أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٦
مذ ولدت ما اشتريت من أحد بدرهم شيئا قطّ ، ولا اشتريت من أحد بدرهم شيئا ، فسألوه عن شراء الحبر والكواغد فقال : كنت آمر إنسانا يشتري لي.
قال : وأنبأنا محمّد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ ، حدّثنا أبو سعيد بكر بن منير (١) قال : كان حمل إلى محمّد بن إسماعيل بضاعة أنفذها إليه ابنه أحمد أبو حفص ، فاجتمع بعض التجّار إليه بالعشية فطلبوها منه بربح خمسة آلاف درهم ، فقال لهم : انصرفوا الليلة ، فجاءه من الغد تجار آخرون فطلبوا منه تلك البضاعة بربح عشرة آلاف درهم ، فردّهم وقال : إنّي نويت البارحة أن أدفع إليهم بما طلبوا ـ يعني : ـ الذين طلبوا أوّل مرة ، ودفع إليهم بربح خمسة آلاف درهم ، وقال : لا أحبّ أن أنقض نيّتي.
قال : وأنبأنا محمّد ، حدّثنا أبو عمرو المقرئ قال : سمعت بكر بن منير يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل يقول : أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أنّي اغتبت أحدا (٢).
قال : وأنبأنا محمّد ، حدّثنا أبو عمرو المقرئ قال : سمعت بكر بن منير يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل يقول : لا أعرف بخراسان مرجئا (٣).
قال : وأنبأنا محمّد ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن أحمد بن موسى البزاز قال : سمعت أبا بكر عبد الرّحمن بن محمّد بن علوية الأبهري يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : سمعت أبي يقول : ما أخرجت خراسان مثل محمّد بن إسماعيل البخاري (٤).
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحسين ، وأبو الحسن بن أبي العبّاس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٥) أبو منصور بن عبد الملك ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي قال : سمعت محمّد بن محمّد بن العبّاس يقول : سمعت جدي أحمد بن عبد الله يقول : سمعت جدي محمّد بن يوسف يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول : ما استصغرت نفسي عند أحد إلّا عند علي بن المديني وربما كنت أغرب عليه.
__________________
(١) روي الخبر في طريقه في تاريخ بغداد ٢ / ١١ ـ ١٢ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٧ ـ ٤٤٨.
(٢) تاريخ بغداد ٢ / ١٣ وتهذيب الكمال ١٦ / ٩٤ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٣٩.
(٣) بالأصل ، و «ز» ، ود : مرجئ.
(٤) تهذيب الكمال ١٦ / ١٠٠ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢١.
(٥) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٧ وتهذيب الكمال ١٦ / ٩٧ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤١١.
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم ، أنبأنا محمّد بن أحمد غنجار ، حدّثنا أبو علي الحسن بن يوسف بن يعقوب الخفّاف ، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف ، قال : سمعت محمّد بن إسماعيل يقول : ما تصاغر نفسي عند أحد إلّا عند علي بن المديني ، وما سمعت الحديث من في إنسان أشهى عندي أن أسمعه من في علي بن المديني ، وربما كنت أغرب عليه وأغرب.
قال : وأنبأنا محمّد ، حدّثنا خلف بن محمّد ، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال : سمعت ابن إسماعيل يقول : ما تصاغرت إليّ نفسي إلّا عند علي بن المديني قال إسحاق : وسمعت أحمد بن عبد السلام يقول : ذكرنا قول محمّد بن إسماعيل هذا لعلي بن المديني فقال : دعوا هذا ، فإن محمّد بن إسماعيل لم ير مثل نفسه (١).
أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور ابن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، حدّثني عبد الله بن أحمد بن علي السّوذرجاني ـ لفظا ـ حدّثنا علي بن محمّد بن الحسن (٤) الفقيه ، حدّثنا خلف الخيّام قال : سمعت إسحاق بن أحمد بن خلف يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل غير مرة يقول : ما تصاغرت نفسي عند أحد إلّا عند علي بن المديني ، ما سمعت الحديث من في إنسان أشهى عندي أن أسمعه من في علي.
وقال إسحاق : حدّثني حامد بن أحمد قال : ذكر لعلي بن المديني قول محمّد بن إسماعيل : ما تصاغرت نفسي عند أحد إلّا عند علي بن المديني فقال : ذروا قوله ، هو ما رأى مثل نفسه.
قال (٥) : وأنبأنا علي بن أبي علي المعدّل ، أنبأنا أبو نصر أحمد بن محمّد بن إبراهيم الحازمي (٦) البخاري ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن حريث ، حدّثنا أحمد بن سلمة ،
__________________
(١) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢٠.
(٢) زيادة عن «ز» ، ود ، للإيضاح ، وتقويم السند.
(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ١٧ ـ ١٨ وتهذيب الكمال ١٦ / ٩٧.
(٤) كذا بالأصل ، و «ز» ، ود : «الحسن» وفي تاريخ بغداد : الحسين.
(٥) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٢ / ١٨.
(٦) بالأصل : الخازمي ، والمثبت عن «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.
حدّثني فتح بن نوح النيسابوري قال : أتيت علي بن المديني فرأيت محمّد بن إسماعيل جالسا عن يمينه ، وكان إذا حدّث التفت إليه كأنه يهابه.
قال (١) : وحدّثني أبو النجيب الأرموي ، حدّثني محمّد بن إبراهيم الأصبهاني ، أخبرني محمّد بن إسحاق الورّاق ، حدّثنا محمّد بن حم (٢) ، أنبأنا محمّد بن يوسف ، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال : سمعت محمّد بن إسماعيل يقول : ذاكرني أصحاب عمرو بن علي [بحديث ، فقلت : لا أعرفه فسرّوا بذلك ، وساروا إلى عمرو بن علي](٣) فقالوا له : ذاكرنا محمّد بن إسماعيل البخاري بحديث فلم يعرفه فقال عمرو بن علي : حديث لا يعرفه محمّد ابن إسماعيل ليس بحديث.
أخبرنا أبو الحسن الموحّد ، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، حدّثنا خلف بن محمّد ، حدّثنا أبو عمرو عامر بن المنتجع ، حدّثنا أحمد بن الضّوء قال : سمعت أبا بكر بن أبي شيبة ، ومحمّد بن عبد الله بن نمير يقولان : ما رأينا مثل محمّد ابن إسماعيل (٤).
