المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي

المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

المؤلف:

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي


المحقق: محمّد كاظم المحمودي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: ميراث مكتوب
المطبعة: رويداد
الطبعة: ١
ISBN: 964-8700-02-8
الصفحات: ٥٥٦

ورأيته يدخل المدرسة ويتكفف على المشايخ ، فكانوا يكرمونه ويعطونه ، وكان في الدرس في الابتداء أعاد عليهم وعلى جماعة ، وكان يذكر الفصول في التهاني والتعازي على وجه الايجاز والاختصار ، بالغا في الإفادة ، واقعا موقع الارتضاء ، ثم في آخر عمره كفّ بصره وزاد حاله سوءا على ما كان ، فكان يمشي ويؤذيه الصبيان الى أن توفّي في شهر رمضان سنة ثمانين وأربع مئة ، وكان مولده سنة خمس وأربع مئة.

حدّث عن الزيادي والسرّاج وأبي زكريا [المزكي] والإمام أبي إسحاق الاسفرايني والحاكم السقاء وابن فنجويه والقاضي والصيرفي وطبقتهم.

ـ ١٧٢١ (١) ـ

[أبو القاسم الخوافي]

ومنهم الحسن بن محمد بن الحسن الخوافي شيخ حسن الوجه ، من الناحية ، يحضر البلد في الأحايين ، من أولاد النعم والثروة ، يرجع إلى معرفة وقليل فضل.

حدّث عن الاستاذ أبي طاهر الزيادي وابن بامويه والقاضي وأصحاب الأصم.

ـ ١٧٢٢ (٢) ـ

[أبو محمد السمرقندي]

ومنهم الحسن بن أحمد بن محمد أبو محمد السمرقندي الامام الحافظ عديم النظير في حفظه ولزومه طريقة السلف في سيرته ومعيشته ، تارك لأنواع التكلّف في المطعوم والملبوس والمفروش ، مشتغل بالاستفادة والإفادة.

دخل نيسابور قديما قبل الثلاثين وأربع مئة ، وسمع مشايخ عصره ، ثم خرج إلى سمرقند ، وأتى بوالدته وعاد إلى نيسابور واستوطنها إلى آخر عمره [٧ أ].

سمع ببلدته من أهل سمرقند وبخارا ، وأكثر عن الامام أبي العباس المستغفري ، وقرأ بنيسابور على المشايخ مع أنه كان غفل القراءة كثيرا ، وقرأ صحيح مسلم على الشيخ أبي الحسين عبد الغافر

__________________

(١) منتخب السياق ٥٣٣ ، الاستدراك لابن نقطة.

(٢) منتخب السياق ٥٣٤ ، تذكرة الحفاظ ١٠٤٧ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٠٥ : ١٢٥ ، الشذرات ٣ / ٣٩٤ ، الرسالة المستطرفة ١٢٥.

٢١

أكثر من ثلاثين مرة غرة [ظ] وعشاء ، وخرّج على المشايخ الفوائد والأمالي ، وكان بالغا في الحفظ وتصنيف الأبواب.

وروى الكثير من تفاريق الغرائب والأحاديث التي حصّلها وجمعها.

وكان سلس الخلق ينفق ما يبدو له من الارزاق [ظ] على الطلبة ، ويعينهم على التحصيل ويحثهم على الطاع (١) ، ونصب للقعود في المدرسة النظامية وأقام رسم التحديث فيها ، فكان يحضرها كل يوم من وقت الظهر الى وقت العصر ، وفي حضوره فوائد ونشر للحديث.

وصنف كتابا سماه بحر الاسانيد ، بلغ كما سمعت ثماني مئة جزء بخطه المقرمط ، أتى فيها بطرف الاحاديث على اختلافها وتبين وجوهها ورواياتها ، وهي الآن في خزانة الكتب مع [ظ] ساير أجزائه.

وكانت حجرته التي يسكنها مملوة بالأجزاء وهو قاعد وسطها لا يكبسها [كذا] لا يحمل ثياب الشتاء في الصيف ولا ثياب الصيف في الشتاء ، فيلبد البعض على بعض ولا يراعي شيئا من التكلف في المعيشة ، على ذلك زجى عمره الى آخر الأمر.

حدّث عن أبي حفص [ابن مسرور ، و] الكنجروذي (٢) ، والشيخ أبي الحسين عبد الغافر ، وشيخ الاسلام الصابوني ، والأستاذ أبي عبد الرحمان السلمي ، والشاذياخي ، وقاضي الحرمين ، والصاعدية ، والمشايخ البحيرية ، والطبقة من المعروفين وأصحاب الروايا [ت].

وكان يحضر مجلس إملاء زين الاسلام أبي القاسم ، وكنا عهدناه فيه والامام يطالعه بالأحاديث قبل الاملاء.

وسمع منه الخلق الكثير من البلديين والغرباء ، وروى لنا كتاب بحر الفوائد للكلاباذي عن ابن حبناج! عنه ، وسمعنا منه التفاريق.

ومضى الى رحمة الله تعالى ضحوة يوم الثلاثاء التاسع من ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة ، وصلّينا عليه في الجامع المنيعي ، ودفن في مقبرة الحسين ، وذكر أن مولده سنة تسع وأربع مئة.

ولما توفي [٧ ب] ذكر فيه المعارف المراثي وتوجّعوا له ، وعرفوا حقّ فضله بعد فقده ، فقد كان

__________________

(١) كذا ، ولعل الصواب : السماع.

(٢) وفي النسخة : أبي جعفر الكنجروذي وهو غلط والصواب ما اثبتناه كما هو في م وتذكرة الحفاظ.

