المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي

المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

المؤلف:

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي


المحقق: محمّد كاظم المحمودي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: ميراث مكتوب
المطبعة: رويداد
الطبعة: ١
ISBN: 964-8700-02-8
الصفحات: ٥٥٦

من اسمه حمزة

من الطبقات الثلاث

فمن الطبقة الأولى

ـ ١٧٦٠ (١) ـ

[حمزة السهمي]

حمزة بن يوسف السهمي الجرجاني ابو القاسم الحافظ. شيخ جليل مشهور في الآفاق.

قدم نيسابور مع الرئيس الجولكي والقاضي الشالنجي في وفد الرسل من الأمير منوجهر بن قابوس إلى الأمير محمود بن سبكتكين سنة ست وأربعمئة ، فعقد له مجلس الاملاء وحضر المشايخ والأئمة ، فأملى الرئيس أبو سعد الجولكي ابتداء ، ثم أملى بعده القاضي أبو بكر محمد بن يوسف ، ثم بعده أملى هذا الشيخ حمزة بن يوسف.

وخرجوا إلى غزنة وعادوا ، وعقد لهم مجلس النظر. ولذلك المجلس تاريخ وذكر.

__________________

(١) منتخب السياق ٦٢٨ ، الأنساب واللباب : السهمي ، البلدان (جرجان) ، تاريخ دمشق ، المنتظم ٨ / ٨٧ ، الكامل ٩ / ٤٤٥ ، تذكرة الحفاظ ٩٩٠ ، العبر ٣ / ١٦١ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٦٩ : ٣٠٨ ، طبقات الحفاظ ٤٢٢ ، النجوم الزاهرة ٤ / ٢٨٣ ، الوافي ...

واختلفت المصادر في سنة موته بين المذكورة والتي قبلها والتي بعدها.

٤١

وكان الشيخ حمزة من أفراد العصر [١٣ أ] في الفضل والعلم والحلم والحفظ والديانة والورع والعفاف.

سمع من الامام أبي بكر الاسماعيلي ، ومشايخ جرجان ، وبالعراق وخراسان ، وكتب الكثير ، وصنف المشايخ والأبواب ، وجمع التصانيف الحسان.

ونعي إلى نيسابور في رجب سنة سبع وعشرين وأربع مئة.

أخبرنا بالحديث عنه جماعة من المشايخ مثل الشيخ أبي صالح المؤذن وكان له الاجازة عنه ، والشيخ أبي بكر ابن أبي زكريا ، والامام زين الاسلام جدّي ، والشيخ أحمد بن علي بن خلف الشيرازي وغيرهم.

ـ ١٧٦١ (١) ـ

[أبو يعلى المهلبي]

منهم حمزة بن عبد العزيز بن محمد بن أحمد بن حمزة بن شبيب بن عبد المجيد أبو يعلى المهلبي ـ من أولاد المهلب بن أبي صفرة ـ الصيدلاني شيخ كبير مشهور ، كثير الحديث والشيوخ جمع تصانيف مفيدة في فضل الصحابة وغيره [م].

سمع الحديث من الطبقة الأولى قبل الأصم من أبي حامد ابن بلال و [العباس بن منصور] الفرنداباذي وغيره [ما] ثم عن الأصم والطبقة. وكان فاضلا.

تقدّم في علم الطب (٢) وتبحّر فيه.

وروى الكثير وسمع الطلبة منه.

وقد حدثنا بالحديث عنه جماعة مثل الامام زين الاسلام ، وأبي بكر ابن أبي زكريا ، والمحمّي ، وابن خلف ، وأبي بكر التفليسي وغيرهم.

وتوفي يوم الأضحى ودفن [في] الحادي عشر من ذي الحجة سنة ست وأربع مئة. وقد ذكره الحاكم [في تاريخه] سوى وفاته.

__________________

(١) منتخب السياق ٦٢٩ ، الأنساب واللباب (الصيدلاني) ، العبر ، تذكرة الحفاظ ١٠٦٤ ، سير أعلام النبلاء : ١٧ / ٢٦٤ / ١٥٩.

(٢) وفي النسخة : الطلب ، وفي الأنساب : الرطب.

٤٢

ومن الطبقة الثانية

ـ ١٧٦٢ (١) ـ

[أبو طالب الجعفري الفارسي]

حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن إسماعيل بن علي بن جعفر بن إسحاق بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار الشريف أبو طالب الجعفري الفارسي الزاهد. رجل كبير معروف مشهور صوفيّ.

سمع الحديث الكثير بمصر والشام وخراسان وماوراء النهر ، ولقي الشيوخ الكبار وصحبهم وتأدب بهم ، وكان عزيزا مكرّما بين الطائفة.

