تاريخ مدينة دمشق - ج ٥١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٥٩١٦ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الله أبو الحسن

قدم دمشق حاجّا ، وحدّث عن صالح بن علي النوفلي (١).

روى عنه أبو علي بن أبي الزّمزام الفرائضي.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن عبد الله الدوري ، أنبأنا أبو علي الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي ، حدّثنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عبد الله الفقيه ، قدم علينا حاجا ، حدّثنا صالح بن علي النوفلي ، حدّثنا أبو نعيم الحلبي ، حدّثنا ابن أبي فديك عن عمرو بن كثير عن الحسن قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«من جاءه [الموت](٢) وهو يطلب العلم يحيي به الإسلام لم يكن بينه وبين الأنبياء إلّا درجة» [١٠٧٥٠].

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رحمة الله على خلفائي» ، قالوا : ومن خلفاؤك يا رسول الله؟ قال : «الذين يحييون سنّتي ، ويعلّمونها الناس» [١٠٧٥١].

٥٩١٧ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن الفرج

أبو بكر الأنصاري المعروف بابن عبد الله العطّار

شيخ كان في عقله شيء ، وهو عمّ أبي جعفر بن عبد الله العطّار.

حدّث عن من لم يسمّ لنا.

كتب عنه أبو الحسين الرازي.

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن سهل بن عمر ، وأبو عبد الله الحسين بن أحمد بن علي البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، أنبأنا عبد الله بن الحسين البستي ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن يوسف الهيتي ، حدّثنا محمّد بن عبد الله الرازي ـ بدمشق ـ حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بدمشق ، قال : قال محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم : ولدت في ذي القعدة لأربع عشرة بقيت من سنة ثنتين وثمانين ومائة ، ولو أدركت الشافعي لاستخرجت من بين جنبيه علوما جمّة ما كان أتمه في كل فن ، لقد قرأت عليه من أشعار هذيل فما أذكر له قصيدة إلّا

__________________

(١) بالأصل : «النوفي» وفي م : «النوفا» والمثبت عن د ، وت.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن د ، وم ، وت.

٦١

أنشدنيها من أولها إلى آخرها ؛ على أنه مات وله أربع وخمسون سنة.

[قال ابن عساكر :](١) صوابه : عبد الله بن سعيد بن عبد الرّحمن السّنّي ، ولم يزد في نسب أبي بكر ، وقد روى الرازي (٢) عن هذا ، عن أبي بكر محمّد بن أحمد بن الوليد بن أبي هشام ، وعن أبي بكر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو السلمي ، ولست أعرف لواحد منهم سماعا من ابن عبد الحكم ، فالله أعلم أيهم هو؟!

قرأت بخط أبي الحسن نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق ، أبو بكر محمّد بن أحمد بن عبد الله ، وذكر باقي نسبه ، وقال : مات في المحرم سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة.

٥٩١٨ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر ابن بجير (٣) بن عبد الله

ابن صالح بن أسامة أبو طاهر الذّهلي البغدادي القاضي (٤)

نزيل مصر.

أحد الثقات المكثرين.

ولي قضاء دمشق ، وبغداد ، وواسط ، ومصر ، واستخلف على قضاء دمشق ابن مروان ، وأبا الحسن بن حذلم.

روى عن أبي غالب علي بن أحمد بن النضر ، وأبي بكر محمّد بن يحيى بن سليمان المروزي ، وإسحاق بن خالويه البابسيري ، والحسين بن الكميت ، ومحمّد بن عثمان بن أبي سويد الذراع ، وأبي مسلّم الكجّي ، وأحمد بن يحيى ثعلب ، وهو آخر من حدّث عنه ، وموسى بن زكريا التّستري ، وموسى بن هارون الحمّال ، وأبي أحمد محمّد بن عبدوس بن كامل ، وأبي خليفة الفضل بن الحباب ، وجعفر بن محمّد الفريابي ، وإبراهيم بن شريك.

سمع منه أبو الحسن الدارقطني ، وقدم دمشق ، فروى عنه من أهلها : تمام بن محمّد ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، ومن غيرهم : عبد الغني بن سعيد الحافظ ، وأبو العباس

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) تقرأ بالأصل وم وت : الراوي ، والمثبت عن د.

(٣) بدون إعجام بالأصل ، وإعجامها ناقص في م وت ود. والمثبت عن تاريخ بغداد وضبطت عن الوافي بالوفيات : بالباء الموحدة المضمومة والجيم المفتوحة والياء الساكنة.

(٤) ترجمته في تاريخ بغداد ١ / ٣١٣ وترتيب المدارك ٣ / ٢٨٦ والعبر ٢ / ٣٤٤ والوافي بالوفيات ٢ / ٤٥ سير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٢٠٤ شذرات الذهب ٣ / ٦٠.

٦٢

أحمد بن محمّد بن الحاج الإشبيلي ، وأبو عبد الله محمّد بن الفضل بن نظيف ، وأبو الحسن محمّد بن الحسين المعروف بابن الطفّال ، وهو آخر من حدّث عنه ، وانتقى عليه أبو الحسن الدارقطني ، وعبد الغني بن سعيد الحافظان.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو طاهر محمّد بن أحمد البغدادي القاضي بدمشق ، حدّثنا أبو عثمان محمّد بن عثمان بن أبي سويد الذراع بالبصرة ، حدّثنا عثمان بن الهيثم المؤذّن ، حدّثنا عبد الله بن عون ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في التشهّد : «التحيات لله ، والصلوات والطيّبات ، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله» [١٠٧٥٢].

كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، وحدّثنا أبو بكر يحيى بن سعدون بن تمام عنه ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن الحسن بن محمّد النيسابوري ـ بمصر ـ أنبأنا القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله الذّهلي ، حدّثنا أبو مسلّم إبراهيم بن عبد الله بن مسلّم الكجّي ، حدّثنا أبو عاصم ، عن ابن أبي ذئب ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عبّاس ، عن أبي طلحة قال :

قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة» [١٠٧٥٣].

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الحن ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) :

محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة أبو الطاهر الذّهلي ، سمع أبا شعيب الحرّاني ، ويوسف بن يعقوب القاضي ، ومحمّد بن عبدوس بن كامل السراج ، وأحمد بن يحيى ثعلبا ، وموسى بن هارون الحافظ ، وجماعة من طبقتهم ، وولي القضاء بمدينة المنصور وبالشرقية (٢) ، وحدّث ببغداد شيئا يسيرا ، ونزل مصر ، وحدّث بها ، فأكثر ، وكتب عنه عامة أهلها ، وسمع منه أبو الحسن الدارقطني ، وعبد الغني بن سعيد

__________________

(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١ / ٣١٣.

(٢) كذا بالأصل ود ، وت : «وبالشرقية» وفي تاريخ بغداد : «بالشرقية» بحذف الواو.

