رحلة الكابتن فلوير

المؤلف:

بن دغار


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٦٥

الجزء الثامن :

وقال لي الأهالي أنهم في فصل الصيف الجاف يأخذون ١٨ غالونا إلى «ميناب» لتستخدم في حرق المصابيح ، وأرضية هذه الصخرة كان أسودا ومشبعا بالنفط وبعض الأجزاء في الأرض عند ما يتم وضع النار بها كانت تشتعل ومعها دخان ورائحة «البيتومين» القوية.

٢٠١
٢٠٢

لقد فاتني أن أذكر أنه بعد ساعة واحدة من مغادراتنا لممتلكات «ريس علي» جاء أحد الرجال وهو يركض وراءنا ومعه رسالة وأعطاها إلي «بيرو» الذي تركنا في الوقت الذي كان فيه إبريق الشاي يغلي ، تركنا ليسلم هذه الرسالة. وبينما كنت أنظف حذائي من الرمل والحصى لا حظت في بادئ الأمر ظهور واحد ثم اثنان وتدريجيا ظهور عدد من الرجال المسلحين بين شجر النخيل وبعد أن عاينونا تماما اختفوا ثانية وبكل هدوء.

في الوقت الحاضر لم أرى داعيا لتدوين أية ملاحظات مؤثرة ؛ لذلك تابعنا طعامنا بهدوء ثم قام «جازو» وتسلق شجرة النخيل التي كنا نجلس تحتها وقطع لنا فرعا منه كان مازال متدليا وذلك ليضيف على طعامنا مذاقا طيبا. وفي هذا الوقت علت أصوات غاضبة من الممر تقول : «لا أريد أن أذهب ، لقد هرب. لقد تركنا الليلة الماضية أين سأجده الآن». وفجأة ظهر «بيرو» بصحبة اثنين من الغرباء الذين ألقوا التحية باختصار وواصلوا نقاشهم.

لقد تبين بأن الرسالة التي أحضرها «بيرو» كانت موجهة إلى الرئيس

٢٠٣

ويطالب فيها بتوخي الحذر لحمايتي ، ويوصيه بأن يدفع مبلغا من المال للمحصل عند ما يصل.

إن هذين الرجلين هما خادما المحصل وقد كانا يؤكدان بأنهما لم يؤمرا باعتقال الرئيس الذي كان قد ذهب ، وقد فات الوقت الآن ولا يمكن اللحاق به. لقد شرح «بيرو» بأن الرجال المسلحون كانوا يراقبون «سيف الله خان» إذا حاول الرجوع مرة ثانية؟

إن قلعة (أنغوران) كانت ضخمة ولكنها الآن قد دمرت جزئيا والتي بالرغم من ذلك فإنه كان بإمكانها استيعاب مائتين من الرجال ببساطة وأربعمائة أيضا في أيام الحرب ، تقع الآن على أعلى منطقة ضيقة في أرض صخور قد شكلت في منحنيين عريضين متباعدي الجوانب.

إن هذين النهرين يأتيان من الجنوب الغربي والشمال الغربي وبعد أن يلتقيان يصبان في نهر (جغين) مع مجرى آخر في الجنوب الشرقي. وبالصدفة كان مؤشر البوصلة يشير على الأرقام ٢٣٣ و ١٣٥ و ٣٣٥ درجة.

إن التل الصخري الذي تقع عليه القلعة يرتفع حوالي ٣٦٠ قدما ويتكون من خليط من الطمي وكتل مختلفة ، كما أنه ليس عمودي الشكل تماما ولا يمكن العبور إليه سوى من الجهة الجنوبية الغربية حيث لا يوجد به سوى مدخل واحد بالقرب من قمته. والممر العادي المتجه لأعلى ضيق مما يجعله أكثر صعوبة لعبوره فهي السلالم المتضررة التي أصبحت الآن شيئا مألوفا. أما الحيطان فهي عالية وصلبة للغاية وقد بنيت في قاعدتها حتى علو سبعة أقدام من حجارة كبيرة مستديرة الشكل مثبتة ببعضها بطبقة من الطين.

إن الحصن والقسم الداخلي للرئيس يلتقيان مع القلعة وهذه أقرب لقمتها من الوسط وهي تبدو بحالة لا بأس بها بعد ترميمها. خلف هذه

٢٠٤

يوجد الفناء الرئيسي الذي لا يسمح لأحد بدخوله سوى للجنود. أما الحيطان فقد ثقبت من أجل مباريات الرماية للرجال ، والمنصة التي يقفون عليها قد بنيت بشكل بديع كما هي العادة في هذه البلدة في حائط داخلي سميك ينخفض عن الحائط الرئيسي بحوالي ٨ أقدام.

خارج الحائط الشمالي توجد أرض صخرية لبقايا حيوانات ونباتات متحجرة على عمق خمسة وعشرون قدما وبعرض عشرين قدما تقطعها عبر شبه الجزيرة تاركة فقط ممرا ضيقا بين المنحدر والأرض المتحجرة. وفي هذين الفنائين اللذين يطلان على جناح الرئيس يوجد بقايا مصفوفة ومنظمة من حجر الأكواخ التي يسكن فيها الجنود.

