تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٦٠٩٢ ـ محمّد بن إسحاق المصري (١)

حدّث بدمشق عن جده.

روى عنه : أبو الحسن علي بن الحسن بن بندار الجرجاني.

ذكر أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن الأستراباذي فيما نقلته من خط أبي طالب بن الأزرق عنه قال : سمعت شيخي يقول : سمعت محمّد بن إسحاق المصري (٢) بدمشق يقول : سمعت جدي يقول : قال ذو النون : كلّ محب ذليل ، وكلّ خائف هارب ، وكلّ راج طالب ، وكلّ عاص مستوحش ، وكلّ مطيع مستأنس.

٦٠٩٣ ـ محمّد بن أبي إسحاق أبو عبد الله البسطامي المقرئ الصوفي

قدم دمشق ، وسمع بها أبا طاهر بن الحنّائي ، وأبا محمّد بن الأكفاني وجماعة من شيوخنا ، وكان يسكن دار السميساطي ، ويقرأ بالألحان في الأعزية ، ثم سكن دار حمد ، وكان يصلّي بالناس في مسجد زين العابدين ، ويقرئ الصبيان.

سمع منه أبو سعد (٣) بن السمعاني (٤) ، ولم أسمع منه شيئا.

مات ليلة الاثنين ودفن يوم الاثنين سلخ ربيع الآخر سنة أربع وأربعين وخمسمائة بباب الصغير.

ذكر من اسم أبيه أسد [من المحمدين](٥)

٦٠٩٣ م ـ محمّد بن أسد أبو عبد الله الإسفرايني الحوشي (٦)(٧)

سمع بدمشق الوليد بن مسلم ، ومروان بن معاوية ، وأبا الوليد هشام بن عمّار ،

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل ود ، وفي «ز» : المقرئ.

(٢) راجع الحاشية السابقة.

(٣) في «ز» : أبو سعيد.

(٤) بالأصل : «السمعان» وفي د : «ابن سعيد بن السمعان».

(٥) زيادة منا للإيضاح.

(٦) ضبطت بفتح الحاء المهملة وسكون الواو ـ عن الأنساب ، وفيه أن هذه النسبة إلى حوش ، وهي قرية من قرى أسفرائين ، وقد ذكر السمعاني هنا ابنه بدل بن محمد بن أسد الحوشي.

وذكره السمعاني في «الخشي» ونسبه إلى خش من قرى اسفرايين.

(٧) ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٨١ والأنساب (الخشي) ، ومعجم البلدان (خش) وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٥٥ والجرح والتعديل ٧ / ٢٠٩ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٤٦٠.

٤١

وبحمص : بقية بن الوليد ، وبمكة : سفيان بن عيينة ، وفضيل بن عياض ، وبالمدينة : محمّد ابن إسماعيل بن أبي فديك ، وبالعراق : إسماعيل بن عليّة ، ووكيع بن الجرّاح ، وأبا داود الطيالسي ، وأبا بكر عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، وبخراسان : عبد الله بن المبارك ، وعمر بن هارون البلخي.

روى عنه : إبراهيم بن إسحاق الحربي ، ومحمّد بن إسحاق الصّغاني (١) ، وعلي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي ، ومحمّد بن عبد الوهّاب الفرّاء النيسابوريان ، وجعفر بن محمّد ابن شاكر الصائغ ، وأبو عبد الله محمّد بن بحير الإسفرايني ، ومحمّد بن عوف الحمصي ، وأبو حاتم محمّد بن إدريس الرازي ، ويحيى بن محمّد بن يحيى النيسابوري حيكان (٢) ، والحسن بن سليمان ، وأبو الأحوص إسماعيل بن إبراهيم بن الوليد ، ومحمّد بن فراس الأسفراينيون ، وأبو لبيد محمّد بن إبراهيم السّرخسي.

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو الفضل الرازي ، أنبأنا جعفر بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن هارون الرّوياني ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ، حدّثنا محمّد بن أسد الحشّي (٣) ، حدّثنا مروان بن معاوية ، حدّثنا أبو مالك الأشجعي أنه سمع أباه طارق بن الأشيم قال :

سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قال لا إله إلّا الله وكفر بما يعبد من دونه ، حرّم الله ماله ودمه ، وحسابه على الله» [١٠٩٣٢].

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم العبدي ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ،

قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٤) : محمّد بن أسد الحوشي (٥) الإسفرايني ، روى عن الوليد بن مسلم ، وأبي داود الطيالسي ، روى عنه محمّد بن عوف الحمصي ، وأبي ، ويحيى ابن محمّد بن يحيى النيسابوري ، سمع منه أبي بمكة سنة ست عشرة ومائتين ، وسئل أبي عنه فقال : صدوق.

__________________

(١) في «ز» : الصاغاني.

(٢) في «ز» : جيكان ، وفوقها ضبة. انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٨٥.

(٣) كذا ورد هنا : «الحشي» بالأصل ود ، وفي «ز» : الحوشي. وقيل فيه : «الخشي» وليس «الحشي».

(٤) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٢٠٩.

(٥) بالأصل ود ، هنا : الحرشي ، تصحيف.

٤٢

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو عبد الله محمّد (١) بن أسد الإسفرايني الحوشي (٢) سمع أبا العباس الوليد بن مسلم ، وأبا بكر عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، وأبا داود الطيالسي ، كان أحد أركان الحديث ، ويتكلم في رواته ، ولمّا بلغ إسحاق بن إبراهيم الحنظلي موته دخل على عبد الله بن طاهر فقال له : آجرك الله ، في نصف خراسان مات أبو عبد الله الحشي (٣) ، وكنّاه ، قال لي ذلك أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، سمع بدل ابن المسيب ، سمعت أبي يقول : روى عنه الحسن بن سليمان الإسفرايني ، ومحمّد بن بحير الإسفرايني.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال :

محمّد بن أسد عبد الله النيسابوري الحوشي ـ وحوش : قرية من قرى أسفراين ، من رساتيق نيسابور ـ سمع بخراسان عبد الله بن المبارك ، وعمر بن هارون البلخي ، وأهل ذلك العصر ، وبالحجاز سفيان بن عيينة ، والفضيل بن عياض ، وابن أبي فديك ، وبالشام : الوليد ابن مسلم ، وبقية بن الوليد ، وبالعراق : إسماعيل بن عليّة ، ووكيع بن الجرّاح ، روى عنه علي ابن الحسن الهلالي ، ومحمّد بن عبد الوهّاب العبدي ، ومحمّد بن إسحاق الصغاني في جماعة من الأئمة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن المالكي ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) : محمّد بن أسد أبو عبد الله الخراساني ، يعرف بالخشّي ، نسب بذلك إلى قرية من قرى أسفراين ، سمع عبد الله بن المبارك ، وعمر بن هارون البلخي ، وفضيل بن عياض ، وسفيان بن عيينة ، والوليد بن مسلم ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وبقية بن الوليد ، وإسماعيل بن علية ، ووكيع بن الجرّاح ، وقدم بغداد ، وحدّث بها فروى عنه محمّد بن إسحاق الصّغاني ، وجعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، وإبراهيم الحربي ، إلّا أنه سمّاه أحمد وغيرهم ، وكان ثقة.

