المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي

المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

المؤلف:

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي


المحقق: محمّد كاظم المحمودي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: ميراث مكتوب
المطبعة: رويداد
الطبعة: ١
ISBN: 964-8700-02-8
الصفحات: ٥٥٦

حرف الميم

٣٦١
٣٦٢

من اسمه مسعود

من الطبقة الأولى

ـ ٢٢١٢ ـ (١)

[أبو سعيد الجرجاني]

مسعود بن محمد الجرجاني أبو سعيد الحنيفي شيخ فاضل كبير أديب فقيه مناظر حسن الكلام ، مشهور بالنظر.

حدّث عن أبي العباس الأصم ، وعن أبي علي الرفاء الهروي ، ويحيى بن منصور القاضي وطبقتهم.

وكان قليل الحديث جميع ما كان يحدّث عن هؤلاء يبلغ جزءا واحدا.

نزل نيسابور واستوطنها إلى أن مات في شهر ربيع الأول سنة عشر وأربع مئة.

وكان يرى مذهب أهل العدل.

__________________

(١) منتخب السياق ١٤٦٦ ، لسان الميزان وميزان الاعتدال نقلا عن السياق. وهو من مشايخ الحسكاني في شواهد التنزيل.

٣٦٣

ومن الطبقة الثانية

ـ ٢٢١٣ ـ (١)

[أبو الحسن الاسماعيلي]

مسعود بن عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله الاسماعيلي أبو الحسن ابن القاضي المختار أبي سعد ، رجل من أهل بيت العلم والتزكية. مضى ذكر أبيه وأخيه.

ولد في رمضان سنة ست وسبعين وثلاث مئة ، وسمع الحديث الكثير.

توفي فجأة ضحوة يوم الاثنين ثامن عشر المحرّم سنة تسع وعشرين وأربع مئة.

ـ ٢٢١٤ ـ (٢)

[أبو سعد السجزي]

ومنهم مسعود بن علي بن معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أحمد السجزي الحافظ أبو سعد الوكيل النيسابوري ، من وجوه أصحاب الحاكم أبي عبد الله الحافظ والمكثرين عنه ، فاضل ، حسن القراءة ، حسن الخط. كتب الحديث بنيسابور وهراة وغيره [ما].

حدّث عن أبي محمد الرومي ، وأبي علي الخالدي ، وأبي الحسن ابن أبي اسحاق المزكي وطبقتهم.

توفي كهلا سنة ثمان وثلاثين ـ بخط الحسكاني سنة تسع وثلاثين ـ وأربع مئة.

ومن الطبقة الثالثة

ـ ٢٢١٥ ـ (٣)

[أبو البركات الحيري]

مسعود بن عبد الرحمان بن أحمد بن الحسن أبو البركات حافد القاضي أبي بكر أحمد بن

__________________

(١) منتخب السياق ١٤٦٧.

(٢) منتخب السياق ١٤٦٨ ، تذكرة الحفاظ ١٠٠٤ ، وتقدمت ترجمة ابنه عبد الله.

(٣) منتخب السياق ١٤٦٩.

٣٦٤

الحسن الحيري ، شيخ مشهور ، من بيت العلم والفضل والتزكية والنعمة.

سمع الحديث من جدّه ، ومن أصحاب الأصم. روى الحديث.

كان مولده سنة أربع وأربعمئة وتوفي سنة خمس وسبعين وأربع مئة في شهر ربيع الآخر.

ـ ٢٢١٦ ـ (١)

[أبو سعيد الفرايضي]

ومنهم مسعود بن ناصر بن الحسن الفرايضي أبو سعيد حافد القاضي أبي زيد.

حدّث عن الاستاذ أبي منصور البغدادي ، وأبي حسّان المزكّي [٨٦ أ] وطبقتهم. وكان رجلا معروفا من وجوه وكلاء القضاة.

توفي ليلة الجمعة الثاني والعشرين من صفر سنة ثلاث وثمانين وأربع مئة.

ـ ٢٢١٧ ـ (٢)

[أبو القاسم ابن عبد الصمد التاجر]

ومنهم مسعود بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد التاجر أبو القاسم أخو الشيخ أبي العباس ابن عبد الصمد ، رجل سديد مستور صالح معتمد أمين ، من بيت العدالة والأمانة والتجارة والنعمة.

