تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٣

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٣

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٣
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

روى عنه : موسى بن أيوب النصيبي ، ومحمّد بن عبد الوهّاب العمري ، وإسحاق بن إبراهيم ، وإسحاق بن زيد الخطابي ، وأبو عبد الله محمّد بن غالب بن غصن (١) الأنطاكي ، وأبو الحسين أحمد بن سليمان الرّهاوي ، والوليد (٢) بن عبد الملك بن مسرح ، وأبو جعفر عبد الله بن محمّد بن سعيد بن عيشون ، وأحمد بن يوسف السلمي ، ووهب بن حفص الحرّاني ، وأحمد بن عبد الرّحمن بن المفضّل ، وجعفر بن محمّد بن الفضيل الرّسعني ، وأبو داود سليمان بن سيف الحرّاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر ، وأبو بكر وجيه ابنا طاهر بن محمّد ، وأبو الفتوح (٣) عبد الوهّاب بن الشاة بن أحمد ، قالوا : أنبأنا أحمد بن الحسن بن محمّد الأزهري ، أنبأنا الحسن ابن أحمد بن محمّد المخلدي ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، حدّثنا محمّد بن غالب الأنطاكي ، حدّثنا محمّد بن سليمان بن أبي داود ، حدّثنا حفص بن غيلان ، عن الحكم الأيلي ، عن القاسم بن محمّد ، عن عائشة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال :

«قال الله عزوجل : عباد لي يلبسون للناس مسوك الضأن ، وقلوبهم أمرّ من الصبر ، وألسنتهم أحلى من العسل ، يختلون الناس بدينهم ؛ أبي يغترّون؟ أم عليّ يجترئون؟ فبي أقسمت لألبسنّهم فتنة تذر الحكيم فيها حيران» [١١٢٠١].

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنبأنا أبو الحسين الصّوفي (٤) ، ومحمّد ـ واللفظ له ـ قالا : أنبأنا أبو أحمد ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا أبو الحسن ، أنبأنا البخاري (٥) قال : محمّد بن سليمان بن أبي داود سمع وحشي بن حرب بن وحشي ، وأباه ، وسعيد بن عبد العزيز (٦) ، وسلمة بن وردان ، وهو ابن سليمان بن عطاء ، وسليمان هو أبو داود الحرّاني.

أخبرنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل و «ز» ، وفي د : حصن.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تهذيب الكمال : أبو الوليد محمد بن أحمد بن عبد الملك بن مسرح الحراني.

(٣) في «ز» : أبو الفتح ، قارن مع مشيخة ابن عساكر.

(٤) في «ز» : الصيرفي.

(٥) رواه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ١ / ٩٨.

(٦) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، والذي في التاريخ الكبير : سعيد بن بشير.

١٢١

ح قال : وأنبأنا ابن سلمة ، أنبأنا ابن الفأفاء ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (١) : محمّد بن سليمان بن أبي داود الحرّاني روى عن أبيه ، ويحيى بن أيوب ، وعبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، ووحشي بن حرب ، وإبراهيم بن محمّد بن زياد ، روى عنه موسى بن أيوب النّصيبي ، ومحمّد بن عبد الوهّاب العمري ، وإسحاق بن إبراهيم ، وإسحاق بن زيد الخطابي ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسألته عنه فقال : منكر الحديث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل المكّي ، أنبأنا عبيد الله بن سعيد ، أنبأنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله ، أخبرني أبو موسى بن النسائي ، أخبرني أبي قال أبو عبد الله محمّد بن سليمان بن [أبي](٢) داود ، حرّاني.

قرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن أبي طاهر الأنباري ، أنبأنا أبو القاسم بن الصوّاف ، أنبأنا أبو بكر المهندس (٣) ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن حمّاد قال : أبو عبد الله محمّد بن سليمان بن [أبي](٤) داود الحرّاني.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو عبد الله محمّد بن سليمان بن أبي داود يلقب بالبومة ، وهو ابن سليمان بن عطاء ، وسليمان هو أبو داود الحرّاني ، سمع وحشي بن حرب ابن وحشي الحبشي ، وسلمة بن وردان الجندعي ، روى عنه الوليد بن عبد الملك ، وأبو الحسين أحمد بن سليمان الرّهاوي ، كنّاه لنا أبو عروبة.

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (٥) ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٦) قال : محمّد بن سليمان بن أبي داود أبو عبد الله الحرّاني ، يلقّب بومة ، حدّث عن أبيه ، وعن أبي جعفر الرّازي ، وزهير ابن محمّد الخراساني ، وحفص بن غيلان ، وإسماعيل بن المختار ، روى عنه إسحاق بن زيد الخطابي ، ومحمّد بن غالب الأنطاكي ، ووهب بن حفص الحرّاني وغيرهم.

قال : وأنبأنا الخطيب (٧) ، أنبأنا أبو منصور أحمد بن الحسين بن علي بن عمر السكري ،

__________________

(١) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٢٦٧.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز».

(٣) في «ز» : أنا أبو بكر المهندس أنا أبو بشر الدولابي نا محمد بن أحمد بن حماد.

(٤) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، و «ز».

(٥) بالأصل ، ود ، و «ز» : المحلى ، تصحيف.

(٦) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

(٧) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

١٢٢

حدّثنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق ـ إملاء ـ حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثني أبو فروة يزيد بن محمّد بن يزيد الرهاوي ـ أملاه عليّ بالرّها ـ قال : لقيت أبا عبد الله أحمد بن محمّد بن حنبل ببغداد فقال لي فيما يقول : ما فعل الرجل الذي عندكم بحرّان ، الجوهري عنده علم ، فقلت له : ما أعرف بحرّان جوهريا يكتب عنه ، فقال : بلى ، صاحب أبي معيد (١) حفص (٢) بن غيلان ، قلت : ما أعرفه ، قال : يغفر الله لك ، له نفس قلت : لعلك تريد البومة؟ قال : إيّاه أعني ، أكتب عنه ، فإنه ثقة.

قال الخطيب (٣) : كذا قال أبو منصور في روايته : له نفس ، وأظنه : له نبز (٤) ، وتصحف عليه والله أعلم.

