تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٦٣١٩ ـ محمّد بن خلف بن طارق الدّاريّ (١)

حدّث ببيروت عن الوليد بن الوليد العنسي القلانسي ، وزيد بن يحيى بن عبيد ، ومروان ابن محمّد الطاطري.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا ، ومكحول البيروتي ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن الوليد المرّي ، وأبو بكر بن أبي داود.

أخبرنا أبو الحسن بن سعيد ، أنبأنا أبو القاسم السميساطي سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عبد السّلام مكحول (٢) ، حدّثنا محمّد بن خلف ، حدّثنا زيد بن يحيى بن عبيد ، حدّثنا الهيثم بن حميد ، عن أبي معيد (٣) ، عن مكحول ، عن أنس قال : قيل : يا رسول الله ، متى ندع الائتمار بالمعروف النهي عن المنكر؟ قال : «إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم : الملك في صغاركم ، والعلم في رذالكم ، والفاحشة في خياركم ـ وفي نسخة أخرى : في كباركم» [١١١٠٣].

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأنا علي بن محمّد بن طوق ، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد بن مهنى (٤) ، حدّثنا أحمد بن عمير ، حدّثنا محمّد بن خلف ابن طارق الدّاراني ، حدّثنا الوليد بن الوليد بحديث ذكره ، قال عبد الجبّار : محمّد بن خلف ابن طارق ولده بداريا إلى اليوم.

قرأت في كتاب علي بن الحسن الربعي ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ، حدّثنا أحمد بن عمير بن جوصا ، حدّثنا محمّد بن خلف بن طارق الدّاريّ ببيروت سنة تسع وأربعين ، حدّثنا أبو عامر معمر بن يعمر الليثي بحديث ذكره. (٥)

٦٣٢٠ ـ محمّد بن خلف بن كيسان أبو عبد الله الدّاريّ (٦)

نزيل بيروت.

__________________

(١) تاريخ داريا ص ١١٢. والداري نسبة إلى داريا ، تقدم التعريف بها ، ويقال في النسب إليها. أيضا : الداراني ، راجع تهذيب الكمال.

(٢) في «ز» : «بن مكحول» تصحيف.

(٣) ضبطت بالقلم بالأصل ، وفي «ز» : سعيد.

(٤) الخبر في تاريخ داريا ص ١١٢ ـ ١١٣.

(٥) راجع الحديث بتمامه في تاريخ داريا ، والحديث روي بألفاظ مختلفة ، راجع صحيح مسلم ، ومسند أحمد ٦ / ٣٧٣.

(٦) تهذيب الكمال ١٦ / ٢٥١ وتهذيب التهذيب ٥ / ٩٧ والجرح والتعديل ٧ / ٢٤٥.

٤٢١

روى عن أبي مسهر ، ومعمر بن يعمر الليثي صاحب معاوية بن سلام.

سمع منه أبو حاتم الرّازي.

وروى عنه : أبو بكر بن أبي داود.

أنبأنا أبو الفضل محمّد بن ناصر ، أنبأنا أبو منصور محمّد بن أحمد بن علي الخيّاط المقرئ ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عمر بن محمّد بن إسماعيل بن الأخضر ، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان ، حدّثنا عثمان بن سليمان بن الأشعث ، حدّثنا محمّد بن خلف الدّاريّ من أهل بيروت ، حدّثنا أبو عامر معمر بن يعمر ، فذكر حديثا.

أنبأنا أبو الحسن القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنبأنا أبو الفتح بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا :

أنبأنا ابن أبي حاتم قال (١) :

محمّد بن خلف بن كيسان الدّاريّ أبو عبد الله نزيل بيروت ، روى عن أبي مسهر ، ومعمر بن يعمر الليثي ، صاحب معاوية بن سلام ، سمع منه أبي ببيروت في الرحلة الثانية.

٦٣٢١ ـ محمّد بن الخليل بن حمّاد بن سليمان أبو عبد الله الخشني البلاطي (٢)

روى عن شعيب بن إسحاق ، وسويد بن عبد العزيز ، والحسن بن يحيى الخشني ، ومروان بن معاوية ، وإسماعيل بن عيّاش ، ومحمّد بن مسروق الكندي ، ومسلمة بن علي الخشني ، وعثمان بن عبد الرّحمن الطرائفي ، وعبد الملك بن مهران المغازلي ، وأيّوب بن حسّان الجرشي (٣).

روى عنه : ابن ابنه محمّد بن أحمد بن محمّد ، وأبو عبد الرّحمن النسائي ، وأحمد بن أنس بن مالك ، وأبو حاتم الرازي ، ومحمّد بن حمّاد الأنصاري ، وأحمد بن المعلّى القاضي ،

__________________

(١) الجرح والتعديل ٧ / ٢٤٥.

(٢) تهذيب الكمال ١٦ / ٢٥٥ وتهذيب التهذيب ٥ / ٩٩ والجرح والتعديل ٧ / ٢٤٨. والبلاطي نسبة إلى قرية بدمشق تدعى بيت البلاط من قرى غوطة دمشق (راجع اللباب ـ والمراصد ـ وتهذيب الكمال ـ والأنساب).

(٣) في «ز» : الجريشني.

٤٢٢

وعامر بن محمّد ، وإبراهيم بن دحيم ، ومحمّد بن بشر بن مامويه القزاز (١) ، وأحمد بن نصر ابن شاكر ، ومحمّد بن علي بن طرخان ، وجعفر بن أحمد بن عاصم ، وأبو المنذر محمّد بن سفيان بن المنذر الرملي ، والحسن بن علي بن شبيب (٢) المعمري.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، حدّثنا أبو القاسم علي بن يعقوب بن إبراهيم بن شاكر بن أبي العقب ـ من لفظه ـ حدّثنا أبو الحسن أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي ، حدّثنا محمّد بن الخليل الخشني ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، حدّثني داود بن عيسى ، عن ليث بن أبي سليم ، عن أبي الزبير ، عن جابر ابن عبد الله قال : ما كان نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ينام حتى يقرأ (الم ، تَنْزِيلُ) السجدة ، و (تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) [١١١٠٤].

قال : وأنبأنا تمام قال : وحدّثناه أبو محمّد الحسن بن أحمد بن عمير ، حدّثنا أحمد بن أنس ، فذكره.

أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي ، حدّثنا محمّد بن الخليل الخشني ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، حدّثنا سليمان بن سليم عن عمرو بن شعيب ، عن أبي ، عن جده عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ليس فيما دون ثلاثين من البقر صدقة ، فإذا بلغت ثلاثين ففيها تبيع جذع أو جذعة ، وفي كلّ أربعين من البقر بقرة مسنّة ، وما زاد فعلى حساب ذلك» [١١١٠٥].

أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو عبد الله ، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار ، أنبأنا أبو عبد الله بن مروان ، حدّثنا أحمد بن أبي رجاء نصر بن شاكر ، حدّثنا محمّد بن الخليل الخشني البلاطي فذكر عنه حديثا.

أنبأنا أبو الحسين (٣) القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم العبدي ، أنبأنا حمد (٤) ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم

__________________

(١) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تهذيب الكمال : الفراء.

(٢) كذا بالأصل وتهذيب الكمال ، وفي د ، و «ز» : شعيب.

(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الحسن ، تصحيف ، والسند معروف.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : أحمد ، تصحيف.

٤٢٣

قال (١) : محمّد بن الخليل بن حمّاد الدمشقي البلاطي ، روى إسماعيل بن عياش ، ومحمّد بن مسروق الكندي (٢) ، والحسن بن يحيى الخشني ، وسويد بن عبد العزيز ، ومروان بن معاوية ، وشعيب بن إسحاق ، سمع منه أبي ، وروى عنه ، سئل عنه فقال : دمشقي ، شيخ دفع إليّ أبو الحسن سعد الخير بن محمّد كتابا فيه ذكر محمّد بن أحمد بن شاكر. أنبأنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان بن عمرو بن منبه بن كامل بن ربيعة بن معاذ الخولاني قال : أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي أسماء شيوخه الذين روى عنهم فقال : محمّد بن خليل ، دمشقي ، لا بأس به.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال :

محمّد بن الخليل الخشني يروي عن أيوب بن حسّان الجرشي (٣) وغيره ، روى عنه أبو علي المعمري وغيره.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (٤) : أما الخشني أوله خاء معجمة بعدها شين معجمة مفتوحة ، ثم نون : محمّد بن الخليل الخشني ، يروي عن أيّوب بن حسّان (٥) الجرشي (٦) وغيره ، روى عنه أبو علي المعمري وغيره.

٦٣٢٢ ـ محمّد بن الخليل أبو بكر المقرئ الأخفش الصغير (٧)

قرأ على أبي الحسن بن الأخرم.

قرأ عليه الحسن بن الحسن (٨) الهاشمي الدمشقي.

روى عنه : أبو بكر محمّد بن يونس بن هاشم الاسكاف المقرئ ، وأبو علي الحسن بن سعيد بن مهند الشيزري (٩) ، وقال فارس بن أحمد : كان محمّد بن الخليل جليلا ، وهو أكبر أصحاب ابن الأخرم.

__________________

(١) الجرح والتعديل ٧ / ٢٤٨.

(٢) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وتهذيب الكمال ، وفي الجرح والتعديل : العبدي.

(٣) في «ز» : الجريشي.

(٤) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٢٦١.

(٥) في «ز» : جابر ، تصحيف.

(٦) في «ز» : الجريشي.

(٧) الوافي بالوفيات ٣ / ٥٠ وغاية النهاية ٢ / ١٣٨.

(٨) في غاية النهاية : الحسين.

(٩) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، ود : الشيرازي.

٤٢٤

قال : وحدّثني بعض أصحابه أنه كان يحفظ ثلاثين ألف بيت شعر شاهد في كتاب الله عزوجل.

قرأت على أبي الحسن رشأ بن نظيف ، وأنبأنيه أبو القاسم (١) النسيب وأبو الوحش المقرئ عنه ، أنشدني أبو علي الحسين (٢) بن سعيد الشيزري ، أنشدني أبو بكر محمّد بن الخليل المقرئ (٣) :

وجبت علي زكاة ما ملكت يدي

وزكاة جاهي أن أعين وأشفعا

فإذا ملكت فجد فإن لم تستطع

فاحرص بجهدك في الورى أن تنفعا

حكى أبو عمرو الداني قال : سمعت حسن بن الحسن الهاشمي الدمشقي أن الأخفش الصغير قديم الموت فيما أحسبه مات بعد سنة ستين (٤) وثلاثمائة ، وكان له ابن نبيل عالم باللغة والعربية (٥).

٦٣٢٣ ـ محمّد بن الخليل بن فارس

أبو العشائر القيسي المعروف بالكردي

سمع الفقيه أبا الفتح الزاهد ، وأبا القاسم بن أبي العلاء ، وأبا عبد الله بن أبي الحديد.

وصحب الفقيه أبا الفتح محمّد (٦) ، ثم تشاغل بأعمال السلطان ، ثم خرج عن دمشق وسكن بعلبك ، وخدم السلطان ببعلبك ، ثم ترك التصرف لما تركه ، ثم قدم دمشق (٧) ، فسمعنا منه شيئا يسيرا.

أخبرنا أبو العشائر محمّد بن الخليل بن فارس ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو الحسن بن السمسار ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثنا أبو مسهر سنة اثنتي عشرة ومائتين ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي ، عن مكحول ، عن زياد بن جارية ، عن حبيب بن مسلمة قال : شهدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفل الثلث.

__________________

(١) في «ز» : الغنائم ، تصحيف.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، هنا ، وقد مرّ قريبا : الحسن.

(٣) في «ز» : المعروف بالأخفش الصغير المقرئ.

(٤) في الوافي بالوفيات : ست وثلاثمائة.

(٥) في «ز» : باللغة العربية.

(٦) كذا بالأصل ، ومكانها في «ز» : «مدة» وفي د : وصحب الفقيه أبا الفتح الزاهد ، وأبا القاسم مدة.

(٧) من قوله : وسكن ... إلى هنا سقط من د.

٤٢٥

قال سعيد : فسره سليمان بن موسى : الربع في البدأة والثلث في الرجعة.

توفي أبو العشائر ببعلبك ودفن يوم الخميس السادس من ذي الحجّة سنة تسع وأربعين وخمسمائة.

حرف الدّال في أسماء آباء المحمّدين

٦٣٢٤ ـ محمّد بن داود بن سالم أبو عمرو مولى عثمان بن عفّان (١)

حدّث عن : يزيد بن هارون.

