تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

خليفة بن خيّاط قال (١) : وفيها ـ يعني ـ سنة عشر [ومائة](٢) مات ابن سيرين في شوال ، وصلى عليه النضر بن عمرو المقرائي (٣).

أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا ، قالا : قرئ على أبي محمّد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٤) ، أنبأنا بكّار بن محمّد قال : توفي محمّد بن سيرين وقد بلغ نيفا وثمانين سنة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال :

مات ابن سيرين في شوال سنة عشر ومائة ، يكنى أبا بكر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا يوسف بن رباح ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن سيرين توفي سنة عشر ومائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشأ [بن نظيف](٥) المقرئ ، أنبأنا أبو محمّد المقرئ ، أنبأنا أبو بكر الدّينوري ، حدّثنا أبو إسماعيل ، حدّثنا عبد الله بن صالح (٦) ، حدّثني يحيى بن أيوب.

أن رجلين تآخيا (٧) فتعاهدا إنّ مات أحدهما قبل صاحبه أن يخبره بما رأى ، فمات أحدهما فرأى صاحبه في النوم فسأله عن الحسن البصري فقال : يا بن أخي ذاك ملك في الجنّة لا يعصى ، قال : فابن سيرين؟ قال : ذاك فيما شاء واشتهى وشتّان ما بينهما ، قال له : يا ابن أخي فبأي شيء أدرك الحسن ما أدرك؟ قال : بشدّة الخوف والحزن ، هو الذي بلغ به ما بلغ.

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٤٠ (ت. العمري).

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) ليست في تاريخ خليفة ، وتقرأ في د : «القرى».

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٢٠٦.

(٥) زيادة عن «ز».

(٦) الخبر من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٤ / ٦٢١ ـ ٦٢٢ وتاريخ الإسلام (ترجمته) ص ٢٤٩.

(٧) بالأصل ود ، و «ز» ، وتاريخ الإسلام تواخيا ، والمثبت عن سير الأعلام.

٢٤١

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني علي بن المظفر بن علي الأصبهاني ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق (١) ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ـ يعني الدورقي ـ حدّثني أحمد ، حدّثني عبد الرّحمن المحاربي ، حدّثنا الحجّاج بن دينار قال :

كان الحكم بن حجل صديقا لابن سيرين ، فلما مات ابن سيرين حزن عليه حتى جعل يعاد كما يعاد المريض ، قال : فحدّث بعد قال : رأيت أخي في المنام في حال كذا وكذا ، قال : قلت : أي أخي ، قد أراك في حال يسرني فما صنع الحسن؟ قال : رفع فوقي بسبعين درجة ، قال : قلت : وبم ذاك؟ فقد كنا نرى أنك [أفضل منه؟](٢) قال : بطول الحزن (٣).

أخبرناه أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا محمّد بن علي الدقّاق ، أنبأنا علي بن محمّد السكري ، أنبأنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا أبو بكر (٤) بن أبي الدنيا ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ وغيره ، قالوا : حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، عن الحجّاج بن دينار ، عن الحكم بن حجل وكان صديقا لمحمّد بن سيرين ، فلما مات محمّد بن سيرين حزن عليه حتى جعل يعاد كما يعاد المريض ، قال : فحدّث بعد قال : رأيت أخي محمّد بن سيرين (٥) في المنام في حال كذا وكذا ، فقلت : أي أخي ، قد أراك في حال يسرني فما صنع الحسن؟ قال : رفع فوقي بسبعين درجة ، قلت : ولم ذاك وقد كنا نرى أنك أفضل منه؟ قال : ذاك بطول حزنه.

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسين ، وأبو الحسن بن أبي العبّاس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٦) أبو منصور بن خيرون [المقرئ] ، أنبأنا ـ أبو بكر (٧) الخطيب (٨). ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنبأنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، قالا :

أنبأنا علي بن محمّد بن عبد الله المعدّل ، أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي ، حدّثنا

__________________

(١) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : مروان.

(٢) زيادة عن «ز» ، وسقطت اللفظتان من الأصل ود.

(٣) سير أعلام النبلاء ٤ / ٦٢٢ وانظر تاريخ الإسلام (حوادث سنة ١٠١ ـ ١٢٠) ص ٢٤٩.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا.

(٥) قوله : «محمد بن سيرين» ليس في «ز».

(٦) زيادة عن د ، و «ز» ، لتقويم اسند.

(٧) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ.

(٨) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٣٣٨.

٢٤٢

عبد الله بن محمّد بن عبيد القرشي ، حدّثني محمّد بن الحسين ، حدّثنا بشر بن عمر الزهراني ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن هشام بن حسّان ، عن حفصة ابنة راشد قالت : كان مروان المحلمي لي جارا ، وكان ناصبا مجتهدا ، قالت : فمات ، فوجدت عليه وجدا شديدا ، فرأيته فيما يرى النائم ، فقلت : أبا عبد الله ، ما صنع بك ربك؟ قال : أدخلني الجنّة ، قلت : ثم ما ذا؟ قال : ثم رفعت إلى أصحاب اليمين ، قلت : ثم ما ذا؟ قال : ثم رفعت إلى المقرّبين ، قلت : فمن رأيت ثمّ من إخوانك؟ قال : رأيت ثمّ الحسن ، ومحمّد بن سيرين ، وميمون بن سياه ، وقال عبد الله : حدّثني محمّد بن إدريس ، حدّثنا سعيد بن سليمان بن خالد النشيطي ، أنبأنا حمّاد بن سلمة ، عن أبي محمّد ، قال حمّاد : وكان من خيار الناس وكان مؤذن سكة الموالي قال : اشتكيت شكاة فأغمي علي ، فأريت كأنّي أدخلت الجنّة ، فسألت (١) عن الحسن ابن أبي الحسن فقيل لي : هيهات ، ذلك يسجد على شجر الجنّة ، قال : وسألت عن ابن سيرين؟ فقيل لي فيه قولا حسنا ، أحسن مما قيل في الحسن.