قال : وحدّثنا خلف بن محمّد قال : سمعت أبا علي الحسين بن إسماعيل الفارسي يقول : سمعت محمّد بن إبراهيم البوشنجي (٥) يقول (٦) : سمعت بندارا محمّد بن بشار سنة ثمان وعشرين ومائتين يقول : ما قدم علينا مثل محمّد بن إسماعيل.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٧) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال (٨) : قرأت على الحسين بن محمّد أخي الخلّال ، عن أبي سعد الإدريسي ، حدّثني محمّد بن حم بن ناقب البخاري ـ بسمرقند ـ حدّثنا محمّد بن يوسف الفربري ، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول :
لما دخلت البصرة صرت إلى مجلس محمّد بن بشّار ، فلمّا خرج وقع (٩) بصره علي
__________________
(١) تاريخ بغداد ٢ / ١٨ وتهذيب الكمال ١٦ / ٩٧.
(٢) في «ز» : جشم ، تصحيف.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك للإيضاح عن «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢١ وتهذيب الكمال ١٦ / ٩٨.
(٥) بالأصل و «ز» ، ود : البوسنجي ، والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
(٦) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢١ وتهذيب الكمال ١٦ / ٩٦.
(٧) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٨) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ١٧.
(٩) بالأصل و «ز» ، ود : «رفع» والمثبت عن تاريخ بغداد.
فقال : من أين الفتى؟ قلت : من أهل بخارى ، قال : كيف تركت أبا عبد الله؟ فأمسكت ، فقال له أصحابه : رحمك الله ، هو أبو عبد الله ، فقام ، فأخذ بيدي وعانقني وقال : مرحبا بمن أفتخر به منذ سنين.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم ، أنبأنا محمّد بن أحمد البخاري ، حدّثنا محمّد بن سعيد ، حدّثنا محمّد بن يوسف ، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال : سمعت حاشد بن إسماعيل يقول : كنت بالبصرة فسمعت بقدوم (١) محمّد بن إسماعيل ، فلمّا قدم قال محمّد بن بشّار : اليوم دخل سيّد الفقهاء (٢).
قال : وأنبأنا محمّد ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد قال : سمعت محمّد بن يوسف بن مطر يقول : سمعت أبا جعفر محمّد بن أبي حاتم يقول : حدّثني حاشد بن عبد الله بن عبد الواحد قال : سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول : محمّد بن إسماعيل فقيه هذه الأمّة (٣).
قال : وأنبأنا محمّد ، حدّثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي قال : سمعت أبا سعيد حاتم بن محمّد بن حازم يقول : سمعت موسى بن هارون الحمّال ببغداد يقول : عندي لو أن أهل الإسلام اجتمعوا على أن ينصبوا مثل حدّثنا محمّد بن إسماعيل آخر ما قدروا (٤) عليه.
قال : وأنبأنا محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعيد ، حدّثنا محمّد بن يوسف ، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال : سمعت عبد الله بن سعيد بن جعفر يقول : سمعت العلماء بالبصرة يقولون : ما في الدنيا مثل محمّد بن إسماعيل في المعرفة والصلاح (٥) ، قال عبد الله بن سعيد : وأنا أقول مثل قولهم.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [ـ و](٦) أبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٧) ، أخبرني الحسن بن محمّد الأشقر.
__________________
(١) بالأصل و «ز» ، ود : «قدوم».
(٢) تهذيب الكمال ١٦ / ٩٥ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢٢ وتاريخ بغداد ٢ / ١٦.
(٣) تاريخ بغداد ٢ / ٢٢ وتهذيب الكمال ٢٦ / ١٠٠.
(٤) تهذيب الكمال ١٦ / ١٠٠ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٣٤.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٤٢.
(٦) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٧) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ... وتهذيب الكمال ١٦ / ٩٧ ـ ٩٨.
ح وأنبأنا (١) أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر المعمر بن محمّد البيّع ، قالا : أنبأنا أبو المظفر هنّاد بن إبراهيم النّسفي (٢).
قالا : أنبأنا محمّد بن أبي بكر ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر ، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال : سمعت محمّد بن قتيبة قريب أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل يقول : كنت عند أبي عاصم النبيل فرأيت عنده غلاما فقال له : من أين أنت؟ قال : من بخارى ، قلت : ابن من؟ فقال : ابن إسماعيل ، فقلت له : أنت قرابتي ، فعانقته ، فقال لي رجل في مجلس أبي عاصم : هذا الغلام يناطح الكباش.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحّد ، أنبأنا أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو عبد الله الغنجار ، حدّثنا أبو الحسن عبد الله بن موسى بن الحسين البغدادي ، حدّثنا عبد المؤمن بن خلف التميمي قال : سمعت الحسين بن محمّد المعروف بعبيد العجل يقول (٣) : ما رأيت مثل محمّد بن إسماعيل ، ومسلم الحافظ لم يكن يبلغ محمّد ابن إسماعيل ، ورأيت أبا زرعة وأبا حاتم يستمعون إلى محمّد بن إسماعيل أيّ شيء يقول ، يجلسون بجنبه ، فذكرت له قصة محمّد بن يحيى ، فقال : ما له ولمحمّد بن إسماعيل؟ كان محمّد بن إسماعيل أمّة من الأمم ، وكان أعلم من محمّد بن يحيى بكذا وكذا ، وكان محمّد ابن إسماعيل ديّنا فاضلا يحسن كل شيء.
أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : حدّثنا [ـ و](٤) أبو منصور ابن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب قال (٥) : وأخبرني محمّد بن علي المقرئ ، أنبأنا أبو مسلم عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الله بن مهران الحافظ ، أنبأنا عبد المؤمن بن خلف النّسفي قال : سألت أبا علي صالح بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل وأبي زرعة ، وعبد الله ابن عبد الرّحمن فقال : عن أي شيء تسال؟ فهم مختلفون في أشياء ، فقلت : من أعلمهم بالحديث؟ فقال : محمّد بن إسماعيل ، وأبو زرعة أحفظهم ، وأكثرهم حديثا ، فقلت : عبد الله ابن عبد الرّحمن؟ فقال : ليس هو من هؤلاء في شيء.
__________________
(١) كتب فوقها بالأصل : ملحق.
(٢) كتب فوقها بالأصل : إلى.
(٣) من طريقه روي الخبر في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٣٦ وتاريخ بغداد ٢ / ٢٩ ـ ٣٠.
(٤) زيادة للإيضاح عن «ز» ، ود ، ولتقويم السند.
(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٢٢.
قال (١) : وأنبأنا أبو بكر البرقاني قال : قال محمّد بن العبّاس العصمي : حدّثنا يعقوب بن إسحاق بن محمود قال : قال أبو علي صالح بن محمّد الأسدي ـ وذكر البخاري ـ فقال : ما رأيت خراسانيا أفهم منه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم ، أنبأنا محمّد بن أحمد البخاري ، حدّثنا محمّد بن سعيد ، حدّثنا محمّد بن يوسف ، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال (٢) : وسمعت حاشد بن عبد الله يقول : قال لي أبو مصعب أحمد بن أبي بكر المديني : محمّد بن إسماعيل أفقه (٣) ممن عندنا وأبصر ، فقال رجل من جلسائه : جاوزت الحدّ ، فقال أبو مصعب : لو أدركت مالكا ونظرت إلى وجهه ووجه محمّد بن إسماعيل لقلت كلاهما واحد في الفقه والحديث.