روى عنه : القاسم بن عيسى العصار ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأنا تمام بن محمّد ، حدّثنا أبو هاشم المؤدّب ، حدّثنا القاسم بن عيسى العصّار ، حدّثنا أبو عمرو محمّد بن داود ابن سالم مولى عثمان بن عفّان ، حدّثنا يزيد بن هارون ، حدّثنا بهز بن حكيم ، عن أبيه ، عن جده قال :

قلت : يا رسول الله أين تأمرني؟ فقال : «هاهنا» ونحا بيده نحو الشام ، ثم قال : «إنكم محشورون رجالا وركبانا وتخرّون على وجوهكم» [١١١٠٦].

أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي ، ثم حدّثنا أبو البركات الخضر بن شبل عنه ، أنبأنا أبي أبو القاسم ، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب الكلابي ـ إجازة ـ حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، حدّثنا محمّد بن داود بن سالم أبو عمرو مولى عثمان بن عفّان ، خارج باب الجابية ، حدّثنا يزيد (٢) ، حدّثنا (٣) محمّد بن عمرو ، عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال :

دخلت على أنس بن مالك (٤) وكان واقد من أعظم الناس وأطولهم ، [فقال لي : من أنت؟ قال : قلت : أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، قال : يرحم الله سعدا ، إنك بسعد لشبيه ، فبكى بكاء كثيرا ، ثم قال : يرحم الله سعدا كان سعد من أعظم الناس وأطولهم](٥) ،

__________________

(١) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٢) في «ز» : يزيد بن هارون.

(٣) سقطت من د.

(٤) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن د ، و «ز» ، واللفظ عن «ز».

٤٢٦

ثم قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جيشا إلى أكيدر دومة (١) ، فبعث إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جبة من ديباج منسوجة فيها الذهب ، فلبسها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فجعل الناس يمسحونها وينظرون إليها ، فقال : «أتعجبون من هذه الجبّة؟» قالوا : يا رسول الله ، ما رأينا ثوبا قط هو أحسن منه ، قال : «فو الله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن منه» [١١١٠٧].

٦٣٢٥ ـ محمّد بن داود بن سليمان أبو عبد الله المعروف بالساقي

ذكر ابن مندة أنه دمشقي.

حدّث عن مروان الطاطري.

روى عنه : أحمد بن عمير ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان.

أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الحسين ، وحدّثنا أبو البركات الفقيه عنه ، أنبأنا أبي أبو القاسم ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ـ إجازة ـ.

ح وقرأت على أبي محمّد السلمي ، عن عبد الدائم القطّان ، أنبأنا عبد الوهّاب ـ إجازة ـ.

حدّثنا إبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن داود الساقي بدمشق ، حدّثنا مروان ، حدّثنا ابن عيّاش ، عن الحجّاج بن أرطاة عن الزهري ، عن أنس (٢).

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استبرأ صفية بحيضة [١١١٠٨].

٦٣٢٦ ـ محمّد بن داود بن سليمان أبو العبّاس البغدادي

حدّث بدمشق عن مصعب الزبيري.

روى عنه : أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل الفارسي.

أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد الله الورّاق ، أنبأنا علي بن عمر الحافظ قال : قرأت على أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي ـ من أصل كتابه ـ وهو ينظر في أصله واعترف به ، حدّثني أبو العبّاس محمّد ابن داود بن سليمان البغدادي ـ بدمشق ـ حدّثنا مصعب بن عبد الله الزبيري ، حدّثنا عبد العزيز

__________________

(١) تقدمت ترجمته في كتابنا تاريخ مدينة دمشق.

(٢) في «ز» : أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.

٤٢٧

ابن محمّد الدراوردي عن عبيد الله بن عمر ، عن يونس بن عبيد ، عن ثابت (١) ، عن أنس (٢) أن رجلا كان يصلي بأصحابه فيقرأ مع كل سورة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) قال : فشكاه قومه أو أصحابه إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يحملك على ذلك؟» قال : إني أحبّها ، قال (٣) : «حبّها الذي أدخلك الجنّة» [١١١٠٩].

هكذا قال : عن عبيد الله بن عمر ، عن يونس ، عن ثابت.

ورواه أبو القاسم البغوي عن مصعب لم يذكر فيه يونس (٤) ، وذلك الصواب.

أخبرناه عاليا من حديث البغوي ، أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور [وأبو محمّد ، الصيرفي ح وأخبرنا أبو نصر أحمد بن محمد بن عبد القاهر ، أنا أبو الحسين بن النقور](٥) أنبأنا أبو القاسم بن حبابة ، حدّثنا أبو القاسم البغوي ، حدّثنا مصعب بن عبد الله ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد الدراوردي ، عن عبيد الله بن عمر (٦) ، عن ثابت البنّاني ، عن أنس (٧) أن رجلا كان يلزم قراءة (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) في الصلاة مع كل سورة هو وناس من أصحابه ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما يلزمك هذه السورة»؟ قال : إنّي أحبّها ، قال : «حبّها أدخلك الجنّة» [١١١١٠].

وأخبرناه أبو العزّ بن كادش ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي الشروطي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، حدّثناه عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، حدّثنا مصعب بن عبد الله ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّد (٨) ، عن عبيد الله بن عمر ، عن ثابت (٩) ، عن أنس (١٠) ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

[قال ابن عساكر :] ولم يذكر فيه يونس بن عبيد ، وهو الصواب.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : قال لنا أبو بكر أحمد (١١) بن علي محمّد بن داود بن سليمان أبو العبّاس البغدادي ، حدّث بدمشق عن مصعب بن عبد الله الزبيري ، روى عنه محمّد بن إسماعيل

__________________

(١) في «ز» : ثابت البناني.

(٢) في «ز» : أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.

(٣) في «ز» : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٤) في «ز» : يونس بن عبيد.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز».

(٦) في «ز» : «محمد» وفي د : «عمرو» تصحيف.

(٧) في «ز» : أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.

(٨) بعدها في «ز» : الدراوردي.

(٩) في «ز» : ثابت البناني.

(١٠) في «ز» : أنس بن مالك رضي‌الله‌عنه.

(١١) في «ز» : أبو بكر الخطيب.

٤٢٨

الفارسي ، وساق له الحديث الأول عن أبي بكر بن بشران (١) عن الدارقطني (٢).