أخبرنا أبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، قالا : أنبأنا عبد الله بن محمّد الصريفيني ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا حمّاد بن زيد ، حدّثنا أيوب قال : رأيت الحسن [البصري] في النوم مقيّدا ورأيت ابن سيرين مقيدا في سجن ، قال : وكأنه أعجبه ذلك منه.

حرف الشين في أسماء آباء المحمّدين

٦٤٤٥ ـ محمّد بن شافعيّ بن محمّد بن طاهر

أبو بكر النّيسابوريّ المعروف بالصنوبريّ الفقيه

سمع أبا منصور محمّد بن الحسين بن أحمد المقومي بالرّيّ ، وأبا العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي بالاسكندرية ، وأبا الحسن (٢) علي بن الحسن (٣) الخلعي بمصر ، وأبا الحسن محمّد بن عبد الله بن محمّد بن أبي داود الفارسي ، وأبا الحسن علي بن مشرف بن

__________________

(١) من هنا إلى قوله : الجنة ، استدرك على هامش «ز» ، وبعدها صح.

(٢) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٣) «بن الحسن» ليسا في د.

٢٤٣

مسلم الأنماطي ، وبالرّيّ أبا بكر إسماعيل بن علي النّيسابوريّ الخطيب ، وأبا الحسين يحيى ابن الحسن الحسني الرازي ، وأبا المعالي الجويني ، وأبا (١) القاسم القشيري بنيسابور ، وأبا الفضل بن خيرون ببغداد.

وقدم دمشق وأقام بها مدة ، وحدّث بها بكتاب السنن لابن ماجة.

كتب عنه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ، وحدّثنا عنه أبو المكارم بن هلال.

أخبرنا أبو المكارم عبد الواحد بن محمّد ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن شافعيّ الصنوبريّ ، أنبأنا أبو منصور محمّد بن الحسين بن أحمد المقومي بالريّ ، أنبأنا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب ، أنبأنا علي بن إبراهيم بن سلمة القزويني ، حدّثنا محمّد بن يزيد بن ماجة (٢) ، حدّثنا أبو مروان محمّد بن عثمان العثماني ، حدّثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن سعيد ابن المسيّب ، عن سعد (٣) قال :

لقد ردّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على عثمان بن مظعون التبتل. ولو أذن له ، لاختصينا [١١٢٣٥].

أخبرناه أبو سعد الحصيري (٤) بالريّ ، أنبأنا أبو منصور المقوّمي فذكره.

ذكر أبو الفضل محمّد بن طاهر المقدسي الحافظ في كتاب تكملة الكامل في معرفة الضعفاء قال :

محمّد بن شافعيّ أبو بكر الصنوبريّ كان يشتغل بالكلام وغيره ، وكان له (٥) صديقا ، قال لي أبو نعيم عبيد الله بن الحسن : حدّثني أبو بكر الصنوبريّ عن القاضي (٦) ـ القضاعي بالشهاب ـ فتعجبت من هذا وأخرج إليّ الجزء وفيه : حدّثنا القاضي أبو عبد الله القضاعي (٧) ، فقلت : إنّما دخل مصر في سنة تسعين أو نحوها ، والقضاعي مات سنة اثنتين وخمسين ، وقد دخلنا قبله مصر ، نعوذ بالله من الغفلة.

__________________

(١) «وأبا» سقطت من «ز».

(٢) سنن ابن ماجة (٩) كتاب النكاح ، (٢) باب النهي عن التبتل رقم ١٨٤٨.

(٣) في «ز» : سعد بن أبي وقاص رضي‌الله‌عنه.

(٤) كذا بالأصل ، وفي د ، و «ز» : الحصري.

(٥) في د ، و «ز» : لنا.

(٦) بالأصل : القضاعي ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٧) من قوله : بالشهاب ... إلى هنا سقط من «ز» ، فاختل المعنى.

٢٤٤

٦٤٤٦ ـ محمّد بن شباب بن نهار بن سليمان بن داود بن الفيض

أبو بكر السّلمي الجلّاب

حدّث عن أبي علي بن أبي الزمزام.

روى عنه : أبو سعد إسماعيل بن علي السمّان ، وعلي الحنّائي ، وعبد العزيز بن أحمد.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز [بن أحمد](١) الكتّاني ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن شباب بن نهار بن سليمان بن داود بن الفيض السّلمي الجلّاب ـ قراءة عليه ـ حدّثنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي ، حدّثنا محمّد بن أحمد البركاني ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنى ، حدّثنا يحيى ـ يعني ـ ابن سعيد عن عبيد (٢) الداناج ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر. [١١٢٣٦]

٦٤٤٧ ـ محمّد بن شريح بن ميمون ..... (٣) المهريّ

مصري ، قدم دمشق في وفد أهل مصر الذين قدموا لبيعة يزيد بن الوليد الناقص.

له ذكر في تاريخ ابن يونس.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل بن سليم ، قالا : أنبأنا أحمد بن الفضل الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : قال لنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد : محمّد بن شريح بن ميمون المهريّ قتله حوثرة بن سهيل سنة ثمان وعشرين ومائة (٤).

٦٤٤٨ ـ محمّد بن شعيب بن شابور القرشي مولاهم (٥) [أبو عبد الله الدمشقي](٦)

وجده شابور كان مولى الوليد بن عبد الملك.

كانت له بدمشق دار بباب توما عند الشّلّاحة ، وكان محمّد أحد الأئمة الثقات.

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : عبيد الله.

(٣) بياض بالأصل و «ز» ، وكلمتان غير واضحتين في د.