إن طعام القلعة يتم الحصول عليه من زراعة هائلة مثل أشجار النخيل التي تملأ الوادي مع بقع أخرى مزروعة من الذرة والقمح وشجر الرمان الخ. أما البئر فهو بالقرب من المدخل ومتصل أصلا بقاع النهر ، وقد سد بواسطة الذين حاصروا القلعة عند الإستيلاء عليها. وقد كان هذا البئر هو المرفق الوحيد المعتمد وقد تم تدميره على أيدي المحتلين ، كما أنهم قد تسببوا بأضرار بسيطة للحيطان الصلبة.

القلعة عبارة عن شكل مثلثي بطول مائة وثمانون ياردة وعرض ستون ياردة اختراقا لوسطها. ومقابل الجنوب الغربي عند السفح هناك مبنيان كانا يستخدمان سابقا كمساجد وحماية كاملة للمهاجمين الصغار هذه كانت الحصن المنيع للعجوز «سيف الله خان» القاسي الشرس وسلمت القلعة بعد سنة كاملة من المحاصرة والهجوم عليها. والآن برغم الأضرار البسيطة ، فإن على عائلته والموالين له الانتظار لجمع الثروة من السكان والزراعة أملا بإعادة الحكم ثانية لإدارة البلاد وفرض الحزم والنظام بها.

كانت هناك أيضا قناة ماء صغيرة تلتقي مع قاع السيل ، والتفاوت ما بين

٢٠٥

السيول والجداول هنا واضحة جدا وفي كل مكان. في بعض الأحيان يجري جدول الماء بشكل واضح باتجاه الأودية ، بينما الآن في أماكن أخرى يظهر غدير صغير وهو يندفع عبر صخور صلبة نحو طريق عرضها حوالي ربع ميل. بينما بالنسبة لنهر (شريفي) كنا قد سيرنا به ، فإنه يجري من خلال طين متراكم مختلط بالحصى مشكلا قاعا بعرض ميل تقريبا وبعمق يتراوح ما بين ٦٠ و ١٠٠ قدم.

ربما يمكن القول بأن هذه الأنهار لها فوائد عند ما تفيض أثناء موسم الأمطار. وقد يمثل (تانجي فانوس) الذي ذكر في جزء سابق ، ومثله نهر (جغين) الذي أوضح لنا الطريق في الساحل عبر الحزام الجبلي. قد مثلا لنا حالات هذه الأنهار. ومرة علاقة سابقة لارتفاع مياهها الفائضة فإنها تشير إلى علو خمسة عشر قدما أكثر من مستواها في فصل الصيف ، كما جرى بالنسبة لنهر (جغين) الذي بأنفسنا قد شاهدنا فيضاناته هذه. ولكن في حالات عديدة أخرى مثل نهر (شريفي) و (غازشيري) (بشجر الطرفاء اللذيذ) والجدولين الآخرين اللذين يلتقيان عند (أنغوران) فإن عمليات الزراعة تقام في قاع هذه الأنهار مرورا حتى حافة القناة. وقد يبدو ذلك إما بسبب سقوط أمطار هائلة في أوقات سابقة وإما أن منافذ أو جداول المياه التي تصب في البحر الآن لم تكن دائما مفتوحة.

وللوهلة الأولى يبدو لنا أن المياه كانت في الأصل تتحول أو تقطع «فمثلا» القاع الضخم لنهر (شريفي) لم يبق على حاله بعد أن تمّ تحويله لقناة أخرى ؛ لأنه من الصعب جدا للمياه المحوّلة في هذه البلدة ابتداء من منطقة (رابش) على خط طول ٥٩ درجة و ٢٥ إنش شرقا حتى نهر (ميناب) على خط طول ٥٧ درجة و ٥ إنش شرقا ، ولو حتى أنها تضاعفت لعشر مرات أكثر لتعوّض ضياع المياه عند اختراقها مساحات الرمال من الحزام الجبلي نزولا للبحر ، فإنه من الصعب عليها ملء قاع نهر (شريفي).

٢٠٦

لقد حان الوقت الآن لمتابعة المسير لأن الشمس الآن قد تجاوزت منتصف النهار ، وقد قررت الرجوع إلى (بيزك) وسلوك طريق جديد اسمه (طريق سارداشت) ، وقد يبدو هناك صعوبات سنواجهها لأنني لا أعرف شيئا عن هذا الطريق غير اسمه. لذلك احتج «بيرو» بشدة حيث أنه لا يوجد أي طريق كهذا ، وأن أي انحراف عن مسار الطريق الذي وصلنا إليه سيقودنا إلى بلد ليس به ماء ولا سكان إلا «الشياطين» وإذا كان علينا أن ننجو من هذه المخلوقات فإنه من الافضل مواجهة المصير الذي ينتظرنا وهو الوقوع في قبضة يد «الّاهرسون» الذي سيسلبني ويقتلني «بأسلوبه الفظ».