قال الخطيب : وأنبأنا أبو الحسن أحمد بن علي بن الحسن البادا ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن غالب البرقاني ، وأبو الفضل إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الفارسي ، وأبو القاسم علي بن المحسّن التنوخي ، قالوا : أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن محمّد بن صالح الأبهري ، قال : أنبأنا أبو عروبة الحسين بن محمّد بن مودود الحرّاني قال :

محمّد بن سليمان بن أبي داود أبو عبد الله كان يلقّب بالبومة ، حدّثني محمّد بن يحيى ابن كثير أنه مات سنة ثلاث عشرة ومائتين ، وقال أبو عروبة في ترجمة أبيه : سليمان بن أبي داود ، وأبو داود اسمه سالم مولى محمّد بن مروان (٥) ، وكنيته أبو أيوب ، كان ينزل حرّان ، وبها عقبه ، وسالم أبو داود ذكروا أنه شهد جنازة ابن عبّاس بالطائف.

٦٤١٧ ـ محمّد بن سليمان بن أبي ضمرة

أبو ضمرة بن أبي جميلة السّلمي النصري الحمصي (٦)

حدّث عن راشد بن سعد المقرائي ، وعبد الله بن أبي قيس ، ونافع مولى ابن عمر ، وخالد بن معدان ، وحريز (٧) بن عثمان ، وصفوان بن عمرو.

__________________

(١) بالأصل ود ، و «ز» : معبد ، تصحيف.

(٢) من قوله : عنده علم إلى هنا سقط من د.

(٣) في «ز» : قال الخطيب أحمد بن علي الحافظ.

(٤) النبز ، بالتحريك ، اللقب. (اللسان).

(٥) في «ز» : محمد بن مروان بن الحكم.

(٦) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٣٢٥ وتهذيب التهذيب ٥ / ١٣٠ التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ٩٨ والجرح والتعديل ٧ / ٢٦٨.

(٧) بالأصل ود : وجرير ، تصحيف ، والتصويب عن «ز».

١٢٣

روى عنه : ابنه نصر ، وعثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، ومحمّد بن بكّار بن بلال ، وسعيد بن عبد الجبّار الزبيدي ، وبقية بن الوليد ، واجتاز بدمشق.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا خطاب بن سعد الدمشقي ، حدّثنا نصر بن محمّد بن سليمان بن أبي ضمرة السّلمي ، حدّثنا أبي ، حدّثنا عبد الله بن أبي قيس ، حدّثنا عبد الله بن عمر (١) قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «قال لي جبريل : يا محمّد ما غضب ربّك عزوجل على أحد غضبه على فرعون إذ قال : (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي)(٢) ، وإذ (فَحَشَرَ فَنادى فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى)(٣) فلما أدركه الغرق استغاث ، وأقبلت أحشو فاه مخافة أن تدركه الرحمة» [١١٢٠٢].

أنبأنا أبو الغنائم الكوفي ، وحدّثني أبو الفضل البغدادي ، ، أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد ـ واللفظ له ـ قالا : أنبأنا أبو أحمد ، أنبأنا (٤) أبو بكر الشيرازي ، أنبأ أبو الحسن المقرئ ، أنبأنا البخاري قال (٥) : محمّد بن سليمان أبو ضمرة النّصري ، إن لم يكن محمّد بن أبي جميلة فلا أدري ؛ سمع عبد الله بن أبي قيس سمع عائشة في الوصال ، سمع منه يحيى بن صالح الحمصي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٦) : محمّد بن سليمان أبو ضمرة الحمصي ، روى عن راشد بن سعد ، وعبد الله بن أبي قيس ، روى عنه ابنه نصر ، وسعيد بن عبد الجبّار الزّبيدي ، ويحيى بن صالح الوحاظي ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسألته عنه فقال : حدّثنا الوحاظي عنه بأحاديث مستقيمة ، وفرّق ابن أبي حاتم بينه وبين ابن أبي جميلة (٧) وما صنع شيئا.

__________________

(١) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنهما.

(٢) سورة القصص ، الآية : ٣٨.

(٣) سورة النازعات ، الآية : ٢٣ ـ ٢٤.

(٤) من هنا إلى قوله : النصري سقط من «ز».

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ٩٨.

(٦) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٢٦٨.

(٧) راجع الجرح والتعديل ٧ / ٢٢٤ ترجمة رقم ١٢٣٩.

١٢٤

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأنا مكّي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو ضمرة محمّد بن سليمان النصري (١) ، سمع عبد الله بن أبي قيس ، روى عنه يحيى بن صالح.

قرأت على أبي الفضل محمّد بن ناصر ، عن أبي الفضل المكّي ، أنبأنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو ضمرة محمّد بن سليمان ، روى عنه يحيى بن صالح.

أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل ، أنبأنا الحسن بن أحمد ، أنبأنا علي بن الحسن ، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ. ح وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، أنبأنا عبد الله بن عتّاب ، أنبأنا أحمد بن عمير بن جوصا ـ إجازة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة : وأبو ضمرة محمّد بن سليمان حمصي.

قرأنا (٢) على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم ابن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال : أبو ضمرة محمّد بن سليمان الحمصي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو ضمرة محمّد بن سليمان النصري السّلمي ، سمع راشد بن سعد المقرائي ، وأبا الأسود عبد الله بن أبي قيس الشامي ، روى عنه أبو عمرو عثمان ابن سعيد القرشي ، وأبو زكريا يحيى بن صالح الوحاظي ، حديثه في الشاميين.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد. ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا إبراهيم بن يونس بن محمّد ، أنبأنا أبو زكريا (٣).

وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة ، أنبأنا سهل بن بشر ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، قالا : أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال : في باب النّصري بالنون : محمّد بن سليمان أبو ضمرة النصري الحمصي عن عبد الله بن أبي قيس ، وقيل هو ابن أبي جميلة ، روى عنه يحيى بن صالح الوحاظي.

__________________

(١) في «ز» : البصري ، تصحيف.

(٢) الخبر التالي سقط من «ز».

(٣) في «ز» : «أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد». وفي د : أبو بكر بدلا من أبي زكريا.

١٢٥

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) : في باب النّصري فذكر مثل قول عبد الغني.

وقال في موضع آخر (٢) : محمّد بن أبي جميلة النصري الحمصي ، حدّث عن خالد بن معدان ، وحريز (٣) بن عثمان ، وصفوان بن عمرو ، وحدّث عنه يحيى بن صالح الوحاظي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الحسن بن حذلم ، حدّثنا أبو زرعة قال : محمّد بن سليمان شيخ من شيوخ أهل حمص ، قديم. أخبرني محمّد بن بكّار بن بلال أنه كان عاملا لأبي جعفر أمير المؤمنين على مصر ، واستعمله المهدي بعد ، وهو محدّث.