٦٣

الحافظان ، وكان ثقة ، وآخر من حدث عنه أبو الحسن محمّد بن الحسين المعروف بابن الطفّال المصري.

قرأت على أبي محمّد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) : القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير ، سمع بشر بن موسى ، وأبا مسلّم الكجّي ، وأحمد بن يحيى ثعلبا ، وهو آخر من حدّث عنه ، وخلقا كثيرا ، وكان ثقة ، ثبتا ، كثير السماع ، فاضلا ، سمع منه الدارقطني ومن بعده ، وهذا ثبت (٢) جليل في الحديث والقضاء ، أخبرني أبو القاسم بن الحسين بن ميمون الصدفي ، أنبأنا أبو محمّد عبد الغني بن سعيد قال (٣) :

قرأت على القاضي أبي الطاهر كتاب : «العلم» ليوسف بن يعقوب لأبي الفضل الوزير وكان من مذهبه ـ رحمه‌الله ـ إذا قرئ له الحديث فانتهت القراءة يقرر الحديث ، فيقول : كما قرئ عليك ، قلت (٤) له ـ لما فرغت من القراءة : ـ كما قرئ عليك ، فقال : نعم ، إلّا اللحنة بعد اللحنة ، فقلت : أيها القاضي سمعت معربا ، قال : لا ، قلت : هذه بهذه ، وقمت من ليلتي فجلست عند اليتيم النحوي.

أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٥) أبو منصور ابن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا إبراهيم بن مخلد ، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي قال :

صرف الحسين بن عمر بن محمّد القاضي عن قضاء مدينة المنصور ؛ وولي مكانه أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير ، وكان أبو طاهر يشهد ببغداد عند قاضي القضاة عمر بن محمّد ، وله تقدم عنده وخاصية ، ثم ولّاه القضاء بواسط ، فأقام بها مدة طويلة يلي القضاء بين أهلها إلى أن توفي عمر بن محمّد وهو على ذلك ، وأقام بعده مدة على ولايته ثم عزله بجكم (٧) عند دخوله إلى واسط ونكبه ، وصار إلى بغداد ، فأقام في منزله ثم ولي

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ١ / ١٩٦ في باب : بجير.

(٢) كذا بالأصل وم وت ود ، وفي الاكمال : بيت.

(٣) سير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٢٠٥ ـ ٢٠٦.

(٤) بالأصل وم وت ود : «فقال» ، والمثبت عن سير الأعلام.

(٥) زيادة عن م ، وت ، ود. لتقويم السند.

(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ٣١٣.

(٧) بدون إعجام ، ود ، وم ، والمثبت عن ت ، وتاريخ بغداد.

٦٤

قضاء المدينة وأعمالها ببغداد ونواحيها ، وكان حسن السيرة ، جميل الأمر.

قال (١) : وأنبأنا علي بن المحسّن القاضي ، أنبأنا طلحة بن محمّد بن جعفر قال : واستقضى المتّقي لله على مدينة المنصور في جمادى الآخرة سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، أبا طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر ، وله أبوّة في القضاء ، شديد (٢) المذهب ، متوسط الفقه على مذهب مالك ، وكان له مجلس يجتمع إليه المخالفون ويتناظرون بحضرته ، وكان يتوسط بينهم ويكلّمهم كلاما سديدا (٣) ، ويجري معهم فيما يجرون فيه على مذهب [محمود](٤) وطريقة حسنة ، ثم صرف أبو طاهر بعد أربعة أشهر من هذه السنة في شوال ، ثم استقضى المستكفي أبا طاهر على الشرقية في صفر سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، فكانت ولايته أقلّ من خمسة أشهر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد قال : قال لنا الشيخ أبو العباس إسماعيل بن عبد الرّحمن بن النحاس : مات القاضي أبو طاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله السّدوسي البصري يوم الثلاثاء سلخ ذي القعدة سنة سبع وستين وثلاثمائة بمصر (٥).

قرأت بخط أبي طاهر مشرف بن علي بن الخضر بن التمّار ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن مرزوق المعدل ـ بمصر ـ قال : سنة سبع وستين وثلاثمائة توفي القاضي أبو الطاهر محمّد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير بن عبد الله بن صالح بن أسامة الذّهلي يوم الثلاثاء سلخ ذي القعدة ، وصلى عليه أبو إسماعيل النّرسي ، وكان مولده سنة تسع وسبعين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [ـ و](٦) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٧) ، حدّثني محمّد بن علي الصوري قال : توفي أبو الطاهر القاضي سنة سبع وستين وثلاثمائة ، حدّثني بذلك جماعة من شيوخنا المصريين

__________________

(١) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١ / ٣١٣ ـ ٣١٤ وسير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٢٠٦.

(٢) كذا بالأصل وم وت ود ، وتاريخ بغداد ، وفي المختصر : سديد المذهب.

(٣) بالأصل وم وت ود : «شديدا» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٤) سقطت اللفظة من الأصل ، واستدركت عن د ، وم ، وت ، وتاريخ بغداد.

(٥) سير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٢٠٩.

(٦) زيادة من م ، وت ود ، لتقويم السند.

(٧) تاريخ بغداد ١ / ٣١٤.

٦٥

قال : ومولده في سنة سبع وستين (١) ومائتين ، وكان قاضيا بمصر ، ثم استعفى من القضاء قبل موته بيسير ، وبمصر مات ، وكان فاضلا ذكيا متقنا لما حدّث به.

٥٩١٩ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الله بن محمّد

أبو زيد المروزي الفقيه الشافعي الزاهد (٢)

قدم دمشق وحدّث بها وبغيرها بكتاب الصحيح للبخاري عن محمّد بن يوسف الفربري ، وعن عمر بن علي بن علّك الجوهري ، وأبي عمرو محمّد بن عبد الله بن عمرو السعدي ، وأبي بكر المنكدري (٣) ، وإبراهيم بن سنان ، ومحمّد بن عبد الرّحمن الدّغولي.

روى عنه : أبو الفرج الهيثم بن أحمد الصبّاغ ، وعبد الوهّاب الميداني ، وأبو الحسن بن السمسار ، وأبو القاسم الحسن بن أحمد بن موسى بن السمسار ، وأبو محمّد بن مشاش (٤) ، وعبد الرّحمن بن عمر بن نصر ، وأبو الحسين محمّد بن الخضر بن عمر الفارض ، وأبو محمّد عيسى بن محمّد بن السمط الشاهد ، ومن أهل خراسان : الحاكم أبو عبد الله ، وأبو القاسم عبد الله بن أحمد القفّال المروزي ، وأبو عبد الرّحمن السّلمي ، وأبو القاسم أحمد بن محمّد ابن غالب البرقاني ، وأبو الحسن الدارقطني ، ومحمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي ، ومن أهل العرب : أبو الحسن علي بن محمّد بن أبي بكر القابسي الفقيه (٥) ، وأبو محمّد عبد الله ابن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله بن جعفر الأصيلي (٦).