٢٢

يراجع في الأسانيد والرجال والأحاديث ، فيشفي في الجواب ، ويدلّ على الصواب ، فممّا أنشأته في مرثيته :

سقى الله ما بين المقابر روضة

لقد حلّها بحر الأحاديث والسنن

فقد كان يجلو المشكلات بحلّها

كما السيف تجلوه الصقال من الدرن

ويلقى بوجه ضاحك كلّ طالب

فيرشده رفقا إلى أقرب السنن

إذا ذكر الحفاظ سادة عصرنا

فمن كالسمرقندي حافظها الحسن

فجعنا به يا ليت شعري فمن لنا

إذا عنّ إشكال يحلّ ومن ومن

عليه صلاة الله منّا تحية

ورحمته ما ناح طير على فنن

وأنشدنا الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد السمرقندي ، أنشدنا إسماعيل بن أحمد الشاشي ، أنشدنا حمزة بن غاضرة الأسدي البغدادي للصابي :

لمّا وضعت [ظ] صحيفتي

في بطن كفّ رسولها

قبّلتها لتنا لها

يمناك عند وصولها

ويؤدّ عني انها اق

تربت ببعض فصولها

حتى ترى من وجهك ال

ميمون غاية سؤلها

 ـ ١٧٢٣ (١) ـ

[أبو أحمد الكاتب]

ومنهم الحسن بن أحمد بن أميرك الشيخ الرئيس أبو أحمد الكاتب الصائن الدّيّن ، الحافظ لكتاب الله المداوم على قراءته ، ومن بيت الصلاح والعلم ينتمون إلى يحيى بن يحيى التميمي الامام ثم ... حظ وافر في الكتابة.

وأبوه من أركان الكتاب وكذلك عمّه.

__________________

(١) الكاتب : دمية القصر ٣٧٧ ، منتخب السياق ٥٣٨ ، معجم شيوخ السمعاني ، الورقة ٧٢ ، التحبير ٩٨.

ثم ان اباه وعمه مترجمان في الدمية تحت الرقم ٣٧٥ و ٣٧٦ الأول باسم أميرك الكاتب وهو عبد الرحمن أحمد بن يحيى بن أبي سلمة ، والثاني علي بن يحيى بن أبي الحسين ، وفي التحبير ومعجم شيوخ السمعاني ورد اسم المترجم هنا بما يتطابق مع ترجمة الأب والابن في الدمية ، ولعله كان في الأصل (ابن أميرك) أو أن (بن) تكون زائدة : وفي المنتخب : الحسن بن أحمد بن أميرك بن يحيى ، وفي التحبير الحسن بن أحمد بن يحيى بن يحيى ... ينتمون الى يحيى بن يحيى من قبل الأم فيما أظن ... سمع جده يحيى بن أحمد الكاتب سبط الامام يحيى بن يحيى.

٢٣

وهذا كان يكتب للشيخ العميد عميد خراسان أبي سعد محمد بن منصور مدة ثم كنا سنه! لكونه أميّا حتى صار من خواصّه وأصحاب أسراره وارتفق بدولته وحشمته ، وصحبه في أسفاره إلى الأقطار.

واتفقت له مصاهرة لصلاحه وديانته مع بيت القشيرية ، وانتظمت أسبابه بها ، وحصّل منها الأولاد النجباء على ما [ورد] ذكرهم في مواضع من هذا المجموع.

وبقي على ذلك اكثر عمره يشتغل بالقرآن [ظ] ويستفرغ أكثره في قراءة [٨ أ] القرآن والعبادة ، وكان يتهجد بالليالي ويصوم الأيّام ويكثر الصدقات ، الى أن ضعف عن العمل بعض الضعف واضطربت الاحوال وتغيرت عن [ظ] سنن الاستقامة لزم بيته وأقبل على العبادة وعلى مطالعة الكتب وسماع الحديث الى أن توفي بعد ما ناف على الثمانين ، ليلة الخميس الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول سنة عشر وخمس مئة.

وكان من جملة خدم الامام زين الاسلام [القشيري] واختص بصحبته وإرادته وإقباله عليه وتقريبه [ظ] إيّاه وذلك الذي دعاه إلى الوصلة.

وقد سمع الحديث الكثير وجمعه وحصله ، وأعدّ لنفسه خزانة الكتب في كلّ فنّ. وحدّث عن [أبي حفص ا] بن مسرور والصابوني ، والجنزروذي والشيخ أبي الحسين عبد الغافر بن محمد والأمير أبي الفضل الميكالي ، والطبقة المعاصرين لهم.

ـ ١٧٢٤ (١) ـ

[أبو سعد ابن سورة]

ومنهم الحسن بن محمد بن محمود أبو سعد ابن سورة التميمي سبط شيخ الاسلام الصابوني ، من بيت الامامة والعلم والحديث ، وهو أحد السبطين الحسن والحسين وكانا توأمين ، وكان رجلا صالحا مشتغلا بنفسه صائنا ، ما رأيته [ظ] يعقد المجلس على رسم بيته وأقاربه.

سمع الحديث من جدّه [لأمه] ومن المشايخ من الطبقة الثانية ، واتفقت له سقطة في آخر عمره بقي فيها مدّة ثم توفي ليلة الجمعة الخامس والعشرين من المحرم سنة خمس عشرة وخمس مئة وحمل الى الجامع وصلى الجماعة عليه ودفن في مقبرة الحسين ، [وكانت ولادته في سنة ٤٤٣].

__________________

(١) ابن سورة : منتخب السياق ٥٤٤ ، التحبير ١١٥ ، معجم شيوخ السمعاني ٨٠ / أ.

٢٤

من اسمه الحسين

من الطبقات الثلاث

الطبقة الأولى

ـ ١٧٢٥ (١) ـ

[أبو عبد الله العلوي]

الحسين بن محمد بن الحسين بن داود بن علي بن عيسى السيّد أبو عبد الله ابن السيّد الأجل أبي الحسن المحدث ، رجل نسيب. أخوه أبو محمد الحسن النقيب. هو من وجوه البيت.

توفي في رمضان سنة أربع وأربع مئة.