(٤) راجع خبر مقتله في ولاة مصر للكندي ص ١١٢.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٥٨ وتهذيب التهذيب ٥ / ١٤٤ والتاريخ الكبير ١ / ١ / ١١٣ والجرح والتعديل ٧ / ٢٨٦ وتذكرة الحفاظ ١ / ٣١٥ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٣٧٦ وميزان الاعتدال ٣ / ٥٨٠ والعبر ١ / ٣٣١ وغاية النهاية لابن الجزري ٢ / ١٥٤ وشذرات الذهب ١ / ٣٧٥.

(٦) ما بين معكوفتين زيادة عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.

٢٤٥

قرأ القرآن بحرف ابن عامر على يحيى بن الحارث ، وحدّث عنه ، وعن عروة بن رويم اللّخمي ، والأوزاعي ، وقرّة بن عبد الرّحمن ، وعثمان بن أبي العاتكة ، وعبد الرّحمن بن سليمان بن أبي الجون (١) ، والهيثم بن حميد ، وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح ، وعمر بن يزيد النصري ، وخالد بن يزيد بن أبي مالك ، وإبراهيم بن سليمان الأفطس ، ويزيد بن عبيدة ، ومروان بن جناح ، وزرعة بن إبراهيم القاضي ، ويزيد بن أبي مريم ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، وسعيد بن عبد العزيز ، وغسّان بن ناقد ، وعيسى بن عبد الله ، ومعاذ (٢) بن رفاعة السّلامي ، ومعاوية بن يحيى الصّدفي ، ومعاوية بن سلام ، وكلثوم بن زياد المحاربي (٣) ، وخالد بن دهقان ، وسعيد بن بشير ، وشيبان بن عبد الرّحمن ، وعمر مولى غفرة ، ومحمّد بن يزيد النضري ، وعتبة بن أبي حكيم الهمداني ، وعطاء بن سلمة (٤) الحلبي ، وعبد القدّوس بن حبيب ، والعطّاف بن خالد المخزومي ، وسهل بن عتبة ، وابن لهيعة ، وعبد الرّحمن بن يزيد ابن جابر ، وروح بن جناح ، والوليد بن مسلم ، وإسماعيل بن عيّاش ، وعثمان بن عطاء ، وعبد الرّحمن بن حسّان الكناني (٥) ، وموسى بن أعين ، وأبي بكر بن سعيد ، ومبشر بن عبيد ، وداود بن الزبرقان ، والنعمان بن المنذر ، وشداد بن عبيد الله القاري ، وسعيد بن خالد بن أبي طويل ، وأميّة بن يزيد بن أبي عثمان الأموي ، وعثمان بن مسلم ، وأبي سلمة ثابت بن سرح الدوسي ، ويحيى بن أبي عمرو السّيباني (٦).

قرأ عليه الربيع بن ثعلب.

وروى عنه : عبد الله بن المبارك ، والوليد بن مسلم ، ومروان بن محمّد ، ودحيم ، وسعيد بن رحمة المصّيصي ، وأبو العبّاس الوليد بن مزيد ، وابنه العبّاس بن الوليد بن مزيد ، وأبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد القرشي ، وعبد الحميد بن بكّار البيروتي ، ومحمّد بن عائذ ، ومحمّد بن وهب بن عطية ، ومحمّد بن زرعة الرّعيني ، وسليمان بن سلمة الخبائري ، وأبو بكر محمّد بن عبد الله بن بسر البسري ، ومحمّد بن هاشم البعلبكي ، وعمرو بن حفص

__________________

(١) بالأصل ود : الحورين ، وفي «ز» : الحواري ، والمثبت عن تهذيب الكمال.

(٢) غير واضحة بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تهذيب الكمال : «معان».

(٣) في «ز» : «ومعاوية بن كلثوم بن سيار المحاربي» تصحيف.

(٤) كذا بالأصل ود ، وز ، وفي تهذيب الكمال : مسلم.

(٥) بالأصل ود ، و «ز» : الكتاني ، والمثبت عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.

(٦) بالأصل ود ، و «ز» : الشيباني ، والتصويب عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.

٢٤٦

ابن شليلة ، وهشام بن عمّار ، وعمران بن يزيد بن أبي جميل ، وأبو سليم إسماعيل بن حصن (١) الجبيلي ، وسليمان بن أحمد ـ نزيل واسط ـ ، ومحمّد بن المبارك الصّوري ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، ومحمّد بن مصفّى ، وكثير بن عبيد الحمصيّان ، وأبو عمرو أحمد ابن محمّد بن عثمان بن [الغمطريق الثقفي ، وعلي بن هاشم ، وبشر بن عبد الوهاب بن بشير ، وعبد الرحمن بن الحسن بن عبد الله بن يزيد بن تميم ، وعمرو بن عثمان بن](٢) كثير ، وعبدة ابن عبد الرّحمن المروزي ، والحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال ، ومحمّد بن الوزير بن الحكم ، وأبو عبد الله عبيد الله بن محمّد المكتب البتلهي ، ومحمّد بن مسعدة البيروتي

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد ، وحدّثني أبو المحاسن عبد الرزّاق بن محمّد عنه ، أنبأنا أبو بكر الحيري ، حدّثنا أبو العبّاس الأصم ، أنبأنا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي ، أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور ، أخبرني عيسى بن عبد الله ، عن عثمان بن عبد الرّحمن أنه أخبره عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري (٣) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤) أنه قال : «خلّلوا لحاكم ، وقصّوا أظافيركم ، فإنّ الشيطان يجري ما بين اللحم والظّفر» [١١٢٣٧].

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسين (٥) ، وأبو الفضل بن خيرون. ح وأخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، حدّثنا أبو طاهر ، قالا : أنبأنا محمّد بن الحسن ابن أحمد ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا عمر بن أحمد ، حدّثنا خليفة بن خيّاط (٦) قال في الطبقة الخامسة من أهل الشامات : محمّد بن شعيب بن شابور.