أخبرنا جدي أبو المفضل (٧) يحيى بن علي القرشي ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد

__________________

(١) كذا بالأصل ، وت ، ود ، وم والذي في تاريخ بغداد : «سنة تسع وسبعين ومائتين».

ونقل الذهبي في سير الأعلام عن ابن زولاق ولادته في بغداد في ذي الحجة سنة تسع وسبعين.

(٢) ترجمته في تاريخ بغداد ١ / ٣١٤ والوافي بالوفيات ٢ / ٧١ وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٢ / ١٠٨ تبيين كذب المفتري ص ١٨٨ ووفيات الأعيان ٤ / ٢٠٨ والمنتظم ٧ / ١١٢ وسير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٣١٣ والعبر ٢ / ٣٦٠ وشذرات الذهب ٣ / ٧٦.

(٣) هو أحمد بن محمد بن عمر المنكدري ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٤ ١ / ٥٣٢.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، وفي م وت ود : «مشماس» وسيرد قريبا : مشماش.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ ١ / ١٥٨. والقابسي : نسبة إلى قابس مدينة بإفريقية بين القيروان والإسكندرية.

(٦) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٥٦٠ والأصيلي نسبة إلى أصيلا ، وهي من بلاد العدوة. (كما في سير الأعلام) وفي معجم البلدان : أصيل بلد بالأندلس ، وفي كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري أنها أول مدينة بالعدوة مما يلي الغرب ، وهي بغربي طنجة بينهما مرحلة. (نقله عنه ياقوت في معجم البلدان).

(٧) بالأصل : وم ، الفضل والمثبت عن ت ود.

٦٦

الكتاني ـ لفظا ـ أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن جعفر الميداني ، وأبو محمّد عبد الواحد بن أحمد بن مشماش الهمداني ، وأبو الحسن علي بن موسى بن السمسار.

ح وأخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنبأنا أبو الحسين بن أبي الفضل ، أنبأنا علي بن موسى بن السمسار. قالوا : أنبأنا أبو زيد محمّد بن أحمد المروزي ، أنبأنا محمّد بن يوسف الفربري ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري (١) ، حدّثنا عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي ، أنبأنا حنظلة بن أبي سفيان ، عن عكرمة بن خالد ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، [والحج](٢) وصوم رمضان» [١٠٧٥٤].

ذكر أبو محمّد عبد الله بن إبراهيم الأصيلي أنه سأل أبا زيد عن مولده؟ فقال : ولدت سنة إحدى وثلاثمائة ، فقيل له : في أي سنة لقيت الفربري؟ قال : سنة ثمان عشرة وثلاثمائة (٣).

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال :

محمّد بن أحمد بن عبد الله بن محمّد الفقيه الزاهد أبو زيد المروزي ، وكان أحد أئمة المسلمين ، ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعي ، وأحسنهم نظرا ، وأزهدهم في الدنيا ، قدم نيسابور غير مرة ، أولها للتفقه قبل الخروج إلى العراق وبعده لتوجهه إلى غزو الروم ، وقدمها الكرة الخامسة متوجها إلى الحجّ في شعبان سنة خمس وخمسين وثلاثمائة ، وأقام بمكة سبع سنين ، ثم انصرف أيضا وحدّث بمكة وببغداد بالجامع الصحيح لمحمّد بن إسماعيل البخاري عن الفربري ، وهي أجلّ الروايات لجلالة أبي زيد ، سمع بمرو من أصحاب علي بن حجر ، وعلي بن خشرم ، وأكثر عن أبي بكر المنكدري وأقرانهم.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٤) : محمّد بن أحمد بن عبد الله بن محمّد أبو زيد

__________________

(١) صحيح البخاري (٢) كتاب الأيمان (٢) باب ـ ح رقم ٨ (١ / ٩).

(٢) سقطت من الأصل وم وت ود ، واستدركت عن صحيح البخاري.

(٣) سير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٣١٥.

(٤) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١ / ٣١٤.

٦٧

المروزي الفقيه الشافعي (١) ، سمع محمّد بن عبد الله السعدي وجماعة من أصحاب علي بن حجر ، وأكثر عن أبي بكر أحمد بن محمّد بن عمر المنكدري ، وكان أحد أئمة المسلمين ، حافظا لمذهب الشافعي ، حسن النظر ، مشهورا بالزهد والورع ، ورد بغداد وحدّث بها ، فسمع منه وروى عنه : أبو الحسن الدارقطني ، ومحمّد بن أحمد بن القاسم المحاملي ، وخرج أبو زيد إلى مكة فجاور بها ، وحدّث هناك بكتاب صحيح البخاري عن محمّد بن يوسف الفربري ، وأبو زيد أجلّ من روى ذلك الكتاب.

قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر ، عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ.

ح وأخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، عن محمّد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال : سمعت أبا بكر البزّاز (٤) يقول : عادلت (٥) الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة ، فما أعلم أنّ الملائكة كتبت عنه خطيئة.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي عن أبي بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا الحسن محمّد بن أحمد الفقيه ـ يعني ـ ابن عبدوس بن حاتم الحاتمي النّيسابوري يقول : سمعت أبا زيد الفقيه المروزي يقول (٦) : لما عزمت على الرجوع إلى خراسان من مكة تقسم قلبي بذلك ، وكنت أقول : متى يمكنني هذا والمسافة بعيدة ، والمشقّة لا أحتملها ، فقد طعنت في السن ، فرأيت في المنام كأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعد في المسجد الحرام وعن يمينه شاب ، فقلت : يا رسول الله قد عزمت على الرجوع إلى خراسان والمسافة بعيدة ، فالتفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الشاب بجنبه فقال : يا روح الله تصحبه إلى وطنه ، قال أبو زيد : فأريت أنه جبريل عليه‌السلام ، فانصرفت إلى مرو ، فلم أحسّ بشيء من مشقة السفر.

هذا أو نحوه فإنّي لم أرجع إلى المكتوب عندي من لفظ أبي الحسن.

قال : وأنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال : توفي أبو زيد بمرو يوم الخميس الثالث عشر من

__________________

(١) كلمة «الشافعي» ليست في تاريخ بغداد.

(٢) زيادة لازمة لتقويم السند عن م وت ود.

(٣) تاريخ بغداد ١ / ٣١٤ والوافي بالوفيات ٢ / ٧٢.

(٤) كذا بالأصل ، وم ، وت ، ود : «البزاز» وفي تاريخ بغداد : البزار وفي الوافي بالوفيات : الخباز.

(٥) بالأصل : عادلنا ، والمثبت عن م ، وت ، ود ، وتاريخ بغداد وعادل الرجل الرجل إذا ركب معه (راجع تاج العروس بتحقيقنا : عدل) واللسان (عدل).

(٦) ورد مختصرا في الوافي بالوفيات ٢ / ٧٢.