حدّث عن أبي القاسم ميمون بن حمزة العلوي ، وعبد الوهاب بن الحسين الكلابي وأبي علي الخالدي ، ثم عن الحاكم أبي عبد الله والطبقة.

وكان في آخر عمره مقيما بنوقان. توفي بها للنصف من شعبان سنة سبع وأربعين وأربع مئة.

ـ ١٧٦٣ (٢) ـ

[أبو طالب البغدادي]

ومنهم حمزة بن غاضرة بن محمد بن العباس أبو طالب البغدادي [الأسدي] نزيل بوشنج شيخ معروف قدم نيسابور.

ـ ١٧٦٤ (٣) ـ

[أبو الفتوح السرخسي]

ومنهم حمزة بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو الفتوح الواعظ الصوفي السرخسي. شيخ سافر الكثير وطاف في البلدان وسمع الحديث بخراسان والعراق وفارس وحدّث.

__________________

(١) منتخب السياق ٦٣٠ ، فهرست منتجب الدين ١٣٥ وقال : ففيه ديّن.

(٢) منتخب السياق ٦٣٢ ، إنباه الرواة ١ / ٣٣٦ ، دمية القصر ١٥٩ ، الوافي بالوفيات ، توفي سنة ٤٥٠.

(٣) لم ترد هذه الترجمة في المنتخب بسبب انتقال الكاتب دون التفات من وسط الترجمة المتقدمة الى وسط هذه الترجمة وربما لجهة التشابه بين (بوسنج) و (شيخ) ففي المنتخب : أبو طالب البغدادي نزل بوسنج سافر الكثير و...

٤٣

الطبقة الثالثة

ـ ١٧٦٥ (١) ـ

[أبو الغنائم الحسني]

حمزة بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن داود الحسني السيّد أبو الغنائم ابن السيد أبي البركات ابن السيد الأجل أبي الحسن بقيّة السادة الاشراف بنيسابور وشيخ العترة وجمال أهل بيته في زمانه ، فاضل النفس عفيفها ، نقيّ الجيب ، زاهد في الدنيا ، غير متلطخ بأوضارها [ظ].

أفاده والده السيد الأجل أبو البركات ـ وكان ركنا في طلب الحديث وسماعه عن مشايخ وقته ـ ما أمكنه أن يسمع وطاف به على المشايخ والصدور وأحضر داره بعضهم حتى حصلت له فوائد ومسموعات جمّة.

وكان يتقن في السماع وفي إثبات الأسامي والاحتياط فيه بخطه المقروء الحسن.

وما قصّر في الإفادة ، فسمع هذا السيد من أكثر مشايخ الطبقة الثانية كأبي حفص ابن مسرور والكنجروذي والصابوني وعبد الغافر بن محمد الفارسي والشاذياخي والبجلي والبحيريّة ، ثم عن أصحاب المخلدي والخفاف وطبقتهم.

وبارك الله له في سماعه حتى سمع منه الخلق الكثير فيرويها كما ينبغي على تثبّت وتفقه [ظ] واحتياط.

وقد كان في حال [كذا] أبيه عزيزا متجملا في هيئة حسنة ثم بعده زاد في التجمل.

وكانت له مصاهرة مع سبعه [كذا] النقابة من بيتهم فلم يمتد ذلك كثير مدة حتى تركها وخرج إلى مرو ولقي بها قبولا من العلوية وذلك لعلو نسبه ودرجته في بيته ، إذ كان في دوحة أحفاد السيد الأجل أبي الحسن ، والنقباء بنيسابور في الدوحة دونه.

ووصل السيد الرئيس النقيب أبو القاسم الموسوي حبله ببعض أعزته مصاهرة وأكرم مورده

__________________

(١) منتخب السياق ٦٣٤ ، التحبير ١٧٠ ، المنتظم ، الكامل ١٠ / ٦٦٠ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٧٣ / ٣٢٧ ، تاريخ الاسلام ٤ / ٢٥٢.

لاحظ عنوان الحسني في الفهرس للتعرف إلى بعض أعلام اسرته.

٤٤

وهيأوا له بمرو ما كان يحتاج إليه.

وبقي مدّة بمرو متجملا محترما في نعمة وثروة وأمور متسعة وحشمة وافرة كما يليق بمحلّه ، ثم بعد ذلك انقطعت تلك العلاقة وعاد إلى نيسابور ولزم البيت في عفاف واكتفاف واشتغال بالعبادة معرضا عن أسباب التكلف لا يخرج إلا لقضاء الحقوق الواجبة المشروطة [ظ] من حضور الجنايز وتعزية الرجال [ظ] [١٤ أ] والأكابر وما ينحو نحوها.