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي ، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار ، والكوفي ، واللفظ له ، قالا : أنبأنا أبو أحمد الواسطي ، أنبأنا أبو بكر الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ ، حدّثنا البخاري قال (٧) : محمّد بن شعيب بن شابور مولى بني أميّة قرشي

__________________

(١) من قوله : بن شليلة ... إلى هنا سقط من د.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز» ، وانظر أسماء من روى عنه في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٥٩.

(٣) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٤) في «ز» : صلى الله عليه وعلى آله وسلّم.

(٥) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الحسن.

(٦) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٧٩ رقم ٣٠٤٠.

(٧) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ١١٣.

٢٤٧

شامي ، سمع خالد بن دهقان ، وعثمان بن أبي العاتكة ، ويحيى بن أبي عمرو السيباني (١).

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٢) : محمّد بن شعيب بن شابور روى عن خالد بن دهقان ، وعن عروة بن رويم ، والنعمان بن المنذر ، ويحيى بن الحارث الذّماري ، والأوزاعي ، وابن جابر ، وعتبة بن أبي حكيم ، ورأى إسماعيل ابن عبيد الله بن أبي المهاجر ، روى عنه ابن المبارك ، وسليمان بن شرحبيل ، وهشام بن عمّار ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد [الكتاني](٣) ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو عبد الله الكندي ، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أصحاب الأوزاعي : محمّد ابن شعيب.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم بن عتّاب ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد ، أنبأنا الحسن (٤) بن أحمد ، أنبأنا علي بن الحسن ، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنبأنا أحمد ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة : محمّد بن شعيب بن شابور.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدار قطني قال :

محمّد بن شعيب بن شابور يحدّث عن الأوزاعي وغيره من الشاميين ، روى عنه دحيم ، والعبّاس بن الوليد بن مزيد وغيرهم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أبي نصر اللفتواني ، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنبأنا أبو أحمد العسكري قال : داود بن شابور

__________________

(١) بالأصل ود ، و «ز» : الشيباني ، تصحيف ، والتصويب عن البخاري.

(٢) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ٢٨٦.

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الحسين بن أحمد.

٢٤٨

الشين معجمة ، وهو مكي جليل ، فهيم ، روى عن مجاهد ، وعطاء ، وعمرو بن شعيب ، روى عنه سفيان بن عيينة ، وشعيب بن شابور مثله سواء ، وليس بأخيه ، ومحمّد بن شعيب بن شابور ابنه ، وهو يعدّ في الشاميين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد الرحيم بن أحمد ، وحدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنبأنا أبو زكريا ، حدّثنا (١) عبد الغني بن سعيد قال : محمّد بن شعيب بن شابور بسين غير معجمة ، [قال ابن عساكر :](٢) كذا قال ووهم فيه (٣).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٤) قال : أما شابور بشين معجمة محمّد بن شعيب بن شابور شامي ، يروي عن الأوزاعي ، وشيبان بن عبد الرّحمن وغيرهما ، روى عنه دحيم ، وسليمان بن بنت شرحبيل ، ونسبه سليمان في روايته عنه إلى جدّه ، والعبّاس بن الوليد بن مزيد (٥) وغيرهم.

قرأت على أبي محمّد أيضا ، عن [أبي محمد] عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملّاس ، حدّثنا الحسن بن محمّد بن بكّار ، قال : قال هشام بن عمّار : ومحمّد بن شعيب بن شابور مولى لقريش.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر قال : قال يعقوب بن سفيان (٦) : سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول : مولد ابن شعيب سنة ست عشرة ومائة ، قال : وإسماعيل بن عبيد الله قد سمع منه ابن شعيب ، ورآه.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني المزكّي ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم ، قال : سمعت محمّد بن شعيب يقول : ولدت سنة ست عشرة ومائة ، وأعاده في موضع آخر ، فقال : ولدت سنة ثلاث عشرة.

__________________

(١) سقطت من «ز».

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) ووهمه أيضا الذهبي في سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٧٧.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٢٤٩.

(٥) بالأصل : يزيد ، تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز» ، والاكمال.

(٦) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ١ / ١٩٠.

٢٤٩

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر [الربعي](١) ، حدّثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد ، حدّثنا العبّاس بن الوليد ا [بن مزيد](٢) قال : سمعت محمّد بن شعيب يقول : كان مولدي سنة ست عشرة.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم (٣) ، حدّثني أبي ، حدّثنا العبّاس الخلّال قال : وسمعت مروان بن محمّد يقول : كان محمّد بن شعيب يفتي في مجلس الأوزاعي وهو الرابع من العشرة الذين كانوا أعلم الناس بالأوزاعي وبحديثه وفتياه.

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو الحسن (٤) عبد الرّحمن بن محمّد بن يحيى بن ياسر الجوبري ، حدّثنا أبي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن خريم بن محمّد العقيلي ، أنبأنا أحمد بن أبي الحواري قال : وسمعت الوليد بن مسلم وسئل عن مسألة وابن شابور جالس ، فقال الوليد لصاحب المسألة : سل أبا عبد الله.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن زياد المقرئ النقّاش قال : وسمعت الفضل بن محمّد العطّار ـ بأنطاكية ـ يقول : قلت لهشام بن عمّار : عندنا بأنطاكية من يحدّثنا عن الوليد بن مسلم عنك عن أبيك ، فقال : روى عني الوليد بن مسلم ، روى عنّي من هو أجلّ من الوليد [بن مسلم] ، روى عني محمّد بن شعيب بن شابور.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر [الشحامي](٦) ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت يحيى بن منصور القاضي يقول : سمعت أبا عمرو المستملي يقول : سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول : روى ابن المبارك عن محمّد بن شعيب بن شابور

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) الجرح والتعديل ٧ / ٢٨٦.

(٤) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز» ، راجع ترجمته فى سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤١٥.

(٥) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب الحافظ.

(٦) زيادة عن «ز».