٦٨

رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة (١).

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن ، وأبو الحسن المالكي ، وأبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني محمّد بن أحمد بن يعقوب ، عن محمّد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري فذكره (٢).

٥٩٢٠ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الله أبو الفرج الطرسوسي الخواتيمي الإمام

حدّث عن أبي بكر عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن هلال الحنّائي.

حكى عنه علي بن محمّد الحنّائي ، وعلي بن الخضر السلمي.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي ، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن عبد الله الطرسوسي الخواتيمي قال :

ذكر قوم في مسجد سوق اللؤلؤ كنت أصلي معهم عشاء الآخرة قوما في الجامع يقولون : القرآن مخلوق ، فبتّ متفكرا فيهم ، فانتبهت وأنا أقرأ : (حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ، بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ)(٣).

٥٩٢١ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الباقي بن منصور

أبو بكر البغدادي الدقّاق المعروف بابن الخاضبة (٤)

حدّث عن أبي جعفر بن المسلمة ، وأبي بكر الخطيب ، وأبوي الحسين : ابن النقور ، وابن المهتدي ، وأبي بكر محمّد بن علي بن محمّد المقرئ الخيّاط ، وأبي عبد الله محمّد بن علي بن الحسين بن سكّينة (٥) ، وأبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري ، وأبي نصر أحمد ابن علي الدّينوري ، وسمع منهما ببيت المقدس (٦).

واجتاز بدمشق وكتب الحديث الكثير بخط حسن صحيح ، وكان مفيد بغداد في زمانه ،

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٣١٥ والوافي بالوفيات ٢ / ٧٢.

(٢) تاريخ بغداد ١ / ٣١٤.

(٣) سورة فصلت ، الآيات من ١ إلى ٤.

(٤) ترجمته في معجم الأدباء ٧ ١ / ٢٢٦ الوافي بالوفيات ٢ / ٨٩ البداية والنهاية (١٢ الفهارس) ، ميزان الاعتدال ٣ / ٤٦٥ تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٢٤ المستفادة من ذيل تاريخ بغداد ص ٥ ، ولسان الميزان ٥ / ٧ وسير أعلام النبلاء ٩ ١ / ١٠٩.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٨ ١ / ٣٤٦.

(٦) نقله عن ابن عساكر الذهبي في سير الأعلام ٩ ١ / ١١٣.

٦٩

وكان رجلا صالحا ، حسن الأخلاق ، متواضعا ، سمعت أبا الفضل محمّد بن محمّد بن عطاف الفقيه الموصلي ببغداد يحكي عنه أنه كان قد طلع في يد بعض بني الرؤساء ببغداد إصبع زائدة وأنه تألم منها ليلة واشتدّ تألمه ، فدخل عليه أبو بكر بن الخاضبة فشكى إليه ما لقي منها ، فمسح عليها ، وقال : ما أمر هذه إلّا يسير ، فلما كانت الليلة الثانية نام وانتبه فوجدها قد سقطت ، أو كما قال (١)(٢).

٥٩٢٢ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الخالق أبو زرعة

حدّث عن أبي الوليد عبد الملك بن محمود بن إبراهيم بن سميع ، وأبي إسماعيل الترمذي.

حكى عنه أبو الحسين الرازي.

أنبأنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، حدّثنا أبو محمّد عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ أنبأنا تمام بن محمّد ـ إجازة ـ حدّثني أبي ، حدّثني أبو زرعة محمّد بن أحمد بن عبد الخالق الدمشقي قال : سمعت أبا إسماعيل محمّد بن إسماعيل السّلمي يقول : سمعت البويطي يقول : وحكاه عن الشافعي أنه كان في مجلس مالك بن أنس وهو غلام ، فجاء رجل إلى مالك فاستفتاه ، فقال : إنّي حلفت بالطلاق الثلاث إنّ هذا البلبل لا يهدأ من الصياح قال : فقال له مالك : قد حنثت ، فمضى الرجل ، فالتفت الشافعي إلى بعض أصحاب مالك فقال : إنّ هذه الفتيا خطأ ، فأخبر مالك بذلك ، قال : وكان مالك مهيب المجلس ، لا يجسر أحد أن يرادّه ، وكان ربما جاء صاحب الشرطة ، فيقف على رأسه إذا جلس في مجلسه ، قال : فقالوا لمالك : إنّ هذا الغلام الشافعي يزعم أن هذه فتيا إغفال أو خطأ ، فقال له مالك : من أين قلت : هذا؟ فقال له الشافعي : أليس أنت الذي رويت لنا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في قصة فاطمة ابنة قيس (٣) أنّها قالت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنّ أبا جهم ومعاوية خطباني ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه» (٤) [١٠٧٥٥] ، وإنّما أراد الأغلب من ذلك ، قال : فعرف مالك محل

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٩ ١ / ١١٣ من طريق ابن عساكر.

(٢) مات ابن الخاضبة في ثاني ربيع الأول سنة ٤٨٩ وقد ولد سنة نيّف وثلاثين وأربعمائة كما في سير أعلام النبلاء ٩ ١ / ١١٠ و ١١٣.

(٣) وكانت تحت أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي وقد طلّقها ثلاثا.

(٤) لا يضع العصا عن عاتقه : فيه تأويلان مشهوران : أحدهما أنه كثير الأسفار ، والثاني أنه كثير الضرب للنساء ، وهذا أصح. والعاتق : هو ما بين العنق إلى المنكب.

٧٠

الشافعي ومقداره ، قال الشافعي : فلمّا أردت أن أخرج من المدينة جئت إلى مالك فودّعته فقال لي مالك حين فارقته : يا غلام اتّق الله ولا تطفئ هذا النور الذي أعطاكه الله بالمعاصي ـ يعني بالنور : العلم ، وهو قول الله عزوجل : (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ)(١).

ذكر أبو الحسين الرازي ، حدّثني أبو زرعة محمّد بن أحمد بن عبد الخالق الدمشقي قال : سمعت أبا الوليد عبد الملك بن محمود بن سميع الدمشقي يقول : كان المزني (٢) رحمه‌الله قد شدد على نفسه في حضور الجماعات ، وكان يخرج إلى الصّلاة كيف ما أمكنه ، وإن أصابته مشقة شديدة ، وكان إذا فاتته الصلاة في الجماعة يعيد خمسا وعشرين صلاة.

قال : وعاتب المزني (٣) يوما بعض إخوانه فقال له : كنت عليلا فلم تعدني ، فقال للمزني : كنت ألقاك في الصّلاة ـ يعني ـ في المسجد ، فاقتصر على ذلك ، ولم أعلم بعلّتك ، فقال : يا هذا ، متى رأيتني تخلّفت عن الصلاة في الجماعة ، فاشهد جنازتي.

