أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
فضائل علي ، يقول في آخره : «يا أنس إنّ الرجل قد يحبّ قومه ، إن الرجل قد يحبّ قومه ، إنّ الرجل قد يحب قومه» [١١٠١٥].
قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمّد (١) ، أخبرني علي بن سليمان الأخفش ، حدّثنا الحسن بن الحسين السكري قال : قال عمارة بن عقيل : حدّثني أبي عن أبيه أن الحجّاج بن يوسف أوفد ابنه محمّد بن الحجّاج إلى عبد الملك ، وأوفد إليه جريرا معه ووصّاه به ، وأمره بمسألة عبد الملك في الاستماع منه ومعاونته عليه ، فلما وردوا (٢) استأذن له محمّد على عبد الملك ، فلم يأذن له ، وكان لا يستمع من شعراء مضر (٣) ولا يأذن لهم ، لأنهم كانوا زبيرية ، فلما استأذن له محمّد على عبد الملك فلم يأذن له أعلمه أن أباه الحجّاج يسأله في أمره ويقول : إنه لم يكن ممّن مالأ (٤) ابن الزبير ولا نصره بيده ولا لسانه ، وقال له محمّد : يا أمير المؤمنين ، إنّ العرب تتحدّث أنّ عبدك وسيفك الحجّاج شفع في شاعر قد لاذ به ، وجعله وسيلته ثم رددته ، فأذن له ، فدخل فاستأذن في الإنشاد فقال له : وما عساك أن تقول فينا بعد قولك في الحجّاج ، ألست القائل (٥) :
من سدّ مطلع النفاق عليكم (٦) |
|
أم من يصول كصولة الحجّاج |
إنّ الله لم ينصر الحجّاج بن أم الحجّاج وإنما نصر دينه وخليفته ، ألست القائل (٧) :
أمن يغار على النساء حفيظة |
|
إذ لا يثقن بصولة الأزواج |
يا عاضّ كذا وكذا من أمه ، والله لهممت أن أطير بك طيرة بطيئا سقوطها ، اخرج عني ، فأخرج بشرّ ، فلمّا كان بعد ثلاث شفع إليه محمّد لجرير وقال له : يا أمير المؤمنين إنّي أدّيت رسالة عبدك (٨) الحجّاج وشفاعته في جرير ، فلمّا أذنت له خاطبته بما أطار لبّه ومضى منه وأشمت به عدوّه ، ولو لم تأذن له لكان خيرا له مما سمع ، فإن رأيت أن تهب كلّ ذنب لعبدك الحجّاج ولي فافعل ، فأذن له فاستأذنه في الإنشاد فقال : لا تنشدني إلّا في الحجّاج ، فإنّما
__________________
(١) الخبر في الأغاني ٨ / ٦٦ وما بعدها.
(٢) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، والأغاني.
(٣) بالأصل : مصر ، والمثبت عن د ، و «ز» ، والأغاني.
(٤) في الأغاني : وإلى.
(٥) من أبيات يمدح جرير بها الحجاج بن يوسف ، ديوانه ط بيروت ص ٦٩ والأغاني ٨ / ٦٦.
(٦) الديوان : عليهم.
(٧) ديوان جرير ص ٧٠.
(٨) بالأصل : «عبد» والمثبت عن «ز» ، والأغاني.
أنت للحجّاج خاصة ، فسأله أن ينشده في مديحه فيه ، فأبى وأقسم ألّا ينشده إلّا من قوله في الحجّاج فأنشده ، وخرج بغير جائزة ، فلمّا أزف الرحيل قال جرير لمحمّد : إن رحلت عن أمير المؤمنين ولم يسمع منّي ولم آخذ له جائزة سقطت آخر الدهر ، ولست بارحا بابه أو يأذن لي في إنشاده ، فارحل أنت وأقيم أنا ، فدخل محمّد إلى عبد الملك فأخبره بقول جرير واستأذنه له ، وسأله أن يسمع منه ، وقبّل يده ورجله ، فأذن له ، ودخل فاستأذن في الإنشاد ، فأمسك عبد الملك عن الإذن له ، فقال له محمّد : أنشد ويحك ، فأنشده قصيدته التي يقول فيها (١) :
ألستم خير من ركب المطايا |
|
وأندى العالمين بطون راح |
فتبسم عبد الملك ثم قال : كذلك نحن ، وما زلنا كذلك ، ثم اعتمد على ابن الزبير فقال :
دعوت الملحدين أبا خبيب (٢) |
|
جماحا هل شفيت من الجماح |
وقد وجدوا الخليفة هبرزيا (٣) |
|
ألفّ العيص ليس من النواحي |
وما شجرات عيصك في قريش |
|
بعشّات الفروع ولا ضواحي |
قال : ثم أنشده إيّاها حتى أتى على ذكر زوجته فيها فقال :
تعزّت أم حزرة ثم قالت |
|
رأيت الموردين ذوي لقاح (٤) |
تعلل وهي ساغبة بنيها |
|
بأنفاس من الشّبم (٥) القراح |
فقال له عبد الملك : فهل يرويها مائة لقحة؟ فقال : إن لم يروها ذلك فلا أرواها الله ، فهل إليها ـ جعلني الله فداك يا أمير المؤمنين ـ من سبيل؟ فأمر له بمائة ناقة وثمانية من الرعاء ، وكانت بين يديه جامات من ذهب ، فقال جرير : يا أمير المؤمنين تأمر لي بواحدة منهن تكون محلبا؟ فضحك ودحس (٦) إليه واحدة منهن بالقضيب ، وقال : خذها لا نفعتك ، فأخذها وقال : بلى والله يا أمير المؤمنين ، لينفعني كل ما منحتنيه ، وخرج من عنده.
قال : وقد ذكر ذلك جرير في شعره فقال يمدح يزيد بن عبد الملك (٧) :
__________________
(١) ديوان جرير ص ٧٣ من قصيدة يمدح عبد الملك بن مروان.
(٢) أو خبيب كنيته عبد الله بن الزبير ، وخبيب ابنه.
(٣) الهبرزي : الصافي ، والخالص.
(٤) عجزه في الديوان : رأيت الواردين ذوي امتناح.
البيت ليس في «ز».
(٥) في «ز» : «الشيخ». والشبم : الماء البارد.
(٦) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي الأغاني : «وندس».
(٧) البيت في ديوان جرير ص ٢٨٩ من قصيدة يمدح يزيد بن عبد الملك ويهجو آل المهلب.