٢٥٠

فقال : أخبرنا الثقة من أهل العلم محمّد بن شعيب ، كان يسكن بيروت.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الخلّال ـ مشافهة ـ قالا ؛ أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم (١) ، أنبأنا صالح بن أحمد بن حنبل فيما كتب [إليّ](٢) قال : سئل أبي عن ابن شابور قال : ما أرى به بأسا ، ما علمت إلّا خيرا.

ذكر أبو جعفر محمّد بن عمرو العقيلي قال : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سمعت أبي يقول :

محمّد بن شعيب بن شابور ما أرى به بأسا ، وكان رجلا عاقلا (٣).

قال : وسألته مرة أخرى فقال : ما علمت إلّا خيرا (٤).

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو محمّد هبة الله بن أحمد ، قالا : حدّثنا [أبو محمد](٥) عبد العزيز بن أحمد ، حدّثنا أبو الحسن علي بن الحسن الحافظ ـ لفظا ـ حدّثنا أحمد بن عتبة ، حدّثنا الهروي ، حدّثنا هاشم بن مرثد الطبراني قال : سمعت يحيى بن معين يقول : محمّد بن شعيب كان مرجئا ، وليس به في الحديث بأس (٦).

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأنا أبو بكر البرقاني ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، أنبأنا الحسين بن إدريس ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ، حدّثنا محمّد بن شعيب بن شابور القرشي الدمشقي ، وهو ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله ، وأبو نصر ، قالا : حدّثنا الوليد بن بكر ، أنبأنا علي بن أحمد ، أنبأنا صالح بن أحمد العجلي ، حدّثني أبي قال : محمّد بن شعيب بن شابور ، شامي ، ثقة (٧).

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ٢٨٦.

(٢) سقطت من الأصل ، واستدركت للإيضاح عن د ، و «ز» ، والجرح والتعديل.

(٣) تهذيب الكمال ١٦ / ٣٦٠ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٣٧٧.

(٤) تهذيب الكمال ١٦ / ٣٦٠.

(٥) زيادة عن «ز».

(٦) سير أعلام النبلاء ٩ / ٣٧٨ وتهذيب الكمال ١٦ / ٣٦٠.

(٧) كتاب تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٠٥ رقم ١٤٦٥.

٢٥١

أخبرنا أبو الحسين بن الحسن ، وأبو عبد الله بن عبد الملك ـ إذنا ـ قالا : أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا ابن سلمة ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (١) : سمعت أبي يقول : محمّد بن شعيب أثبت من محمّد بن حمير ، ومن بقية ، ومن محمّد بن حرب الأبرش.

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا علي الحسين بن علي الحافظ يقول : سمعت إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني يقول : محمّد بن شعيب من الثقات ، والوليد بعض وبعض.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال :

الثقات من أهل الشام مثل الوليد بن مسلم ، ومحمّد بن شعيب ، وذكر جماعة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (٢) ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثني عبد الرّحمن بن إبراهيم قال : سمعت محمّد بن شعيب يقول : لأن أعرضه مرة أحبّ إليّ من أن أسمعه مرّتين.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين [البيهقي](٣) ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ (٤) ، وأبو بكر بن الحسن القاضي قال كل واحد منهما : سمعت أبا العباس محمّد بن يعقوب [الأصم] يقول : سمعت العبّاس بن الوليد بن مزيد البيروتي يقول : سمعت محمّد بن شعيب بن شابور [البيروتي](٥).

ح وأخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي ، حدّثنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، وأبو القاسم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله السرّاج ، قالا : حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب الأصم قال : سمعت العبّاس (٦) بن الوليد بن مزيد يقول :

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ٢٨٦.

(٢) في «ز» : أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) في «ز» : أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ.

(٥) الزيادة عن «ز».

(٦) بالأصل : «أبا العباس» تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز».

٢٥٢

سمعت ابن شعيب يقول (١) :

لقيت الأوزاعي ومعي كتاب كنت كتبته من حديثه ـ وقال طاهر : من أحاديثه ـ فقلت ؛ يا أبا عمرو هذا كتاب كتبته من أحاديثك ، قال : هاته ، قال : فأخذه وانصرف إلى منزله ، وانصرفت أنا ، فلمّا كان بعد أيّام لقيني به ـ لم يقل السرّاج : به ـ فقال : هذا كتابك قد عرضته وصححته ، قلت : يا أبا عمرو فأروي عنك؟ قال : نعم ، فقلت : أذهب فأقول : أخبرني الأوزاعي؟ قال : نعم ـ وفي رواية طاهر : قال أبو الفضل العبّاس : وأنا أقول كما قال الأوزاعي ، وفي رواية أبي المعالي قال ابن شعيب : وأنا أقول كما قال الأوزاعي ، ولم يذكر قول العبّاس.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد (٢) ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أخبرني أبي ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملّاس ، حدّثنا الحسن بن محمّد ابن بكّار بن بلال قال : وتوفي أبو عبد الله محمّد بن شعيب بن شابور القرشي في سنة ست أو سبع وتسعين ومائة ببيروت من ساحل دمشق.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني [المزكي](٣) ، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبيد الله بن أبي عمرو ، أنبأنا أبو عبد الله بن مروان ، أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد القرشي قال : قال هشام بن عمّار : مات محمّد بن شعيب سنة ثمان وتسعين ومائة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار ، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي ، ثم قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن الصيرفي ، أنبأنا أحمد ابن محمّد بن عمران ، حدّثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث قال : سمعت ابن مصفّى يقول : مات محمّد بن شعيب سنة تسع وتسعين ومائة ، وهو ابن نيّف وثمانين [سنة](٤).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو علي بن المسلمة (٥) ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي ، قالا : حدّثنا أبو الحسن بن الحمامي ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسن ،

__________________

(١) من أول الخبر ـ يعني السند كله ـ سقط من د.