و [كان] اكثر أوقاته مستغرقا في الخيرات [ظ] والمساعي والأوراد والوظائف ، وسماع الأحاديث منه ، والقراءة عليه ، وعنده سماع الصحيحين وغريب الخطابي وآداب الدغولي وكثير من التصانيف ، ومن التفاريق مالا يدخل في الحصر.

[ولد سنة ٤٢٩ وتوفي سنة ٥٢٣].

ـ ١٧٦٦ (١) ـ

[أبو سعيد الشحامي]

ومنهم حمزة بن محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف أبو سعيد الشحامي. شيخ صائن سليم الجانب. ذكر أنه سمع الحديث من أبي يعلى المهلبي إلا أنّه ما وجد سماعه. وروى عن والده فمن حمله روى أحاديث حذفت [كذا].

وكان أبو سعيد رجلا صالحا يكتب جوامع القراءات [ظ] ولم يكن له فضل مثل ما كان لإخوته ، وهو الأخ الاكبر منهم.

توفي سنة نيف وستين واربع مئة ودفن في مقبرة الحسين.

وكان له أولاد سمعوا الأحاديث مع عمّهم وأدركتهم الوفاة وقت الشباب.

وممّا أنشده أخوه الشيخ [أبو] عبد الرحمان عند وفاته :

وإنّ أخا لي قد مضى لسبيله

وفي فرقة الاخوان قصم ظهورنا

وتسليمنا لله أولى فإنّه

علينا قضى بالموت عند ظهورنا

__________________

(١) منتخب السياق ٦٣٦.

وتقدمت ترجمة أبيه محمد وأخيه الحسين ، ولأخيه طاهر ترجمة في المنتخب وفي المختصر هذا.

٤٥

ـ ١٧٦٧ (١) ـ

[أبو طاهر الهمذاني الروذراوري]

ومنهم حمزة بن أحمد بن الحسين الروذراوري أبو طاهر الهمذاني رجل فاضل حسن القراءة ، كثير السماع ، من الجوّالين في الطلب ، على طريقة أهل التصوّف.

سمع بالعراق وأدرك أسانيد بغداد في سني نيف وستين وأربعمئة ، دخل خراسان وسمع مشايخنا العصريين من أصحاب الحاكم والسيد وعبد الله بن يوسف والزيادي وأصحاب أصحاب الأصم ، ثم من مشايخ الطبقة الثانية.

ونسخ الكثير ، وكان سريع الكتابة والقراءة وخرج وعاد إلى وطنه وسمعت أنه بقي إلى بعد العشر وخمس مئة.

ـ ١٧٦٨ (٢) ـ

[أبو الفتح الهمذاني]

ومنهم حمزة بن محمد بن بحسول بن فتحان! الهمذاني أبو الفتح شاب نظيف فاضل صوفيّ عارف بطرق الحديث.

دخل نيسابور مرات وسمع مشايخ العصر من المتأخرين وكتب الكثير وقرأ وحصل النسخ ، وأكثر عن فقيه الحرم محمد [بن الفضل بن أحمد] الفراوي وأبي القاسم الشحامي وطبقتهم.

__________________

(١) منتخب السياق ٦٣٨ ، الأنساب واللباب : الروذراوري.

(٢) منتخب السياق ٦٤٠ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٥٠ / ١٦٧ نقلا عن السمعاني. توفي ببلخ سنة ٥٤٩.

٤٦

تفاريق الحاء

الطبقة الثانية

ـ ١٧٦٩ (١) ـ

[أبو القاسم القارئ]

حميد بن أحمد بن عبد الله القارئ النيسابوري أبو القاسم [١٤ ب] شيخ صاين مستور حدّث عن أبي الحسن الوصي العلوي الهمذاني وعن المخلدي وطبقتهم.

ومن الطبقة الثالثة

ـ ١٧٧٠ (٢) ـ

[أبو عبد الرحمان الفارسي]

حنبل بن أحمد بن حنبل أبو عبد الرحمان الفارسي البيع نزيل غزنة. شيخ مشهور معروف له الثروة الظاهرة ، والنعمة الوافرة ، والصدقات وأنواع المروة والاحسان حتّى كان يضرب به المثل ،

__________________

(١) منتخب السياق ٦٥٠.

(٢) منتخب السياق ٦٥٢.

٤٧

وكان للسلاطين والولاة اعتماد على أمانته وديانته واستظهار بكفايته ، وله أعقاب رأيت بعضهم بنيسابور قد خفّ أمرهم وتراجع ، كالعادة في أبناء الدنيا.

سمع الحديث بنيسابور من الطبقة الأولى ، وكذلك أولاده سمعوا الحديث من الطبقة الثانية.