قال (٤) : وسمعت حاشد بن إسماعيل يقول : رأيت إسحاق بن راهوية جالسا على السرير (٥) ومحمّد بن إسماعيل معه ، وإسحاق يقول : حدّثنا عبد الرزّاق حتى مرّ على حديث ، فأنكر عليه محمّد بن إسماعيل فرجع إلى قول محمّد ، فقال إسحاق بن راهوية : يا معشر أصحاب الحديث ، انظر إلى هذا الشاب واكتبوا عنه ، فإنه لو كان في زمان الحسن بن أبي الحسن لاحتاج إليه الناس لمعرفته بالحديث وفهمه.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني (٦) أبو سعيد أحمد بن محمّد النّسوي ، حدّثني أبو حسّان مهيب بن سليم قال : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول : اعتللت بنيسابور علة خفيفة وذلك في شهر رمضان ، فعادني إسحاق بن راهوية في نفر من أصحابه ، فقال لي : أفطرت يا أبا عبد الله؟ فقلت : نعم ، فقال : خشيت أن تضعف عن قبول الرخصة ، فقلت : أخبرنا عبدان عن ابن المبارك عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : من أي المرض أفطر؟ قال : من أي مرض كان كما قال الله عزوجل : (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً)(٧) قال البخاري : ولم يكن هذا عند إسحاق.
__________________
(١) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٢ / ٢٢.
(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٦ / ٩٨ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢٠.
(٣) في تهذيب الكمال : أفقه عندنا وأبصر من ابن حنبل.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢١.
(٥) بالأصل : «السر» والمثبت عن «ز» ، ود.
(٦) من أول الخبر «أخبرنا ..» إلى هنا ليس في «ز».
(٧) سورة البقرة ، الآية : ١٨٤ والآية ١٩٦.
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد التاجر ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر ، حدّثنا محمّد ابن أبي حاتم الورّاق قال : سمعت عمر بن حفص الأشقر يقول : سمعت عبدان يقول : ما رأيت بعيني شابا أبصر من هذا ، وأشار بيده إلى محمّد بن إسماعيل (١).
قال : وسمعت صالح بن مسمار يقول : سمعت نعيم بن حمّاد يقول : محمّد بن إسماعيل فقيه هذه الأمّة (٢).
قال : وأنبأنا محمّد بن أحمد ، حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ ، وأبو نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي قال : سمعنا أبا سعيد بكر بن منير يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي يقول : كنت عند أبي حفص أحمد بن حفص أسمع كتاب الجامع ـ جامع سفيان ـ من كتاب والدي ، فمرّ أبو حفص على حرف ولم يكن عندي ما ذكر فراجعته فقال الثانية كذلك ، فراجعته الثانية ، فقال كذلك فراجعته الثالثة ، سكت سويعة ثم قال : من هذا؟ فقالوا : هذا ابن إسماعيل بن إبراهيم بن بردزبة (٣) ، فقال أبو حفص : هو كما قال : واحفظوا فإن هذا يصير يوما رجلا.
قال أبو نصر الباهلي : سمعت بكر بن منير يقول : ابن بردزبة هو بالبخارية وبالعربية الزّرّاع.
قال : وأنبأنا محمّد ، حدّثنا محمّد بن سعيد ، حدّثنا محمّد بن يوسف ، حدّثنا ابن أبي حاتم قال (٤) : سمعت أبا عمرو المستنير بن عتيق البكري يقول : سمعت رجاء بن المرجّى يقول : فضل محمّد بن إسماعيل على العلماء كفضل الرجال على النساء ، فقال له رجل : يا أبا محمّد كلّ ذلك بمرة؟! فقال : هو آية من آيات الله يمشي على ظهر الأرض.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٥) أبو
__________________
(١) تاريخ بغداد ٢ / ٢٤ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤١٩ وتهذيب الكمال ١٦ / ١٠٢.
(٢) تاريخ بغداد ٢ / ٢٢ وتهذيب الكمال ١٦ / ١٠٢ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤١٩.
(٣) ورد في تهذيب الأسماء واللغات ١ / ١٦٧ / ١ بردزبة بباء موحدة مفتوحة ثم راء ساكنة ثم دال مهملة مكسورة ثم زاي ساكنة ثم باء موحدة ثم هاء.
(٤) تاريخ بغداد ٢ / ٢٥ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢٧.
(٥) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر أحمد بن علي قال (١) : قرأت على الحسين بن محمّد أخي الخلّال ، عن أبي سعد الإدريسي ، حدّثني محمّد بن حمّ بن ناقب البخاري بسمرقند ، حدّثنا محمّد بن يوسف الفربري ، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم قال : سمعت علي بن حجر يقول : أخرجت خراسان ثلاثة : أبا زرعة الرازي بالريّ ، ومحمّد بن إسماعيل البخاري ببخارى ، وعبد الله بن عبد الرّحمن بسمرقند ، ومحمّد بن إسماعيل عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم.
أخبرنا بها عالية أبو الحسن علي بن أحمد ، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو عبد الله غنجار ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد بن أحمد بن سعيد التاجر ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن أبي حاتم الورّاق يقول : سمعت علي بن حجر يقول : أخرجت خراسان ثلاثة : أبو زرعة ، ومحمّد بن إسماعيل ببخارى ، وعبد الله بن عبد الرّحمن بسمرقند ، ومحمّد بن إسماعيل عندي أبصرهم وأعلمهم وأفقههم (٢).
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا [ـ و](٣) أبو منصور العطّار ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني الحسن بن محمّد بن الأشقر ، أنبأنا محمّد بن أبي بكر ، حدّثنا خلف بن محمّد ، حدّثنا أبو عمرو نصر بن زكريا المروزي قال : سمعت أبا رجاء قتيبة بن سعيد يقول : شباب خراسان أربعة : محمّد بن إسماعيل ، وعبد الله بن عبد الرّحمن ، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي ، والحسن بن شجاع البلخي.
أخبرنا أبو الحسن الموحّد ، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي ، أنبأنا أبو عبد الله البخاري ، حدّثنا أبو نصر محمّد بن سعيد التاجر ، حدّثنا محمّد بن يوسف بن مطر ، حدّثنا محمّد بن أبي حاتم الورّاق قال : سمعت يحيى بن جعفر يقول : لو قدرت أن أزيد ـ يعني ـ من عمري في عمر محمّد بن إسماعيل لفعلت ، فإنّ موتي يكون موت رجل واحد ، وموت محمّد بن إسماعيل ذهاب العلم (٥).