وقد تبين بعد استجوابات كثيرة لمراحل في حياة «بيرو» بأنه كان متزوجا إبنة تلك العائلة وبعد ذلك إما أن لم يتمكن أو لم يرغب بوضع مؤخر الصداق لذلك فقد حقد عليه والدها مطالبا باستردادها ومن ثم مطاردة «بيرو».

هذا ربما كان بداية العداء بينهما ، وقد يتولى ذلك إذا ما نجح هؤلاء في قتل «بيرو» عندئذ ستبدأ عائلة «بيرو» بالبحث عن قاتله ، ويستمر ذلك حتى يصبح الوضع خطيرا للغاية فتطرح حينها المحادثات التمهيدية لدفع مبلغ إضافي.

وهذا النوع من الزواج لم يكن يعتبر بالزواج الغير عادي كما حصل لشقيق «غلام شاه» الذي كان لا بد من تركه. هناك في (جاسك) لأنه لا يستطيع الدخول إلى (بشكرد) والسبب في ذلك أنه عند ما تزوج من امرأة من «بيزك» دفع لها كامل المهر ، ولكن عند ما غادر (بيزك) إلى الساحل طلب منها أن تتبعه ، غير أنها رفضت ذلك لعدم رغبتها في البعد عن أصدقائها ؛ لذلك فقد طلب شقيقها «غلام شاه» إعادة المبلغ الذي دفعه للزواج من المرأة. ولكن كرد على ذلك فقد طالبه أصدقائها بالرجوع إلى (بيزك) والعيش هناك.

٢٠٧

أما «غلام شاه» الذي تبين بأنه منتميا ل «غلام حسين» الأخ. فإنه سيقع في متاعب كثيرة بسبب نتائج مشكلة زواج شقيقته الغير ملزم أنا بنقاشها نهائيا ، عموما معظم البشكرد يسيرون حياتهم بأنفسهم على حساب قضايا من هذا النوع التي قد لا تحمد عواقبها فيما بعد.

على كل كنت أؤكد أثناء هذه المناقشة بأنه لا بد وأن يكون هناك طريق اسمه (سارداشت) الذي كان قد احتج عليه «بيرو» وعند ما أكدت ل «بيرو» بأن لا أحد يجرؤ أي يؤذي أي أحد منا ما داموا تحت حمايتي وقد وافقني على ذلك مكرها ، وفي حوالي الساعة الثانية بعد الظهر كنا على وشك السير باتجاه (نهر بهثيك) ولم يكن هناك شيء آخر سوى الاستمرار في هذه الأمور حتى ولو كان هناك أسس صعبة كما هو حاصل قبل الحالة الحاضرة.

في البداية وبينما كنا نواصل استفساراتنا حول (بشكرد) استعدت في ذاكرتي أحد الأحداث التي مرت منذ بضعة شهور فقط عند ما تذكرت الوصول إلى (انغوران) عن طريق (سرداشت) ، ولكن عند ما تذكرت ذلك لم أكن متأكدا ، ولهذا كان عليّ أن أسير في نفس الأرض مرتين وهذا سيكون الشيء الغير مستحب عندي.

حاليا وصلنا مخيم يتكون من ثلاثة أكواخ وكنا نود أن نستأجر حمارا ل «غلام شاه» الذي كان يعاني من التهاب في قدميه ، في الوقت الذي التقينا فيه ومعه خمسة عشر أو ستة عشر رجلا والذي كان بينهم صديقي الكفيف «مير محمد كانجان» من (مرز). لقد جاء هؤلاء الرجال عن طريق (سيرداشت) وقد تعجبوا لمجيئي على طريق آخر. وقد بدا عليهم الفرح مما أنجزه الفرس الصغير الحجم والنحيل الذي كان يمتطيه المحصل ، وقالوا بأنه عليّ الآن أن أدرك كيف يمكن لهذه الطريق أن تكون عملية لجمالي لو أننا سلكناها.

٢٠٨

لقد تابعنا سيرنا ببطء على الطريق بعد أن وعدنا المحصل بأن يعلن عن وصولنا لحاكم (كرمان). بعد ذلك بقليل حوّلنا سيرنا عن النهر ودخلنا وادي طويل مليء بالطين الملحي الذي أراح أقدامنا بعد تسلقنا على الصخور بشكل مستمر.

في الساعة الرابعة وخمس وعشرون دقيقة مساء عبرنا معبرا ل (بيربولند) حيث كان مؤشر البوصلة قد وصل إلى ٨٢٠ ، ١ قدما. وفي حوالي الساعة ٥٥ ، ٤ مساء وصلنا للسفح وحضّرنا أنفسنا للتخييم وخيم الليل بسرعة فجلسنا في واد صغير وأشعلنا النار في ثلاث أو أربع شجيرات طويلة. وعلى ضوء وهج النار قمنا بتقطيع كمية من الحشائش للحمارين وجمعنا حطب الوقود. وأخيرا تناولنا وجبة لذيذة من الطعام مكونة من الشاي والخبز والتمر ، ثم غفونا بالقرب جانب من النار تحت سماء جميلة مليئة بالنجوم.

