشر شخصا ، ابتدأهم بذكر الحسن بن علي ، وختمهم بعبد الله بن عبد الله الأنصاري ، وتميزت ترجمة سلمان الفارسي بطولها ، حتى استغرقت نصف ما خصصه لهذه الطبقة (١).

ثم طبقة التابعين ، وعددهم ستة وعشرون شخصا ، ابتدأهم بالأحنف بن قيس ، وختمهم بيزيد الأودي. ثم طبقة صغار التابعين وكبار الأتباع في الثالثة ، وعددهم ثلاثة عشر شخصا ، ابتدأهم بعبد الرحمن بن سليمان بن الأصبهاني ، وختمهم بإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى ، وهكذا في الطبقة الرابعة وعددهم سبعة وعشرون شخصا : أولهم مبارك بن فضالة ، وآخرهم الزحاف بن أبي الزحاف.

ثم ذكر الطبقة الخامسة ، وعددهم ٦٤ علما ، وابتدأ هذه الطبقة بالنعمان ابن عبد السلام ، وختمها بعبيد الله بن يزيد القطان.

ثم السادسة وعددها ١٤ ، أولها محمد بن النعمان بن عبد السلام ، وآخرها العباس بن يزيد البحراني.

__________________

(١) فقد استغرقت ترجمته ٩ صفحات من ١٨ ـ ٢٧ عندما استغرقت بقية تراجم جميع هذه الطبقة ٩ صفحات.

١١٦

ثم السابعة ، وعددها ٢٣ شخصا ، ابتدأهم بأبي مسعود أحمد بن الفرات ، وختمهم بإبراهيم بن الحجاج الأبهري.

ثم الطبقة الثامنة ، وعددها ٥١ شخصا ، وأولها محمد بن عامر ، وآخرها علي بن عاصم.

ثم الطبقة التاسعة ، وعددها ١٥٩ مترجما ، ذكر أحمد بن عاصم على رأس هذه الطبقة ، وختمها بمحمد بن نوح أبي عبد الله الجرواءاني.

ثم خلط الطبقة العاشرة والحادية عشرة وأهلهما من معاصريه وشيوخه ، وعددهما ٢٨٨ ، وابتدأهما بترجمة أحمد بن إبراهيم بن كيسان ، وختمهما بموسى بن إبراهيم الأعرج ، وبه ختم الكتاب. وقد طول في تراجم هاتين الطبقتين ووثقهم في الغالب ، لأنهم من مشايخه ومن عاصرهم.

فبذلك بلغ عدد المترجمين ستمائة وتسعين شخصا ، في ضمنهم عدد لم يترجم لهم سوى المؤلف ، ونقل تراجمهم أبو نعيم عنه مع بعض الإضافات عليه أحيانا ، ولم تجد بيان مرتبتهم إلا عنده ، واعتمد المتأخرون عليه في نقل قوله فيهم.

موارده

قد استفاد المؤلف في كتابه هذا من بعض الكتب المؤلفة قبله ، نحو : كتابي خليفة بن خياط من «تاريخه» ، و «طبقاته» ، وكذا من «التاريخ الكبير» للبخاري و «فوائد البرديجي» ، ومن أقوال الأئمة المشاهير ، نحو : أبي حاتم ، وأحمد بن حنبل ، وابن أبي خيثمة والبخاري ، ومالك وغيرهم.

فقد استفاد في ترجمة نافع بن أبي نعيم ، رقم ٤٧ من كتاب «الطبقات» ص ٢٧٣ لخليفة ، وفي ترجمة إسماعيل السدي في تاريخ وفاته عن كتابه المذكور ص ١٦٣ ، «وتاريخه» ص ٣٧٨. قارن «بالطبقات» لأبي الشيخ ترجمة ٢٧.

١١٧

كما استفاد بواسطة إسحاق بن أحمد الفارسي عن البخاري من «التاريخ الكبير» له في ترجمة إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى. قارن بين «التاريخ الكبير» ١ / ٣٢٣ ، وترجمة رقم ٥٣ من «الطبقات» لأبي الشيخ.

وكذا في ت ٧٨ ، حميد بن أبي غنية ، عن «التاريخ الكبير» ٢ / ٣٥٦ ، بقوله : قال البخاري : «هو أصبهاني ، لما فتحها أبو موسى انتسبوا إليها».

ومن ابن أبي خيثمة ، حيث قال أبو الشيخ في ترجمة عبد العزيز بن الماجشون رقم ٥٩ : ـ حكى ابن أبي خيثمة ، قال : «كان الماجشون من أصبهان ، فنزل المدينة ...» الخ.

وكذا استفاد في ترجمة خطاب بن جعفر ، عن أبي حاتم ، انظر ت ٦٧.

وكذا استفاد عن محمد بن عاصم كثيرا ، حيث يقول كثيرا : روى محمد ابن عاصم ، أو ذكر محمد بن عاصم .. انظر ت ٦٧.

وعن أحمد بن حنبل ، في ترجمة أبي داود الطيالسي رقم ٩٣.

وأيضا استفاد من فوائد البرديجي ، حيث قال : «رأيت هذا الحديث في فوائد أبي بكر البرديجي ببغداد».

وقد استفاد عن أبي بكر بن أبي شيبة بالواسطة في ترجمة حماد بن أبي سليمان في تاريخ وفاته. انظر ت ٢٥.

