تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

وابتدره أصحاب ابن بيهس ، فاحتزوا رأسه ، وأقبل به فارس يركض إلى ابن بيهس ، وصاح صائح : يا معتمر ، إنّ القاسم قد قتل فنادى (١) معتمر كوثر النميري : يا كوثر ، ما فعل القاسم ، قال : قتل ، قال : ما أظنكم فاعلين ، قال : قد والله قتل ، وإن رأسه منصوب بين يدي الأمير محمد بن صالح بن بيهس على قناة ، فقال له معتمر : تقطعت الأرحام بيننا وبينكم [يا معشر قيس ، فقال له كوثر : أنتم قطعتموها بخروجكم على بني هاشم وما بيننا وبينكم](٢) إلّا السيف أو تدعون (٣) ما أنتم فيه وترجعون (٤) إلى طاعة أمير المؤمنين المأمون ثم قال الكوثر :

لو لم يكن مع هاشم عاجل

لكان في الأجل خير كثير

فكيف والأمر أن من عاجل

وآجل عندهم مستنير

وأنتم أبناء صخر لمن يه

واكم النار ونيل حقير

أقسمت لا أنفك أرديكم

ما لاح لي نجم وأرسى ثبير

أرجو به زلفى إلى عالم

بما تواري وتجنّ الصدور

قال : واعتلّ ابن بيهس وهمّ بالانصراف إلى حوران ، فأتته بنو نمير فقالوا : بعد قتل القاسم تنصرف وتدعنا ، فأقام سكّاء ونصب على باب سكاء أعلاما سوداء ، ونصب رأس ابن أبي العميطر معها ، وقال ابن بيهس (٥) :

سقتني من أمية باقيات

على الأيام من بيض الوقائع

وأنستني وقيعة يوم سكّا

ما أعطيته يوم الصوامع

وفي قردى (٦) قتلت حماة صخر

وكلّ مخالف خزيان خالع

عصيت بني أمية إذ أتاهم

سواي من القبائل للمطامع

وصرّحت (٧) الخلاف لهم وإنّي

لعاص لابن حرب غير طائع

فمن علقت يداي فبين راد

ومأسور يئنّ من الجوامع

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز».

(٣) بالأصل ، ود ، و «ز» : تدعوا.

(٤) بالأصل ود : ترجعوا ، والمثبت عن «ز».

(٥) الأبيات التالية في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٦٣.

(٦) كذا رسمها بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تحفة ذوي الألباب : مرد.

(٧) الأبيات الثلاثة التالية سقطت من د.

٢٦١

ومن أظفر به من آل حرب

يغادر للذباب (١) وللخوامع (٢)

قال : وأقام المعتمر بن موسى مولى أبي العميطر بقرية الشّبعا بعد قتل القاسم بن أبي العميطر ، فكتب إليه أبو العميطر يأمره بالدخول إليه ، فكتب : ما يمنعني من الدخول إليك إلّا الحياء منك أن ترى أنّي قصّرت في أمر القاسم ، وبالله ما كنت في الناحية التي قتل فيها ، ولن ترى وجهي أو أشفي غليلك وآخذ بثأرك ، وبالله أستعين ، فجمع له أبو العميطر جموعا ووجّه بها إليه ، فتوجه إلى قرية يقال لها دير (٣) زكّى وأمر قوما من عسكره أن يكمنوا لابن بيهس ، ووجه خيلا ورجالة إلى قرية قرحتا ، وخرج ابن بيهس من سكّاء يريد دير زكّى ، فلم يشعر إلّا والصائح يصيح : السلاح السلاح إلى قرية قرحتا ، فأمر ابن بيهس خيلا من خيله ورجالة أن يقفوا بازاء دير زكّى ، ووجه الضباب إلى قرحتا فسبقوا خيل المعتمر إليها وحالوا بينهم وبينها وهي قرية لبني عقيل ، فوقعت الحرب بينهم فاقتتلوا قتالا شديدا ، وليس لأحد من الفريقين فضل على الآخر ، حتى وافى أصحاب ابن بيهس كردوس آخر مددا لأصحابه فانهزم المعتمر ، واتّبعتهم خيل ابن بيهس والطت بمعتمر فرسان معهم رماح على رءوسها الأهلة ، فعلم أنهم يريدون عقر دابته ، فجعل يلوذ فلحقه فارس فعقرت دابته فسقط فانحدر إليه البهلول ابن الطيب فاحتز رأسه وهو يرتجز :

خذها أبا موسى من البهلول

من أريحي ليس بالتنزيل

كالعين تأتي من فم المسيل

ومضى أصحاب المعتمر منهزمين ، كلّ إنسان قد أخذ على وجهه ، وغنم أصحاب ابن بيهس غنيمة كثيرة ، فضعف أمر أبي العميطر وأسقط في يده واجترأت عليه هوازن وطمعت فيه ، واشتدّت علة ابن بيهس بعد وقعة المعتمر ، فانصرف إلى حوران ، ووجّه برأس القاسم ابن أبي العميطر إلى المأمون ، وكتب إليه بهذه الأبيات (٤) :

منعت بني أمية ما أرادت

وقد كانت تسمت بالخلافة

أبدتهم من الشاعات قتلا

ولم تك لي (٥) بهم في ذاك رأفه

__________________

(١) كذا بالأصل وتحفة ذوي الألباب ، وفي «ز» : للذئاب.

(٢) في تحفة ذوي الألباب : وللخوالع.

(٣) قرية بغوطة دمشق ، معروفة (معجم البلدان).

(٤) الأبيات في الوافي بالوفيات ٣ / ١٥٦ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٢٦٤.

(٥) في تحفة ذوي الألباب : بي.

٢٦٢

أناضلهم عن المأمون إني

على من خالف المأمون آفه

قال : وقبل أن ينصرف ابن بيهس في علته إلى حوران جمع رؤساء بني نمير فقال لهم : قد كان من علّتي (١) ما ترون ، فارفقوا ببني مروان بن الحكم ، والطفوا بهم ، وعليكم بمسلمة (٢) بن يعقوب بن علي بن محمد بن سعيد بن مسلمة بن عبد الملك بن مروان بن الحكم فإنه وكيله ، وهو ابن اختكم ، فأعملوه أنكم لا تثقون ببني أبي سفيان وأنكم تثقون به وتبايعونه ثم أنشدهم (٣).