إنني مازلت أتذكر حتى الآن تلك الليلة الجميلة الهادئة التي لم أنم أثنائها ، وقد انشغلت لمرتين أو ثلاث في ترديد ال» G.B.O «القديمة. عموما لم يكن الرجال جميعا هادئين كما بدوا لي وعند ما خفّ وهج النار ، وبدأت الحمير التي كانت مربوطة قربها غير مستريحة ونهقت بشكل مريب ، عموما بعد ذلك بدأ الإرهاق يغمرني للغاية فنمت نوم شخص منهك ومتعب. وفجأة ظهر لي بين سواد الشجيرات المحترقة ابتسامة عريضة ومخالب ضبع عجوز ، فصحت ليبعدوه عني ، ولكن تدريجيا ظهرت أكتافه وجسمه وتقدم نحوي مباشرة بفمه المخيف المفتوح مكشرا عن أنيابه كما هو معتاد لمثل هذا الحيوان. وبغضب سحبت عودا محترقا جزئيا من النار وقذفتها عليه ولكن فوجئت عند ما اختفى العود بمجرد أن رميته صوب الحيوان الذي أكمل اقترابه مني. وما أن نظرت مندهشا حتى وجدت ضبعا آخرا قريبا جدا خلفي وتلاه واحد آخر وفجأة ازدادت هذه

٢٠٩

الحيوانات خلفي شيئا فشيئا ثم تعالى ببطء صوت بدأت أميزه وكأنه صوت حلقة ماسورة سلاح حديدية عندئذ وبقوة إنسان خارق نهضت على قدمي والتقط عودا نصف محترق من النار المتوهجة ولوّحت بها مهددا ، وهنا استيقظت من نومي.

لقد كان ذلك حلما! وصحوتي كانت في وقت وصول طعام العشاء من التمر والخبز. ولكن عموما كنت لازلت أسمع صوت رنين قضبان حديدية على يساري ، حينها لمعت الفكرة في رأسي بأن ذلك كان صادرا من سرجي الذي استخدمته كوسادة لي ولكنه اختفى الآن. وكنت لم أزل تحت تأثير الحلم ، فتطلعت باتجاه الصوت ، وكان هناك على الصخور ثلاث أو أربع قطع من السرج مبعثرة عليها مع قضبان تثبيت السرج على الجوانب التي شكلت صوتا كرنين الجرس وكان ذلك قد حدث عند ما ألقيت بها بقوة أثناء حلمي.

كان «جازو» و «بيرو» ينظران إليّ بتكاسل ويسألان «ما الأمر» وقرروا أن يدخنا الغليون ، وخلال عشرة دقائق مر كل شيء بسلام وبقينا كذلك حتى الصباح.

اليوم الثالث عشر من نوفمبر في الساعة السادسة وأربعون دقيقة صباحا بدأنا سيرنا ثانية بعد أن سجل «الترمومتر» ٥٥ درجة ، وفي حوالي الساعة التاسعة صباحا بعد سير متواصل على التلال والسهول وقع نظرنا على تلة مميزة وكانت هذه كما أبلغنا «بيرو» ، «كاجركوه» وقد بدت عليها بقايا قلعة ضخمة كانت قد بنيت في العهد القديم على يد «رستم» و «البهلويين» لم تكن هذه التلة كغيرها من التلال القريبة منها والتي ظهرت عليها طبقات حجرية ورملية.

هذا الشكل كان كنصب تذكاري صخم أبيض اللون وقطره ٠٠٠ ، ١ قدم

٢١٠

وقد بني على فوهة بركان وتظهر على قمته الحيطان القديمة وثلاث أشجار.

فورا قدرت صعود ذلك النصب رغم كل المخاطر وطبعا كان هناك الاعتراض المعتاد من «بيرو» الذي قال أولا الصعود هناك كان مستحيلا ، كذلك يوجد على أعلى النصب ضريحا مقدسا جدا ، أيضا إذا علم أحد بأن «بيرو» قد أخذني لأعلى هذا النصب فإنهم سيقتلوننا ، ليس هذا فحسب ، بل تابع قائلا هناك أسباب صعبة أيضا.

أخذنا مرشدا عاديا ، هذا المرشد قد سافر على الطريق مئات المرات والذي هو من شدة القلق لمساعدتنا ربما تسأله أو حسين كيف الطريق اليوم؟ «أوه إنه جيد» «إنه ربما هو مرحلة طويلة أو قصيرة هذا هو معقد» وقال «إني؟ إنه طويل؟ «لا إنه قصير جدا» لا إنه ليس قصيرا ولكننا سنكون هناك اليوم إنني أعرف الطريق» الآن سافر إلى أي بلد ، ترى آراء مختلفة في (باشكارد) سوف تسمع نفس الأجوبة لأسئلتك. إذ ما كان الطريق يمر بسهول رملية أو بين جبال مهدمة أو ممرات مائية لا تجد جوابا لسؤالك. إن الرجل سيصف الطريق بكل رضى إذا أراد هو ذلك ، لا يستطيع أن يشغل عقله بما فيه الكفاية إذا سألت «متى سافر في هذا الطريق؟ من كان معه؟ ما هي الأمتعة أو الحمولة التي كانت معه؟» إن أسئلة كهذه ربما تحرك ذاكرته الخمولة أو المتوقفة.