__________________

(١) «محمد» ليست في د.

(٢) بالأصل : الحرشي ، وفي د : الحشي ، تصحيف فيهما ، والمثبت عن «ز».

(٣) كذا بالأصل ود هنا : الحشي ، وفي «ز» : «الحوشي» وهو الصواب.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٨١ ـ ٨٢.

٤٣

قال الخطيب (١) : وأنبأنا محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي.

ح قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ـ وهو الضبّي ـ قال : سمعت أبا سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان يقول : سمعت أبا عوانة الإسفرايني يقول : حدّث محمّد بن أسد ببغداد ، وهو ابن خمس وعشرين سنة.

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أنبأنا علي بن محمّد الدقّاق ، قال : قرأنا على الحسين بن هارون عن أبي العباس بن سعيد قال : محمّد بن أسد الخشّي (٤) سمعت. عبد الله بن أبي أسامة يقول : كان ثقة ، جيّد الفهم (٥).

٦٠٩٤ ـ محمّد بن أسد بن هلال بن إبراهيم أبو طاهر الرّقّي الأشناني (٦)

إمام جامع الرقّة.

قرأ القرآن العظيم على أبي بكر النقّاش ، وأبي طاهر بن أبي هاشم.

وسمع بدمشق : أبا القاسم بن أبي العقب ، وببغداد : أبا بكر أحمد بن كامل بن خلف ، وأبا سهل أحمد بن محمّد بن زياد القطّان ، وجعفر بن محمّد بن نصير الخلدي ، وأبا بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقّاش ، وأبوي بكر : محمّد بن عبد الله الشافعي ، وأحمد بن جعفر ، وبالبصرة : أبا عبيدة محمّد بن علي بن حيدرة القشيري ـ إمام جامع البصرة ـ وبحرّان :

عبد الله بن قثم بن أبي قتادة الحرّاني.

روى عنه : أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السّجزي الحافظ (٧) ، وأبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي (٨) ـ نزيل مصر ـ وأبو سعد أحمد بن محمّد الماليني.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٢ / ٨٢.

(٢) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٨٢.

(٤) بالأصل ود هنا : الحشي ، وفي «ز» : «الحوشي» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٥) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٥٦ أنه مات بعيد سنة ثلاثين ومائتين أو فيها.

(٦) ترجمته في غاية النهاية ٢ / ١٠٠.

(٧) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٥٤.

(٨) الأصل : السندي والمثبت عن «ز» ، ود. ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥.

٤٤

أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ، أنبأنا أبو الفتح محمّد بن الحسن (١) بن محمّد الأسدآباذي ، وابنه أبو القاسم حمزة بن محمّد. ح وأنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن أحمد الثّغري ، أنبأنا أبو الفتح (٢) حمزة بن محمّد الأسدآباذي.

قالا : أبو نصر عبيد الله بن سعيد ـ بمكة ـ أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أسد بن هلال بن إبراهيم الأشناني بالرقّة ، حدّثنا عبد الله بن قثم (٣) بن أبي قتادة الحرّاني ، حدّثنا حفص بن عمر الرقي سنجة (٤) ، حدّثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود ، حدّثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن جرير ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أول الأرضين خرابا يسراها ثم يمناها» [١٠٩٣٣].

أخبرنا (٥) أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو سعد الماليني ، حدّثنا أبو طاهر محمّد بن أسد بن هلال ، حدّثنا عبد الجبّار بن شيران ، قال : سمعت سهل بن عبد الله يقول : من بطر حرم اليقين ، ومن تكلّم فيما لا يعنيه حرم الصدق ، ومن شغل جوارحه في غير طاعة الله حرم الورع ، فإذا حرم لعبد هذه الثلاثة أشياء هلك وهو مثبت في ديوان الأعداء (٦).

وقال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ : محمّد بن أسد بن هلال الأشناني الرّقّي يكنى أبا طاهر ، أخذ القراءة عرضا وسماعا عن أبي بكر محمّد بن الحسن النقّاش ، وأبي طاهر بن أبي هاشم وغيرهما ، وتوفي بالرّقّة بعد سنة تسعين وثلاثمائة (٧).

٦٠٩٥ ـ محمّد بن أسعد (٨) بن محمّد بن نصر

أبو المظفر البغدادي المعروف بابن الحكيم الفقيه الحنفي الواعظ (٩)

سكن دمشق مدة ، ودرّس بها بمدرسة جوبا (١٠) ، ثم بنى له الأمير المعروف بمعين (١١)

__________________

(١) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : «أسد».

(٢) كذا بالأصل ، و «ز» ، ود ، ومرّ : أبو القاسم.

(٣) «بن قثم» مكرر بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، ود.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : «شيخه» تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٣ / ٤٠٥.

(٥) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٦) كتب بعدها بالأصل : إلى.

(٧) راجع غاية النهاية لابن الجزري ٢ / ١٠٠.

(٨) كذا بالأصل ، وفي «ز» : أسد.

(٩) ترجمته في الدارس في تاريخ المدارس ١ / ٤١٤ وشذرات الذهب ٤ / ٢١٨.

(١٠) رسمها بالأصل : «حوبار» والمثبت عن «ز» : «جوبا» (كذا).

(١١) هو معين الدين أنر أحد مماليك طغتكين ، توفي بدمشق سنة ٥٤٤ (راجع الوافي بالوفيات ١٩ / ٤١٠).

٤٥

الدين مدرسة ، فدرّس بالمدرسة الصّادرية (١) أياما ، وظهر له قبول في الوعظ.

وذكر لي أنه سمع ببغداد من أبي محمّد التميمي ، وأبي طالب الزيني وغيرهما ، وأنه قرأ الفرائض على الثقات ، وذكر أنه سمع المقامات من الحريري ، ورواها عنه ، وصنّف تفسيرا وشرح المقامات ، سمعت منه شيئا من شعره.

