تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٢

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٢

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

المؤمنين المعتمد بالله جعفر المفوّض يوم الاثنين لثمان بقين من المحرم سنة سبع وستين ومائتين ، وأشهد عليه القضاة ومن حضر ، وقرأ القاضي الكتاب في مجلسه وأشهد من حضر من المعدلين على شهادته يوم الأربعاء ودعي لأمير المؤمنين المعتمد على الله ولأبي العباس المعتضد بالله ، وخلع جعفر يوم الجمعة على المنبر ، لأربع بقين من المحرم سنة تسع وسبعين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر (٢) ، أنبأني إبراهيم بن مخلد.

ح وأخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن علي ، أنبأنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، قالا : أنبأنا إسماعيل بن علي ـ زاد ابن عثمان قال : باب ذكر أبي أحمد الموفق بالله ولي العهد وقالا : ـ وكان المعتمد على الله عقد العهد بعده لابنه جعفر ، وسمّاه المفوّض إلى الله ، وعقد العهد بعد ابنه جعفر لأخيه أبي أحمد وسمّاه الموفّق بالله ـ زاد ابن مخلد : واسم الموفّق محمّد بن جعفر المتوكّل على الله ، وقالا : ـ وكان هذا العقد يوم الأربعاء لاثنتي ـ وقال ابن عثمان : لثنتي ـ عشرة ليلة خلت من شوال سنة إحدى وستين ومائتين ، وكان جعفر يومئذ صغيرا ، فشرط في العهد إن حدث به حدث الموت ولم يبلغ جعفر ويكمل للأمر أن يكون الأمر لأبي أحمد أولا ، ثم لجعفر من بعده ، فلم يزل أمر أبي أحمد يقوى ويزيد حتى صار الجيش كلّه تحت يده والأمر كله إليه ، وكان قتل صاحب الزنج بالبصرة على يديه (٣) ، فملك الأمر ، وأحبّه الناس وأطاعوه ، وتسمّى بعد قتل البصري الخارجي بالناصر لدين الله مضافا إلى الموفّق بالله ، فكان يخطب له على المنابر بلقبين ، يقال : اللهمّ أصلح الأمير الناصر لدين الله أبا أحمد الموفّق بالله ولي عهد المسلمين أخا أمير المؤمنين ـ زاد ابن يحيى : ولمّا غلب الموفّق على الأمر حظر على المعتمد واحتاط عليه وعلى ولده وجمعهم في موضع واحد ووكّل بهم ، وأجرى الأمور مجاريها وقالا : ـ فلم يزل على ذلك إلى أن توفي ـ زاد ابن عثمان : أبو أحمد الموفّق بالله محمّد بن المتوكّل على الله وقالا : ـ ليلة الخميس لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين ـ زاد ابن عثمان : ببغداد

__________________

(١) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٢٧.

(٣) وكان ذلك سنة ٢٧٠ ه‍ ، كما لاحظنا قريبا. راجع سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٤٩ (ترجمة المعتمد على الله).

٢٢١

وقالا : ـ في القصر المعروف بالحسني على شاطئ دجلة ، ودفن في الرصافة ليلا ، وله من السن يومئذ تسع وأربعون سنة تنقص شهرا وأياما ، لأن مولده فيما ذكر لي في ربيع الأول يوم الأربعاء لليلتين خلتا من سنة تسع وعشرين ومائتين ، وأمّه أم ولد ـ زاد ابن عثمان : يقال لها : إسحاق وقالا : ـ أدركت أيامه وتوفيت قبله بسنتين.

أخبرنا أبو القاسم ، وأبو الحسن قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن أحمد ابن البراء قال : ومات الموفّق يوم الجمعة لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين ومائتين ، ودفن بالرصافة مع أمه ـ رصافة بغداد ـ.

قال (٣) : وأنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الشافعي ، أنبأنا عمر بن حفص قال : وتوفي أبو أحمد الموفّق بالله يوم الأربعاء ودفن ليلة الخميس لثمان خلون من صفر أوّل يوم من حزيران سنة ثمان وسبعين.

قال الخطيب : كذا قال عمر بن حفص لثمان خلون من صفر ، والقول الأول أشبه بالصواب ، والله أعلم.

٦١٧١ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد المعتصم بن هارون الرشيد بن محمّد المهدي

ابن عبد الله المنصور بن محمّد بن علي بن عبد الله بن عبّاس

أبو عيسى بن المتوكّل الهاشميّ (٤)

قدم دمشق مع أبيه فيما وجدت بخط أبي محمّد عبد الله بن محمّد الخطابي الدمشقي الشاعر.

بلغني أنه لمّا عزم المعتمد على الخروج إلى الشام والموفّق إذ ذاك يحارب الخائن (٥) بالبصرة والدنيا مضطربة أشار عليه أبو عيسى بن المتوكّل أخوه أن لا يفعل وحرص به ، فأبى عليه ، فقال أبو عيسى وعمل فيه لحنا (٦) :

__________________

(١) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٢٧.

(٣) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٢ / ١٢٧ ـ ١٢٨.

(٤) ترجمته في الوافي بالوفيات ٢ / ٢٩٥.

(٥) يعني به صاحب الزنج ، وقد تقدمت الإشارة إليه.

(٦) البيتان في الوافي بالوفيات ٢ / ٢٩٥.

٢٢٢

أقول له عند توداعه

وكل بعبرته مبلس

لئن قعدت عنك أجسامنا

لقد سافرت معك الأنفس

وقال : وقد أمر بالركوب لينحدر من سرّ من رأى :

سيكون الذي قضي

سخط العبد أو رضي

ليس هذا بدائم

كل هذا سينقضي

وذكر أبو الحسن محمّد بن أحمد بن القوّاس الورّاق أنّ أبا عيسى بن المتوكّل وعبد الله ، وحمزة ابني المعتز ، حملوا من سرّ من رأى فأدخلوا بغداد يوم الجمعة مستهل شعبان سنة تسع وسبعين ومائتين ، وكان سبب ذلك ما قرأت في كتاب عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر البغدادي : حدّثني عبد الله بن عبد الملك المعروف بالهدادي الشاعر قال : كان السبب في قتل أبي عيسى بن المتوكّل أنّ أبا عيسى كاتب أبا الجيش في أمر ضيعته ، وكان النهيكي وكيله في ضياعه بدمشق ، فتخلّف عن أبي عيسى من مالها ستة عشر ألف دينار ، فاستأذن أبا القاسم بن سليمان في مكاتبة أبي الجيش ليستعين به على النهيكي ، واستأذن المعتضد وهو إذ ذاك ولي العهد ، فأذن لأبي عيسى في مكاتبة أبي الجيش ، فاتصلت بهذا السبب بينهما المكاتبة ، وأهدى إلى أبي الجيش هدايا لها قيمة ، فلمّا علم النهيكي بمكاتبته أبا الجيش ، خاف أبا الجيش على نفسه ، وكتب إلى السلطان : إن أردتم دولتكم وخلافتكم فاستوثقوا من أبي عيسى بن المتوكّل ، فإنه قد كاتب أبا الجيش وقد مال إليه أهل مصر جميعا ، فوجّه المعتضد جني الصغير ، فأقام بسرّ من رأى شهرين قبل أن يحدث على أبي عيسى ما حدث ، فلما أن أفضت الخلافة إلى المعتضد وجّه إلى جني أن يحمل أبا عيسى إليه ، فوجّه بإنسان من المستأمنة ، يعرف بالشعراني ، في حمل أبي عيسى إلى بغداد ، وتقدّموا إليه في قتله في الطريق ، وأن يحمل رأسه إليهم ، قال الهدادي : وكنت قاعدا بين يدي أبي عيسى بعد صلاة الغداة ، ودخل الغلمان فقالوا : جني بالباب ، فقال لي : الحجزة (١) ، فقمت ، وأذن له ، فدخل إليه فقال : لأي شيء قصدتني؟ وما تريد؟ قال : تركب معي إلى دار إسحاق بن إبراهيم ، نبايع لأمير المؤمنين المعتضد ، فقال له : إنّي قد أمرت بإصلاح حرّاقة (٢) وقد فرشت ، وقد كتبت