أما إذا أردت أن تعرف المعلومات المهمة عن الطريق فعليك أن تجلس مع الرجال وهم يتحدثون بدون كلفة عن مرحلة اليوم التالي. إنني أصدق إنه ليس هناك عقل بدائي يكون صادقا على الأقل في أي موضوع .. إنه من الصعب أن تقارن هذا الخلط من مجموعة الأفكار الغير متفقة على الإطلاق وبين الصفات الأخلاقية.

٢١١

إن هذا يعد خروجا عن الموضوع الرئيسي ، ويجب أن أتذكر أنني الآن قد أوقفت شك «بيرو» عن الصعود إلى (كاجاركوه) والآن بعد تسلق قاس وصلنا إلى الحافة والتي بها الجزء العمودي من شكل مخروطي. على ما يبدو أننا تحت ارتفاع ضخم الآن هناك بعض من طيور الغربان والصقور. والطائر الوحيد الذي رأيته خارج المنحدر هو طائر الخطاف حيث أن هذه النوعية من الطيور تحلق في السماء.

إن الصعوبات باتت واضحة منذ صعودنا إلى أعلى. إنه الشيء الوحيد الذي شعر به «بيرو» في تصرفاتي وتنحي عن فكرة أن ذلك مستحيلا ، ومسافة العشرون قدما القادمة كانت مستحيلة تماما. وكانت هناك صخورا ضخمة متآكلة وهذا كل ما بقى من السلالم الحجرية والتي أعطت طبيعة عجيبة لهذه القلاع. نحن الآن على ارتفاع ٥٠٠ قدما فوق الأرض.

في الجهة الشرقية على مسافة خمسة عشر ميلا جبلا مماثل والذي قال «بيرو» عنه إنه بقايا القلاع ، إنها كانت صفة من العهود القديمة عهد «رستم والبهلويين». وفي اتجاه الجنوب يوجد عمود يمثل نصب تذكاري على حافة المرتفع في الجبل الذي يمتد تحتنا. ارتدينا ملابسنا. وذهبنا حيث يجهز «جازو» و «غلام شاه» الشاي.

من الآن فصاعدا يبدأ السير القاسي ، واتجهنا في سيرنا حسب ما هو واضح بالخارطة. يكفي أن نقول إنه في الساعة الرابعة والنصف قد تلقينا ترحيبا حارا من الرجل الذي التقينا به وكانت جميع الغلايات الشاي في تغلي من أجل أخذ حمام.

كان الكوودميتر جيدا. وهذا شيء جيد ولكن كان تفكير «إبراهيم» عنه يسبب له المخاوف ، إنه كان لا يستطيع النوم خائفا من شيء ربما يحدث له.

٢١٢

إن الاثنين النائمين كانا فعلا مريضين وكانا ليس في استطاعتهما أن يعملا أي شيء وكانا نائمان ينوحان. بعد أن قمت بفحصهما أعطيتهما دواءا للحمى.

في صباح اليوم الثاني كنا نترقب ملاقاة «الرئيس» بطلب اثنان من المرشدين منهم ، وتركنا المكان في الليل إلى الطريق الجبلي إلى مقاطعة «جغدان» وبعد أن بدأنا رحلتنا تركنا مرشدنا «جازو» ليذهب إلى زوجته التي تزوجها حديثا وكانت تقيم في (گيگن). لقد استلم «جازو» راتبه بالإضافة إلى البقشيش كذلك أرسلت معه خطابا إلى صديقي في (جاسك) الذي تعهد بأن يبقى وكيلي ، إن هذا يتضمن أوامر عن أصدقائي الاثنين بأن يبقي بعض الحقوق معه بعد أن يطلع على رسالة إنهاء مهمتهم معي أو يتم التحقيق معهما.

إنني بعد ذلك جهزت بندقيتي ولكنني كنت حريصا على ألا أضعف نفسي بإطلاق النار قبل الأوان ، وأقنعت نفسي بتلميح غامض بأنني قد كتبت رسائل إلى (جاسك). في نفس الوقت إن أصحابي الاثنين قد ركبا جمالهما ، كنت أتحدث معهما بصوت لطيف ، لقد وعدوا «صاحب» بأن يعجباه في الرحلة وبعد ذلك يريدان العودة من منتصف الطريق.

في الساعة الثانية أصبح من المهم أن يعجبني المرشدين ، إن أحدهما قد أخذ طريق والآخر بالأمتعة أخذ الطريق الثاني ، إننا مضطرين إلى العودة إلى قمم الجبال ونحن غير راضين عن ذلك.