أنشدنا أبو المظفر لنفسه بماردين وكتبه لي بخطه :

تركت هوى سلمى وليلى بمعزلي

وعدت إلى مصحوب أوّل منزل

ونادت بي الأشواق مهلا فهذه

منازل من تهواه دونك فانزل

وخذ بنعيم قد صفا لك شربه

ودع ما سوى الأحباب عنك بمعزل

توفي ابن الحكيم آخر نهار يوم الجمعة من سنة [ست](٢) وستين وخمسمائة وكان ..... (٣) ودفن بمقبرة باب الصغير ، وجدت هذه الترجمة في بعض النسخ.

ذكر من اسم أبيه إسماعيل [من المحمدين](٤)

٦٠٩٦ ـ محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن محمّد بن سعيد

أبو بكر الكسي (٥) الجوهري

حدّث بصور عن أبي عبد الله بن برهان الغزال ، وأبي نصر بن حسنون النّرسي ، وأبي عمر بن مهدي ، وأبي بكر الحيري ، وأبي الحسن بن الصّلت الأهوازي ، وأبي طاهر محمّد بن محمّد بن محمش ، وأبي الفتح هلال بن محمّد الحفّار ، وأبي الحسين بن بشران ، وأبي الحسن بن رزقوية ، وأبي سعد الماليني ، وأبي عبد الرّحمن السّلمي ، والقاضي أبي إبراهيم إسماعيل بن الحسين بن محمّد البسطامي.

روى عنه : سهل بن بشر ، وأبو عبد الله بن الحطّاب (٦).

__________________

(١) المدرسة الصادرية داخل باب البريد ، على باب الجامع الأموي الغربي ، أنشأها شجاع الدولة صادر بن عبد الله وهي أول مدرسة أنشئت بدمشق سنة ٤٩١ (راجع الدارس في تاريخ المدارس ١ / ٤١٣).

(٢) بياض بالأصل و «ز» ، ذكر وفاته ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب ٤ / ٢١٨ في وفيات سنة ٥٦٦.

(٣) بياض بالأصل و «ز».

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، ود : الكسى ، بالسين ، وفي المختصر : الكشي بالشين المعجمة ، وهذه النسبة قيلت أيضا بالكاف والجيم (راجع الأنساب ، واللباب ، ومعجم البلدان : كس وكش ، وكج).

(٦) بالأصل و «ز» ، ود : الخطاب ، تصحيف ، تقدم التعريف به.

٤٦

واجتاز بدمشق أو بأعمالها عند توجهه إلى مصر فيما أرى.

كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد ، ثم حدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن أحمد الكجّي (١) الجوهري ، قدم علينا مصر ، أنبأنا القاضي أبو إبراهيم إسماعيل بن الحسين بن محمّد البسطامي ـ بنيسابور ـ أنبأنا منصور بن محمّد الحربي ـ ببخارى ـ أنبأنا محمّد بن سعيد بن محمود البخاري ، حدّثنا إسحاق بن حمزة البخاري ، حدّثنا عيسى بن موسى غنجار ، عن عمر بن قيس ، عن عطاء بن ميناء المدني ، عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما كبّر الحاج من تكبيرة ولا هلّل من تهليلة إلّا بشّر بها تبشرة» [١٠٩٣٤].

قال لنا أبو بكر بن سعدون (٢) : قال لنا أبو عبد الله بن الحطّاب :

أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن أحمد الكجّي الجوهري ، قدم علينا مصر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة ، وسمعت عليه مع والدي ، وعندي عنه السادس والتاسع والعاشر ثلاثة أجزاء من فوائده عن شيوخه ، وكان يروي عن شيوخ خراسان وما وراء النهر ، والعراق ، واليمن وغيرهم ، وسمع بمصر عن شيوخها.

٦٠٩٧ ـ محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي البصري

المعروف بابن عليّة (٣)

ولي القضاء بدمشق نيابة عن قاضي القضاة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي قاضي قضاة المتوكل.

وروى عن عبد الرّحمن بن مهدي ، وأبي عامر العقدي ، ويزيد بن هارون ، ومكّي بن إبراهيم ، ويحيى بن السكن ، وإسحاق بن يوسف الأزرق ، ووهب بن جرير ، والحكم بن موسى ، ويحيى بن معين ، وعبيد الله بن موسى ، ومحمّد بن عبيد ، وصفوان بن عيسى ، وعثمان بن عمر بن فارس ، وروح بن عبادة ، وكثير بن هشام ، وأبي النّضر هاشم بن القاسم ، وإسحاق بن عيسى بن الطبّاع ، وسعيد بن عامر الضّبعي.

روى عنه : أبو عبد الرّحمن النسائي في سننه ، وأبو الحسن بن جوصا ، وعبد الله بن

__________________

(١) كذا نسبه هنا بالأصل ، و «ز» ، ود : الكجي.

(٢) هو يحيى بن سعدون بن تمام أبو بكر الأزدي القرطبي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٥٤٦.

(٣) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ١٠٩ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٨ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٩٤.

٤٧

أحمد بن أبي الحواري ، وأبو زرعة الدمشقي ، وإبراهيم بن دحيم ، وأبو الحسن محمّد بن بكّار بن يزيد السكسكي قاضي داريا ، وأبو جعفر محمّد بن مؤمّل بن الحارث ، وأبو بشر الدولابي ، وأبو عبد الله محمّد بن شيبة بن الوليد ، وأبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملّاس ، وأبو بكر محمّد بن مصعب الدمشقي ، وأبو الفضل جعفر بن أحمد بن الحسين ، ومكحول البيروتي ، وأبو الدحداح ، وأبو الحارث أحمد بن سعيد ، ويزيد بن أحمد السلمي ، وعبد الصّمد بن عبد الله بن أبي يزيد ، وعبد الله (١) بن أحمد بن نصر بن هلال ، وإبراهيم بن محمّد بن الحسن بن متّويه (٢).

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنبأنا منصور بن الحسين ، وأحمد بن محمود ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن بكّار بن يزيد بن بكّار بن يزيد السّكسكي ، أبو الحسن ببيت إلاهة (٣) بدمشق ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عليّة ، حدّثنا يحيى بن السكن ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عمر بن الخطّاب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس المسكين الذي يرد الأكلة والأكلتان ، واللّقمة واللقمتان ـ زاد ابن جوصا عن هذا الشيخ : ومن سأل الناس ليثري ماله ، فإنّما هو رضف (٤) من النار فيلهبه ، فمن شاء فليقلّ ، ومن شاء فليكثر» [١٠٩٣٥].