__________________

(١) الحجزة : بالضم ، معقد الإزار ، ومن السراويل موضع التكة (القاموس المحيط).

(٢) الحراقة : الحراقة : سفن بالبصرة ، فيها مرامي نيران يرامى بها العدو في البحر ، (تاج العروس ط دار الفكر : حرق) ونقل الزبيدي عن الأساس : يقال ركبوا في حراقة : وهي سفينة خفيفة المرّ.

٢٢٣

أستأذن في الانحدار إلى أمير المؤمنين ، فإن كنت أمرت بشيء فأعلمني ، فحلف له أنه ما أمر فيه بشيء ، وإنّما يريد منه أن يبايع ، فركب وكان آخر العهد به ، فلما كان في بعض الطريق قال له : اعدل إلى دار الموفق ، فقال له : أليس حلفت أنك إنّما قصدت لأن أبايع في دار إسحاق؟ قال له جني : يا سيدي ، اعذرني ، فإني عبد مأمور ، ومضى به إلى دار سيما صاحب الشرطة بسرّ من رأى ، ثم سلّم إلى المستأمن البصري الشعراني ، فقتله بالبردان (١) ، غرّقه وأخذ رأسه وقبل ذلك دلي في الماء ، وقد ثقّل بالحديد ثم أخرج وهم يظنون أنه قد قضى ، فوجدوا به رمقا فردّوه ، فلمّا قضى أخرجوه ، وأخذ رأسه ، ورمي ببدنه في الماء ، وكان في إصبعه خاتم ياقوت ، فأخذه منه الشعراني وكانت بيعة المعتضد في رجب سنة تسع وسبعين ومائتين.

٦١٧٢ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل بن شاكر أبو بكر الخرائطيّ السّامريّ (٢)

من أهل سامرّاء ، صاحب المصنّفات.

قدم دمشق وحدّث بها عن علي بن حرب ، وعمر بن شبّة ، وسعدان بن يزيد ، والحسن ابن عرفة ، وسعدان بن نصر ، وعبّاد بن الوليد الغبري ، وحمّاد بن الحسن بن عنبسة ، ويعقوب ابن إسحاق القلوسي ، وأحمد بن بديل ، وعبد الله بن محمّد بن أيوب المخرمي (٣) ، وإبراهيم ابن عبد الله بن الجنيد ، والحسن بن ناصح ، وعباس الدوري ، والرمادي (٤) ، وأبي قلابة الرّقاشي ، وأحمد بن عبد الجبّار العطاردي ، وعلي بن داود القنطري ، وأحمد بن يحيى بن مالك السّوسي ، ونصر بن داود الصاغاني ، وأبي إسماعيل الترمذي ، وأحمد بن ملاعب ، ويحيى بن أبي طالب ، وحميد بن الربيع ، وطاهر بن خالد بن نزار ، وعبد الله بن أبي سعد ، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري ، وشعيب بن أيوب الصّريفيني (٥) ، وأحمد بن الهيثم البراز (٦) ، وأحمد بن عبد الخالق الضبعي ، وعبد الله بن الحسن الهاشمي ، وأبي البختري عبد الله بن

__________________

(١) البردان بالتحريك. مواضع كثيرة. راجع معجم البلدان ١ / ٣٧٥.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ١٣٩ ومعجم الأدباء ١٨ / ٩٨ والوافي بالوفيات ٢ / ٢٩٦ وسير أعلام النبلاء ١٥ / ٢٦٧ والعبر ٢ / ٢٠٩ والبداية والنهاية ١١ / ١٩٠ وشذرات الذهب ٢ / ٣٠٩ والأنساب (الخرائطي) ، واللباب (الخرائطي). والسامري بفتح السين المشددة والميم والراء المشددة هذه النسبة إلى سرّ من رأى ، فخفّفها الناس وقالوا : سامرة ، بلدة على الدجلة فوق بغداد بثلاثين فرسخا.

(٣) في «ز» : المحرمي.

(٤) في «ز» : الزيادي ، تصحيف ، وهو أحمد بن منصور الرمادي ، كما في سير أعلام النبلاء.

(٥) في «ز» : الصيرفيين.

(٦) بالأصل : البراز ، وفي «ز» : البزاز ، والمثبت عن د.

٢٢٤

محمّد بن شاكر ، وعلي بن زيد الفرائضي ، وأبي الأحوص محمّد بن الهيثم ـ قاضي عكبرا ـ وعيسى بن أبي حرب ، وبشر بن مطر ، وصالح بن أحمد بن حنبل ، وأبي غالب محمّد بن أحمد بن النضر الأزدي ، وأبي جعفر محمّد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي ، وأبي بكر بن أبي العوّام ، وأحمد بن محمّد بن يحيى بن سعيد.