ـ ١٧٢٦ (٢) ـ

[أبو عبد الله الدينوري ابن فنجويه]

ومنهم الحسين بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن صالح بن شعيب بن فنجويه أبو عبد الله

__________________

(١) منتخب السياق ٥٥٨ ، ليلاحظ تعليقة المنتخب.

(٢) العبر ، اللباب (فنجويي) ، تذكرة الحفاظ ، منتخب السياق ٥٥٩ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٣٨٣ ، تبصير المنتبه ٣ / ١٠٨٤.

روى عن أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي وأحمد بن جعفر بن حمدان بن عبد الله الدينوري كما في سير أعلام النبلاء وكما في كتاب تلميذه الحاكم الحسكاني : شواهد التنزيل ، وقد روى عنه الحسكاني في كتابه القيم كثيرا بنسبة الدينوري وابن فنجويه والسفياني والثقفي والجبلي.

٢٥

الثقفي. شيخ فاضل كبير ، كثير الحديث ، كثير الشيوخ ، صاحب التصانيف الحسنة ، والمعرفة بالحديث وجمع الأبواب.

روى الحديث نحوا من أربعين سنة [٨ ب] وكتب عنه المشايخ مثل الشيخ أبي عبد الرحمان السلمي ، وأبي سعد ابن عليك الحافظ ، وغالب بن علي وغيرهم.

وكان من ثقات الرجال. روى سنن احمد بن شعيب النسائي عن [أبي بكر ابن] السنّي.

وحدّث عن القاضي أبي محمد عبيد الله بن محمد بن شيبة (١) وطبقتهم.

قدم نيسابور سنة ثلاث عشرة ونزل سكة العدنيين [ظ] في خانكاه الطرسوسي.

[أخبرنا بالحديث عنه طبقة المشايخ مثل : زين الاسلام والمؤذن وابن رامش وابن أبي زكريا وأبي السنابل وأبي عمرو السلمي ومسعود بن أبي الحسن الطوسي].

وتوفي ليلة الجمعة في شهر ربيع الآخر سنة أربع عشرة وأربع مئة ، وحمل إلى الجامع يوم الجمعة ، وصلى عليه الخلق الكثير بعد الصلاة ودفن في مقبرة الحيرة.

ـ ١٧٢٧ (٢) ـ

[أبو عبد الله المعاذي]

ومنهم الحسين بن أحمد بن محمد بن يحيى أبو عبد الله المعاذي المعمري الأطروش شيخ ثقة معروف.

حدث عن أبي العباس الاصم بمجلسين من أماليه سنه أربع وثلاثين وثلاث مئة.

وتوفي في جمادى الأولى سنة إحدى وعشرين وأربع مئة يوم ورود نعي الأمير محمود بن سبكتكين.

__________________

(١) م : عبد الله ... شنبه وطبقته ، وفي سير أعلام النبلاء : عبيد الله بن شيبة ولتلاحظ تعليقة المنتخب.

(٢) منتخب السياق ٥٦٠ ، سير أعلام النبلاء : ١٧ / ٣٩٠ : ٢٥٢ ، العبر والشذرات (وفيات سنة ٤٢١).

قال الذهبي : روى عنه أبو اسماعيل الانصاري وجماعة.

٢٦

ـ ١٧٢٨ (١) ـ

[أبو علي السيوري]

ومنهم الحسين بن محمد بن [علي بن] ابراهيم أبو علي السيوري. شيخ ثقة قديم كثير الحديث ، سمع أبا بكر القطان وأبا حامد ابن بلال قبل الأصم ثم الأصم وأقرانه وحدث.

وتوفي سنة سبع وتسعين وثلاث مئة.

ـ ١٧٢٩ (٢) ـ

[أبو علي الكرابيسي]

ومنهم الحسين بن عبد الرحمان بن محمد بن عبدان أبو علي الكرابيسي شيخ ثقة مستور عفيف.

حدّث عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم وغيره.

توفي سنة نيف عشرة وأربع مئة.

ـ ١٧٣٠ (٣) ـ

[أبو بشر الشاماتي]

ومنهم الحسين بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز أبو بشر الشاماتي شيخ ثقة صاين عفيف.

حدّث عن أبي العباس الأصم ، وأبي عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ، وأبي العباس ابن حامد القطان ثم من بعدهم عن أبي عمرو ابن حمدان ، وأبي عمرو ابن مطر وطبقتهم.

ـ ١٧٣١ (٤) ـ

[أبو علي الحاكم الزاوهي]

ومنهم الحسين بن أحمد بن محمد الزاوهي أبو علي الحاكم رجل فاضل أديب معروف. سمع الحديث وروى [عن أبي القاسم بشر بن ياسين] وهو ثقة.

قال ابن أبي زكريا : كان أستاذي قرأت عليه شيئا من الأدب وكان فقيها.

__________________

(١) منتخب السياق ٥٦١ ، اللباب والأنساب والاكمال : السيوري ، وما بين المعقوفين سقط من المنتخب والمختصر.

(٢) منتخب السياق ٥٦٢ ، وتقدمت ترجمة أخيه الحسن ولاحظ ترجمة أخيه علي.

(٣) منتخب السياق ٥٦٣ ، وستأتي ترجمة ابنه طاهر.

(٤) منتخب السياق ٥٦٤ و ٥٧١.

٢٧

ـ ١٧٣٢ (١) ـ

[أبو علي السختياني]

ومنهم الحسين بن محمد بن الحسين بن يوسف أبو علي السختياني العدل الرضي المعروف المشهور. صحيح السماع ، حسن الرواية ، ثقة أمين ، سماعه في كتب الشيخ أبي عبد الرحمان السلمي منها عليّ يقرأ.

حدّث عن أبي علي الرفاء الهروي ، وأبي محمد يحيى بن منصور القاضي وأبي العباس الصبغي وطبقتهم.

