المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي

المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

المؤلف:

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي


المحقق: محمّد كاظم المحمودي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: ميراث مكتوب
المطبعة: رويداد
الطبعة: ١
ISBN: 964-8700-02-8
الصفحات: ٥٥٦

مجاوري مسجد المطرّز ، من أهل السنّة والجماعة.

حدّث عن أبي عمرو ابن مطر.

وتوفي سنة خمس عشرة ودفن في مقبرة شاهنبر.

الطبقة الثانية

ـ ١٩٧٠ ـ (١)

[أبو سعد السعدي النصروي الرمجاري]

عبد الرحمان بن حمدان بن محمد بن حمدان النصروي العدل أبو سعد السعدي النيسابوري ، شيخ جليل ثقة ، من كبار المحدّثين ووجوه الراوين بنيسابور ، ومن الأمناء المعروفين ، من أهل العدالة. كان يسكن محلة الرمجار.

كتب الحديث وسمع بنيسابور والعراق والحجاز ، عقد له مجلس الاملاء ، فأملى بنيسابور سنين.

حدّث عن أبي عمرو ابن نجيد ، وأبي الحسن بن عبدة السليطي ، وأبي سعيد الخلالي ، وأبي الحسن السرّاج ، وأبي محمد السمذي ، وأبي الحسين الحجاجي ، وأبي الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز المحتسب ، وأبي عبد الله العصمي ، وبشر بن أحمد الأسفرايني [٤٩ ب] وأبي العباس البصري ، وأبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي ، وأبي الحسن محمد بن أحمد بن حماد القرشى (٢) وأبي عبد الله بن بكير وطبقتهم.

كتب الحديث وجمع جملة فيها الأبواب والمشايخ وخرّج له الفوايد ، وسمع منه الأئمة والقضاة.

توفي في صفر سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ١٠١٥ ، الأنساب واللباب (النصروي) ، العبر ٣ / ١٧٨ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٥٣.

وروى عنه الحسكاني في شواهد التنزيل في الأغلب بعنوان (أبو سعد السعدي) وتارة (الرمجاري) وتارة (الصيدلاني) دون أن يذكر اسمه ، وأيضا تردد ذكره في هذا الكتاب كثيرا بعنوان (النصروي) أو (أبو سعد النصروي).

ولابنيه زيد والفضل ترجمتان في الكتاب.

وقد خلط السمعاني في ترجمته في عنوان (الرمجاري) من الأنساب ، ولم يفطن الى أنه النصروي.

(٢) مترجم في تاريخ الإسلام وسير أعلام النبلاء وتذكرة الحفاظ والعبر والوافي. توفي ٣٨١ ولم أجد من ينعته بالقرشي.

٢٠١

ـ ١٩٧١ ـ (١)

[أبو سعد ابن عليك]

ومنهم عبد الرحمان بن الحسن بن عليك بن الحسن بن ابراهيم الحافظ النيسابوري المعروف بأبي سعد بن عليك ، شيخ مشهور ثقة فاضل حافظ ، جليل القدر ، فهو ابن بنت أحمد بن علي الصفار ، وكان جدّاه أميني أهل نيسابور من التجار ، فاجتهد [هذا] في العلم حتّى صار من الحفّاظ ، وصنّف الكتب وجمع المشايخ والأبواب ، وصنّف كتابا في المختلف والمؤتلف ، وكان حسن الحفظ والمذاكرة ، عقد له مجلس الاملاء غدوات الأربعاء وحضر مجلسه الأئمة ، وسمعوا منه واستفادوا.

حدّث عن أبي سعيد الرازي ، وأبي أحمد النيسابوري ، وعن أبي بكر ابن شاذان وأبي حفص بن شاهين ، وأبي الحسن الدار قطني ، وأبي الحسن الحربي ، وأبي الطيب التيملي ، وأبي المفضّل الشيباني وطبقتهم بخراسان والعراق.

توفي سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة.

ـ ١٩٧٢ ـ (٢)

[أبو الفضل الرازي]

ومنهم عبد الرحمان بن احمد بن الحسن أبو الفضل ابن ابي العباس الرازي المقرئ ، الجوّال في طلب الحديث في الآفاق ، شيخ ثقة فاضل ، إمام في القراءة ، أوحد في طريقته.

دخل نيسابور قديما ، وسمع المشايخ وكانوا يكرمونه ويعظمونه ، ولا يسكن الخانكاهات ، وكان يأوي إلى مسجد خراب يسكنه في أطراف البلد يطلب الخلوة فيه ، فاذا عرف مكانه تركه وانتقل إلى مسجد آخر ، وكان فقيرا الاحتياط (٣) لا يأخذ من أحد شيئا ، وإذا فتح الله عليه بشيء آثره وأنفقه. حدّث بنيسابور قبل العشرين [وأربع مئة]. قال المؤذن : سمعت منه بنيسابور واصبهان والريّ.