روى عنه : أبو القاسم بن أبي العقب ، وأبو بكر الميانجي القاضي ، وعلي بن الحسن ابن رجاء بن طعّان ، وأبو بكر بن أبي الحديد ، وأبو الحسين (١) الرّازي ، وأحمد بن عبد الله ابن سليمان الواعظ ، وأبو بكر أحمد بن محمّد بن شرام (٢) النحوي ، وأبو علي عبد الجبّار بن عبد الله بن مهنى ، وأبو غالب الشبل بن طرخان بن الشبل ، وأبو هاشم المؤدب ، وأبو سليمان بن زبر ، وأبو محمّد عبد الله بن محمّد بن عبد الغفّار بن ذكوان ، وأبو الخير أحمد بن علي بن عبد الله بن سعيد الحمصي ، وأبو علي بن أبي الزمزام ، وابن شعيب ، وأبو القاسم الفرج بن إبراهيم النّصيبي ، وأبو الحسن جعفر بن عبد الرزّاق بن عبد الوهّاب بن عبد الرزّاق ، وأبو يعلى (٣) عبد الله بن محمّد بن حمزة بن أبي كريمة ، وعبد الله بن محمّد بن أيوب القطّان ، ومحمّد وأحمد ابنا موسى بن السمسار ، وأبو علي الحسن بن محمّد بن القاسم بن درستويه ، وشهاب بن محمّد بن شهاب الصوري ، وعبد الوهّاب الكلابي ، وأبو الحسن علي ابن محمّد بن شيبان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، وأبو المعالي الحسين بن حمزة السّلميّون ، قالوا : أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر السّلمي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطيّ ، حدّثنا علي بن حرب ، حدّثنا سفيان ابن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أبي حميد السّاعدي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استعمل رجلا يقال له ابن اللّتبية على الصدقة ، فلما جاء قال : [هذا لكم ، وهذا أهدي إلي ، فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر ، فحمد الله ، ثم قال : «ما بال من يستعمل على بعض العمل من أعمالنا ، فيحبي فيقول :](٤) هذا لكم ، وهذا أهدي إليّ إلّا جلس في بيت أمه أو بيت أبيه ، فينظر أيهدى له أم لا ، والذي نفسي بيده لا يؤتى أحد منكم بشيء إلّا جاء به يوم القيامة على عنقه ، إن كان بعيرا

__________________

(١) في د : الحسن ، تصحيف.

(٢) في «ز» : بشرام.

(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : أبو يعلى بن عبد الله.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن د ، و «ز».

٢٢٥

له رغاء ، أو بقرة لها خوار ، أو شاة تيعر» ، ثم رفع يديه وقال ثلاثا : «اللهم هل بلّغت» [١٠٩٩٥].

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسين بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور العطّار ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٢) قال : قال لي أبو (٣) محمّد عبد العزيز بن أحمد بن علي الكتاني الدمشقي : قدم محمّد بن الخرائطيّ دمشق في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة ، ومات بعد ذلك بعسقلان.

قالوا : وقال لنا الخطيب (٤) : محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل بن شاكر ، أبو بكر الخرائطيّ من أهل سرّ من رأى ، سمع إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، وعباد بن الوليد الغبري ، وحمّاد بن الحسن بن عنبسة ، والحسن بن عرفة ، وعمر بن شبّة ، وطاهر بن خالد بن نزار ، وعباس بن عبد الله التّرقفي ، وكان حسن الأخبار ، مليح التصنيف (٥) ، سكن الشام وحدّث بها ، فحصل حديثه عند أهلها ، ومن مصنفاته كتاب : «اعتلال القلوب» ، كان علي وعبد الملك ابنا بشران يرويانه عن أبي العباس أحمد بن إبراهيم الكندي ، سمعاه منه بمكة عن الخرائطيّ.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (٦) قال : أما الخرائطيّ أوله خاء معجمة ، وبعد الألف ياء معجمة باثنتين من تحتها ، فهو : أبو بكر محمّد بن جعفر (٧) الخرائطيّ السّامريّ ، صنّف الكثير ، وحدّث ، وكان من الأعيان الثقات.

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خط الرّازي ، في تسمية من كتب عنه بدمشق من الغرباء أبو بكر محمّد بن جعفر بن محمّد بن سهل الخرائطيّ العسكري السّامريّ ، قدم دمشق مرّتين ، وأقام بها مدة سنة وأكثر ، وخرج إلى يافا ، ومات بها ، في أوّل سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا [ـ و](٨) أبو منصور بن

__________________

(١) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٤٠.

(٣) كتبت «أبو» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٤) تاريخ بغداد ٢ / ١٣٩ ـ ١٤٠.

(٥) كذا بالأصل و «ز» ، ود ، وفي تاريخ بغداد : مليح التصانيف.

(٦) الاكمال لابن ماكولا ٣ / ٢٩٧.

(٧) في الاكمال لابن ماكولا : جعفر بن ......... الخرائطي.

(٨) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

٢٢٦

خيرون قال : أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، حدّثني عبد العزيز الكتّاني. ح وقرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني ـ سنة سبع وعشرين وثلاثمائة ، توفي أبو بكر محمّد بن جعفر الخرائطيّ في شهر ربيع الأوّل.

٦١٧٣ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن قسيم بن ملّاس (٢)

أبو العباس النّميريّ مولاهم

روى عن جدّه محمّد بن هشام ، وأبيه جعفر بن محمّد بن هشام ، وأبي عامر موسى بن عامر ، وشعيب بن شعيب ، وإبراهيم بن يعقوب ، وحميد بن هشام العنسي (٣) الدّاراني ، وشعيب بن عمرو ، وأبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن هشام بن ملّاس ، وإسحاق بن إبراهيم ابن محمّد بن عرعرة ، والعبّاس بن الوليد بن مزيد ، وأبي سليم (٤) إسماعيل بن حصن (٥) الجبيلي (٦) ، وسعد بن محمّد البيروتي ، وأبي جعفر أحمد بن عمرو الفارسي المقعد ، وأبي عتبة الحجازي ، ويزيد بن عبد الحميد ، ويزيد بن محمّد بن عبد الصّمد ، وعمر بن نصر ، وأبي الحسن أحمد بن عبد الله بن عبد الرزّاق ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن الأشعث ، وعبد السّلام بن إسماعيل الحدّاد ، وأبي عبد الله صفوان بن يسرة بن صفوان ، وأبي بكر أحمد الزنبقي ، وأبي جعفر محمّد بن يعقوب بن حبيب الغسّاني ، ومحمّد بن إسماعيل بن عليّة القاضي ، وأبي مالك الحرستاني ، وأبي أميّة الطّرسوسي ، وأبي عبد الرّحمن الشيباني (٧) ، وأحمد بن علي بن يوسف الحرار ، وعبد الوارث بن الحسن بن عمرو الشيباني ، وعبد الله بن الحسين المصّيصي ، وخالد بن روح بن أبي حجير ، وبدر بن الهيثم الهاشمي ، وأبي معاوية سفيان بن شعيب بن مسلم ، وأبي الوليد هشام بن عبد الله ، وإسماعيل بن أبان بن حويّ ، وأبي يعقوب إسحاق بن مسبح ، وأبي زياد ربيعة بن الحارث الجبلاني ، وأبي عبد الرّحمن

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٤٠.

(٢) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي المختصر : «بن ملاس بن قسيم».

(٣) في «ز» : العنبسي.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : «مليح» وفي معجم البلدان (جبيل) «سليمان».

(٥) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي معجم البلدان : خضر.

(٦) بدون إعجام بالأصل وصورتها : «الحلى» وفي «ز» : الحنبلي والتصويب عن د ، ومعجم البلدان.

(٧) كذا بالأصل ، وفي د : «النسائي» وفي «ز» : النشابي.

٢٢٧

محمّد بن عبد الله بن أبي مسهر ، وأبي بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن الحسن الجعفي ، وأبي علي الحسن بن عبد الله بن منصور البالسي الأنطاكي ، وأحمد بن إبراهيم بن بسر ، وأبي جعفر أحمد بن عمر بن أبان (١) الفارسي ، وعبد الله بن صالح بن جرير ، وأبي القاسم جرير ابن غطفان ، والحسن بن محمّد بن بكّار بن بلال ، ووريزة (٢) بن محمّد ، وأبي جعفر محمّد ابن عمرو السّوسي.