قال أبو صالح المؤذن : ذكر السختياني أن مولده سنة إحدى وثلاثين وثلاث مئة. [٩ أ] وتوفي في شهر رمضان سنة إحدى وعشرين وأربع مئة بعد القاضي أبي بكر [الح] يري بيومين ، وصلّى عليه الاستاذ أبو عبد الرحمان النيلي ودفن في مقبرة باب معمّر.

ـ ١٧٣٣ (٢) ـ

[أبو علي الصفار النيسابوري]

ومنهم الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن محمويه أبو علي الصفار النيسابوري شيخ ثقة نبيل كان يسكن زقاق أبي سعد العبدوسي بحذاء سكة أبي زكريا الحربي.

حدّث عن أبي علي الحسين بن علي الحافظ ، وأبي محمد عبد الله بن محمد الرازي ، وأبي محمد [عبد الله بن محمد] بن زياد وطبقتهم.

من الطبقة الثانية

ـ ١٧٣٤ (٣) ـ

[أبو علي الحموي]

الحسين بن أبي عمرو أحمد القاضي أبو علي الحموي (٤) شيخ ، فاضل ، مستور ، ثقة ، عفيف ، كثير

__________________

(١) منتخب السياق ٥٦٦.

(٢) منتخب السياق ٥٦٧.

(٣) منتخب السياق ٥٦٨.

(٤) م : المموي.

٢٨

الحديث ، كتب منه بلمركسه [كذا] غيره وجمع الأصول.

قال الشيخ أبو بكر ابن أبي زكريا : فاته [ظ] والدي والمشايخ يثنون عليه ويكرمانه [كذا].

حدّث عن أبي [علي] زاهر بن أحمد السرخسي وطبقته.

ـ ١٧٣٥ (١) ـ

[أبو عبد الله الشيرازي الكرجي]

ومنهم الحسين بن علي بن محمد أبو عبد الله الشيرازي الصوفي الكرجي أخو الشيخ أبي نصر الفقيه. سكن نيسابور ، أحد الصالحين المعروفين بالورع والفقه ، وبيتهم بيت العلم والصلاح والأمانة.

ذكر أن مولده سنة خمس وأربعين وثلاث مئة.

حدث عن بشر بن أحمد الاسفرايني وطبقته.

ـ ١٧٣٦ (٢) ـ

[ديوان العلم]

ومنهم الحسين بن علي البخاري أبو علي الفقيه المعروف بديوان العلم ، رجل ، صالح ، مشهور.

قدم نيسابور سنة سبع وأربع مئة. [حدّث عن أبي عاصم السجزي وغيره].

ـ ١٧٣٧ (٣) ـ

[أبو القاسم الشيرازي]

الحسين بن محمد بن شبيب الصوفي الشيرازي أبو القاسم رجل جوّال في طلب الحديث فاضل ثقة ديّن سخي عالم.

كتب الحديث بفارس والعراق ودخل نيسابور وأقام مدّة وكتب بها وسمع ، ثم خرج الى ماوراء

__________________

(١) منتخب السياق ٥٦٩ وفيه الكرخي. وأخوه هو محمّد المتقدّم برقم ١٦.

(٢) منتخب السياق ٥٧٢ وفيه : المعروف بصاحب ديوان.

(٣) منتخب السياق ٥٧٤.

وكان في نسختنا من المنتخب والمختصر : حدث عن أبي الصلت.

٢٩

النهر وكتب الكثير وسمع ، وعاد الى نيسابور وتخرج في الحديث ، وكان يجمع الابواب والشيوخ ويحفظ ويذاكر فأدركته المنيّة قبل أوان الرواية والاسماع فتوفي بنيسابور ودفن بمقبرة شاهنبر.

حدّث عن ابن الصلت الأهوازي ، وأبي عمر ابن مهدي ، والقاضي أبي عمر الهاشمي وطبقتهم من العراقيين والخراسانيين.

ـ ١٧٣٨ (١) ـ

[أبو القاسم التاجر]

ومنهم الحسين بن الحسن بن مهاجر بن حسين بن جبريل بن ابراهيم بن إسماعيل بن يحيى ابن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمان بن أبي بكر الصدّيق أبو القاسم التاجر النيسابوري شريف سني صالح ثقة.

حدّث عن أبي بكر محمد بن الحسن بن عبدان ، وأبي محمد كوهي بن الحسن ، وشافع بن محمد [٩ ب] بن أبي عوانة ، وأبي الحسن الهمذاني العلوي الوصي ، وأبي طاهر بن خزيمة ، والمخلدي وغيرهم.

ـ ١٧٣٩ (٢) ـ

[أبو سعيد البسطامي]

ومنهم الحسين بن الحسن أبو سعيد الكندي البسطامي الابريسمي المقيم بنيسابور في سكة برويه. شيخ فاضل ثقة مشهور شافعي.

سمع الحديث وحدّث. وتوفي سنة ست وأربعين وأربع مئة.

ـ ١٧٤٠ (٣) ـ

[أبو سعد الشيرازي]

ومنهم الحسين بن عثمان بن أحمد أبو سعد العجلي الشيرازي [الحافظ الواعظ] ، شيخ فاضل ،

__________________

(١) منتخب السياق ٥٧٥ وتقدمت ترجمة أخيه محمد ، وكان في النسخة الحسين بن الحسين.

(٢) منتخب السياق ٥٧٦ وفيه : سمع من أبي القاسم علي بن أحمد بن علي الدينوري.

(٣) منتخب السياق ٥٧٧ ، تاريخ بغداد ٤١٧٥ ، المنتظم والبداية والنهاية (وفيات ٤٣٥).

٣٠

كان يحفظ ويذاكر الحديث ، وسمّع ورحل في طلبه ، وسمع الصحيح من الكشميهني ، وكتب الكثير ببلده وبالعراق وخراسان واصبهان.