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الوحش المقرئ ، عن رشأ بن نظيف ، أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد ، وعبد الله بن عبد الرّحمن ، قالا : أنبأنا الحسن بن رشيق ، أنبأنا أبو بشر الدّولابي قال :

ذكر ابن داود ـ يعني ـ محمّد ، أنبأنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطي قال : مات محمّد بن سليمان الضمري سنة ثمانين ومائة قبل إسماعيل بن عيّاش بسنة.

٦٤١٨ ـ محمّد بن سليمان بن عبد الله النّوفلي

كان مع عبد الله بن علي حين دخل دمشق.

حكى عن يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ، وسليمان بن جعفر بن سليمان بن علي ، وابن عمّه الفضل بن عيسى بن عبد الله النّوفلي ، والعبّاس بن الحسن بن عبيد الله بن العبّاس بن علي بن أبي طالب (٤).

روى عنه : ابنه علي بن محمّد بن سليمان.

قرأت بخط أبي الحسن (٥) الرازي ، حدّثني أبو العبّاس محمود بن محمّد بن الفضل الرافقي ، حدّثني محمّد بن موسى العمّي ، ويعرف بحبش الصيني ، حدّثني علي بن محمّد بن

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٣٩٠.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ١٢٩ ـ ١٣٠ في باب جميلة.

(٣) بالأصل ود : جرير ، تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، والاكمال.

(٤) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٥) كذا بالأصل ود ، و «ز» والصواب : الحسين.

١٢٦

سليمان النّوفلي قال : سمعت أبي يقول : كنت مع عبد الله بن علي أول ما دخل دمشق ، فدخلها بالسيف ثلاث ساعات من النهار ، وجعل مسجد جامعها سبعين يوما اصطبلا لدوابه وجماله ، ثم نبش قبور بني أميّة ، فنبش قبر معاوية فلم يجد فيه إلّا خيطا أسود مثل الهباء ، ونبش قبر عبد الملك بن مروان فوجد منه جمجمته ، وكان يوجد في القبر العضو بعد العضو غير هشام بن عبد الملك ، فإنه وجد صحيحا لم يبل منه إلّا أرنبة أنفه ، فضربه بالسياط وهو ميت ، وصلبه أياما ، ثم أمر به فأحرق بالنار ، ودقّ رماده ، ونخل ، وذري في الريح ، ثم تتبع بني أمية من أولاد الخلفاء وغيرهم فطلبهم فأخذ منهم اثنين وتسعين نفسا ، ولم يفلت منهم إلّا صبي صغير يرضع ، أو من هرب إلى الأندلس فلم يقدر عليه ، فقتلهم على نهر بالرّملة ، وجمعهم وبسط عليهم الأنطاع ، وجعل فوق الأنطاع موائد عليها الطعام ، وجلس يأكل ويأكلون فوقهم ، وهم يتحركون من تحت الأنطاع ، واستصفى كلّ شيء كان لهم من الضياع والدور والعقار.

وكان السبب فيما عمل بجثة هشام بن عبد الملك أنه لم تحدّث الناس أن الخلافة تصير إلى ولد العبّاس كتب هشام إلى عامله على المدينة أن يشخص محمّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس إلى حضرته إلى دمشق ، فأشخصه وأمره بلزوم الباب ، فاشترى محمّد بن علي بها جارية ، فجاءت بابن ، فأنكر محمّد الابن ، فاختصما إلى هشام بن عبد الملك ، فأمر قاضيه أن يحكم بينهما ، فاستحلفه فحلف أنه ليس بابنه وفرّق بينهما ، ثم إن محمّد بن علي لمّا أن بلغ الصبي سبع سنين دسّ إليه من سرقه ، فأتاه به فقتله ، فاستعدت أمّه عليه إلى هشام ، فحلف أنه ما قتله ولا دسّ إليه من قتله ، ولا يعلم له قاتلا ، ثم إنّ هشاما أمر أصحاب الأبواب أن يتجسسوا في الغوطة هل عندهم من ذلك خبر؟ فجاءه رجل من أهل المزّة ، فذكر أنه كان يسقي أرضا له بالليل ، وأنه رأى رجلا راكبا على فرس ، وقد أردف خلفه آخر ، ومعه آخر يمشي ، فقتلوا واحدا منهم ودفنوه ولم يعلموا بي. وقد علّمت على الموضع الذي فيه القتيل ، وتتّبعت (١) أثرهم حتى دخلوا المدينة ، وعرفت الدار التي دخلوها ، فقال هشام : لله درّك ، فرّجت عنّا ، ثم وجّه معه بأقوام إلى الدار التي ذكر ، فإذا دار محمّد بن علي ، فأحضره ، وسأله ، فأنكر فوجّه فنبش الصبي ووضع بين يديه مقتولا (٢) فقال هشام : لو لا أن الأب لا يقاد

__________________

(١) في «ز» : وتبعت.

(٢) آخر الكلمة غير واضح بالأصل وفي د : مقتول ، والمثبت عن «ز» : مقتولا.

١٢٧

بالابن لأقدتك به ثم أمر فضرب سبع مائة سوط ، ونفاه إلى الحميمة ، فكان الذي حمل عبد الله بن علي على أن عمل بجثة هشام ما عمل بأخيه محمّد بن علي ، ثم دفع عبد الله بن علي امرأة هشام إلى قوم من الخراسانية حتى مروا بها إلى البرية ماشية حافية حاسرة ، فما زالوا يزنون بها ، ثم قتلوها ، وهي عبدة ابنة عبد الله بن يزيد بن معاوية صاحبة الخال.

٦٤١٩ ـ محمّد بن سليمان بن عبد الله

روى عن أبي الحسن محمّد بن نوح الجنديسابوري.

روى عنه : تمام بن محمّد ـ وهو ابن سليمان بن يوسف البندار ـ وسيأتي بعد.

أخبرنا أبو محمّد بن حمزة (١) ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن سليمان بن عبد الله الدمشقي ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن نوح الجنديسابوري ، حدّثنا موسى بن سفيان ، حدّثني عبد الله بن رشيد ، حدّثنا عبد الله بن عبد الملك ، عن الأوزاعي ، عن عمرو بن مرّة ، عن أبي عبيدة ، عن (٢) عبد الله قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أوتروا يا أهل القرآن ، إنّ الله وتر يحب الوتر» فقال أعرابي : ما تقول (٣) يا رسول الله؟ قال : «ليست لك ولا لأصحابك» [١١٢٠٣].

٦٤٢٠ ـ محمّد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص

بقي إلى ولاية عمّه الوليد بن يزيد.

