تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٦٥٢٢ ـ محمّد بن عبد الله بن الحسين بن هارون بن يحيى

أبو بكر الحمصي المقرئ الزّاهد

يلقّب أبوه بالجرمي (١) ، نزيل دمشق.

روى عن أبي علي بن أبي الزمزام ، وأبي سليمان بن زبر ، والفضل بن جعفر ، وبكير ابن محمّد المنذري ، وموسى البغراسي ، ويوسف الميانجي ، وأبي القاسم الربيع بن عمرو بن الربيع ، وأبي العباس أحمد بن عتبة بن مكين الأطروش ، وأبي العبّاس أحمد بن محمّد بن علي بن هارون البردعي ، وأبي القاسم بن طعان ، وأبي الحسين علي بن أحمد بن عبد الله الحضرمي ، ويوسف بن علي البرزي ، والفرج بن إبراهيم النّصيبي ، وأبي بكر أحمد بن علي الحبّال (٢) الصّوفي.

روى عنه : عبد العزيز بن أحمد [الكتاني](٣) ، وأبو القاسم بن أبي العلاء ، ومحمّد بن علي بن محمّد بن صالح المطرّز ، وأبو بكر عتيق بن علي بن داود الصقلي السمنطاري الزّاهد ، وأبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار بن الكريدي ، وأبو الفضل عبد الكريم بن عبد الرّحمن بن بكران الدّربندي (٤) ، وأبو عبد الله محمّد بن علي بن أحمد بن المبارك الفراء ، وأبو علي الأهوازي ، وأبو محمّد عبد الله بن عبد الرزّاق بن فضيل الكلاعي ، ونجا بن أحمد العطّار.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (٥) ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسين المقرئ ـ قراءة عليه ـ حدّثنا أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن أحمد بن زبر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثنا علي بن الجعد ، وهدبة بن خالد ، قالا : حدّثنا المبارك بن فضالة ، عن ثابت (٦) ، عن أنس (٧) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما تحابّ رجلان في الله إلّا كان أفضلهما أشدّهما حبا لصاحبه» [١١٢٩١].

أخبرناه عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو محمّد الصريفيني ، أنبأنا أبو القاسم ابن حبابة ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنا علي ـ هو ابن الجعد ـ أنبأنا المبارك [بن

__________________

(١) بالأصل و «ز» : «الحرمى» والمثبت عن د.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الجمال.

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، وفي د : الزبيدي.

(٥) في «ز» : أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

(٦) في «ز» : ثابت البناني.

(٧) في «ز» : أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.

٣٤١

فضالة](١) ، عن ثابت ، عن أنس (٢). ح قال : وحدّثنا هدبة ـ يعني ـ بن خالد ، حدّثنا المبارك ، عن ثابت ، عن أنس قال (٣) : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما تحابّ رجلان في الله إلّا كان أفضلهما أشدّهما حبّا لصاحبه» [١١٢٩٢].

قرأت بخط نجا بن أحمد ، وأنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني عنه ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن الحسين الحمصي ، أنبأنا عمر بن الفضل بن مهاجر ـ ببيت المقدس ـ سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة بحديث ذكره ، ذكر عتيق بن علي السمنطاري أنّ الجرمي (٤) شيخ حمصي ، سكن دمشق ، مقرئ ثقة ، وليس من المكثرين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني (٥) قال : وحدّثني أيضا ـ يعني ـ نجا بن أحمد العطّار ، قال : توفي أبو بكر محمّد بن الجرمي بن الحسين المقرئ في صفر سنة ست وثلاثين ، حدّث عن ابن أبي الزمزام ، والفضل بن جعفر وغيرهما ، وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري ـ رحمه‌الله ـ.

٦٥٢٣ ـ محمّد بن عبد الله بن حفص الرّازي

حدّث بدمشق عن أبي نعيم عبد الرّحمن بن قريش الهروي.

روى عنه : أحمد بن أبي طلحة.

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنبأنا أبو طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي ـ بصور ـ أنبأنا أبو زرعة عبد الواحد بن أحمد (٦) بن علي الشيباني ، أنبأنا الحسن بن العبّاس بن الفضل ، حدّثنا أحمد بن أبي طلحة ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن حفص الرّازي نزل دمشق ، حدّثنا أبو نعيم عبد الرّحمن بن قريش ، حدّثنا أحمد بن عبد الله البلخي ، حدّثنا شقيق بن إبراهيم البلخي ، عن إبراهيم بن أدهم ، عن عبّاد بن كثير ، عن الحسن (٧) ، عن أنس (٨) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) في «ز» : ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.

(٣) من قوله : ح قال ... إلى هنا سقط من «ز».

(٤) بدون إعجام في «ز».

(٥) في «ز» : أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

(٦) بالأصل : حمد ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٧) في «ز» : الحسن بن أبي الحسن البصري.

(٨) في «ز» : أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.

٣٤٢

«إذا كان يوم القيامة نادى مناد على رءوس الأوّلين والآخرين : ألا من كان خادما للمسلمين في دار الدنيا فليقم ، وليمض على الصراط من غير خوف ، وليدخل الجنّة وليس عليه حساب ولا عذاب» [١١٢٩٣].

٦٥٢٤ ـ محمّد بن عبد الله بن حمّاد ـ وهو أبو مالك ـ بن مالك بن بسطام بن درهم

أبو مالك الأشجعي الحرستاني (١)

روى عن أبيه.

روى عنه : تمام [بن محمد](٢).

وكتب عنه أبو الحسين [محمد بن عبد الله الرازي](٣) والد تمام.

أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، حدّثني أبو محمّد التميمي ، أنبأنا تمام بن محمّد (٤) ، أنبأنا أبو مالك محمّد بن عبد الله بن أبي مالك حمّاد بن مالك بن بسطام بن درهم الأشجعي بقرية حرستا في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، حدّثني أبي ، عن أبيه حمّاد بن مالك بن بسطام أبو مالك الأشجعي ، حدّثنا إسماعيل بن عبد الرّحمن العبسي ، عن أبيه عبد الرّحمن بن عبيد بن نفيع.

