تاريخ مدينة دمشق - ج ٥١

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥١

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٤٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

محمّد بن عبد الملك التاريخي (١) بخطه : سمعه أبا حمزة الصّوفي ينشد :

خفف على أصحابك المو؟؟؟ ا (٢) أولا

فلست إذا لهم سكنا

لا تغترر بدنو ذي لطف يدنو

إليك وإن دنوت دنا

واعلم جزاك الله صالحة

أن ابن آدم لم يزل أذنا

متصرفا (٣) شرس الطباع له

عين تريه قبيحه حسنا

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، وأبو الحسن الغسّاني ، قالا : حدّثنا [ـ و](٤) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أخبرني أحمد بن علي المحتسب ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن موسى النيسابوري ، قال : سمعت نصر بن أبي نصر يقول : سمعت محمّد بن عبد الله المتأفف البغدادي قال : سمعت الجنيد يقول : وافى أبو حمزة من مكة وعليه وعثاء السفر ، فسلّمت عليه وشهيته. قال سكباج وعصيدة تخليني بهما ، فأخذت مكوك دقيق ، وعشرة أرطال لحم ، وباذنجان وخلا ، وأخذت عشرة أرطال دبس ، وعملنا له عصيدة وسكباجة ووضعناها في حيريّ (٦) لنا ، وأدخلته الدار وأسبلت الستر ، فدخل وأكله (٧) كله ، فلمّا فرغ من أكله قال لي : يا أبا القاسم لا تعجب ، فهذا من مكة الأكلة الثالثة.

قال الخطيب (٨) : وأخبرني أبو علي الحسن بن أبي الفضل الشّرمقاني (٩) ، حدّثنا إبراهيم ابن أحمد بن محمّد الطبري ، حدّثنا معروف بن محمّد بن معروف الواعظ ، حدّثنا أبو سعيد الزيادي قال : كان أبو حمزة أستاذ البغداديين ، وهو أول من تكلّم ببغداد في هذه المذاهب ، من صفاء الذكر ، وجمع الهمّة (١٠) ، والمحبة ، والشوق ، والقرب ، والأنس ، لم يسبقه إلى الكلام بهذا على رءوس الناس ببغداد أحد ، وما زال مقبولا حسن المنزلة عند الناس إلى أن توفي ، وتوفي سنة تسع وستين ومائتين ، ودفن بباب (١١) الكوفة.

__________________

(١) ترجمته في تاريخ بغداد ٢ / ٣٤٨.

(٢) كذا رسمها بالأصل وم ، وفي ت : «الموثا».

(٣) تقرأ بالأصل : «مشرفا» والمثبت عن م ، وت.

(٤) الزيادة عن م وت لتقويم السند.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ٣٩٣.

(٦) رسمها بالأصل وم : «ح؟؟؟ ر» وفي ت : «حير» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٧) بالأصل وم وت : واكل ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٨) تاريخ بغداد ١ / ٣٩٣.

(٩) الأصل : الشرمغاني ، والمثبت عن م وت وتاريخ بغداد.

(١٠) بالأصل وم وت : الهم ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(١١) بالأصل وم وت : باب ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

٢٦١

أنبأنا أبو الحسن الفارسي ، أنبأنا أبو بكر المزكي ، حدّثنا أبو عبد الرّحمن قال : توفي أبو حمزة سنة تسع وثمانين ومائتين.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب ، وأبو الحسن المالكي قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا إسماعيل الحيري ، أنبأنا محمّد بن الحسين السلمي ، قال : أبو حمزة البزّاز محمّد بن إبراهيم من أقران سريّ السّقطي توفي سنة تسع وثمانين ومائتين.

٦٠٦٣ ـ محمّد بن إبراهيم

حدّث عن يونس بن عطاء.

روى عنه حذيفة بن الحسن المصّيصي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، حدّثنا حذيفة بن الحسن ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم الدمشقي ، حدّثنا يونس بن عطاء ، عن معروف مولى واثلة قال : سمعت واثلة يقول : رأيت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عمامة سوداء.

قال ابن عدي : حدّثناه عبد الصّمد بن عبد الله الدمشقي ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا معروف قال : رأيت على واثلة عمامة سوداء قد أرخى لها عذبة من خلفها.

قال ابن عدي : حدّثناه عبد الصّمد بن عبد الله الدمشقي ، حدّثنا هشام بن عمّار ، حدّثنا معروف قال : رأيت على واثلة عمامة سوداء قد أرخى لها عذبة من خلفها.

قال ابن عدي : منكر جدا ، ومعروف هو مولى واثلة.

[قال ابن عساكر :](٤) حذيفة يروي عن أبي أمية محمّد بن إبراهيم بن مسلّم الطّرسوسي فأخشى أن يكون محمّد بن إبراهيم هذا هو أبو أمية ، ونسبه إلى دمشق لكونه كان بها ، والله أعلم ، ويونس بن عطاء غير معروف.

٦٠٦٤ ـ محمّد بن إبراهيم أبو بكر الصّوري

حدّث بدمشق عن أبي نعيم الحلبي ، وعبد الرّحمن بن عبيد الله أخي الإمام ، ونوح بن

__________________

(١) زيادة عن م وت ، لتقويم السند.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١ / ٣٩٣ ـ ٣٩٤.

(٣) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ٣٢٧ في أخبار معروف بن عبد الله الخياط.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

٢٦٢

حبيب ، وأحمد بن صالح المصري ، ومحمّد بن المصفّى ، وسعيد بن نصر بن عتاب الورّاق ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم التّرجمان ، ومحمّد بن سلام البغدادي.

روى عنه : أبو الحسن بن حذلم.

أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن عمر ، أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد ابن صصري ، أنبأنا تمّام بن محمّد ، أنبأنا أبو الحسن بن حذلم ، حدّثنا أبو بكر الصّوري بدمشق واسمه محمّد بن إبراهيم ، حدّثنا أبو نعيم الحلبي ، حدّثنا عبد الله بن المبارك ، حدّثنا مالك بن أنس ، عن محمّد بن المنكدر ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من استمع إلى قينة صبّ في أذنيه الآنك (١) يوم القيامة» [١٠٨٨٣].

أخبرناه عاليا أبو محمّد هبة الله بن أحمد المزكي ، وعبد الكريم بن حمزة ، قالا : أنبأنا أبو القاسم الحنّائي ، حدّثنا أبو الحسين الكلابي ، أنبأنا سعيد بن عبد العزيز ، حدّثنا أبو نعيم عبيد بن هشام ، حدّثنا ابن المبارك عن مالك بن أنس ، عن محمّد بن المنكدر ، عن أنس بن مالك.