كيدوا العدو بأن تبدوا مباعدتي

ولا تنوا في الذي فيه لهم تلف

وكاتبوني بما تأتون من هنة

حتى تكون إليّ الرّسل تختلف

فاجتمع بنو نمير إلى مسلمة بن (٤) يعقوب ، فكلّموه وبذلوا له البيعة ، فقبل منهم وجمع مواليه وأهل بيته ، فدخل إلى أبي العميطر في الخضراء (٥) كما كان يدخل للسّلام عليه ، وقد أعدّ لحجاب أبي العميطر عدادهم فلمّا سلّم عليه وجلس معه في الخضراء قبض على أبي العميطر ، فشدّه في الحديد ، وبعث إلى رؤساء بني أمية على لسان أبي العميطر يأمرهم [بالحضور](٦) فجعل كل من دخل يقال له بايع والسيف على رأسه ، فبايع وأدنى مسلمة القيسية ولبس الثياب الحمر ، وجعل أعلامه حمرا ، وأقطع بني نمير ضياع المرج (٧) ، وجعل لكلّ رجل من وجوه قيس بمدينة دمشق منزلا وولّاهم ، فقال له أبو العميطر يوما وقد دعا به وهو مقيد ، فنظر إلى قيس في الثياب الحمر ومسلمة كذلك فقال له : لو حمّرت استك لكان خيرا لك ، فأمر به فسحب.

__________________

(١) في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٥٨ : «علي».

(٢) في «ز» : بمسلمة بن مروان بن الحكم. ترد ترجمته في كتابنا «تاريخ مدينة دمشق» قريبا. راجع ترجمته في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٥٧.

(٣) البيتان في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٦٥.

(٤) بالأصل : «إلى» تصحيف ، وفي «ز» : مسلم بن يعقوب.

(٥) الخضراء : بناها معاوية بن أبي سفيان بدمشق ، وجعلها دارا للإمارة ، وموقعها حذاء سوق الصفارين من الجنوب ، قبلي الجامع الأموي.

(٦) الزيادة عن تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٥٨ للإيضاح.

(٧) المرج : إقليم متسع يقع في نجد منخفض من الأرض ، ويمتد في الحدود الشرقية للغوطة الشرقية حتى مناقع الهيجانة شرقا (راجع غوطة دمشق لمحمد كردعلي ص ١٥).

٢٦٣

وخرج ابن بيهس من العلة (١) فجمع جماعة وأقبل يريد دمشق ، فقال مسلمة بن يعقوب لمن معه من هوازن : هذا صاحبكم يريد بنا ما فعل بأبي العميطر ؛ فقالوا له : ما هو لنا بصاحب ، وما نعرف غيرك ، وهذه سيوفنا دونك ، وأنشده بعضهم :

ستعلم نصحنا إن كان كون

وتعلم أننا صبر كرام

حماة دون ملكك غير ميل

إذا ما جدّ بالحرب احتدام

وسوف نريك في الأعداء ضربا

يطير سواعد منه وهام

وطعنا في النحور بذابلات

طوال في أسنّتها الحمام

فوثق بهم مسلمة وتزيّد في برّهم ، وأقبل ابن بيهس حتى نزل قرية الشّبعا وأصبح منها غاديا إلى مدينة دمشق ، وصاح الديدبان (٢) السلاح ، وخرج مسلمة وخرجت معه القيسية. فقاتلوا ذلك اليوم مع مسلمة قتالا شديدا وكثرت الجراحات في الفريقين ، وانصرف ابن بيهس وقد ساء ظنه بقيس فكتب إليهم (٣) :

سيكفي الله وهو أعزّ كاف

أمير المؤمنين ذوي الخلاف

وكلّ مقدّر في اللوح يأتي

وكلّ ضبابة فإلى انكشاف

وما أنا بالفقير إلى نصير

سوى الرّحمن والأسل العجاف

وعندي في الحوادث صبر نفس

عن المكروه أيّام الثّقاف

وعن حقّ أدافع أهل جور

وشتّى بين قصد وانحراف (٤)

فهابت القيسية على أنفسها فدخلوا على مسلمة ، فكلموه على وجه النصيحة له ، وقد أضمروا الغدر به ، فقالوا له : نرى أن تخرج إلى ابن بيهس فتسأله الرجوع عنا ، وحقن الدماء بيننا ، فإن فعل وإلّا ثبطنا أصحابنا عنه ، ومن أطاعنا واستملنا من قدرنا عليه ، فقال لهم : الصواب ما رأيتم ، وطمع أن يبقوا له ، ولم يكن يتهيأ لهم ما أرادوا بمدينة دمشق ، فخرجوا إلى ابن بيهس فباتوا عنده ، وأحكموا الأمر معه ؛ وصبّح دمشق بالخيل والرجالة والسلالم

__________________

(١) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي تحفة ذوي الألباب : وخرج ابن بيهس عليه.

(٢) الديدبان : الرقيب والطليعة ، كلمة فارسية معربة وأصلها كلمتان : ديد : انظر ، وبان : صاحب (راجع لسان العرب : ديب).

(٣) الأبيات في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٥٩.

(٤) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي تحفة ذوي الألباب : والجزاف.

٢٦٤

ونشب القتال وصعد أصحاب ابن بيهس السور بناحية باب كيسان ، فلم يشعر بهم أصحاب مسلمة إلّا وهم معهم في مدينة دمشق ، فأجفلوا هربا إلى مسلمة ، فدعا بأبي العميطر ففكّ عنه الحديد ، ولبسا ثياب النساء وخرجا مع الحرم من الخضراء ، وخرجا من باب الجابية حتى أتوا المزّة (١) ودخل ابن بيهس مدينة دمشق يوم الثلاثاء لعشر خلون من المحرم سنة ثمان تسعين ومائة ، وغلب عليها ، فلم يزل يحارب أهل المزّة وداريا وبيت لهيا إلى أن صالحه أهل بيت لهيا ، وأقام على حرب أهل المزّة وداريا وهو مقيم بدمشق أميرا متغلبا عليها إلى أن قدم عبد الله بن طاهر دمشق سنة ثمان ومائتين وخرج إلى مصر ، ورجع إلى دمشق سنة عشر ومائتين وحمل ابن بيهس معه إلى العراق ، ومات بها ، ولم يرجع إلى دمشق.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٢) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أحمد بن عبيد التميمي ، عن سلمة بن بشر بن صيفي الدمشقي ، حدّثنا حجر بن الحارث ، حدّثنا عبد الله بن عوف القارئ قال :

ناب مضر كنانة ، وفرسان مضر قيس ، ورجال مضر تميم ، وألسنة مضر أسد.