سمع الحديث من أبي القاسم السراج الكوشكي ومن أصحاب الأصم ، ومن الشيخ أبي زكريا [المزكي].

توفي في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وأربع مئة.

ـ ٢٢١٨ ـ (٣)

[أبو الفضل النيلي]

ومنهم مسعود بن سعيد بن عبد العزيز النيلي الشيخ الإمام رجل فاضل معروف محترم من

__________________

(١) منتخب السياق ١٤٧٠.

(٢) منتخب السياق ١٤٧٢ ، وتقدمت ترجمة أخيه الفضل.

(٣) منتخب السياق ١٤٧٤.

٣٦٥

أولاد الأئمة والأفاضل ، ومن بيت العلم والحكمة والطب.

عمّه أبو عبد الرحمان النيلي وأبوه الشيخ أبو سهل النيلي ، وهو من عقلاء الرجال ومن الثقات. قرأ الطب على أبيه وعلى الشيخ أبي القاسم ابن أبي صادق وغيرهما وصنف على تصنيف والده ، وكان الرجوع إليه في وقته في الطب.

ولد سنة أربع وأربع مئة ، وتوفي في نيّف وثمانين وأربع مئة.

ـ ٢٢١٩ ـ (١)

[أبو سعيد الطوسي الدلّال]

ومنهم مسعود بن محمد بن أحمد الطوسي أبو سعيد ابن أبي الحسن ابن أبي إسحاق ، يعرف بالدلّال من أولاد أبي اسحاق الفقيه. سمع الحديث من أصحاب الأصم وابن فنجويه.

توفي في شهر رمضان سنة ست وثمانين وأربع مئة.

ـ ٢٢٢٠ ـ (٢)

[الركّاب السجزي]

ومنهم مسعود بن ناصر بن أبي زيد السجزي الركّاب الحافظ ، أحد حفاظ عصره المتقنين ، جال في الآفاق وسمع الكثير الخارج عن القياس بخراسان وببلده وبالعراق والجبال.

وجمع الأبواب وصنّف وكتب من التواريخ والحديث ما يفوق الحصر والعدّ.

وأقام ببغداد وإصبهان وكتب عن أصحاب [ابن] المقرئ ، و [ابن] خرشيذ قوله ، وأصحاب أبي نعيم ، ثمّ ارتبطه الصاحب نظام الملك بناحية بيهق مدة وبطوس أخرى ، ثمّ انتقل إلى نيسابور.

توفي ليلة الأحد الثامن عشر من جمادى الأولى سنة سبع وسبعين وأربع مئة.

حدّث عن أبي منصور البغدادي ، والشيخ أبي سعد النصروي ، والنيلي ، ومشايخ نيسابور من الطبقة الثانية. وجمع لنفسه معجم المشايخ وقرئ عليه.

__________________

(١) منتخب السياق ١٤٧٥.

(٢) منتخب السياق ١٤٧٦ ، الأنساب : السجزي ، المنتظم ٩ / ١٣ ، الاستدراك ٢٥٣ / ب ، التقييد ٢٠٠ / أ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٣٢ : ٢٧٣ ، وغيرها.

٣٦٦

[وكان على كبر سنه يطوف على المشايخ ويكتب ، وينفق ما يفتح له على الطلبة ، وفوائده من الأخبار والحكايات والأشعار في سفائنه لا تحصى ... وكان يكتب بخط مستقيم ويورق بخط مستقيم ويورق ببغداد واصبهان ، وقف كتبه في مسجد عقيل](١).

ـ ٢٢٢١ ـ (٢)

[أبو نصر المحتسب]

ومنهم مسعود بن علي بن أحمد بن محمد بن يوسف المحتسب أبو نصر [٨٦ ب] حافد الاستاذ أبي عمرو ابن يحيى ، شيخ مستور صالح.

سمع الكثير بإفادة جدّه. حدّث عن القاضي والصيرفي والطرازي.

ولد ـ كما قال ـ في شعبان سنة ثلاث عشرة وأربع مئة. ومات في رجب سنة خمس وسبعين وأربع مئة.

ـ ٢٢٢٢ ـ (٣)

[أبو الفتح العميد]

ومنهم مسعود بن سهلك بن حمك أبو الفتح الشيخ العميد ، رجل معروف من المشاهير في دولة السلطان ملكشاه ، خيّر راغب في الخير ، محب لأهل الصلاح ، منفق على المتصوّفة.