روى عنه : أبو بكر بن أبي الحديد ، وأحمد بن عبد الوهّاب بن محمّد اللهبي ، وأحمد ابن عبد الله بن رزيق (٣) ، وأبو أحمد الحسين بن محمّد بن الوزير الحافظ ، والحسن بن منير ، وأبو الحسين الرّازي ، وأبو سليمان بن زبر ، والحسين بن أحمد بن أسدي الهروي ، وأبو القاسم الحسن بن محمّد بن الحسن بن حكيم الحافظ ، وأحمد ، ومحمّد ابنا موسى بن السمسار ، وأبو هاشم المؤدب ، وأبو المفضّل محمّد بن عبد الله بن محمّد الشيباني ، وعبد الله بن محمّد بن أيّوب القطّان ، وعمر بن علي العتكي ، وسليمان الطبراني ، وأبو علي بن مهنّى الدّاراني ، وعبد الوهّاب الكلابي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، أنبأنا أبو القاسم الحنّائي ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملّاس النّميري ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عمرو السّوسي ، حدّثنا وكيع ـ هو ابن الجرّاح ـ عن إسماعيل ، عن قيس ، عن عبد الله قال : كنا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن شباب ، فقلنا : يا رسول الله ألا نستخصي؟ فنهانا ، ثم رخّص لنا أن نتزوج المرأة بالثوب إلى أجل ، ثم قرأ عبد الله : (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ)(٤).

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد فيما ذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرّازي في تسمية من كتب عنه بدمشق أبو العباس محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملّاس (٥) بن قسيم النميريّ ، وكانوا أهل بيت علم ، كان أبو محدّثا ، وجدّه محدّثا ، وعمّ أبيه وابن عمّ أبيه وجماعة من أهل بيته ، روي عنهم العلم ، وابن عمّ له ، كتبت أنا عنه ، يقال له قسيم ، مات أبو العبّاس في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

__________________

(١) بالأصل : «اياس» والمثبت عن د ، و «ز».

(٢) بدون إعجام بالأصل ، وفي د ، و «ز» : «وزيرة».

(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : و «رزين» تصحيف ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٥٢.

(٤) سورة المائدة ، الآية : ٨٧.

(٥) كذا ورد هنا بالأصل ، ود ، و «ز» : «ملاس بن قسيم» وقد صدّر في أول الترجمة : بن قسيم بن ملاس.

٢٢٨

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد الصّوفي ، أنبأنا أبو الحسن المؤدّب ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الربعي قال :

وفي جمادى الأولى لثمان بقين منه توفي أبو العباس محمّد بن جعفر بن ملّاس ـ يعني ـ سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة.

٦١٧٤ ـ محمّد بن جعفر بن محمّد بن أبي كريمة (١)

أبو علي ـ ويقال : أبو بكر ـ الصيداويّ

سمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا ، وأبا الدحداح ، وعيسى بن إدريس البغدادي ، ومحمّد بن جعفر بن ملّاس ، وعبد الله بن محمّد بن عمر الأسدي ، وسلم (٢) بن معاذ التميمي ، ومحمّد بن خريم ، وزكريا بن أحمد البلخي ، ومحمّد بن أحمد بن عمارة العطّار ، والحسن بن حبيب ، وطاهر بن محمّد بن الحكم الإمام ، وسليمان بن محمّد الخزاعي ، وأبا الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع القاضي.

وحدّث عن محمّد بن يحيى السّمّاقي (٣) ، وأبي جعفر محمّد بن سيف العطّار ، وسعد ابن محمّد البيروتي ، ومحمّد بن معافى الصّيداويّ ، ومحمّد بن يوسف الهروي ، والحسن بن إبراهيم بن إسحاق بن الأصم البجلي ، وجعفر بن أحمد بن عاصم.

روى عنه : أبو الحسن عطية الله بن عطاء الله بن أبي غياث ، وكنّاه أبا (٤) بكر ، وأبو سعد الماليني الصّوفي ، وأبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد بن الطيّان الدمشقي ، وأبو الحسن الخصيب بن عبد الله بن محمّد القاضي ، وكنّاه أبا علي ، وأبو عمرو ، منير بن عبد الرزّاق بن إلياس الطرابلسي ، وشهاب بن محمّد بن شهاب الصّوري ، وصالح بن أحمد بن القاسم الميانجي ، وأبو بكر محمّد بن جميل بن العجمية الصّوري ، وأبو الفرج عبد الواحد بن بكر الورثاني.

قرأت على أبي الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه ، عن أبيه أبي العبّاس ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الغسّاني (٥) الدّمشقي ، حدّثنا أبو علي محمّد بن جعفر بن

__________________

(١) «كربه» : تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٢) كذا بالأصل ، وفي د ، و «ز» : سالم.

(٣) السماقي بضم السين المهملة وتشديد الميم ، كما في الأنساب.

(٤) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٥) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : النسائي.

٢٢٩

محمّد بن أبي كريمة الصّيداويّ ـ بصيدا ـ أنبأنا أبو جعفر محمّد بن سيف العطّار ـ إملاء بصور ـ حدّثنا محمّد بن علي بن راشد ، حدّثنا عمر بن إسحاق العطّار ، حدّثنا غياث بن إبراهيم التميمي ، عن الوضين بن عطاء ، عن محفوظ بن علقمة ، عن أبي الدّرداء (١).

عن النبي (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «إذا قدم أحدكم من سفر فليقدم معه بهدية ، ولو يلقى في مخلاته حجرا» [١٠٩٩٦].

٦١٧٥ ـ محمّد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل

أبو الفضل الخزاعي الجرجاني المقرئ (٣)

قرأ القرآن على الحسن بن سعيد الفارسي ، وأحمد بن نصر المقدم.

وقدم دمشق وحدّث بها ، وببغداد عن يوسف بن يعقوب النّجيرمي البصري ، وأحمد بن عبد (٤) الله النّهرديري (٥) ، ومحمّد بن أحمد بن إسحاق الأهوازي الشاهد ، وأبي أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي.

روى عنه : أبو الحسن بن داود الدّاراني ، والقاضي أبو القاسم التنّوخي ، والقاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، وأبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني ، وأبو عبد الله البكري.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا [ـ و](٦) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٧) ، أنبأنا علي بن أبي علي ، حدّثنا أبو الفضل محمّد بن جعفر بن محمّد الخزاعي في سنة أربع وثمانين وثلاثمائة قال : قرأت على أبي الحسن أحمد ابن محمّد بن الحسن بن محمّد بن هارون بن جعفر قلت : حدّثك أبوك محمّد بن الحسن عن أبي جعفر عبد الله بن فاخر ، حدّثنا محمّد بن الحسن الشيباني قال : صلى بنا أبو حنيفة في

__________________

(١) زيد في «ز» : رضي‌الله‌عنه.