لقد اتجهنا إلى الأمام ووجدنا أنفسنا في واد جميل. أثناء مشينا ونحن متعبين. لقد كانت هذه المناطق في فترة الخلاف بين «ريس علي» و «سيف الله خان» مثل الجبال على الجهة اليمنى واليسرى متراصة. وبها حواف حائطية للرماة المحترفين وكان هذا عجيبا ، وبنظام جميل. وعند ما التفت

٢١٣

فجأة إلى الخلف وجدت ما لا يقل عن ثلاث رؤوس سوداء تختفي إلى أسفل. قد جاء أحدهم وتحدث معي ولكنني شعرت بأن هناك أمر من «الريس علي» لمتابعة طريق واحد فقط. في الساعة الثالثة وعشر دقائق تسلقنا خارج المجرى المائي وبعد ثلاثة جبال ضخمة مشينا إلى أسفل وادي نهر «شريفي» لنرى واديا جميلا يحتوي على علف الجمال لذلك قررت أن نخيّم هنا.

هذا المساء قد أخذت على عاتقي الاهتمام بمرضاي الاثنين ، وأعطيتهما الدواء ، وفي صباح اليوم التالي كانا منهمكان في قيادة جمالهما إلى الماء.

في اليوم السادس عشر سرنا طويلا إلى أعلى مجاري الماء الصخرية ولففنا بين الجبال القاحلة التي ليست لها نهاية ، وخيمنا بجانب (جبل براهيج). لقد كان سخيفا جدا أن يسمع البلوش وهم يتفاخرون كيف أن (البشكرديين) يخافون منهم. وفي الطريق اليوم التقينا مع رجل كان لديه تلعثم فظيع في لهجته. هذه العلة غير معروفة في مناطق الساحل وأعتقد أنها ناتجة عن الخوف او الرعب المفرط.

إن «رجل الأذن اللؤلؤية» كان مرحا جدا معنا ، وقد حاول تديجيا أن يبرهن بأنه أمير المرشدين ولأبعد من ذلك الرجل الأكثر ذكاء في البلدة. فبمجرد أن ندرك المخيم الأول فإنه يشير الى اتجاه المخيم الثاني. وعند التدقيق في الاتجاه المتروك عند وصولنا للمخيم الثاني فإنه يبدو لنا دقيقا جدا حتى أنه لم يكن هناك فرقا ولو ٥ درجات عما يشير إليه. إن رجل كهذا بلا شك لا يقدر بثمن خاصة في الظروف التي ربما قد يضيع فيها الرحالة على الجبال العالية. لقد كان أيضا عالما كبيرا وكان يحمل معه مخطوطا فارسيا واسعا يرتل فيه كل مساء بنبرة صوت رتيبة منظمة لساعات متوالية وهذا نقيض للديانات والأشياء الأسطورية.

٢١٤

لقد كان يعتبر نفسه أنه مسؤول شخصيا عن حمايتي وهذا لم يكن مناسبا في بعض الأوقات لأنه كان ينام بشكل ثابت مقابل باب خيمتي ، وكان دائما وقبل أن يخلد للنوم ينعش نفسه أولا بالغناء وبعد ذلك يترجم إلى البلوشية قليلا من الجمل البالغة الجمال في المسرحيات والأدوار التي يعرفها.

في اليوم السابع عشر تحركنا إلى (بن كيرام) الطريق الحجري الذي بدا مخيفا لجمالي ، حيث بدأ أربعة منهم يعرجون واثنان لم يقويا على المشي.

اليوم خرجنا عن الطريق الدليل وسرنا باتجاه أكثر شمالا ، فقد أصبحت ذو خبرة أكثر لمعرفتي بوجود نافورة من الشحم غامضة قيل بأنها على التلال وتستعمل للمصابيح وكذلك بنوع خاص لمعالجة حركة الجمال. وبعد مناقشات كثيرة أقنعت «دورغوش» بأن ينحرف عن الطريق المقصود ، بالرغم من تصريحه بأننا سنخاطر بحياتنا جميعا حيث أن المكان كان مأهولا برجال من جماعة «سيف الله خان».

مخيمنا هذه الليلة كان في وادي عريض وخصيب في (جازشيرائي) أو نهر شجر الطرفاء اللذيذ والذي يصل إلى البحر في (سيريك). وقد كانت الغابة في بعض المساحات القاحلة كثيفة للغابة ومبتهجة جدا ، وكان هناك على مقربة منا قرية صغيرة مما دعاني لاختيار أرضا منبسطة لنخيم عليها. وبينما كنت واقفا أراقب جمالنا وهي تبحث حولي لترتاح من حمولتها ، آثارني بصورة مفاجئة أصواتا تميز أنه لربما كان صوت دجاجة (تقرق) تبعه نفس الأصوات لمرتين وثلاثة وأربعة ، وبدون ادنى شك ظهرت أمامنا دجاجة كبيرة ، فورا أرسلت «إبراهيم» ليحضرها مع أكبر عدد ممكن من البيض. إنه لأمر غريب أن يظهر البلوش اشمئزازا ونفورا لمجرد أن يكون هناك فكرة أكل البيض لتصورهم الغريب المتعلق بالجنين داخل البيضة. عموما ، الحالة بالنسبة لي تختلف تماما ، ففي أغلب الأحيان ترفض معدتي

٢١٥

كليا أكثر أنواع الطعام إلا الحليب والبيض. وبالرغم من أن طعامنا الآن ولبضع أيام هو من لحم الخراف والتمر والخبز ، وهذا يعتبر أكلا فاخرا نسبيا ، إلا أنني عند ما لا أستطيع أكل أي صنف من هذه الأصناف الثلاثة فإنني أتشوق للحصول على أشياء أخرى. لقد كان هناك مساحات عديدة من التربة الناعمة الصالحة للزراعة حتى أن الثيران لا تحتاج لشوك المحراث لحراثة هذه التربة.