أعطوا هنيدة (١) يحدوها ثمانية |
|
ما في عطائهم منّ ولا سرف |
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (٢) ، أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى ، حدّثنا عاصم بن علي ، عن عبد الملك بن أسماء بن خارجة قال : نعي المحمّدان إلى الحجّاج أخوه وابنه وكان في عقب علّة فلم يتقار في موضعه فحملته الجارية ـ وفي نسخة : البخارية (٣) ، وهو الصواب ـ في كرسي ، فخرجت به إلى المسجد ، فقال الفرزدق وأنا نائم عند المنبر ، وكانت المنابر إذ ذاك خارجة من المقصورة ، فلمّا رأيته قمت إليه ، فقال : يا فرزدق ، قلت : لبيك أيها الأمير ، قال : قلت في هذا شيئا؟ قلت : نعم أيها الأمير ، ولم أكن قلت ، قال : هات ، فأنشدته :
سميّا نبيّ الله سماهما به |
|
أب لم يكن عند النوائب أخضعا |
جناحا عتيق فارقاه كلاهما |
|
ولو نزعا من غيره لتضعضعا |
قالت : ومرت بي البخارية ولو علّقت برجلي ما قدرت على بيت ثالث.
أخبرنا (٤) أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد بن إسحاق ، أنبأنا الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عبيد ، حدّثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، حدّثني شيخ من آل ميمون بن مهران
أن الحجّاج أصيب بابن له ، فاشتدّ جزعه عليه ، فدخل فغيّر ثيابه ومسّ شيئا من طيب ، وجلس ، وأذن للناس ، فلم يتكلموا ، فرفع رأسه وقال :
حسبي ثواب الله من كلّ نكبة |
|
وحسبي بقاء الله من كلّ هالك (٥) |
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا رشأ بن نظيف ، أنبأنا الحسن بن إسماعيل ، أنبأنا أحمد بن مروان ، حدّثنا محمّد بن موسى ، حدّثنا محمّد بن الحارث ، عن المدائني. ح قال : وحدّثنا أبو العبّاس المبرّد قال (٦) : أخبرونا عن المدائني عن أبي محمّد بن عمرو الثقفي
__________________
(١) هنيدة : المائة من الإبل وغيرها.
(٢) بالأصل ود ، و «ز» : اللبناني ، بتقديم الباء تصحيف.
(٣) في د : «البحارمه».
(٤) كتب فوقها بالأصل : ملحق.
(٥) بعدها بالأصل و «ز» : تحدثوا ، وكتب فوقها فيهما : إلى.
(٦) الخير والشعر في التعازي والمراثي للمبرد ص ٢٠٠ ـ ٢٠٢.
قال : لما مات محمّد بن الحجّاج جزع عليه (١) جزعا شديدا فقال : إذا غسلتموه فآذنوني به ، فأعلموه به ، فدخل البيت ، فنظر إليه ، فقال (٢) :
الآن لمّا كنت أكمل من مشى |
|
وافترّ (٣) نابك عن شباب القارح |
وتكاملت فيك المروءة كلّها |
|
وأعنت ذلك بالفعال الصالح؟! |
فقيل له : اتّق الله واسترجع ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، وقرأ : (الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ) الآية (٤).
قال : وأتاه موت محمّد بن يوسف وكان بينهما جمعة فقال :
حسبي حياة الله من كلّ ميّت |
|
وحسبي بقاء الله من كلّ هالك |
إذا ما لقيت الله ربي مسلما |
|
فإنّ نجاة النفس فيما هنالك |
وجلس للمعزّين يعزونه ، فوضع بين يديه مرآة وولّى الناس ظهره وقعد في مجلسه ، فكان ينظر ما يصنعون ، فدخل الفرزدق ، فلمّا نظر إلى فعل الحجّاج تبسّم ، فلمّا رأى الحجّاج ذلك منه قال : أتضحك وقد هلك المحمّدان؟ فأنشأ الفرزدق يقول (٥) :
لئن جزع الحجّاج ما من مصيبة |
|
تكون لمحزون (٦) أجلّ وأوجعا |
من المصطفى والمصطفى من خيارهم |
|
جناحيه (٧) لمّا فارقاه فودّعا |
أخ ، كان أغنى أيمن الأرض كلّها |
|
وأغنى (٨) ابنه أمر العراقين أجمعا |
جناحا عقاب (٩) فارقاه كلاهما |
|
ولو قطّعا (١٠) من غيره لتضعضعا |
سميّا نبيّ الله سماهما به |
|
أب لم يكن عند النوائب أخضعا |
وقال الفرزدق أيضا (١١) :
__________________
(١) قوله : «جزع عليه» استدرك على هامش د.
(٢) البيتان لزياد الأعجم راجع البيان ٤ / ٥٩ وذيل الأمالي ص ٧ والعقد الفريد ٣ / ٢٨٨.
(٣) افتر نابك أي بدا ولمع.
(٤) سورة البقرة ، الآية : ١٥٦.
(٥) الأبيات في ديوان الفرزدق ١ / ٣٩٧ (ط بيروت) ، والتعازي والمراثي ص ٢٠١ والكامل للمبرد ٢ / ٦٣٣ و ٣ / ١٣٨٨.
(٦) في الديوان : لئن صبر ..... تكون لمرزوء.
(٧) في الديوان :
من ثقاته |
|
خليليه إذ بانا جميعا فودعا. |
(٨) في الديوان : أجزى.
(٩) في الديوان : عتيق.
(١٠) في الديوان : كسرا.
(١١) ديوان الفرزدق ١ / ١٦١ والتعازي والمرائي ص ٢٠٣ والكامل للمبرد ٢ / ٦٣٣.
إنّ الرزية لا رزية مثلها |
|
فقدان مثل محمّد ومحمّد |
ملكان قد خلت المنابر منهما |
|
أخذ المنون عليهما بالمرصد |
وكتب إليه الوليد يعزيه عن محمّد بن يوسف ويحثّه على الصبر ، فكتب إليه : كتب إليّ أمير المؤمنين يعزّيني عن محمّد بن يوسف ويذكر رضاه عنه ، ويأمرني بالصبر ، وكيف لا أصبر وقد أبقى الله أمير المؤمنين لي؟.
٦١٩٨ ـ محمّد بن الحجّاج بن يوسف القرشيّ (١)
من أهل دمشق.