أقام مدّة باصبهان وفارس ثمّ انتقل إلى نيسابور [و] بنى خانكاها للصوفيّة ، وأوقف أوقافا كثيرة.

سمع الحديث عن النصروي وطبقته ومن مشايخ نيسابور وفارس والعراق والجبال.

فممّا قال : لا تغضبوا فان الشرّ كلّه في الغضب ، ولا تسألوا الناس شيئا فانه أصل الفقر ومنه ينشعب ، واستغفروا كلّ يوم مئة مرّة يغفر الله لكم الكبائر.

__________________

(١) من سير أعلام النبلاء.

(٢) منتخب السياق ١٤٧٧.

(٣) منتخب السياق ١٤٧٨ ، الأنساب واللباب : الحكمي ، تاريخ الإسلام ، توفي سنة ٤٧٩ ، ولم أجد الحديث المذكور في كنز العمال ومجمع الزوائد.

٣٦٧
٣٦٨

من اسمه منصور

من الطبقة الأولى

ـ ٢٢٢٣ ـ (١)

[أبو نصر المقرئ المفسر]

منصور بن الحسين بن محمد بن أحمد بن القاسم المفسر أبو نصر ابن أبي منصور المقرئ رجل معروف مشهور ، من بيت الفضل والعلم والحديث والورع.

ولد سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة وسمع الحديث من الأصم ومن الكارزي وأبي علي [الحافظ] وطبقتهم ، وسمع الناس منه وهو من المتأخرين الذين بقوا من أصحاب الأصم بعد العشرين وأربع مئة ، وكانت وفاته سنة أربع وعشرين في شهر ربيع الأول.

__________________

(١) منتخب السياق ١٤٨٥ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٤١ : ٢٩٥ ، العبر ٢ / ٣٣٨ ، طبقات المفسرين للسيوطي ١٠٦ والداودي ٢ / ٣٣٨.

وفي كافة المصادر توفي سنة ٤٢٢ ، وأشار الداودي إلى مخالفة السياق لذلك.

وروى عنه الحسكاني في شواهد التنزيل كثيرا. روى عن محمد بن جعفر أبي عمرو ابن مطر وأبي الحسين ابن عبدة وأبي الحسن البكارزي ومحمد بن الحسن السراج وعمه أبي حامد.

٣٦٩

ـ ٢٢٢٤ ـ (١)

[أبو محمد ابن أبي صادق الخفّاف]

ومنهم منصور بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن يحيى الفقيه الحاكم البارع أبو محمد ابن أبي صادق الخفّاف الخيفي ، حفيد البزاز ، أحد فقهاء [أصحاب] أبي حنيفة ومناظريهم والمذكورين منهم.

سمع الحديث عن أبي العباس المحاملي ، وأبي عمرو ابن نجيد السلمي وخرّج له الشيخ أبو حازم [العبدوي] الفوايد وقرئت عليه في طريق الحج.

توفي ليلة السبت رابع عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وأربع مئة.

ـ ٢٢٢٥ ـ (٢)

[أبو الحسن المنصوري النصراباذي]

ومنهم منصور بن عبد العزيز بن محمد بن الحسن المنصوري النصراباذي أبو الحسن السمسار ، رجل معروف من بيت الحديث والعلم والصلاح.

سمع الحديث وحدث عن أبي الحسن علي بن بندار بن الحسين الصوفي وطبقته.

قال الحسكاني : قصدناه في جماعة إلى داره بنصراباذ فقيل : هو في الحمام وكان في داره ، فهجمنا عليه والعجوز تصيح ليس في الدار ، فلمّا وصلنا إلى البيت [٨٧ أ] الذي هو فيه استلقى في زاوية واستتر فسلّمنا عليه ، فلم نسمع الجواب ، فدخلنا البيت ، فاستلقى على قفاه متمارضا فقرأنا عليه بهذه الحيلة.

ومن الطبقة الثانية

ـ ٢٢٢٦ ـ (٣)

[أبو نصر الحصيري]

منصور بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن حسنويه القطّان العدل النيسابوري أبو نصر

__________________

(١) منتخب السياق ١٤٨٦.

(٢) منتخب السياق ١٤٨٧.

(٣) منتخب السياق ١٤٨٨.

٣٧٠

الحصيري ، شيخ فاضل ثقة مشهور ، أخو أبي سعد الحصيري [سعيد].