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الزاهد ، قالا : حدّثنا [ـ و](٦) أبو منصور بن
__________________
(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٢٨.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢١.
(٣) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٢٦ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢٤ وتهذيب الكمال ١٦ / ١٠٠.
(٥) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤١٨ وتاريخ بغداد ٢ / ٢٤ وتهذيب الكمال ١٦ / ١٠٢.
(٦) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
عبد الملك ، أنبأنا ـ أحمد بن علي بن ثابت (١) ، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي ، أخبرني أبو بكر محمّد بن خالد المطوعي ـ ببخارى ـ أنبأنا مسبّح بن سعيد البخاري قال : سمعت عبد الله بن عبد الرّحمن السمرقندي يقول : قد رأيت العلماء بالحرمين والحجاز والشام والعراقين فما رأيت فيهم أجمع من أبي عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري.
قال (٢) : وأنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ يقول : سمعت أبي يقول : رأيت مسلم بن الحجّاج بين يدي محمّد بن إسماعيل البخاري وهو يسأله سؤال الصبي المتعلّم.
أخبرنا أبو الحسن الشافعي الموحّد ، أنبأنا هنّاد النّسفي ، أنبأنا محمّد بن أحمد غنجار ، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن عبد الله بن يوسف الشافعي ، وخلف بن محمّد ، قالا : سمعنا أبا جعفر محمّد بن يوسف بن الصّديق الورّاق يقول : سمعت عبد الله بن حمّاد الآملي (٣) يقول : وددت أنّي شعرة في صدر محمّد بن إسماعيل (٤).
قال : وأنبأنا غنجار ، أنبأنا خلف بن محمّد قال : سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر الخفّاف يقول : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاري التقي النقي العالم الذي لم أر مثله (٥).
قال : وأنبأنا غنجار ، حدّثنا محمّد بن سعيد ، حدّثنا محمّد بن يوسف قال : قال أبو جعفر محمّد بن أبي حاتم : وسمعت محمود بن النضر أبا سهل الشافعي يقول :
دخلت البصرة والشام والحجاز والكوفة ورأيت علماءها ، فكلما جرى ذكر محمّد بن إسماعيل فضّلوه على أنفسهم (٦).
قال : وأنبأنا غنجار ، حدّثنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد الخولاني ، حدّثنا أبو ذرّ محمّد ابن محمّد بن يوسف القاضي قال : سمعت أبا معشر حمدوية بن الخطّاب يقول : لما قدم أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل من العراق قدمته الأخيرة وتلقاه من تلقاه من الناس وازدحموا
__________________
(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٢٨.
(٢) القائل أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٢ / ٢٩ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٣٢.
(٣) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن «ز» ، ود.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٣٧.
(٥) تاريخ بغداد ٢ / ٢٨ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٣٦.
(٦) تاريخ بغداد ٢ / ١٩ وتهذيب الكمال ١٦ / ٩٩ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٢٢.
عليه وبالغوا في برّه فقيل له في ذلك وفيما كان من كرامة الناس وبرّهم له فقال : فكيف لو رأيتم يوم دخولنا البصرة؟! (١).
قال : وأنبأنا غنجار قال (٢) : سمعت أبا صالح خلف بن محمّد يقول : سمعت محمّد بن يوسف بن عاصم يقول : رأيت لمحمّد بن إسماعيل ثلاث مستملين ببغداد وكان اجتمع (٣) في مجلسه زيادة على عشرين ألف رجل.
قال : وأنبأنا غنجار ، حدّثنا خلف بن محمّد قال [سمعت](٤) إسحاق بن أحمد بن خلف : يقول : سمعت أبا علي صالح بن محمّد يقول : حزرت في مجلس محمّد بن إسماعيل بضعة عشر أو خمسة عشر ألفا.
قال : وأنبأنا غنجار ، حدّثنا خلف بن محمّد ، حدّثنا إسحاق بن أحمد بن خلف قال : سمعت أبا سعيد الحسن بن محمّد الذهبي يقول : حزرت في مجلس محمّد بن إسماعيل عشرين ألفا ، قال : وكان أبو علي صالح بن محمّد مستملي محمّد بن إسماعيل ببغداد.
أخبرنا أبو سعد (٥) إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك ، وأبو الحسن مكّي بن أبي طالب ، قالا : أنبأنا أحمد بن علي بن خلف ، أنبأنا أبو عبد الله الحاكم قال : سمعت يحيى بن عمرو بن صالح الفقيه يقول : سمعت أبا العباس محمّد بن عبد الرّحمن الفقيه يقول : كتب أهل بغداد إلى محمّد بن إسماعيل البخاري.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا سعيد بن أحمد بن محمّد قال : سمعت أبا بكر الجوزقي يقول : سمعت أبا العباس الدّغولي يقول : سمعت عبد المجيد بن إبراهيم يقول.
ح وأخبرنا أبو الحسن الموحّد ، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، حدّثنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد بن إدريس البخاري ، ومحمّد بن العباس بن أحمد الهروي ، قالا : سمعنا محمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي يقول : سمعت عبد المجيد بن إبراهيم البوشنجي (٦) يقول : كتب إليّ محمّد بن إسماعيل البخاري من العراق :
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٦ / ٩٨.
(٢) تهذيب الكمال ١٦ / ٩٩.
(٣) بالأصل ود «اجتمعوا» والمثبت عن «ز» ، وتهذيب الكمال.
(٤) الزيادة عن «ز» ، ود.
(٥) في «ز» : سعيد.
(٦) الأصل و «ز» ، ود : البوسنجي.
المسلمون بخير ما بقيت لهم |
|
وليس بعدك خير حين تفتقد (١) |
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفراوي الفقيه ، وأبو الحسن عبيد الله بن محمّد ابن أحمد ، قالا : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الحافظ ، أنبأنا محمّد بن عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن صالح بن هانئ يقول : سمعت محمّد بن علي الشحامي يقول : سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول : القرآن كلام الله ليس بمخلوق ، عليه أدركنا علماء أهل الحجاز ، أهل مكة والمدينة ، وأهل الكوفة والبصرة ، وأهل الشام ومصر ، وعلماء أهل خراسان.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنبأنا هنّاد القاضي ، أنبأنا أبو عبد الله البخاري قال (٢) : سمعت أبا بشر محمّد بن أحمد بن حاضر العبسي يقول : سمعت محمّد بن يوسف ابن مطر يقول : سألت محمّد بن إسماعيل عن الإيمان فقال : قول وعمل بلا شك ، والقرآن كلام الله غير مخلوق ، ومن قال : مخلوق فهو كافر.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجنّ ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٣) أبو منصور العطّار ، أنبأنا ـ أبو بكر أحمد بن علي (٤) ، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم الضبّي قال : سمعت محمّد بن حامد البزّاز (٥) يقول : سمعت الحسن بن محمّد ابن جابر يقول : سمعت محمّد بن يحيى لما ورد محمّد بن إسماعيل البخاري نيسابور قال : اذهبوا إلى هذا الرجل (٦) الصالح فاسمعوا منه ، قال : فذهب الناس إليه ، وأقبلوا على السماع منه حتى ظهر الخلل في مجالس محمّد بن يحيى فحسده بعد ذلك ، وتكلّم فيه.
أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، أنبأنا علي بن محمّد المصّيصي ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن الحسن النيسابوري ، حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن الحسن الرّازي ، حدّثنا أبو أحمد بن عدي قال (٧) : ذكر لي جماعة من المشايخ أن محمّد بن إسماعيل لمّا ورد
__________________
(١) البيت في تاريخ بغداد ٢ / ٢٢ تهذيب الكمال ١٦ / ١٠١ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٣٤.
(٢) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٦ وتاريخ بغداد ٢ / ٣٢.
(٣) زيادة لازمة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٣٠ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٣.
(٥) بالأصل : «البزار» والمثبت عن «ز» ، ود ، والمصادر.
(٦) في تاريخ بغداد : الرجل العالم الصالح.
(٧) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٣ ـ ٤٥٤.
نيسابور اجتمع الناس عليه ، وعقد له المجلس حسده من كان في ذلك الوقت من مشايخ نيسابور لمّا رأى إقبال الناس إليه واجتماعهم ، فقال لأصحاب الحديث : إن محمّد بن إسماعيل يقول : اللفظ بالقرآن مخلوق فامتحنوه به في المجلس ، فلمّا حضر الناس مجلس البخاري قام إليه رجل فقال : يا أبا عبد الله ، ما تقول في اللفظ بالقرآن ، مخلوق أو غير مخلوق؟ فأعرض عنه البخاري ولم يجبه ، فقال الرجل : يا أبا عبد الله ، وأعاد عليه القول ، فأعرض عنه ولم يجبه ، ثم قال في الثالثة : فالتفت إليه محمّد بن إسماعيل قال : القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأفعال العباد مخلوقة والامتحان بدعة ، فشغب الرجل وشغب الناس وتفرّقوا عنه ، وقعد البخاري في منزله.
أخبرنا (١) أبو الحسن علي بن أحمد ، أنبأنا القاضي أبو المظفّر هنّاد بن إبراهيم النّسفي ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد البخاري ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد ابن حمدان بن غارم (٢) الزندي (٣) ، وأبو عمرو أحمد بن عمر المقرئ ، قالا : حدّثنا أبو سعيد حاتم بن أحمد بن محمود الكندي (٤) قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول لما قدم محمّد بن إسماعيل البخاري نيسابور ما رأيت واليا ولا عالما فعل به أهل نيسابور ما فعلوا بمحمّد بن إسماعيل ، استقبلوه من مرحلتين وثلاث مراحل.
وقال محمّد بن يحيى الذهلي في مجلسه : من أراد أن يستقبل محمّد بن إسماعيل غدا فليستقبله فإنّي استقبله ، فاستقبله محمّد بن يحيى وعامة علماء أهل نيسابور ، فدخل البلد ، فنزل دار البخاريين ، قال : فقال لنا محمّد بن يحيى : لا تسألوه عن شيء من الكلام ، فإنه إن أجاب بخلاف ما نحن فيه وقع بيننا وبينه ، ثم شمت بنا كل حروري ، وكلّ رافضي ، وكل جهمي ، وكلّ مرجئ بخراسان ، قال : فازدحم الناس على محمّد بن إسماعيل حتى امتلأ الدار والسطوح ، قال : فلمّا كان يوم الثاني أبو الثالث قام إليه رجل فسأله عن اللفظ بالقرآن ، فقال : أفعالنا مخلوقة ، وألفاظنا من أفعالنا ، قال : فوقع بين الناس اختلاف فقال بعضهم :
__________________
(١) كتب فوقها بالأصل : ملحق.
(٢) كذا بالأصل «عامر» ، وفي «ز» ، ود : «عارم» والمثبت عن الأنساب.
(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الرندي ، تصحيف ، وهذه النسبة : الزندي ـ بفتح الزاي وكسون النون ـ إلى زندنة قرية من قرى بخارى ، وهي على أربعة فراسخ من البلد. ذكره السمعاني وترجمه (راجع الأنساب : الزندي ، والزندي).
(٤) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٨.
قال : لفظي بالقرآن مخلوق ، وقال بعضهم : لم يقل ، فوقع بينهم اختلاف حتى تواثب بعضهم إلى بعض ، فاجتمع أهل الدار ، فأخرجوا الناس من الدار (١).
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو الحسن سبط البيهقي ، قالا : أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن أبي الهيثم المطوّعي ـ ببخارى ـ أنبأنا محمّد بن يوسف الفربري قال : سمعت أبا عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري يقول : أما أفعال العباد مخلوقة فقد حدّثنا علي بن عبد الله ، حدّثنا مروان بن معاوية ، حدّثنا أبو مالك ، عن ربيع بن خراش ، عن حذيفة قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّ الله يصنع كل صانع وصنعته» وتلا بعضهم ذلك (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ)(٢) قال أبو عبد الله البخاري : وسمعت عبيد الله (٣) ابن سعيد يقول : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما زلت أسمع أصحابنا يقولون : أفعال العباد مخلوقة ، قال البخاري : حركاتهم وأصواتهم وأكسابهم وكتابتهم مخلوقة ، فأما القرآن المتلو المبيّن (٤) المثبت في المصاحف ، المسطور والمكتوب ، الموعا في القلوب فهو كلام الله ليس بمخلوق (٥) ، قال الله عزوجل (٦) : (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)(٧) قال البخاري : وقال إسحاق بن إبراهيم : فأما الأوعية فمن يشك في خلقها قال الله عزوجل : (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ)(٨) وقال : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)(٩) ، فذكر أنه يحفظ ويسطر ، وقال : (وَما يَسْطُرُونَ)(١٠) قال محمّد بن إسماعيل : حدّثنا روح بن عبد المؤمن ، حدّثنا يزيد بن زريع ، أنبأنا سعيد ، عن قتادة (وَالطُّورِ ، وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) قال : المسطور المكتوب (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) هو الكتاب ، قال محمّد بن إسماعيل : حدّثنا آدم ، حدّثنا ورقاء ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد (وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) صحف مكتوبة (فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ) في صحف.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن المالكي ، قالا : حدّثنا [ـ و](١١) أبو
__________________
(١) كتب بعدها بالأصل : إلى.