قالا : وأنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا أبو عروبة ، حدّثنا المغيرة بن عبد الرّحمن ، حدّثنا يحيى ، حدّثنا حمّاد ـ بإسناده ـ وقال : فمن سأل الناس ليثري ماله ، ولم يذكر : ليس المسكين ، الحديث.

أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو عبد الله ، أنبأنا أبو الحسن بن عوف ، أنبأنا أبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد السلمي ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن المؤمّل ابن الحارث العدوي ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن عليّة قاضي دمشق بحديث ذكره.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](٥) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر

__________________

(١) في «ز» ، ود : «معاوية» تصحيف.

(٢) كذا بالأصل ، و «ز» ، ود : «وعبد الله بن أحمد بن نصر» والذي في تهذيب الكمال : «وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السلمي».

(٣) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وهو الصواب ، وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق ، ويتلفظ بها : «بيت لهيا» والنسبة إليها بتلهي.

(٤) الرضف واحدتها رضفة ، وهي الحجارة المحماة.

(٥) زيادة عن «ز» ، ود.

٤٨

الخطيب (١) ، أنبأنا الجوهري.

وقرأت على أبي منصور بن خيرون ، عن أبي محمّد الجوهري ، حدّثنا محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال : إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم مولى عبد الرّحمن بن قطبة الأسدي ـ أسد خزيمة ـ من أهل الكوفة ، وكان مقسم من سبي القيقانية ما بين خراسان وزابلستان وكان إبراهيم بن مقسم تاجرا من أهل الكوفة ، وكان يقدم البصرة بتجارته فيبيع ويرجع ، فتخلف فتزوج عليّة بنت حسّان ، مولاة لبني شيبان وكانت امرأة نبيلة ، عاقلة ، برزة لها دار بالعوقة تعرف بها ، وكان صالح المرّي وغيره من وجوه البصرة وفقهائها ، يدخلون عليها فتبرز لهم وتحادثهم وتسائلهم ، فولدت لإبراهيم إسماعيل سنة عشر ومائة فنسب إليها ، وأقام بالبصرة.

أنبأنا أبو الحسن الموازيني ، أنبأنا أبو علي الأهوازي ، حدّثنا أبو أحمد الحسين بن محمّد بن الوزير الحافظ ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن ملّاس ، حدّثنا القاضي محمّد بن إسماعيل بن عليّة الثقة الرضا بحديث ذكره ، دفع إليّ أبو الحسن سعد الخير ابن محمّد بن سهل كتابا فيه ذكر محمّد بن أحمد بن شاكر ، أنبأنا أبو عيسى عبد الرّحمن بن إسماعيل بن عبد الله الخولاني قال : أملى علينا أبو عبد الرّحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي قال : محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن علية قاضي (٢) ، حافظ ، دمشقي ، ثقة.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري ، عن محمّد بن علي بن محمّد ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي قال : وسألته ـ يعني ـ الدارقطني ، عن محمّد بن إسماعيل بن عليّة فقال : لا بأس به.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأنا تمام بن محمّد ـ إجازة ـ أنبأنا أبو عبد الله بن مروان ، حدّثنا محمّد بن فيض قال (٣) : عزل يحيى بن أكثم عن القضاء وولي جعفر بن عبد الواحد القضاء ، فولي محمّد بن إسماعيل بن عليّة فلم يزل قاضيا بدمشق حتى توفي سنة أربع وستين ومائتين ، وولي بعده عبد الحميد بن عبد العزيز أبو خازم (٤).

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٦ / ٢٣٠ في ترجمة إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم.

(٢) كذا بالأصل ، و «ز» ، ود : «قاضي» بإثبات الياء.

(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٩٥ وتهذيب الكمال ١٦ / ١١٠.

(٤) بالأصل و «ز» ، ود ، حازم ، بالحاء المهملة ، والتصويب تصحيف ، والتصويب عن تهذيب الكمال وسير أعلام النبلاء.

راجع ترجمة القاضي عبد الحميد بن عبد العزيز في شذرات الذهب ٢ / ٢١٠.

٤٩

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان الرّبعي قال : سمعت أبا العباس بن ملّاس يقول : فيها ـ يعني ـ سنة أربع وستين ومائتين توفي محمّد بن إسماعيل بن عليّة (١).

٦٠٩٨ ـ محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم أبو عبد الله الجعفي البخاري الإمام (٢)

صاحب : «الصحيح» و «التاريخ».

سمع بدمشق : هشام بن عمّار ، وإسحاق بن إبراهيم أبا النّضر ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، ودحيم بن إبراهيم ، ومحمّد بن وهب بن عطية ، وإبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زبر الدمشقيين ، وبغيرها : أبا المغيرة ، وأبا اليمان ، وعصام بن خالد ، وعلي بن عيّاش الحمصيين ، ومحمّد بن يوسف الفريابي ، وإسماعيل بن أبي أويس ، وأبا همّام الصّلت بن محمّد ، وأبا نعيم ، ومكّي بن إبراهيم ، وأبا عاصم النبيل ، ومحمّد بن سابق ، وسريج (٣) بن النعمان ، ومعاوية بن عمرو (٤) ، وعاصم بن علي ، وعفّان بن مسلم ، وأبا زيد سعيد بن أوس ، ومحمّد بن كثير ، وعثمان بن الهيثم ، ومحمّد بن عبد الله الأنصاري ، وعمرو بن عاصم الكلابي ، وأبا حذيفة موسى بن مسعود ، ومحمّد بن الفضل عارما ، وعبيد الله بن موسى ، وإسماعيل بن أبان الورّاق ، وخالد بن مخلد القطواني ، وثابت بن محمّد الكتّاني ، وقبيصة بن عقبة ، ومطرّف بن عبد الله اليساري ، وإبراهيم بن حمزة ، وأيوب بن سليمان بن بلال ، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، وأبا ثابت محمّد بن عبيد الله المدينيين ، وأبا عبد الرّحمن المقرئ ، وأبا الوليد أحمد بن محمّد الأزرقي ، وعبد الله بن الزّبير الحميدي ، ويحيى بن قزعة بمكة ، وعبد الله بن صالح ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم ، وعثمان بن صالح السهمي ، وسعيد بن كثير بن عفير المصريين ، وخطاب بن عثمان الفوزي بحمص ، وآدم بن أبي إياس ، وعلي بن حفص بعسقلان ، وغير من سمّيت جماعة يكثر تعدادهم.