أنه كان في مسجد الكوفة ينتظر ركوع الضحى وممتع (٥) النهار قال : فبينا هو جالس إذ أجفل الناس في ناحية المسجد قال : فأجفلت فيمن أجفل ، فإذا برجل جاث (٦) على ركبتيه ، عليه إزار له وملاءة ، وهو يقول : أنا المصعب بن سعد بن أبي وقّاص ، سمعت أبي يأثر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يقول :

«أربع من كنّ فيه فهو مؤمن ، فمن جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر ؛ شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأني رسول الله ، وأنه مبعوث من بعد الموت ، وإيمان بالقدر خيره وشرّه ، من جاء بثلاث وكتم واحدة فقد كفر» [١١٢٩٤].

وهذا مثل حديث قبله.

__________________

(١) الحرستاني بفتح الحاء والراء المهملتين وسكون السين المهملة نسبة إلى حرستا ، وهي قرية على باب دمشق قريبة منها (الأنساب) ذكر السمعاني جده أبا مالك حماد.

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) في «ز» : أبو القاسم تمام بن محمد بن عبد الله الرازي.

(٥) متع النهار متوعا : ارتفع قبل الزوال.

(٦) بالأصل ود : جاثي ، والمثبت عن «ز».

٣٤٣

قرأت بخط أبي الحسن العطّار ، وذكر أنه نقله من خط الرّازي (١) في تسمية من كتب عنه في قرى دمشق : أبو مالك محمّد بن عبد الله بن حمّاد بن مالك بن بسطام الأشجعي من أهل قرية حرستا ، مات سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.

٦٥٢٥ ـ محمّد بن عبد الله بن خالد بن عبّاد بن زياد بن أبيه

المعروف بزياد بن أبي سفيان

له ذكر.

ذكره أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي في كتابه الذي سمّى فيه من كان بدمشق وأعمالها من بني أميّة ، وذكر أنه كان يسكن جرود (٢) من إقليم معلولا (٣).

٦٥٢٦ ـ محمّد بن عبد الله بن أبي ذرّ ـ

ويقال : عبد الله بن محمّد بن أبي ذرّ ـ السّوسي

حدّث بأطرابلس عن أبي عقيل أنس بن السّلم (٤) الخولاني.

روى عنه : أبو الحسن محمّد بن علي بن الحسن الحسني (٥) الهمذاني ، وعبد الله بن محمّد بن أيوب القطّان ، ومحمّد بن إسحاق بن مندة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ، أنبأنا محمّد بن علي بن الحسين ، أبو الحسن الهمذاني ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن أبي ذرّ السّوسي بأطرابلس ، حدّثنا أنس بن سلم (٦) أبو عقيل ، حدّثنا مخلد بن مالك ، حدّثنا محمّد بن سلمة ، عن خصيف ابن عبد الرّحمن ، عن سفيان الثوري ، عن المختار بن فلفل ، عن أنس بن مالك قال : قال رجل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : يا خير البرية ، قال : «ذاك أبي إبراهيم عليه‌السلام» [١١٢٩٥].

صحيح من حديث الثوري ، وغريب من حديث خصيف ، وقد وقع إلي أعلى من هذا بثلاث درجات إلى المختار.

أخبرتنا به أم المجتبى بنت ناصر قالت : أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، حدّثنا أبو بكر ـ هو ابن أبي شيبة ـ حدّثنا علي بن مسهر ، وابن

__________________

(١) في «ز» : أبي الحسين الرازي.

(٢) تقدم التعريف بها.

(٣) تقدم التعريف بها.

(٤) في «ز» : السالم ، تصحيف.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، وفي د : الحسيني.

(٦) كذا بالأصل ، وفي د ، و «ز» : سالم.

٣٤٤

فضيل عن المختار عن أنس (١) قال : جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا خير البرية ، فقال : «ذاك إبراهيم عليه‌السلام» [١١٢٩٦].

أخرجه مسلم (٢) عن ابن أبي شيبة.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن أبي ذرّ السّوسي ـ بأطرابلس ـ حدّثنا أنس بن سلم (٣) ، حدّثنا أسد بن ثعلب ، حدّثنا حميد الرواسي ، حدّثنا سعيد بن السّائب الطائفي ، وكان رجلا صالحا ، عن عبد الله بن معية السّوائي وكان قد أدرك الجاهلية قال :

أقبل رجلان من أصحاب النبي (٤) صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند باب بني سالم في الطائف فأتى النبي (٥) صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليراهما لبر يعني أنهما حملا إليه ، ثم ذكر الحديث ، لم يزد عليه.

٦٥٢٧ ـ محمّد بن عبد الله بن زكريا بن يحيى ، ويلقب يحيى حيّوية

أبو الحسن النيسابوري (٦)

نزيل مصر.

سمع بدمشق ومصر وغيرهما : أبا الحسن بن جوصا ، وجعفر بن أحمد بن عاصم ، وأبا عبد الرّحمن النسائي (٧) ، وأبا عبد الله محمّد بن إبراهيم بن زياد بن عبد الله بن ميمون الرّازي ، ومحمّد بن جعفر بن أعين البغدادي ، والعباس بن محمّد بن العبّاس البصري ، وإسحاق بن إبراهيم بن يونس المنجنيقي ، وعمّه أبا زكريا يحيى بن زكريا بن حيّويه ، وأبا العلاء محمّد بن أحمد بن جعفر الكوفي ، وأبا جعفر أحمد بن حمّاد زغبة التّجيبي ، وأبا القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد ، وأبا بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار ، ومحمّد ابن إبراهيم بن إسحاق الأصبهاني ، وأبا بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الدولابي ، وأبا العبّاس الفضل بن محمّد البصري ، ومحمّد بن الليث بن نصر.

__________________

(١) في «ز» : أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.

(٢) صحيح مسلم (٤٣) كتاب الفضائل ، (٤١) باب من فضائل إبراهيم الخليل صلى‌الله‌عليه‌وسلم رقم ٢٣٦٩ (٤ / ١٨٣٩).

(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : سالم.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٥) راجع الحاشية السابقة.

(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٦٠ والعبر ٢ / ٣٤٢ والنجوم الزاهرة ٤ / ١٢٨ وشذرات الذهب ٣ / ٥٧.

(٧) في «ز» : أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي.

٣٤٥

روى عنه : أبو الحسين علي بن أحمد بن عمر بن عبد الواحد الكناني الورّاق ، وأبو العبّاس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن النحّاس ، وأبو الحسن علي بن منير الخلّال ، وأبو الحسن الدار قطني ، وأبو عبد الله محمّد بن الفضل بن نظيف الفراء.