٥٩٢٣ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن أبو الحسين الملطي المقرئ (٤)

سمع بأطرابلس : خيثمة بن سليمان ، وأبا عمير عدي بن عبد الباقي الأذني ، وبحلب : أحمد بن مسعود الورّاق (٥) ، ومحمّد بن بركة برداعس (٦) ، وأبا الطيب علي بن محمّد بن أيوب بن حجر بن أبي سليمان الصوري ، وعبيد بن محمّد بن يعقوب الأنصاري بحرّان ، وأبا بكر محمّد بن الحسين الخزاعي ، وأبا محمّد عبيد الله بن الحسين الصابوني القاضي بأنطاكية ، وأبا بكر محمّد بن إسحاق بن فرّوخ بربض الرّافقة ، وبشر بن سعيد بن قلبوية الرّقّي.

روى عنه : أبو القاسم عمر بن أحمد بن الواسطي ، وأبو بكر محمّد بن داود بن مصحح العسقلاني ، وأبو محمّد إسماعيل بن رجاء العسقلاني ، وعبيد الله بن سلمة بن حزم المكتّب (٧) ، وأبو محمّد عبد الله بن عمر بن العبّاس العدني نزيل تنّيس.

__________________

(١) سورة النور ، الآية : ٤٠.

(٢) بالأصل وت : «المزي» والمثبت عن م ود.

(٣) الأصل : المزي ، والمثبت عن م ، ود ، وت.

(٤) ترجمته في غاية النهاية ٢ / ٦٧ ومعرفة القراء الكبار ١ / ٣٤٣ رقم ٢٦٩ وطبقات الشافعية الكبرى ٢ / ١١٢ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٣٥٠ ـ ٣٨٠) ص ٦١٥.

(٥) كذا بالأصل ، وم ، وت ، ود ، وفي تاريخ الإسلام ومعرفة القراء الكبار : الوزان.

(٦) بالأصل وم ود وت : «برداعش» وفي الاكمال وتذكرة الحفاظ : «برداغس» ترجمته في سير أعلام النبلاء ٥ ١ / ٨١ وفيه برداعس ، وبرداعس : لقب.

(٧) في م : الكاتب.

٧١

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، حدّثنا نصر بن إبراهيم ، أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد بن الواسطي ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد الملطي ، أنبأنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة ، حدّثنا هلال بن العلاء ، حدّثنا أبي ، حدّثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، أنبأنا أبو سنان ، حدّثنا الضّحّاك بن مزاحم عن النّزّال بن سبرة الهلالي قال :

وافقنا من على ذات يوم طيب نفس ومزاج فقلنا له : يا أمير المؤمنين حدّثنا عن أصحابك ، قال : كلّ أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أصحابي ، الحديث.

قال : وأنبأنا نصر ، أنبأنا أبو القاسم عمر بن أحمد الواسطي ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن عبد الرّحمن الملطي ، حدّثني أبو بكر أحمد بن صالح بن محمّد الفارسي ، حدّثني أبو حنيفة جعفر بن بهرام ، حدّثنا حامد بن محمود الهمداني ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله البصري ، حدّثنا محمّد بن حازم ، عن الضّحّاك بن مزاحم ، عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إنّ جبريل أتاني ليلة النصف من شعبان قال : قم فصلّ وارفع رأسك ويديك إلى السماء ، قال : فقلت : يا جبريل ، ما هذه الليلة؟ قال : يا محمّد يفتح فيها أبواب السماء ، وأبواب الرحمة ثلاثمائة باب ، فيغفر لجميع من لا يشرك بالله شيئا غير مشاحن ، أو عاشر (١) ، أو مدمن خمر ، أو مصرّ على زنى ، فإنّ هؤلاء لا يغفر لهم حتى يتوبوا ، فأما مدمن خمر ، فإنه يترك له باب من أبواب الرحمة مفتوحا حتى يتوب ، فإذا تاب غفر الله له ، وأما المشاحن فيترك له باب من أبواب الرحمة حتى يكلّم صاحبه ، فإذا كلمه غفر له» قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا جبريل ، فإن لم يكلّمه حتى يمضي عنه النصف؟» قال : لو مكث إلى أن يتغرغر بها في صدره فهو مفتوح ، فإن تاب قبل منه ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بقيع الغرقد فبينا هو ساجد قال : وهو يقول في سجوده : «أعوذ بعفوك من عقابك ، وأعوذ برضاك من سخطك ، وأعوذ بك منك ، جلّ ثناؤك ، لا أبلغ الثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك» ، فنزل جبريل ـ عليه‌السلام ـ في ربع الليل فقال : يا محمّد ارفع رأسك إلى السماء ، فرفع رأسه ، فإذا أبواب الرحمة مفتوحة على كلّ باب ملك ينادي : طوبى [لمن تعبّد في هذه الليلة ، وعلى الباب الآخر ملك ينادي : طوبى](٢) لمن سجد في هذه الليلة ، وعلى الباب الثالث ملك ينادي : طوبى لمن ركع في هذه

__________________

(١) كذا بالأصل ، وم ، وت ، ود ، وفي المختصر : غاش.

(٢) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل ، وبعده صح.

٧٢

الليلة ، وعلى الباب الرابع ملك ينادي : طوبى لمن دعا ربه هذه الليلة ، وعلى الباب الخامس ملك ينادي : طوبى لمن ناجى ربه في هذه الليلة ، وعلى الباب السادس ملك ينادي : طوبى للمسلمين في هذه الليلة ، وعلى الباب السابع ملك ينادي : طوبى للموحدين ، وعلى الباب الثامن ملك ينادي : هل من تائب يتب عليه؟ وعلى الباب التاسع ملك ينادي : هل من مستغفر فيغفر له؟ وعلى الباب العاشر ملك ينادي : هل من داعي (١) فيستجاب له؟ ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «يا جبريل إلى متى أبواب الرحمة مفتوحة؟» قال : من أوّل الليل إلى صلاة الفجر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فيها من العتقاء أكثر من شعور الغنم ، فيها ترفع أعمال السنة ، وفيها تقسم الأرزاق» [١٠٧٥٦].

قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الدّاني : سمعت إسماعيل بن رجاء يقول :

كان أبو الحسين الملطي كثير العلم ، كثير التصنيف في الفقه ، وكان يتفقّه للشافعي ، وكان يقول الشعر ويسرّه ويعجب به (٢).

قال : وسمعت إسماعيل يقول : توفي أبو الحسين الملطي بعسقلان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة.

٥٩٢٤ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن عبدوس بن جرير ويقال :

ابن جرير بن عبدوس ، ويقال : ابن عبد القدوس

أبو عبد الملك الرّبعي التغلبي الصوري المعروف بابن عبدوس

قدم دمشق ، وحدّث بها وبصور عن : سليمان بن عبد الرّحمن ، ويعقوب بن كعب الأنطاكي ، وموسى بن أيوب النّصيبي ، وزهير بن عبّاد ، وعمر بن الوليد ، وخالد بن يزيد الإمام ، وصفوان بن صالح ، وهشام بن عمّار ، ومهدي بن جعفر الرملي ، وإبراهيم بن هشام ابن يحيى بن يحيى الغساني ، وعمر بن الوليد الصّوري (٣).