٦٤٢١ ـ محمّد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العبّاس بن عبد المطّلب

ابن هاشم بن عبد مناف الهاشميّ (٤)

ولد بالحميمة (٥) من أرض البلقاء ، وكان ذا جلالة ، وولي الكوفة والبصرة للمنصور ، ثم [ولي](٦) البصرة للمهدي مرتين ، ووليها للهادي وللرشيد.

حدّث عن أبيه.

__________________

(١) في «ز» : جعفر ، تصحيف.

(٢) قوله : «عبيدة عن» سقط من «ز».

(٣) بالأصل : نقول ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٤) ترجمته في الوافي بالوفيات ٣ / ١٢١ وتاريخ بغداد ٥ / ٢٩١ وتاريخ خليفة ص ٣٥٤ والتاريخ الكبير ١ / ١ / ٩٧ والضعفاء الكبير ٤ / ٧٣ وميزان الاعتدال ٣ / ٥٧٢.

(٥) قارن مع معجم البلدان.

(٦) زيادة عن «ز» ، ود.

١٢٨

روى عنه صالح الناجي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عبد الواحد ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل المستملي ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا العبّاس بن أبي طالب ، حدّثنا سلمة بن حيان العتكي ، حدّثنا صالح الناجي قال : كنت عند محمّد بن سليمان أمير البصرة فقال : حدّثني أبي عن جدي الأكبر ـ يعني : بن عبّاس ـ أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «امسح رأس اليتيم هكذا إلى مقدم رأسه ومن له أب هكذا إلى مؤخر رأسه» [١١٢٠٤].

قال الخطيب : لا يحفظ له غيره.

أخبرناه عاليا (٣) أبو العزّ (٤) أحمد بن عبيد الله ، وأبو غالب أحمد بن الحسن ، قالا : أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد بن نصير ، أنبأنا محمّد ابن إبراهيم الصالحي ، حدّثنا إبراهيم بن مسلم بن رشيد ، حدّثنا صالح الناجي قال : كنت عند محمّد بن سليمان الهاشميّ أمير البصرة ، فرأيته يمسح رأس غلام مقلوب إلى خلف ، فقلت له : ما أراك إلّا قد عققت الصبي ، فقال : حدّثني أبي عن جدي عن عبد الله بن عبّاس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الصبي الذي له أب يمسح رأسه إلى خلف ، واليتيم يمسح رأسه إلى قدّام» [١١٢٠٥].

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن (٥) السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٦) : وفيها ـ يعني ـ سنة اثنتين وعشرين ومائة ولد محمّد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشميّ بالحميمة من أرض الشام.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنبأنا أبو الحسين ، وأبو الغنائم ـ ولفظه هذا ـ قالا : أنبأنا أبو أحمد ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا أبو الحسن ، أنبأنا البخاري (٧) قال :

__________________

(١) زيادة عن د ، و «ز» ، لتقويم السند.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٢٩١.

(٣) كلمة «عاليا» كررت بالأصل.

(٤) في «ز» : الفرج.

(٥) بالأصل : الحسين ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣٥٤ (ت. العمري).

(٧) رواه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ١ / ٩٧.

١٢٩

محمّد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جدّه في مسح رأس الصبي ، منقطع ، سمع منه صالح الناجي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو بكر الشامي ، أنبأنا أبو الحسن العتيقي ، أنبأنا يوسف بن أحمد ، أنبأنا أبو جعفر العقيلي (١) قال : محمّد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس أمير البصرة ، ليس يعرف بالنقل ، وحديثه هذا غير محفوظ ، ولا يعرف إلّا به.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) : محمّد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس ابن عبد المطّلب الهاشميّ أخو جعفر وإسحاق ، كان عظيم أهله ، وجليل رهطه ، وولي إمارة البصرة في عهد المهدي ، ثم قدم بغداد على الرشيد لمّا أفضت الخلافة إليه.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة (٣) قال : وفيها ـ يعني ـ سنة ست وأربعين ومائة ولّى أبو جعفر سلم (٤) بن قتيبة البصرة يسيرا ثم عزله وولّى محمّد بن سليمان ، وعزله ، وفيها عزل عيسى (٥) بن موسى عن الكوفة ووليها محمّد بن سليمان بن علي.

قال : وحدّثنا خليفة (٦) قال : أقرّ أبو جعفر ـ يعني ـ على الكوفة موسى بن عيسى بن موسى بن محمّد بن علي ثم عزله ، وولّى محمّد بن سليمان بن علي سنة تسع وأربعين (٧) ومائة فوليها ثمان سنين ، ثم عزله وولى عمرو بن زهير الضبّي أخا المسيّب بن زهير حتى مات أبو جعفر ، قال (٨) :

وفيها ـ يعني ـ سنة ستّين عزل المهدي عبد الملك بن أيوب عن البصرة وولاها محمّد

__________________

(١) رواه أبو جعفر العقيلي في الضعفاء الكبير ٤ / ٧٣.

(٢) تاريخ بغداد ٥ / ٢٩١.

(٣) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٢٣ (ت. العمري).

(٤) بالأصل ود و «ز» : سالم ، والمثبت عن تاريخ خليفة.

(٥) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي تاريخ خليفة : «علي بن موسى».

(٦) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٣٢ تحت عنوان : تسمية عمال أبي جعفر.

(٧) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي تاريخ خليفة : تسع وثلاثين.

(٨) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٣٠ و ٤٤٠ و ٤٤٦.

١٣٠

ابن سليمان ، ثم عزل محمّد بن سليمان عن البصرة ـ يعني ـ سنة خمس وستّين ومائة وولاها صالح بن داود ، ومات المهدي وعليها روح بن حاتم فعزله موسى وولّى محمّد بن سليمان حتى مات.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين (١) بن النقور ، وأبو منصور بن العطّار ، قالا : أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكّري ، أنبأنا زكريا ابن يحيى المنقري ، حدّثنا الأصمعي قال :

وولّى ـ يعني ـ المنصور على البصرة محمّد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس (٢) ثم عزله ، وولّى سليمان بن بزيع رضيع المهدي ثم عزله ، ثم ولّى محمّد بن سليمان ثم عزله ، ثم ولّى المهدي بعد أن ذكر سبب خلعه محمّد بن سليمان ثم عزله ، وولّى صالح بن داود بن علي بن عبد الله بن عباس ثم عزله ، وولّى روح بن حاتم المهلّبي ثم عزله ، وولّى محمّد بن سليمان ثم بويع لهارون الرشيد ، فأقر محمّد بن سليمان ثم عزله ، وولّى سليمان بن أبي جعفر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب (٣) قال :

فيها ـ يعني ـ ست وأربعين ومائة ولي محمّد بن سليمان البصرة فطلب كلّ من كان مع إبراهيم (٤) فقتلهم ، وهدم منازلهم ، وعقر نخلهم.