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٣٨٠ رقم ٣١١ وغاية النهاية ٢ / ١٠٩ والوافي بالوفيات ٢ / ٣٠٥ وتاريخ بغداد ٢ / ١٥٧ وتاريخ جرجان ص ٤٥٨.

(٤) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي تاريخ بغداد والأنساب : عبيد الله.

(٥) بالأصل : «الهرديري» وفي تاريخ بغداد : «النهرتيري» والمثبت عن «ز» ، ود ، والأنساب. وهذه النسبة بفتح النون وسكون الهاء والراء وفتح الدال المهملة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخرها الراء ، نسبة إلى نهر الدير ، قرية كبيرة على اثني عشر فرسخا من البصرة. (الأنساب).

(٦) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.

(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٥٧.

٢٣٠

شهر رمضان وقرأ حروفا اختارها لنفسه من الحروف التي قرأهن الصحابة والتابعون ، قرأ أبو حنيفة (ملك يوم الدين) (١) على مثال فعل ونصب اليوم جعله مفعولا ، وقرأ في سورة الانعام (لا تنفع نفس) (٢)(٣) بالتاء والرفع ، قال أبو الفضل : ولست أعرف الرفع مع التاء ، وقرأ في سورة يوسف (قد شعفها حبا) (٤) بالعين ، وقرأ في سورة يس (فأعشيناهم) (٥) بالعين غير معجمة ، وقرأ في سورة الفلق (من شر ما خلق) (٦) بالتنوين وذكر حروفا كثيرة سوى هذه.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمّد الباطرقاني ـ إجازة ـ حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف بن مردة ، أنبأنا أبو الحسن علي بن داود المقرئ ، أنبأنا أبو الفضل محمّد بن جعفر المقرئ الجرجاني ، قدم علينا دمشق قال : قرأت على أبي العبّاس الحسن بن سعيد بفارس ، وكتب هو لي بخط يده أنه قرأ على محمّد بن القاسم الإسكندراني بإسناده ـ يعني ـ ابن عامر.

قال : وأنبأنا أبو الفضل أيضا أنه قال : قرأت القرآن كله على أبي بكر أحمد بن نصر المقرئ ، وأخبرني أنه قرأ على [أبي](٧) العبّاس أحمد بن محمّد بن عبد الصّمد بن يزيد الرّازي بالأهواز.

قال : وأخبرني أنه قرأ على الفضل بن شاذان فقرأ الفضل على أحمد بن يزيد الحلواني ، وأنّ الحلواني قرأ على هشام بن عمّار بإسناده.

أخبرنا أبو الخير عبد السّلام بن محمود بن أحمد بن محمّد الحسناباذي ـ بأصبهان ـ [قال : سمعت](٨) أبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني يقول : سمعت أبا الفضل محمّد بن جعفر بن عبد الكريم الخزاعي المقرئ يقول : سمعت أبا العبّاس الحسن بن سعيد البصري يقول : سمعت محمّد بن زغبة بمصر يقول : سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول : سمعت الشافعي يقول : كتب حكيم إلى حكيم : يا أخي ، قد أوتيت علما فلا تدنس علمك بظلمة

__________________

(١) سورة الفاتحة ، الآية : ٣.

(٢) بالأصل : «نفسا» والمثبت كما اقتضاه السياق عن د ، و «ز».

(٣) سورة الأنعام ، الآية : ١٥٨ وفي التنزيل العزيز : لا ينفع نفسا.

(٤) سورة يوسف ، الآية : ٣٠ وفي التنزيل العزيز : قد شغفها حبّا.

(٥) سورة يس ، الآية : ٩ وفي التنزيل : فأغشيناهم.

(٦) سورة الفلق ، الآية : ٢.

(٧) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، ود.

(٨) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن د ، و «ز».

٢٣١

الذنوب فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم ، ودّعت أبا الفضل أحمد بن الحسين بن أحمد الصّوري فأنشدني هذه الأبيات ، قال : ودّعت أبا الفرج بن علي الصّوري فأنشدني هذه الأبيات ثم قال : ودعت الشيخ أبا بكر الحافظ فأنشدني ، ثم قال : ودعت أبا العبّاس الفضل بن العبّاس الصّغاني فأنشدني ، ثم قال : ودعت أبا بكر أحمد بن محمّد بن إبراهيم المروزي فأنشدني هذه الأبيات ، وقال : ودعت أبا الفضل محمّد بن جعفر الخزاعي فأنشدني هذه الأبيات ، وقال : ودعت أبا محمّد الحسن بن عبد الرّحمن بن خلّاد الأديب فأنشدني هذه الأبيات ، قال : ودعت أبا عمرو الزّنبقي المحدّث فأنشدني هذه الأبيات ، وقال : ودعت عبد الله بن شبيب فأنشدني هذه الأبيات ثم قال : ودعني الزّبير بن بكّار فأنشدني هذه الأبيات :

ودّعني لسفره

بلحظة من نظره

وآسفي حين مضى

إذا لم أمت في أثره

اسمج مني لا ترى

مسائلا عن خبره

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن بن قبيس ، وأبو منصور المقرئ ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : محمّد بن جعفر بن محمّد بن عبد الكريم بن بديل ، أبو الفضل الخزاعي الجرجاني ، قدم بغداد ، وحدّث بها عن يوسف بن يعقوب النّجيرمي البصري ، وأحمد بن عبيد الله النّهرديري (٢) ، ومحمّد بن أحمد بن إسحاق الشاهد الأهوازي ، والحسن ابن عبد الله بن سعيد العسكري ، وأبي بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، كتب عنه أحمد بن عمر بن البقّال ، وحدّثنا عنه القاضي أبو القاسم التنّوخي.

[قال الخطيب :](٣) كان أبو الفضل الخزاعي شديد العناية بعلم القرآن (٤) ، ورأيت له مصنفا يشتمل أسانيد القراءات المذكورة فيه على عدة من الأجزاء قد عظمت (٥) ، واستنكرته حتى ذكر لي بعض من يعتني (٦) بعلوم القراءات أنه كان يخلط تخليطا قبيحا ، ولم يكن على ما

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٥٧.

(٢) كذا بالأصل ود ، و «ز» ، وفي تاريخ بغداد : «النهرتيري» تصحيف.

(٣) تاريخ بغداد ٢ / ١٥٨.

(٤) كذا بالأصل ود : «القرآن» وفي «ز» وتاريخ بغداد : القراءات.

(٥) كذا بالأصل ود ، و «ز» : «قد عظمت» وفي تاريخ بغداد : فأعظمت ذلك.