قال عبد الله بن عوف : وكان يقال : يسود السيد من قيس بالفروسية ، ويسود السيد من ربيعة بالجود ، ويسود السيّد في تميم بالحلم.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر أحمد بن علي ، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن عيسى بن موسى البزاز ، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد المصري ، حدّثنا عبيد الله ابن سعيد بن كثير بن عفير ، حدّثنا أبي ، حدّثني أبو صعصعة يحيى بن بشر بن عبد الله بن عمر بن عبد الرّحمن بن الحارث بن أبي صعصعة عن أبيه ، عن أبي سعيد (٣).

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اللهم أذلّ قيسا ، فإنّ ذلّهم عزّ الإسلام ، وعزّهم ذلّ الإسلام» [١١٢٤٠].

__________________

(١) المزة بالكسر والتشديد ، قرية كبيرة غنّاء في وسط بساتين دمشق ، بينها وبين دمشق نصف فرسخ (راجع معجم البلدان).

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل ، ود ، و «ز» ، والصواب ما أثبت بتقديم النون.

(٣) في «ز» : أبي سعيد الخدري رضي‌الله‌عنه.

٢٦٥

٦٤٥٥ ـ محمّد بن صالح بن سهل أبو عبد الله التّرمذيّ

سمع بدمشق وبغيرها : هشام بن عمّار ، ومحمود بن خالد ، وعثمان بن أبي شيبة ، وأبا داود سليمان بن سلم (١) المصاحفي.

روى عنه : الهيثم بن كليب الشاشي ، وأبو العبّاس المحبوبي المروزي.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن محمّد الخليلي ، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد بن الحسن ، حدّثنا أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي ، حدّثنا أبو عبد الله (٢) محمّد بن صالح التّرمذيّ ، حدّثنا هشام [بن عمار](٣) ، حدّثنا يحيى بن حمزة ، حدّثني عتبة بن أبي حكيم ، حدّثني طلحة بن نافع ، حدّثني أبو أيوب الأنصاري (٤) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«الصلوات الخمس ، والجمعة إلى الجمعة ، وأداء الأمانة ، كفّارات لما بينهما» ، قلت : وما أداء الأمانة؟ قال : «الغسل من الجنابة ، فإنّ تحت كلّ شعرة جنابة» [١١٢٤١].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي (٥) ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد بن محبوب التاجر ـ بمرو ـ حدّثنا محمّد بن صالح بن سهل التّرمذيّ ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا يحيى بن حمزة عن العلاء بن الحارث ، عن مكحول ، عن أبي أمامة (٦) قال : كنا لا ندع الركعتين قبل المغرب في زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٦٤٥٦ ـ محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن

أبو بكر البغداديّ الأنماطي المعروف بكيلجة الحافظ (٧)

سمع بدمشق وغيرها : أبا الجماهر ، والوليد بن عتبة ، وهشام بن خالد الأزرق ، وعبّاس ابن عثمان المعلّم ، وهشام بن عمّار ، وأبا اليمان ، ويحيى بن صالح ، وأبا مروان عبد الملك

__________________

(١) في د : مسلم ، وفي «ز» : سالم ، كلاهما تصحيف ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٨ / ٥٧.

(٢) في «ز» هنا : أبو عبيد الله ، تصحيف.

(٣) الزيادة عن «ز».

(٤) زيد بعدها في «ز» : رضي الله تعالى عنه.

(٥) في «ز» : «أبو بكر الحسن بن أحمد البيهقي» قلب الاسم وصحفه ، وهو أحمد بن الحسين ، أبو بكر البيهقي.

(٦) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٧) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٦٣ وتهذيب التهذيب ٥ / ١٤٧ وتاريخ بغداد ٥ / ٣٥٨ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٦٠٧ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٢٤. وكيلجة : بكسر الكاف وفتح اللام كما في المغني.

٢٦٦

ابن مسلمة ، ومسلم بن إبراهيم ، وشهاب بن عبّاد القيسي ، وأبا صالح كاتب الليث ، وسعيد بن أبي مريم (١) ، وإسحاق بن محمّد الفروي ، وأبا حذيفة موسى بن مسعود ، وأبا سلمة التبوذكي ، ومحمّد بن سعيد بن الأصبهاني ، والحسن بن الربيع البوراني (٢) ، وعارم بن الفضل ، وعفّان بن مسلم ، وأبا معمر عبد الله بن عمرو المقعد ، وأبا صالح محبوب بن موسى الفراء ، وعبد الله بن عبد الوهّاب الحجبي ، ونعيم بن حمّاد وغيرهم.

روى عنه : يحيى بن محمّد بن صاعد ، والحسين المحاملي ، وأحمد بن محمّد بن زياد ابن الأعرابي ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن السّكري ، ومحمّد بن مخلد الدّوري ، وإسماعيل الصفّار ، وأبو عوانة الإسفرايني ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن مسروق (٣) الطوسي ، وأبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي وغيرهم.

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس المصري ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدّثنا محمّد بن صالح كيلجة ، حدّثنا أبو الجماهر ، حدّثنا عبد الله بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن ابن (٤) عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) : «إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب» [١١٢٤٢].

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا هلال بن محمّد بن جعفر الحفّار ، أنبأنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، حدّثنا محمّد بن صالح الأنماطي ، حدّثنا العبّاس بن عثمان المعلّم ، حدّثني الوليد ، عن عبد العزيز بن أبي روّاد ، عن نافع ، عن ابن عمر (٧)

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يتنور في كلّ شهر ، ويقلم أظفاره في كل خمس عشرة [١١٢٤٣].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : قال لنا أبو بكر أحمد بن علي [بن ثابت الخطيب](٨) :

__________________

(١) زيد في «ز» : المصري.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الرازي.

(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : «مروان» تصحيف.

(٤) في «ز» : عن عبد الله بن عمر ، رضي‌الله‌عنهما.

(٥) في «ز» : صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٦) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ.

(٧) في «ز» : عبد الله بن عمر رضي‌الله‌عنهما.

(٨) زيادة عن «ز».