قال يعقوب (٥) :

وفيها ـ يعني سنة سبع وأربعين ـ عزل محمد بن سليمان عن البصرة ، ووليها محمد بن أبي العباس.

قال يعقوب (٦) :

وفيها ـ يعني ـ سنة اثنتين وخمسين توجه أبو جعفر حاجا بغتة فقدم الكوفة ولم يعلم به محمّد بن سليمان وهو والي الكوفة.

__________________

(١) في «ز» : الحسن ، تصحيف.

(٢) زيد في «ز» : بن عبد المطلب الهاشمي.

(٣) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ١ / ١٣٠ ـ ١٣١.

(٤) يعني إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن الحسني أخو محمد ذي النفس الزكية.

(٥) المعرفة والتاريخ ١ / ١٣٢.

(٦) المعرفة والتاريخ ١ / ١٣٩.

١٣١

أخبرنا (١) أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا القاضي أبو محمّد الحسن بن الحسين بن رامين الأستراباذي ، أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدّثنا العباس بن يوسف مولى بني هاشم ، حدّثنا أبو يزيد أحمد بن روح القرشي قال : كنا عند أحمد بن المعدّل إذ دخل محمّد بن سليمان الهاشميّ ، فقام إليه ابن (٢) المعدّل فقال له الهاشميّ : على مكانك يا أبا الفضل ، فأنشأ ابن المعدّل يقول :

أقوم إليه إذا بدا لي

وأكرمه وأمنحه السّلاما

فلا تعجب لإسراعي إلي

فإن لمثله ذخر القياما

قال : وحدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الملك بن شبابة الدّينوري ، أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمّد بن إسحاق الرّازي الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مهدي ـ نزيل قزوين بالريّ ـ حدّثنا الحسين بن عمرو المروزي ـ ببغداد ـ حدّثنا مقاتل ابن صالح الخراساني صاحب الحميدي بمكة قال :

دخلت على حمّاد بن سلمة ، فإذا ليس في البيت إلّا حصير وهو جالس عليه ، ومصحف يقرأ فيه ، وجراب فيه علمه ، ومطهرة يتوضأ فيها ، فبينا أنا عنده جالس إذ دقّ داقّ الباب ، فقال : يا صبية ، اخرجي فانظري من هذا؟ قالت : هذا رسول محمّد بن سليمان ، قال : قولي له : يدخل وحده ، فدخل ، فسلم وناوله كتابه ، فقال : اقرأه ، فإذا فيه : بسم الله الرّحمن الرحيم ، من محمّد بن سليمان إلى حمّاد بن سلمة ، أما بعد ، فصبّحه الله بما صبح به أولياءه وأهل طاعته ، وقعت مسألة ، فائتنا نسألك عنها ، قال : يا صبية هلمي الدواة ، ثم قال لي : اقلب الكتاب واكتب : أمّا بعد ، وأنت فصبّحك الله بما صبّح به أولياءه وأهل طاعته ، إنّا أدركنا العلماء ، وهم لا يأتون أحدا ، فإن وقعت مسألة ، فائتنا فسلنا عما بدا لك ، وإن أتيتني ، فلا تأتني إلّا وحدك ، ولا تأتني بخيلك ورجلك فلا أنصحك ولا أنصح نفسي ، والسلام ، فبينا أنا عنده إذ دقّ داقّ الباب فقال : يا صبية اخرجي فانظري من هذا؟ قالت : هذا محمّد بن سليمان ، قال : قولي له يدخل وحده ، فدخل ، فسلّم ثم جلس بين يديه ، ثم ابتدأ فقال : ما لي إذا نظرت إليك امتلأت رعبا؟ فقال حمّاد : سمعت ثابتا البناني يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول :

__________________

(١) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٢) في «ز» : أحمد بن المعدل.

١٣٢

«إن العالم إذا أراد بعلمه وجه الله هابه كلّ شيء ، وإذا أراد أن يكنز به الكنوز هاب من كل شيء» [١١٢٠٦].

فقال : ما تقول يرحمك الله في رجل له ابنان ، وهو عن أحدهما أرضى ، فأراد أن يجعل له في حياته ثلثي ماله؟ قال : لا يفعل ، رحمك الله ، فإنّي سمعت ثابتا البناني يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن الله إذا أراد أن يعذّب عبده بماله وقفه عند مرضه لوصية جائرة».

قال : فحاجة إليك ، قال : هات ما لم تكن رزية في دين ، قال : أربعين ألف درهم تأخذها تستعين بها على ما أنت عليه ، قال : ارددها على من ظلمته بها ، قال : والله ما أعطيك إلّا ما ورثته ، قال : لا حاجة لي فيها ، ازوها عني (١) ، زوى الله عنك أوزارك (٢) ، قال : فغير هذا؟ قال : هات ما لم تكن رزية في دين ، قال : تأخذها تقسمها ، قال : فلعلّي إن عدلت في قسمها أن يقول بعض من لم يرزق منها إنه لم يعدل في قسمها فيأثم ، ازوها عنّي ، زوى الله عنك أوزارك.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا عبد الوهّاب بن جعفر ، حدّثني أبو سليمان محمّد بن عبد الله بن زبر ، حدّثني أبي أبو محمّد ، حدّثني الحسن بن عليل (٣) العنزي ، حدّثني عيسى بن حرب الصفّار قال : سمعت محمّد بن الفضل أبا النعمان السّدوسي يقول :

كان لمحمّد بن سليمان الهاشميّ مولى يقال له منصور ، له منه منزلة ، وكان موسرا ، وكان ظلوما ، شديد التعدي على الناس ، فاغتصب منصور هذا رجلا من بني سليم أرضا على حدّ أرض له ، وكان بين الأرضين حائط ، فقلع الحائط وخلطهما ، فجاء السّلمي إلى حمّاد بن زيد وكان يجالسه ويسمع العلم منه ، فاشتكى ذلك إليه وسأله معونته على حقّه ، فقال له حمّاد : إذا وقفت على صحة ذلك فعلت ، فأتاه برجلين ثقتين عنده ، فصدّقا قول السّلمي ، وكان حمّاد لا يزال يسمع من يشتكي منصورا هذا ويتظلّم منه كثيرا ، فقال حمّاد للسّلمي : اكتب إلى الأمير ـ يعني ـ محمّد بن سليمان قصة تصف فيها ظلامتك وتستظهر بمعرفتي ،

__________________

(١) ازوها عني أي اصرفها عني ، أبعدها عني.