روى عنه : أبو عبد الله بن مروان ، وأبو الحارث أحمد بن محمّد بن عمارة ، وأبو القاسم علي بن محمّد بن طاهر الصوري ، وأبو أحمد بن عدي ، وأبو بكر محمّد بن النعمان

__________________

(١) كذا بالأصل وم وت ود : داعي ، بإثبات الياء.

(٢) معرفة القراء الكبار ١ / ٣٤٣ وتاريخ الإسلام (٣٥٠ ـ ٣٨٠). ص ٦١٥.

(٣) كذا بالأصل ، وم ، وت ، ود ، وقد مرّ ، ولعله تكرار. ولم ينسبه في المرة الأولى.

٧٣

ابن نصير ، وأبو بكر محمّد بن أحمد بن علي بن سعيد بن سليم ، وسليمان بن أحمد الطّبراني ، وأبو علي بن حبيب ، وابن شعيب الأنصاري ، وأبو عمران موسى بن عبد الرّحمن الصباغ البيروتي الإمام ، وأبو إسحاق بن محمّد بن سنان.

أنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا : أنبأنا أبو بكر بن ريذة ، أنبأنا سليمان بن أحمد الطّبراني (١) ، حدّثنا محمّد بن عبدوس بن جرير الصوري بمدينة صور ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا مروان بن معاوية الفزاري ، حدّثنا طريف أبو سفيان (٢) عن عبد الله بن الحارث ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يقول الله تعالى : أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبّة شعيرة (٣) من إيمان ، ثم يقول : اخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، ثم يقول : وعزّتي (٤) لا أجعل من آمن بي ساعة من ليل أو نهار كمن لم (٥) يؤمن بي» [١٠٧٥٧].

أنبأنا أبو علي الحداد ، وحدّثني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي بن حمد عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عبدوس بن جرير الصّوري ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا يحيى بن حمزة ، حدّثني يزيد بن أبي مريم ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن ، عن عقبة بن عامر (٦) قال : جئت وأصحاب (٧) لي حتى حللنا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أصحابي : ترعى إبلنا حتى ننطلق فنقتبس من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ففعلت ذلك أياما ، ثم إنّي ذكرت في نفسي فقلت : لعلّي مغبون ، يسمع أصحابي ما لم أسمع ، ويعلمون ما لم أتعلم من نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فحضرت يوما ، فسمعت رجلا يقول : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من توضأ وضوءا كاملا ثم قام إلى صلاته كان من خطيئته كيوم ولدته أمّه» [١٠٧٥٨].

فعجبت لذلك فقال عمر بن الخطّاب : فكيف لو سمعت الكلام الأول كنت أشد عجبا ، فقلت : اردد عليّ ، جعلني الله فداك ، فقال : إنّ نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من مات لا يشرك بالله شيئا

__________________

(١) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير ٢ / ٤١.

(٢) هو طريف بن شهاب أبو سفيان السعدي ، ترجمته في تهذيب الكمال ٩ / ٢٢٨.

(٣) كذا بالأصل وم وت ود ، وفي الطبراني : مثقال شعيرة وفي المختصر : مثقال حبة شعير.

(٤) في المعجم الصغير : وعزتي وجلالي.

(٥) المعجم الصغير : «لا» بدل «لم».

(٦) رواه ابن عساكر من طريق آخر بسنده إلى عقبة بن عامر ، في أخبار عقبة بن عامر (راجع تاريخ مدينة دمشق بتحقيقنا ٤٠ / ٤٩٥) ترجمته رقم ٤٧٢٦ الحديث رقم ٨١٦٣.

(٧) فيما تقدم : جئت في اثني عشر راكبا.

٧٤

فتح الله له أبواب الجنة ، يدخل من أيّها شاء ، ولها ثمانية أبواب» [١٠٧٥٩].

فخرج علينا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجلست مستقبله ، فصرف وجهه عني حتى فعل ذلك ثلاث مرّات ، فلمّا كانت الرابعة قلت : بأبي وأمّي ، لم تصرف وجهك عني؟ فأقبل إليّ فقال : «أواحد أحبّ إليك أو اثنا (١) عشر» ـ مرتين أو ثلاثا ـ فلما رأيت ذلك رجعت إلى أصحابي [١٠٧٦٠].

٥٩٢٥ ـ محمّد بن أحمد بن عبد الواحد بن صالح ابن سعيد بن الحسن بن علي بن

جعفر بن عبد الله أبو المغيث الأموي مولاهم الصفّار

حدّث عن عبيد الله بن محمّد بن عبد العزيز العمري القاضي ، وبكّار بن قتيبة ، وأحمد ابن العلاء بن هلال أخي هلال ، وأبي سعيد إسماعيل بن حمدوية البيكندي.

روى عنه أبو الحسين الرازي ، وعبد الوهّاب الكلابي.

قرأت على أبي القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن الربعي ، أنبأنا عبد الوهّاب الكلابي ، أنبأنا أبو المغيث محمّد بن أحمد بن عبد الواحد الصفّار ، حدّثنا بكّار ، حدّثنا روح بن عبادة القيسي ، حدّثنا زكريا بن إسحاق ، عن أبي الزبير ، عن جابر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه».

قرأت بخطّ نجا بن أحمد ، وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه بدمشق في الدفعة الثانية : أبو المغيث محمّد بن أحمد ، ونسبه كما تقدم : القرشي مولى بني أمية ، وكان نحّاسا ، مات في شوال سنة تسع عشرة وثلاثمائة.

[قال ابن عساكر :](٢) كذا فيه ، والصواب : تسع وعشرين.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد الصوفي ، أنبأنا مكي بن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان بن زبر ، قال : سنة تسع وعشرين وثلاثمائة مات أبو المغيث النحاس.

٥٩٢٦ ـ محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض أبو سعيد العثماني الزاهد (٣)

روى عن أبي الطاهر بن السّرح ، وهشام بن عمّار ، وأبي موسى عيسى بن يونس

__________________

(١) بالأصل وم : اثني عشر ، والمثبت عما سبق في ترجمة عقبة بن عامر ، وعن د ، وت.

(٢) الزيادة منا للإيضاح.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ٤ ١ / ٢٣٠.

٧٥

الفاخوري ، وصفوان بن صالح ، وعيسى بن هلال السّليحي (١) ، ودحيم ، وعبد الله بن أحمد ابن ذكوان ، ومحمّد بن خالد ، والوليد بن عتبة ، وعبد الوهّاب بن الضحّاك ، وهشام بن خالد ، وأبي القاسم نصر بن محمّد بن سليمان بن أبي ضمرة ، وقاسم الجوعي ، وأحمد بن أبي الحواري ، ومسيّب بن واضح ، وهشام أبي التّقي ، ومحمّد بن مصفّى ، ونوح بن حبيب ، وأبي سليم عبد الرّحمن بن الحسن بن الضحاك ، وعيسى بن حمّاد زغبة ، وعيسى بن سليمان الشّيزري.