(٦) بالأصل : «بعثني» تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

٢٣٢

يرويه مأمونا ، وحكى لي القاضي أبو العلاء (١) الواسطي عنه أنه وضع كتابا في الحروف ونسبه إلى أبي حنيفة ، قال أبو العلاء : فأخذت خط الدارقطني وجماعة من أهل العلم كانوا في ذلك الوقت بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له ، فكبر عليه ذلك ، وخرج عن بغداد إلى الجبل ، ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل وسقطت هناك منزلته : وقال لي أبو العلاء أيضا : كتبت عن أبي الفضل الخزاعي بواسط ، وذكر هو لي أن اسمه كميل ، ثم غيّر اسمه بعد ، وتسمّى محمّدا.

أخبرنا (٢) أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف سماعا أو إجازة (٣) ـ قال : أبو الفضل محمّد بن جعفر بن عبد الكريم الجرجاني المقرئ ، يعرف بالخزاعي ، رحل إلى العراق ، والشام ، ومصر ، وفارس ، وأصبهان ، وخراسان ، صنّف كتبا في القراءات ، روى عن أبي بكر القطيعي ، والحسن بن سعيد المطوّعي ، وأبي علي (٤) بن حبش (٥) ، وأبي بكر الشّذائي (٦) وجماعة من القراء ، مات بآمد سنة ثمان وأربعمائة ، ودفن بها.

٦١٧٦ ـ محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين أبو بكر العقيلي العطّار الحمصيّ

سمع بدمشق وحمص : هشام بن عمّار الدمشقي ، وإسحاق بن إبراهيم بن العلاء زبريق (٧) ، ومحمّد بن مصفّى الحمصيين.

روى عنه : أبو بكر الأبهري ، وابن المقرئ ، وأبو علي الحسن بن عبد الله بن سعيد الكندي الحمصيّ ، وأبو زكريا يحيى بن مسعر بن محمّد التنوخي المعري ، والقاضي أبو بكر الميانجي ، وأبو الحسن أحمد بن أبي حازم ، وأبو حفص عمرو (٨) بن علي العتكي الخطيب ،

__________________

(١) بالأصل : «علاء» والمثبت عن د ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٢) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٣) رواه السهمي في تاريخ جرجان ص ٤٥٨ رقم ٩١١.

(٤) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» «أبي بكر» ، وفي تاريخ جرجان : «أبي علي» ومثله في معرفة القراء الكبار ، وهو الصواب ، وهذا ما أثبتناه ، واسمه الحسين بن محمد بن حبش الدينوري ترجمته في غاية النهاية ١ / ٢٥٠ ومعرفة القراء الكبار ١ / ٣٢٢.

(٥) في «ز» : «حبيش» تصحيف.

(٦) هو أحمد بن نصر بن منصور بن عبد المجيد الشذائي ، أبو بكر البصري المقرئ ، ترجمته في معرفة القراء الكبار ١ / ٣١٩.

(٧) بدون إعجام بالأصل وصورتها فيه : «زبربى» وفي د : «زبربن» والمثبت عن «ز».

(٨) في «ز» ، ود : «عمر».

٢٣٣

وأبو طالب علي بن الحسن العقيلي الحلبي ، وأبو أحمد بن عدي ، والحسن بن علي بن وثاق النصيبي ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن إبراهيم الحلبي (١) ، وأبو علي الحسين بن علي بن يزيد النيسابوري.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو بكر محمّد ابن عبد الله بن محمّد بن صالح الأبهري ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين العطّار ـ بحمص ـ حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا الربيع بن بدر ، حدّثني أبي عن أبيه ، عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «اثنان فما فوقهما جماعة» [١٠٩٩٧].

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنبأنا أبو طاهر الثقفي ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين الحمصيّ ، حدّثنا [إسحاق بن](٢) إبراهيم بن العلاء الزبيدي زبريق (٣) ، حدّثنا إسماعيل بن عيّاش ، حدّثنا عمر بن رؤبة ، عن أبي كبشة قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «خياركم خياركم لأهله».

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف قال : وسألته ـ يعني ـ الدارقطني عن محمّد بن جعفر بن يحيى بن رزين أبو بكر العطّار بحمص ، فقال : ليس به بأس.

٦١٧٧ ـ محمّد ـ قيل : ابن جعفر ـ أبو جعفر المدني ، المعروف بابن عائشة (٤)

ذكر أبو الفرج الأصبهاني أنه لم يكن يعرف له أب ، وكان يزعم أن اسم أبيه جعفر ، وأمّه عائشة مولاة لكثير بن الصّلت الكندي حليف قريش ، وقيل : إنها مولاة لآل المطّلب بن أبي وداعة السهمي (٥).

قال (٦) : وقال له الوليد بن يزيد : يا محمّد ألغيّة أنت؟ قال : كانت أمّي يا أمير المؤمنين

__________________

(١) من قوله ـ قبل سطر ـ الحلبي ، إلى هنا سقط من «ز».

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، ود ، والمختصر ، واستدرك عن هامش «ز» ، وبعده صح. وهو موافق لما جاء في أول الترجمة.

(٣) بالأصل : «زبرين ، تصحيف ، والتصويب عن د ، و «ز».

(٤) أخباره في الأغاني ٢ / ٢٠٣ وما بعدها ، وفي أماكن متفرقة منها راجع الفهارس.

(٥) الأغاني ٣ / ٢٠٣.

(٦) يعني أبا الفرج الأصبهاني ، والخبر في الأغاني ٢ / ٢٠٣.

٢٣٤

ماشطة ، وكنت غلاما ، فكانت إذا دخلت إلى موضع قالوا : ارفعوا هذا لابن عائشة ، فغلبت على نسبي.

وقدم ابن عائشة على الوليد بن يزيد.

قرأت على أبي القاسم بن عبدان (١) ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسين الميداني ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، أنبأنا عبد الله بن أحمد ، أنبأنا أبو جعفر الطبري قال (٢) : ذكر عن إسحاق الموصلي أنّ الصّبّاح بن خاقان [قال :](٣) حدّثني رجل من أهلي ، عن أبيه قال : ذكر الوليد عند المنصور أيام نزوله من بغداد ، وفراغه من محمّد وإبراهيم ابني عبد الله قال : لعن الله الملحد الكافر ، قال : وفي المجلس أبو بكر الهذلي وابن عيّاش المنتوف ، والشّرقي بن قطامي ، وكلّ هؤلاء من أصحابه ، فقال أبو بكر الهذلي (٤) : حدّثني ابن عمّ الفرزدق ، عن الفرزدق قال : حضرت الوليد [بن يزيد] وعنده ندماؤه وقد أصبح (٥) فقال لابن عائشة تغنّ بشعر ابن الزّبعري (٦) :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل (٧)

فقتلنا الصيد من ساداتهم (٨)

وعدلنا ميل (٩) بدر فاعتدل

فقال ابن عائشة : لا أغني هذا يا أمير المؤمنين ، فقال : غنّه ، وإلّا جرّعت (١٠) لهواتك الأمرّين ، قال : فغنّاه ، فقال : أحسنت والله ، أنا على دين ابن الزّبعرى يوم قال هذا الشعر ، قال : فلعنه المنصور ولعنه جلساؤه وقال : الحمد لله على نعمته وتوحيده.