(٢) سورة الصافات ، الآية : ٩٦.
(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : عبد الله.
(٤) الأصل : «ليس» والمثبت عن «ز» ، ود.
(٥) بالأصل و «ز» ، ود : «بخلق» والمثبت عن سير أعلام النبلاء.
(٦) سورة العنكبوت ، الآية : ٤٩.
(٧) إلى هنا الخبر رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٤ ـ ٤٥٥.
(٨) سورة الطور ، الآية : ٢ ،.
(٩) سورة البروج ، الآية : ٢٢.
(١٠) سورة القلم ، الآية الأولى.
(١١) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن غالب ، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن سيّار ، حدّثني محمّد بن خشنام وسمعه يقول : سئل محمّد بن إسماعيل بنيسابور عن اللفظ؟ فقال : حدّثني عبيد الله بن سعيد ـ يعني أبا قدامة ـ عن يحيى بن سعيد قال : أعمال العباد كلها مخلوقة ، فمرقوا عليه قال : فقالوا له بعد ذاك : ترجع عن هذا القول حتى يعودوا إليك؟ قال : لا أفعل ، إلّا أن تجيئوا بحجّة فيما تقولون أقوى من حجّتي ، وأعجبني من محمّد بن إسماعيل ثباته.
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمّد النّيسابوري ، حدّثنا أبو العبّاس الرازي ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال : سمعت أبا بكر الإسماعيلي يقول : سمعت الفرهياني [يقول :](٢) قيل لمحمّد بن إسماعيل : ترجع عما قلت ليعود الناس إليك ، قال : لا حاجة لي فيهم.
أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٣) أبو منصور بن عبد الملك ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن حسنويه بن إبراهيم الأبيوردي ، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون قال : سمعت أبا حامد الشّرقي يقول : سمعت محمّد بن يحيى يقول :
القرآن كلام الله غير مخلوق من جميع جهاته ، وحيث يتصرف ، فمن لزم استغنى عن اللفظ وعمّا سواه من الكلام في القرآن ، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر وخرج عن الإيمان ، وبانت منه امرأته ، يستتاب فإن تاب وإلّا ضربت عنقه ، وجعل ماله فيئا بين المسلمين ، ولم يدفن في مقابر المسلمين ، ومن وقف [و](٥) قال : لا أقول مخلوق أو غير مخلوق فقد ضاهى الكفر ، ومن زعم أن لفظي بالقرآن مخلوق فهذا مبتدع لا يجالس ولا يكلم ، ومن ذهب بعد مجلسنا هذا إلى محمّد بن إسماعيل البخاري فاتهموه ، فإنّه لا يحضر مجلسه إلّا من كان على مثل مذهبه.
__________________
(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٣٠ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٤.
(٢) الزيادة عن «ز» ، سقطت اللفظة من الأصل ود.
(٣) الزيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٣١.
(٥) سقطت من الأصل ، و «ز» ، ود ، واستدركت عن تاريخ بغداد.
قال (١) : وأنبأنا أبو حازم العبدوي ، قال : سمعت الحسن بن أحمد بن شيبان يقول : سمعت أبا حامد الأعمشي (٢) يقول : رأيت محمّد بن إسماعيل البخاري في جنازة أبي عثمان سعيد بن مروان ومحمّد بن يحيى ، فسأله عن الأسامي والكنى وعلل الحديث ، ومرّ فيه محمّد بن إسماعيل مثل السهم كأنه يقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) فما أتى على هذا شهر حتى قال : محمّد بن يحيى ألا من يختلف إلى مجلسه لا يختلف إلينا ، فإنهم كتبوا إلينا من بغداد أنه تكلم في اللفظ ونهيناه فلم ينته ، ولا تقربوه ، ومن يقربه فلا يقربنا ، فأقام محمّد بن إسماعيل. هاهنا مدة وخرج إلى بخارى.
أخبرنا أبو القاسم بن عبدان ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنبأنا أبو محمّد عبد الله ابن أحمد ، حدّثنا أحمد بن إسماعيل الرازي ، حدّثنا أبو أحمد بن عدي قال : سمعت عبد المجيد يقول : سمعت أبي يقول : سمعت حيكان (٣) بن محمّد بن يحيى يقول : قلت لأبي : يا أبة ، ما لك ولهذا الرجل ـ يعني ـ محمّد بن إسماعيل ولست من رجاله في العلم ، قال : رأيته بمكة يتبع سمحصة ، وسمحصة كوفي قدري ، فبلغ ذلك محمّد بن إسماعيل فقال : دخلت مكة ولم أعرف بها أحدا من المحدّثين وكان سمحصة هذا قد عرف المحدّثين فكنت أتبعه ليفيدني من المحدّثين ، فأي عتب (٤) في هذا.
أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ، أنبأنا هنّاد بن إبراهيم ، أنبأنا أبو عبد الله الغنجار (٥) ، حدّثنا أبو صالح خلف بن محمّد بن إسماعيل قال : سمعت أبا عمرو أحمد بن نصر بن إبراهيم النيسابوري المعروف بالخفّاف ببخارى يقول : كنا يوما عند أبي إسحاق القرشي (٦) ومعنا محمّد بن نصر المروزي ، فجرى ذكر محمّد بن إسماعيل البخاري فقال محمّد بن نصر : سمعته يقول : من زعم أنّي قلت لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب ، فإنّي لم أقله ، فقلت له : يا أبا عبد الله فقد خاض الناس في هذا وأكثروا فيه ، فقال : ليس إلّا ما أقول وأحكي له
__________________
(١) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ٢ / ٣١ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٥.
(٢) بالأصل و «ز» : «الأعشى» تصحيف ، وفي تاريخ بغداد : «الأعمش» تصحيف أيضا ، والتصويب عن سير أعلام النبلاء ، ود.
(٣) اسمه : يحيى ، وحيكان لقب ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٢٨٥.
(٤) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : عيب.
(٥) الخبر في تاريخ بغداد ٢ / ٣٢ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٥٧ ـ ٤٥٨ من هذا الطريق.
(٦) في تاريخ بغداد : «محمد بن إسحاق القيسي» وفي سير أعلام النبلاء : «أبي إسحاق القيسي».
عني (١) ، قال أبو عمرو الخفّاف : فأتيت محمّد بن إسماعيل ، فناظرته في شيء من الحديث حتى طابت نفسه ، فقلت : يا أبا عبد الله هاهنا رجل يحكي عنك أنك قلت هذه المقالة ، فقال لي : يا أبا عمرو أحفظ ما أقول : من زعم من أهل نيسابور ، وقومس ، والري ، وهمذان ، وحلوان ، وبغداد ، والكوفة ، والمدينة ، ومكة ، والبصرة أنّي قلت : لفظي بالقرآن مخلوق فهو كذّاب ، فإنّي لم أقل هذه المقالة ، إلّا أنّي قلت : أفعال العباد مخلوقة.