روى عن عروة بن رويم ، ويونس بن ميسرة بن حلبس ، وإسماعيل بن عبيد الله ، وخالد بن دهقان ، وأبيه ، وخالد بن يزيد ، وزرعة بن إبراهيم ، والأوزاعي ، وربيعة بن يزيد القصير ، ويزيد بن عبد الرّحمن بن أبي مالك.
روى عنه : أحمد بن أبي الحواري الزاهد ، وسليمان بن عبد الرّحمن ، وإسماعيل بن عيّاش ، وبقية بن الوليد ، والهيثم بن خارجة ، ومروان الفزاري.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنبأنا محمّد بن عمر الطّهراني ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إسحاق الحافظ ، أنبأنا أبو عمران موسى بن عبد الرّحمن المقرئ البيروتي ، حدّثنا الحسن بن جرير الصوري ، حدّثنا سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا محمّد بن الحجّاج القرشيّ الدمشقي ، حدّثنا يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي هريرة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما عمل شيء أفضل من مشي إلى صلاة ، وصلاح ذات البين ، وخلق جائز بين المسلمين» [١١٠١٦].
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو الحسين الصّيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالا : أنبأنا عبد الوهّاب بن محمّد الغندجاني ، أنبأنا أحمد ابن عبدان (٢) بن محمّد ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا البخاري (٣) ، حدّثني سليمان بن عبد الرّحمن ، حدّثنا محمّد بن الحجّاج ، حدّثنا يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي إدريس
__________________
(١) ترجمته في التاريخ الكبير ١ / ١ / ٦٣ والجرح والتعديل ٧ / ٢٣٥.
(٢) في «ز» : عبد الله.
(٣) رواه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ١ / ٦٣.
الخولاني ، عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما عمل ابن آدم شيئا أفضل من الصلاة ، وصلاح ذات البين ، وخلق حسن» [١١٠١٧].
قال البخاري (١) : وقال زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد ، عن مكحول ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي الدّرداء قوله ، وقال لي بشر بن محمّد : أنبأنا عبد الله ، أنبأنا يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني أبو إدريس سمع أبا الدّرداء مثله ، وقال لي صدقة : أنبأنا أبو معاوية عن الأعمش ، عن عمرو ، عن سالم ، عن أم الدّرداء ، عن أبي الدّرداء ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم. وقال لي أبو عامر ، وهو عبد الله بن براد الأشعري : ـ حدّثنا ابن فضيل ، عن الأعمش ، عن سالم ، عن أبي الدّرداء قوله.
قال (٢) : وأنبأنا البخاري قال : محمّد بن حجّاج الدمشقي عن عروة بن رويم ، روى عنه إسماعيل بن عياش.
أنبأنا أبو الحسين هبة الله بن الحسن القاضي ، وأبو عبد الله الخلال الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم العبدي ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا أبو الحسن.
قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٣) :
محمّد بن الحجّاج ، وهو ابن الحجّاج بن يوسف القرشيّ الدمشقي ، روى عن عروة بن رويم ، ويونس بن ميسرة بن حلبس ، وإسماعيل بن عبيد الله ، وخالد بن دهقان ، روى عنه إسماعيل بن عيّاش (٤) ، وبقية ، وسليمان بن عبد الرّحمن الدمشقي ، والهيثم بن خارجة ، سمعت أبي يقول ذلك ، وسألته عنه فقال : شيخ.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا تمام ابن محمّد (٥) ، أنبأنا أبو عبد الله الكندي ، حدّثنا أبو زرعة النصري (٦) قال في تسمية شيوخ دمشق : محمّد بن الحجّاج روى عنه سليمان بن عبد الرّحمن ، وأحمد بن أبي الحواري ،
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) القائل : محمد بن سهل ، والخبر في التاريخ الكبير ١ / ١ / ٦٣.
(٣) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٢٣٥.
(٤) بالأصل ود : عباس ، تصحيف ، والتصويب عن «ز».
(٥) قوله : «أنبأنا تمام بن محمد» سقط من «ز».
(٦) في «ز» : البصري.
يحدّث عن ابن حلبس ، ثم ذكر أبو زرعة بعد ثلاثة أسماء : محمّد بن الحجّاج القرشيّ ، ولم يذكر من روى عنه ولا عن من روى ، فلا أدري هما اثنان أو أعاد ذكره نسيانا.
٦١٩٩ ـ محمّد بن حدقة (١) بن سليمان بن حمّاد بن سمرة بن عبد الرّحمن
أبو عبد الله البكري المعروف بابن الجسطار
أصلهم من الكوفة ، وكان بعضهم يقول إنهم أسديون (٢).
حدّث عن من لم يسمّ لنا روايته عنه.
كتب عنه أبو الحسين الرّازي.
قرأت بخط نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي ، في تسمية من كتب عنه بدمشق : أبو عبد الله محمّد بن حدقة (٣) بن سليمان بن حمّاد بن سمرة بن عبد الرّحمن البكري ، وكان يعرف بابن الجسطار ، مات سنة عشرين وثلاثمائة.
٦٢٠٠ ـ محمّد بن أبي حذيفة ـ هشيم ويقال : هشام ، ويقال : مهشّم ـ بن عتبة
ابن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب
أبو القاسم القرشيّ العبشمي (٤)
ولد بأرض الحبشة في الهجرة ، وكان أبوه أبو حذيفة من السابقين الأوّلين ، وأمّه سهلة بنت سهيل ، فقتل أبو حذيفة يوم اليمامة وكان محمّد في حجر أمير المؤمنين عثمان بن عفّان فربّاه فأحسن تربيته ، ومحمّد هو الذي ألّب أهل مصر على قتل عثمان ، وغلب على إمرتها ، فأخذه معاوية في الرهن ، وحمله إلى دمشق ، ويقال : إلى فلسطين ـ يسجنه بها ، فهرب ، فأدرك ، وقتل.
روى عنه : عبد الملك بن مليل البلوي المصري.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو (٥) عبد الله بن
__________________
(١) القاف لم تعجم بالأصل ، أتممنا إعجام اللفظة عن د ، و «ز».
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : آمديون.
(٣) انظر مرّ قريبا.