٦٣٢٧ ـ محمّد بن داود بن سليمان

أبو بكر النيسابوري الزاهد الصوفي (٣)

سمع بدمشق ، ومصر ، والعراق ، وخراسان ، والحجاز : أبا عبيدة أحمد بن عبد الله بن أحمد بن ذكوان ، وإبراهيم [بن عبد الواحد العنسي والفضل بن عبد الله الأندلسي وأبا يعلى الموصلي](٤) ، وأبا عبد الرّحمن النسائي ، وأبا علي محمّد بن عمرو [قشمرد](٥) الحرشي (٦) ، وأبا عبد الله محمّد بن إبراهيم السندي البوشنجي (٧) ، وأبا بكر الجارودي ، وإبراهيم بن أبي طالب ، ويحيى بن أحمد بن زياد القرشي ، والحسين بن إدريس الأنصاري ، ومحمّد بن عبد الرّحمن السامي ، وعمران بن موسى الجرجاني ، والحسن بن سفيان ، وحمّاد ابن أحمد القاضي ، ومحمّد بن أيّوب الرازي ، وجعفر الفريابي (٨) ، وأبا خليفة الجمحي ، وعبدان الأهوازي ، ومحمّد بن جعفر القتّات الكوفي ، والمفضل بن محمّد الجندي ، وأحمد ابن زيد القزاز ، وأبا محمّد بن سلم (٩) المقدسي ، ومحمّد بن المعافى الصيداوي.

روى عنه : محمّد بن مخلد الدوري ، وأبو العبّاس بن عقدة ، وأبو عبد الله الحاكم ، وعبد الرّحمن ، وأبو زكريا ابنا إبراهيم المزكي ، وأبو الحسين بن جميع الصيداوي ، وأبو الحسن الدارقطني ، وأبو عبد الله بن مندة الأصبهاني.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، قال : سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن داود بن سليمان يقول : سمعت محمّد بن المعافى الصيداوي بصيدا ، وعبد الله بن محمّد بن سلم (١٠) في مسجد الأقصى قالا : سمعنا

__________________

(١) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» : بشران. وورد في تاريخ بغداد : محمد بن عبد الملك القرشي.

(٢) تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٣.

(٣) ترجمته في تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٥ وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٢٠ والمنتظم ٦ / ٣٧٥ وتذكرة الحفاظ ٣ / ٩٠١ والوافي بالوفيات ٣ / ٦٣ والعبر ٢ / ٢٦١ وشذرات الذهب ٢ / ٣٦٥.

(٤) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن د ، و «ز» ، وفي د : القيسي ، بدل : العنسي.

(٥) بياض بالأصل ، والمستدرك سير الأعلام ، وفي د ، و «ز» : قشرد.

(٦) في د ، و «ز» : الجرشي.

(٧) بالأصل ود ، و «ز» : البوسنجي.

(٨) في د : الفيربابي.

(٩) في «ز» : سالم.

(١٠) في د : مسلم ، وفي «ز» : سلم.

٤٢٩

هشام بن عمّار يقول : سمعت محمّد بن أيوب بن ميسرة بن حلبس يقول : سمعت أبي يقول : سمعت بسر بن أرطأة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلّها ، وأجرنا من خزي الدنيا ومن عذاب القبر» [١١١١١].

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ـ قراءة ـ أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان شيخ عصره في التصوف ، حدّثني علي بن محمّد بن خالد المطرّز ، حدّثني علي بن الموفق ، حدّثنا داود بن رشيد قال : قام أخ لك في ليلة ظلماء يصلي مع نفسه فضرّ به البرد ، وكان رثّ الثياب وشدة (١) البرد ثم سجد فذهب به النوم في سجوده ، فهتف به هاتف : أنمناهم وأقمناك وتبكي علينا.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال :

محمّد بن سليمان الزّاهد ، أبو بكر ، شيخ التصوّف في عصره بخراسان والعراق ، فإنه خرج من نيسابور سنة أربع وسبعين ومائتين ، وانصرف إليها سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة ، وكان من المقبولين بالحجاز ، ومصر ، والشام ، والعراقين ، وبلاد خراسان ، ثم ذكر بعض شيوخه وقال : وكان كتب عن كلّ شيخ كتب عنه أكثر حديثه ، صنّف أكثر الشيوخ والأبواب وجمع أخبار المتصوفة والزهّاد ، وعقد له الإملاء عند منصرفه إلى نيسابور ، وكان لا يتخلف عنه كبير أحد ، روى عنه أبو العباس بن عقدة ، ومشايخ العراق ، وسمع منه أبو بكر بن أبي داود ، وأبو محمّد بن صاعد ، والمتقدّمون من المشايخ ، توفي يوم الجمعة لعشر بقين من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : محمّد بن داود بن سليمان النيسابوري أبو بكر المعروف بابن الفتح ، أقام ببغداد مدة طويلة ، وكان جليسا لجعفر الخلدي ، والمرتعش ، ويحيى العلوي وطبقتهم ، كتب الحديث الكثير ، ودخل الشام ، مات بنيسابور سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن المالكي ، وأبو منصور المقرئ ،

__________________

(١) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وثمة سقط من الكلام لم نهتد إليه.

٤٣٠

قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : محمّد بن داود بن سليمان بن جعفر أبو بكر الزّاهد النيسابوريّ ، قدم بغداد قبل سنة ثلاثمائة ، وأقام بها ، وحدّث عن محمّد بن عمرو الحرشي ، ومحمّد بن إبراهيم البوسنجي ، ومحمّد بن النّضر (٢) الجارودي ، ومحمّد بن أيوب الرازي ، وجعفر بن محمّد الترك ، وإبراهيم بن علي الذهلي (٣) ، ويحيى بن داود الخفّاف ، وإبراهيم بن أبي طالب ، ومحمّد بن عبد الرّحمن النسائي (٤) ، والحسين بن إدريس الأنصاري ، والحسن بن سفيان النسوي ، وعمران بن موسى السختياني ، وأبي خليفة البصري ، وعبدان الأهوازي ، وجعفر الفريابي ، ومحمّد بن جعفر القتّات (٥) ، والمفضّل بن محمّد الجندي ، وأبي عبد الرّحمن النسائي ، وأحمد بن زيد القزاز (٦) المكي ، وأبي يعلى الموصلي ، وكان ثقة ، فهما ، صنّف أبوابا وشيوخا ، وسمع منه يحيى بن محمّد بن صاعد ، وأبو (٧) بكر بن أبي داود السجستاني ، وروى عنه محمّد بن مخلد الدوري ، وأبو العباس بن عقدة ، وأبو الحسن الدارقطني ، ويوسف القوّاس ، وعبد الله (٨) بن عثمان بن يحيى ، وأبو عبد الله بن دوست ، ورجع في آخر عمره إلى نيسابور ، فتوفي بها.

قال الخطيب (٩) : أنبأنا أحمد بن علي التوزي ، أنبأنا يوسف بن عمر القوّاس ، حدّثنا محمّد بن داود النيسابوريّ ، وكان يقال إنه من الأولياء.