سمع الحديث الكثير عن أبي عمرو ابن نجيد ، ومحمد بن جعفر بن الحسن الكرابيسي ، وأبي أحمد الحسين بن علي التميمي وطبقتهم. مات قديما.

ـ ٢٢٢٧ ـ (١)

[أبو نصر السالار]

ومنهم منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد أبو نصر الرئيس السالار الغازي النيسابوري ، رجل من الرجال ، وداهية من الدهاة. تولّى الرياسة بنيسابور في أيّام يمين الدولة وأمين الملّة أبي القاسم محمود ، وتزيّنت نيسابور بعدله وحسن سيرته.

خرج إلى مكّة حاجّا وجاور بها سنين (٢) ، وأظهر في الحرم والبيت آثارا حسنة هي باقية ، ثمّ عاد إلى خراسان في أيّام السلطان مسعود بن محمود فعرض عليه الوزارة فأبى ، فقلّده الرياسة ثانيا ولقّب بشيخ الحرمين ، ولم يتمكن من العدل والانصاف كما كان في زمان أبيه ، فاستعفى عن الرئاسة وقعد في بيته ، ثمّ تأهّب للعود ثانيا إلى مكة المحروسة نادما على مفارقتها فأدركته المنيّة وتوفي بنيسابور في رجب سنة سبع [وعشرين] وأربع مئة.

سمع الحديث بالعراق عن ابن شاهين وأبي الحسن الحربي والدار قطني وأبي إسحاق الطبري ، وسمع بالكوفة من أبي حكيم الدارمي ، وبالحجاز من أبي الحسن يحيى بن الحسن المطّلبي ، وبخراسان من أصحاب السرّاج وطبقتهم. وحدّث نحوا من ثلاثين سنة.

ـ ٢٢٢٨ ـ (٣)

[أبو القاسم المغربي]

ومنهم منصور بن خلف بن حمود أبو القاسم الصوفي المغربي المالكي ، شيخ كبير من شيوخ الصوفيّة وأهل المعرفة. طاف البلاد وسمع الحديث ثمّ ورد نيسابور وتأهل بها.

توفي بها في رجب سنة خمس عشرة وأربع مئة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٨٦ ، منتخب السياق ١٤٨٩ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٤٠ : ٣٦٠.

(٢) في سير أعلام النبلاء نقلا عن السياق : سنتين.

(٣) منتخب السياق ١٤٩٠.

٣٧١

حدّث عن أبي بكر محمد بن عدي المنقري (١) وأبي أحمد العبدي ، وأبي سعيد السمسار وأقرانهم.

وكان من كبار مشايخ الصوفيّة.

ـ ٢٢٢٩ ـ (٢)

[أبو القاسم البشتي]

ومنهم منصور بن محمد بن أحمد بن عبد الله الفارسي التاجر أبو القاسم البشتي رجل معروف من التجّار.

سمع الحديث من أبي القاسم ابن اليسع الأنطاكي ، وأبي القاسم موسى بن عيسى السرّاج [٨٧ ب] وأبي الحسن علي بن عمر الحربي وطبقتهم من مشايخ بغداد.

توفي في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وأربع مئة.

ـ ٢٢٣٠ ـ (٣)

[أبو صالح الشالنجي]

ومنهم منصور بن عبد الوهّاب بن أحمد بن عبد الله الشالنجي أبو صالح شيخ مشهور ثقة ، كثير الحديث ، صوفي ، خدم الاستاذ الزاهد أبا سعد مدة ، وظهر أثر خدمته عليه فأقام في آخر عمره على العبادة ولزم بيته وترك التجمّل واشتغل بالعبادة والتواضع وتزيّا بزيّ الفقر.

سمع الحديث الكثير عن أبي عمرو ابن حمدان وطبقته وسمع منه.

توفي في نيّف وثلاثين وأربع مئة.

ومن الطبقة الثالثة

ـ ٢٢٣١ ـ (٤)

[أبو القاسم الصاعدي]

منصور بن إسماعيل بن صاعد بن محمد القاضي الإمام أبو القاسم ابن قاضي القضاة أبي الحسن

__________________

(١) مترجم في تاريخ الإسلام ، توفي سنة ٣٨٣ وهو محمد بن عدي بن علي بن عدي بن زهير البصري.

(٢) منتخب السياق ١٤٩١.