وذكر أبو نصر الوائلي أنه ثقة ثبت ، شافعي المذهب ، وكان قد نظر في الفرائض وصنّف فيها.

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم ؛ وحدّثنا أبو بكر القرطبي عنه ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسين بن الطفّال ـ بمصر ـ أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن حيّوية النيسابوري ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن أعين البغدادي ، حدّثنا عمرو بن مرزوق ، أنبأنا شعبة ، عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس ، عن أنس (١) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أكبر الكبائر الإشراك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وشهادة الزور ، أو قول الزور» [١١٢٩٧].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن أبي الصّقر الأنباري ، أنبأنا أبو العبّاس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن عمر بن محمّد بن سعيد البزاز المعروف بابن النحّاس ـ بقراءتي عليه في سنة سبع وعشرين وأربعمائة ـ أنبأنا أبو الحسن محمّد ابن عبد الله بن زكريا بن حيّويه النيسابوري في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ، حدّثنا أحمد بن عمير بن يوسف أبو الحسن الدمشقي ـ بدمشق ـ حدّثنا أبو عامر موسى بن عامر ، حدّثنا الوليد ابن مسلم ، حدّثني ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن مكحول ، والزهري عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن أبي هريرة عن النبي (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «تفضّل صلاة الرجل في جماعة على صلاته وحده بخمسة وعشرين جزءا مثل ذلك» [١١٢٩٨].

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٣) :

أما حيّوية بياء قبل الواو معجمة باثنتين من تحتها أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن زكريا بن حيّويه ، سمع بكر بن سهل ، والنسائي ، وأكثر عنه ، حدّث عنه الدار قطني ، وعبد الغني بن سعيد ، ومن بعدهما ، وكان ثقة نبيلا.

__________________

(١) في «ز» : أنس بن مالك ، رضي‌الله‌عنه.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٦٠.

٣٤٦

قرأت على أبي محمّد أيضا ، عن أبي محمّد التميمي (١) ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال :

وفيها ـ يعني ـ ثلاث وسبعين ومائتين ولد أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن زكريا بن حيّويه النيسابوري ، هو حدّثني بذلك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف الجرجاني قال : سمعت الدار قطني يقول : سمعت محمّد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري بمصر حدّث عن أبي عبد الرّحمن النسائي وعن المنجنيقي ، وعن البزاز (٢) ، وكان لا يترك أحدا يتحدّث في مجلسه ، وقال : جئت إلى شيخ عنده الموطّأ فكان يقرأ عليه ، ويتحدث الشيخ مع قوم فلمّا فرغ من القراءة قلت : أيها الشيخ يقرأ عليك وأنت تتحدث؟ فقال : كنت أسمع ، فلم أرجع إليه.

وسمعت الدار قطني يقول : وسمعته يقول : حدّث عن البزاز (٣) بأشياء أخطأ فيها فأنكر عليه أبو عبد الرّحمن وكان الحقّ مع أبي عبد الرّحمن ، فأخرجوه من الجامع وغسلوا موضعه.

[قال ابن عساكر :](٤) كذا كان في الأصل عن البزاز ، وعندي أنّ الصّواب حدّث البزاز بأشياء ، فالله أعلم.

قرأت بخط أبي طاهر مشرف بن علي بن الخضر التمّار ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مرزوق المعدّل ـ بمصر ـ قال : توفي أبو الحسن محمّد بن عبد الله بن زكريا بن حيّوية النيسابوري ليلة الاثنين ، ودفن يوم الاثنين لثماني عشرة ليلة خلت من [شهر](٥) رجب ـ يعني ـ سنة ستّ وستين وثلاثمائة ، قال غيره : لخمس عشرة ليلة خلت منه.

٦٥٢٨ ـ محمّد بن عبد الله بن زنجويه

حدّث عن محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي ابن أخي حسين.

__________________

(١) في «ز» : أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني التميمي.

(٢) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، ود : «البزار» وهو أشبه فقد ورد في أول الترجمة أنه سمع أبا أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار.

(٣) راجع الحاشية السابقة.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) زيادة عن «ز».

٣٤٧

روى عنه : عبد الله بن محمّد بن أيّوب الحافظ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد [الكتاني التميمي](١) ، أنبأنا عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن أيّوب الحافظ ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن زنجويه بدمشق ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الجعفي ، حدّثنا أبو أسامة عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن معدان بن أبي طلحة ، عن ثوبان (٢) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما (٣) فارق الروح الجسد ، وهو بريء من ثلاث دخل الجنّة : الكبر ، والغلول (٤) ، والدّين» [١١٢٩٩].

٦٥٢٩ ـ محمّد بن عبد الله بن سليمان ـ ويقال : ابن عبد الله بن محمّد

ابن سليمان ـ بن محمّد بن عبد المطّلب بن ربيعة بن الحارث

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي

يلقب زبرا.

من أهل دمشق ، ولّاه هارون الرشيد مدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم سنة ثلاث وسبعين ومائة ، له ذكر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال : في تسمية عمّال الرشيد على المدينة (٥) قال : وولّى محمّد بن عبد الله بن سليمان بن محمّد بن عبد المطّلب بن ربيعة ابن الحارث بن عبد المطّلب ، ثم عزله.

٦٥٣٠ ـ محمّد بن عبد الله بن سليمان أبو عبد الله الخراساني الزّاهد

حدّث عن أبيه ، والحسين (٦) بن علوان ، وأحمد بن عبد الله بن السريّ بن أبي الحواري ، وهشام بن عمّار ، وإسحاق بن إبراهيم بن بنان ، ومحمّد بن مصفّى ، وأحمد بن

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٣) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي سنن الترمذي : من.

(٤) الغلول ، يقال : غل غلولا : خان.

(٥) لم أجد له ذكر في تاريخ خليفة ، ولم يذكر خليفة أي عامل لهارون الرشيد على المدينة تحت عنوان : تسمية عمال أمير المؤمنين هارون.

(٦) في د ، و «ز» : الحسن.