٢٦٧

محمّد (١) بن صالح بن عبد الرّحمن أبو بكر الأنماطي يعرف بكيلجة ، سمع مسلم بن إبراهيم ، وعفّان بن مسلم ، وأبا سلمة التبوذكي ، وأبا معمر المقعد ، وعبد الله بن عبد الوهّاب الحجبي ، وسعيد بن أبي مريم المصري ، ومحبوب بن موسى الفراء ، روى عنه يحيى بن محمّد بن صاعد ، وعبيد الله بن عبد الرّحمن السكري ، والقاضي أبو عبد الله المحاملي ، ومحمّد بن مخلد الدوري ، وإسماعيل بن محمّد الصفّار وغيرهم ، وكان حافظا متقنا ثقة.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك ، وأبو الحسن (٢) مكي بن أبي طالب ، قالا : أنبأنا أحمد بن علي بن خلف ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت بكر بن محمّد [الصيرفي يقول : سمعت جعفر بن محمد بن كزال يعقول : كان يحيى بن معين يلقب أصحابه ، فلقب محمد](٣) بن إبراهيم بمربع ، ولقّب عبيد بن حاتم بالعجل ، ولقّب صالح بن محمّد بجزرة ، ولقب الحسين بن إبراهيم بشخصة ، ولقب محمّد بن صالح بكيلجة ، ولقّب علي بن عبد الصّمد بعلان ماغمة (٤) ، وهؤلاء كلهم من كبار أصحابه ، وحفّاظ الحديث.

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن بن قبيس الفقيه ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، قالوا : حدّثنا [ـ و](٥) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر (٦) ، أخبرني (٧) محمّد بن أبي علي الأصبهاني ، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد الشافعي ـ بالأهواز ـ أنبأنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري قال : وسألته ـ يعني ـ أبا داود السجستاني عن كيلجة فقال : صدوق.

قال (٨) : وأنبأنا علي بن محمّد الدقّاق قال : قرأنا عن الحسين بن هارون ، عن أبي العباس بن سعيد ، حدّثنا الفضل بن أشرس قال : كنا مع بكر بن خلف ثمّ ـ وأشار إلى الميزاب بحذاء البيت ـ فطلع محمّد بن صالح ، فقال بكر بن خلف : قد جاءكم من ينقر هذا العلم تنقيرا.

قال : وأنبأنا البرقاني ، أنبأنا علي بن عمر الدار قطني ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٣٥٨.

(٢) الأصل ، أبو الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز» ، ومشيخة ابن عساكر ص ٢٤٦ / أ.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز».

(٤) فوقها في «ز» : ضبة.

(٥) زيادة عن د ، و «ز» ، لتقويم السند.

(٦) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ.

(٧) تاريخ بغداد ٥ / ٣٥٩.

(٨) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٥ / ٣٥٩.

٢٦٨

عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، عن أبيه ، ثم حدّثني محمّد بن علي الصوري ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله القاضي ، قال : ناولني عبد الكريم وكتب لي بخطه قال : سمعت أبي يقول : أحمد بن صالح بغدادي ثقة.

قال : وحدّثني أبو القاسم الأزهري ، عن الدار قطني مثل ذلك ، وزاد قال : ويقال اسمه محمّد يعني كيلجة.

قال الخطيب (١) : وهو محمّد بالشك ، وقد كان محمّد بن مخلد الدوري يسميه أيضا أحمد في بعض رواياته عنه.

قال الخطيب : وأنبأنا أحمد بن أبي جعفر ، أنبأنا محمّد بن المظفر قال : قال عبد الله بن محمّد البغوي : مات محمّد بن صالح كيلجة بمكة سنة إحدى وسبعين.

قال الخطيب : وأخبرني علي بن محمّد الدقّاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن ابن (٢) سعيد قال : توفي محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن الحافظ أبو بكر الأنماطي البغدادي بمكة سنة إحدى وسبعين ومائتين ، رأيته لا يخضب.

قال الخطيب : وقرأت بخط محمّد بن مخلد سنة اثنتين وسبعين ومائتين فيها بلغني أن محمّد بن صالح كيلجة مات بمكة.

قال الخطيب : والصحيح أنه مات سنة إحدى وسبعين.

٦٤٥٧ ـ محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن بن حمّاد بن سالم المعروف بابن أبي

عصمة أبو العبّاس التّميميّ

جار هشام بن عمّار.

روى عن أبي عامر (٣) موسى بن عامر ، وهشام بن عمّار ، ومحمّد بن الوزير الدمشقي ، [وهشام بن خالد ، وأبي جعفر محمد بن أبي خالد الفرضي (٤) الصوفي ، ومحمود بن خالد ، ومحمد بن مصفى الحمصي](٥) ومحمّد بن يحيى بن فيّاض الزّماني (٦) ، ومؤمل بن إهاب.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٥ / ٣٥٩.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» ، وتاريخ بغداد : «أبي سعيد» تصحيف.

(٣) بالأصل : عمار ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٤) كذا في «ز» ، وفي د : القرشي ، وفي ترجمته في تهذيب الكمال : القزويني ١٦ / ٢٥٠.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن د ، و «ز».

(٦) ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٣٣٧.

٢٦٩

روى عنه ابن أبي الزمزام ، وأبو بكر محمّد بن سليمان الربعي ، وأبو بكر بن المقرئ ، ومحمّد بن إسحاق بن إبراهيم الضرير الصفّار ، وأبو هريرة بن أبي العصام ، وأبو سعيد إسماعيل بن أحمد بن محمّد الجرجاني ، وأبو أحمد بن عدي ، وعبد الغني بن سعيد ، وأبو علي الحسن بن الخضر السيوطي.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن صالح بن أبي عصمة الدمشقي ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا مالك (١) ، عن الزهري ، عن أنس أن النبي (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم شرب لبنا وعن يمينه أعرابي ، وعن يساره أبو بكر ، فأعطى الأعرابي ، وقال : «الأيمن فالأيمن» [١١٢٤٤].

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه قال لنا أبو سعيد بن يونس : محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن ابن أبي عصمة ، يكنى أبا العباس دمشقي ، قدم مصر سنة أربع وثلاثمائة ، وكتبنا عنه.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وحدّثني أبو المعمّر الأنصاري عنه ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري (٣) ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الصفّار الضرير ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن صالح بن عبد الرّحمن بن أبي عصمة ـ بدمشق ـ سنة ثمان وثلاثمائة بحديث ذكره.

٦٤٥٨ ـ محمّد بن صالح بن محمّد بن صالح بن بيهس الكلابي

حكى عن أبيه.

حكى عنه ابنه أحمد بن محمّد بن صالح.