روى عنه : أبو زرعة وأبو بكر ابنا أبي دجانة ، وأبو علي بن أبي الزّمزام ، وأبو القاسم الحسن بن علي بن الحسن بن سلمة بن الطّبري المري ، وأبو الحسن أحمد بن محمّد بن أحمد بن الربيع بن يزيد بن معيوف ، وأبو أحمد بن عدي الجرجاني ، وأبو علي أحمد بن محمّد بن علي الخزاعي ابن الزّفتي ، وأبو بكر محمّد بن يوسف الربعي ، وأبو هاشم عبد الجبّار بن عبد الصّمد ، وأبو طلحة محمّد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عزرة (٢) الضّبّي ، وأبو العبّاس أحمد بن عتبة بن مكين ، وجمح بن القاسم ، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد ابن أبي شعبة ، وأبو علي بن منير ، وأبو القاسم الحسن بن محمود الربعي ، وأبو (٣) بكر بن المقرى ، وأحمد بن عبد الوهّاب بن الحسين اللهبي ، وأحمد بن محمّد بن إسحاق السّنّي (٤) ، ومحمّد بن حميد بن معيوف الهمداني ، وبكر بن شعيب بن بكر ، وأحمد بن إسحاق بن يزيد الحلبي ، وحمزة بن محمّد الكناني (٥).

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأنا أبو طاهر بن محمود ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن فيّاض الدمشقي بدمشق ، حدّثنا هشام بن عمّار بن نصير أبو الوليد ، حدّثنا عيسى بن يونس ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن علقمة بن وقاص الليثي قال : سمعت عمر بن الخطّاب يقول : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّما الأعمال بالنيّة ، وإنّما لامرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه».

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٤ ١ / ٥٦٨ والسّليحي نسبة إلى سليح ، وسليح بطن من قضاعة.

(٢) في د : عروة.

(٣) بالأصل وم ود وت : وأبا.

(٤) بدون إعجام بالأصل وم وت ، والمثبت عن سير الأعلام راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ ١ / ٢٥٥.

(٥) بالأصل وم : الكتاني ، والمثبت عن د ، وت ، وسير أعلام النبلاء. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ ١ / ١٧٩.

٧٦

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا إسماعيل بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف قال : وسألته ـ يعني ـ الدارقطني عن أبي سعيد محمّد بن أحمد بن عبيد بن فيّاض القرشي ورّاق هشام بن عمّار بدمشق ، فقال : ليس به بأس (١).

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي محمّد الصّوفي ، أنبأنا مكي المؤدب ، أنبأنا أبو سليمان الرّبعي قال : وفيها ـ يعني ـ سنة عشر وثلاثمائة مات أبو سعيد بن فيّاض.

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، وابن السّمرقندي ، قالا : حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، قال : مات أبو سعيد بن فيّاض يوم الخميس ، ودفن يوم الجمعة في شهر ربيع الآخر من سنة عشر وثلاثمائة (٢) ، وهو ابن نيّف وتسعين سنة.

٥٩٢٧ ـ محمّد بن أحمد بن عثمان بن الوليد بن الحكم بن سليمان

أبو بكر بن أبي الحديد السّلمي العدل (٣)

رحل في الحديث ، وسمع بمصر من أبي زيد عبد العزيز بن قيس بن حفص ، وأبي محمّد عبد العزيز بن أحمد بن الفرج بن شاكر الأحمري ، ومحمّد بن بشر الزّبيري (٤) العكري (٥) ، وأبي جعفر محمّد بن منير بن محمّد بن عنبسة بن منير ، ومحمّد بن أيوب بن حبيب الصموت ، وأبي أحمد حاتم بن عبد الله بن حاتم الجهاري ، وأبي الحسين محمّد بن علي بن أبي الحديد ، ومحمّد بن الحسين بن محمّد الخزاعي ، وأحمد بن عمرو بن جابر الرملي.

وسمع بدمشق : من أبي الدحداح ، وأبوي بكر : الخرائطي ، ومحمّد بن بركة برداعش (٦) ، وأبي الطيب أحمد بن إبراهيم بن عبد الوهّاب بن بشير بن عبادل ، وأبي العباس

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٤ ١ / ٢٣١.

(٢) سير أعلام النبلاء ٤ ١ / ٢٣١.

(٣) ترجمته في الوافي بالوفيات ٢ / ٦٠ وسير أعلام النبلاء ٧ ١ / ١٨٤ والعبر ٣ / ٩١ والاكمال لابن ماكولا ٢ / ٥٥.

(٤) بالأصل ، وم ، ود ، وت : الزنبري ، والمثبت عن سير أعلام النبلاء.

وفي تبصير المنتبه ٢ / ٦٥٦ الزنبري بنون ساكنة ثم موحدة مفتوحة. كذا ضبطه ابن نقطة فوهم ، وإنما هو من موالي آل الزبير وقال ابن يونس الحافظ : ولاؤه لعتيق بن مسلمة الزّبيري ، وكذا ضبطه الصوري بالضم.

راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ٥ ١ / ٣١٤.

(٥) بالأصل وم وت ود : العسكري ، تصحيف ، والصواب والضبط عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٥٦ ، راجع الحاشية السابقة.

(٦) كذا بالأصل ، ود ، وم ، وت : «برداعش» انظر ما مرّ فيه قريبا.

٧٧

محمّد بن جعفر بن محمّد بن هشام بن ملّاس ، وأبي عبد الله محمّد بن يوسف بن بشر الهروي ، وأبي علي الحسن بن علي [بن يحيى الشعراني الطبراني ، وأبي هاشم عبد الغافر بن سلامة الحمصي ، وأبوي محمّد : ابن زبر ، وعبد الله بن الحسين بن محمّد بن جمعة ، وأبي عمر محمّد بن عمير الجهني ، وأبي علي الحسن بن حبيب](١) الحصائري ، وأبي علي محمّد ابن محمّد بن أبي حذيفة القاسم بن عبد الغني ، وزكريا بن أحمد بن يحيى بن موسى القاضي ، ومحمّد بن بكّار بن يزيد السّكسكي ، وأبي علي الفيّاض بن القاسم بن حريش.

روى عنه ابنا ابنه أحمد ، وعبيد الله (٢) ، وأبو الحسن علي بن الحسين بن صدقة الشّرابي ، والقاضي أبو الحسين عبد الوهّاب بن أحمد بن هارون بن الجندي ، وأبو علي الأهوازي ، وأبو الحسن بن السمسار ، وعلي بن الحسن ، وتمّام بن محمّد ، وأبو القاسم الحنّائي ، وأبو محمّد الحسن بن علي النحوي المعروف بابن المصحح ، وأبو العباس أحمد ابن محمّد بن يوسف بن مردة الأصبهاني ، وعلي بن محمّد الحنّائي ، وعلي بن محمّد بن صافي بن شجاع بن أبي الهول ، وأبو نصر بن الجبّان (٣) ، وأبو الحسن العتيقي ، وعبد الوهّاب الميداني.