قال الخطيب (١٠) : وأنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب ، قال : سألت أبا الحسن الدارقطني عن أبي بكر محمّد بن داود بن سليمان النيسابوريّ فقال : فاضل ، ثقة.

قرأت على أبي الفضل عبد الواحد بن إبراهيم ، عن المبارك بن عبد الجبّار ، أنبأنا أبو مسلم عمر بن علي بن أحمد بن الليث الهيتي (١١) ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن أبي بكر الجرجاني الحافظ يقول : سمعت مسعود بن علي السجزي يقول : سمعت الحاكم أبا عبد الله

__________________

(١) تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٥.

(٢) بالأصل ود : «النصر» والمثبت عن «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٣) سقطت كلمة «الذهلي» من تاريخ بغداد.

(٤) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : «السامي». وقد تقدم في أول الترجمة : السامي.

(٥) في «ز» : وجعفر بن محمد القتات.

(٦) إعجامها ناقص بالأصل ، والمثبت عن د ، وتاريخ بغداد ، وقد سقطت اللفظة من «ز».

(٧) بالأصل : وأبي بكر.

(٨) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : عبيد الله.

(٩) تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٦.

(١٠) تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٦.

(١١) كذا بالأصل ، وفي د ، و «ز» : الليثي.

٤٣١

يقول : محمّد بن داود بن سليمان الزّاهد ثقة (١) مأمون.

أخبرنا أبو القاسم الشحامي قال : قرئ على أبي عثمان البحيري قال : سمعت أبا الحسن عبد الرّحمن بن إبراهيم بن محمّد بن يحيى يقول (٢) : سمعت أبا بكر بن داود الزّاهد يقول :

كنت بالبصرة أيام القحط ، فلم آكل في أربعين يوما إلّا رغيفا واحدا ، فكنت إذا جعت قرأت سورة يس على نية الشبع فكفاني الله الجوع.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : حدّثنا أبو [و](٣) أبو منصور ابن [عبد الملك ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب عن محمد ابن](٥) عبد الله بن محمّد الحافظ النيسابوري قال :

توفي أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان الزاهد يوم الجمعة لعشر بقين من ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة ، وكان من المقبولين بالحجاز ، ومصر ، والشام ، والعراقين ، وبلاد خراسان.

٦٣٢٨ ـ محمّد بن داود بن صبيح (٦)

روى عن سويد بن سعيد ، ويحيى بن خلف ، ومحمّد بن عيسى بن الطباع ، وسعيد بن المغيرة الصيّاد ، وعلي بن بكّار.

روى عنه : أبو بكر بن خريم ، ووريزة (٧) بن محمّد.

أخبرنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن عبد الرزّاق بن عبد الله بن فضيل ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن عوف قال : قرئ على أبي الحسن بن منير بن محمّد بن منير التنوخي وأنا سامع له واع ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن خريم ، حدّثنا محمّد بن داود بن صبيح ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاش ، حدّثنا

__________________

(١) سقطت من «ز».

(٢) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤٢١.

(٣) زيادة لتقويم السند عن «ز» ، ود.

(٤) تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٦.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك لتقويم السند عن د ، و «ز».

(٦) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٢٥٩ وكناه بأبي جعفر المصيصي ، وتهذيب التهذيب ٥ / ١٠١.

(٧) في «ز» : «وزيره» تصحيف.

٤٣٢

سليمان الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد الخدري (١) قال :

قال عمر : يا رسول الله ، سمعت فلانا ـ يثني خيرا ويذكر خيرا ـ زعم أنك أعطيته دينارين ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لكن فلان قد أعطيته من عشرة إلى مائة فما يقول ذلك ولا يثني به ، والله إن أحدهم ليخرج بمسلّته (٢) من عندي متأبطها ، فما هي له إلّا نار» قال عمر : يا رسول الله فلم تعطيه إياها وهي له نار؟ قال : «فما أصنع ، يأبون إلّا يسألوني ، وأنا أكره ، فأعطيهم ، ويأبى الله لي البخل» [١١١١٢].

٦٣٢٩ ـ محمّد بن داود بن عبد الرّحمن بن زياد بن بنّوس

أبو السري الفارسي البعلبكي (٣)

[بنوس] بالتشديد والباء والنون ، كذا قيده الميداني.

حدّث ببعلبك عن حميد بن محمّد بن النضير ، وأبي الحسن أحمد بن محمّد بن عبد الحميد بن أبي الحارث القرشي ، وأبي حفص عمر بن محمّد النسائي ، وأبي المضاء محمّد بن الحسن بن ذكوان ، وأبي جعفر أحمد بن منصور القومسي ، وأبي مطيع عبد الرّحمن بن محمّد ابن أبي الذيّال ، وأبي عريض مروان بن عمر العريضي ، وعلي بن عبد العزيز البغوي.

روى عنه : عبد الله بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان البعلبكي ، وأبو بكر أحمد بن الجحّاف الأزدي.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، ونقلته أنا من خطه ، أنبأنا أبو الحسن علي بن موسى بن الحسين بن السمسار ، وابنه أبو علي الحسين بن علي ـ بقراءتي عليهما ـ قلت لهما : أخبركما أبو محمّد عبد الله بن عبد الغفّار بن ذكوان في صفر سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة ، حدّثنا أبو السري محمّد بن داود بن عبد الرّحمن بن بنّوس الفارسي في مسجد الجامع ببعلبك في ذي الحجّة سنة عشرين وثلاثمائة ، حدّثنا حميد بن محمّد بن النضر (٤) ، حدّثني عمي إبراهيم بن النضر ، حدّثنا الهيثم بن حبان ، عن يحيى بن واضح

__________________

(١) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٢) في «ز» : بمسألته ، تصحيف.

(٣) من قوله : أبو السري إلى هنا جاء بالأصل ود ، و «ز» ، بعد قوله : بالتشديد إلى الميداني ، قدمنا الكنية إلى هنا وفقا للتنظيم الذي انتهجه المصنف.

(٤) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» هنا ، والصواب : النضير ، وسينبه المصنف إليه في آخر الخبر.

٤٣٣

الأنصاري ، عن نوح بن أبي مريم القرشي ، عن مقاتل بن حيّان (١) ، عن عكرمة مولى ابن عبّاس ، عن ابن عبّاس (٢) قال :

بينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه رجل ، فوقف عليه فقال له : يا بن عبّاس ، سمعت (٣) العجب من كعب الحبر ، وكان ابن عبّاس (٤) متكئا فاحتفز ثم قال : وما ذاك؟ قال : زعم أنه يجاء بالشمس والقمر يوم القيامة كأنهما ثوران عقيران ، فيقذفان في النار ، الحديث بطوله.