حدّث عن زاهر بن أحمد ، وأبي الفضل الحدادي ، وشافع بن محمد الأسفرايني والجوزقي وطبقتهم. [توفي سنة ٤٣٥ وكانت ولادته سنة ٣٦٢].

ـ ١٧٤١ (١) ـ

[أبو سعيد البسطامي]

ومنهم الحسين بن طيفور أبو سعيد [ظ] الواعظ البسطامي من سكّة المفتي صاحب المدرسة رجل فاضل معروف. حدّث عن أبي أحمد الحافظ.

قال الحسكاني : قرأت عليه سنة ثمان وعشرين وأربع مئة.

وتوفي في شوال سنة ثلاثين وأربع مئة.

ـ ١٧٤٢ (٢) ـ

[أبو أحمد الصوفي الأديب]

ومنهم الحسين بن محمد بن هارون أبو أحمد الوراق الصوفي النيسابوري الأديب شيخ جليل ثقة مختص بصحبة الشيخ أبي عبد الرحمان السلمي لزمه كثيرا وكتب الكثير وسمع ، وكان متقيا محتاطا ، حدّث بشيء ، وأكثر ما سمع منه تصانيف السلمي.

وقد سمع كثيرا قديما عن أبي الفضل الفامي ، وأبي علي الحسن بن أحمد الحيري ، وأبي أحمد المراري ، والجوزقي ، والمخلدي ، وأبي الحسن الماسرجسي. وطبقتهم.

وصحب الصوفية ، وأعقب الصالح من الولد. وتوفي سنة أربعين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ٥٧٨.

(٢) منتخب السياق ٥٨٢ ، ولابنه عبد الله ترجمة أيضا في المنتخب والمختصر من هذا الكتاب.

٣١

ـ ١٧٤٣ (١) ـ

[أبو القاسم الرمجاري]

ومنهم الحسين بن علي بن عمرويه أبو القاسم العلوي [ظ] العمروي الرمجاري الحنيفي الفقيه وكان شافعي المذهب. وهذا [كذا] رجل فاضل محترم.

حدّث عن المخلدي ، وأبي زكريا الحربي وطبقتهم.

وتوفي يوم الأحد سابع شعبان سنة ثمان وأربعين وأربع مئة.

ـ ١٧٤٤ (٢) ـ

[أبو عبد الله التويي]

ومنهم الحسين بن أحمد بن جعفر بن أحمد أبو عبد الله التويي الهمذاني ـ وتوي قرية من قرى همذان ـ شيخ فاضل ورع فقيه ، من المياسير ، كان مدرسهم ومفتيهم.

سمع الحديث الكثير في بلده وببغداد وبنيسابور وكثير من البلدان.

حدّث عن أبي القاسم جبريل بن محمد العدل ، وأبي بكر ابن حرز من أهل همذان ، و [أبي الحسين] ابن المظفر ، وابن شاهين ، وأبي الفرج العكبري ، وأبي الفتح القوّاس [١٠ أ] وأبي عبد الله الحسين بن عمر [الضراب] ، وأبي محمد ابن معروف ، وأبي عمر ابن حيويه ، وأبي القاسم منصور بن جعفر بن ملاعب وطبقتهم من أهل العراق ، وأبي الحسين الخفاف وطبقته من أهل نيسابور. وروى سنين.

وتوفي سنة أربع وثلاثين وأربع مئة.

ـ ١٧٤٥ (٣) ـ

[أبو علي البغوي]

ومنهم الحسين بن محمد بن جعفر أبو علي البغوي رجل مستور دخل نيسابور ، ورحل إلى بلاد

__________________

(١) منتخب السياق ٥٨٤ ، ولابنيه أحمد وعلي وأخيه محمد ترجمتان في المنتخب ولعلي ترجمة أيضا في المختصر.

(٢) منتخب السياق ٥٨٩ ، معجم البلدان والأنساب ولبابه (توي).

(٣) منتخب السياق ٥٩٠.

٣٢

خراسان. قال (١) ابن أبي زكريا : كان مفيدي في سماع الحديث. وكان يذكره كثيرا في أثناء كلامه.

ـ ١٧٤٦ (٢) ـ

[أبو طاهر ابن سلمة]

ومنهم الحسين بن علي بن الحسن بن سلمة أبو طاهر الهمذاني العدل الرئيس الحافظ وهو جدّ الشريف أبي طالب علي بن الحسين بن الحسن العلوي الهمذاني من قبل الأم.

دخل نيسابور طالبا للحديث فكتب عن مشايخنا مثل أبي عمرو ابن حمدان وأبي أحمد الحافظ وطبقتهما.

ثم خرج إلى سرخس وكتب بها عن زاهر بن أحمد وأكثر.

ثم خرج إلى كشميهن وسمع بها صحيح البخاري عن أبي الهيثم الكشميهني.

وخرج إلى ما وراء النهر وأدرك بها الشيوخ وكتب عنهم.

ثم رجع إلى همذان وحدّث بها وأملى.

فمن جملة ما روى عنه بنيسابور أبو سعيد زاهر بن محمد النوقاني : أنشدنا أبو طاهر الحسين بن علي بن الحسن الهمذاني ، أنشدنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الاسماعيلي :

إنّي وان كان جمع المال يعجبني

ما يعدل المال عندي صحة الجسد

المال زين وفي الأولاد مكرمة

والسقم (٣) ينسيك ذكر المال والولد

الطبقة الثالثة

ـ ١٧٤٧ (٤) ـ

[أبو نصر القاضي]

الحسين بن أحمد بن علي بن أحمد القاضي أبو نصر ابن القاضي [أبي الحسين ابن القاضي] أبي

__________________

(١) ن : قرأت.

(٢) منتخب السياق ٥٩٣ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٣٥ : ٢٩٠ نقلا عن تاريخ همذان لشيرويه ، توفي سنة ٤١٦.