(٢) في «ز» : أبي محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

(٣) زيادة عن «ز».

(٤) زيادة عن «ز».

(٥) في «ز» : المسلم : تصحيف.

٢٥٣

حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان قال : ومحمّد بن شعيب بن شابور ـ يعني ـ مات سنة تسع وتسعين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم (١) أيضا ، أنبأنا عمر بن عبيد الله ، أنبأنا علي بن محمّد ، أنبأنا عثمان ابن أحمد ، حدّثنا حنبل [بن إسحاق](٢) ، حدّثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم الدمشقي المعروف بدحيم قال : وولد محمّد بن شعيب سنة ست عشرة ومات سنة مائتين.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، قال : قال يعقوب بن سفيان (٣) : سمعت عبد الرّحمن بن إبراهيم يقول :

مات ابن شعيب وعمر (٤) في سنة مائتين ، ومولدهما قريب بعضهما من بعض ، مولد ابن شعيب سنة ست عشرة ومائة ، وعمر مولده سنة ثمان عشرة ومائة.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، حدّثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد قال : قال العباس بن الوليد : وكانت وفاة محمّد بن شعيب سنة مائتين.

أخبرنا أبو البركات عبد الله بن محمّد بن الفضل الفراوي ، وأم المؤيّد تازمين بنت أبي الحرب محمّد بن الفضل ، قالا : أنبأنا أبو القاسم الفضل بن أبي حرب الجرجاني ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، حدّثنا أبو العباس (٥) الأصم قال : سمعت العباس بن الوليد بن مزيد يقول : مات محمّد بن شعيب بن شابور سنة مائتين.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني (٦) ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة قال : ومات محمّد بن شعيب سنة مائتين.

وذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرّحمن الهروي : أن محمّد بن شعيب ومبشر بن إسماعيل ماتا سنة مائتين.

__________________

(١) في «ز» : أبو القاسم ابن السمرقندي.

(٢) زيادة عن «ز».

(٣) راجع المعرفة والتاريخ ١ / ١٩٠.

(٤) هو عمر بن عبد الواحد السلمي الدمشقي ، ترجمته في تهذيب التهذيب ٧ / ٤٧٩.

(٥) في «ز» : أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم.

(٦) في «ز» : أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

٢٥٤

٦٤٤٩ ـ محمّد بن شعيب بن عبيد الله القرشي

حكى عنه إبراهيم بن فطيس.

٦٤٥٠ ـ محمّد بن شقيق بن ضبارة بن مسعود بن حميد بن نصير بن الشّمّاخ بن

ضبارة بن فهيرة بن شقيق أبو الأسد اللخمي المؤدب

حدّث عن من لم يبلغني روايته عنه.

كتب عنه أبو الحسين الرّازي.

قرأت بخط أبي الحسن نجاء بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية : أبو الأسد محمّد بن شقيق بن ضبارة بن مسعود ابن حميد بن نصير بن الشمّاخ بن ضبارة بن فهيرة بن شقيق اللخمي ، وكان الشمّاخ بن ضبارة قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مع رهط تميم الدّاري ، وكان أبو الأسد رجلا يؤدّب بني أبي زنبور ، وكان من أهل اللغة والنحو ، مات سنة ـ يعني ـ ست وعشرين وثلاثمائة ، سقط منه ست.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنبأنا أبو سليمان الربعي قال : أبو الأسد محمّد بن شقيق بن ضبارة في المحرم ـ يعني ـ سنة ست وعشرين وثلاثمائة ـ يعني ـ مات.

٦٤٥١ ـ محمّد بن الشّمّاخ

حدّث بدمشق عن أحمد بن أبي الحواري.

روى عنه : أبو سعيد دحيم بن سعيد بن مالك المفسّر الضرير.

قرأت بخط أبي طالب عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن الشيرازي ، وأنبأنيه أبو الفرج الخطيب عنه ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد (١) بن منصور الأنصاري الهروي ، أنبأنا عبيد الله بن سعيد ـ هو الوائلي (٢) ـ أنبأنا أحمد بن عمر بن سعيد (٣) القرشي ، حدّثنا أبو سعيد دحيم بن سعيد بن مالك الضرير المفسّر ، حدّثنا محمّد بن الشّماخ بدمشق ، حدّثني أحمد بن أبي الحواري قال :

بتّ عند أبي سليمان الدّاراني ، فسمعته في ليلة وهو يقول : وعزّتك وجلالك لئن طالبتني بذنوبي ، لأطالبنك بعفوك ، ولئن أمرت بي إلى النار ، لأخبرنّهم أنّي كنت أحبّك.

__________________

(١) «بن محمد» مكررة في «ز» ، وفي د ، كالأصل لم تكرر.

(٢) في د : هو ابن الوائلي.

(٣) من قوله : هو .. إلى هنا سقط من «ز».

٢٥٥

٦٤٥٢ ـ محمّد بن شهريار النّيسابوريّ

سمع بدمشق هشام بن عمّار.

روى عنه : أبو الطيّب محمّد بن عبد الله الشعيري.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر [الشحامي](١) ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الطيّب محمّد بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن شهريار وهو نيسابوري ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا إسماعيل بن عياش ، عن حنش الرحبي ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«من أعان باطلا ليدحض بباطله حقّا ، فقد برئ من ذمّة الله وذمة رسوله ، ومن ولّى وليا من المسلمين شيئا من أمور المسلمين وهو يعلم أنّ في المسلمين من هو خير للمسلمين منه ، وأعلم بكتاب الله وسنّة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقد خان الله ورسوله ، وخان جماعة المسلمين ، ومن ولي شيئا من أمور المؤمنين ، لم ينظر الله له في شيء من أموره حتى يقوم بأمورهم ويقضي حوائجهم ، ومن أكل درهما من ربا فهو كإثم ستة (٢) وثلاثين زنية ، ومن نبت لحمه من سحت (٣) فالنار أولى به» [١١٢٣٨].