ولقد رأيت مشيخة الاستاذ حنبل بن أحمد جمعها له بعض الحفاظ ذكر فيها أكثر مشايخ نيسابور مثل الحاكم أبي عبد الله الحافظ ، والاستاذ أبي سعد الزاهد ، وأبي الحسن السقاء الاسفرايني ، والاستاذ أبي طاهر الزيادي ، والشيخ أبي عبد الرحمان محمد بن عبد الرحمان بن محمد بن محبور (١) الدهان ، والشريف أبي طلحة الزبيري ، وأبي نصر المفسّر ، والقاضي أبي بكر الحيري ، وجماعة من مشايخ هراة وبست وسجستان والحجاز وغيرهم سمع الاستاذ منهم وروى عنهم.

وذلك مما أفادنيه محمد بن أبي زياد (٢) الغزنوي.

ـ ١٧٧١ (٣) ـ

[أبو فروة الهروي]

ومنهم حاتم بن منصور بن إسماعيل أبو فروة الهروي الحنفي ـ قدم نيسابور من هراة مع الوفد مع الخطيب والقاضي وغيرهما من مشايخهم سنة أربع وستين وأربع مئة ـ شيخ مشهور معروف من وجوه القوم ، ولهم بيت مشهور بها.

سمع الحديث من أبيه وأصحاب الرفاء وأبي القاسم علي بن الحسن بن محمد وطبقتهم.

ـ ١٧٧٢ (٤) ـ

[أبو عبد الله الطبري]

حمد بن محمد ... الزبيري أبو عبد الله الطبري الامام القاضي رجل شريف جليل ، من كبار عصره ، صاحب تجمّل ومروّة ، ولسان في النظر والتذكير ، وحشمة عند السلاطين والوزراء. كان يطوف مع العسكر ويبعث رسولا إلى الأطراف ويحترم في البلد لفضله ونسبه وجاهه.

__________________

(١) في المنتخب وفي المختصر هذا : محبوب ، وصوبناه حسب ترجمته.

(٢) م : ايزديار.

(٣) منتخب السياق ٦٥٤ ، وفيه أبو قرد في موضعين.

(٤) منتخب السياق ٦٥٥ ، طبقات السبكي ٤٠١.

٤٨

قدم نيسابور قديما فسمع من مشايخ العصر الثاني [ظ] وقد كان سمع ببلده أصحاب الإمام أبي بكر الاسماعيلي وغيرهم.

وقد نال من الدنيا ومظاهر الاسباب ... [١٥ أ] حبل بعض أولاده بالدوحة النظامية مصاهرة وأست .. لزيادة نعمة وحشمة ، وكان فيه تجبر واعتداد بنسبه ، وكان يكتب لنفسه ابن عمّة رسول ربّ العالمين ، ويتسلط بعلمه [ظ] على الكبار ، وبقي كذلك إلى أن توفي سنة أربع وسبعين وأربع مئة.

وممّا قرأت من مسموعاته من أبي حفص [ابن] مسرور ، أنشدنا الامام أبو سهل محمد بن سليمان الصعلوكي :

أنام على شجو وتبكي الحمائم

وليس لها جرم ومني الجرائم

كذبت وبيت الله لو كنت عاشقا

لما سبقتني بالبكاء الحمائم

 ـ ١٧٧٣ (١) ـ

[أبو علي المنيعي]

حسان بن سعيد بن حسان أبو علي المنيعي الرئيس الحاجي ، شيخ الاسلام ، المحمود بالخصال السنيّة والخلال المرضية في الأنام ، الموفق بتأييد الله تعالى وتوفيقه للخيرات وأنواع المساعي والمكرمات.

أصله من مرو الروذ ، وقد جمّل الناحية بذكره إذ عم الآفاق بخيره وبرّه ، وكان في شبابه يجمع بين الدهقنة والتجارة ويسلك [ظ] طريق الفتيان حتى ساد أهل ناحيته بالفتوة والمروة والثروة الوافرة والنعمة الظاهرة.

ثم انضمّت إلى ذلك ، الاتفاقات الحسنة ، فكان في اضطراب الأيام وانقلاب الدول من المشاهير والمعروفين من أصحاب الأخطار ومن المخاطبين من مجالس السلاطين ، ولم يستغنوا عن الاعتضاد بمكانه والاستمداد برأيه وكفايته ، بعد ما ترك طريقه الأول ورغب في الخيرات وقصد بيت الله

__________________

(١) منتخب السياق ٦٥٨ ، الأنساب واللباب : المنيعي ، طبقات السبكي ٣٧٦ ، معجم البلدان ، المنتظم ٨ / ٢٨٠ ، العبر ٣ / ٢٥٣ ، تذكرة الحفاظ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٦٥ ، الكامل ١٠ / ٥٩ ، الوافي ١١ / ٣٦٢ ، مرآة الجنان ٣ / ٨٧ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٣ ، الشذرات ٣ / ٣١٣.