٣٤٨

مسلم بن خلّاد الحذاء ، وأحمد بن عمر بن أبان الصوري ، وموسى بن إبراهيم المروزي ، وعبد الرّحمن (١) بن يحيى البرلسي.

روى عنه : أبو حصين محمّد بن إسماعيل بن محمّد التميمي ، والد أبي الدحداح ، وبكر بن سهل الدمياطي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة (٢) ، حدّثنا عبد العزيز (٣) بن أحمد ، أنبأنا تمام ابن محمّد ، أنبأنا أبو القاسم عبد السّلام بن أحمد بن محمّد بن الحارث القرشي القزّاز ، حدّثنا أبو حصين محمّد بن إسماعيل بن محمّد التميمي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الخراساني الزّاهد ، حدّثنا موسى بن إبراهيم المروزي ، حدّثنا مالك بن أنس ، عن أبي حازم ، عن سهل ابن سعد (٤) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «عمل الأبرار من الرجال الخياطة ، وعمل الأبرار من النساء المغزل» [١١٣٠٠].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، حدّثنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني ، حدّثنا أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الصّمد بن المهتدي ، حدّثنا بكر بن سهل الدمياطي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الخراساني سنة اثنتين وأربعين ومائتين ، حدّثنا عبد الله بن يحيى ، حدّثنا [عبد الله] بن المبارك ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم (٥) ، عن ابن عمر قال :

لما طعن عمر فأمر بالشورى فقال : ما عسى أن تقولوا في علي ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يا علي يدك في يدي يوم القيامة تدخل معي حيث أدخل».

٦٥٣١ ـ محمّد بن عبد الله بن سليمان أبو سليمان السّعدي المفسّر

صنّف كتبا في التفسير ، منها كتاب «مجتنى التفسير» جمع فيه الصغير والكبير ، والقليل

__________________

(١) كذا بالأصل ، وفي د ، و «ز» : عبد الله.

(٢) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٣) في «ز» : أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني التميمي.

(٤) في «ز» : سهل بن سعد الساعدي رضي‌الله‌عنه.

(٥) في «ز» : عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما.

٣٤٩

مما أمكنه والكثير ، ومنها : «الجامع الصغير في مختصر علم (١) التفسير» ومختصر آخر لقّبه ب «المهذّب».

سمع ببغداد أبا علي بن الصوّاف ، وأبا عبد الله المحاملي ، وأبا بكر الشافعي ، ودعلجا ، وأبا سهل بن زياد ، وجعفرا (٢) الخلدي ، وعبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن بويه (٣) الهاشمي ، وأبا سعيد الحسن بن أحمد الإصطخري ، ومحمّد بن مخلد الدّوري ، وعثمان بن أحمد بن عبد الله الدقّاق ، وإسماعيل بن محمّد الصفّار ، والحسن بن محمّد النسوي ـ بالبصرة ـ وأحمد بن محمّد بن سعدان بواسط ، وسهل بن عبد الله التّستري الصغير ـ بتستر ـ ومحمّد بن سعيد الحافظ بالرقّة.

وسمع بدمشق : محمّد بن أحمد بن عمارة العطّار ، والحسن بن حبيب ، ومحمّد بن يوسف الهروي ، وأبا عبيدة أحمد بن عبد الله بن ذكوان ، ومحمّد بن جعفر بن هشام بن ملّاس ، وأبا محمّد عبد الله بن الحسين بن جمعة الأسدي ، وكان شافعي الفروع ، أشعري الأصول ، كثير الاتّباع للسنّة ، حسن الكلام على التفسير.

أنشدنا أبو عبد الله البلخي ، أنشدنا أبو محمّد رزق الله بن عبد الوهّاب التميمي ، أنشدنا أبو الفضل شيخنا ـ يعني ـ عمه ، أنشدنا أبو سليمان الدمشقي السّعدي المفسّر لابن طباطبا العلوي الأصبهاني :

حسود مريض القلب يخفي أنينه

ويضحي كئيب البال عندي حزينه

يلوم علي أن رحت في العلم طالبا

أجمّع من عند الرواة فنونه

وأنظم أبكار (٤) الكلام وعونه

وأحفظ مما أستفيد عيونه

إذا ما رأى الراءون نطقي وصمته

رأوا حركاتي قد قهرن سكونه

ويزعم أنّ العلم لا يجلب الغنى

ويحسن بالجهل الذميم ظنونه

فيا لائمي وعني أغالي بقيمتي

فقيمة كلّ الناس ما يحسنونه

أنبأنا أبو الحسن سعد الخير بن محمّد الأنصاري ، أنبأنا أبو نصر عمر بن مكي

__________________

(١) بالأصل : «في علم التفسير» والمثبت يوافق ما جاء في د ، و «ز».

(٢) في د ، و «ز» : وجعفر.

(٣) بدون إعجام بالأصل ، أعجمت عن د ، و «ز».

(٤) بالأصل ود : «أفكار» ولعل الصواب ما أثبت عن «ز».

٣٥٠

الدينوري ، [أنا](١) أبو سعيد بندار بن علي بن الحسن بن محمّد ـ إجازة ـ قال : سمعت أحمد ابن الحسين يقول : سمعت أبا سليمان الداراني يقول :

صلّيت بدمشق خلف رجل يقرأ : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ)(٢) حتى بلغ قوله : (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)(٣) فقال فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ف (مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(٤) ، ومن (خَفَّتْ مَوازِينُهُ)(٥) ف (ما أَدْراكَ ما هِيَهْ)(٦) وكان معنا من يصلّي خلف هذا الرجل ، فحكى لنا أن رجلا قرأ (وَإِذْ [(٧) قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ) (٨) (يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً)(٩) (وَأَكِيدُ كَيْداً فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً)(١٠) (١١).

٦٥٣٢ ـ محمد بن عبد الله بن عبد الله ـ أبي دجانة ـ بن عمرو بن عبد الله بن صفوان

أبو زرعة النصري (١٢) (١٣)

روى عن عبد الملك بن محمود بن سميع ، والحسين بن محمد بن جمعة ، وإبراهيم بن دحيم (١٤) ، وأبي الحسن محمد بن نوح الجنديسابوري ، وأبي محمد عبد الصمد بن عبد الله ابن عبد الصمد ، وسالم بن معاذ التميمي ، وعبد الله بن عمران البغدادي ، وابن عم أبيه محمود بن عبد الرحمن بن عمرو ، ومحمد بن العباس بن الدرفس ، وأبي الحسن علي بن محمد بن حرب الونيني ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ، والقاسم بن عيسى العصار ، وأبي عبد الرحمن محمد بن أمية الأسيدي ، وعيسى بن إدريس البغدادي ، ووصيف بن عبد الله

__________________

(١) بياض مكانها بالأصل ، والمثبت عن د ، وبياض في «ز» ، مقدار تقريبا صفحة. والكلام متصل في د.