روى عنه أبو الحسين مسلم بن الحجّاج ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة الرازيّان ، وعبيد الله

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٦ / ١١٠.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٨٤ وتهذيب التهذيب ٥ / ٣٣ والجرح والتعديل ٧ / ١٩١ وتاريخ بغداد ٢ / ٤ ووفيات الأعيان ٤ / ١٨٨ وتذكرة الحفاظ ٢ / ٥٥٥ والوافي بالوفيات ٢ / ٢٠٦ واللباب ١ / ١٢٥ والأنساب ، وشذرات الذهب ٢ / ١٣٤.

(٣) في «ز» : شريح ، تصحيف.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : معاوية بن عامر.

٥٠

بن واصل البخاري ، ومحمّد بن نصر المروزي ، وصالح بن محمّد الأسدي البغدادي جزرة ، وأبو بكر بن خزيمة ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، والحسين بن محمّد بن زياد القبّاني ، ومحمود بن عنبر بن نعيم (١) بن حبيب النّسفي ، وأبو هارون سهل بن شاذويه ، وأحمد بن نصر الفقيه ، وأحمد بن سهل بن مالك ، وأبو يحيى زكريا بن يحيى البزّاز ، وأبو العباس أحمد بن محمّد بن الأزهر الأزهري ، وأبو حامد أحمد بن محمّد بن عمارة (٢) الأعمشي ، وأبو قريش محمّد بن جمعة ، ومحمّد بن واصل البيكندي ، ومحمّد بن يوسف الفربري ، ومحمّد بن إبراهيم بن شعيب ، ومحمّد بن سهل المقرئ ، وأبو القاسم بن الأشقر وغيرهم.

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن علي بن محمّد ، وأبو سهل محمّد بن أحمد بن عبيد الله.

ح وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي بكر الخطيب (٣) ، وأبو حفص عمر ابن أبي الفضل محمّد بن علي ، وأبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن أبي بكر ، وأبو الفتح محمّد بن الحسن بن أبي بكر ، وأبو بكر عبد الله بن أبي مطيع الهروي ، وأبو محمد عبد الرّحمن بن عبد الله بن عبد الصّمد ، وأبو محمّد الحسن بن عبد الرحيم بن أحمد المراوزة قالوا : أنبأنا أبو الخير محمّد بن موسى بن عبد الله ، قالا : أنبأنا أبو الهيثم محمّد بن المكي بن محمّد. [ح](٤) وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو علي محمّد بن عمر بن شبّويه.

ح وأخبرنا أبو الفتح المختار بن عبد الحميد ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن شعيب ، قالا : أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن حموية.

ح وأخبرنا أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم الماوردي ، أنبأنا أبو عمر عبد الواحد ابن أحمد بن أبي القاسم المليحي الورّاق (٥) ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن نعيم

__________________

(١) كذا بالأصل و «ز» ، ود ، وفي تهذيب الكمال ١٧ / ٨٧ ذكره في أسماء من روى عن البخاري : «محمود بن عنبر بن يغنم بن حبيب النسفي» وفي الاكمال ٦ / ١٠٣ (في مادة : عنبر :) «نعيم».

(٢) كذا بالأصل و «ز» ، ود ، والذي في تهذيب الكمال هنا : وأبو حامد أحمد بن محمد بن عمار النيسابوري.

(٣) اللفظة «الخطيب» ليست في «ز».

(٤) «ح» حرف التحويل أضيف عن د.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٥٥.

٥١

النّعيمي ، قالوا : أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن بشر بن مطر بن صالح الفربري ـ بها ـ حدّثنا الإمام أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري ، حدّثنا مكي بن إبراهيم ، حدّثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة أنه أخبره قال : خرجت من المدينة ذاهبا نحو الغابة ، حتى إذا كنت بثنية الغابة ، لقيني غلام لعبد الرّحمن بن عوف ، قلت : ويحك ما بك؟ قال : أخذت لقاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قلت : من أخذها؟ قال : غطفان وفزارة ، فصرخت ثلاث صرخات أسمعت ما بين لابتيها : يا صباحاه ، يا صباحاه ثم اندفعت [حتى ألقاهم ، وقد أخذوها](١) فجعلت أرميهم وأقول :

أنا ابن الأكوع

[واليوم](٢) يوم الرّضع

فاستنقذتها منهم [قبل](٣) أن يشربوا ، فأقبلت بها أسوقها فلقيني النبي (٤) صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقلت : يا رسول الله إن القوم عطاش ، وإني أعجلتهم أن يشربوا سقيهم ، فابعث في أثرهم ، فقال : «يا ابن الأكوع ملكت فاسجح (٥) ، إنّ القوم يقرون في قومهم» [١٠٩٣٦].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٦) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٧) ، أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أنبأنا أبو سعيد أحمد ابن محمّد بن رميح النّسوي قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عمر بن بسطام المروزي يقول : سمعت أحمد بن سيّار يقول : ومحمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي ، أبو عبد الله ، طلب العلم وجالس الناس ، ورحل في الحديث ومهر فيه ، وأبصر ، وكان حسن المعرفة ، حسن الحفظ ، وكان يتفقه.

أخبرنا أبو القاسم ، وأبو الحسن قالا : حدّثنا [ـ و](٨) أبو منصور ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٩) ، أنبأنا أبو سعد الماليني ـ قراءة عليه ـ.

ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف.

__________________

(١) بياض بالأصل ، والجملة المستدركة بين معكوفتين عن «ز» ، ود.

(٢) بياض بالأصل ود ، والمثبت عن «ز».

(٣) سقطت من الأصل ود ، و «ز».

(٤) في «ز» : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٥) بالأصل : فاسمح ، والمثبت عن «ز» ، ود.

(٦) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٦.

(٨) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(٩) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٥ ـ ٦.