٦٤٥٩ ـ محمّد بن صالح بن محمّد بن سعد بن نزار بن عمرو بن ثعلبة

أبو عبد الله القحطاني المغافري الأندلسي الفقيه المالكي

سمع خيثمة بن سليمان ، وأبا سعيد بن الأعرابي ، وإسماعيل بن محمّد الصفّار ، وأبا يزن حمير (٤) بن إبراهيم بن عبد الله الحميري ، وبكر بن حمّاد التاهرتي وغيرهم.

__________________

(١) في «ز» : عن مالك بن أنس عن محمد بن شهاب الزهري عن أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.

(٢) في «ز» : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٣) في «ز» : أبو محمد الحسن بن علي الجوهري.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : حميد.

٢٧٠

روى عنه : الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سهل محمّد بن نصروية بن (١) أحمد المروزي ، وأبو القاسم بن حبيب المفسّر.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو سهل محمّد بن نصروية بن أحمد المروزي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن صالح المعافري ، حدّثنا أبو يزن الحميري [نا](٢) إبراهيم بن عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز بن عفير بن عبد العزيز بن زرعة ابن سيف بن ذي يزن ، حدّثني عمي أحمد بن حبيش بن عبد العزيز ، حدّثني أبي عفير ، حدّثني أبي عبد العزيز بن (٣) عفير ، حدّثني أبي زرعة بن سيف بن ذي يزن قال :

كتب إليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتابا هذا نسخته ، فذكرها ، وفيها : ومن يكن على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يغيّر عنها وعليه الجزية ، على كلّ حالم ذكر وأنثى ، حر أو عبد ، دينار أو قيمته من المغافر» (٤) ، لم يزد على هذا [١١٢٤٥].

أخبرنا أبو محمّد عبد الصّمد بن محمّد بن عمر بن عبد الله ، وأبو محمّد الحسن بن محمّد البهشتي البغويان ـ بها ـ قالا : أنبأنا عمر بن أحمد بن محمّد بن الخليل البغوي ، حدّثنا أبي الفقيه أبو (٥) حامد أحمد بن محمّد بن الخليل ـ إملاء ـ أنشدنا أبو القاسم الحسن بن محمّد ابن حبيب ، أنشدنا أبو عبد الله محمّد بن صالح الأندلسي :

ودعت قلبي ساعة التوديع

وأطعت قلبي وهو غير مطيع

إن لم أشيّعهم فقد شيّعتهم

بمشيعين تنفسي ودموعي

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر [الشحامي](٦) عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال :

محمّد بن صالح بن محمّد بن سعد بن نزار بن عمرو بن ثعلبة القحطاني المعافري أبو عبد الله الأندلسي المالكي ، وكان ممّن رحل من المغرب إلى المشرق ، فإنا اجتمعنا بهمذان سنة إحدى وأربعين فتوجّه منها إلى أصبهان ، وكان قد سمع في بلاده وبمصر من أصحاب

__________________

(١) بالأصل : «وأحمد» والمثبت عن د ، و «ز».

(٢) سقطت من الأصل ود ، واستدركت عن «ز».

(٣) بالأصل و «ز» : «حدّثني أبي عبد العزيز ، حدّثني أبي عفير» والتصويب عن د.

(٤) المغافر : جمع مغفر ومغفرة : زرد ينسج من الدروع على قدر الرأس ، يلبس تحت القلنسوة والبيضة.

(٥) بالأصل : أبي ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٦) زيادة عن «ز».

٢٧١

يونس [بن عبيد](١) ، وأبي إبراهيم المزني ، وبالحجاز وبالشام وبالجزيرة من أصحاب علي بن حرب ، وببغداد (٢) ، ورد نيسابور في ذي الحجّة سنة إحدى وأربعين ، وسمع الكثير ، ثم خرج إلى مرو ومنها إلى أبي بكر بن جنب (٣) ، فبقي بها ـ يعني ـ ببخارى إلى أن توفي ـ رحمه‌الله (٤) ببخارى في رجب من سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة.

٦٤٦٠ ـ محمّد بن صالح بن معاوية ـ أبي عبيد الله ـ

ابن عبد الله (٥) بن يسار الأشعري

أخو معاوية بن صالح.

حكى عنه علي بن مبشّر بن خالد الهمداني.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أخبرني علي بن أبي علي البصري ، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد السّمرقندي الحافظ في كتابه إلينا ، حدّثني عبد الله ابن محمّد بن إبراهيم أبو محمّد الدامغاني [الاسفندياري بدامغان ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن نومرد الدامغاني](٧) ، حدّثنا أبو زرعة ـ يعني ـ عبيد الله بن عبد الكريم الرّازي ، حدّثنا علي بن مبشر بن خالد الهمداني ، حدّثني محمّد بن صالح ـ يعني ـ ابن معاوية بن عبيد الله (٨) الأشعري عن أبيه قال :

قرأت في دواوين هشام بن عبد الملك إلى عامله بخراسان نصر بن سيّار : أما بعد ، فقد نجم (٩) قبلك رجل من الدهرية من الزنادقة يقال له : الجهم بن صفوان فإن ظفرت به فاقتله ، وإلّا فادسس إليه الرجال غيلة ليقتلوه (١٠).

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) فوقها في «ز» : ضبة.

(٣) كذا.

(٤) في «ز» : رحمة الله تعالى عليه.

(٥) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وجده معاوية ، أبو عبيد الله الوزير كاتب المهدي هو معاوية بن عبيد الله بن يسار ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ / ٣٩٨ وراجع ترجمة معاوية بن صالح في تهذيب التهذيب ٥ / ٤٨١ وسير أعلام النبلاء ١٣ / ٢٣.

(٦) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ.

(٧) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل وبعده صح.

(٨) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : معاوية بن عبد الله ، أبو عبيد الله الأشعري.

(٩) أي ظهر.

(١٠) زيد في «ز» : لعنة الله تعالى عليه.

٢٧٢

٦٤٦١ ـ محمّد بن صالح أبو جعفر الأوبري

سمع ببيروت : علي بن سهل بن بكر الصيداني (١).

روى عنه : [أبو] القاسم الحسن بن محمّد بن حبيب المفسّر النيسابوري.

وقد تقدم ذكر دخوله بيروت في ترجمة علي بن سهل.

٦٤٦٢ ـ محمّد بن صالح أبو نصر العسقلاني الأديب

سمع ببيروت : مكحولا البيروتي ، ومحمّد بن جعفر الخرائطي.