أنّ رسول الله (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من قعد إلى قينة يستمع منها صبّ الله في أذنيه الآنك يوم القيامة» [١٠٨٨٤].

٦٠٦٥ ـ محمّد بن إبراهيم البغدادي

سمع بدمشق أبا محمّد عبد الرحيم بن محمّد بن شعيب بن صالح بن حنظلة الأنصاري.

روى عنه : أبو الحسين أحمد بن محمّد بن يعقوب البغدادي.

٦٠٦٦ ـ محمّد بن إبراهيم أبو الفضل الدّينوري المقرئ

سكن صيدا ، وأقرأ بها القرآن.

حكى عنه أبو نصر بن طلّاب.

أنبأنا أبو الحسن الفرضي ، وأبو محمّد الأكفاني ، وأبو الفرج غيث بن علي ، قالوا :

__________________

(١) الآنك : الرصاص ، قيل الرصاص الأبيض ، وقيل الأسود ، وقيل : الخالص منه.

(٢) قوله : «أن رسول الله» استدرك عن هامش الأصل ، وبعده صح.

٢٦٣

أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلّاب ، حدّثنا الشيخ أبو الفضل محمّد بن إبراهيم الدّينوري المقرئ بصيدا في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة قال : روي عن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام قال (١) : قرنت الهيبة بالخيبة ، والحرمان بالحياء ، والفرص (٢) تمرّ مرّ السحاب (٣).

[وروي عن علي عليه‌السلام قال :](٤) اجتنب (٥) فاجتنب من الرجال أربعة : من إذا حدّثك كذب ، وإذا حدثته كذبك ، وإن ائتمنته خانك ، وإن ائتمنك اتّهمك ، وإن أنعمت عليه كفرك ، وإن أنعم عليك امتنّ عليك.

٦٠٦٧ ـ محمّد بن إبراهيم أبو بكر الشّيرازي

حدّث بدمشق سنة سبع وتسعين وثلاثمائة عن أبي الحسن علي بن الحسن الحوري الفقيه.

روى عنه أحمد بن الحسين بن سعد بن أبان الطرسوسي الشاهد.

٦٠٦٨ ـ محمّد بن إبراهيم أبو عبد الله الحصري (٦) البانياسي (٧)

سكن صور.

حدّث عن أبي أحمد عبد الله بن بكر الطّبراني ، ومحمّد بن عبد الملك بن سعيد الأزدي.

وحدّث بصور سنة عشرين وأربعمائة ، فسمع منه بصور أبو منصور نصر بن أبي نصر الطوسي وغيره.

قرأت بخط أبي الفرج غيث بن علي توفي أبو عبد الله الحصري في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، ودفن بظاهر البلد ، وكان قد نيّف على الستين ، حدّثني بذلك ابنه عبد الرّحمن.

__________________

(١) نهج البلاغة ، قصار الحكم رقم ٢١.

(٢) في نهج البلاغة : والفرصة.

(٣) زيد في نهج البلاغة : فانتهزوا فرص الخير.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) بالأصل وم وت : فاجتنب.

(٦) الحصري ، النسبة إلى الحصر وهي جمع الحصير وعمله ، فهي بضم الحاء وسكون الصاد المهملتين كما في الأنساب.

(٧) والبانياسي نسبة إلى بلدة من بلاد فلسطين يقال لها بانياس (الأنساب).

٢٦٤

ذكر من اسم أبيه إدريس من المحمّدين

٦٠٦٩ ـ محمّد بن إدريس بن إبراهيم أبو الحسن الأصبهاني

قدم دمشق ، وحدّث بها عن أحمد بن محمّد الرازي البزّاز ، [و](١) وصيف خادم المعتضد.

روى عنه محمّد بن سليمان الربعي.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ـ قراءة ـ أنبأنا القاضي أبو محمّد عبد الله بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن علي بن أبي العجائز ، أنبأنا أبي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن سليمان بن يوسف الربعي ، حدّثني أبو الحسن محمّد بن إدريس بن إبراهيم الأصبهاني ، أخبرني أحمد بن محمّد البزاز الرازي بأصبهان ، أخبرني أبو زرعة الرازي ، أخبرني فلان بإسناد ذكره أن الحسين ابن علي بن أبي طالب دفع ذات يوم إلى سائل عشرة آلاف درهم فقالت له جارية له يقال لها فضة : والله لقد أسرفت يا بن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال لها : يا فضة! وأنشأ يقول :

إذا جمعت مالا يداي ولم أنل

فلا انبسطت كفي ولا نهضت رجلي

أريني بخيلا نال خلدا ببخله

وهاتي أريني باذلا مات من هزل

على الله إخلاف الذي أتلفت يدي

فلا مهلكي بذلي ، ولا مخلدي بخلي

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي العجائز ، أنبأنا أبي أبو علي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن سليمان الربعي قال : أنشدني هذا الشيخ لبعضهم :

إذا أنت عبت الناس عابوا وأكثروا

عليك وأبدوا منك ما كان يستر

وقد قال في بعض الأقاويل قائل

له منطق فيه لسان محبّر

إذا ما ذكرت الناس فاترك عيوبهم

فلا عيب إلّا دون ما فيك يذكر

فإن عبت قوما بالذي ليس فيهم (٢)

فذلك عند الله والناس أكبر

وإن عبت قوما بالذي فيك مثله

فكيف يعيب العور من هو أعور

٦٠٧٠ ـ محمّد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة أبو بكر الأنطاكي

قدم دمشق سنة إحدى وثمانين ومائتين ، وحدّث بها عن أبي يوسف يعقوب بن كعب

__________________

(١) زيادة للإيضاح عن م وت.

(٢) في م : «بالذي فيك مثله» ثم شطبت «فيك مثله» وكتب على هامشها : ليس فيهم.

٢٦٥

الأنطاكي (١) ، ومحمّد بن إبراهيم الأسباطي ، وزهير بن عبّاد ، ومحمّد بن عبد الرّحمن بن سهم (٢) ، ويحيى بن عثمان بن كثير الحمصي ، ومحمّد بن هشام بن أبي خيرة السّدوسي (٣) ، ومحمّد بن عيسى النقاش ، ومحمّد بن حمّاد ابن أخي أبي غسان النهدي ، وموسى بن أيوب العجلي النّصيبي (٤) ، والمسيّب بن واضح ، وسعيد بن نصير ، وأبي تقي هشام بن عبد الملك اليزني (٥) ، ودحيم ، وهشام بن عمّار ، وصفوان بن صالح ، وأبي إبراهيم إسماعيل بن إبراهيم ابن بسّام التّرجمان ، ونوح بن حبيب القومسي (٦) ، ومحمّد بن الوليد بن أبان البغدادي القرشي ، وأحمد بن الوليد بن برد ، وأحمد بن هارون ، ومحمّد بن مصفّى ، ومؤمّل بن إهاب ، ومحمّد بن سليمان لوين.

روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب ، وأبو عبد الله محمّد بن جعفر بن عديس (٧) ، وأبو الميمون بن راشد ، ومحمّد بن يوسف بن بشر الهروي.

أخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة الأنطاكي ، حدّثنا أبو تقيّ هشام ، حدّثنا ابن حمير ، حدّثني إبراهيم بن أبي عبلة ، عن يزيد بن أبي زياد ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى ، عن ابن عمر قال : بعثنا النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سرية ، فلقينا العدو فحاص الناس حيصة ، فانهزمنا ، فقلنا : نهرب في الأرض ، ولا نأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حياء مما صنعنا ، قال : فلقينا النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلنا : يا رسول الله نحن الفرارون ، قال : «لا ، بل أنتم الكرّارون ، وأنا فيتكم» [١٠٨٨٥].

أنبأنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد الكتّاني ، أنبأنا تمام بن محمّد ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إدريس بن الحجّاج بن أبي حمادة الأنطاكي قدم علينا سنة إحدى وثمانين ومائتين ، حدّثنا يعقوب بن كعب ، حدّثنا عيسى بن يونس عن

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ٢٠ / ٤٤٥ ط. دار الفكر.

(٢) هو محمّد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي ترجمته في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٨٨.

(٣) هو أبو عبد الله محمّد بن هشام بن شبيب بن أبي خيرة البصري ترجمته في تهذيب الكمال ١٧ / ٢٩٥.

(٤) هو موسى بن أيوب بن عيسى النصيبي أبو عمران الأنطاكي ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٨ / ٤٤٦.

(٥) ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ٢٦١ ط. دار الفكر.

(٦) رسمها غير واضح بالأصل وم وت ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٩ / ١٦٨.

(٧) كذا رسمها بالأصل ، وفي م وت : عدبس.

٢٦٦

الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ثمن الكلب والسنّور [١٠٨٨٦].

٦٠٧١ ـ محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع

ابن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف

ابن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر

أبو عبد الله القرشي المطّلبي الشّافعي المكّي (١)

إمام عصره ، وفريد دهره.

سمع مالك بن أنس ، وإبراهيم بن سعد ، وعبد العزيز بن محمّد الدّراوردي ، وأبا ضمرة أنس بن عياض ، وإبراهيم بن محمّد بن أبي يحيى ، وحاتم بن إسماعيل ، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، وإسماعيل بن جعفر ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وعطّاف بن خالد المخزومي ، وعبد الله بن نافع الصائغ المدنيين ، وسفيان بن عيينة ، وداود بن عبد الرّحمن العطّار ، ومسلّم بن خالد الزّنجي (٢) ، وعبد الرّحمن بن أبي بكر المليكي التيمي ، وعمّه محمّد بن علي بن شافع ، وعبد الله بن المؤمّل المخزومي ، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة القرشي ، وعبد الله بن الحارث المخزومي ، ومحمّد بن عثمان بن صفوان الجمحي ، وسعيد بن سالم القدّاح ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد المكيين ، ومطرّف بن مازن ، وهشام بن يوسف ، ومحمّد بن خالد الجندي اليمنيين ، وعبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي ، وإسماعيل بن عليّة ، ويوسف خالد السّمتي البصريين ، ومحمّد بن الحسن الشيباني الفقيه ، ويحيى بن حسّان ، وعمرو بن أبي سلمة التّنّيسيين ، وأيوب بن سويد الرّملي وغيرهم.

روى عنه سليمان بن داود الهاشمي ، وأحمد بن حنبل ، وأبو ثور إبراهيم بن خالد ،

__________________

(١) ترجمته وأخباره في :

تهذيب الكمال ١٦ / ٣٩ وتهذيب التهذيب ٥ / ٢٠ والتاريخ الكبير ١ / ٤٨ وحلية الأولياء ٩ / ٦٣ وتاريخ بغداد ٢ / ٥٦ وترتيب المدارك ٢ / ٣٨٢ والأنساب ، صفة الصفوة ٢ / ٩٥ ومعجم الأدباء ١٧ / ٢٨١ ووفيات الأعيان ٤ / ١٦٣ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٠١ ـ ٢١٠ ص ٣٠٤) وتذكرة الحفاظ ١ / ٣٦١ والوافي بالوفيات ٢ / ١٧١ طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (الجزء الأول) وغاية النهاية ٢ / ٩٥ ، والبداية والنهاية ١٠ / ٢٥١ ، وسير أعلام النبلاء ٠ ١ / ٥. ديوان الشافعي نسختان (ط. بيروت).

وانظر بهامش تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء أسماء مصادر أخرى ترجمته.

(٢) قيل له الزنجي لمحبته التمر ، وقال عنه ابن سعد : كان أبيض مشربا بحمرة.

٢٦٧

والحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني ، وأبو عبيد القاسم بن سلّام ، وسعيد بن تليد الرّعيني ، وعمرو بن سواد السّرخسي (١) ، وأحمد بن يحيى بن وزير ، والحسين بن علي الكرابيسي ، وأبو يحيى محمّد بن سعيد العطّار البغداديون ، وأبو إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني ، ومحمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وحرملة بن يحيى ، والربيع بن سليمان المرادي ، والربيع بن سليمان الجيزي ، وأبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي ، ويونس بن عبد الأعلى ، وبحر بن نصر المصريون ، وأبو بكر عبد الله بن الزّبير الحميدي ، وإبراهيم بن المنذر الحزامي وغيرهم.

واجتاز بدمشق أو بساحلها حين ذهب إلى مصر.

أخبرنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن علي البيهقي ، أنبأنا أبو علي محمّد بن إسماعيل العراقي الطوسي ـ بها ـ. ح وأخبرنا أبو العزّ أحمد بن عبيد الله بن كادش ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن علي بن عبد الله الورّاق ح وأخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن (٢) ، وأبو البركات عبد الوهّاب بن المبارك ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر ، وعبيد الله بن أحمد بن محمّد بن البخاري ، وفتاه أبو الدرّ ياقوت بن عبد الله الرومي ، قالوا : أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد الصّريفيني ، قالوا : أنبأنا أبو طاهر محمّد بن عبد الرّحمن المخلّص ـ إملاء ـ ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن النقور ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ـ قراءة عليه حدّثنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن زياد النّيسابوري ـ إملاء ـ ولم يقلها ابن النقور. ح وأخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو القاسم عمر ابن الحسين بن إبراهيم الخفّاف ، أنبأنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد الزهري ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد. ح وأخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشري الطّرسوسي ، وأبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، قالا : أنبأنا أبو الحسين محمّد بن مكي بن عثمان ، أنبأنا أبو القاسم المؤمّل بن أحمد بن محمّد الشيباني البغدادي ـ بمصر ـ حدّثنا أبو محمّد بن صاعد. ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ،

__________________

(١) غير واضحة بالأصل وم وت ، وتقرأ : «السرحبي» تصحيف ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٢٤١.

(٢) الأصل وت ، وفي م : «الحسين» تصحيف ، وهو يحيى بن الحسن بن أحمد أبو عبد الله البغدادي ابن البنا ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٦.

٢٦٨

قالا : أنبأنا أبو نصر الحسين بن محمّد بن أحمد بن طلّاب ـ بدمشق ـ أنبأنا أبو الحسين محمّد ابن أحمد بن جميع ، حدّثنا أحمد بن بهزاد. ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد ، قالا : أنبأنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر بن الحسن ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ـ زاد ابن الفضل : وأبو صادق محمّد بن أحمد العطار ، وزاد عبد الجبّار : وأبو سعيد يعني محمّد بن موسى بن الفضل الصّيرفي. ح وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت : أنبأنا أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت الخطيب ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحرشي ، قالوا : حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب قالوا : حدّثنا الربيع بن سليمان ـ زاد ابن بهزاد : المرادي ـ أنبأنا ـ وفي حديث ابن بهزاد : حدّثنا ـ الشّافعي ، سمّاه (١) ابن صاعد محمّد بن إدريس ، حدّثنا ـ وفي حديث النيسابوري : وأبي العباس ـ أنبأنا مالك ، عن أبي الزّناد عن الأعرج ، عن أبي هريرة أن ـ وفي حديث المؤمل : عن ـ النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ـ وفي حديث ابن بهزاد ـ قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صلاة الجماعة أفضل من صلاة أحدكم ـ وقال أبو بكر النيسابوري ، وابن بهزاد : من صلاة ـ الفذّ (٢) وحده بخمسة وعشرين جزءا» [١٠٨٨٧].

وسقط من حديث ابن بهزاد ، وحديث أبي بكر الخطيب قوله : وحده زاد ابن النقور عن النيسابوري قال أبو بكر : لا أعلم أحدا رواه غير الشّافعي ، إن لم يكن الشّافعي وهم فيه ، لأن هذا الحديث في الموطّأ (٣) عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيّب عن أبي هريرة.

وقال لنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد : قال لنا أبو بكر البيهقي : تفرّد به الربيع عن الشّافعي ، ورواه المزني والزّعفراني ، وحرملة بن يحيى ، عن الشّافعي عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيّب ، عن أبي هريرة فقيل : إنه وهم من الربيع ، وقيل : بل هو محفوظ عن مالك ، فقد روي من حديث روح بن عبادة عن مالك.

أخبرناه أبو عبد الله محمّد بن الفضل ، وأبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد ، قالا : أنبأنا أحمد بن الحسين ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثنا أبو الحسن علي بن عيسى بن إبراهيم الثقة ـ زاد ابن الفضل : المأمون ـ حدّثنا إبراهيم بن أبي طالب ، وعبد الله بن محمّد بن عبد

__________________

(١) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن د ، وت.

(٢) الفذ : الفرد.

(٣) موطأ مالك ، فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ رقم ٢٨٦ ص ٩٣.

٢٦٩

الرّحمن ، قالا : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا مالك ، عن أبي الزّناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «فضل صلاة الرّجل في الجماعة على صلاته وحده بخمسة وعشرين جزءا» [١٠٨٨٨].

لم أكتب حديث روح إلّا من هذا الوجه.

كتب إليّ أبو بكر عبد الغفّار بن محمّد الشّيروي. ح وأخبرنا أبو بكر العامري عنه ح وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه قالت : أنبأنا أبو بكر الخطيب ، قالا : أنبأنا أبو بكر الحيري ، حدّثنا أبو العبّاس الأصم ، أنبأنا الربيع بن سليمان ، أنبأنا الشّافعي ، أنبأنا محمّد بن عثمان بن صفوان الجمحي ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تخالط الصّدقة مالا إلّا أهلكته» [١٠٨٨٩].

أنبأنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر بن القشيري ، وحدّثنا أبو الحسن علي بن سليمان عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، أنبأنا أبو عبد الرّحمن محمّد بن الحسين السّلمي ، أخبرني أبو الحسن علي بن محمّد بن عمر الفقيه ـ بالريّ ـ أنبأنا عبد الرّحمن ابن أبي حاتم ، حدّثنا علي بن الحسن قال : سمعت أخي أو غيره يحكي عن الشّافعي قال : كنت مع محمّد بن الحسن بالرقّة ، فمرضت مرضة فعادني العوّاد ، فلمّا نقهت من مرضي مددت يدي إلى كتب عند رأسي ، فوقع في يدي : «كتاب الصلاة» لمالك ، فنظرت في باب الكسوف ، ثم خرجت إلى المسجد فإذا محمّد بن الحسن جالس ، فقلت له : جئت أناظرك في الكسوف ، فقال : قد عرفت قولنا فيه؟ فقلت : جئت أناظرك على النظر والخبر ، فقال : هات ، قلت : أشترط أن لا تحتدّ عليّ ، ولا تقلق ، وكان محمّد رجلا قلقا حديدا ، فقال : أما أن لا أحتدّ فلا اشترط ذلك ، ولكن لا يضرك ذاك عندي ، فناظرته فلما ضاغطته فكأنه وجد من ذاك ، فقلت : هذا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ، وزيد بن أسلم عن عطاء بن يسار ، عن ابن عبّاس ، واجتمع عليّ وعليه الناس فقال : وهل زدتني على أن جئتني بصبيّ وامرأة؟ فقلت : لو غيري جالسك وقمت عنه بالغضب ، فرفع الخبر إلى هارون أمير المؤمنين ، فقال : قد علم أنّ الله لا يدع هذه الأمة حتى يبعث عليهم قرشيا قلّبا (١) يرد عليهم (٢) ما هم فيه من الضلالة ، ثم رجعت إلى بيتي فقلت لغلامي : اشدد عليّ رواحلك ، واجعل الليل حملا ، قال : فقدمت مصر.