ولاحظ عنوان المنيعي في الفهرس للتعرف إلى أسرته.

٤٩

تعالى وحجّ وأناب إلى التقوى والورع.

وسمع الحديث وصحب المشايخ ، متبركا بأنفاسهم ، باذلا وسعه في قصدهم وزيارتهم ، والاقتباس من أنوار دعواتهم واشاراتهم ، فصار مشهورا بحشمة الدين مع حشمة الدنيا ، وأخذ في بناء المساجد وعماراتها ، واتخاذ الربطات والقناطر ، وتهيئة المراحل في الطرق وساير المساعي.

وبارك الله في أموره وفي أولاده وأحفاده وأهل بيته ، كلّ ذلك من حسن نيّته وقوّة اعتقاده ونصرته للسنة والجماعة ، حتى مضت الدول في الانخفاض والارتفاع ، واستمرّت نوبة آل سلجوق في الملك ، وظهر أمره وعلا ذكره وصيته.

وحدّث الثقات : [١٥ ب] أنّه لما وقعت وقعة ... إليه لما كان من الاعتماد عليه بعض ما كان من الذخاير في الخزاين [ظ] فاستدعي منه إنفاقها في الخيرات ووجوه العمارات. ثم بعد ذلك طولب بها فلم ينكر ذلك وأجاب بأنه ما سلّم إليه ما سلّم إلا لوجه الخير ، واثقا بصدق نيته وخير المطالب فيه فان تركه صرفه في الوجه الذي أمر به وإن استردّه ظلما منه كان معذورا فيه عند الله تعالى ، فصدّق فيه وأقرّ على ما ادّعاه.

وعصمه الله بصدقه حتّى تمشى ذلك على لسانه ويديه فأخذ في الانفاق وصرف ما كان بملكه مع ذلك في وجوه الخير فبنى الجامع المعروف بمرو الروذ وأقام فيه الجمع والجماعات ، وأمر بكثير من العمارات بها سوى ذلك.

وكان يدخل نيسابور ويعامل أهلها ويخرج ويعود ، فاطلع على أسرار الأمور ، وعرف الرسوم والمقادير فوقع له الرغبة في بناء الجامع الجديد لما كان عهد من التعصّب بين الفريقين ، واضطراب أمور الأصحاب في الدولة الماضية ووقوع الوحشة الشنيعة قبل انتظام الأمور بالدولة النظامية ، وانقطاع مادّة الأهواء من الفرق وطي بساط العصبية وشرع الرسوم المرضية ، فاستدعى من السلطان المبارك ألب أرسلان الشهيد الاذن في بناء المسجد مستنديا [ظ] بالرأي النظامي ، متوكلا على الله تعالى ، معتضدا بنصرة أهل السنة والجماعة ، فأجيب الى ذلك.

فأخذ في التأسيس والتنفيذ [ظ] من خا [ل] ص ماله الذي ادّخره لوجه الخير مع ما يحصل له من الريع من ضياعه وأسبابه الذي كان تجلب إليه من بلدته ، وكان ابتداء ذلك في شهور سنة ستّ وسنة سبع وخمسين وأربع مئة.

٥٠

وتعجّل البناء ورفع الحيطان ووصل الليل بالنهار والعشي بالإبكار في تهيئة أسباب ذلك ، حتى سويت العرصة ورفع الحيطان ورسم موضع المقصورة والمحراب فنصبت المنابر وأقيمت الجمع قبل التطيين والتزيين ، وبالغ في الاستعجال مخافة العوايق [ظ] ومحاذرة تخليط المخلطين والمخالفين ، وبذل الأموال والعلايق والنفايس في تمشية ذلك وتهيئة الاسباب من السعن [كذا [] ١٦ أ] وآلتها ، وما يحتاج إليه في ذلك.

وأمر ولده الامام عبد الرزاق بالخطابة [ظ] فيه يوم الجمع ورسم ذلك أولا في أولاده حتى استقر بعض الاستقرار.

وكان يزجي أوقاته وأيامه طائفا بنفسه على العمال من النجارين والبنائين قاعدا معهم في التراب ، وكذلك كل من ينتاب مجلسه من العمال والصدور والأئمة والسادة يقتدون به ويقعدون معه ، ويعينون بما يمكنهم ، حتى اطردت تلك الأسباب مع قصد المخالفين وتخليط المخلّطين ، وكانت همته تأبى [ظ] ذلك واستقامته في زمانه [ظ] وزمان السلطان والوزير إلى أن يستمر [كذا] ، فيسّره الله تعالى بحسن نيته حتى فرغ من عمله. وإن كان بعض العمارات فيه قصور.