(٢ و ٣) سورة المدثر ، من الآية الأولى إلى الآية ٨.

(٤ و ٥ و ٦) سورة القارعة ، من الآية ٦ إلى الآية ١٠.

(٧) من هنا بياض بالأصل مقدار صفحتين ، والمستدرك من هنا عن د ، و «ز» ، وسنشير إلى نهايته في موضعه.

(٨) سورة لقمان ، الآية : ١٣.

(٩) سورة يوسف ، الآية : ٥.

(١٠) سورة الطارق ، الآيتان ١٦ و ١٧.

(١١) كتب بعدها في «ز» : .... بعد الأربعمائة من الأصل .... بلغت سماعا بقراءتي على الشيخ العالم الورع الأصيل أبي البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الشافعي أبقاه الله بإجازته من المؤلّف عمه ، وأبو محمد عبد الله بن يونس بن إبراهيم التنيسي. وكتب محمد بن يوسف بن محمد بن أبي بداس البرزالي الإشبيلي وعارض به وذلك في مجلس واحد يوم الخميس العشرون من شهر رجب الفرد سنة ثمان عشرة وستمائة بجامع دمشق حرسها الله والحمد لله وحده وصلاته على محمد وآله.

(١٢) في «ز» : البصري ، تصحيف والمثبت عن د.

(١٣) ترجمته في تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٠١ وسير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠.

(١٤) أقحم بعدها في د : وأبي الحسن محمد بن دحيم.

٣٥١

الأنطاكي ، ومحمد بن تمام (١) البهراني ، وأبي الحسن أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني.

روى عنه : أبو القاسم تمام بن محمد ، وأبي علي بن مهنا (٢).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي ، أنا أبو محمد الصوفي ، أنا أبو القاسم تمام بن محمد ، أخبرني أبو زرعة وأبو بكر : محمد وأحمد ابنا عبد الله أبي دجانة قراءة عليهما قالا : نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن ، نا إسحاق بن سعيد ، حدثني عبد الملك ابن سالم أبو حفص ، ـ من أهل الأردن ـ عن سلمة بن العيار ، نا عبد الله بن شوذب ، حدثني عبد الله بن الحارث أنه سمع الحسن يقول : سمعت جندب البجلي يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من صلى الغداة ، فهو في جوار الله» [قال :] وضرب على فخذي فقال : «فاتق الله لا يطلبك بشيء من ذمته» [١١٣٠١]

٦٥٣٣ ـ محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى بن مسهر أبو عبد الرحمن الغساني

روى عن أبيه ، وجده ، وأبي النضر إسحاق بن إبراهيم ، وأبي الجماهر محمد بن عثمان ، وأبي أيوب سليمان بن عبد الرحمن ، وهشام بن عمار.

روى عنه : ابنه أبو ذر عبد الرب بن محمد ، وأبو الحسن بن جوصا ، ومحمد بن جعفر ابن محمد بن ملاس.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، أنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا علي بن محمد بن طوق ، أنا عبد الجبار بن محمد ، أنا أحمد بن عمير ، حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى ، أنا أبو النضر ، نا سعيد بن يحيى اللخمي ، نا هشام بن الغاز ، نا سليمان بن داود اللخمي الخولاني ، وأخوه عثمان بن داود عن عمير (٣) بن هانئ قال

أتيت ابن عمر رضي‌الله‌عنهما ، فقلت : يا أبا عبد الرحمن أرشدني أرشدك الله ، فإني رجل من أهل الشام ، وإني جئت في وفد الحجاج. قال : ما أنا لكم بحامد. ثم قلت :

__________________

(١) في د : بسام.

(٢) زيد في سير أعلام النبلاء : وغيرهما.

(٣) كذا في «ز» ، ود ، وفي المختصر : عمر بن هانئ.

٣٥٢

فأصحابنا الذين حاربونا؟ قال : ما أنا لهم بعاذر ، أنتم قوم تتهافتون في النار تهافت الذبّان في المرق. قال : قلت : أرأيت أصلحك الله؟ قال : مه ، إني رأيت مولى (١) الشيطان. قلت : اسمع مني ؛ قال : ألك رحل؟ قلت : نعم ، قال : فارحل رحلك.

أخبرنا أبو الحسن السلمي ، نا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن إسحاق بن عبد العزيز اللهبي ، أنا أبو بكر أحمد بن عبد الوهاب بن محمد بن الحسن بن أحمد اللهبي ، نا أبو العباس محمد بن جعفر بن محمد بن هشام بن ملاس ، نا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن أبي مسهر ، أنا أبو الجماهر محمد بن عثمان ، نا عبد الله ابن زيد بن أسلم عن أبيه قال : سمعت عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنهما يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إذا رأيتم المداحين ، فاحثوا في وجوههم التراب». [١١٣٠٢]

أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي في كتابه ، حدثنا أبو البركات الخضر بن شبل الفقيه عنه ، أنا أبو بكر خليل بن هبة الله بن سهل بن الحسن بن محمد بن الحسن بن درستويه ، أنا أبو ذر عبد الرب بن محمد بن عبد الله (٢) قال : حدثني أبو الجماهر محمد بن عثمان نا سعيد يعني ابن بشير عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

في رجل نسي ، فأكل وهو صائم ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أتم صومك ، فإن الله أطعمك وسقاك» [١١٣٠٣]

ذكر عمرو بن دحيم :

أن أبا عبد الرحمن ولد ثمانين ومائة ومات يوم الجمعة بدمشق لخمس خلون من شهر ربيع الأول سنة خمس وعشرين ومائتين.

٦٥٣٤ ـ محمد بن عبد الله بن عبد الجبار الصيداوي

روى عن محمد بن أحمد بن الغاز.

روى عنه : أبو الحسين بن جميع ، ونسبه.