(٣) وفي النسخة : والقسم.

(٤) منتخب السياق ٥٩٥ ، وتقدمت ترجمة أبيه وستأتي ترجمة جده.

٣٣

القاسم ابن القاضي أبي الحسين قاضي الحرمين ، رجل نسيب من أولاد القضاة وبيت العلم والثروة والمروة.

وقد تقدم ذكر أبيه وبيته وأسلافه ، وذكرهم الحاكم في التاريخ.

وهذا القاضي أبو نصر ربيب النعمة ، تولّى الأوقاف مدّة ، وكان أبوه تولاها قبل ذلك.

وقد سمع الحديث من المخلدي وأبي زكريا الحربي وطبقتهم. وتفقه على القاضي أبي الهيثم ، وتولّى قضاء قاين مدّة قبل الأوقاف.

وكان مولده في رجب سنة ثلاث وثمانين وثلاث مئة [١٠ ب]. وتوفي يوم الثلاثاء التاسع من ذي القعدة سنة خمس وسبعين وأربع مئة ولم أسمع منه شيئا وإن سمعت فلم أظفر به.

ـ ١٧٤٨ (١) ـ

[أبو علي الحاكم]

ومنهم الحسين بن محمد بن أبي حنيفة العدل أبو علي الحاكم الحنيفي. رجل مشهور معروف ثقة. سمع الحديث الكثير وكان من أركان مجلس القضاء. روى.

ـ ١٧٤٩ (٢) ـ

[أبو القاسم المختار]

ومنهم الحسين بن علي بن محمد بن أحمد بن إسحاق أبو القاسم المختار ، شيخ مشهور معروف متصرّف في الأمور ، ذو لسان في المحافل ، فاضل ، له لسان في المعرفة وطريق أهل التصوف واعتقاد فيهم ، وكان يحفظ شيئا من المحاورات والحكايات والأشعار.

حدّث عن الأستاذ أبي طاهر الزيادي ، وعبد الله بن يوسف ، والاستاذ أبي سعد وطبقتهم. ثم عن أصحاب الأصم.

ثم زمن آخر عمره فكان يحمل في المحفّة. توفي سنة ثلاث وسبعين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ٥٩٦.

(٢) منتخب السياق ٥٩٨ ، مجمع الآداب (المختار) نقلا عن السياق وفيه : له لسان في المعرفة طايل ، وتقدمت ترجمة ابنه القاسم في المنتخب.

٣٤

ـ ١٧٥٠ (١)

[أبو عبد الله الطبري]

ومنهم الحسين بن علي أبو عبد الله الطبري الامام نزيل مكّة مجاورا بها سنين كثيرة. شيخ نبيل جليل ثقة.

تفقه على الشيخ الامام الشريف ناصر بن الحسن العمروي المروزي بنيسابور وتخرّج [به] وأقام بنيسابور مدّة.

وكانت بينه وبين الشيخ الوالد صداقة ومودّة في الله ، وكان طريف المحاورة حسن الشمائل والأخلاق مليح المعاشرة.

خرج من نيسابور وأقام بمكة وصار إمام الحرم ، يدرّس بها ويفتي سنين وظهر له أولاد وأعقاب.

ولقيه الشيخ الوالد بها عام حجّ وجدّد العهد بصحبته ، وبعد ذلك لما عاد إلى نيسابور كان بينهما مكاتبة ، وربما كان يبعث إلى نيسابور بتحفة من مكة ، ويبعث إليه الوالد وقت خروج القافلة بتحفة من كرباس أو مصلّى للصلاة. وقد حصّل له نسخة من صحيح مسلم وبعثها إليه ، وقرئ عليه بالحرم مرارا ، وكتب له أحاديث يحيى بن يحيى وسائر المسموعات وبعثها إليه.

وبقي كذلك على ذلك العهد تجري بينهما المكاتبات والمراسلات إلى أن جاءنا نعيه سنة تسع وتسعين وأربع مئة وذكر أنه توفي في شهر رمضان سنة ثمان وتسعين.

ـ ١٧٥١ (٢) ـ

[أبو علي المروروذي]

ومنهم الحسين بن محمد [بن أحمد] القاضي الامام أبو علي المروروذي فقيه خراسان في عصره

__________________

(١) منتخب السياق ٥٩٩ ، معجم السفر ، تبيين كذب المفتري ٢٨٧ ، طبقات السبكي ٣٩٢ ، العبر ومرآة الجنان والشذرات (وفيات ٤٩٨) طبقات ابن هداية ٦٦ ، تذكرة الحفاظ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٠٣ / ١٢٣ ، عيون التواريخ ١٣ / ١٣٥ ، الاسنوي ١ / ٥٦٧ ، العقد الثمين ٤ / ٢٠٠.

(٢) منتخب السياق ٦٠١ ، طبقات السبكي الكبرى ٣٩٣ ، والوسطى ٣ / ١٥٥ ، الوفيات ١٨٣ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٦٠ : ١٣١ ، العبر ٣ / ٢٤٩ ، دول الاسلام / ٢٧١١ ، الوافي ١١ / ١٠٧ ، تهذيب الاسماء واللغات ١ / ١٦٤ ، العبر ومرآة الجنان والشذرات (وفيات ٤٦٢) ، وطبقات العبادي ١١٢ وابن هداية ٥٧ وابن قاضي شهبة ١٠٧ ، والحسيبي ٥٧ والاسنوي ١ / ٤٠٧٠ ، تبصير المنتبه ٤ / ١٣٥٧. وكان في النسخة : المروزي.

٣٥

ومن إليه الرحلة من الأقطار ، وبالتلمذ والجلوس بين يديه والاستفاده منه الافتخار ، وكان مبارك النفس.

تفقه على [١١ أ] الامام القفّال المروزي بها [ظ] وتخرّج. وحكى الثقات : انه ما علق الفقه ولكنه كان يكرره ويدرسه ويحفظ عن ظهر قلبه بحيث ما كان يحتاج إلى مطالعة مكتوب فيه.