روى عنه : أبو بكر أحمد بن الحسن الغسّاني ، وأبو محمّد إسماعيل بن رجاء بن سعيد العسقلاني.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، وأبو نصر غالب بن أحمد (٢) بن المسلّم ، قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن زهير المالكي ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن عثمان بن سعيد بن القاسم بن الطيّان ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن صالح الأديب ، [العسقلاني](٣) ـ بعسقلان ـ حدّثنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن عبد الله بن عبد السّلام مكحول ـ ببيروت ـ حدّثنا محمّد بن هاشم ، حدّثنا بقية بن الوليد ، عن عمّار بن عبد الملك ، عن أبي بسطام ، عن أنس بن مالك (٤) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أصبح لا يهمّ بظلم أحد ، غفر له ما اجترم» [١١٢٤٦].

٦٤٦٣ ـ محمّد بن صالح ـ ويقال : صبح (٥) ـ بن يوسف بن عبدويه (٦)

أبو الحسين الصيداوي ، ثم الطّالقاني

أصله من الطّالقان (٧).

قدم دمشق سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ، وحدّث بها ، وبصيدا عن إسماعيل بن

__________________

(١) في د : الصيداوي.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : أبو نصر غالب بن أحمد بن مقاتل بن المسلم.

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٥) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : صبيح.

(٦) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي المختصر : عبد ربّه.

(٧) طالقان لام مفتوحة وقاف ، بلدتان إحداهما بخراسان بين مرو الروذ وبلخ ، والأخرى بلدة وكورة بين قزوين وأبهر (معجم البلدان).

٢٧٣

محمّد بن عبد الله بن أبي البختري الصّيداوي ، وأحمد بن عبد الواحد بن سليمان العسقلاني ، وأبي زكريا يحيى بن زكريا المروزي.

روى عنه : أبو الحسن الكلابي ، ومحمّد بن أحمد بن الحسن الكرجي ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكي ، وأبو الحسين بن جميع ، إلّا أنه قلب نسبه فقال : ابن يوسف بن صبح (١).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وحدّثنا أبو منصور عبد الباقي بن محمّد بن عبد الباقي عنه ، أنبأنا رشأ بن نظيف ـ إجازة ـ. أنبأنا أبو الحسين الميداني ، حدّثني عبد الوهّاب بن الحسن ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن صبح بن يوسف بن عبدويه الصيداوي ـ قدم علينا سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة ـ حدّثنا إسماعيل بن محمّد بن عبد الله بن أبي البختري القرشي ، حدّثني أبي عن جدي عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أنها قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليؤمكم أحسنكم وجها فإنه أحرى أن يكون أحسنكم خلقا» [١١٢٤٧].

[قال ابن عساكر :](٢) وقع في الأصل : ابن صالح ، والصواب ابن صبح.

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا جدي أبو محمّد ، أنبأنا أبو علي الأهوازي ـ إجازة ـ قال : قال عبد الوهّاب الكلابي في تسمية شيوخه : محمّد بن صبح الصيداني.

٦٤٦٤ ـ محمّد بن صبيح (٣) بن رجاء أبو طالب الثّقفي

حدّث بدمشق عن مطيّن الكوفي ، وأحمد بن سعيد صاحب الزبير بن بكّار ، وأبي عبد الملك أحمد بن إبراهيم ، وأبي علي إسماعيل بن محمّد بن قيراط العذري ، وأحمد بن الحسين بن السفر ، وأبي عبد الله الحسين بن سليمان بن داود النحوي ، وأبي الحسن أحمد ابن أنس بن مالك ، وأبي عمرو عصمة بن أبي عصمة ، واسمه إسرافيل ، ويقال : إسرائيل ، وأبي بكر أحمد بن علي بن سعيد القاضي ، وإبراهيم بن يونس البصري ، ومحمّد بن سليمان المروزي.

روى عنه : أبو مسلم الكاتب ، وأبو محمّد عبد الله بن عطية ، وأبو العبّاس محمّد بن موسى ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر الشيباني.

__________________

(١) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : صبيح.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) ضبطت بفتح الصاد ، كما في المؤتلف والمختلف لعبد الغني بن سعيد.

٢٧٤

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو عبد الله الحسن بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسين مكي. ح ثم قرأت على أبي محمّد طاهر بن سهل ، عن أبي الحسين بن مكي ، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن أحمد بن علي الكاتب ، أنبأنا محمّد بن صبيح الثّقفي ـ بدمشق ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي الكوفي ، حدّثنا محمّد بن يزيد ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا الليث بن سعد ، عن الزهري (١) ، عن علي بن الحسين أن الحسن بن علي حدّثه عن علي (٢) عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طرقه وفاطمة عليهما‌السلام قال : «ألا تصلّون» قلت : يا رسول الله إنّما أنفسنا بيد الله عزوجل ، فإذا شاء يبعثها بعثنا. فانصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين قلت ذلك ، فسمعته يقول وهو مدبر : (وَكانَ الْإِنْسانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً (٣)) [١١٢٤٨].

[قال ابن عساكر :](٤) كذا وقع في هذه الرواية ، وفيها خطأ فاحش في موضعين : أحدهما : أنه إنّما يرويه قتيبة عن الليث عن عقيل عن الزهري ، والآخر : أن الذي يرويه عنه علي بن الحسين هو أبوه الحسين بن علي لا عمّه الحسن بن علي ، وقد وقع لي عاليا على الصواب أعلى مما هاهنا بثلاث درجات.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن الحسين بن الحنائي ، أنبأنا أبو علي أحمد ، وأبو الحسين محمّد ابنا (٥) عبد الرّحمن بن عثمان ، قالا : أنبأنا أبو بكر يوسف بن القاسم ، حدّثنا الحسن بن الطيّب أبو علي البلخي ، حدّثنا قتيبة ، حدّثنا الليث [بن سعد](٦) ، عن عقيل ، عن الزهري (٧) ، عن علي بن الحسين (٨) ، عن أبيه ، عن جده قال : دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّ وعلى فاطمة من الليل فقال : «قوما فصلّيا» ، ثم رجع إلى منزله ، فلما مضى هويّ من الليل رجع فلم يسمع لنا حسّا فقال : «قوما فصلّيا» ، فقمت وأنا أعرك عيني ، فقلت : ما نصلي إلّا ما كتب الله لنا ، الحديث [١١٢٤٩].