__________________

(١) في «ز» : «من» وفي د : «ذل» والمثبت عن المختصر.

(٢) في «ز» : عبدان ، والمثبت عن د.

٣٥٣

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم (١) وأبو القاسم بن السمرقندي قالا : أنا أبو نصر بن طلاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، أنشدني محمد بن عبد الله ، أنشدني محمد بن أحمد بن الغاز قال : أنشدني محمد بن حمزة بن أبي كريمة :

نروح ونغدو لحاجاتنا

وحاجة من عاش لا تنقضي

تموت مع المرء حاجاته

وتبقى له حاجة ما بقي

٦٥٣٥ ـ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين أبو عبد الله المصري (٢)

صاحب الشافعي.

سمع أباه ، والشافعي ، وأبا ضمرة أنس بن عياض ، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وعبد الله بن وهب ، وشعيب بن الليث ، وبشر بن بكر ، وإسحاق بن الفرات قاضي مصر ، وخالد بن عبد الرحمن الخراساني ، وأيوب بن سويد ، وحرملة بن عبد العزيز بن الربيع بن سبرة (٣) الجهني ، وحجاج بن رشدين بن سعد المهري ، ويحيى بن سلّام البصري ، وخالد بن نزار الأيلي ، وسعيد بن بشير القرشي المصري ، وأبا زرعة وهب الله بن راشد ، وعبد الله بن نافع الصائغ وأبا عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقرئ ، وإسحاق بن بكر بن مضر ، وأبا بكر عبد الحميد بن أبي أويس المدني وأبا مسهر الغساني بدمشق ، ومحمد بن علي الصوري بصور.

روى عنه : يحيى بن محمد بن صاعد ، وأبو حاتم الرازي ، وابنه أبو محمد عبد الرحمن ، وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي في سننه ، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروس ، وعمرو بن عثمان المكي ، والحسن (٤) بن علي بن الأشعث ، وأبو العباس الأصم ، وغيرهم.

كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسن ، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله ابن أحمد ، وأبو منصور برغش بن عبد الله عنه ، أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل

__________________

(١) من قوله : ابن الغاز ... إلى هنا سقط من د.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٣٠ وتهذيب التهذيب ٥ / ١٦٩ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٩٧ وميزان الاعتدال ٣ / ٦١١ والوافي بالوفيات ٣ / ٣٣٨ والجرح والتعديل ٧ / ٣٠٠ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٤٦ ووفيات الأعيان ٤ / ١٩٣ وشذرات الذهب ٢ / ١٥٤.

(٣) في «ز» : سليمان ، والمثبت عن د ، وتهذيب الكمال.

(٤) كذا في «ز» ، ود ، وفي تهذيب الكمال : الحسين.

٣٥٤

الصيرفي ، نا أبو العباس الأصم ، نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري ، أنا أنس بن عياض ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن مروان ، عن بسرة بنت صفوان وكانت صحبت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا مس أحدكم ذكره ، فلا يصلينّ حتى يتوضأ» [١١٣٠٤].

ذكر أبو عبد الله الهروي ، أخبرني محمد بن عبد الحكم قال : كان يحيى بن بكير [يتكلم](١) في عبد الله بن يوسف التنيسي فلما قدمت على أبي مسهر في صفر سنة ثمان عشرة ومائتين سألني أبو مسهر عن عبد الله بن يوسف ما فعل؟ فأخبرته بعافيته ، وقلت : هو على ما تحب ، فقال : سمع ـ يعني من مالك ـ الموطأ سنة ست وستين فذكر حكاية قد سقتها في ترجمة عبد الله بن يوسف من آخر عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم مسموعة لي إلّا أن في هذه بيان قدومه.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي قال : حدثني أبي قال :

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أحد الفقهاء ، روى عن شعيب بن الليث وأشهب بن عبد العزيز.

أنبأنا أبو الحسن القاضي وأبو عبد الله الأديب قالا : أنا أبو القاسم بن مندة أنا أبو علي إجازة.

ح قال : وأنا أبو طاهر ، أنا علي قالا :

أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال (٢) :

محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري روى عن ابن أبي فديك ، وأنس بن عياض ، وابن وهب ، وشعيب بن الليث ، وبشر بن بكر ، وحرملة بن عبد العزيز ، وإسحاق بن الفرات قاضي مصر ، وخالد بن عبد الرحمن الخراساني ومحمد بن إدريس الشافعي ، وأيوب بن سويد. روى عنه أبي وكتبت عنه وهو صدوق ثقة ، أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك.

كتب إلي أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن

__________________

(١) سقطت من «ز» ، واستدركت عن د ، للإيضاح.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ٣٠٠ ـ ٣٠١.

٣٥٥

ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا : أنا أحمد بن الفضل الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين يكنى أبا عبد الله روى عن عبد الله بن وهب وغيره ، توفي يوم الأربعاء للنصف من ذي القعدة ، سنة ثمان وستين ومائتين ، وصلى عليه بكار بن قتيبة ، وكان مولده سنة اثنتين وثمانين ومائة ، وكان المفتي في أيامه بمصر (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي قال : قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي (٢) في كتاب طبقات الفقهاء من الشافعيين ومنهم أبو عبد الله محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري ، سمع من ابن وهب ، وأشهب من أصحاب مالك ، وصحب الشافعي ، وتفقه به ، وحمل في المحنة إلى بغداد إلى ابن أبي دؤاد (٣) ولم يجب إلى ما طلب منه ، وردّ إلى مصر وانتهت إليه الرئاسة بمصر ، ومات في نيف (٤) سنة ستين ومائتين.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الشافعي ، أنا أبو البركات بن طاوس ، أنا عبيد الله ابن أحمد بن عثمان الأزهري ، أنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان ، حدّثني الزبير بن عبد الواحد ، قال : سمعت أبا بكر أحمد بن مسعود يقول : سمعت (٥) محمّد بن عبد الله ـ يعني ابن عبد الحكم ـ يقول : قال الشافعي : ما كنيتك؟ فقلت : أبو جعفر ، فقال : جاع فقر ، فكناني أبا عبد الله.