[قال ابن عساكر :](٥) كذا كان بخط عبد العزيز ، وبخطه في موضع آخر حميد بن النضير بزيادة ياء ، وهو الصواب إلّا أنه ينسب إلى جده ، وهو بعلبكي أيضا.

٦٣٣٠ ـ محمّد بن داود بن يحيى الدمشقي

حدّث عن أبي مسهر.

ذكره أبو عبد الله بن مندة.

٦٣٣١ ـ محمّد بن داود أبو الخير الرّحبيّ (٦)(٧) دمشقي

روى عن الهيثم بن حميد.

روى عنه : أبو زرعة ، ويزيد بن محمّد الدمشقيان.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا علي بن الحسين بن أحمد بن صصري ـ بقراءتي عليه ـ أنبأنا تمام (٨) بن محمّد بن عبد الله الرازي ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن سليمان بن أيوب ابن حذلم القاضي ، حدّثنا أبو القاسم يزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، حدّثنا محمّد بن داود الرّحبيّ أبو الخير ، حدّثنا الهيثم بن حميد ، حدّثني حفص بن غيلان (٩) ، عن سالم بن عبد الله ، عن ابن عمر قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من فاتته صلاة العصر في جماعة فكأنما وتر أهله وماله» [١١١١٣].

__________________

(١) في «ز» : حبان ، تصحيف. راجع ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٣٣٧.

(٢) بعدها في «ز» : رضي‌الله‌عنهما.

(٣) من قوله : بينما .. إلى هنا سقط من «ز».

(٤) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنهما.

(٥) زيادة منا للإيضاح.

(٦) في «ز» : «الرجعي» تصحيف.

(٧) ترجمته في الأسامي والكنى للحاكم ٤ / ٣٤٤ وتاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٩٠.

(٨) في «ز» : أسامة.

(٩) في «ز» : عبدان.

٤٣٤

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (١) : أبو الخير محمّد بن داود الرّحبيّ ، سمع الهيثم بن حميد ، روى عنه : يزيد بن محمّد ، حديثه في الشاميين.

قال : وأنبأنا أبو أحمد ، أنبأنا ابن صاعد ، حدّثنا يزيد ، حدّثنا أبو الخير محمّد بن داود.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنبأنا أبو الحسين (٢) محمّد بن أحمد ، أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن عتّاب ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ إجازة ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن الربعي ، أنبأنا عبد الوهّاب بن الحسن ، أنبأنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ حدّثني أبو زرعة قال (٣) : سألت أبا الخير محمّد بن داود الرّحبيّ عن اسم أبي أسماء الرّحبيّ فقال : نحن ورثنا أبا أسماء قلت : فما اسمه؟ قال : عمرو بن أسماء.

٦٣٣٢ ـ محمّد بن داود أبو بكر الدّينوري الصّوفيّ المعروف بالدّقيّ (٤)

سكن الشام.

قرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد.

وروى عن أبي بكر الخرائطي.

وحكى عن أبي بكر محمّد بن الحسن الزقاق (٥) ، وأبي محمّد الجريري ، وأبي عبد الله ابن الجلاء ، وأبي جعفر المغربي وأبي علي بن أبي موسى وأبي جعفر الأصبهاني وأبي بكر الفرغاني ، وأبي بكر المقرئ ، وأبي بكر بن معمر ، وأبي الحسين بن حزيق ، والحسن (٦) بن حبيب ، وأبي يعقوب الخراساني ، وأبي أحمد الهروي ، وأبي عمير عدي بن عبد الباقي الأدي ، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي ، وأبي العبّاس أحمد بن عطاء.

حكى عنه [عبد الوهاب] الميداني ، وأبو القاسم بكير بن محمّد المنذري ، وعبدان بن

__________________

(١) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٤ / ٣٤٤.

(٢) في «ز» : أبو الحسن.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٣٩٠ باختلاف.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ١٣٨ وتاريخ بغداد ٥ / ٢٦٦ والوافي بالوفيات ٣ / ٦٣ الأنساب ، الرسالة القشيرية في ٢٧٩ و ٣٣٩ و ٤١٢. والمنتظم ٧ / ٥٦ واللباب ١ / ٥٠٥. وفي تاريخ بغداد : الزقي بدل الدقي.

(٥) في سير أعلام النبلاء هنا : الدقاق.

(٦) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الحسين.

٤٣٥

عمر المنبجي (١) ، وأبو الحسن بن جهضم ، وأبو الفضل الدينوري المقرئ ، والحسين (٢) بن أحمد بن (٣) جعفر.

وكتب عنه عبد العزيز بن محمّد بن عبدويه الشيرازي بدمشق ، وأبو بكر محمّد بن إبراهيم بن أحمد بن يعقوب السوسي ، وأبو بكر محمّد بن يعقوب التستري ، وأو عمرو محمّد بن أحمد النجار ، وعمر (٤) بن يحيى الأردبيلي ، وصدقة بن المظفر الأنصاري ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد بن إسماعيل بن النسائي المؤدّب ، وعبد الواحد بن بكر الورثاني ، وأبو بكر الرازي شيخ السلمي ، وأبو الفضل أحمد بن أبي عمران الهروي ، وأبو العباس أحمد ابن منصور الشيرازي ، ومنصور بن عبد الله الأصبهاني ، وذكر أبو عبد الرّحمن السّلمي (٥) :

أنه عمّر فوق مائة سنة ، وقال : كان من أجلّ مشايخ وقته وأحسنهم حالا ، وأقدمهم صحبة للمشايخ ، صحب أبا عبد الله بن الجلاء ، وأبا بكر الزقاق الكبير.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [و](٦) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٧) ، حدّثنا عبد العزيز بن أبي الحسن القرميسيني قال : سمعت علي بن عبد الله الهمداني (٨) بمكة يقول : حدّثني محمّد بن داود ـ يعني الدّقّي (٩) ـ قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن الجلاء يقول : كنت بذي الحليفة وأنا أريد الحجّ والناس يحرمون ، فرأيت شابا قد صبّ عليه الماء يريد الإحرام وأنا أنظر إليه ، فقال : يا رب أريد أن أقول : لبّيك اللهمّ لبّيك فأخشى أن تجيبني لا لبّيك ولا سعديك ، وبقي يردد هذا القول مرارا كثيرة وأنا أتسمع عليه ، فلما أكثر قلت له : ليس لك بدّ من الإحرام ، فقال : يا شيخ ، أخشى إن قلت : لبّيك أجابني بلا لبّيك ولا سعديك ، فقلت له : أحسن ظنك ، وقل معي : لبّيك اللهمّ ، لبّيك ، فقال : لبّيك اللهمّ ، وطوّلها ، وخرجت نفسه مع قوله اللهمّ وسقط ميتا.

أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم

__________________

(١) في «ز» : المنيحي.

(٢) في «ز» : الحسن.

(٣) من قوله : بن عمر .. إلى هنا سقط د.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : عمرو.

(٥) طبقات الصوفية ص ٤٤٨ وسير أعلام النبلاء ١٦ / ١٣٩.

(٦) زيادة لتقويم السند عن د ، و «ز».

(٧) الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٧.

(٨) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : الهمذاني.

(٩) ورد في تاريخ بغداد : «الزقي» في كل المواضع.

٤٣٦

المزكي ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي قال : محمّد بن داود الدّينوري أبو بكر المعروف بالدّقّي ، شيخ الشام (١) ، صحب المشايخ الكبار ، وكان يعد من أقران الروذباري ، وابن الكاتب ، لكنه عمّر وعاش ، وكان (٢) من أظرف المشايخ وأفتاهم (٣) ، وأحسنهم حالا وعلما ، توفي سنة نيّف وخمسين وثلاثمائة ، وقال الزقاق : منذ ثلاثين سنة لم يمش على الأرض مريد إلّا الدّقّي.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال : قال لنا أبي أبو القاسم (٤) : ومنهم أبو بكر محمّد ابن داود الدّينوري المعروف بالدّقّي ، أقام بالشام ، وعاش أكثر من مائة سنة ، مات بعد الخمسين وثلاثمائة ، صحب ابن الجلاء ، والزقاق ، وقال أبو بكر الدقي : المعدة موضع يجمع الأطعمة ، فإذا طرحت فيها الحلال صدرت الأعضاء بالأعمال الصالحة ، وإذا طرحت فيها الشبهة اشتبه عليك الطريق إلى الله ، فإذا طرحت فيها التبعات كان بينك وبين أمر الله حجاب.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور المقرئ ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٥) : محمّد بن داود أبو بكر الصّوفيّ ، يعرف بالدّقي (٦) ، وهو دينوري الأصل ، أقام ببغداد مدة ثم انتقل إلى دمشق فسكنها ، وكان من كبار شيوخ الصوفية ، له عندهم قدر كبير ، ومحل خطير ، وكان أحد حفّاظ القراءات (٧) ، قرأ على أبي بكر بن مجاهد ، وسمع من محمّد بن جعفر الخرائطي.

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمّد بن شجاع ، ثم أخبرناه أبو القاسم نصر بن أحمد ابن مقاتل عن أبي عبد الله محمّد بن علي بن أحمد الفراء ، أنبأنا علي بن محمّد بن شجاع ، أنبأنا علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم قال : رأيت الشيخ أبا بكر محمّد بن داود رحمه‌الله وهو شيخ الوقت ، أخذ قطنا وحمله في يده ، وأخذ أيضا حاجة لولده فوضعها في كمّه فسألته أن يعطيني بعض ما قد حمل فأبى.

أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن حبان ، أنبأنا أبو بكر بن خلف (٨) ،

__________________

(١) في «ز» : «شيخ الساقة» تصحيف.

(٢) من قوله : الكبار .... إلى هنا سقط من «ز».

(٣) كلمة «وأفتاهم» سقطت من «ز».

(٤) الرسالة القشيرية ص ٤١٢.

(٥) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٦.

(٦) في تاريخ بغداد : الزقي ، بالزاي. وضبطت بضم الدال عن الأصل.

(٧) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : القرآن.

(٨) في «ز» : خلاف.

٤٣٧

حدّثنا أبو عبد الرّحمن قال : سمعت عبد الواحد بن بكر الورثاني يقول : سمعت أبا بكر محمّد بن داود الدّقّي يقول : من ألف الاتصال ثم ظهر له عين الانفصال تنغص عيشه ، وانمحق عليه وقته ، وصار متلاشيا في محل الوحشة ، وأنشأ يقول :

لو أن الليالي عذبت بفراقنا

محا دمع عين الليل نور الكواكب

ولو جرع الأيام كأس فراقنا

لأصبحت الأيام شهب الذوائب

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمّد ، عن أبي الفرج سهل بن بشر ، أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الكريم الجزري ـ بمكة ـ حدّثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمداني قال : وسمعت أبا بكر الدّقّي يقول : كنت إذا فتح لي بشيء لا أبيته لغد (١) ، ومهما فتح لي (٢) من النهار أخرجه قبل الليل ، فدفع إليّ ذات يوم ثلاثة دراهم بالعشي ، فقلت : أخرجه إذا أصبحنا ، فجعلته في وسطي ونمت ، فرأيت في المنام كأنّي قد حشرت وفي وسطي ثلاثة دنانير فاغتممت وجعلت أحلّها وأتعجب من ذلك ، فقال لي قائل : هذه الثلاثة دراهم (٣) التي ادّخرتها فانتبهت فزعا ، فقمت ودفعتها للوقت إلى الفقراء.

قال : وسمعت ـ يعني ـ أبا بكر الدّقّي يقول : كنت أخرج كلما فتح لي إلى الفقراء ولا أدّخر منه لنفسي شيئا ، ففتح عليّ بالرملة نصف دينار ، وكان علي ببيت المقدس نصف دينار دينا ، وقدم جماعة فقراء من الحجاز فقصدوني ، وسلّموا عليّ ، فجعلت أميز بين أن أحبسه لقضاء ديني ، وبين أن أخرجه على ما عودت من خليفتي ، فقوي علي شاهد العلم أن إمساكه للدين أولى ، فبات الفقراء جياعا على حالهم ، وبتّ معهم فضرب عليّ ضرس من أضراسي تلك الليلة ، فلم أنم ، فأشير علي بقلعه ، فجئت إلى حسن الشرقي صاحب لنا ، وأخذت منه نصف درهم ، وقلعت (٤) الضرس ، ثم خطر بقلبي إخراج النصف دينار ، ثم قلت : الدين أوجب ، فحبسته ، فضرب عليّ في الليلة الثانية ضرس آخر أسهرني وبات الفقراء جياعا ، فلمّا أصبحنا جئت إلى حسن الشرقي وأخذت نصف درهم وقلعت الضرس ، ثم ذكرت النصف دينار فقلت لعلي عوقبت بحبسه ، ثم قلت : ما هو لي ، وإنما (٥) حبسته لغيري قضاء دين علي ، ثم ضرب عليّ ضرس آخر ، فهممت بقلعه فأخرجته قبل الليل قال : فهتف بي هاتف :

__________________

(١) في «ز» : بعد.