وهذا هو الصواب ، وهكذا أخرجه مسلم (٩) والنّسائي عن قتيبة.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي زكريا البخاري ، وحدّثنا خالي أبو المعالي

__________________

(١) في «ز» : محمد بن شهاب الزهري.

(٢) في «ز» : علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

(٣) سورة الكهف ، الآية : ٥٤.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) بالأصل : «أنبأنا» تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز».

(٦) زيادة عن «ز».

(٧) في «ز» : محمد بن شهاب الزهري.

(٨) بالأصل : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز».

(٩) صحيح مسلم ، كتاب صلاة المسافرين ، (٢٨) باب ، رقم ٧٧٥ (١ / ٥٣٧).

٢٧٥

القاضي ، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ـ لفظا ـ أنبأنا أبو زكريا ، حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال : صبيح بفتح الصاد غير معجمة : محمّد بن صبيح كان بدمشق ، عن مطيّن.

٦٤٦٥ ـ محمّد بن صخر ـ أبي سفيان ـ بن حرب بن أمية بن عبد شمس

ابن عبد مناف بن قصيّ الأموي

أخو معاوية بن أبي سفيان.

وفد على أخيه معاوية ، له ذكر.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري (١) ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا [أبو الحسن](٢) أحمد بن معروف ، حدّثنا [أبو علي](٣) الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد ، أنبأنا يحيى بن معين ، حدّثنا العبّاس بن الوليد النّرسي قال : سمعت عبد الله ابن ثعلبة يقول :

جاء يزيد بن معاوية في مرض [أبيه](٤) معاوية فوجد عمّه محمّد بن أبي سفيان قاعدا على الباب لم يؤذن له ، فأخذ بيده فأدخله ، قال : فاطّلع في وجه معاوية وقد أغمي عليه فقال (٥) :

لو أن حيّا (٦) يفوت فات أبو (٧)

حيّان لا عاجز ولا وكل

الحوّل القلّب الأريب وهل

يدفع (٨) وقت المنيّة الحيل

قال : ففتح معاوية عينيه وقال : أي شيء تقول يا يزيد؟ قال : خيرا يا أمير المؤمنين ، أنا مقبل على عمي أحدثه قال : فقال معاوية : نعم :

لو أنّ حيّا يفوت فات أبو

حيّان لا عاجز ولا وكل

الحوّل القلّب الأريب وهل

يدفع وقت المنية الحيل

إنّ أخوف ما أخاف على شيء عملته في أمرك. شهدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوما قلّم أظفاره ، وأخذ من شعره ، فجمعت ذلك فهو عندي ، فإذا أنا متّ ، فاحش به فمي وأنفي ، فإن نفع شيء نفع. أو كما قال.

__________________

(١) في «ز» : أبو محمد الحسن بن علي الجوهري.

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) زيادة عن «ز».

(٥) البيتان في الأغاني ١٧ / ٢١١ قالهما يزيد لما احتضر معاوية وحضره يزيد وعنبسة بن أبي سفيان.

(٦) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٧) صدره في الأغاني : لو فات شيء يرى لفات أبو.

(٨) الأصل ود ، و «ز» : تدفع ، وفي الأغاني : ولن يدفع زوء المنية الحيل.

٢٧٦

أخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر المعدّل ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي ، حدّثنا الزبير بن بكّار قال :

فولد أبو سفيان بن حرب : محمّدا ، وعنبسة ابنا أبي سفيان وأمّهما عاتكة بنت أبي أزيهر ابن أنيس بن الحيسق بن كعب بن الحارث بن الغطريف من الأزد.

وذكر محمّد بن سعد : أنه الخيسق بالخاء المعجمة ، والله أعلم.

٦٤٦٦ ـ محمّد بن صدقة بن خريم المرّي

كان له دار في زقاق عطاف.

ذكره محمّد بن عبد الله الرّازي عن شيوخه الدمشقيين.

٦٤٦٧ ـ محمّد بن صهيب أخو موسى بن صهيب

حدّث عن مكحول.

روى عنه : محمّد بن شعيب بن شابور.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا : حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، أنبأنا العباس بن الوليد ، أخبرني محمّد بن شعيب [بن شابور](١) ، أخبرني محمّد بن صهيب.

أنه سأل بعض علماء أهل الجزيرة بأرمينية عن قول الله عزوجل : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(٢) فأخبره عن بعض علماء الجزيرة أنه كان يقول : هذه خاصة ولم يعمم كقوله : (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً) ، (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ)(٣)(أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ)(٤) قال : فهذه خاصة ، وقد قال جميعا. قال ابن شعيب : فلقيت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، فسألته عن قول الله : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وأخبرته بقول ابن صهيب عن الجزري فقال : هو كذلك ، إنّ الله ربما ذكر الواحد وهو لجميع الناس ، وربما ذكر الناس وهو واحد ، يقول الله عزوجل : (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ)(٥) وإنّما قال

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) سورة الذاريات ، الآية : ٥٦.

(٣) سورة الأنعام ، الآية : ١٢٨.

(٤) سورة الأنعام ، الآية : ١٣٠.

(٥) سورة آل عمران ، الآية : ١٧٣.

٢٧٧

لهم ذلك رجل واحد ، وقال : (يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ما غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(١) فهذا لجميع الناس ، وإنّما قال : يا أيّها الإنسان.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، حدّثنا أبو محمّد التميمي ، أنبأنا أبو القاسم تمام ابن محمّد ، أنبأنا أبو عبد الله الكندي ، أنبأنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب مكحول : محمّد بن صهيب.

حرف الضاد في أسماء آباء المحمّدين

٦٤٦٨ ـ محمّد بن الضّحّاك بن قيس التّميمي

وهو محمّد بن الأحنف.

ذكر عبد الله بن سعيد بن قيس الهمداني (٢) : أنه كان بدمشق وخرج منها غازيا مع مسلمة بن عبد الملك إلى القسطنطينة ، وجعل أميرا على بني تميم ، وقد سقت إسناد ذلك وبعض القصة في ترجمة الأصبغ بن الأشعث بن قيس (٣).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو محمّد بن زبر ، حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، حدّثنا الأصمعي ، عن أبيه قال : قيل لابن الأحنف بن قيس : ما يمنعك أن تكون كأبيك؟ قال : وأيكم كان؟ قيسوني بأبنائكم.