(٢) أي أبعد الله عنك المصائب وصرف عنك المصاعب والمتاعب.

(٣) اللفظة غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».

١٣٣

ففعل ، وتلطّف في رفعها ، فلما قرأ محمّد بعث إلى حمّاد يستدعيه ، فأتاه فحادثه قليلا ثم دفع القصة إليه فقرأها فقال : ما عندك فيما ذكر هذا الرجل فقال : هو حقّ وصدق قد غصبه مولاك هذا أرضه ، ولا أزال أسمع كثيرا من الناس ينسبونه إلى التعدّي والظلم ، وأمسك ، فعاد محمّد إلى محادثته مليا ثم نهض حمّاد فانصرف ، فبعث محمّد إلى منصور فأتى به فقال له : لو لا أنّ لحمّاد بن زيد في أمرك (١) سببا لضربت عنقك ، ثم أمر به فأثقل حديدا وطرح في السجن حياة محمّد بن سليمان كلها إلى أن مات فأطلق بعد موته.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن الحسين ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا ابن رزقوية ، أنبأنا أبو عمرو بن السمّاك (٣) ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا أبو نعيم قال :

جاء رجل من قبل محمّد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس (٤) إلى الأعمش (٥) فقال له الأمير يقرئك السلام ويقول : إن كانت لك حاجة ، قال : فسكت ساعة ثم قال : قد علم حال الناس وما نحب أن نعلمه بشيء ، قال : فأرسل إليه بأربع مائة درهم.

أخبرنا أبو محمّد طاهر بن سهل ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أخبرني أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى الدقّاق ، أنبأنا علي بن الحسين الأصبهاني ، حدّثني عمي (٧) ، حدّثني ابن أبي سعد ، حدّثني حسن بن قداس قال : سمعت موسى بن داود يقول : دخل محمّد بن سليمان بن علي المسجد الحرام ، فرأى أصحاب الحديث يمشون خلف رجل من المحدّثين ملازمين له ، فالتفت إلى من معه فقال : لأن يطأ هؤلاء عقبي كان أحبّ [إليّ](٨) من الخلافة.

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المقرئ (٩) ، أنبأنا أبو القاسم عبد الباقي بن أحمد ابن هبة الله البزاز ، أنبأنا أبو علي الأهوازي ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو الطيّب محمّد بن حميد بن الحوراني ، حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن المؤدب قال : قال العمري الكاتب : قال :

__________________

(١) بالأصل : «أمر» والمثبت عن د ، و «ز».

(٢) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

(٣) في «ز» : «السماط» تصحيف.

(٤) بعدها في «ز» : بن عبد المطلب الهاشمي.

(٥) قوله : «إلى الأعمش» سقط من «ز».

(٦) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

(٧) في «ز» : حدثني علي.

(٨) زيادة عن ز ، ود.

(٩) في «ز» : المغربي.

١٣٤

ادّعى رجل النبوة أيام محمّد بن سليمان فأدخل إليه وهو مقيّد فقال له : أنت نبي؟ قال : نعم ، قال : مرسل؟ قال : أنا الساعة موثق ، قال : ويلك من (١) غرك؟ قال له : أبهذا أيها الجاهل تخاطب الأنبياء؟ والله لو لا أنّي موثق لأمرت جبريل أن يدمدمها عليكم ، قال له : الموثق لا يجاب ، قال : أجل الأنبياء خاصة إذا قيّدت لم يرتفع دعاؤها ، فضحك منه محمّد ابن سليمان ثم قال له : متى قيّدت؟ قال : اليوم ، قال : ومن قيّدك؟ قال : خليفتك ، قال : فنحن نطلقك ، وتأمر جبريل فإن أطاعك آمنا بك ، قال : صدق الله حيث يقول (٢) : فلا وربك لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم فإن شئت فافعل ، فأمر بإطلاقه ، فلما وجد رائحة العافية قال : يا جبريل ، ومدّ بها صوته ، ابعثوا من شئتم فليس بيني وبينكم عمل ، هذا محمّد بن سليمان في عشرين ألفا ، وغلته مائة درهم في كل يوم ، وأنا وجدّي ما ذهب لكم في حاجة إلّا كشخان.

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، وعبد الله بن أحمد بن عمر ، قالا : أنبأنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنبأنا أبو الحسن بن رزقوية ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدقّاق ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن مسروق الطوسي (٤) ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن ، أخبرني سعيد بن عامر قال : كان والي البصرة محمّد بن سليمان ، فكان كلّما صعد المنبر أمر بالعدل والإحسان ، فاجتمع قوم من نسّاك أهل البصرة فقالوا : ما ترون ما نحن فيه من هذا الظالم الجائر وما يأمر به؟! فأجمعوا على أن ليس له إلّا أبو سعيد الضّبعي ، فلمّا كان يوم الجمعة احترشوا (٥) أبا سعيد الضّبعي ، فكان يصلّي ولا يتكلم حتى يحرّك ، فلمّا تكلم محمّد بن سليمان حركوه فقالوا له : يا أبا سعيد ، محمّد بن سليمان يتكلم على المنبر يأمر بالعدل والإحسان. فقام فقال : يا محمّد ابن سليمان إنّ الله يقول في كتابه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ)(٦) يا محمّد بن سليمان ، إنه ليس بينك وبين أن تتمنى أن لم تخلق إلّا أن يدخل ملك الموت من باب بيتك ، قال : فخنقت محمّد بن سليمان العبرة ، فلم يقدر

__________________

(١) اللفظة مطموسة في «ز».

(٢) في د : حيث يقول فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم.

(٣) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الأوسي.

(٥) في د : «احتشوا» وفي «ز» : «احتوشوا» تصحيف ، يقال حرش الضب يحرشه حرشا واحترشه وتحرشه وتحرش به ، أتى قفا جحره فقعقع بعصاه ليخرج مقاتلا.

(٦) سورة الصف ، الآيتان ٢ و ٣.

١٣٥

أن يتكلم ، فقام جعفر بن سليمان إلى جنب المنبر فتكلم عنه. قال : فأحبه النسّاك حين خنقته العبرة وقالوا : مؤمن مذنب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٢) ، قال : فأخبرني أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرفة قال : ولما بويع الرشيد بالخلافة قدم عليه محمّد بن سليمان وافدا ، فأكرمه وأعظمه وبرّه ، وصنع به ما لم يصنع بأحد ، وزاده فيما كان يتولاه من أعمال البصرة كور دجلة ، والأعمال المفردة ، والبحرين ، والغوص (٣) ، وعمان ، واليمامة ، وكور الأهواز ، وكور فارس ، ولم يجمع هذا لأحد غيره ، فلمّا أراد الخروج شيّعه الرشيد إلى كلواذى (٤).

أخبرنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن علي بن زهرويه النجار المدني (٥) بمدينة جي (٦) ، حدّثنا أحمد بن عبد الغفّار بن أحمد بن علي ـ إملاء ـ أنبأنا أبو سعيد النقّاش ، أنبأنا عبد الله بن عبد الكبير بن عمر الخطابي قال : سمعت أبا الفضل العباس بن عبد الواحد الهاشمي يقول : سمعت عمي يعقوب بن جعفر قال :

دخلت مع أبي جعفر على عمي محمّد وبين يديه صبي وهو يمسح رأسه بيده من مقدمه إلى مؤخره ، ثم أقبل على أبي فقال : هكذا يفعل بالولد إذا كان أبوه في الأحياء ، فقال له أبي : إنّهم والله يتمنون موتك وموتي حتى يرثوك ويرثوني ، فقال له عمي : فبلغهم الله ذلك ـ ثلاثا ـ أما سمعت قول الشاعر :

أموالنا لذوي الميراث نجمعها

ودورنا لخراب الدهر نبنيها

والنفس تحرص للدنيا وقد علمت

أنّ السلامة منها ترك ما فيها

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو

__________________

(١) سقطت من الأصل و «ز» ، واستدركت لتقويم السند عن د.

(٢) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب. والخبر في تاريخ بغداد ٥ / ٢٩١.

(٣) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وتاريخ بغداد ، ولم أجدها وفي معجم البلدان : الفرضة قرية بالبحرين.

(٤) كلواذي : طسوج قرب بغداد ، بينهما فرسخ واحد (راجع معجم البلدان).

(٥) في «ز» ، ود : المديني.

(٦) هي مدينة أصبهان (راجع معجم البلدان).

١٣٦

الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنبأنا أبو الفتح إبراهيم بن علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا أبو العيناء قال : قال أبو العنبس :

دخل فزارة صاحب المظالم على محمّد بن سليمان بالبصرة وهو عليل فقال له : خذ من الجلنجبين مقدار فارة فإذا نزل من حوصلتك [واختلط](١) بما ما في مقعدتك فخذ من دواء الكركم مقدار خنفساء وسوطه بمقدار محجمة من ماء ، فإذا صار مثل المخاط فنخساه فقال له محمّد بن سليمان : أما ان أفعل ذلك من غير أن أغلب على عقلي فلا ، قال : احمل على نفسك ، أعزّك الله ، قال له : الصبر على ما نحن فيه من العلة ، وتوقّع ما هو أشد (٢) منه ، أسهل علينا مما تلقانا به.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أبو محمّد العتكي البصري ، حدّثني الحسين بن محمّد بن سلام مولى آل سليمان بن علي قال : لما احتضر محمّد بن سليمان بن علي كان رأسه في حجر أخيه جعفر بن سليمان فقال جعفر : وانقطاع ظهراه ، فقال محمّد : وانقطاع ظهر من يلقى الحساب غدا ؛ والله ليت أمّك لم تلدني ، وليتني كنت حمّالا وأنّي لم أكن فيما كنت فيه.

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّبناني (٣) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني هارون بن مسلم (٤) ، عن محمّد ابن عبيد الله الأموي (٥) ، عن أبي يعقوب الخطابي قال :

لما هلك محمّد بن سليمان غدونا على جعفر بن سليمان فرأيته في هيئة لم أر مثلها خليفة ولا غيره ، رأيته قاعدا على مثل يحدد هام الرجال ، وبنوه صغار بين يديه ، ومواليه وراء ذلك معتمدين على سيوفهم ، ومعه الناس سماطان فكلّهم ساكت لسكوته ، قال : فتنفس الصعداء ثم قال : رحم الله أخي ، فلقد عظمت مصيبتي بموته (٦) ، قال : فقال ـ يعني ـ رجلا

__________________

(١) بياض بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٢) في «ز» : ما هو شر منه.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، وفي «ز» : اللبناني ، وفي د : «البناني» تصحيف ، والصواب ما أثبت ، والسند معروف.

(٤) في «ز» : سالم ، تصحيف.

(٥) في «ز» : البغوي ، تصحيف.

(٦) في «ز» : لموته.

١٣٧

من بني أمية : إنه ليس أحد من قريش أعظم مصابا بواحد أحد منكم أهل البيت ، ولا أجدر أن يجعل الله منهم خلفا ، فرحم الله الماضي واستمتع (١) الله بالباقي ، فقال رجل من همدان : من هذا المتكلم؟ قلت : رجل من بني أميّة ، قال : ما أحسن كلامهم وأقبح فعالهم.

قال : وأنبأنا ابن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن سهل قال : وقف جعفر بن سليمان على قبر أخيه محمّد (٢) لما دفن فقال : اللهمّ إنا نخافك عليه ونرجوك له ، فحقق رجاءنا وآمن خوفنا ، إنك على كل شيء قدير.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله ، عن عبد العزيز بن أحمد (٣) ، أنبأنا عبد الوهّاب الميداني (٤) ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا محمّد بن جرير قال (٥) :

ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة : كان فيها من الأحداث وفاة محمّد بن سليمان بالبصرة لليال بقين من جمادى الآخرة منها ، وذكر أنه لما مات محمّد وجّه الرشيد إلى كلّ ما (٦) خلّفه رجلا أمر باصطفائه ، فأرسل إلى ما خلف من الصامت من قبل صاحب بيت ماله رجالا وإلى الكسوة بمثل ذلك ، وإلى الفرش والرقيق والدوابّ والخيل والإبل وإلى الطّيّب والجوهر وكلّ آلة برجل من قبل الذي يتولّى كلّ صنف من الأصناف ، فقدموا البصرة ، فأخذوا جميع ما كان لمحمّد مما يصلح للخلافة ، ولم يتركوا شيئا إلّا الخرثيّ (٧) الذي لا يصلح للخلفاء ، وأصابوا له ستين ألفا (٨) فحملوها مع ما حمل ، فلما صارت في السفن أخبر الرشيد بمكان السفن التي حملت ، فأمر أن يدخل جميع ذلك خزائنه إلّا المال ، فإنه أمر بصكاك فكتبت للندماء ، ثم دفع إلى كلّ رجل صكّا بما (٩) رأى أن يهب له ، فأرسلوا وكلاءهم إلى السفن ، فأخذوا المال على ما أمر لهم به في الصكاك أجمع ، ولم يدخل بيت ماله منه دينار ولا درهم ، واصطفى ضياعه ، ومنها ضيعة يقال لها يرشيد (١٠) الأهواز لها غلة كثيرة.