٥٢

قالا : أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال : سمعت محمّد بن أحمد بن سعدان البخاري يقول : محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبة البخاري ، وبردزبة مجوسي مات عليها ، والمغيرة بن بردزبة أسلم على يدي يمان البخاري والي بخارى ، ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمّد المسندي ، وعبد الله بن محمّد هو (١) ابن جعفر بن يمان البخاري الجعفي ، والبخاري قيل له : جعفي لأن أبا جده أسلم على يدي أبي جد عبد الله المسندي ، ويمان جعفي ، فنسب إليه لأنه مولاه من فوق ، وعبد الله مسندي لأنه كان يطلب المسند من حداثته.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٢) : محمّد بن إسماعيل البخاري أبو عبد الله ، قدم عليهم الريّ سنة مائتين وخمسين ، روى عن عبدان المروزي ، وأبي همّام الصّلت بن محمّد ، والفريابي ، وابن أبي أويس ، سمع منه أبي ، وأبو زرعة [ثم](٣) تركا حديثه عند ما كتب إليهما محمّد بن يحيى النيسابوري أنه أظهر عندهم أن لفظه بالقرآن مخلوق.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد البخاري المعروف بغنجار قال : ذكر أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن الأحنف الجعفي الإمام الفاضل صاحب : «الجامع الصحيح» ، و «التاريخ الكبير» ، توفي بخرتنك من قرى سمرقند ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين ، روى عنه مسلم بن الحجّاج القشيري ، وأبو زرعة ، وأبو حاتم الرّازيّان ، وعبيد الله بن واصل ، ومحمّد بن نصر (٤) المروزي ، وصالح بن محمّد الأسدي البغدادي.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري الحافظ ، سمع أبا عبد الله محمّد بن يوسف الفريابي ، وعبد الله بن يوسف

__________________

(١) كلمة «هو» كتبت فوق الكلام بالأصل.

(٢) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٩١.

(٣) زيادة عن الجرح والتعديل.

(٤) في «ز» : نصير ، تصحيف.

٥٣

التّنّيسي ، روى عنه أبو علي الحسين بن محمّد القبّاني ، وأبو بكر بن خزيمة ، ويحيى بن صاعد ، وكان أحد الأئمة في معرفة الحديث وجمعه ، ولو قلت إنّي لم أر تصنيفا (١) يشبه تصنيفه في المبالغة والحسن ، أو لم أسمع بآدمي يسرول في باب الحديث مثله رجوت أن أكون صادقا في قولي ، نسبه وكنّاه لنا محمّد بن سليمان بن فارس.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه أبي (٢) عبد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس.

محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري من أهل بخارى ، قدم مصر ، وكتب بها ، وكتب عنه ، ويكنى أبا عبد الله ، توفي بعد سنة خمسين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن أحمد ، وأبو منصور بن عبد الملك ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) : محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة ، أبو عبد الله الجعفي البخاري الإمام في علم الحديث ، صاحب الجامع الصحيح والتاريخ ، رحل في طلب العلم إلى سائر محدّثي الأمصار ، وكتب بخراسان ، والجبال ، ومدن العراق كلها ، وبالحجاز ، والشام ، وبمصر ، وسمع مكي بن إبراهيم البلخي ، وعبدان بن عثمان المروزي ، وعبيد الله بن موسى العبسي ، وأبا عاصم الشيباني ، ومحمّد بن عبد الله الأنصاري ، ومحمّد ابن يوسف الفريابي ، وأبا نعيم الفضل بن دكين ، وأبا غسّان النهدي ، وسليمان بن حرب الواشجي ، وأبا سلمة التبوذكي ، وعفّان بن مسلم ، وعارم بن الفضل ، وأبا الوليد الطيالسي ، وأبا معمر المنقري ، وعبد الله بن مسلمة (٤) القعنبي ، وأبا بكر الحميدي ، وسعيد بن أبي مريم المصري ، ويحيى بن بكير المخزومي ، وعبد الله بن يوسف التنيسي ، وعبد العزيز بن عبد الله الأويسي ، وأبا اليمان الحمصي ، وإسماعيل بن أبي أويس المديني ، وعبد القدّوس بن الحجّاج ، وحجّاج بن المنهال ، ومحمّد بن كثير العبدي ، وخالد بن مخلد القطواني ، وعلي ابن المديني ، وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وخلقا سواهم ، يتسع ذكرهم ، وورد بغداد دفعات ، وحدّث بها فروى عنه من أهلها : إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وعبد الله بن محمّد

__________________

(١) بالأصل : تصنيف ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وفي د : تصنيف أحد.

(٢) بالأصل : أبو.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٤ ـ ٥.

(٤) بالأصل : سلمة ، تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.

٥٤

ابن ناجية ، وقاسم بن زكريا المطرّز ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، ويحيى بن محمّد بن صاعد ، ومحمّد بن هارون الحضرمي وآخر من حدّث عنه بها : الحسين بن إسماعيل المحاملي.

أخبرنا أبو الحسن الموحّد ، أنبأنا هنّاد القاضي ، أنبأنا محمّد بن أحمد الغنجار ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال : قال لي أبو عمرو المستنير بن عتيق :

سألت أبا عبد الله محمّد بن إسماعيل : متى ولدت؟ فأخرج لي خط أبيه : ولد محمّد بن إسماعيل يوم الجمعة بعد الجمعة لثلاث عشرة ليلة مضت من شوال سنة أربع وتسعين ومائة ، وتوفي ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور العطّار قال : أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أبو سعد (٣) الماليني.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا أبو القاسم السهمي.

قالا : أنبأنا أبو عبد الله بن عدي قال : سمعت الحسن بن الحسين البزّاز ببخارى يقول : رأيت محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ، شيخا نحيف الجسم ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، ولد يوم الجمعة بعد صلاة الجمعة لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر شوال من سنة أربع وتسعين ومائة ، وتوفي ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر ، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرّة شوال من سنة ست وخمسين ومائتين ، عاش اثنتين وستين سنة إلّا ثلاثة عشر يوما.

أخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد بن الخليل ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد السّمرقندي الحافظ ، أنبأنا جعفر بن المعتمر (٤) المستغفري ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن سليمان الحافظ ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسين ، حدّثنا أبو يعلى التميمي ، قال : سمعت جبريل بن ميكائيل بمصر يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل يقول : لما بلغت خراسان أصبت ببصري ، فأخبرني بعض من رآني فقال : أعلّمك شيئا إن ردّ الله عليك بصرك على شرط أن لا

__________________

(١) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(٢) الخبر رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٦.

(٣) في «ز» : سعيد.

(٤) في «ز» : المعتز.

٥٥

تخبر به أحدا ، فقال : احلق رأسك واغلفه بالخطمي (١) ، أظنه قال : ثلاث مرات ، قال : ففعلت ، فردّ الله عليّ بصري ، وجعلت على نفسي أن لا يستخبرني أحد إلّا أخبرته ، أو كلاما هذا معناه.