٦٤٦٩ ـ محمّد بن الضّحّاك بن قيس الفهري

وهو عبد الرّحمن بن قيس ، يدعى بالاسمين ، أو كان يكنى بأبي محمّد فيحذف بعض كنيته ، ويقال : محمّد ، فقد رويت له قصتان من وجهين ، يسمى في كلتيهما ، من وجهين ، عبد الرّحمن ومحمّد ، فالله أعلم.

ذكر أبو محمّد عبد الله بن سعد القطربلي في محاورات قريش قال : قال أبو الحسن المدائني عن عبد الله بن أبي سليمان.

أن هشاما خرج يريد بيت المقدس فمرّ بدمشق ، وعليها محمّد بن الضّحّاك بن قيس الفهري ، فدخل عليه ، وكان هشام يسحب ثيابه فقال له محمّد : أما رأيت أمير المؤمنين عبد

__________________

(١) سورة الانفطار ، الآية : ٦.

(٢) كذا بالأصل ، و «ز» ، وفي المختصر : الهمذاني.

(٣) راجع ترجمة الأصبغ بن الأشعث في كتابنا تاريخ مدينة دمشق ٩ / ١٦٨ رقم ٧٧٩

٢٧٨

الملك؟ قال : بلى ، فرأيته مهجرا مشمرا ، قال : فما يمنعك أن تكون مثله؟ قال : قال الشاعر لأبيك :

قصير القميص فاحش عند بيته

وشر قريش في قريش مركّبا

رواها عبيد الله بن محمّد العيشي عن بعض القرشيين فقال : نظر عبد الرّحمن بن الضحاك إلى بعض بني مروان فذكرها ، وقد قدمتها مع حكاية أخرى فيها سميته محمّد بن الضّحّاك في ترجمة عبد الرّحمن بن الضّحّاك في باب العين (١).

حرف الطاء في أسماء آباء المحمّدين

٦٤٧٠ ـ محمّد بن طاهر بن علي أبو يعلى الأصبهاني رحّال

سمع بدمشق وغيرها : أبا الحسن بن جوصا ، وبكر بن أحمد بن حفص الشّعراني ، وأبا حفص عروبة الحرّاني ، وأبا القاسم البغوي ، والحسن بن علي بن ماكوية ، والوليد بن أبان الأصبهانيين ، ومحمّد بن حجر العسقلاني ، وأبا جعفر محمّد بن محمّد بن إبراهيم.

روى عنه ؛ الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، وأبو الفضل محمّد بن أحمد الجارودي ، وأبو سعد بن أبي عثمان الزاهد ، وأبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله (٢) السراج النيسابوريون.

أخبرنا أبو طاهر محمّد بن محمّد بن عبد الله ، وأبو الحسن علي بن محمّد بن أبي الحسن الجوهري ، قالا : أنبأنا أبو العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصّمد التاجر ، أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السراج الكوشكي ، حدّثنا أبو يعلى محمّد بن طاهر الأصبهاني ، حدّثنا ابن أبي حيّة ، حدّثنا أبو هشام الرفاعي قال : سمعت داود بن يحيى بن التمّار يقول : سمعت أبي يقول : سمعت الثوري يقول : اصحب من شئت ثم استغضبه ، ثم دسّ إليه من يسأله عنك.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، حدّثنا جدي أبو محمّد ، حدّثنا أبو علي الأهوازي ، أنبأنا أبو سعد عبد الملك بن سعيد بن عبد الله المعروف بابن أبي عثمان الزاهد

__________________

(١) راجع ترجمته في تاريخ مدينة دمشق للمصنف رقم ٣٨٣٦ ، ٣٤ / ٤٤٤.

(٢) بالأصل : «عبد الرحمن» تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وسيرد صوابا في الخبر التالي.

٢٧٩

بدمشق ، حدّثنا أبو يعلى محمّد بن طاهر الأصبهاني ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الدّيبلي ، حدّثنا علي بن زيد الفرائضي قال : سمعت يعقوب بن أبي عبّاد القلزمي يقول :

سمعت سفيان بن عيينة يقول : إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوب نفسك.

[قال ابن عساكر :](١) الصواب عبد الملك بن محمّد بن إبراهيم.

سمعت أبا سعد (٢) إسماعيل بن أبي صالح المؤذّن يقول : سمعت محمّد بن عبد العزيز الصفّار يقول : سمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت أبا يعلى محمّد بن طاهر الأصبهاني يقول : سمعت حمزة بن سعيد البصري يقول : لما حدّث أبو مسلم الكجّي أول يوم حدّث قال لابنه : كم حصل عندنا من أثمان غلاتنا؟ قال : ثلاثمائة دينار ، فقال : فرّقها على أصحاب الحديث والفقراء شكرا ، إنّ أباك اليوم شهد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقبلت شهادته.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر [الشحامي](٣) ، عن أبي بكر أحمد بن الحسين [البيهقي](٤) ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : محمّد بن طاهر بن علي الأصبهاني أبو يعلى نزيل نيسابور ، كان يحفظ سؤالات الشيوخ ، ويعرف رسم التحديث ، وكان كثير السّماع والرحلة ، سمع بأصبهان الوليد بن أبان ، فمن بعده ، وبالعراق أبا القاسم بن منيع وطبقته ، وبالشام : أحمد بن عمير الدمشقي وأقرانه ، وبالجزيرة : أبا عروبة وأقرانه ، مرض بنيسابور فتشوش ، فربما كان مصابا ، وربما كان له عقل ، وما رأيته يزول حفظه في أحواله كلّها ، أخبرني أبو العباس المصري أنه توفي في غرة ذي الحجّة سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وكنت أنا ببخارى.

آخر الجزء السابع عشر بعد الستمائة [من الفرع](٥).

٦٤٧١ ـ محمّد بن طاهر بن علي بن أحمد

أبو الفضل المقدسي الحافظ ، المعروف بابن القيسراني (٦)

طاف في طلب الحديث ، وسمع بالشام ومصر ، والعراق ، وخراسان ، والجبل ، وفارس ، واستوطن همذان.

__________________

(١) الزيادة منا للإيضاح.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : سعيد.

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) زيادة عن «ز».

(٥) زيادة عن «ز».

(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٣٦١ والوافي بالوفيات ٣ / ١٦٦ والمنتظم ٩ / ١٧٧ ووفيات الأعيان ٤ / ٢٨٧ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٥٨٧ وتذكرة الحفاظ ٣ / ١٢٤٢ ولسان الميزان ٥ / ٢٠٧ وشذرات الذهب ٤ / ١٨.

٢٨٠