(٣) منتخب السياق ١٤٩٢.

(٤) منتخب السياق ١٤٩١.

٣٧٢

ابن القاضي الإمام أبي العلاء ، رجل كبير فاضل مشهور محتشم ، من الدوحة الصاعديّة ، سبق أهل بيته بالعلم والفتوى والتذكير والخطابة ، حسن الطريقة ، متعصّب للسنّة.

تولّى القضاء مدّة نيابة عن أبيه ، ثمّ استقل بنيسابور وصار قاضي القضاة بها ، ودرّس في المدرسة الصاعدية سنين.

سمع الحديث الكثير من أصحاب الأصم ومن جدّه ومن مشايخ الطبقة الثانية وحدّث عن القاضي أبي بكر الحيري والصيرفي والسرّاج والسكري وطبقتهم.

وكان إليه الفتوى على مذهب أبي حنيفة ، حسن الفتوى وكان يتولّى المظالم ، مقرّبا عند السلاطين والرعيّة. سافر إلى ما وراء النهر وإلى العراق وسمع الحديث ببغداد والري وهمذان.

توفي يوم الإثنين سلخ شهر ربيع الأول سنة سبعين وأربع مئة.

ـ ٢٢٣٢ ـ (١)

[أبو القاسم المنصوري الطوسي]

ومنهم منصور بن عبد الله بن محمد بن منصور المنصوري الطوسي الفقيه أبو القاسم رجل صالح ، سليم الجانب ، مستور ، محب للعلم وأهله ، مواظب على حضور المجالس والدروس والحديث.

سمع الحديث عن مشايخ الطبقة الأولى أصحاب الأصم مثل القاضي أبي بكر والصيرفي.

ولد سنة اربع وتسعين وثلاثمئة ، ومات ليلة الأضحى سنة سبع وأربعمئة. وسمع من مشايخ الطبقة الثانية.

ـ ٢٢٣٣ ـ (٢)

[الحيدي]

ومنهم منصور بن بكر بن محمد بن حيد الشيخ أبو أحمد النيسابوري ، نزيل بغداد ، رجل معروف ، من بيت الحديث والعلم ، وقد تقدّم ذكر أسلافه [٨٨ أ] في مواضع ولهم خطة بنيسابور تعرف بقصر حيد.

__________________

(١) منتخب السياق ١٤٩٥.

(٢) الحيدي : منتخب السياق ١٤٩٦ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٨١ / ١٠٢ ، وتقدمت ترجمة أبيه.

٣٧٣

قدم نيسابور [في] صحبة الإمام أبي إسحاق الشيرازي والأجل عفيف الخاص رسيلا من عند الإمام المقتدي بالله أمير المؤمنين وقرئ عليه الحديث وعاد معهم إلى بغداد.

توفي يوم الاثنين سابع شوّال سنة أربع وتسعين وأربع مئة.

ـ ٢٢٣٤ ـ (١)

[أبو الحسين]

ومنهم منصور بن المعتز بن منصور بن عبد الله بن حمزة النيسابوري أبو الحسين الشيخ الصالح الظريف العفيف ، من أولاد الرؤساء والدهاقين ، وبيتهم مشهور بنيسابور وهم أربعة إخوة سمعوا الحديث ، وقد تقدم ذكرهم.

سمع الحديث عن القاضي الفامي (٢) والمخلدي والخفّاف وطبقتهم.

ـ ٢٢٣٥ ـ (٣)

[أبو نصر الكندري]

ومنهم منصور بن محمد الكندري الوزير أبو نصر ، من الرجال الدهاة من أولاد الدهاقين من ناحية بشت من قرية كندر. سمت به همته حتّى فارق وطنه واشتغل بالتصرف. دخل نيسابور قديما ولم يزل يسعى حتّى تقدّم إلى خدمة الإمام الموفّق أبي محمد هبة الله بن محمد بن الحسين ، وكان الزمان زمان حشمته ودولته عند السلطان أبي طالب طغرل بك ، فكان يلازم باب داره ويعتضد به حتّى اشتهر في المعسكر بالكفاية عند السلطان والوزير ، أو أركان دولته ، فوجّه به إلى خوارزم لبعض الأعمال الكبار ، فصار إليها وتزوج ببعض الخواتين بها ، وباض الشيطان في رأسه ، فعصى بقصر حصين بها ظنّا أنه يصونه ، فوجّه السلطان إليه جماعة [ف] حاصروه وأنزلوه ، وطافوا به في البلد ونزعوا انثييه وردّ به إلى المعسكر خصيّا.