إن المعسكر الذي بدا لنا هنا يخص «ريس علي» لو حظ بأن الرجال فيه غير متمدينين وقد رفضوا شراء أو بيع أي شيء ومع ذلك ، فقد تأسفوا لرفضهم هذا بعد أن علموا بأنني طبيب.

وفي آخر الأمر قدم لي شخصان مريضان برمد العيون زوجا من الطيور وإحدى عشر بيضة وهذا كله مقابل كمية بسيطة من محلول نترات الفضة. وقد التقينا هنا في هذه البلدة بأول حالات لمرضى «السل» ومرضى «الدودة الشريطية». ولا يفوتني أن أذكر بأننا قد عثرنا هنا في (بشكرد) على أول آثار لبقايا حيوان متحجر على قشرة خارجية لمحار بحري وكذلك على كتلة من الحجر الأرجواني اللون التي أظهرت بعض الفحوصات عليه بأنه نوع من المرجان.

هذا المساء عند وصولنا إلى المخيم كانت جيوبي مليئة كالعادة بالعينات ، وقد حضر «دورغوش» وسألني عن كبريت وبشىء من الهلع ، ولأن الكبريت الذي معي كان تمت اخراجه من جيوبي فأخذ «دورغوش» ينظر بتعجب لأول عينة وبتعجب أكثر للثانية والثالثة والرابعة وعند ما أخرجت العينة الخامسة جلس أرضا مقابلي منتظرا عددا أكثر من العينات ، وما كاد ينظر للعينة السابعة حتى انفجر من الضحك .. شيء رهيب واخذ يدور حولي وهو يتعجب مما دعى الجمّالة الذين راقهم هذا المنظر أن يلتفوا حولي مبهورين.

٢١٦

إن جيوبي التي كانت مملوءة بالحجارة بجانب ما تحتويه يعد شيئا غريبا بالنسبة لهم ، وقد يتذكر أحدهم ذلك بعد بضعة أسابيع ليتحدث مع صديقه عن هذه الحالة فيذهبون بنوبات من الضحك.

في اليوم التالي الثامن عشر كان عليّ أن أنتظر حتى منتصف النهار ولم نتحرك حتى الساعة الواحدة وخمس عشرة دقيقة بعد الظهر. إن لدينا أربعة جمال ، وأمامنا أربعة عشر ميلا على جبال ذات زوايا حادة وعند ما وصلنا في تلك الليلة إلى الحصن الذي يخص صاحبنا المولع بالحرب وهو قريب «سيف الله خان» كنا نشعر أنها الليلة الأخيرة في حياتنا.

(دردهن) أو «المناطق المفتوحة» عند ما كنا نسير في هذه المناطق كنا تدريجيا نتجه إلى أسفل وتتسع الأودية.

إن «دورغوش» اليوم شكله مميز وكأنه رجل البريد. لقد بدأ بطائر ذات الأرجل الحمراء ـ طائر الحجل ـ والذي قتله بشكل بشع وعلى بعد أربعة وستون ياردة «طائر البيس» البني العجوز (التي اشتريت ثلاث أو أربعة منهم بثمن ثلاث شلنات للواحدة) ، والذي حمل مع مجموعة أخرى مختلفة من الطيور وبجميع الأحجام. وفي المساء عند الظلام الدامس كانت ضحيته طائر الحجل فقد قتله باثنى عشرة رصاصة في رأسه. إنه كان دائما يتجه بيده إلى الصوت أولا بجسم منحني بين الصخور إلى أن يجد صيده.

عند ما أتى الليل طلب هذا الرجل مني وبطريقة غريبة أن يريني زاوية هادئة على الصخور حيث المكان الذي قام شقيقه بارتكاب جريمة بسبب للأخذ بالثأر. كان الرجل القتيل مسافرا بمفرده من بلدة منذ زمن «جنغدا» وفي نفس الوقت يتبعه اثنان من السفاكين لمدة خمسة أيام وفي اليوم الصباح الباكر لليوم السادس قام شقيق «دورغوش» بوضع اثنى عشرة رصاصة في بندقيته بينما كان الرجل نائما لم يستطع الفلتان منهما ثم ذهبا

٢١٧

بحذر خلف الصخور وسحب سيفه واستعد أخوه للضرب ، وسقط الرجل في المفاجأة بعد أن قام ، ومن ثم تم تقطيعه إلى قطع ، وقام مرافقي بوصف كامل لهذا الأمر ومثّل المشهد تفصيليا لي. كانت الساعة ١٥ : ٦ مساء أكد «دورغوش» أو «صاحب الأذن اللؤلؤية» أني وصلت إلى قرية «حسين خان» ورغم أننا لم نرى القرية فإننا حينما هنا لقد كنا في بلاد المارقين والسارقين.