(٤) ترجمته في تاريخ الطبري (الفهارس) ، جمهرة ابن حزم ص ٧٧ ، وأسد الغابة ٤ / ٣١١ والوافي بالوفيات ٢ / ٢٢٨ والكامل لابن الأثير ـ ط دار الفكر ـ (الفهارس) ، المحبر ص ١٠٤ و ٢٧٤ وسير أعلام النبلاء ٣ / ٤٧٩ والإصابة ٣ / ٣٧٣.
(٥) لفظة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
مندة ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، حدّثنا أحمد بن مهدي ، حدّثنا عمرو بن خالد ، عن عبد الله ، عن أبي الأسود. ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، أنبأنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنبأنا عبد الله بن محمّد ، حدّثني أحمد بن سعد الزهري أبو إبراهيم ، حدّثنا عمرو بن خالد الحرّاني ، حدّثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ـ يعني ـ محمّد بن عبد الرّحمن بن نوفل يتيم عروة بن الزبير ، عن عروة أن محمّد بن أبي حذيفة ولد بأرض الحبشة.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن الحسين ، أنبأنا محمّد بن عبد الله العبدي ، أنبأنا القاسم بن عبد الله الجوهري ، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمّه موسى بن عقبة : في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة : أبو حذيفة بن عتبة وامرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو ، ولدت له ثم محمّد بن أبي حذيفة.
أخبرنا أبو محمّد السّلمي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب. ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا عمّار بن الحسن ، حدّثنا سلمة بن الفضل عن محمّد ابن إسحاق في ذكر من خرج إلى أرض الحبشة منهم : أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف معه امرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو بن عبد شمس ، ولدت له بأرض الحبشة ، محمّد بن أبي حذيفة.
[قال ابن عساكر :](١) كذا قال : وعبد شمس في نسب سهلة خطأ فاحش (٢).
أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلص ، أنبأنا رضوان بن أحمد بن جالينوس ـ إجازة ـ أنبأنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، حدّثنا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق (٣) : في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة ، أبو حذيفة بن عتبة
__________________
(١) زيادة منا للإيضاح.
(٢) كذا ورد بالأصل ، ود ، و «ز» ، وقد وهم المصنف في تخطئة ابن إسحاق ، راجع جمهرة ابن حزم ص ١٦٦ وقد ورد فيها : فولد عبد ود عبد شمس .. فولد عبد شمس بن عبد ود : عمرو ... فولد عمرو : .... وسهيل بن عمرو سيد بني عامر ..... وولد سهيل بن عمرو : ..... وسهلة بنت سهيل تزوجها أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة.
(٣) سيرة ابن إسحاق ص ٢٠٥ رقم ٣٠٢.
ابن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، قتل يوم اليمامة شهيدا ، وكان معه امرأته بأرض الحبشة ، سهلة ابنة سهيل بن عمرو ، أخي بني عامر بن لؤي ، ولدت له بأرض الحبشة محمّد ابن أبي حذيفة ، لا عقب له.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا الحسن بن علي ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن محمّد بن عبد الرّحمن ، حدّثنا محمّد بن سعد (١) قال في الطبقة الأولى من أهل بدر : أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ابن قصيّ ، واسمه هشيم ، وأمّه أم صفوان ، واسمها فاطمة بنت صفوان بن أمية بن محرّث الكناني ، وكان لأبي حذيفة من الولد محمّد وأمّه سهلة بنت سهيل بن عمرو من بني عامر بن لؤي ، وهو الذي وثب بعثمان بن عفّان وأعان عليه ، وحرّض أهل مصر حتى ساروا إليه ، وكان أبو حذيفة من مهاجرة الحبشة في الهجرتين جميعا ، ومعه وامرأته سهلة بنت سهيل بن عمرو ، وولدت له هناك بأرض الحبشة محمّد بن أبي حذيفة.
حدّثنا أبو بكر يحيى بن إبراهيم ، أنبأنا نعمة الله بن محمّد ، حدّثنا أبو مسعود أحمد ابن محمّد ، حدّثنا محمّد (٢) بن أحمد بن سليمان ، أنبأنا سفيان بن محمّد بن سفيان ، حدّثني عمي الحسن بن سفيان ، حدّثنا محمّد بن علي ، عن محمّد بن إسحاق قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : محمّد بن أبي حذيفة أبو القاسم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدّولابي (٣) ، حدّثني محمّد بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عمر قال : محمّد بن الحنفية ، ومحمّد بن جعفر بن أبي طالب ومحمّد بن أبي حذيفة ، ومحمّد بن الأشعث بن قيس ، ومحمّد بن أبي بكر ، ومحمّد بن حاطب ، يكنّون أبا القاسم.
أنبأنا أبو جعفر الهمداني (٤) ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد قال : أبو القاسم محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيّ ، واسم أبي حذيفة مهشّم ، ويقال : هشيم ، كان عاملا على مصر قد ضبطها
__________________
(١) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٣ / ٨٤.
(٢) قوله : «حدثنا محمد» سقط من «ز».
(٣) راجع الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٨٤.
(٤) بالأصل ، ود ، و «ز» : الهمداني ، بالدال المهملة تصحيف.
فخدع حتى خرج إلى العريش ، وخلّف الحكم بن المطّلب بن مخرمة على مصر فنصب المنجنيق عليه حتى نزل على صلح في ثلاثين من أصحابه ، فحبسوا ثم قتلوا (١) ، فبعث علي ابن أبي طالب قيس بن سعد بعد ذلك إلى مصر ، وذلك سنة ست وثلاثين.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة كان أول من انتزى (٢) بمصر ، انتزى على عقبة بن مالك ، وكان خليفة عبد الله بن سعد بن أبي سرح على مصر حين خرج وافدا إلى عثمان (٣) ، فأخرج عقبة عن الفسطاط ، فخلع عثمان بن عفّان ، وتأمر على مصر ، روى عنه عبد الملك بن مليل البلوي ، وكان يسمى ميشوم (٤) قريش (٥) ، قتل بفلسطين سنة ست وثلاثين ، وكان ممن أخرجه معاوية في الرّهن من مصر.
قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي القاسم يوسف بن الحسن بن محمّد ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا بكر محمّد بن عمر بن سلم الجعابي يقول : أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة اسمه مهشّم ، ويقال : هشام ، وابنه محمّد ، ولد على عهد النبي صلىاللهعليهوسلم ، يكنى أبا القاسم.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأنا شجاع بن علي ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال : محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة ، ولد على عهد النبي صلىاللهعليهوسلم ، وأمّه سهلة بنت سهيل بن عمرو ، قاله ابن عباس رضياللهعنه (٦).