__________________

(١) منتخب السياق ١٤٩٧ ، وتقدمت ترجمة أخوته : عبد الرحمان وعبد الله وعبيد الله.

(٢) كذا في النسخة وفي منتخب السياق عن أبي الفضل الفامي ، وهو الصواب.

(٣) منتخب السياق ١٤٩٨ ، دمية القصر ٢٩٨ ، مجمع الآداب : العميد ، البداية والنهاية ١٢ / ٩٢ ، ولاحظ تعليقة المنتخب.

٣٧٤

وكان جميل الوجه ، سخيّ النفس ، عارفا بالألسنة فلمّا قدم على السلطان خاطبه وقال : ما حملك على العصيان ومن أنت وما قدرك ومحلك؟ فتملّق في الجواب ، وقال : أعزّ الله السلطان كنت أعرف قدري ولا أقدر مقاومة لعبد من عبيدك ، ولكنّ همّتي دعتني أن أعصي لأشتهر بذلك ، فيعلو أمري وذكري بخصم مثلك. فارتضى السلطان عذره وعفا عنه وخيّره بين أشغال يختار واحدا منها فاختار أن يفوّض إليه أمور الكلاب ، وكان السلطان يميل [ظ] إلى الكلاب ، ويداوم على مطالعتها فأخذ قلادة لبعض الكلاب النفيسة ولبس ثياب الكلاب زيّه! وصار يعدو في المعسكر مدّة ، ثمّ رفع من ذلك ، ونصب لاشراف الباب ، فتولّاها مدّة [٨٨ ب] وأجراها أحسن مجرى ، فارتفع منها إلى درجة الوزارة فاستوزر وأكرم بالدست ... فاره! وارتفعت حشمته إلى السماء.

وكان يكلّم كل طايفة بلغتهم ، الأتراك بلغتهم ، والأعراب بلغتهم ، والهند بلغتهم ، وكذلك كل طايفة ، ورتّب الأشغال ترتيبا حسنا ، وقدم بغداد صحبة للسلطان وخدمة الأمراء والأصحاب.

وكان فاضل النفس حسن الكتابة نظما ونثرا.

سمع الحديث في مبادي أمره من أبي الحسين عبد الغافر ، وسمع بالعراق وخراسان.

فمن أشعاره :

الموت مر ولكني إذا طحنت

نفسي إلى العز مستحل لمشربه

رياسة باض في رأسي وساوسها

يدور فيه وأخشى ان يدور به

وكان كثير التعصّب على أهل السنّة ، فرّق جمعهم وسعى فيهم بكلّ طريق وبدّد شملهم في البلاد ، وكان يبذل ما يملكه على الأمراء والأجناد ويستعطفهم إلى نفسه ظنّا منه أنه يستظهر بهم عند تغيّر الأمور فلم ينفعه ذلك لمّا انقلب أمره وأصابته آثار دعوات المسلمين الذين قصدهم وهججهم عن أوطانهم.

ثمّ إنه توفي السلطان طغرل بك رحمه‌الله تعالى ولم يكن له خلف من صلبه بغير الملك في السلطان المبارك الدولة ألب أرسلان فانهض قاصدا إلى العراق من مرو سنة خمس وخمسين وأربع مئة ، وتولّى السلطنة ، وكان وزيره الصاحب نظام الملك فتقدّم بالقبض على الكندري فقبض وأزعج وحمل إلى نيسابور مقيّدا وسلّم إلى الرئيس الحاج أبي علي حسّان بن سعيد المنيعي فحمله إلى مرو الروذ فبقي محبوسا إلى أن برز الأمر بقتله فقتل ، وكان ذلك سنة ست وخمسين وأربع مئة.

٣٧٥

ـ ٢٢٣٦ ـ (١)

[أبو عبد الله البالوي الحيري]

ومنهم منصور بن محمد بن عبد الله البالوي الحيري أبو عبد الله حافد القاضي أبي بكر الحيري ، شيخ نبيل ثقة ، أصيل من الطرفين.

حدّث عن الخفاف والشيخ الأجل أبي الحسن [العلوي] وأبي الحسن ابن أبي إسحاق [المزكي].