__________________

(١) القلّب : الرجل يقلّب الأمور ، ويعرف تصريفها.

(٢) كذا بالأصل وم وت ود.

٢٧٠

وهذه الحكاية تدلّ على أن الشّافعي دخل مصر مرتين : إحدى المرتين على طريق الشام فإنّ فيها أنه دخلها أيام هارون الرشيد ، وتوفي هارون سنة ثلاث وتسعين ومائة.

ودخلته الثانية مصر سنة تسع وتسعين ومائة على ما ذكر حرملة بن يحيى ، فأقام بها إلى أن مات ، وأظنه في هذه الثانية ذهب إليها من مكّة فإنّ الحميدي (١) صحبه.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، عن الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي ، حدّثني أحمد ابن مروان ، حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد الحنفي قال : سمعت أبي يقول : خرجنا من بغداد مع الشّافعي يريد مصر ، فدخلنا حرّان وكان قد طال شعره ، فدعا حجّاما ، فأخذ من شعره فوهب له خمسين دينارا ، وهذا يدل على أنه سلك طريق الشام.

آخر (٢) الجزء الثامن والتسعين بعد الخمسمائة (٣).

قرئ على أبي الحسن علي بن الحسن الموازيني (٤) ـ وأنا أسمع ـ عن أبي عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي (٥) ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو ابن شاكر القطّان ، حدّثني إسماعيل بن عمر بن الحسن بن يحيى بن كامل الخولاني البزّاز ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن الخصيب القاضي ، حدّثنا هارون بن عبد العزيز الأوارجي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن وهب ، حدّثنا عبد الله بن محمّد الفريابي قال : سمعت محمّد بن إدريس الشّافعي ببيت المقدس يقول : سلوني عم شئتم أخبركم عن كتاب الله وسنّة رسوله ، فقلت : إنّ هذا لجريء ، ما تقول أصلحك الله ، في المحرم يقتل الزنبور؟ فقال : نعم ، بسم الله الرّحمن الرحيم ، قال الله عزوجل : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(٦).

وحدّثنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقتدوا باللّذين من بعدي : أبي بكر وعمر» وحدّثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن قيس بن مسلّم عن طارق بن شهاب أن عمر بن الخطّاب أمر المحرم بقتل الزنبور.

وهذه الحكاية تدل على دخوله الشام ، وقد روي من وجه آخر أنه سئل عنها بمكّة وذلك فيما.

__________________

(١) هو أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي.

(٢) من قوله : آخر إلى هنا ليس في د ، وم.

(٣) من قوله : آخر إلى هنا ليس في د ، وم.

(٤) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٣٧.

(٥) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٩٢.

(٦) سورة الحشر ، الآية : ٧.

٢٧١

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، حدّثنا أبو سعد أحمد بن محمّد الماليني ، أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي ، حدّثنا عبد الله بن وهب ـ يعني الدّينوري ـ حدّثنا عبد الله (١) بن محمّد (٢) بن هارون الفريابي قال :

سمعت الشّافعي محمّد بن إدريس بمكة يقول : سلوني ما شئتم أجبكم من كتاب الله ومن سنّة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فقلت له : أصلحك الله ، ما تقول في المحرم يقتل زنبورا؟ قال : نعم ، بسم الله الرّحمن الرحيم ، قال الله تعالى : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) حدّثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقتدوا باللّذين من بعدي : أبي بكر وعمر» ، وحدّثنا سفيان بن عيينة ، عن مسعر ، عن قيس ابن مسلّم ، عن طارق بن شهاب عن عمر بن الخطّاب أنه أمر المحرم بقتل الزنبور.

فلعله سئل عنها وأجاب مرتين في الموضعين ، والله أعلم (٣).

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مردك ، أنبأنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي حاتم الرازي قال : قال الربيع بن سليمان : أنبأنا محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، قالا : حدّثنا [ـ و](٤) أبو منصور بن خيرون ، وفاطمة بنت الحسين بن الحسن ، قالا : أنبأنا ـ أبو بكر أحمد ابن علي بن ثابت (٥) ، أنبأنا القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد الحرشي بنيسابور ، حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، أنبأنا الربيع بن سليمان بن كامل المرادي المؤذّن المصري صاحب الشّافعي ، قال : الشّافعي. ح وأخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد الفقيه ، وأبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، قالا : أنبأنا أبو بكر البيهقي (٦) ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، وأبو بكر بن الحسن ـ زاد عبد الجبّار : وأبو عبد الرّحمن السلمي ،

__________________

(١) بالأصل ، ود ، وت هنا عبيد الله. ومرّ في الخبر السابق «عبد الله» ومثله في الأنساب (الفريابي).

(٢) «بن محمّد» استدركتا على هامش ت.

(٣) من طريق آخر روي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥ وراجع حلية الأولياء ٩ / ١٠٩ ومناقب البيهقي ١ / ٣٦٢.

(٤) زيادة عن م وت ود ، لتقويم السند.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٥٧ وعن الخطيب روي الخبر في تهذيب الكمال ١٦ / ٤١.

(٦) مناقب البيهقي ١ / ٧٦.

٢٧٢

قالوا : ـ حدّثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، أنبأنا الربيع بن سليمان ، أنبأنا الشّافعي.

محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر ابن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان ـ زاد البيهقي : بن الهميسع ، وقالوا : ـ ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، أنبأنا أبو البركات أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الأزهري ، قال قرأت على أبي علي الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه حدثني الزبير بن عبد الواحد الأسدآباذي قال :

أخذت نسبة الشافعي من اللوح الذي قبره عند رجله إلى عبد مناف : محمّد بن إدريس ابن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف ، وعبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معدّ بن عدنان بن أدد بن الهميسع بن النبت بن إسماعيل بن إبراهيم.

زاد البيهقي : قال أبو عبد الله الحافظ فحدّثني أبو الفضل بن أبي نصر أنه قرأ هذا النسب بعينه في مصر في مقابر بني عبد الحكم في الحجر منقور مكتوب على قبر الشّافعي ـ وزاد فيه : ابن عدنان بن أدّ بن أدد بن الهميسع بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرّحمن ، كنيته أبو عبد الله.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد الأكفاني ـ قراءة ـ حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، حدّثنا أبو نصر عبد الوهّاب بن عبد الله بن عمر ، حدّثنا أبو علي الحسن بن درستويه ـ قراءة عليه ـ حدّثنا أبو يحيى زكريا بن أحمد البلخي القاضي ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن الأصبهاني ، حدّثنا أحمد بن روح البغدادي ، حدّثنا الزّعفراني قال : محمّد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبيد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف ، قدم علينا سنة ثمان وتسعين ، فأقام عندنا شهرا (١) ثم خرج وكان يخضب بالحنّاء ، وكان خفيف العارضين.