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة (٧) قال في تسمية عمّال علي
__________________
(١) رواه ابن حجر في الإصابة ٣ / ٣٧٤ مختصرا.
(٢) كذا بالأصل و «ز» ، ود ، وفي سير أعلام النبلاء : «انبرى» جاء في تاج العروس : نزو : نزا ينزو نزوا : وثب ، وانتزى على أرض كذا فأخذها : أي تسرّع إليها.
(٣) زيد بعدها في «ز» : رضياللهعنه.
(٤) كذا بالأصل ، وفي د ، و «ز» : «ميسوم» وفي سير أعلام النبلاء : مشئوم قريش.
(٥) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨٠ وولاة مصر للكندي ص ٣٨.
(٦) في «ز» : عنهما.
(٧) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٢٠١ (ت. العمري).
على مصر قال : ولّى محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مصر ، ثم عزله وولّى قيس بن سعد بن عبادة ثم عزله ، وولّى الأشتر مالك بن الحارث النّخعي فمات قبل أن يصل إليها ، فولّى محمّد بن أبي بكر فقتل بها وغلب (١) عمرو بن العاص على مصر.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٢) ، حدّثنا علي بن إسحاق ، أنبأنا عبد الله ـ يعني ـ ابن المبارك ، حدّثنا حرملة بن عمران ، حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل (٣) السليمي (٤) ، وهم إلى قضاعة. ح وأخبرنا أبو القاسم المستملي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي. ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الفضل القطّان ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان (٥) ، حدّثنا عبد الله بن عثمان ، حدّثنا عبد الله ـ يعني ـ ابن المبارك ، حدّثنا حرملة بن عمران ، حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك بن مليل السّليحي إلى قضاعة ، حدّثني أبي قال : كنت مع عقبة بن عامر جالسا قريبا من المنبر يوم الجمعة ، فخرج محمّد بن أبي حذيفة فاستوى على المنبر فخطب الناس ، ثم قرأ عليهم سورة من القرآن ، وكان من أقرأ الناس ، فقال عقبة بن عامر : صدق الله ورسوله ، إنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «ليقرأنّ القرآن رجال لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» ـ زاد ابن عثمان : فسمعها ابن أبي حذيفة فقال : والله لئن كنت صادقا وإنّك ما علمت لكذوب ، إنّك منهم.
قال عبد الله : حمل هذا الحديث (٦) أنهم يجمّعون (٧) معهم ويقولون لهم هذه المقالة.
[قال ابن عساكر :](٨) الصواب السّليحي كما قال ابن عثمان ، وقال محمّد بن [أبي](٩)
__________________
(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، ود ، وتاريخ خليفة.
(٢) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٦ / ١٢١ رقم ١٧٣١٠ طبعة دار الفكر.
(٣) في د : مليك ، تصحيف.
(٤) كذا بالأصل ، وفي د : «السلمي» وفي «ز» ، ومسند أحمد : «السليحي» وسينبه المصنف في آخر الحديث إلى أن الصواب : السليحي.
(٥) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٥٠٨.
(٦) بعدها في «ز» بياض ، وكتب على هامشها : خرم بالأصل ورقة ، وليس فيها أي نقص ، والكلام متصل في د.
(٧) الأصل : يجتمعون ، والمثبت عن د ، و «ز».
(٨) زيادة منا للإيضاح.
(٩) زيادة عن «ز» ، ود.
حذيفة فيما حكاه أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة النميري له :
من كان من قتله عثمان معتذرا |
|
فلست منه طوال الدّهر أعتذر |
لا بأس بالقتل عن قتل ومظلمة |
|
ولا انتصارك منه حين تنتصر |
ألقى الإمام كذيب الشاء ينهشها |
|
لا تسلم الشاء فيها الذئب والنّمر |
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم عيسى بن علي ، أنبأنا أبو القاسم البغوي ، حدّثني إبراهيم بن هانئ النيسابوري ، حدّثنا ابن أبي مريم المصري ، حدّثنا ليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب قال : كان رجال من أصحاب النبي صلىاللهعليهوسلم يحدّثون أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «يقتل في جبل الجليل (١) والقطران من أصحابي أو من أمتي ناس» ، فكان أولئك النفر الذين قتلوا مع محمّد بن أبي حذيفة وأصحابه بجبل الجليل والقطران [١١٠١٨].
رواه عمرو بن الحارث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرّحمن بن شماسة ، عن عبد الرّحمن بن عديس ، وقد ذكرت باقي طرفه في ترجمة عبد الرّحمن بن عديس (٢).
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، أنبأنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني ، حدّثنا سليمان بن الحسن العطّار ، حدّثنا أبو كامل الجحدري ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم ، حدّثنا ابن عون ، عن محمّد بن سيرين أن محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، وكعبا ركبا سفينة في البحر فقال محمّد : يا كعب ، أما تجد سفينتنا هذه في التوراة كيف تجري؟ فقال : لا ، ولكن أجد فيها رجلا أشقى الفتية من قريش ينزو (٣) في الفتنة كما ينزو الحمار ، لا تكون أنت (٤) هو ، قال ابن سيرين : فزعموا أنه كان هو.
أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، وعبد الله بن أحمد قالا : حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن سعيد بن فطيس ، أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن بسر (٥) القرشي ، حدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عائذ ، حدّثنا الوليد
__________________
(١) بالأصل : «الخليل» تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، ود ، وأسد الغابة ، وقال ياقوت : جبل الجليل في ساحل الشام ممتد إلى قرب حمص ، كان معاوية يحبس في موضع منه من يظفر به ممن ينبز بقتل عثمان بن عفان رضياللهعنه.
(٢) راجع ترجمة عبد الرحمن بن عديس في كتابنا تاريخ مدينة دمشق ٣٥ / ١٠٧ رقم ٣٨٩٠.
(٣) نزا ينزو نزوا : وثب. (تاج العروس : ط دار الفكر : نزو).
(٤) سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨١.
(٥) في «ز» ، ود : بشر.