قال أبو علي : علّمت أقواما وقد روي في ردّ بصره ما.

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، حدّثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن علي السّوذرجاني ـ بأصبهان من لفظه ـ حدّثنا علي بن محمّد بن الحسين الفقيه ، حدّثنا خلف بن محمّد الخيام قال : سمعت أبا محمّد المؤذّن عبد الله بن محمّد بن إسحاق السمسار يقول : سمعت شيخي يقول : ذهبت عينا محمّد بن إسماعيل في صغره فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل فقال : يا هذه ، قد ردّ الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ، أو لكثرة دعائك ، قال : فأصبح وقد ردّ الله عليه بصره.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو (٤) عبد الله الغنجار ، حدّثنا خلف بن محمّد قال : سمعت أبا محمّد أحمد بن محمّد بن الفضل البلخي يقول : سمعت أبي يقول : ذهبت عينا محمّد بن إسماعيل البخاري في صغره ، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل ، فقال لها : يا هذه ، قد ردّ الله على ابنك بصره لكثرة بكائك ، أو بكثرة دعائك ـ الشك من أبي محمّد البلخي ـ قال : فأصبحنا وقد ردّ الله عليه بصره.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ قال (٥) : سمعت أبا أحمد محمّد بن إسحاق النيسابوري يقول : سمعت أحمد بن يوسف السلمي يقول : رأيت محمّد بن إسماعيل البخاري في مجلس مالك بن إسماعيل وهو يبكي ، فقلت له : ما يبكيك؟ قال : لا يمكنني أن أكتب ولا أن أضبط ، ثم جعله الله محمّد بن إسماعيل كما رأيتم.

__________________

(١) الخطمي بالكسر ويفتح نبات محلل منضج ملين ، نافع لعسر البول ، والحصا ، وتسكين الوجع ، ووجع الأسنان مضمضة ، وقرحة الأمعاء (راجع تاج العروس ط دار الفكر : خطم).

(٢) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(٣) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٠ وعن الخطيب رواه المزي في تهذيب الكمال ١٦ / ٩٣.

(٤) كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٥) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣.

٥٦

أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور ابن عبد الملك ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٢) ، وحدّثني أبو النجيب عبد الغفّار بن عبد الواحد الأرموي ، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن أحمد الأصبهاني ، أخبرني أحمد بن علي الفارسي ، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن محمّد قال : سمعت جدّي محمّد بن يوسف بن مطر الفربري يقول : حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أبي حاتم الورّاق النحوي قال : قلت لأبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري كيف كان بدو أمرك في طلب الحديث؟ قال : ألهمت حفظ الحديث وأنا في الكتّاب ، قال : وكم أتى عليك إذ ذاك؟ فقال : عشر سنين أو أقلّ ، ثم خرجت من الكتّاب بعد العشر فجعلت أختلف إلى الداخلي وغيره ، وقال يوما فيما كان يقرأ للناس : سفيان عن أبي الزبير عن إبراهيم فقلت له : يا أبان فلان ، إنّ أبا الزبير لم يرو عن إبراهيم ، فانتهرني فقلت له : راجع إلى الأصل إن كانت عندك ، فدخل ونظر فيه ثم خرج فقال لي : كيف هو يا غلام؟ قلت : هو الزّبير بن عدي عن إبراهيم ، فأخذ القلم منّي وأحكم كتابه فقال : صدقت ، فقال له بعض أصحابه : ابن كم كنت إذ رددت عليه؟ فقال : ابن إحدى عشرة ، فلما طعنت في ست عشرة سنة حفظت كتب ابن المبارك ، ووكيع ، وعرفت كلام هؤلاء ، ثم خرجت مع أمّي وأخي أحمد إلى مكة ، فلما حججت رجع أخي بها ، وتخلفت (٣) بها في طلب الحديث ، فلما طعنت في ثمان عشرة جعلت أصنّف قضايا الصحابة والتابعين وأقاويلهم ، وذلك أيام عبيد الله ابن موسى ، وصنفت كتاب التاريخ إذ ذاك عند قبر الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الليالي المقمرة ، وقال : كل (٤) اسم في التاريخ إلّا وله عندي قصة إلّا [أني](٥) كرهت تطويل الكتاب.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ، أنبأنا أبو المظفر النّسفي ، أنبأنا محمّد بن أحمد البخاري ، حدّثنا خلف بن محمّد قال : سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف يقول : رحل محمّد ابن إسماعيل إلى العراق في آخر سنة عشر ومائتين (٦) ، وكذلك سفيان بن عبد الحكم ، وموسى بن قريش.

__________________

(١) زيادة عن «ز» ود.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٦ ـ ٧ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٩٣ وتهذيب الكمال ١٦ / ٨٩.

(٣) بالأصل و «ز» : «رجع أخي وتخلفت بها» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) كذا بالأصل و «ز» ، ود ، وفي تاريخ بغداد : قلّ.

(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.

(٦) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٠٣.

٥٧

قال : وأنبأنا البخاري ، حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن هارون الملاحمي قال : سمعت أبا بكر محمّد بن صابر بن كاتب يقول : سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول : كنا مع محمّد بن إسماعيل البخاري بالبصرة نكتب الحديث ، ففقدناه أياما فطلبناه فوجدناه في بيت وهو عريان ، وقد نفذ ما عنده ولم يبق معه شيء ، فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى اشترينا له ثوبا وكسوناه ، ثم اندفع معنا في كتابة الحديث.

قال : وأنبأنا البخاري ، حدّثنا خلف بن محمّد قال : سمعت الحسن بن الحسن بن الوضّاح ومكي بن خلف بن عفّان قالا : سمعنا محمّد بن إسماعيل يقول : كتبت على ألف نفر من العلماء ، وزيادة ، ولم أكتب إلّا عن من قال : الإيمان قول وعمل ، ولم أكتب عن من يقول الإيمان قولي.

قال : وأنبأنا البخاري (١) ، حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ قال : سمعت حسّان مهيب بن سليم يقول : سمعت جعفر بن محمّد القطّان ـ إمام الجامع بكرمينية (٢) يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول : كتبت عن ألف شيخ وأكثر ، عن كلّ واحد منهم عشرة آلاف وأكثر ، ما عندي حديث إلّا وأذكر إسناده.