أخبرنا أبو الفرج غيث بن علي ، عن أبي الطاهر المشرف بن علي بن الخضر ، نا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنا أبو الحسين عبد الكريم بن أحمد بن أبي حدار قال : قرئ على محمّد بن رمضان الزيات قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول :

ولدت في ذي القعدة لأربع عشرة بقيت من سنة اثنتين وثمانين ومائة ، قال ابن رمضان : ومات سنة ثمان وستين ومائتين.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي ،

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٦ / ٤٣١ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٠ و ٥٠١.

(٢) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٠.

(٣) تحرفت في د ، وسير الأعلام إلى : ابن أبي داود.

(٤) كذا في «ز» : «نيف سنة وستين ومائتين» وفي د : في سنة نيف وستين ومائتين.

(٥) ليست في د.

٣٥٦

وحدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان بن أحمد الفقيه عنهما قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (١) البيهقي ، أنا محمّد (٢) بن عبد الله الحافظ ، أخبرني عبد الله بن محمّد بن حيان ، نا محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني قال : سمعت الحسن بن علي بن الأشعث يقول : سمعت محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول : كنت أتردد إلى الشافعي فاجتمع قوم من أصحابنا إلى أبي فقالوا : يا أبا محمّد ، إن محمّدا ينقطع إلى هذا الرجل ، ويتردد إليه ، فيرى الناس أن هذا رغبة عن مذهب أصحابه ، فجعل أبي يلاطفهم فيقول : هو حدث ، وهو يحب النظر في اختلاف أقاويل الناس ومعرفة ذلك ، ويقول لي في السر : يا بنيّ الزم هذا الرجل ، فإنه عسى أن تخرج يوما من هذا البلد ، فتقول : ابن القاسم ، فيقال لك : من ابن القاسم؟ قالا : وأنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (٣) : قال : في كتاب العاصمي يعني محمد بن الحسين الا ترى عن محمّد بن رمضان ، عن ابن (٤) عبد الحكم فذكر هذه القصة وقال : فإنك لو جاوزت ، هذا البلد فتكلمت في مسألة فقلت فيها : قال أشهب ، لقيل لك : ومن أشهب؟ فلزمت الشافعي ، وما زال كلام الشيخ في قلبي حتى خرجت إلى العراق ، فكلّمني القاضي بحضرة جلسائه في مسألة. فقلت : قال فيها أشهب عن مالك ، [فقال :](٥) ومن أشهب؟ وأقبل على جلسائه فقال بعضهم كالمنكر : ما أعرف أشهب ولا أبلق.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك البردعي ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، نا محمّد بن عبد الله ابن عبد الحكم المصري قال : كان الشافعي أسخى الناس بما يجد ، وكان يمرّ بنا ، فإن وجدني وإلّا قال : قولوا لمحمّد إذا جاء يأتي المنزل ، فإني لست أتغدى حتى يجيء ، فربما جئته ، فإذا قعدت معه على الغداء قال : يا جارية اضربي لنا فالوذج ، فلا تزال المائدة بين يديه حتى تفرغ منه ونتغدى.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (٦) ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا أحمد (٧) الحسين بن علي يقول : سمعت أبا بكر محمّد

__________________

(١) تحرفت في د إلى : الحسن.

(٢) في د : «أنا أبو محمد» خطأ.

(٣) في «ز» : «المنذري» تصحيف ، والذي في د : قالا : ونا البيهقي.

(٤) ليست في د.

(٥) زيادة لازمة عن «ز».

(٦) في د : أبي بكر البيهقي.

(٧) في د : أبا عبد الله الحسن بن علي.

٣٥٧

ابن إسحاق يقول : سمعت سعد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول : كان الشافعي ربما جاء راكبا إلى الباب فيقول : ادع لي محمّدا ، فأدعوه ، فيذهب معه إلى منزله ، فيبقى عنده ، ويقيل عنده ، قال أبو بكر بن إسحاق وهم أربعة إخوة : عبد الحكم ، وعبد الرّحمن ، ومحمّد ، وسعد ، وكان محمّد أعلم من رأيت على أديم الأرض بمذهب مالك بن أنس وأحفظهم ، سمعته يقول : كنت أتعجب ممن يقول في المسائل : لا أدري (١) قال أبو بكر محمّد بن إسحاق (٢) : فأما الإسناد فلم يكن يحفظه ، وكان أعبدهم وأكثرهم اجتهادا وصلاة سعد بن عبد الله ، وكان محمّد من أصحاب الشافعي ، وممن يتعلم منه ، فوقعت وحشة بينه وبين يوسف ابن يحيى البويطي في مرض الشافعي الذي توفي فيه فحدّثني أبو جعفر السكري (٣) صديق الربيع قال : لما مرض الشافعي ، مرضه الذي توفي فيه جاء محمّد بن عبد الحكم ينازع البويطي في مجلس الشافعي فقال البويطي (٤) : أنا أحق به منك ، وقال ابن عبد الحكم : أنا أحق بمجلسه منك ، فجاء الحميدي وكان في تلك الأيام بمصر ، فقال : قال الشافعي : ليس أحد أحق بمجلسي من يوسف بن يحيى البويطي ، فليس أحد من أصحابي أعلم منه ، فقال له محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم : كذبت ، فقال له الحميدي : كذبت أنت وكذب أبوك وكذبت أمك وغضب محمّد بن عبد الحكم فترك مجلس الشافعي وتقدم فجلس في الطاق الثالث وترك طاقا بين مجلس الشافعي ومجلسه وجلس البويطي في مجلس الشافعي في الطاق الذي كان يجلس فيه ، وهو الطاق الذي كان يجلس فيه الربيع في أيامنا إلّا أن الشافعي رحمه‌الله كان يجلس مستقبل القبلة ، فكان الربيع يجلس مستدبر القبلة.

قال أبو بكر محمّد بن إسحاق (٥) : وقال لي محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم : كان الحميدي معي في الدار نحوا من سنة ، وأعطاني كتاب ابن عيينة ، ثم أبوا إلّا أن يوقعوا بيننا ما وقع.

أخبرنا أبو الحسن (٦) علي بن الحسن بن الحسين ، أنا القاضي أبو عبد الله القضاعي

__________________

(١) طبقات الشافعية للسبكي ٢ / ٦٨ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٩٨.

(٢) تذكرة الحفاظ ٢ / ٥٤٧ وطبقات الشافعية ٢ / ٦٨ وسير الأعلام ١٢ / ٤٩٨ وميزان الاعتدال ٣ / ٦١١.