ابن مسلم ، حدّثنا عبد الله بن لهيعة الحضرمي (١) عن يزيد بن أبي حبيب قال : انطلق ابن أبي حذيفة مع معاوية حتى دخل بهم الشام ، ففرقهم نصفين ، فسجن [محمد] ابن أبي حذيفة ومن معهم في سجن دمشق ، وسجن ابن عديس والنصف الباقي في سجن بعلبك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد ، أنبأنا أبو منصور النهاوندي ، أنبأنا أحمد بن الحسين ، أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل (٢) قال : قتل محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة القرشي بمصر بعد عثمان ، وذكر أبو عمر محمّد بن يوسف المصري : أن قتله كان في ذي الحجّة في ذي الحجّة من سنة ستّ وثلاثين (٣).
٦٢٠١ ـ محمّد بن حرب أبو عبد الله الخولاني الحمصيّ المعروف بالأبرش (٤)
حدّث عن عمر (٥) بن رؤبة ، وصفوان بن عمرو ، ومحمّد بن الوليد الزّبيدي ، وشعيب ابن أبي حمزة ، وأبي سلمة سليمان بن سليم ، وعبد الملك بن راشد التغلبي ، وأبي مهدي سعيد بن سنان ، والأوزاعي.
روى عنه : أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، وهشام بن عمّار ، وإسماعيل بن عبد الله ابن خالد السكّري ، وداود بن رشيد ، والربيع بن روح الحمصيّ ، وأحمد بن عبد الملك الحرّاني ، وعلي بن بحر ، وعبد السّلام بن محمّد الحضرمي الحمصيّ ، وحيوة بن شريح ، ويزيد بن عبد ربّه ، وعمرو بن عثمان ، ومحمّد بن المصفّى الحمصيّ.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الحسين بن النقور ، وأبو منصور عبد الباقي ابن محمّد بن غالب ، قالا : أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، حدّثنا أبو القاسم بن منيع ، حدّثنا داود ابن رشيد ، حدّثنا محمّد بن حرب الخولاني الحمصيّ عن الزبيدي ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة أن رسول (٦) الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كلّ مصيبة تصيب المسلم يكفّر الله عنه بها ، حتى الشوكة يشاكها» [١١٠١٩].
__________________
(١) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ٣ / ٤٨١.
(٢) رواه البخاري في التاريخ الصغير ١ / ٨١.
(٣) ولاة مصر للكندي ص ٤٣.
(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ١٩٤ وتهذيب التهذيب ٥ / ٧٢ وسير أعلام النبلاء ٩ / ٥٧ والتاريخ الكبير للبخاري ١ / ١ / ٩٦ والجرح والتعديل ٧ / ٢٣٧ وتذكرة الحفاظ ١ / ٣١٠ والعبر ١ / ٣١٥ والنجوم الزاهرة ٢ / ١٤٦ وشذرات الذهب ١ / ٣٤١.
(٥) في تهذيب الكمال : عمران بن رؤبة التغلبي.
(٦) بالأصل : «النبي» ثم شطبت وأشير على الهامش ، وكتب عليه : «رسول الله» وبعده صح. وهو ما أثبتاه.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل بن خيرون. ح وأخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، أنبأنا أبو طاهر ، قالا : أنبأنا محمّد بن الحسن ابن أحمد ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا عمر بن أحمد بن إسحاق ، حدّثنا خليفة ابن خليفة قال (١) في الطبقة السادسة من أهل الشامات : محمّد بن حرب خولاني حمصي.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٢) قال في الطبقة السادسة من أهل الشام : محمّد بن حرب بن الأبرش الخولاني ، ويكنى أبا عبد الله ، وقد ولي قضاء دمشق ، حدّثناه عمي ، أنبأنا ابن يوسف ، أنبأنا الجوهري ، فذكره.
أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ، ثم حدّثنا أبو الفضل ، أنبأنا أبو الحسين الصيرفي ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالا : أنبأنا أبو أحمد الغندجاني ، أنبأنا أبو بكر الشيرازي ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (٣) : محمّد بن حرب أبو عبد الله الحمصيّ الخولاني الأبرش ، سمع محمّد الزّبيدي ، والأوزاعي ، قال يزيد بن عبد ربّه : مات سنة أربع وتسعين ومائة.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ مشافهة ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم (٤) قال : محمّد بن حرب أبو عبد الله الحمصيّ الأبرش الخولاني ، روى عن محمّد بن الوليد الزّبيدي ، ومحمّد بن زياد الألهاني ، والأوزاعي ، وعمر بن رؤبة ، روى عنه حيوة بن شريح الحمصيّ ، ويزيد بن عبد ربّه ، والربيع بن روح ، وعمرو بن عثمان ، وهشام بن عمّار ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأنا مكي قال : سمعت مسلما يقول : أبو عبد الله محمّد بن حرب الأبرش الحمصيّ ، سمع الزّبيدي والأوزاعي.
__________________
(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٨١ رقم ٣٠٥١.
(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٤٧١.
(٣) رواه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ١ / ٦٩.
(٤) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٢٣٧.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله محمّد بن حرب الحمصيّ.
أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأنا أبو القاسم البجلي ، أنبأنا أبو عبد الله الكندي ، حدّثنا أبو زرعة قال في تسمية أهل حمص عن أصحابهم : محمّد ابن حرب.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو القاسم ابن عتّاب ، أنبأنا أبو الحسن بن جوصا ـ إجازة ـ. ح وأخبرن أبو القاسم بن السّوسي ، أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو الحسن الربعي ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنبأنا ابن جوصا ـ قراءة ـ قال : سمعت ابن سميع يقول في الطبقة السادسة : محمّد بن حرب الخولاني.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم ابن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدّولابي (١) قال : أبو عبد الله محمّد بن حرب الأبرش ، يروي عن الزّبيدي.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو عبد الله محمّد بن حرب الخولاني الأبرش الحمصيّ كاتب محمّد بن الوليد الزّبيدي ، سمع محمّد بن الوليد ، والأوزاعي ، روى عنه يزيد ابن عبد ربّه ، وعبد الأعلى بن مسهر ، ومحمّد بن المصفّى.
أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن طاهر ، أنبأنا مسعود بن ناصر ، أنبأنا عبد الملك بن الحسن ، أنبأنا أبو نصر البخاري (٢) قال : محمّد بن حرب أبو عبد الله الأبرش الخولاني الحمصيّ ، سمع محمّد بن الوليد الزبيدي ، والأوزاعي ، روى عنه أبو مسهر ، ومحمّد بن وهب ، وحيوة بن شريح ، وخالد بن خليّ (٣) في العلم ، والطب ، وصلاة الخوف. قال يزيد بن عبد ربّه : مات سنة أربع وتسعين ومائة.