أخبرنا أبوا (٤) الحسن الفقيهان قالا : أنبأنا أبو الحسين (٥) بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو الدحداح ، حدّثنا عبد الوهّاب بن عبد الرّحيم الأشجعي ، حدّثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه يبلغ به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها» [١٠٧٦١].

قال سفيان عن نافع عن ابن عمر : إنما هو بالليل.

قرأت بخط أبي الحسن الحنّائي ، [وأنبأنيه أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتّاني ، أنبأنا علي الحنّائي](٦) ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان السلمي الشاهد

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك عن م ، وت ، ود.

(٢) وهما ابنا عبد الواحد بن محمّد بن أبي بكر.

(٣) بدون إعجام بالأصل ، وت ، وم ، وفي د : «الحا؟؟؟» والصواب ما أثبت وضبط.

(٤) بالأصل وم وت ود : أبو.

(٥) كذا ، وفي م وت ود : الحسن.

(٦) ما بين معكوفتين استدرك عن هامش الأصل.

٧٨

المعروف بابن أبي الحديد الثقة الأمين الرضا ، الشيخ النبيل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر علي بن هبة الله قال (١) : وأبو بكر محمّد ابن أحمد بن عثمان أبي الحديد ، حدّث عن أبي الدحداح ، وهو آخر من حدّث عنه ، وعن الخرائطي ، وأبي عبد الله الهروي الحافظ وغيرهم ، وكان من الأعيان ، حدّثنا عنه جماعة من الدمشقيين ، وابنه أبو الفضل ، حدّث ، وابنا أبي الفضل أبو الحسن أحمد ، سمعت منه الكثير عن جده وعن غيره ، وأبو محمّد عبيد الله حدّث أيضا عن جده ، ولم أسمع منه.

قرأت بخط إبراهيم بن محمّد الحنّائي ، قال لي أخي علي : قال لي أبو الفرج بن عمرو ـ رحمه‌الله ـ :

رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم فقال لي : أبو بكر بن أبي الحديد قوّال بالحقّ (٢).

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد قال : توفي أبو بكر محمّد ابن أحمد بن عثمان المعروف بابن أبي الحديد ـ رحمه‌الله ـ في شوال سنة خمس وأربع مائة ، وحضرت داره وأنا أعرفه ، ولكن لم أسمع منه شيئا ، حدّث عن أبي الدحداح وغيره من شيوخ الشاميين ، وحدّث عن أبي بكر الخرائطي ، وعن ابن منير ، ومحمّد بن بشر العكري المصريين وغيرهم ، وكان ثقة مأمونا ، حدّثنا عنه جماعة ، وذكر أن مولده سنة تسع وثلاث مائة ، وذكر غيره : أن مولده لعشر خلون من شعبان سنة تسع ، وذكر أبو علي الأهوازي أنه مات وله سبع وتسعون سنة.

قرأت بخط عبد المنعم بن علي بن النحوي قال : مات أبو بكر محمّد بن أحمد بن أبي الحديد في يوم الجمعة لثلاث وعشرين ليلة خلت من شوّال من سنة خمس وأربعمائة ، وأخرجت جنازته إلى الجامع بعد صلاة العصر ، وصلّي عليه وردّوه إلى داره ، ودفن في بيت في داره ، وكان له مشهد عظيم ، وكان الذي صلّى عليه ابنه أبو الفضل.

آخر الجزء الرابع والتسعين بعد الخمسمائة من الفرع (٣).

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٢ / ٥٤ ـ ٥٥.

(٢) سير أعلام النبلاء ٧ ١ / ١٨٥.

(٣) من قوله : آخر الجزء إلى هنا ليس في م ود.

٧٩

٥٩٢٨ ـ محمّد بن أحمد بن عثمان بن محمّد أبو الفرج الزّملكاني (١) الإمام (٢)

من أهل قرية زملكا (٣).

حدّث في سنة إحدى وعشرين وأربع مائة عن أبي الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد الكلابي ، وتمّام بن محمّد ، وأبي بكر عبد الله بن محمّد بن هلال الحنّائي (٤) الأديب.

روى عنه : أبو عثمان محمّد بن أحمد بن ورقاء الأصبهاني الصوفي نزيل بيت المقدس ، وأبو الحسن علي بن الخضر السلمي.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، حدّثنا نصر بن إبراهيم ، أنبأنا أبو عثمان محمّد بن ورقاء الأصبهاني ، أنبأنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن محمّد الزّملكاني ، أنبأنا أبو الحسين عبد الوهّاب بن الحسن بن الوليد ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن أحمد بن عمارة العطّار ، حدّثنا الحسين بن علي بن الأسود العجلي ، حدّثنا محمّد بن فضيل ، حدّثنا محمّد بن عبيد الله ، عن عبيد الله (٥) بن زحر ، عن علي ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إن الله بعثني هدى ورحمة للعالمين ، وأمرني أن أمحق المعازف والمزامير ، والخمور والأوثان التي كانت في الجاهلية ، وأقسم ربي بعزّته لا يشرب عبد من عباده الخمر في الدنيا إلّا سقيته مثلها من جهنم ، معذّب بعد أو مغفور له ، وأقسم ربّي بعزّته لا يدعها عبد من عبادي حرجا إلّا سقيته إياها من حظيرة القدس» [١٠٧٦٢].

أخبرنا أبو محمّد الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني قال : توفي أبو بكر محمّد بن أحمد الزّملكاني في جمادى الآخرة من هذه السنة ـ يعني ـ سنة إحدى وعشرين وأربعمائة (٦) ، كتب الكثير ، واشترى حدث بشيء يسير عن عبد الوهّاب بن الحسن أخي تبوك.

__________________

(١) هذه النسبة إلى زملكا ، كما تلفظ اليوم ، وفي معجم البلدان : «زملكان بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام وآخره نون. قال السمعاني أبو سعد : هما قريتان إحداهما ببلخ والأخرى بدمشق ، وأما أهل الشام فإنهم يقولون : زملكا بفتح أوله وثانيه وضم لامه والقصر ، لا يلحقون به النون قرية بغوطة دمشق».

(٢) ترجمته في معجم البلدان «زملكان».

(٣) راجع الحاشية السابقة.

(٤) في معجم البلدان : الجبائي ، تصحيف ، راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ٧ ١ / ١٤٩.

(٥) في ت : «محمّد بن عبيد بن زحر» و «الله عن عبيد الله» استدرك على هامشها وبعده صح.

(٦) معجم البلدان «زملكان».

٨٠