قال : وأنبأنا البخاري (٣) ، حدّثنا أبو الحسين محمّد بن عمران بن موسى الجرجاني قال : سمعت أبا محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن البخاري ـ بالشاش ـ يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري يقول : لقيت أكثر من ألف رجل من أهل العلم ، أهل الحجاز ، ومكة ، والمدينة ، والكوفة ، والبصرة ، وواسط ، وبغداد ، والشام ، ومصر ، لقيتهم كرّات ، قرنا بعد قرن ، ثم قرنا بعد قرن ، أدركتهم وهم متوافرون أكثر من ستّ (٤) وأربعين سنة أهل الشام ، ومصر ، والجزيرة مرتين ، وبالبصرة أربع مرّات في سنين ذوي عدد ، وبالحجاز ستة أعوام ، ولا (٥) أحصي كم دخلت الكوفة وبغداد مع محدّثي أهل خراسان منهم : المكّي بن إبراهيم ، ويحيى بن يحيى ، وعلي بن الحسن بن سفيان ، وقتيبة بن سعيد ، وشهاب بن معمر ، وبالشام : محمّد بن يوسف الفريابي ، وأبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، وأبا المغيرة

__________________

(١) يعني محمد بن أحمد غنجار ، والخبر من طريقه في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٠٧ وتهذيب الكمال ١٦ / ٩٣.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل و «ز» ، ود ، والمثبت عن سير الأعلام.

(٣) رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٠٧ ـ ٤٠٨.

(٤) بالأصل و «ز» ، ود : ستة.

(٥) بالأصل : «ولم» والمثبت عن «ز» ، ود.

٥٨

عبد القدّوس بن الحجّاج ، وأبا اليمان الحكم بن نافع ، ومن بعدهم عدة كثيرة ، وبمصر : يحيى بن بكير ، وأبا صالح كاتب الليث بن سعد ، وسعيد بن أبي مريم ، وأصبغ بن الفرج ، ونعيم بن حمّاد ، وبمكة : عبد الله بن يزيد المقرئ ، والحميدي ، وسليمان بن حرب قاضي مكة ، وأحمد بن محمّد الأزرقي ، وبالمدينة إسماعيل بن أبي أويس ، ومطرّف بن عبد الله ، وعبد الله بن نافع الزّبيري ، وأحمد بن أبي بكر الزهري ، أبا مصعب ، وإبراهيم بن حمزة الزّبيري ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وبالبصرة : أبا عاصم الضحّاك بن مخلد الشيباني ، وأبا الوليد هشام بن عبد الملك ، والحجّاج بن المنهال ، وعلي بن عبد الله بن جعفر المديني ، وبالكوفة : أبا نعيم الفضل بن دكين ، وعبيد الله بن موسى ، وأحمد بن يونس ، وقبيصة بن عقبة ، وابن نمير ، وعبد الله ، وعثمان ابني أبي شيبة ، وببغداد : أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين ، وأبا معمر ، وأبا خيثمة ، وأبا عبيد القاسم بن سلّام ، ومن أهل الجزيرة : عمرو بن حمّاد الحرّاني ، وبواسط : عمرو بن عون ، وعاصم بن علي ، وبمرو : صدقة بن الفضل ، وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، واكتفينا بتسمية هؤلاء حتى يكون مختصرا وأن لا يطول ذلك ، فما رأيت واحدا منهم يختلف في هذه الأشياء أن الدين قول وفعل ، وذلك لقول الله : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ ، وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)(١) وأن القرآن كلام الله ، قال أبو عبد الله : كلام غير مخلوق لقوله : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ)(٢) قال أبو عبد الله : قال ابن عيينة : فبيّن الله الخلق من الأمر لقوله : (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ)(٣) وإنّ الخير والشرّ بقدر لقوله : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ)(٤) ، (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ)(٥) ، ولقوله : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ)(٦) ولم يكونوا يكفّرون أحدا من أهل القبلة بالذنب لقوله : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ)(٧) وما رأيت أحدا منهم يتناول أصحاب محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت عائشة : أمروا أن يستغفروا لهم ، وذلك قوله : (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ

__________________

(١) سورة البينة ، الآية : ٥.

(٢) سورة الأعراف ، الآية : ٥٤.

(٣) سورة الأعراف ، الآية : ٥٤.

(٤) سورة الفلق ، الآية : ١ و ٢.

(٥) سورة الصافات ، الآية : ٩٦.

(٦) سورة القمر ، الآية : ٤٩.

(٧) سورة النساء ، الآية : ٤٨.

٥٩

رَحِيمٌ)(١) وكانوا ينهون عن البدع وما لم يكن عليه النبي (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأصحابه لقول الله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(٣) ، ولقوله : (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)(٤) ويحثون على ما عليه النبي (٥) صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأتباعه لقوله : (وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(٦) وأن لا ينازع الأمر أهله لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ثلاث لا يغل عليهم قلب امرئ مسلم : إخلاص العمل لله ، ومناصحة ولاة الأمر ، ولزوم جماعتهم ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» ، ثم أكّد في قوله [تعالى](٧) : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)(٨) ، وأن لا يرى السيف على أمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وقال الفضيل بن عياض : لو كانت لي دعوة مستجابة لم أجعلها إلّا في إمام لأنه إذا صلح الإمام أمن البلاد والعباد ، وقال ابن المبارك : يا معلّم الخير من يجترئ على هذا غيرك.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد العبدوي الحافظ قال : سمعت أبا ذهل محمّد بن العبّاس العصمي.

ح أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [ـ و](٩) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (١٠) ، أنبأنا أبو حازم العبدوي ، قال : سمعت محمّد بن محمّد بن العبّاس الضبّي يقول : سمعت أحمد بن عبد الله بن محمّد بن يوسف بن مطر ـ زاد البيهقي : الفربري ـ يقول : سمعت جدي محمّد بن يوسف يقول :

سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول : دخلت بغداد آخر ثمان مرات كلّ ـ وقال البيهقي : في كل ـ ذلك أجالس أحمد بن حنبل ، فقال لي في آخر ما ودعته : يا أبا عبد الله تترك العلم والناس وتصير إلى خراسان؟ قال البخاري : ـ وقال الخطيب : قال أبو عبد الله فأنا الآن أذكر قوله.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن

__________________

(١) سورة الحشر ، الآية : ١٠.

(٢) في «ز» : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) سورة آل عمران ، الآية : ١٠٣.

(٤) سورة النور ، الآية : ٥٤.

(٥) في «ز» : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٦) سورة الأنعام ، الآية : ١٥٣.

(٧) الزيادة عن «ز».

(٨) سورة النساء ، الآية : ٥٩.

(٩) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(١٠) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٢٢ ـ ٢٣.

٦٠