وكان يراجع فيه فيقول : غرضي تأسيس لأمر ثم يأتي من بعدي من يغير بعض ذلك ويزيد في العمارة. فكان كما قدره ، تغيّر بعضه لعمارة نظام الملك وبعضه لعمارة العميد مؤيد الملك عميد خراسان ، وبعضه لعمارة غيرهما من الصدور.

ورفع الطاق الكبير بعد أيامه مرتين ، وغيّر بعض الأبنية عما كان عليه ، حتى تم الآن زواياه وبيوته ومرافقه كما هو عليه أمره مواضع الدنيا وأجمع المساجد لأنواع الزينة والأوقاف الكثيرة وإقامة الجماعات والجمع فيه.

ثم اتفقت الأبنية الميمونة بحذائه وبالقرب منه ، من المدارس وبيت المكتب وغيره بسبب القرب من الجامع وبحسن سعي المنيعي.

ومن خصائص أحواله : أنه كان لا يشتغل إلّا بالعبادة أو باهتمام المسجد وما يتعلق به ، ولا يبالي [ظ] بأبناء الدنيا ولا يتضعضع لهم ولا يراعيهم ظاهرا إلا بمقدار ما لا بدّ منه ، وما كان يجسر [ظ] أحد من القضاة والعلماء [أن] يدخل عليه مع لباس لا يليق بالعلماء [ظ] فكان يحتسب ويغلظ لهم بالقول ، ولا يرغب إلا في صحبة أهل الخير والأئمة.

٥١

وحكي أن السلطان اجتاز بباب المسجد فدخل مراعاة له ، فأخبر بذلك وكان في الصلاة فما قطعها ، وما تكلّف له حتى وصل السلطان ، فطاف به في المسجد ، وكان السلطان يتبرك به إلى أن خرج ، وجرى على لسانه انّ في دولتي من لا يخاف منّي وإنما يخاف من الله وأشار إليه مع شدة [١٦ ب] بطش السلطان وتهوّره في الأمور. على هذا كان يعيش معهم قليل المبالاة بهم [ظ].

ومن جملة ما قام به للمسلمين عند بناء المسجد مع تراكم الأحوال كثرة النفقة في القحط ـ الواقع في شهور سنة إحدى واثنين وستين واربع مئة ـ والغلاء حتى إنه كان ينصب القدور والمراجل كل يوم ، ويطبخ في [ها] المرق ، ويحضر كل يوم زيادة على ألف منّ خبزا ، ويجمع الفقراء في المسجد ويفرّق الخبز والمرقة عليهم. بحيث [ظ] كان ذلك سببا لمعاش أمّة من المسلمين بنيسابور مع ما كان يوصل إليهم من صدقات السرّ ما لم يطّلع عليه أحد ظاهرا.

وكان يتفقّد الفقراء المتعفّفين المستورين في الزوايا وينفذ إليهم الصدقات خفية ، ويقوم للمسلمين بحقوقهم. ومن صدقاته اتخاذ الجباب والأقمصة والسراويلات أوايل الخريف للشتاء كل سنة ما يكسو به قريبا من ألف فقير يفرقها عليهم ويعين في تجهيز بنات الفقراء والأيتام.

ويسعى في الخيرات عموما. ومن جملة مساعيه : رفع الأعشار من أبواب البلد ورفع القسم والوظايف عن القرى وأرباب الخراج ورفع مصارفة الصحيح والمكسور من النقود وإبطال الطرح الموظف من جهة العمال على الرعايا ومكاتبة السلطان بالترفيه على الرعية ونسخ رسوم الظلم وتفرقة الأموال على الفقراء والعلماء وأهل التجمل كل سنة.

ومن جملة ذلك ما شاهدناه : أنه استدعى من السلطان صدقة عامّة على أهل البلد ، غنيّهم وفقيرهم حتى أمر بذلك فكان يطوف العاملون على الدور والأبواب على المحال ، ويعدّون سكان الدور فيدفع إلى كل واحد منهم خمسة من الدراهم الفتحية [ظ] من غير تمييز بين العبيد والأحرار والصغار والكبار.

ولم يزل يسن هذه السنن المرضية حتى اقتدى به الوزير والعميد وأركان الدلة ، فكانوا يجرون على هذه الطريقة ، ولا تخلو السنة عن التفرقة على هذا النحو في الطوائف ، وكان ذلك [من] بركته ومن حسن سعيه ، ومن سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها [١٧ أ] إلى يوم القيامة.

ثم كان يحيي الليالي قائما في الصلاة ، ويصوم الأيام ويجتهد في العبادة اجتهادا لا يطيق أحد

٥٢

موافقته فيه ، وكان يشار عليه بالتخفيف على نفسه والترفيه في بعض الاحايين [ظ] فما يزداد إلا اجتهادا على اجتهاد وعبادة على عبادة إلى آخر عمره.