قال : وأنبأنا أبو عبد الله ، حدّثنا أبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية ، حدّثنا أبو العباس الفضل بن بسّام قال : سمعت إبراهيم بن محمّد يقول : أنا توليت دفن محمّد بن إسماعيل لما مات بخرتنك (٢) أردت حمله إلى مدينة سمرقند [لأجل](٣) أن أدفنه بها فلم يتركني صاحب لنا من أهل سكجكث (٤) فدفناه بها ، فلمّا أن فرغنا ورجعت إلى المنزل (٥) الذي كنت فيه قال لي صاحب القصر : قال : سألته أمس قلت : يا أبا عبد الله ما تقول في القرآن؟ قال : القرآن كلام الله غير مخلوق ، قال : فقلت له : إنّ الناس يزعمون أنك تقول ليس في المصاحف قرآن ولا في صدور الناس؟! فقال : أستغفر الله أن تشهد عليّ بشيء لم تسمعه مني ، إنّي أقول كما قال الله : (وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ)(٦) أقول في المصاحف قرآن ، وفي صدور الناس قرآن ، فمن قال غير هذا يستتاب ، فإن تاب وإلّا فسبيله سبيل الكفر.
قال : وأنبأنا أبو عبد الله قال (٧) : سمعت أبا عمرو أحمد بن محمّد المقرئ يقول : سمعت أبا سعيد بكر بن منير بن خليد بن عسكر يقول (٨) : بعث الأمير خالد بن أحمد الذهلي والي بخارى إلى محمّد بن إسماعيل أن احمل إليّ كتاب «الجامع» و «التاريخ» وغيرهما لأسمع منك ، فقال محمّد بن إسماعيل لرسوله : أنا لا أذلّ العلم ، ولا أحمله إلى أبواب الناس ، فإن كانت لك إلى شيء منه حاجة فاحضرني في مسجدي ، أو في داري ، وإن لم يعجبك هذا
__________________
(١) كذا بالأصل ، وفي «ز» ، ود : عنه.
(٢) خرتنك : بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء وفتح التاء المثناة من فوقها وسكون النون وبعدها كاف ، قرية من قرى سمرقند. وفي سير أعلام النبلاء أنها على فرسخين منها.
(٣) سقطت من الأصل ود ، واستدركت عن «ز».
(٤) إعجامها مضطرب بالأصل ، و «ز» ، ود ، والمثبت والضبط عن معجم البلدان ، وهي قرية على أربعة فراسخ من بخارى على طريق سمرقند.
(٥) في «ز» : البيت.
(٦) سورة الطور ، الآية : ٢.
(٧) الخبر من هذا الطريق في تاريخ بغداد ٢ / ٣٢.
(٨) من طريقه روي الخبر في تاريخ بغداد ٢ / ٣٣ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٤ وتهذيب الكمال ١٦ / ١٠٥.
فأنت سلطان ، فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة ، لأني لم أكتم العلم لقول النبي صلىاللهعليهوسلم : «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار» قال : فكان سبب الوحشة بينهما هذا [١٠٩٤٠].
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أخبرني محمّد بن علي بن أحمد المقرئ ، أنبأنا محمّد ابن عبد الله الحافظ قال : سمعت محمّد بن العبّاس الضبّي يقول : سمعت أبا بكر بن أبي عمرو الحافظ يقول : كان سبب مفارقة أبي (٣) عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري البلد ـ يعني ـ بخارى أن خالد بن أحمد الذهلي الأمير خليفة الطاهرية ببخارى سأل أن يحضر منزله فيقرأ الجامع ، والتاريخ ، على أولاده ، فامتنع أبو عبد الله عن الحضور عنده فراسله أن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم فامتنع عن ذلك أيضا. وقال : لا يسعني أن أخصّ بالسماع قوما دون قوم ، فاستعان خالد بن أحمد بحريث بن أبي الورقاء وغيره من أهل العلم ببخارى [عليه] حتى يكلموه في مذهبه ونفاه عن البلد فدعا عليهم أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل فقال : اللهمّ أرهم ما قصدوني به في أنفسهم وأولادهم وأهاليهم ؛ فأما خالد فلم يأت عليه إلّا أقلّ من شهر حتى ورد أمر الظاهرية بأن ينادى عليه فنودي عليه وهو على أتان ، وأشخص على أكاف ثم صار عاقبة أمره إلى ما قد اشتهر وشاع ، وأما حريث بن أبي الورقاء فإنه ابتلي بأهله فرأى فيها ما يجل عن الوصف. وأما فلان أحد القوم وسمّاه فإنه ابتلي بأولاده وأراه الله فيهم البلايا.
قال الخطيب (٤) : وحدّثني محمّد بن أبي الحسن الساحلي ، أنبأنا أحمد بن الحسن الرازي قال : سمعت أبا أحمد بن عدي يقول.
[ح](٥) وأخبرنا أبو القاسم الأزدي ، أنبأنا أبو القاسم المصّيصي ، أنبأنا أبو محمّد النيسابوري الخفّاف ، حدّثنا أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي ، حدّثنا أبو أحمد بن عدي
__________________
(١) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٣٣ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٤ ـ ٤٦٥ وتهذيب الكمال ١٦ / ١٠٦.
(٣) بالأصل : «أبو» والمثبت عن «ز» ، ود ، وتاريخ بغداد.
(٤) الخبر في تاريخ بغداد ٢ / ٣٤ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٦ وتهذيب الكمال ١٦ / ١٠٦ ـ ١٠٧.
(٥) «ح» حرف التحويل ، استدرك عن «ز».
قال : سمعت عبد القدّوس بن عبد الجبّار السّمرقندي يقول : جاء محمّد بن إسماعيل إلى خرتنك قرية من قرى سمرقند على فرسخين منها وكان له بها أقرباء فنزل عندهم قال : فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه : اللهم إنه قد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك ، قال : فما تمّ الشهر حتى قبضه الله تعالى ، وقبره بخرتنك.
أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن ، وأبو الحسن بن أبي العبّاس ، قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا علي بن أبي حامد الأصبهاني في كتابه ، حدّثنا محمّد بن محمّد بن مكي الجرجاني قال : سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي قال :
رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع ذكره ، فسلّمت عليه ، فردّ السلام فقلت : ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال : أنتظر محمّد بن إسماعيل البخاري ، فلما كان بعد أيّام بلغني موته ، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم فيها.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا السمسار ، أنبأنا الصفّار ، أنبأنا ابن قانع أن محمّد بن إسماعيل البخاري مات في سنة ست وخمسين ومائتين.
قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي محمّد التميمي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني ـ سنة ست وخمسين ومائتين مات محمّد بن إسماعيل البخاري.
أخبرنا أبو الحسن الموحّد ، أنبأنا أبو المظفّر النّسفي ، أنبأنا أبو عبد الله البخاري ، حدّثنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن عمر المقرئ ، وأبو عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم ، قالا : سمعنا أبا حسّان مهيب بن سليم بن مجاهد يقول : توفي أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ليلة السبت ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين (٣).
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني أبو سعد أحمد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله الماليني ـ قراءة عليه ـ.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف.
__________________
(١) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٣٤ وتهذيب الكمال ١٦ / ١٠٧.
(٣) تهذيب الكمال ١٦ / ١٠٧ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٨ وتاريخ بغداد ٢ / ٣٤.
(٤) تاريخ بغداد ٢ / ٦ وسير أعلام النبلاء ١٢ / ٤٦٨ وتهذيب الكمال ١٦ / ٨٨.
قالا : أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ قال : سمعت الحسن بن الحسين البزّاز ببخارى يقول : توفي محمّد بن إسماعيل ليلة السبت عند صلاة العشاء ليلة الفطر ، ودفن يوم الفطر بعد صلاة الظهر يوم السبت لغرّة شوال من سنة ست وخمسين ومائتين ـ زاد حمزة : عاش اثنتين وستين سنة إلّا ثلاثة عشر يوما.
٦٠٩٩ ـ محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر
أبو عبد الله الفارسي الفقيه الشّافعي (١)
سمع بدمشق وغيرها : أبا عبد الملك أحمد بن إبراهيم بن محمّد البسري (٢) ، وأبا زرعة الدمشقي ، ووريزة بن محمّد ، وأبا العبّاس محمّد بن داود بن سليمان البغدادي ، وأبا العباس الوليد بن مروان الحمصي ، وأبا محمّد عبد الرّحمن بن عبد الحميد بن فضالة الدمشقي ، وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن سهم ، وهلال بن (٣) العلاء الرقّي ، وإسحاق بن إبراهيم بصنعاء ، وأبا الفضل صالح بن محمّد الرازي ، ومحمّد بن إبراهيم القيسراني ، ويحيى بن أبي طالب ، وأبا الأصبغ سهل بن سوادة الغافقي (٤) ، ومحمّد بن فيروز البغدادي بتنّيس ، وعبد الله بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم ، وبكر بن سهل ، وعثمان بن خرّزاذ ، ومحمّد بن مشكان المصّيصي.
روى عنه : أبو الحسن الدارقطني ، وأبو الحسين عبد الرّحمن بن عمر بن أحمد بن حمّة الخلّال ، وأبو عمر بن مهدي ، وأبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتّاني المقرئ ، والقاضي أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن إبراهيم الأسدي الأكفاني.
أخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله السلمي ، أنبأنا أبو الحسين (٥) محمّد بن محمّد بن علي بن عبد الله بن محمّد الورّاق الشّروطي ، حدّثنا أبو الحسن الدارقطني ، حدّثني أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إسحاق الفارسي ، حدّثنا أبو هشام وريزة (٦) بن محمّد بن وريزة (٧) الحمصي ـ بدمشق ـ حدّثنا محمّد بن هاشم بن منصور الكندي ، حدّثني أبي عن عمرو بن قيس وهو السّكوني ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن أمّه ، عن أبيها ، عن عمر بن الخطّاب أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «نعم الإدام الخلّ» [١٠٩٤١].
__________________
(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٥٠.
(٢) في «ز» : الفسوي ، تصحيف.
(٣) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : هلال بن أبي العلاء الرقي.
(٤) في «ز» : الفائقي.
(٥) كذا بالأصل ود ، وفي «ز» : الحسن.
(٦) في «ز» : «وزيره» تصحيف.
(٧) في «ز» : «وزيره» تصحيف.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب قال (٢) : قرأت في كتاب أبي القاسم ابن الثلّاج بخطه قال أبو عبد الله الفارسي : ولدت في سنة ثمان ـ أو تسع ـ وأربعين ومائتين.
قالوا : وقال لنا الخطيب (٣) : محمّد بن إسماعيل بن إسحاق بن بحر أبو عبد الله الفارسي ، كان يتفقّه على مذهب الشّافعي ، وحدّث عن أبي زرعة الدمشقي ، وعبد الله بن محمّد بن أبي مريم المصري ، وعثمان بن خرّزاد الأنطاكي ، وبكر بن سهل الدمياطي ، وإسحاق بن إبراهيم الدّبري (٤) ، وجماعة من هذه الطبقة ، روى عنه أبو الحسن الدارقطني فأكثر ، وأبو الحسين بن حمّة (٥) الخلّال ، وحدّثنا عنه أبو عمر بن مهدي وهو آخر من حدّث عنه ، وكان ثقة ، ثبتا ، فاضلا.
قال الخطيب : وحدّثني عبيد الله بن أبي الفتح ، عن طلحة بن محمّد بن جعفر ح قال الخطيب : وأنبأنا السمسار ، أنبأنا الصفّار ، حدّثنا ابن قانع أن الفارسي مات في سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، قال غير الصفّار عن ابن قانع : في شوّال.
٦١٠٠ ـ محمّد بن إسماعيل بن زياد
أبو عبد الله ـ ويقال : أبو بكر ـ البغدادي الدّولابي (٦)
سمع أبا مسهر بدمشق ، وأبا اليمان (٧) بحمص ، وأبا النّضر هاشم بن القاسم ، وأبا سلمة منصور بن سلمة الخزاعي.
روى عنه : محمّد بن مخلد ، وأبو الحسين أحمد بن جعفر بن المنادي ، وأبو بكر محمّد بن عبد الملك التاريخي ، وأبو عمرو بن السمّاك.
__________________
(١) زيادة عن «ز» ، ود ، لتقويم السند.
(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٥٠.
(٣) تاريخ بغداد ٢ / ٥٠.
(٤) بدون إعجام بالأصل ، وفي «ز» : «الدبراني» وفي تاريخ بغداد : «الديري» تصحيف ، والمثبت عن د. وهذه النسبة ضبطت بفتح الدال والباء نسبة إلى دبر ، قرية من قرى صنعاء اليمن (راجع الأنساب ومعجم البلدان).
(٥) كذا بالأصل و «ز» ، ود ، وفي تاريخ بغداد : «حمد» وكتب مصححها بالهامش «كذا بالأصل ، وبالمخطوطة : حتمة» وهو تصحيف. والصواب ما أثبت. وقد مرّ صوابا في أول الترجمة.
(٦) ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٣٨.
(٧) بالأصل : «اليمن» تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، ود.