وبعد ما عاد إلى وطنه ما كان له مجلس وأصحاب يأخذون منه فكان يقعد في الجامع ويتوجّه إلى السواري ويقرأ عليها الكتب من ظهر قلبه حتى عرف قدره وظهر أمره وشاع ذكره فأقعد للتدريس وصار مقصد الطلبة.

وتخرّج به جماعة من فقهاء خراسان يطول ذكرهم. وممّن تخرّج الامام عبد الرزاق بن حسّان بن سعيد المنيعي فإنه أقبل عليه لمكان أبيه وحشمة بيته ، وزقّه الحديث زقّا ، وحمله على التعليق ، وطالع تعليقه مرارا ، واعتمد عليه. وسمعت أنه اقترح عليه تصنيف في الفقه فقال : تصنيفي تعليق عبد الرزاق.

ولقد تصرّف في غوامض الفقه وترتيب الاقوال والوجوه ونقل النصوص من بعض المواضع إلى بعض واستنباط المعاني تصرفا لم يسبق إليه ، فكان الامام فخر الاسلام أبو المعالي مولعا بكلامه ، متعجبا من فقه (١) نفسه وتصرفاته ، معتقدا فيه مالم يعتقد في غيره. وكان خير الفقهاء حقيقة.

ولقد سمعت بعض الثقات من المختلفين إليه أنه قال : جاءه إنسان بفتوى [ظ] في واقعة وقعت له قال : انظروا ما ترون فيه؟ فقال بعضهم : ينبغي أن يراجع المنقول فيه. فغضب القاضي وأنكر ذلك وقال : أترون أنه كان يؤخذ في المنقول لما كان على حفظي. وأظهر إنكارا بليغا ثقة منه بمحفوظه.

وقد سمع الحديث ودخل نيسابور وسمع من المشايخ وكان عصره تاريخا [به].

توفي سنة اثنتين وسبعين واربع مئة.

__________________

(١) هذا هو الظاهر وربما يقرأ : من رقة نفسه.

٣٦

ـ ١٧٥٢ (١) ـ

[أبو عبد الله الكاشغري]

ومنهم الحسين بن الحسن بن خلف بن جبريل بن الخليل بن صالح بن محمد أبو عبد الله [الكاشغري الألمعي] الواعظ. رجل فاضل. قدم نيسابور سنة خمس وستين وأربع مئة [١١ ب].

جمع الكثير وجمع وصنف (٢) وخرج وسمعنا منه بقراءة ابنه أبي الفتوح (٣) عبد الغافر الألمعي عليه سنة ثمان وستين وأربع مئة.

[توفي بعد سنة ٤٨٤].

ـ ١٧٥٣ (٤) ـ

[أبو عبد الله المشطبي]

ومنهم الحسين بن أحمد بن الحسين الشيخ أبو عبد الله المشطبي شيخ ظريف ، بهيّ المنظر من أقارب المشطبي.

حدّث عن والده ، والاستاذ أبي منصور البغدادي ، وأبي سعد النصروي وطبقتهم.

ـ ١٧٥٤ (٥) ـ

[أبو عبد الله الهروي الحاكم]

ومنهم الحسين بن محمد بن الحسين بن الجنيد الهروي أبو عبد الله الحاكم الكتبي المعروف بحاكم كراسة الهروي رجل متواضع ظريف ، معروف عندهم.

جمع التاريخ لوفاة المشايخ بعد القرّاب [ظ] إلى عصره ، وذكر فيه كل من بلغه ذكره من المشايخ المعروفين ، والسادة والكبار ، من البلدان والنواحي والأقطار. وقد طالعته واستفدت منه شيئا بهراة.

وقد سمع الحديث ودخل نيسابور وروى عن ابي عثمان القرشي وطبقته ، ثم عن المتأخرين من

__________________

(١) منتخب السياق ٦٠٢ ، الأنساب واللباب ومعجم البلدان (كاشغر) ، سير أعلام النبلاء : ١٨ / ٥٣١ ، لسان الميزان ٢ / ١٢٤٥ وج ٤ / ٤٤٥.

ويعرف بالفضل وتقدمت ترجمة ابنه عبد الغافر في المنتخب.

(٢) وفي م : سمع الكثير وصنف.

(٣) وفي م : القاسم وهو تصحيف.

(٤) منتخب السياق ٦٠٣ ، وفيه : المشطي.

(٥) منتخب السياق ٦٠٩ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٢ : ٧٨ نقلا عن السمعاني.

٣٧

مشايخهم.

وتوفي سنة ست وسبعين وأربع مئة وكان مولده سنة تسع وأربع مئة.

ـ ١٧٥٥ (١) ـ

[أبو علي الجنابذي]

ومنهم الحسين بن عبد الرحمان بن علي الجنابذي أبو علي الفقيه. شيخ معروف فاضل.

حدّث عن الزيادي والقاضي والصيرفي والامام أبي اسحاق الاسفرايني وطبقتهم.

توفي سنة أربع وسبعين وأربع مئة.

ـ ١٧٥٦ (٢) ـ

[أبو عبد الله]

ومنهم الحسين بن عثمان بن أبي بكر ابن سيما [ظ] أبو عبد الله شيخ صالح مستور عفيف حدّث عن عبد الله بن يوسف الاصبهاني وطبقته.

وتوفي في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وأربع مئة.

ـ ١٧٥٧ (٣) ـ

[أبو سعيد ابن سورة]

ومنهم الحسين بن محمد بن محمود بن سورة أبو سعيد سبط الامام شيخ الاسلام أبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني. شيخ فاضل عالم ، عهدناه أفضل أهل بيته ، له حظّ وافر في العربية [ظ] وفي معرفة الأحاديث ومعرفة الرجال ، وقدم راسخ [ة] في التذكير والتفسير ، ويد في ترتيب المجالس المرتبة بالنكت والحكايات ، وهو الباقي من السبطين التوأمين الحسن والحسين.