٦٤٥٣ ـ محمّد بن شيبة بن الوليد بن سعيد بن خالد بن يزيد بن تميم بن مالك

[أبو عبد الله](٤)

وتميم بن مالك جدّه. قتل مع عثمان بن عفّان (٥) يوم الدار ، أبو عبد الله من أهل الراهب.

روى عن هشام بن عمّار ، وأحمد بن أبي الحواري ، ومحمود بن خالد ، ومحمّد بن إسماعيل بن عليّة ، وأحمد بن المؤمّل ، وعلي بن مسلم الطّوسي.

روى عنه : أبو علي بن شعيب ، وجمح بن القاسم ، وأبو بكر بن أبي دجانة ، وأبو بكر محمّد بن سعيد ، يعرف بأخشع المستملي ، والقاضي أبو سعيد الحسن بن إسحاق بن بلبل المقرئ.

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز».

(٣) السحت : الحرام الذي لا يحل كسبه.

(٤) قدمنا الكنية إلى هنا ، موضعها كما اقتضاه التنظيم المتبع.

(٥) زيد بعدها في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

٢٥٦

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني [المزكي](١) ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد (٢) ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، حدّثنا الأنصاري ـ وهو أبو علي محمّد بن شعيب ـ حدّثنا محمّد شيبة الراهبي ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة (٣) قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلّا المكتوبة» [١١٢٣٩].

أخبرتنا أم الرضا ضوء بنت حمد بن علي قالت : أنبأتنا أم الفتح عائشة بنت الحسن بن إبراهيم الوركانية الواعظة ، حدّثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمّد بن شاه الشيرازي ـ إملاء ـ حدّثني عبد الواحد بن بكر ، حدّثنا أحمد بن أبي دجانة ، حدّثنا محمّد بن شيبة ، حدّثنا أحمد ابن أبي الحواري ، حدّثنا أبو سليمان الدّاراني قال : سمعت صالح بن عبد الجليل يقول :

ذهب المطيعون لله بلذيذ العيش في الدنيا والآخرة ، يقول الله لهم يوم القيامة : رضيتم بي في الدنيا بدلا من خلقي ، فلكم اليوم عندي حبوتي وكرامتي ، وآثرتموني في الدنيا على شهواتكم ، فعندي اليوم فباشروها ، فوعزتي ما خلقت الجنّان إلّا من أجلكم.

حرف الصّاد في أسماء آباء المحمّدين

٦٤٥٤ ـ محمّد بن صالح بن بيهس (٤) بن زميل (٥) بن عمرو بن هبيرة

ابن زفر بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة

ابن عامر بن صعصعة الكلابي (٦)

المتغلب على دمشق أيام أبي العميطر ، والمقاوم له.

من وجوه قيس وشجعانهم وشعرائهم.

__________________

(١) زيادة عن «ز».

(٢) في «ز» : أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

(٣) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٤) بيهس الباء الموحدة والياء ، آخر الحروف وبعد الهاء سين مهملة ، كما في الوافي.

(٥) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي المختصر : نفيل.

(٦) ترجمته في الوافي بالوفيات ٣ / ١٥٦ وتحفة ذوي الألباب ١ / ٢٦١ وأمراء دمشق ص ٩٧ وفيه : «بهيس» وشذرات الذهب ٣ / ٢٤ والعبر ١ / ٣٢٨.

٢٥٧

كتب إليه المأمون بولاية دمشق ، فلم يزل عليها حتى قدم عبد الله بن طاهر واليا على الشام ومصر.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى بن زكريا ، حدّثنا خليفة قال (١) : وفيها ـ يعني ـ سنة أربع وثمانين ومائة وجه هارون ابن صالح (٢) بن بيهس الكلابي إلى غصة (٣) ملك الروم في الفداء.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرّازي ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن غزوان ، حدّثنا أحمد ابن المعلّى ، حدّثنا صالح بن البختري ، حدّثني النضر بن يحيى قال : كتب أبو العميطر إلى محمّد بن صالح بن بيهس الكلابي : بسم الله الرّحمن الرحيم ، أما بعد ، فالعجب كل العجب لتخلفك عن بيعة أمير المؤمنين ، وجحدانك أنعم آبائه عليك ، ولست ولا أحد من سلفك إلّا في نعمته ، وأنت تعلم مكان حرمتك بقرية تلفياثا ، وأن عشيرتك بالغوطة كرش منثورة ، وأمير المؤمنين يحلف لك بالله لئن سمعت وأطعت ليبلغن بك أقصى غاية الشرف ، وليولّينك ما خلف بابه ، ولئن تخلّفت وتأخرت ليبعثنّ إليك ما لا قبل لك به من الزحوف التي تتلوها الحتوف بشاهد السلاح المعدّ لأهل الخلاف والمعصية ، وقد بعث إليك أمير المؤمنين شعرا فتدبّره ، وكتب في أسفل كتابه (٤) :

لئن كان هذا الجد منك لقد هوى

بك الحين في أهوية غير طائل

أبعد اجتماع الشام سمعا وطاعة

إليّ وإذلالي جميع القبائل

وتوجيهي العمّال في كلّ بلدة

وزحفي إليها بالقنا والقنابل

رجوت خلافي أو تمنّيت جاهلا

إزالة ملك ثابت غير زائل

فإن تعط سمعا أو تعلّق بطاعة

تنل من ملمات شداد الزلازل

وإن تعص لا تسلم وفي السيف واعظ (٥)

لذي الجهل ما لم يتّعظ بالرسائل

فلم يجبه محمّد بن صالح بن بيهس على كتابه ، وأقبل أبو العميطر على طلب القيسية ،

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٥٧ (ت. العمري).

(٢) في تاريخ خليفة : صالح ، وليس ابنه.

(٣) في تاريخ خليفة : قصة ، ويقال : غصة ملكة الروم.