بلغني أن ابن عائشة لمّا انصرف من عند الوليد بن يزيد نزل بذي خشب (١١) فلحقه

__________________

(١) في «ز» : «عبد الله» تصحيف.

(٢) الخبر في تاريخ الطبري ٨ / ٩٦ حوادث سنة ١٥٨.

(٣) سقطت من الأصل و «ز» ، واستدركت عن د ، وتاريخ الطبري.

(٤) بالأصل : الهلالي ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز» ، والطبري.

(٥) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، وفي تاريخ الطبري : اصطبح.

(٦) من أبيات لعبد الله ابن الزبعرى قالها في يوم أحد ، وكان مشركا ، راجع سيرة ابن هشام ٣ / ١٤٣ ـ ١٤٤.

(٧) الأسل : الرماح.

(٨) في سيرة ابن هشام : فقتلنا الضعف من أشرافهم.

(٩) بالأصل : مثل ، والمثبت عن د ، و «ز» ، والطبري وابن هشام.

(١٠) في تاريخ الطبري : وإلّا جدعت لهواتك.

(١١) ذو خشب واد على مسير ليلة من المدينة في طريق الشام وقيل على أربعة فراسخ من المدينة.

٢٣٥

طرب ، فغنّى على قصر ذي خشب ، ومشى على الشرفات ، فسقط ، فمات (١)(٢).

٦١٧٨ ـ محمّد بن جعفر أبو جعفر بن أبي الحسين السّمناني (٣)

سمع بدمشق : أبا مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، وبحمص : علي بن عيّاش ، وأبا اليمان (٤) الحكم بن نافع ، وبالثغور : إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، وسنيد بن داود ، وخلف بن تميم المصّيصي ، وبمصر : نعيم بن حمّاد ، وبالعراق : أبا نعيم الفضل بن دكين ، والمعلّى بن أسد العمّي البصري أخا نعيم بن أسد ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي ، وسليمان بن داود بن محمّد بن شعبة اليمامي ، والحجّاج بن المنهال الأنماطي ، وسعيد بن الحكم بن أبي مريم ، وأبا صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث.

روى عنه : أبو عبد الله البخاري في صحيحه ، وأبو عيسى الترمذي في جامعه ، وأبو زرعة الرّازي ، ويوسف بن إسحاق بن الحجّاج ، وأبو بكر بن خزيمة (٥) ، وداود بن الوسيم بن أيوب البوشنجي (٦).

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن الحسن بن محمّد الحافظ البزاز ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن

__________________

(١) راجع ما جاء في سبب موته في الأغاني ٢ / ٢٣٥ ـ ٢٣٦.

(٢) كتب بعدها في «ز» :

...... بخط القاسم في الهامش : ذكره الطبري منقطعا ، وفيه ثلاثة مجهولون وثلاثة يتشيعون ، وإسحاق الموصلي لا تقوم به حجة ...

الجزء الرابع والعشرين بعد الأربعمائة من الأصل .... سماعا بقراءتي وعرضا بالأصل على سيدنا القاضي العالم الورع أبي البركات الحسن بن محمّد بن الحسن الشافعي أبقاه الله بحق إجازته من عمه ، وابنه أبي سعد عبد الله ، وأبو العباس أحمد بن يوسف بن عبد الله التلمساني.

وكتب محمّد بن يوسف بن محمّد بن أبي بداس البرزالي الإشبيلي يوم السبت الثامن من شهر رجب الفرد سنة ثمان عشرة وستمائة بالمسجد الجامع بدمشق حرسها الله تعالى.

(٣) السمناني بكسر السين المهملة وفتح الميم والنون نسبة إلى سمنان بلدة من بلاد قومس بين الدامغان وخوار الري (الأنساب) وضبطت في تقريب التهذيب : بسكون الميم. وترجمته في : تهذيب الكمال ١٦ / ١٧٧ وتهذيب التهذيب ٥ / ٦٦ وفيه : «بن أبي الحسن» وتقريب التهذيب ، والجرح والتعديل ٧ / ٢٣١ والأسامي والكنى للحاكم ٣ / ٨٤ رقم ١٠٨٢.

(٤) بالأصل : اليمن ، تصحيف ، والمثبت عن د ، و «ز».

(٥) في «ز» : خريم ، تصحيف ، وهو محمد بن إسحاق بن خزيمة ، كما في تهذيب الكمال.

(٦) بالأصل ، ود ، و «ز» ، البوسنجي.

٢٣٦

خزيمة ، أنبأنا جدي الإمام أبو بكر ، حدّثنا أبو جعفر السّمناني ، حدّثنا عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدّثنا حيوة ، وابن لهيعة ، عن أبي هانئ حميد بن هانئ الخولاني ، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قدر الله المقادير قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة» [١٠٩٩٨].

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الشافعي ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني.

ح وأخبرناه عاليا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو (١) سعد (٢) محمّد بن عبد الرّحمن ، قالا (٣) : أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الفضل ، حدّثنا جدي أبو بكر ، حدّثنا أبو جعفر محمّد بن أبي الحسين السّمناني ، حدّثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، حدّثني الهيثم بن حميد.

ح قال : وحدّثنا جدي أبو بكر ، حدّثني زكريا بن يحيى بن أبان ، حدّثنا عبد الله بن يوسف ، حدّثنا الهيثم ، أخبرني أبو معيد (٤) ـ وهو حفص بن غيلان ـ عن طاوس ، عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الله يبعث الأيام يوم القيامة على هيئتها ، ويبعث يوم الجمعة زهراء منيرة ، أهلها يحفون بها ، كالعروس تهدى إلى كريمها تضيء لهم ، يمشون في ضوئها ، ألوانهم كالثلج بياضا ، وريحهم تسطع كالمسك ، يخوضون في جبال الكافور ، ينظر إليهم الثّقلان ، ما يطرفون تعجّبا حتى يدخلوا الجنّة ، لا يخالطهم أحد إلّا المؤذّنون المحتسبون» [١٠٩٩٩].

هذا حديث زكريا بن يحيى.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأنا مكّي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو جعفر محمّد بن أبي الحسين القومسي سمع زكريا بن عدي.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي ، قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٥) :

__________________

(١) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٢) في د : سعيد ، تصحيف.

(٣) من هنا إلى قوله : الربيع ، سقط من «ز».

(٤) في «ز» : معبد ، تصحيف.

(٥) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٢٣٠.

٢٣٧

محمّد بن أبي (١) الحسين أبو جعفر السّمناني ، روى عن إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، والمعلّى بن أسد ، وأبي نعيم ، ونعيم بن حمّاد ، كان اجتمع مع أبي في الرحلة بالبصرة أيام الأنصاري ، روى عنه أبو زرعة ، ويوسف بن إسحاق بن الحجّاج.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم (٢) قال أبو جعفر محمّد بن أبي (٣) الحسين السّمناني القومسي ، سمع أبا يحيى زكريا بن عدي ، وأبا زكريا يحيى بن عبد الله بن بكير ، كنّاه لنا محمّد بن سليمان أبو أحمد.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل المقدسي ، أنبأنا أبو سعيد مسعود بن ناصر ، أنبأنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن ، أنبأنا أبو نصر البخاري قال : محمّد بن أبي الحسين هو أبو جعفر السّمناني ، سمع عمر بن حفص بن غياث (٤) ، روى عنه البخاري في غزوة خيبر.