منهج المؤلف في كتابه «الطبقات»

أوجز المؤلف بيان منهجه في مقدمة كتابه المذكور ، فقد قال : «هذا «كتاب طبقات أسماء المحدثين» ، من قدم أصبهان من الصحابة والتابعين ، ومن كان بها من وقت فتحها إلى زماننا هذا ، مع ذكر الحديث الذي يتفرد به واحد منهم ، ولا يرويه غيره بذلك الإسناد ، أو حديث من حديثه ، وذكر أنسابهم ، وأساميهم ، وموتهم ، على ما روي لنا وذكر».

١١٨

وقد أوفى المؤلف بما ذكره ووعده في بداية كتابه في الغالب ، فقد اهتم بذكر اسم المترجم له واسم والده ، ثم أتبعه بذكر نسبه وكنيته ، ثم تعيين قبيلته ، مع ذكر بلده.

ثم يذكر بعض شيوخه وتلاميذه ، وقد يذكر تاريخ ولادته ، ويهتم بذكر وفاته كثيرا ، وقد يذكر مكان موته ، ودفنه ، ومن صلى عليه ، أما إذا كان من القادمين ، فيذكر تاريخ قدومه ، وعدد المرات التي قدم فيها إلى أصفهان ، وتاريخ خروجه ، والبلد الذي توجه إليه ، وقد يتابع سيره في عودته إلى أن يحدد مكان موته أيضا في بعض الأحيان (١).

ويذكر في الغالب وظيفته بأنه كان واليا لبلد كذا ، أو كان قاضيا بأصبهان أو إمام مسجد كذا ، أو مؤذنه في زمن كذا ، وقد يطول في أخباره أحيانا ، وقد يذكر بعض الوقائع التي حدثت في حياته ، ويهتم بسوق حديث أو أكثر في الغالب مما يتفرد به ، ويقتضب حدثنا ب «ثنا» ، وهو الذي يستعمله كثيرا ، وأخبرنا ب «أنا» ، على عادة المحدثين ، وحدثني ب «ثني» وهكذا.

ويشير في بداية ترجمته إلى ما تفرد به بقوله : «كثير الغرائب» ، أو له حديث غريب ، لم يروه غيره ، أو هذا الحديث من غرائب حديثه ، أو له أحاديث مناكير ، وغير ذلك(٢).

وقلما تخلو التراجم من حديث أو قصة من قصصه ، وقد يذكر للمترجم له بعض النصائح والأقوال الحكيمة ، أو تفسير آيات ، وقد يحدد مكان سماع المترجم له من مشايخه وتاريخه (٣).

وقد يطوّل في نسب المترجم له ، حتى يبلغ إلى ١٣ جدا أو أكثر ، ومثل

__________________

(١) انظر للنموذج ت ١٢٤ و ٣٠٥.

(٢) انظر ت ١٠٢ و ١٢٤ و ١٣٦ وت ٢٣ وت ١٢ ح ٢٧ وح ٨٥ و ١٠٤ و ١٣٥ و ١٨٤ وت ٢٣٩ ومواضع كثيرة.

(٣) انظر ت ٣٥ وت ١٤٥.

١١٩

هذا يكثر في طبقة الصحابة والتابعين.

وقد يذكر اختلاف الأقوال في كنية الراوي المترجم له ، أو في تاريخ وفاته ، ويذكر كثيرا أولاد المترجم له ، أو إخوانه وبعض أقاربه أحيانا ، وقد يذكر المترجم له ، لمجرد أن أصله كان من أصفهان ، وإن كان ولد وعاش ونشأ خارج أصفهان (١).

وقد يتوسع في جمع المعلومات وتسجيلها عن المترجم القادم إلى أصفهان ، حتى يسجل ما خفى من أمره في البداية ، وما كشف من أمره فيما بعد ، وذلك بالاستفسار عنه من أهل بلده أو بإدراك كذبه (٢).

وقد يحدد أحيانا تاريخ وفاة المحدث أو قدومه ، بقوله : «مات في ولاية فلان ، أو وسط ولايته» (٣) ، وقد يذكر أن عداده في البصريين (٤) ، وقد يسوق الحديث أحيانا عن أكثر من شيخ ، حتى يصل إلى خمسة شيوخ (٥).

وأعلى سند له في كتابه رباعي ، كما تقدم (٦) ، وقد ينزل إلى تسعة ، وقد يسوق حديثا أو أكثر من غير طريق المترجم له ، وهو يتعلق به (٧) ، وقد يثني على المترجم له بقوله : «هو أرفع من روى عن فلان من الأصبهانيين» (٨) ، وقد يتعرض لبيان عقيدة المترجم له أو ما رمي به (٩).

وقد يحكم على الأحاديث التي يذكرها عن المترجم له بالغرابة أو النكارة أو التحسين ، بقوله : «ومن غرائب حديثه : ما حدثنا ... ، أو له مناكير ، منها :

__________________

(١) كترجمته لمحمد بن عيسى أبي عبد الله المقرىء انظر ت ١٣٨.

(٢) انظر ت ٢٢ / ٣ من أ ـ ه وانظر / ٢٠٥ و ٢٩٤.

(٣) انظر ت ٢٢ و ٤١.

(٤) انظر ت ٢٣.

(٥) انظر ح ١٥٩ و ٢٩١.

(٦) في مبحث أبي الشيخ وعلو الإسناد.

(٧) كما ساق ح ٢ في ترجمة الحسن بن علي من طريق البراء ، وكذا في ت ٢ وت ٣.

(٨) انظر ت ٨١.

(٩) انظر ت ٧١ وت ٨٥ وت ١٢٧.

١٢٠