وما كان أحد يجسر في زمانه من العمال والمتصرفين على الظلم أو الحيف ، فإنه كان يردعهم ويزجرهم ويكشحهم [ظ] ولا يغضي معهم على شيء منه لنفاذ قوله وحرمة حشمته عند السلطان والوزير والأركان.

ولو تتبع [ظ] المتتبع ما ظهر من مزاياه (١) وإحسانه لعجز عن وصفه ولو لم يسع في شيء الا سعيه في بناء عمارة الرباط القصر الرح [كذا] الذي هو أول مرحلة من طريق خراسان على سبعة فراسخ من نيسابور [ظ] لكفاه ذلك حسنة وخيرا يعمّ نفعه المسلمين عامة فلا يتأتى مثل ذلك إلّا من موفق من جهة الله تعالى ، ثم ما فيه من الجامع والحوض ، وما أنفق من الارفاق على تعهدها وعمارتها إلى غير ذلك من سائر العمارة التي اتفقت له في البلدان وكل ذلك مما يبقى له إلى القيامة أثره.

ولقد شاع في الآفاق من البلدان خيره.

ولقد حملني الامام زين الاسلام جدّي إلى مجلسه فنلت [ظ] بين يديه فضلا ودعاء ، وقرأ الأئمة الاجزاء عليه كتاب [كذا] بحر الفوائد في نوب فسمعناه منه سمع نزول اسناده فيه تبركا بروايته وتوسلا إليه بقراءته ، فكان يصغي إلى القراءة على سبيبل الاحترام ، وينظر إلى الموسومين بالصلاح معظما لهم ، متبركا بهم ، معرضا عن أهل الدنيا.

وكان من المتبركين المغالين في صحبة الامام زين الاسلام أبي القاسم ، والمؤيدين له ولحضور مجلسه والتبرك بأنفاسه والاستضاءة برأيه ، حتى رأيته يوما في عهد الصبا خرج من مجلسه في المدرسة النظامية وقد طاب وقته فيه ، فحين ركب الامام دابته سار الرئيس بين يديه وأخذ الغاشية عن الركابي وحملها ، فلمّا أحسّ الامام به نزل وألحّ عليه فما دفع الغاشية إلى الركابي ما لم يجاور الامام راكبا حدّ المسجد ، فنزل ثانيا وبالغ في صرفه عنه إلى المسجد. هكذا كانت حرمته واحترامه للمشايخ والأئمة من الأصحاب.

ثم سلّم الخطابة إلى إمام الحرمين فخر الاسلام أبي المعالي [الجويني] فقام بها أحسن قيام ،

__________________

(١) وفي النسخة : من طهر من اباره.

٥٣

وربما كان يعود [ظ] بعض أولاده وأحفاده في الاحايين إلى نيسابور [١٧ ب] فكانوا يقيمون رسم الخطابة ويخطبون ولا يزاحمون فيه.

وسلم نوبة يوم الجمعة في عقد التذكير إلى إمام الحرمين ، ويوم الجمعة بعد الصلاة إلى زين الاسلام. وكذلك رتب سائر النوب للأئمة [ظ] في المسجد مع عقد مجلس التدريس ، وانتظم أمر الأصحاب بصدق نيته وحركته [ظ].

ثم لما تمّ المسجد وأسبابه [ظ] بنى المحراب للمصلى عند مسجد ميان دهي برسم أصحاب الشافعي ، وصلّوا صلاة العيد عندها في الفطر والأضحى ، وضرب الأصحاب القباب وأظهروا الرسوم المعهودة في الأعياد عند الخروج إلى المصلّى ، وقد حضرنا في أيام الصبا العيدين وكان الخطيب إمام الحرمين.

فكاد الأمر في المصلّى يستمر استمرار المسجد فأخذ المخالفون في التّخليط ، وسعوا به إلى السلطان ، ورفعوا اليه : ان ايجاد المصلى الجديد بدعة لم يعهد قط في بلدة وا ... ، وان ذلك يؤدي إلى الاضطراب وزيادة التعصب ، فأمر بهدم المصلّى وإبطاله فاغتنم الرئيس ذلك وقال : قد كنت أعلم أنه لا يستمر ذلك ولكني تعرضت له إبقاءا على المسجد الجامع حتى يكون أمر المصلّى وقاية ودفعا عن المسجد أن يعرض مخلط له فيندفع ذلك بخراب المصلّى. وكان كذلك.