(٢) في «ز» : عليّ.

(٣) كذا بالأصل ود ، و «ز» : «دراهم» بدون ألف التعريف.

(٤) في «ز» : وقلعت به الضرس.

(٥) في «ز» : فإني.

٤٣٨

لو لم تخرجه لقلعنا أضراسك ضرسا ضرسا حتى لا يبقى في فيك ضرس واحد.

قال الشيخ أبو بكر رحمه‌الله : فجئت إلى الفقراء وعرفتهم فقالوا : ما أخرجت الكسر. إلّا بعد قلع الأضراس.

آخر الجزء الحادي عشر بعد الستمائة من الفرع (١)

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبي (٢) ، أنبأنا أبو حاتم السجستاني ، أنبأنا عبد الله بن علي السرّاج قال : حكى أبو بكر محمّد بن داود الدّينوري الدّقّي قال : كنت بالبادية ، فوافيت قبيلة من قبائل العرب ، فأضافني رجل منهم ، فرأيت غلاما أسود مقيدا هناك ، ورأيت جمالا ماتت بفناء البيت ، فقال لي الغلام : أنت الليلة ضيف ، وأنت على مولاي كريم ، فتشفّع لي فإنه لا يردّك ، فقلت لصاحب البيت : لا آكل طعامك حتى تخلي (٣) هذا العبد ، فقال : هذا الغلام قد أفقرني وأتلف مالي ، فقلت : فما فعل؟ فقال : له صوت طيب ، وكنت أعيش من ظهر (٤) هذه الجمال ، فحمّلها أحمالا ثقيلة ، وحدى لها حتى قطعت مسيرة ثلاثة أيام في يوم ، فلما حط عنها ماتت كلها ، ولكن قد وهبته لك ، وحل عنه القيد ، فلما أصبحنا أحببت أن أسمع صوته ، فسألته ذلك ، فأمر الغلام أن يحدو على جمل كان على بئر هناك يستقي عليه ، فحدا (٥) ، فهام الجمل على وجهه ، وقطع حباله ، ولم أظن أني سمعت صوتا أطيب منه ، ووقعت على وجهي ، حتى أشار عليه بالسكوت.

حدّثنا أبو المعالي فضل الله بن عبد الرّحمن بن طاهر ، أنبأنا ابن عمي أبو الفضائل بن أبي البركات الحابرائي ، أنبأنا جدي أبو الفتح طاهر بن سعيد بن فضل الله ، أنبأنا واصل بن حمزة البخاري الصوفي قال : سمعت أحمد بن أبي الحسن الطّريثيثي قال : سمعت أبي يقول : جاز الشيخ أبو بكر الدّقّي مع جماعة من الصوفية على بيعة للنصارى في الشام ، فقال أصحابه ، فدخل البيعة وتبصر النصارى ، فوقف الشيخ على باب البيعة ودخل أصحابه ، فداروا وأبصروهم وخرجوا ، فقال لهم الشيخ : أيش الذي استفدتم من هذه البيعة؟ فقالوا : لا شيء ،

__________________

(١) ما بين الرقمين ليس في د.

(٢) الخبر في الرسالة القشيرية ص ٣٣٩ تحت عنوان : السماع. وسير أعلام النبلاء ١٦ / ١٣٩ من طريق أبي نصر السراج.

(٣) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي الرسالة القشيرية : «تحلّ» وفي سير الأعلام : تحله.

(٤) في الرسالة القشيرية : جهد.

(٥) في «ز» : فحدى.

٤٣٩

فدخل الشيخ البيعة ورأى صورة عيسى عليه‌السلام ، فرفع عصا بين يديه وقال : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ)(١) ، فرفعت الصورة يده وقال بلسان فصيح : لا ، لا ، فلمّا سمع النصارى أسلم كلّ من حضر من النصارى في ذلك الوقت ، وخرجوا مع الشيخ مسلمين صوفية ، فقال الشيخ لأصحابه ، إذا دخلتم البيعة فادخلوا هكذا ، وإلّا فلا تدخلوا.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [و](٢) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أحمد بن علي (٣) ، أنبأنا محمّد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز ـ بهمذان ـ حدّثنا علي بن عبد الله بن جهضم ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن داود قال : سأل الزقاق أبا بكر لمن أصحب؟ فقال : لمن تسقط بينك وبينه مئونة التحفّظ ، ثم سألته مرة أخرى : لمن أصحب؟ فقال : من يعلم منك ما يعلمه الله منك ، فتأمنه على ذلك.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري قال : سمعت أبي (٤) يقول : سمعت محمّد بن الحسين (٥) يقول : سمعت علي بن عبد الله الصوفي يقول : سمعت الدّقّي وقد سئل عن سوء أدب الفقراء مع الله في أحو الهم ، فقال : انحطاطهم من الحقيقة إلى العلم.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : حدّثنا [و](٦) أبو منصور المقرئ ، أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت (٧) ، وأنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي ـ بنيسابور ـ قال : سمعت عبد الملك بن محمّد القشيري يقول : سمعت عبد الله بن محمّد الدمشقي قال : سمعت محمّد بن داود الدّقّي قال : كنت مارّا ببغداد ، وإذا ببعض الفقراء يمر في الطريق وإذا بمغنّ يغني وهو يقول :

أمد كفي بالخضوع

إلى الذي جاد بالصنيع (٨)

قال : فشهق الفقير شهقة وخرّ ميتا.

سمعت أبا بكر محمّد بن أحمد بن الحسن البروجردي يقول : سمعت أبا سعد علي بن عبد الله الدهقان (٩) يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن عبد الله الصوفي يقول : سمعت علي

__________________

(١) سورة المائدة ، الآية : ١١٦.

(٢) زيادة لتقويم السند عن د ، و «ز».

(٣) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٧.

(٤) الخبر في الرسالة القشيرية ص ٢٧٩.

(٥) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الحسن.

(٦) زيادة عن د ، و «ز» ، لتقويم السند.

(٧) الخبر في تاريخ بغداد ٥ / ٢٦٦.

(٨) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : بالمنيع.

(٩) في «ز» : الدهقاني.

٤٤٠