٦١٧٩ ـ محمّد بن جعفر

حدّث عن أحمد بن أبي الحواري ، وعبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم.

روى عنه : أبو بكر النقاش المقرئ ، وأبو بكر بن المقرئ.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن جعفر الدمشقي ، حدّثنا أبو سعيد عبد الرّحمن بن إبراهيم دحيم ، حدّثنا عمر بن عبد الواحد ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن عبد الله بن أبي قتادة ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّي لأدخل في الصلاة وأريد أن أطوّل ، فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في الصلاة» [١١٠٠٠].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن الجنيد المحتاجي ، وأبو محمّد مسعود بن سعد الله ابن أسعد الميهنيان ـ بميهنة ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم عبد الرّحمن بن الحسن بن محمّد الفارسي سنة ثمان وسبعين ـ بميهنة ـ أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن محمّد بن محمّد بن الفراء (٥) المقرئ

__________________

(١) «أبي» سقطت من الجرح والتعديل.

(٢) رواه الحاكم أبو أحمد في الأسامي والكنى ٣ / ٨٤ رقم ١٠٨٢.

(٣) «أبي» سقطت من الأسامي والكنى.

(٤) في «ز» : عياش.

(٥) تقرأ بالأصل : «العز» والمثبت عن د ، و «ز».

٢٣٨

البصري بالمسجد الأقصى ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم بمكة حرسها الله ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن الحسن النقّاش ، حدّثنا محمّد بن جعفر بدمشق ، حدّثنا أحمد بن أبي الحواري ، حدّثنا إسحاق بن خلف قال : أوحى الله إلى موسى : يا موسى ، أحببني وحبّبني إلى خلقي ، قال : يا ربّ ها أنذا (١) أحبك ، فكيف أحبّبك إلى خلقك؟ قال : ذكرهم آلائي فإنهم لا يذكرون مني إلّا الحسن الجميل.

٦١٨٠ ـ محمّد بن جعفر البغداديّ

حدّث بدمشق.

قرأت بخط أبي محمّد بن الأكفاني وذكر أنه وجده بخط بعض أصحاب الحديث في تسمية من سمع منه بدمشق سنة ست عشرة وثلاثمائة : محمّد بن جعفر البغداديّ غريب.

٦١٨١ ـ محمّد بن الجنيد أبو عبد الله النيسابوري ثم الإسفرايني الزّاهد

سكن الثّغر مدة ، وسمع بدمشق وغيرها من بلاد الشام : أبا مسهر ، وأبا اليمان ، وآدم ابن أبي إياس ، ومحمّد بن كثير المصّيصي ، ويحيى بن بكير المصري ، وعبيد الله (٢) بن موسى ، وعلي بن قادم ، وعبد الله بن يوسف التّنّيسي (٣).

روى عنه : أبو عمرو أحمد بن محمّد الحيري ، وأبو حامد بن الشّرقي ، وأبو عوانة ، ومحمّد بن شريك ، وعبد الله بن محمّد بن مسلم الأسفرايينيون (٤) ، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن عبدويه العبدوي والد أبي حازم العبدوي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن شريك بن محمّد الإسفرايني ، أنبأنا محمّد بن الجنيد الإسفرايني أن عبد الله بن يوسف التنّيسي حدّثهم : حدّثنا الحكم بن هشام ، عن يحيى بن سعيد بن أبان (٥) ، عن أبي فروة (٦) عن أبي خلّاد وكان من الصحابة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا رأيتم الرّجل المؤمن قد أعطي

__________________

(١) بالأصل : هذا ، وفي د : هذا ، وفوقها ضبة. وعلى هامشها : «لعله : ناذا» والمثبت عن «ز».

(٢) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : عبد الله.

(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، ود.

(٤) بالأصل ود : «الاسفرانيون». والمثبت عن «ز».

(٥) زيد بعدها في «ز» : حدثهم.

(٦) في «ز» : عروة.

٢٣٩

زهدا في هذا (١) وقلة منطق ، فاقتربوا منه ، فإنه يلقّى الحكمة» [١١٠٠١].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن محمّد ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم (٢) الإسفرايني ، حدّثنا محمّد بن الجنيد ، أنبأنا عبد الله بن يوسف ، أنبأنا مالك ، عن أبي الزبير المكّي ، عن طاوس اليماني ، عن عبد الله بن عبّاس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول : إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل : «اللهمّ لك الحمد ، أنت نور السموات والأرض ، ولك الحمد ، أنت قيّام السموات والأرض ، ولك الحمد ، أنت ربّ السموات والأرض ومن فيهن ، أنت الحقّ ، ووعدك الحقّ ، ولقاؤك الحق ، والجنّة حق ، والنار حقّ ، والساعة حقّ ، اللهمّ لك أسلمت وبك آمنت ، وعليك توكّلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدّمت وما أخّرت ، وما أسررت وما أعلنت ، إلهي لا إله إلّا أنت» [١١٠٠٢].

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا أحمد بن أبي الحسن يقول : سمعت أبا عوانة يعقوب بن إسحاق يقول : سمعت أبا عبد الله محمّد بن الجنيد الإسفرايني العبد الصالح يقول : سمعت أبا مسهر يقول :

هبك عمرت مثل ما عاش نوح

ثم لاقيت كلّ ذاك يسارا

هل من الموت لا أبا لك بدّ

أيّ حيّ إلّا [إلى](٣) الموت صارا

قال : وأنبأنا الحافظ ، وسمعت أبا الحسين (٤) محمّد بن محمّد بن يعقوب الحافظ يقول : سمعت أبو عوانة يقول : كان محمّد بن الجنيد من الزهّاد ، كتب إلى بعض الأمراء : أكرمك الله وأسعدك ، فغضب الأمير ورمى بكتابه وقال : لا يخاطب السلطان بهذا ، فكتب إليه : أطال الله بقاءك ، ثم أطال [الله](٥) بقاءك ، ولو أكرمك وأسعدك لكان خيرا لك ، فإنّ عاقبة ما أنت فيه ليس بمحمودة.

قال : وأنبأنا الحافظ أبو عبد الله الحاكم قال : محمّد بن الجنيد الزّاهد أبو عبد الله الإسفرايني كان من المجاورين بطرسوس وأكثر سماعه بالشام ، سمع بها أبا مسهر ثم ذكر بعض شيوخه.

__________________

(١) كذا بالأصل ، ود ، و «ز» ، والذي في المختصر : «زهدا في الدنيا».

(٢) في «ز» : «مليح» تصحيف.

(٣) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، ود.

(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الحسن.

(٥) سقطت من الأصل ، واستدركت عن «ز» ، ود.

٢٤٠