__________________

(١) كذا بالأصل وم وت ود : «شهرا» وفي رواية عن الزعفراني في تهذيب الكمال ١٦ / ٥١ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٠ «أشهرا».

٢٧٣

أخبرنا أبو القاسم النسيب ، وأبو الحسن بن قبيس ، قالا : حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا القاضي أبو الحسين أحمد بن علي بن أيوب العكبري فيما أجاز لنا ، أنبأنا علي بن أحمد بن أبي غسّان البصري ـ بها ـ حدّثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى السّاجي. ح قال الخطيب : وأنبأنا محمّد بن عبد الملك القرشي ـ قراءة ـ أنبأنا عياش بن الحسن البندار ، حدّثنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، أخبرني زكريا بن يحيى السّاجي قال : سمعت الجهمي أحمد بن محمّد بن حميد النسابة يقول : محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف ، وقد ولده هاشم بن عبد مناف ثلاث مرار ، أم السائب الشفا بنت الأرقم بن هاشم بن عبد مناف ، أسر السائب يوم بدر كافرا وكان يشبّه بالنّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأم الشفا بنت الأرقم خلدة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف ، وأم عبيد بن عبد يزيد العجلة بنت عجلان بن البياع (٣) بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة (٤) بن سعد بن ليث بكر بن عبد مناة بن كنانة ، وأم عبد يزيد الشفا بنت هاشم بن عبد مناف بن قصي ، كان يقال لعبد يزيد : محض لا قذى فيه ، وأم هاشم بن المطّلب خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم ، وأم هاشم والمطّلب وعبد شمس بني عبد مناف عاتكة بنت مرّة السلمية ، وأم شافع أم ولد.

قال الخطيب (٥) : وسمعت القاضي أبا الطيب طاهر بن عبد الله الطبري يقول : شافع بن السائب الذي ينسب الشّافعي إليه ، قد لقي النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو مترعرع ، وأسلّم أبوه السائب يوم بدر ، فإنه كان صاحب راية بني هاشم ، فأسر وفدا نفسه ثم أسلّم فقيل له : لم لم تسلّم قبل أن تفتدي فداك (٦)؟ فقال : ما كنت أحرم المؤمنين طمعا لهم فيّ.

[قال الخطيب :](٧) قال القاضي : وقال بعض أهل العلم بالنسب وقد وصف الشّافعي أنه شقيق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في نسبه ، وشريكه في حسبه ، لم تنل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طهارة في مولده ، وفضيلة في آبائه ، إلّا وهو قسيمه فيها ، إلى أن افترقا من عبد مناف ، فزوج المطلب

__________________

(١) زيادة لتقويم السند عن م ، وت ، ود.

(٢) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٥٧ ومن هذا الطريق روي في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٢.

(٣) رسمها بالأصل : «ال؟؟؟ ا؟؟؟ ع» والمثبت عن م وت ود ، والمصدرين السابقين.

(٤) تقرأ بالأصل وم ، ود ، وت : «عمره» والمثبت عن تاريخ بغداد وتهذيب الكمال.

(٥) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٥٨ وتهذيب الكمال ١٦ / ٤٢.

(٦) ليست في تاريخ بغداد.

(٧) تاريخ بغداد ٢ / ٥٨ وتهذيب الكمال ١٦ / ٤٢.

٢٧٤

ابنه هاشما الشفا بنت هاشم بن عبد مناف ، فولدت له عبد يزيد جدّ الشّافعي وكان يقال لعبد يزيد المحض لا قذى فيه ، فقد ولد الشّافعي الهاشميان : هاشم بن المطّلب ، وهاشم بن عبد مناف ، والشّافعي ابن عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن عمته ، لأن المطّلب عم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والشفا بنت هاشم بن عبد مناف أخت عبد المطّلب عمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. وأما أمّ الشافعي فهي أزدية ، وقد قال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الأزد جرثومة العرب» [١٠٨٩٠].

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو عبد الرّحمن السلمي ، قالا : سمعنا أبا نصر أحمد بن الحسين بن أبي مروان قال : سمعت محمّد بن إسحاق بن خزيمة يقول : كان يونس بن عبد الأعلى (١) يقول : لا أعلم هاشميا ولدته هاشمية إلّا علي بن أبي طالب ، ثم الشّافعي ، فأمّ علي بن أبي طالب فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وجدّة الشّافعي الشفا بنت أسد بن هاشم ، وأمّ الشافعي فاطمة بنت عبيد الله ابن الحسن بن الحسن (٢) بن علي بن أبي طالب ، [ـ زاد :](٣) أبو عبد الله في روايته : وهي التي حملت الشّافعي إلى اليمن ، وأدبته.

[قال ابن عساكر :](٤) كذا روي عن يونس بن عبد الأعلى ولا أحفظه إلّا من جهة أبي نصر ، كذا حكي عن يونس ، وأغفل : الحسن والحسين ، وعقيلا وجعفرا ، فإنّ أماهم هاشميتان فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفاطمة بنت أسد.

أخبرنا أبو المعالي أيضا ، أنبأنا البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأني القاضي أبو القاسم الأسدي شفاها أن زكريا بن يحيى حدّثهم قال : سمعت أحمد بن محمّد ابن بنت الشّافعي يقول : كانت أم الشّافعي أسدية.

[قال ابن عساكر :](٥) كذا قال شيخنا ، وقال غيره : أزدية من الأزد ، وأسد وأزد لغتان يرجعان إلى معنى واحد (٦).

__________________

(١) الخبر في «المناقب» للبيهقي ١ / ٨٥.

(٢) كذا بالأصل وم وت ود ، «الحسن» وفي المختصر : الحسين.

(٣) زيادة لازمة للإيضاح عن م وت ود.

(٤) زيادة للإيضاح.

(٥) زيادة منا للإيضاح.

(٦) جاء في تاج العروس بتحقيقنا : أزد : أزد .. وهو أسد ، بالسين أفصح ، وبالزاي أكثر. وهو أزد بن الغوث بن نبت ابن مالك بن كهلان بن سبأ.

٢٧٥

أخبرنا أبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد البيهقي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم الفارسي في كتاب التاريخ للبخاري ، أنبأنا أبو إسحاق الأصبهاني ، حدّثنا أبو أحمد محمّد بن سليمان بن فارس قال : قال محمّد بن إسماعيل.