وقد تقدّم ذكر أبيه وأخيه وجدّه.

سمع الحديث [١٢ أ] الكثير من جدّه [لأمّه] ومشايخ عصره ، ثم من أبيه والطبقة الأخيرة. وسمع من الواحدي التفسير وغيره.

__________________

(١) منتخب السياق ٦١١.

(٢) منتخب السياق ٦١٣.

(٣) منتخب السياق ٦١٦.

٣٨

وكان حميد السيرة ، صائنا عفيفا في نفسه ، مؤثرا للانزواء وقلّة الاختلاط على سيرة السلف والعلماء.

عقد الإملاء لنفسه في مسجد عقيل ، وكان يعقد مجلسا (١) معه ويفسّر الأحاديث على وجه مقبول مفيد بقي على ذلك إلى أن توفي كهلا ـ وما طعن بعد في السن ـ في شوال الخامس والعشرين منه سنة خمس مئة ودفن في مقبرة الحسين بجنب والده.

وممّا روى عنه شيخ الاسلام جدّي (٢) بعد حذف الأسانيد قال : كان يقال : لقاء الأحبة مخلاة للهم [ظ]. وأنشدنا :

وما بقيت من اللذات إلّا

محادثة الرجال ذوي العقول

وقد كنّا نعدّهم قليلا

فقد صاروا أقل من القليل

 ـ ١٧٥٨ (٣) ـ

[أبو عبد الله الحسني]

ومنهم الحسين بن علي بن داعي الحسني السيد أبو عبد الله النسابة رجل فاضل معروف عالم.

سمع الحديث بإفادة أبيه السيد أبي الحسن العلوي الزاهد من مشايخ عصره كأبي حفص ابن مسرور ، والكنجروذي ، وشيخ الاسلام [الصابوني] ، والصاعدية ، والبحيرية ، وأبي الحسين عبد الغافر ، وأبي مسعود البجلي. وسمع منه بعض ذلك.

وكان يدّعي المهارة في علم النسب ، ومعرفة رسومها ودقايقها. وزعم أنه سافر ليعلم ذلك ، وكان يراجع فيه ويصنف شيئا منه.

وبقي على ذلك محمود السيرة إلى أن مرض يومين وتوفي يوم الأربعاء الحادي عشر من المحرم سنة ثلاث عشرة وخمس مئة ، وحمل إلى باب الطاق وصلى عليه السيد أبو الغنائم حمزة [بن هبة الله] وحمل إلى مقبرة الحيرة.

وختم به كثيرا من أجزاء الحديث ، فقد كان من المكثرين ، وسمع صحيح مسلم وسائر الأجزاء.

__________________

(١) ولعل الصواب : مجلسنا.

(٢) كذا ، ولعل الصحيح : عن شيخ الاسلام جدّه.

(٣) مختصر السياق ٧٦ ، التحبير ١٤٢ وستأتي ترجمة أبيه.

٣٩

ـ ١٧٥٩ (١) ـ

[أبو علي البيهقي]

ومنهم الحسين بن محمد بن الحسين (٢) الفوراني أبو علي الامام البيهقي. ركن من أركان أصحاب الشافعي بناحية بيهق ، مدرّسهم ومفتيهم ومذكّرهم ، والمرجوع إليه في مهمّات الامور دينا ودنيا فيهم.

دخل نيسابور وأقام بها مدّة لغزو ربوعها! في التحصيل والتفقه والتعلّم وسماع الأحاديث من الطبقة الثانية [١٢ ب] حتى حصل من العلم والحديث جملة.

ثم عاد إلى الناحية ولزم الامام أبا حامد أحمد بن علي البيهقي الفقيه وعلق عنه تعليقا معتمدا عليه وتخرّج به.

وكان في جميع الأحوال متنسكا مجتهدا بالغا في العفاف والسداد ، معرضا عن إقامة الرسوم وطلب الارفاق من أرباب السلطان ، غير ميّال بأصحاب الدنيا ، محتسبا [ظ] بالغلظة والخشونة معهم والانكار عليهم ، على سيرة العلماء العاملين ، قائما بحقوق أهل الصلاح والواردين عليه ، موسعا على النازلين جنابه ما ينفقه في داره ، غير سالك طريق التكلف ، واثقا بجميل صنع الله تعالى فيما يهمّه من الأمور ، ذابّا بما يمكنه عن السنة والجماعة ، معينا لأهل الدين ، متعصبا في المذهب ، مقبول القول على المخالف والمؤالف ، محمود السيرة والطريقة بكلّ لسان.

عهدته بنيسابور يحضر مجالس الحديث ، وكنت أسمع إذ عاد الى الناحية بحسن الطريقة والسيرة ونظافة أحواله ، حتى صرت إلى الناحية في بعض الأوقات فعاينت ما كنت أسمعه ، فكان الخبر يزيد على الخبر ، ورؤية المعيدي خير من السماع به وفوقه.

وكان أثره في نصرة الدين وبناء المدرسة المعمورة وتمهيد الطريق التي أشرت اليها وتحصيل الكتب النفيسة والاشتغال بمطالعتها وبثّ ما فيها ظاهرا.

وكانت أحواله مغبوطة أولا وآخرا.

وقد عقد لنفسه مجلس الاملاء فرأيت منها مجالس رتّبها ترتيبا حسنا وجرى فيها على السداد وحسن الايراد.

__________________

(١) منتخب السياق ٦٢٣ ، طبقات السبكي الكبرى ٣٩٤ نقلا عن منتخب السياق ، تاريخ بيهق ص ٢٣٥ ، توفي سنة ٥١٩.

(٢) وفي منتخب السياق وتاريخ بيهق : الحسن.

٤٠