(٣) تحرفت في «ز» إلى : «السكوني» والمثبت عن د.

(٤) هو يوسف بن يحيى البويطي ، أبو يعقوب ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٨ وتاريخ بغداد ١٤ / ٢٩٩.

(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٩٩ وطبقات السبكي ٢ / ٦٩.

(٦) تحرفت في «ز» ، وهو الأصل المعتمد ، إلى «الحسين» والمثبت عن د.

٣٥٨

في كتابه ، أنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد (١) بن عمرو بن شاكر القطان ، نا أبو بكر محمّد بن سليمان بن أبي الشريف المالكي قال : أخبرني عبد الرّحمن بن عيسى المعروف بابن القابلة قال : سمعت المزني يقول : كنا نأتي محمّد بن إدريس الشافعي فنسمع منه فيجلس على باب داره فيأتي محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم فيصعد إليه فيطيل المكث ، وربما تغدى معه ، ثم ينزل فيقرأ علينا الشافعي ، فإذا فرغ من قراءته قرّب إلى محمّد بن عبد الحكم دابته فركبها ، وأتبعه الشافعي بصره ، فإذا غاب شخصه قال : وددت أنّ لي ولدا مثله وعليّ ألف دينار لا أجد لها قضاء (٢).

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن علي بن الخضر بن أبي هشام ، أنا أبو محمّد عبد الله بن الحسن بن حمزة العطار ، أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر قال : حدّثني أبو موسى هارون بن محمّد الموصلي قال : أخبرني أبو يحيى زكريا بن أحمد بن يحيى البلخي القاضي نا أبو جعفر الترمذي وهو محمّد بن أحمد (٣) بن نصر قال : حدّثني الربيع بن سليمان قال (٤) : كان يوسف بن يحيى البويطي حين مرض الشافعي بمصر ومحمّد ابن عبد الله بن عبد الحكم والمزني في حلقة الشافعي ، فاختلفوا في الحلقة أيهم يقعد فيها ، وتنازعوا الرئاسة أو نحو هذا ، فبلغ محمّد بن إدريس الشافعي فقال : الحلقة ليوسف بن يحيى البويطي من شاء يقعد فيها ومن شاء قام ، فكان اعتزال محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم أصحاب محمّد بن إدريس الشافعي من هذا ، فجلس يوسف بن يحيى البويطي في الحلقة ومات محمّد بن إدريس الشافعي قال : فكانت حلقته أعظم حلقة في المسجد ، ورجع الناس والسلطان إليه في الفتيا ، قال : فكان أبو يعقوب يصوم ، وكان يقرأ القرآن لا يكاد يمر يوم وليلة إلّا ختمه مع ذلك يقرأ على الناس قراءة كثيرة من صنائع المعروف إلى الناس.

قال : فسعي به ؛ وأبو بكر الأصم فيمن سعى به ، ـ وليس هو ابن كيسان ، إنّما هو أبو بكر الأصم أصله من خراسان وكان من أصحاب ابن أبي دؤاد (٥) وابن الشافعي فيمن سعى به ، وهو

__________________

(١) في د : «بن محمد» مكرر.

(٢) وفيات الأعيان ٤ / ١٩٤ والوافي بالوفيات ٣ / ٣٣٩ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٩٩.

(٣) قوله : «بن أحمد» سقط من د ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٥٤٥.

(٤) الخبر رواه الذهبي من هذا الطريق في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٦٠ ـ ٦١ في ترجمة البويطي. وطبقات الشافعية للسبكي ٢ / ١٦٤.

(٥) تحرفت في د إلى : داود.

٣٥٩

أبو عثمان ، في جارية للبويطي طلبها وحبسها عنده ، حتى كتب فيه ابن أبي دؤاد إلى والي مصر ، فأخذه فامتحنه فأبى أن يجيب ، وكان الوالي حسن الرأي فيه فقال : قل فيما بيني وبينك ، فقال : لا أقوله ليس بي أنا ولكن بي أن يقتدي بي مائة ألف يقولون. قال أبو يعقوب : ولا يدرون المعنى والسبب فيضلون ولا أقوله أبدا ، قال : وكان قد أمر أن يحمل في أربعين رطل حديد من ماله قال : ففعلوا له ذلك الحديد فوزن فنقص شيئا فقال : أنقصوه حتى يتم أربعين كما أمرت ، قال أبو يعقوب : اجعلوا واحدا وأربعين ، قال : وحمل حتى ذهب به إلى بغداد.

قال الربيع : وكان المزني ممن سعى به وحرملة قال أبو جعفر الترمذي : وحدّثني الثقة أيضا عن يوسف بن يحيى البويطي أن البويطي قال : برئ الناس من ذمتي (١) إلّا ثلاثة : أحدهم حرملة والمزني (٢) ، فصار ببغداد وكانت كتبه تأتي إلى الربيع.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس (٣) ، أنا أبي أبو العباس ، أنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر المرّي (٤) ، نا أبو الفرج أحمد بن القاسم بن الخشاب البغدادي ، نا علي بن محمّد الحلواني قال : سمعت محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم يقول : قال لي أبي : يا بنيّ كان مالك بن أنس يشبّه بالسلف الماضين ، وإنّي لأرجو أن تكون له خلفا ، فالزم العلم تسود في الدنيا والآخرة.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي وأبو يعلى البزار قالا : أنا سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب النسائي وسئل عن محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم؟ فقال : هو أظرف من أن يكذب وقال أبو عبد الرّحمن النسائي في تسمية الفقهاء من أهل مصر : محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم.

كتب إلي أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (٥) ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا أحمد التميمي يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن إسحاق يقول : ما رأيت في فقهاء الإسلام أعرف بأقاويل الصحابة والتابعين من محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم (٦).

__________________

(١) كذا في «ز» ، وفي د ، وسير الأعلام : دمي.

(٢) لم يسم الثالث في سير الأعلام ، وفيها : «وآخر».

(٣) تحرفت في د إلى : قيس.

(٤) تحرفت في د إلى : المزني.

(٥) في د : أبو بكر البيهقي.

(٦) ميزان الاعتدال ٣ / ٦١١ وسير الأعلام ١٢ / ٤٩٨ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٤٧ وتهذيب الكمال ١٦ / ٤٣١.

٣٦٠