ح وأنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالا : أنبأنا أبو أحمد الغندجاني ، أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا البخاري قال (١) : محمّد بن إدريس أبو عبد الله الشّافعي القرشي ، سكن مصر ، مات سنة أربع ومائتين سمع مالك بن أنس ، حجازي.

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ.

ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة (٢) ، أنبأنا علي بن محمّد ، قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (٣) :

محمّد بن إدريس الشّافعي ، ـ وهو إدريس ـ بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب ابن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب بن عبد مناف مكي الأصل ، مصري الدار بها مات ، روى عن مالك بن أنس ، وإبراهيم بن سعد ، وسفيان بن عيينة ، ومسلّم بن خالد ، وعمّه محمّد بن علي بن شافع ، وعبد الله (٤) بن المؤمّل ، روى عنه أحمد بن حنبل ، والحميدي ، وحرملة بن يحيى ، وأحمد بن عمرو بن السّرح أبو الطاهر ، ويوسف بن يحيى البويطي ، وعمرو بن سواد السّرحي ، والربيع بن سليمان المصري ، ويونس بن عبد الأعلى المصري ، وإسماعيل بن يحيى المزني ، وأبو الوليد الجارودي ، وأبو ثور ، والحسن بن محمّد ابن الصّبّاح ، وأحمد بن سنان الواسطي ، وبحر بن نصر الخولاني ، ومحمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، وأبو عبد (٥) الله ابن أخي بن وهب ، وأحمد بن أبي شريح الرّازي ، وهارون بن سعيد الأيلي ، ومحمّد بن يحيى بن حسان التّنّيسي وأحمد بن خالد الخلّال ، وابنه محمّد أبو عثمان سمعت أبي يقول بعض ذلك ، وبعضه من قبلي.

__________________

(١) رواه البخاري في التاريخ الكبير ١ / ٤٢.

(٢) بالأصل : مسلمة ، تصحيف ، والمثبت عن م ، وت ، ود ، والسند معروف.

(٣) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ٢٠١ ـ ٢٠٢.

(٤) بالأصل : «وعمه عبد الله بن المؤمل» والمثبت عن م ، وت ، ود ، والجرح والتعديل.

(٥) بالأصل ، ود ، وت : عبيد الله ، والمثبت عن الجرح والتعديل.

٢٧٦

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف (١) ، أنبأنا أبو سعيد ابن حمدون ، أنبأنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو عبد الله محمّد بن إدريس الشّافعي سمع مالكا ، وابن عيينة ، والدّراوردي ، روى عنه أحمد بن حنبل ، وحرملة.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو عبد الله محمّد بن إدريس الشّافعي.

قرأنا على أبي الفضل أيضا ، عن أبي طاهر بن أبي الصّقر ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال : أبو عبد الله محمّد بن إدريس الشّافعي الفقيه (٢).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال : أبو عبد الله محمّد بن إدريس بن علي بن شافع ـ ويقال : ابن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع ـ بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطّلب بن عبد مناف الشّافعي القرشي الحجازي ، سكن مصر ، سمع مالك بن أنس ، وسفيان بن عيينة ، روى عنه أحمد بن حنبل ، ويوسف بن يحيى البويطي ، كنّاه لنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة عن أبي علي الزّعفراني.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهّاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنه ، أنبأنا عمي (٣) أبو القاسم ، عن أبيه أبي (٤) عبد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السّائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطّلب ابن عبد مناف بن قصي ، يكنى أبا عبد الله الفقيه الشافعي مكي ، قدم مصر مع عبد الله بن العبّاس بن موسى الهاشمي سنة تسع وتسعين ومائة ، وأقام بمصر ، وحدّث بها بمكتبة الفقهية ، وكان كريما إلى أن توفي بها ليلة الخميس آخر ليلة من رجب سنة أربع ومائتين.

[قال ابن يونس] حدّثني بوفاته أيضا علي بن قديد قال : قدم الشّافعي إلى مصر سنة تسع وتسعين ومائة ، وتوفي في سنة أربع ومائتين.

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، وت ، ود ، والسند معروف.

(٢) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٥٩.

(٣) بالأصل : عيسى ، تصحيف ، والمثبت عن م ، وت ، ود. والسند معروف.

(٤) بالأصل : أبو.

٢٧٧

أخبرنا أبو القاسم بن أبي الجن ، وأبو الحسن بن قبيس (١) ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : قال لنا أبو بكر (٢) :

محمّد بن إدريس بن العبّاس ، أبو عبد الله الشّافعي ، الإمام ، زين الفقهاء ، وتاج العلماء ، ولد بغزّة من بلاد الشام ، وقيل باليمن (٣) ، ونشأ بمكة ، وكتب العلم بها وبمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقدم بغداد مرتين ، وحدّث بها وخرج إلى مصر ، فنزلها إلى حين وفاته ، وكان سمع من مالك بن أنس ، وإبراهيم بن سعد ، وسفيان بن عيينة ، وداود بن عبد الرّحمن ، وعبد العزيز بن محمّد الدّراوردي ، ومسلّم بن خالد الزّنجي ، وإبراهيم بن أبي يحيى ، وعبد الرّحمن بن أبي بكر المليكي ، وعبد الله بن المؤمّل المخزومي ، وإبراهيم بن عبد العزيز بن أبي محذورة ، وعمه محمّد بن علي بن شافع ، وعبد الله بن الحارث المخزومي ، ومحمّد بن إسماعيل بن أبي فديك ، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد ، ومحمّد بن عثمان بن صفوان الجمحي ، وسعيد بن سالم القدّاح ، ويحيى بن سليم الطائفي ، وحاتم بن إسماعيل ، وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، وإسماعيل بن جعفر ، ومطرّف بن مازن ، وهشام بن يوسف ، ويحيى بن (٤) حسّان التّنّيسي ، ومحمّد (٥) بن الحسن الشيباني ، وعبد الوهّاب بن عبد المجيد الثقفي ، وإسماعيل بن عليّة ، وغير هؤلاء ، حدّث عنه سليمان بن داود الهاشمي ، وأحمد بن حنبل ، وأبو ثور إبراهيم بن خالد ، والحسين بن علي الكرابيسي ، والحسن بن محمّد بن الصّبّاح الزّعفراني ، وأبو يحيى محمّد بن سعيد العطار ، وغيرهم ، وكتاب الشّافعي الذي يسمى القديم هو الذي عند البغداديين خاصة عنه.