__________________
(١) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٥٩.
(٢) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٣٧.
(٣) بالأصل و «ز» : «جلى» وفي د : «خالي» تصحيف ، والصواب ما أثبت «خلي» عن تهذيب الكمال. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٦٤٠.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : قرأت بخط أبي عمرو المستملي ـ يعني ـ أحمد بن المبارك ، حدّثني خشنام بن الصّدّيق ـ إملاء علي في داره ـ حدّثنا محمّد بن حرب الخولاني ـ وكان من خيار الناس ، قال الحاكم : كأنه سمعه منه بمكة ـ يعني ـ محمّد بن حرب ـ وذكر أبو بكر أحمد بن محمّد بن الحجّاج المروذي ، حدّثنا أحمد بن حنبل ، وذكر محمّد بن حرب الأبرش فقال : ليس به بأس ، وقدّمه على بقية.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أحمد بن محمّد ابن إبراهيم بن حميد قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي (١) يقول :
قلت ليحيى : فبقية بن الوليد كيف حديثه؟ فقال : ثقة ، قلت : هو أحبّ إليك أو محمّد ابن حرب؟ فقال : ثقة ، وثقة ، قال عثمان هو الخولاني الأبرش الحمصيّ ثقة.
أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، وأبو عبد الله الحسين بن محمّد ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، وأبو منصور (٢) محمّد بن الحسن ، قالا : حدّثنا الوليد بن بكر ، أنبأنا علي بن أحمد ، أنبأنا صالح ابن أحمد ، حدّثني أبي قال (٣) : محمّد بن حرب الأبرش شامي ثقة ، وبلغني عن محمّد بن عوف أنه سئل عن محمّد بن حرب الأبرش ما حاله؟ فقال : ثقة (٤).
أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ.
ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٥) : سئل أبي عن محمّد بن حرب فقال : صالح الحديث ، وبلغني عن يزيد بن عبد ربّه قال : ما كنا نكتب عن محمّد بن حرب إلّا خفية من أصحابنا.
__________________
(١) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٦ / ١٩٥.
(٢) في «ز» ، ود : نصر.
(٣) تاريخ الثقات للعجلي ص ٤٠٢ رقم ١٤٤٥ وعن العجلي في تهذيب الكمال ١٦ / ١٩٥.
(٤) تهذيب الكمال ١٦ / ١٩٥ طبعة دار الفكر. وسير أعلام النبلاء ٩ / ٥٨.
(٥) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٢٣٧.
قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي المقرئ.
ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله ، أنبأنا أبو الفضل المقرئ ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عمران بن (١) الجندي ، أنبأنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ، حدّثنا محمّد بن مصفّى قال : مات محمّد بن حرب سنة أربع وتسعين ومائة.
قرأت (٢) على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد بن الغمر ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني ـ سنة أربع وتسعين ومائة مات محمّد بن حرب الأبرش (٣).
٦٢٠٢ ـ محمّد بن حرب العسكري
قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني ـ سنة تسع وسبعين ومائتين مات محمّد بن حرب العسكري بدمشق.
٦٢٠٣ ـ محمّد بن حرمي بن الحسين بن هارون بن الحسين
أبو علي الرماحي المصري
حدّث بدمشق عن الميانجي.
روى عنه : أبو سعد إسماعيل بن علي السمّان.
ذكر من اسم أبيه حسّان [من المحمدين](٤)
٦٢٠٤ ـ محمّد بن حسّان أبو مروان الأسدي
والد مروان بن محمّد الطّاطري (٥).
__________________
(١) سقطت من «ز».
(٢) كتب فوقها بالأصل : ملحق.
(٣) كتب فوقها بالأصل : إلى.
(٤) زيادة منا للإيضاح.
(٥) هذه النسبة بالطاءين المهملتين المفتوحتين ، قال السمعاني : ويقال بمصر ودمشق لمن يبيع الكرابيس والثياب : طاطري.
ذكر السمعاني مروان ـ ابنه ـ وترجمه.
حكى عنه ابنه مروان بن محمّد ، وأحمد بن أبي الحواري ، وإبراهيم بن أيوب الحوراني.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، حدّثنا عبد العزيز الصوفي ، أنبأنا أبو محمّد المعدّل ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة (١) ، حدّثني محرز بن محمّد ، حدّثنا مروان بن محمّد ، حدّثني أبي قال :
رأيت في أيام زامل رأس عمير بن هانئ العنسي (٢) وقد أدخل به محمولا على رمح ، فقلت : ويلك ـ لحامله ـ لو تدري رأس من تحمل!؟ قال أبو زرعة : وأيام زامل هي بعد موت يزيد (٣) بن الوليد في سنة سبع وعشرين ومائة.
٦٢٠٥ ـ محمّد بن حسّان
رأى عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان ، وعبد الرّحمن بن يزيد بن جابر.
أخبرنا أبو محمّد المزكّي ، حدّثنا عبد العزيز بن أبي طاهر ، أنبأنا علي بن محمّد بن طوق ، أنبأنا عبد الجبّار بن محمّد (٤) ، أنبأنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب المشغراني ، أخبرني أبي ، حدّثنا أبو عبد الله ، حدّثنا محمّد بن حسّان قال : رأيت عبد الرّحمن بن ثابت بن ثوبان يحمل ابنا له على عنقه يدور به ، وعلى عنقه سيف حمائله شريط ، قال : وكان يمرّ بالسبع فيبصبص (٥) له ، قال : ورأيت عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر عند باب الخضراء وتحته مصلّى ومرفقة (٦) ، وأخوه (٧) على بيت المال.
٦٢٠٦ ـ محمّد بن حسّان أبو عبيد الغسّاني البسري الزاهد (٨)
من أهل بسر (٩) من حوران ، صاحب كرامات.
__________________
(١) رواه أبو زرعة الدمشقي في تاريخه ٢ / ٦٩٧.
(٢) بالأصل ود : العبسي ، تصحيف ، والمثبت عن «ز» ، وتاريخ أبي زرعة.
(٣) في «ز» : «الوليد بن يزيد» وفوقهما علامتا تقديم وتأخير.
(٤) رواه في تاريخ داريا ص ٨٢ ضمن أخبار عبد الرحمن بن يزيد بن جابر.
(٥) أي يحرك ذنبه (راجع تاج العروس).