ـ ٢٢٣٧ ـ (٢)

[أبو المظفر السمعاني]

ومنهم منصور بن محمد بن عبد الجبار السمعاني المروزي الإمام أبو المظفر ، وحيد عصره في وقته فضلا وطريقة وزهدا وورعا ، من بيت الزهد والعلم.

أبوه القاضي محمد من وجوه مشايخ مرو وأفاضلهم.

درس على أبيه الفقه وتخرّج فيه حنفي المذهب ، حجّ وقدم نيسابور وحضر مجلس إمام الحرمين ، فارتضى كلامه وأثنى عليه.

ثمّ إنه بعد ما سمع الحديث وأكثر ، ترك مذهب أبي حنيفة [٨٩ أ] وصار شافعي المذهب بعد ثلاثين سنة ، واضطرب أهل مرو لذلك وتشوش العوام فخرج منها ، وصحبه السيّد الأجل ذو المجدين [علي بن موسى] وطائفة من الأصحاب وصار إلى طوس ، ثمّ قصد نيسابور واستقبله العلماء والأصحاب استقبالا عظيما وأكرموا مورده وأعزّوه وأنزلوه في عزّ ورفعة ، وكان ذلك في نوبة نظام الملك وعميد الحضرة أبي سعد محمد بن منصور ، وقام عميد الملك بكفايته مع من معه ، وعقد له مجلس التذكير ، وأنفذ له الصاحب نظام الملك الخلع والمركب والذهب معززا محترما.

سمع الحديث : من الشيخ عبد الحميد البحيري مسند أبي عوانة ، ومن التفليسي والشيخ أحمد بن خلف والشيخ أبي بكر ابن أبي زكريا والشيخ أبي سعد ابن رامش وطبقتهم.

__________________

(١) منتخب السياق ١٥٠٠.

(٢) السمعاني : سير أعلام النبلاء ١٩ / ١١٤ / ٦٢ ، منتخب السياق ١٥٠١ ، الأنساب واللباب : السمعاني ، الوفيات ٣ / ٢١١ ، وغيرها فلاحظ منتخب السياق.

٣٧٦

ثمّ عاد إلى مرو ، ودرّس في مدرسة أصحاب الشافعي ، ورفع نظام الملك قدره ومنزلته ، وعظّمه وصار من الكبار والأعيان.

ولم يزل محترما موقّرا إلى أن توفي في شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وأربع مئة.

وله تصانيف في الخلاف مشهورة مثل الاصطلام والبرهان ، وكذلك في الحديث ، وأملى مدّة الحديث.

ـ ٢٢٣٨ ـ (١)

[أبو سعد الصفّار]

ومنهم منصور بن محمد بن القاسم [بن حبيب] الصفّار الشيخ الفقيه أبو سعد ابن الإمام أبي بكر الصفار.

وقد تقدّم ذكر أبيه وجدّه ، وهذا رجل سديد فاضل من بيت العلم والثروة والمروّة ، وجدّهم أبو علي القاسم خطيب المحافل بنيسابور.

تفقّه وحصّل شيئا من العلم ، وحضر درس الإمام زين الإسلام ، وسمع الحديث من مشايخ الطبقة الثانية المتقدّمين والمتأخرين ، وكان يسكن غالب أمره ناحية الرخ يشتغل بأمر ضيعة له بها ، وكان سخي النفس.

توفي بقريته [في] السابع من شوال سنة ست وخمس مئة.

الطبقة الأولى

ـ ٢٢٣٩ ـ (٢)

[أبو القاسم الغزنوي]

السلطان محمود بن سبكتكين ، يمين الدولة ، وأمين الملّة أبو القاسم ابن ناصر الدين أبي منصور والي خراسان أربعين سنة ، وكان عالي الجدّ ، ميمون الاسم ، مبارك الدولة على الرعية ، صادق النيّة

__________________

(١) منتخب السياق ١٥٠٢.

(٢) الغزنوي : سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٨٣ نقلا عن السياق وغيره ، ولاحظ تعليقة المنتخب ١٥١٠.

٣٧٧

في إعلاء كلمة الله تعالى ، المظفّر في الغزوات والفتوح ، ودولته وحديثه أشهر من أن يذكر أو يطوله ...

قدم نيسابور ، وظهرت بيمن دولته آثار حسنة ، ورسوم مرضية ، وكان مجلسه مورد العلماء ومقصد الأئمة والفضلاء.