ومساء وبينما كنت أراقب النجوم أتى «دورغوش» ليبلغني أن زعيم المنطقة عرفني وأنه صديق قديم لي وسيزورني غدا مع هدية كبيرة.

أخذ «تاجو» أسلحة الرجال وهم نائمون وأتى ضاحكا إلي ووضع الأسلحة في خيمتي. واعتمدت تلك الليلة على «دورغوش» في الحماية ، وعند الصباح عند ما استيقظت وجدت أننا خيمنا في بطن الوادي تحيط بنا بعض المزارع وحوالي ٣٠ منزلا من السعف.

وعلى الإفطار بلّغني «إبراهيم» الأخبار السيئة عن أن جمالنا قد أصيبت بجراح في سيقانها. وبعد علاجها تعجب الرجال من قدرتي هذه رغم أني وضعت ملعقة من سائل الأمونيا عليها. وبعدها حضر مجموعة من الرجال وبلّغني إبراهيم هامسا أنه «حسين خان» وقدتهم إلى الخيمة.

وملابس «حسين خان» كانت حتى أقل من رجاله ولم يضع عمامته على رأسه .. ومع ذلك فإن هذا الرجل غني جدا ولديه كثير من الرجال وحيوانات للحرث وذو نسب مع الأسرة الحاكمة ولكن هؤلاء الرجال يعيشون بهدوء هنا.

مقابلتنا القصيرة كانت عن القلاع القديمة ونوافير الزيت أو النفط والتي سمعت عنها.

وذكرت قلعة واحدة والتي في قاعدتها توجد كتابة والتي لم تكن ذات

٢١٨

أهمية وعند ما قرأتها وجدت أنها تعني التوجه إلى اليمين بالفارسية الحديثة.

وتكلم عن أمور أخرى وعن أسعار التمور والدهن البلدي ولم يقترح أن يأخذني إلى أي مكان ولم أنجح في هذا الاقتراح من طرفي أيضا.

يبدو لي أن المنطقة حوالي خط عرض ٣٠ : ٥٨ شرقا وخط طول ٢٧ شمالا يوجد بها الجنس الفارسي المتحضرين أكثر من أهل بشكرد العاملين في السجاد الأبيض والأسود لعدم توفر الألوان الأخرى ، وتوجد بلدة «سيت» المشهورة بالسجاد.

«حسين خان» وعدني بأن أرى نافورة النفط. وفي التاسعة وخمسة وثلاثون دقيقة صباحا قمت معه ومعنا «دورغوش» وحماره عبرنا الوادي شمالا.

وكان بهذا الوادي نهرا به نوعين من الأسماك ، ويعد عبورنا من منحدر وصلنا إلى بركة ماء قذرة ، وقال أن المطر قد أخذ النفط إلى الوادي من هذه البركة. وأخيرا وصلت إلى النافورة وهي عبارة عن صخرة في حجم كابينة القطار مدحرجة على طرف الوادي من جدول الماء.

وجانب منه كان أسودا ومزيتا وكان هناك لون مثل لون «الشيري» وهو لون زيتي في كل الأطراف. وقال لي الأهالي أنهم في فصل الصيف الجاف يأخذون ١٨ غالونا إلى «ميناب» لتستخدم في حرق المصابيح ، وأرضية هذه الصخرة كان أسودا ومشبعا بالنفط وبعض الأجزاء في الأرض عند ما يتم وضع النار بها كانت تشتعل ومعها دخان ورائحة «البيتومين» القوية.

وقام مرافقنا بالجلوس على حافة صخرة هنا وقال «بويش زيادي يران» أي أن رائحتها قوية.

وأخذت عينة من هذه وعدنا لمقرنا وأثناء الطريق رأينا مزارع النخيل ل

٢١٩

«حسين خان» وكذلك أشجار الرمان والتي افتخر بها قائلا أنها أحضرت من «نلم» بواسطة أحد أجدادّه.

وعند ما وصلنا علمت أن جمالنا قد صحت وأنها على استعداد للسفر غدا وهكذا قررنا أن نغادر.

وبعد هذا الفصل وهو الفصل الثامن يأتي الفصل التاسع وهو بعنوان «الدخول إلى مقاطعات فارس» أي إيران الحالية .. كما اعتبرها الكابتن فلوير.

ومنها يذهب إلى (كهنوج) ليلتقي مع «جراغ خان» و «نور الدين خان» ، ثم يذهب إلى (كرمان) لمقابلة وكيل الملك عن طريق (دوساري) حيث يقابل المحافظ باسم «ناصر خان».

و (دوساري) قرية تقع على أطراف جبال (البارز).

وبعد كرمان يكمل رحلته إلى فارّس ولا تدخل في نطاق بحثنا هذا.

«انتهى»

٢٢٠