(٦) في «ز» : ومرقعه.
(٧) كذا بالأصل ، وفي د : «واحره» وفي «ز» ، وتاريخ داريا : وأجره.
(٨) ترجمته في معجم البلدان (بسر) ، واللباب (البسري) ، والأنساب (البسري) ، والرسالة القشيرية ص ٣٩٥ ، ٤٠٣ ، ٤٠٩ ، ٤٢٨.
(٩) بسر بالضم ، كما في معجم البلدان.
روى عن سعيد بن منصور ، وعبد الغفّار بن نجيح ، وآدم بن أبي إياس ، وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي ، وزكريا بن نافع الأرسوفي ، وعمرو بن عبد الله بن صفوان والد أبي زرعة ، وأبي الطاهر موسى بن محمّد البلقاوي ، ومحمّد بن أبي السّري ، ويحيى بن المبارك ، وأبي الجماهر محمّد بن عثمان ، وأبي محمّد عبد الله بن سليمان الصوفي ، وأحمد ابن أبي الحواري ، ومحمّد بن شريح ، ومحمّد بن خلف ، وعثمان بن سعيد الرقّي.
روى عنه : ابناه (١) عبيد ، ونجيب ابنا أبي عبيد ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان ، ومحمّد (٢) بن عثمان الأذرعي ، وأبو (٣) بكر أحمد بن عمّار الأسدي ، وأبو زرعة عبد الرّحمن بن واصل الحاجب ، وأبو بكر القاسم بن عيسى العصّار ، وأبو علي سلمة ابن ربيعة السلاماني.
أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي ، حدّثنا أبو عبيد التستري محمّد بن حاتم ، حدّثنا سعيد بن منصور المكّي ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار قال : رأيت جابر بن عبد الله (٤) وبيده السيف والمصحف وهو يقول : أمرنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن نضرب بهذا من خالف ما في هذا.
[قال ابن عساكر :](٥) كذا قال : وصوابه محمّد بن حسّان البسري ، كذلك قرأته على أبي محمّد بن حمزة ، عن عبد الدائم بن الحسن ، عن عبد الوهّاب الكلابي ، حدّثنا إبراهيم بن مروان ، حدّثنا أبو عبيد البسري ، هو محمّد بن حسّان الزاهد ، حدّثني سعيد ، فذكر بإسناده مثله.
أنبأنا أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي ، أنبأنا أبو بكر المزكي ، حدّثنا أبو
__________________
قال السمعاني أما أبو عبيد البسري ... فهو منسوب إلى بصرى قرية من قرى الشام فأبدل الصاد بالسين ، وقيل البسري على قياس قولهم في السويق الصويق وفي السراط الصراط. وعقب ابن الأثير في اللباب على قول السمعاني ، قال : فهذا الفصل جميعه خطأ في النقل والنحو ، فأما النقل فإنما ينسب إلى قرية بسر ... وهي معروفة من بلاد حوران لا إلى بصرى. وساق كلاما آخر ، راجع اللباب ١ / ١٥٢.
(١) بالأصل : «ابنه» والمثبت عن د ، و «ز».
(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : بن عثمان بن محمد الأذرعي.
(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».
(٤) بعدها في «ز» : الأنصاري ـ رضياللهعنه ـ.
(٥) زيادة منا للإيضاح.
عبد الرّحمن السلمي قال : أبو عبيد البسري كان من قدماء المشايخ ، لقي أبا تراب وصحبه ، سمعت محمّد بن عبد الله بن شاذان يقول : سمعت أبا عمر الدمشقي يقول : سمعت أبا عبد الله بن الجلاء يقول : لقيت ألف شيخ ما لقيت فيهم من الصادقين إلّا رجلين أحدهما أبو تراب والآخر أبو عبيد البسري.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأنا أبي الأستاذ أبو القاسم القشيري قال (١) : أبو عبيد البسري من قدماء المشايخ ، صحب أبا تراب النخشبي ، سمعت محمّد بن الحسين يقول : سمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت الدّقّي (٢) يقول : سمعت ابن الجلاء يقول : لقيت ستمائة شيخ ، ما رأيت مثل أربعة : ذي النون المصري ، وأبي تراب النخشبي ، وأبي عبيد البسري ، وأسقط الرابع (٣).
وهو فيما أنبأنا أبو الحسن الفارسي ، أنبأنا أبو بكر ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن قال : سمعت عبد الله بن علي يقول : سمعت الدقي يقول : سمعت ابن الجلاء يقول : لقيت ستمائة شيخ ما رأيت فيهم مثل أربعة : ذا (٤) النون ، وأبا تراب ، وأبا عبيد البسري ، وأبي.
أخبرتنا أمة العزيز شكر بنت سهل بن بشر قالت : أنبأنا أبي أبو الفرج ، وأبو نصر أحمد ابن محمّد بن سعيد ، قالا : أنبأنا أبو الحسن علي بن القاسم بن أحمد العدل ـ بصور ـ قيل له : كتب إليك أبو القاسم الحسين بن ذكر بن محمّد العكاوي سنة تسع وأربع (٥) مائة ، قال : وسأذكر لك من حال أبي عبيد ما سمعته بدمشق سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة في صفر ، حدّثني الشيخ أبو القاسم علي بن رجاء بن طغان ـ قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق في مسجد على باب كيسان ـ حدّثني طاهر بن محمّد أملى عليّ قال : قال بعض إخوان أبي عبيد.
أن أبا عبيد البسري رحمهالله قال له : سألت الله عزوجل ثلاث حوائج فقضى لي اثنتين ومنعني الثالثة ، سألته أن يذهب عنّي شهوة الطعام فما أبالي أكلت أم لا ، وسألته أن يذهب عنّي شهوة النوم فما أبالي نمت أم لا ، وسألته أن يذهب عنّي شهوة النساء فما فعل ، قيل : فما
__________________
(١) الخبر في الرسالة القشيرية ص ٣٩٥ (ط بيروت).
(٢) هو أبو بكر محمد بن داود الدينوري الدقي ، توفي بعد سنة ٣٥٠ وعاش أكثر من مائة سنة (الرسالة القشيرية ص ٤١٢).
(٣) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وقد ذكر الأربعة في الرسالة القشيرية ، والرابع فيها «وأبي» يعني «أبا» ابن الجلاء.
(٤) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، في هذه الرواية بالنصب.
(٥) في «ز» : تسع وأربعين.