توفي بغزنة في جمادى الأولى [٨٩ ب] سنة إحدى وعشرين وأربع مئة.

ومن الطبقة الثالثة

ـ ٢٢٤٠ ـ (١)

[أبو عبد الله البسطامي]

محمود بن محمد بن محمد بن مسعود البسطامي أبو عبد الله نزيل نيسابور رجل صالح سديد.

ولد سنة اثنتين وعشرين وأربعمئة. سمع الحديث عن الاستاذ أبي منصور البغدادي والنصروي والزعفراني وأحمد بن علي بن منجويه وطبقتهم.

توفي [في] شعبان سنة ثلاث وتسعين وأربع مئة.

ـ ٢٢٤١ ـ (٢)

[أبو أحمد الأبيوردي]

ومنهم محمود بن محمد العلويي القاضي أبو أحمد الأبيوردي ، رجل نبيل ، من أهل بيت الرياسة والعلم. حدّث عن أبي سعد ابن عليّك وأبي عبد الله ابن أبي إسحاق المزكي وطبقتهما.

ولد سنة ثلاث وأربعمئة ، ومات في شهور سنة سبع وسبعين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ١٥١٦ ، وفيه : محمود بن محمد بن مسعود.

(٢) منتخب السياق ١٥٢٠.

٣٧٨

من اسمه المظفّر

من الطبقة الثانية

ـ ٢٢٤٢ ـ (١)

[أبو القاسم البشتي]

مظفر بن محمد بن أحمد بن يوسف البشتي أبو القاسم الفقيه الشافعي الورّاق ، رجل فاضل عفيف ثقة. سافر الكثير وسمع ببغداد وخراسان وكتب وجمع ، ثمّ استوطن نيسابور.

ـ ٢٢٤٣ ـ (٢)

[أبو عبد الله الكرماني]

ومنهم المظفّر بن محمد الكرماني أبو عبد الله رجل فقيه مستور ، كثير العبادة. سماعه عن المهاجري في مشيخته.

ذكره الحسكاني وذكر أنه توفي سنة ست وعشرين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ١٥٢١.

وكان في الأصل : ومن الطبقة الثانية محمود بن أحمد بن يوسف.

(٢) تفرد المختصر بهذه الترجمة.

٣٧٩

ـ ٢٢٤٤ ـ (١)

[أبو شجاع الميكالي]

ومنهم المظفر بن محمد بن علي بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكال الأمير أبو شجاع ابن الأمير أبي القاسم ، رجل أصيل نسيب فاضل مشهور ثقة ، حافظ لكتاب الله ، كثير القراءة ، حسن الخط ، مرضيّ الأخلاق ، ترك التكلّف ، ولبس مرقعة وخالط الصوفيّة وأهل العلم والصالحين ، وزهد في الملابس والمراكب وطلب الجاه والرياسة ، واشتغل بالعبادة.

سمع الحديث عن الحربي ، والخفاف ، وأبي بكر ابن عبدوس وطبقتهم.

توفي ليلة الثلاثاء منتصف رجب سنة خمس وخمسين وأربع مئة.

الطبقة الثالثة

ـ ٢٢٤٥ ـ (٢)

[أبو نصر الدامغاني]

ومنهم المظفر بن أحمد بن عبد الله الدامغاني الصوفي أبو نصر ، شيخ مستور معروف.

قدم نيسابور سنة إحدى وسبعين وأربعمئة وروى الحديث ، وكان قد سافر الكثير وطاف. سمع الحديث بنيسابور وخرج.

ـ ٢٢٤٦ ـ (٣)

[أبو القاسم الجويني]

ومنهم المظفر بن عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني الإمام أبو القاسم ابن إمام الحرمين أبي المعالي ، صاحب القران في نوبته ودولته وحشمته وقبوله ، والذي لا ترى العيون مثله في إقباله وسعادته. [٩٠ أ].

ولد بالري وحمل إلى نيسابور صغيرا ، ونشأ في حجر أبيه ، وتعلّم العلم والأدب والعربيّة والنحو

__________________

(١) منتخب السياق ١٤٢٢ ، وتقدمت ترجمة عم أبيه محمد بن إسماعيل.

(٢) منتخب السياق ١٥٢٣.

(٣) منتخب السياق ١٥٢٨ ، وانظر أيضا الرقم ١٣٥ ، طبقات السبكي ٥٣٩.

٣٨٠