(٤) الأبيات في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٥٤.

(٥) في تحفة ذوي الألباب : طاعة.

٢٥٨

فكتبوا إلى محمّد بن صالح فأقبل إليهم في ثلاثمائة فارس من الضباب ومواليه ، واتصل الخبر بأبي العميطر ، فوجّه إليه يزيد بن هشام في اثني عشر ألفا فالتقوا ووقعت الحرب ، فضرب رجل من أصحاب ابن بيهس رجلا من أصحاب يزيد بن هشام ، فقطع يده وحمل عليهم أصحاب ابن بيهس ، فانكشفوا فجعلوا يقتلون ويأسرون وخرج على يزيد بن هشام وأصحابه أهل الوادي ، فلم يزل القتل في أصحاب يزيد بن هشام حتى دخلوا أبواب دمشق ، فبلغ القتلى ألفي رجل وأسر ثلاثة آلاف ، فدعا بهم محمّد بن صالح بن بيهس فحلق رءوسهم ولحاهم ، وأحلفهم أنهم يصيرون إلى باب أبي العميطر فيصيحون نحن عتقاء ابن بيهس ، ثم خلّى سبيلهم ، وأقبلوا حتى دخلوا دمشق يصيحون بذلك ، فقوي ابن بيهس واشتدت شوكته وتوهّن أمر أبي العميطر السفياني ، فجعل ابن بيهس يغير كل يوم على ناحية ، فيقتل ، ويأسر ، وأغلق أبو العميطر أبواب دمشق ، فقال ابن بيهس (١) :

حصرت بني أمية في دمشق

فما يبدون منها قيس شبر

وكنت لهم شجا في حلق غاو

دعا فأجابه ضلال فهر

حصرت بني أمية بعد ما قد

أنافوا للعراق وأرض مصر

ولم أعلق بقيتهم (٢) وإني

لحرب ما بقيت لآل صخر

حسرت لهم قناع القتل فيهم

فما انفك ذا قتل وأسر

ولو لا أن قيسا أسلمتني

ولم تشفع شجاعتها بصبر

لقد أجلت أمية عن دمشق

وأصبح جائزا فهيي وأمري

ولي في ذاك بعد البدء عود

بأقصى غاية إن طال عمري

وقال محمد صالح أيضا :

يئست أمية بعد طول رجائها

للملك واعترفت بطول شقائها

ومنعتها ما حاولت من دولة

كانت تؤملها بنور أسائها (٣)

وقبلها عقبان ما قامت به

ومنعتها من ظلمها وسبائها

أفإن يقم من عبد شمس مارق

فلمّا دنا من حتفها وبلائها

__________________

(١) بعض الأبيات في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٦٢.

(٢) كذا رسمها بالأصل ، ود ، و «ز» ، وأثبت في تحفة ذوي الألباب : بفتنتهم.

(٣) رسمها بالأصل ود «وسانها» والمثبت عن «ز».

٢٥٩

وأنا الزعيم لها حياتي أن ترى

للملك طالبة بدار فنائها

وقال محمّد بن صالح بن بيهس أيضا :

بني غيلان قد أسست مجدا

لكم في الناس إن تمّ البناء

أملت لهاشم عتقا إليكم

وودا لا يزال له بقاء

وسوف ترون غب وفاء عهدي

إذا أعلى لكعبكم العلاء

وذل أبي العميطر عن قيس

وعزّ الدين ما برق الضياء

قال : ولما فرغ محمّد بن صالح بن بيهس من حرب يزيد بن هشام نزل محمّد بن صالح قرية سكّاء (١) واجتمع إلى أبي العميطر وزراؤه فقالوا له : لا يهولنك محاصرة ابن بيهس إياك فإنّ الحرب سجال ، فكتب أبو العميطر إلى السواحل والبقاع وبعلبك وحمص فأتاه خلق عظيم ، فعقد أبو العميطر للقاسم ابنه على الجيش ، ووجّه معه المعتمر بن موسى والخطاب ابن وجه القلس ، ورؤساء بني أميّة فخرج من دمشق وعسكر بقرية الشبعاء (٢) ، واجتمع إلى ابن بيهس أصحابه من أهل الوادي وبني نمير وكان أكثر أصحابه الضّباب ، فخرج القاسم بن أبي العميطر من الشبعاء في الجيش وخطاب على ميمنته ، ومالك الأزرق على ميسرته ، ويزيد بن هشام على الساقة ، وخرج ابن بيهس من قرية سكّاء فالتقوا بين الشبعاء وقرحتا (٣) وصاح أصحاب القاسم : يا علي ، يا مختار ، وصاح أصحاب ابن بيهس : يا مأمون (٤) ، يا منصور ، ووقعت الحرب ، فاقتتلوا طويلا أشد حرب يكون ووقف القاسم في كبكبة خيل يحمي الضعفاء والرجالة فمرّ به عمارة الضّبابي فطعنه طعنة أرداه عن فرسه وقال :

خذها إليك طعنة خوّارة

ثم جعل يرتجز ويقول :

أنا (٥) ابن أبناء الوغى والغارة

أنا الذي يدعونني عمارة

أيام لا يمنع (٦) جار جاره

__________________

(١) سكاء بفتح أوله وتشديد ثانيه ، والمد. قرية بينها وبين دمشق أربعة أميال في الغوطة (معجم البلدان).

(٢) الشبعاء : من قرى دمشق ، من إقليم بيت الآبار ، لها ذكر في حوادث أبي العميطر (معجم البلدان).

(٣) قرحتا أو قرحتاء ، من قرى دمشق ، كان يسكنها أشراف بني أمية (معجم البلدان».

(٤) في «ز» : يا منصور ، يا مأمون.

(٥) الرجز في تحفة ذوي الألباب ١ / ٢٥٥.

(٦) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تحفة ذوي الألباب : يسمع.

٢٦٠