قال الخطيب (٦) : وأنبأنا القاضي أبو العلاء محمّد بن علي الواسطي ، أنبأنا محمّد بن جعفر التميمي بالكوفة ، أنبأنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن حامد بن إدريس البلخي قال : سمعت نصر بن المكي يقول : سمعت ابن عبد الحكم يقول : لمّا أن حملت أم الشّافعي به رأت كأن المشتري خرّ من فرجها حتى انقضّ بمصر ، ثم وقع في كلّ بلد منه شظية ، فتأوّل

__________________

(١) في م : بن أبي قبيس.

(٢) الخبر رواه أبو بكر الخطيب ٢ / ٥٦.

(٣) كذا بالأصول وتاريخ بغداد ، وقوله : باليمن ، يعني القبيلة ، فإن أمه أزدية (راجع سير أعلام النبلاء ١٠ / ١٠).

(٤) في تاريخ بغداد : «يحيى بن أبي حسان» وفي تهذيب الكمال : محمّد بن يحيى بن حسان.

(٥) الأصل : «يحيى» ، والمثبت عن م ، وت ، ود ، وتاريخ بغداد.

(٦) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٥٨ ـ ٥٩ وعنه في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٣ وسير أعلام النبلاء ١٠ / ١٠ وعقب الذهبي بقوله : هذه رواية منقطعة.

٢٧٨

أصحاب الرؤيا أنه يخرج عالم يخص علمه أهل مصر ، ثم يتفرق في سائر البلدان.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد الفقيه ، أنبأنا أحمد بن عبد الله بن علي ، حدّثنا عبيد الله بن أحمد بن عثمان ، أنبأنا الحسن بن الحسين بن حمكان ، حدّثنا محمّد بن الحسن النقّاش (١) ، حدّثنا الحسن بن عامر الشيباني ـ بنسا ـ قال :

سألت الربيع عن مولد الشّافعي وعن سنّه وموته؟ فقال : ولد في سنة خمسين ومائة ، وعمّر أربعا وخمسين سنة ، وتوفي ليلة الجمعة ، ودفناه يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن علي ، أنبأنا علي بن عبد العزيز بن مردك ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال : ولد الشّافعي في سنة خمسين ومائة ، ومات في آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين ، عاش أربعا وخمسين سنة.

أخبرنا أبو القاسم الخطيب ، وأبو الحسن المالكي ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ، وأبو منصور بن خيرون ، قالوا : أنبأنا أبو بكر الحافظ (٢) ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، حدّثنا أبو علي الحسن بن محمّد بن محمّد بن شيظم الفامي (٣) ، قدم بلخ ، أنبأنا نصر ابن مكي ـ ببلخ ـ حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : قال لي محمّد بن إدريس الشّافعي : ولدت بغزّة سنة خمسين ـ يعني ـ ومائة ، وحملت إلى مكة وأنا ابن سنتين.

قال : وأخبرني غيره عن الشّافعي قال : لم يكن لي مال ، فكنت أطلب العلم في الحداثة ، أذهب إلى الديوان أستوهب الظهور وأكتب فيها.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين فيما قرئ عليه ، وأنا أسمع عن أبي عبد الله محمّد بن سلامة بن جعفر القضاعي قال : قرأت على أبي عبد الله محمّد بن أحمد بن محمّد بن عمرو بن شاكر ، حدّثنا الحسن بن رشيق ، حدّثنا عبيد الله بن إبراهيم بن مهدي

__________________

(١) كذا المسند بالأصل وم وت ، واضطرب في د ، ونصه فيها : أخبرنا أبو الفتح الفقيه ، أنا أبو البركات بن طاوس ، أنا أبو القاسم الأزهري ، أنا أبو علي بن حمكان حدّثني إبراهيم بن محمّد بن الحسن بن النقاش.

(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٥٩ وعنه في تهذيب الكمال ١٦ / ٤٣.

(٣) غير واضحة قراءتها بالأصل وم ود وت ، والمثبت عن تاريخ بغداد ، وفي تهذيب الكمال : «القاضي».

٢٧٩

العمري ، حدّثنا الحسن بن محمّد الزّعفراني (١) قال : قدم علينا الشّافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة ، وأقام عندنا سنتين ، ثم خرج إلى مكة ، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين وأقام عندنا أشهرا ثم خرج (٢) ، وكان يخضب بالحنّاء ، وكان خفيف شعر العارضين.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [ـ و](٣) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا أحمد بن بندار بن إسحاق ، حدّثنا أبو الطيّب أحمد بن روح البغدادي ، حدّثنا الحسن بن محمّد الزّعفراني ، قال :

قدم علينا الشّافعي بغداد سنة خمس وتسعين ومائة ، فأقام عندنا سنتين ، ثم خرج إلى مكة ، ثم قدم علينا سنة ثمان وتسعين فأقام عندنا أشهرا ، ثم خرج ، وكان يخضب بالحنّاء ، وكان خفيف العارضين.

قال الخطيب (٥) : وقرأت على الحسن (٦) بن عثمان الواعظ ، عن أبي بكر محمّد بن الحسن بن زياد النقّاش ، حدّثنا أبو نعيم الأسترابادي قال : سئل الزعفراني ، وقيل له : أي سنة قدم الشّافعي بغداد؟ قال : قدم سنة خمس وتسعين ومائة ، قال : وسألته : كان مخضوبا؟ قال : نعم.

أخبرنا أبو الفتح الفقيه ، أنبأنا أبو البركات بن طاوس ، أنبأنا أبو القاسم الأزهري ، أنبأنا أبو علي بن حمكان ، حدّثني إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ، حدّثنا ابن خزيمة ـ بنيسابور ـ قال : سمعت أبا إبراهيم المزني (٧) يقول (٨) : ما رأيت وجها أحسن من وجه الشّافعي ، ولا رأيت لحية أحسن من لحيته ، وكان ربما قبض عليها فلا تفضل عن قبضته ، ولقد سمعته يوما ينشد :

__________________

(١) من طريقه رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٥٠ وتاريخ الإسلام (حوادث سنة ٢٠١ ـ ٢١٠) ص ٣١٧ وانظر القسم الأخير من الخبر فيه ص ٣١٠.

(٢) يعني إلى مصر ، أفاده الذهبي في سير الأعلام.

(٣) زيادة عن م وت ود ، لتقويم السند.

(٤) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٢ / ٦٨ وعنه في تهذيب الكمال ١٦ / ٥١.

(٥) تاريخ بغداد ٢ / ٦٨.

(٦) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن م ، وت ، ود ، وتاريخ بغداد.

(٧) بالأصل : المديني ، والمثبت عن م وت ود.

(٨) من طريق المزني رواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٠ / ١١ وتاريخ الإسلام (٢٠١ ـ ٢١٠) ص ٣١٠.

٢٨٠