وقد عهدناه مع بسطة حشمته وجاهه واحتياج الخاص والعام اليه يمشي من بيته إلى المسجد ويطوف فيه وحده غير متكلّف في ملبوسه ولا في مطعومه يلبس الغليظ من الثياب ويتمندل بإزار من الصوف ، ويصلّي على قطعة له [ظ] ويقعد على التراب ، ويركب في الأحايين لزيارة المشاهد والقبور على دابّة حقيرة وآلات [ظ] ركيكة. وكانت له صدقات خفيّة وأمور مرضية.

وسمع الحديث ... من مشايخ بلده.

وسمع بنيسابور من أبي الحسن السقّاء المهرجاني ، وأظن [انه] سمع من عبد الله بن يوسف الاصبهاني ، والاستاذ أبي القاسم ابن حبيب ، والاستاذ أبي طاهر الزيادي ، وعن ابن ريذة الاصبهاني. وقرأنا عليه وسمعنا منه.

وأصابه ضعف ... من شدة اجتهاده في العبادة آناء الليل والنهار فحمل مريضا إلى بلده وتوفّي يوم الجمعة السابع والعشرين من ذي القعدة سنة ثلاث وستين واربعمئة.

٥٤

ـ ١٧٧٤ (١) ـ

ومن النسوة [١٨ أ] المسماة حرة إبنة القاضي الامام أبي عمر محمد بن الحسين البسطامي الستيرة العزيزة المخدّرة أخت الشيخين الموفّق والمؤيد ، المحترمة في أيامها.

سمعت الحديث عن الخفاف والطبقة فكان يقرأ عليها من وراء الستر.

توفيت في نيف وسبعين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ٦٦٣ ولاحظ تعليقته.

٥٥
٥٦

حرف الخاء

من الطبقات الثلاث

٥٧
٥٨

فمن الطبقة الأولى

ـ ١٧٧٥ (١) ـ

[أبو سعيد المهلبي البستي]

الخليل بن أحمد بن محمد بن يوسف أبو سعيد المهلبي البستي القاضي ، من أولاد المهلب بن أبي صفرة ، رجل جليل مشهور فاضل.

قدم نيسابور سنة أربع مئة حاجا وحدث عن أبي العباس أحمد بن المظفر البكري عن أبي بكر أحمد بن زهير بن حرب (تاريخ ابن أبي خيثمة) ، وروى عن القاضي أبي سعيد الخليل بن أحمد السجزي.

ـ ١٧٧٦ (٢) ـ

[المعيد الأبيوردي]

خلف بن أحمد بن محمد بن [حامد بن] أسد بن إبراهيم أبو بكر الأديب الفقيه الأبيوردي المعروف بالمعيد. شيخ [ثقة] فاضل فقيه ورع كثير السماع.

يروي عن أبي عمرو ابن حمدان ، وأبي نصر المرواني ، وأبي العباس البالوي وطبقتهم.

__________________

(١) منتخب السياق ٦٦٦.

(٢) منتخب السياق ٦٦٧ ، دمية القصر ٣٨٣.

٥٩

توفي بميهنة سنة أربع وأربعين وأربع مئة ودفن بها.

ـ ١٧٧٧ (١) ـ

[أبو الحسن المغربي]

ومنهم خلف بن منصور بن خلف بن حمود المغربي أبو الحسن الصوفي النيسابوري شيخ مستور ثقة.

وأبوه من أكابر المشايخ كما سيأتي ذكره.

وأخوه أحمد من المعروفين بالحديث والرواية.

وكان أبوهما الشيخ منصور يحملهما إلى المشايخ ويسمعهما الحديث.

سمع هذا من أبي بكر الجوزقي ، وعن أبي طاهر ابن خزيمة وغيرهما.

ولد سنة سبع وسبعين وثلاث مئة ، [و] توفي يوم السبت سادس جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وأربع مئة. ولم تتفق له كثير رواية.

الطبقة الثالثة

ـ ١٧٧٨ (٢) ـ

[أبو إبراهيم القزويني]

ومنهم الخليل بن عبد الجبار بن عبد الله القرايي التميمي أبو إبراهيم القزويني شيخ صائن مستور. قدم نيسابور وقد سافر الكثير وسمع بالعراق ومصر.

ـ ١٧٧٩ (٣) ـ

[أبو سعيد الأبيوردي]

ومنهم الخليل بن محمد بن الخليل الأبيوردي ثم النوقاني أبو سعيد شيخ صائن. حدث عن

__________________

(١) منتخب السياق ٦٦٩ ، ولأبيه وأخيه أحمد ترجمة في الكتاب.

(٢) منتخب السياق ٦٧٦ ، معجم السفر ٦٣ ، الأنساب واللباب (القرائي) ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٤٨ / ١٥٤ ، وتحرف اسمه فيها إلى الجليل.

(٣) منتخب السياق ٦٨١.

٦٠