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل ، وأعجمت عن د ، وفي «ز» : ومتع.

(٢) في «ز» : محمد بن سليمان.

(٣) في «ز» : عبد العزيز بن أحمد بن محمد.

(٤) في «ز» : المدائني.

(٥) الخبر رواه الطبري في تاريخه ٨ / ٢٣٧.

(٦) بالأصل ود : «كلما» والمثبت عن د ، وتاريخ الطبري.

(٧) الخرثي أردأ المتاع.

(٨) في تاريخ الطبري : ستين ألف ألف.

(٩) بالأصل : «صك ما» والمثبت عن د ، و «ز» ، وتاريخ الطبري.

(١٠) الحرف الأول بدون إعجام بالأصل ، وفي د ، و «ز» : «ترشيد» والمثبت عن الطبري.

١٣٨

وذكر عن محمّد (١) بن علي بن محمّد عن أبيه قال : لما مات محمّد بن سليمان أصيب لباسه مذ كان صبيا في الكتّاب إلى أن مات على مقادير السنين من ذلك ما عليه آثار النّقس (٢) ، قال : وأخرج من خزائنه ما كان يهدى له من بلاد السند ومكران ، وكرمان ، وفارس ، والأهواز واليمامة ، والريّ ، وعمان من الألطاف (٣) والأدهان والمسك (٤) ، والحبوب ، والحبر (٥) ، وما أشبه ذلك ، ووجد أكثره فاسدا ، وكان من ذلك خمسمائة كنعدة (٦) ألقيت في دار جعفر ومحمّد في الطريق ، كانت بلاء ، فمكثنا حينا لا نستطيع أن نمرّ بالمربد من نتنها.

آخر الجزء الرابع عشر بعد الستمائة من الفرع.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، أنبأنا موسى ، حدّثنا خليفة (٧) قال : سنة ثلاث وسبعين ومائة : فيها مات محمّد بن سليمان بن علي بالبصرة وهو أميرها في رجب ، واستخلف أخاه عيسى بن سليمان (٨).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [و](٩) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (١٠) ، أخبرني الحسن بن أبي بكر قال : كتب إليّ محمّد بن إبراهيم الجوري يذكر أن أحمد بن حمدان بن الخصر أخبرهم حدّثنا أحمد بن يونس الضبّي ، حدّثني أبو حسّان الزيادي قال : سنة ثلاث وسبعين ومائة فيها ماتت الخيزران ليلة الجمعة لثلاث بقين من جمادى الآخرة ، وفيها مات محمّد بن سليمان في ذلك اليوم أيضا.

قال (١١) : وأخبرني الأزهري ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم ، حدّثنا ابن عرفة قال : ثم دخلت

__________________

(١) كذا بالأصل ود ، و «ز» : «محمد بن علي بن محمد عن أبيه» وفي تاريخ الطبري : علي بن محمد عن أبيه».

(٢) بالأصل ود : النفس ، وفي «ز» : «العفش» والمثبت عن الطبري.

(٣) بالأصل ، ود ، و «ز» : الأطراف ، والمثبت عن تاريخ الطبري.

(٤) في تاريخ الطبري : السمك.

(٥) في تاريخ الطبري : الجبن.

(٦) بالأصل ود : «كفده» وفي «ز» : «كاغده» والمثبت عن تاريخ الطبري ، وبهامشه : الكنعد : ضرب من السمك.

(٧) الخبر في تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٤٨ (ت. العمري).

(٨) قوله : «أخاه عيسى بن سليمان» ليس في تاريخ خليفة.

(٩) زيادة عن د ، و «ز» ، لتقويم السند.

(١٠) في «ز» : أبو بكر أحمد بن علي الخطيب. والخبر في تاريخ بغداد ٥ / ٢٩٢.

(١١) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٥ / ٢٩٢.

١٣٩

سنة ثلاث وسبعين ـ يعني : ومائة ـ ففيها توفي محمّد بن سليمان وسنّه إحدى خمسون سنة وخمسة أشهر ، وأمر الرشيد بقبض أموال محمّد بن سليمان ، فأخذ له ودائع وأموال من منزله ، فكانت نيفا وخمسين ألف ألف درهم.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : سنة ثلاث وسبعين فيها مات محمّد بن سليمان بن علي بن عبد الله ابن عبّاس.

٦٤٢٢ ـ محمّد بن سليمان بن أبي كريمة البيروتي (١)

روى عن هشام بن عروة ، ومعاذ بن رفاعة.

روى عنه عمرو بن هاشم البيروتي ، وقد روى عنه أبوه أيضا ، وروى أبوه عن هشام أيضا.

أنبأنا أبو الحسن علي بن محمّد العلّاف ، وأخبرني أبو المعمر الأنصاري. ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنبأنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد بن بشران ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي ، أنبأنا محمّد بن جعفر الخرائطي ، حدّثنا علي بن داود القنطري ، حدّثنا عبد الله بن صالح ، حدّثنا عمرو بن هاشم ، عن محمّد بن (٢) أبي كريمة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة (٣) قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكلّ قلب وسواس ، فإذا فتق الوسواس حجاب القلب نطق به اللسان ، وأخذ به العبد ، وإذا لم يفتق القلب ولم ينطق به اللسان ، فلا حرج» [١١٢٠٧].

أخبرنا أبو محمّد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد ابن مسرور (٤) ، أنبأنا العباس أحمد بن محمّد بن أحمد البالوي ، حدّثنا الحسن بن علي بن نصر ، حدّثنا علي بن داود القنطري ، حدّثنا عبد الله بن صالح ، حدّثنا عمرو بن هاشم البيروتي ، عن محمّد بن سليمان بن أبي كريمة (٥) ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة (٦).

__________________

(١) ترجمته في ميزان الاعتدال ٣ / ٥٧٠ والجرح والتعديل ٧ / ٢٦٨ والضعفاء الكبير ٤ / ٧٤ رقم ١٦٢٨.

(٢) في «ز» : محمد بن سليمان بن أبي كريمة.

(٣) بعدها في «ز» : زوج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٤) في «ز» : عمر بن أحمد بن محمد بن مسرور.

(٥) زيد بعدها في «ز» : البيروتي.

(٦) زيد بعدها في «ز» : زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٤٠