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٦٢ ، منتخب السياق ١٠١٦ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠٩ / ٣٣١ ، تبصير المنتبه ٣ / ٩٦٦ ، ولأخيه أحمد وابنه علي ترجمتان في الكتاب.

(٢) منتخب السياق ١٠١٧ ، تاريخ دمشق نقلا عن المصنف فيما كتبه إليه ، تذكرة الحفاظ ص ١١٢٨ ، العبر ٣ / ٢٣٢ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ١٣٦ / ٧٣ ، معرفة القراء ١ / ٣٣٥ ، غاية النهاية ١٥٤٩ ، بغية الوعاة ، التقييد ٥٠ / أ، النجوم الزاهرة والشذرات.

(٣) كذا ، وفي تاريخ دمشق : وكان فقيرا قليل الانبساط.

٢٠٢

ـ ١٩٧٣ ـ (١)

[أبو سعد الصوفي الصيرفي]

ومنهم عبد الرحمان بن محمد بن موسى بن الفضل الصيرفي الصوفي أبو سعد ابن الشيخ أبي سعيد الصيرفي رجل جليل نبيل من بيت الحديث ، صوفي فقير مجرّد سخيّ ، عديم النظير في طريقته ، لا يسأل ولا يقبل من أحد شيئا ، ولا يدّخر ما يفتح الله له. سمع الحديث من أبي عمرو ابن حمدان وطبقته.

ولد سنة خمس وخمسين وثلاث مئة ومات قبل والده [٥٠ أ] أبي سعيد الصيرفي.

ـ ١٩٧٤ ـ (٢)

[أبو سعيد ابن دوست]

ومنهم عبد الرحمان بن محمد بن محمد بن عزيز بن محمد بن يزيد بن محمد أبو سعد الحاكم الإمام المعروف بابن دوست ، ودوست لقب جدّه محمد ، الأديب الحنيفي النيسابوري ، الثقة الأمين ، أحد أئمة العصر في الأدب ، وراوية كتبه والمعتمد عليه ، والمرجوع إليه فيه.

قرأ على الأستاذ أبي بكر محمد بن العباس الطبري وغيره ، وسمع الدواوين وحصّلها وأتقنها ، وصنّف الكتب وصحّح الأصول ودرس فيها ، وله ديوان شعر ... بالطرف والنكت حضر عنده عدّة من الأئمة ، وقرأوا عليه واستفادوا منه ، وتلمذوا له ، وصحّحوا عليه الأصول.

سمع الحديث من أبي عمرو ابن حمدان ، والحاكم أبي أحمد الحافظ ، وأبي سعيد الرازي ، وبشر الاسفرايني وطبقتهم ولد سنة سبع وخمسين وثلاث مئة وتوفي في ذي القعدة سنة إحدى وثلاثين وأربعمئة. أنشدنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني ، أنشدنا الحاكم أبو سعد ابن دوست لنفسه :

عليك بالحفظ دون الجمع في كتب

فإنّ للكتب آفات تفرّقها

الماء يغرقها والنّار تحرقها

والفار تخرقها واللص يسرقها

__________________

(١) منتخب السياق ١٠١٨ ، وتقدمت ترجمة أبيه.

(٢) دمية القصر ٣٦٠ ، يتيمة الدهر ٤ / ٤٢٥ ، منتخب السياق ١٠١٩ ، إنباه الرواة ٢ / ١٦٧ ، فوات الوفيات ٢٦٤ ، الجواهر المضية ١ / ٣٠٩ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٥٠٩ / ٣٣٢ ، عيون التواريخ ، تاج التراجم ، الوافي ، ٦ / ١٠٠ ، بغية الوعاة ٢ / ٨٩.

٢٠٣

ـ ١٩٧٥ ـ (١)

[أبو القاسم العطّار]

ومنهم عبد الرحمان بن أحمد بن محمّد بن عبدان بن محمّد العطّار الكحّال أبو القاسم شيخ فاضل ثقة.

سمع الكثير من المشايخ وأكثر عن الحاكم أبي عبد الله وسمع من السيّد أبي الحسن الوصيّ الهمذاني.

توفّي سلخ ربيع الآخر سنة خمسين وأربع مئة.

ـ ١٩٧٦ ـ (٢)

[أبو القاسم الفوراني المروزي]

ومنهم عبد الرحمان بن محمّد بن أحمد بن فوران المروزي أبو القاسم الإمام بكورة مرو أحد أئمّة أصحاب الشافعي صاحب الفتوى والتصنيف الحسن الفايق بحسن الترتيب ، من وجوه أصحاب الإمام أبي بكر القفّال ، له تلامذة ودرس.

قدم نيسابور سنة سبع وخمسين [وأربع مئة] ونزل مدرسة المشطي [٥٠ ب] وحضره الفقهاء والأئمة وروى الحديث وخرج.

وتوفي سنة إحدى وستّين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٣٢.

(٢) منتخب السياق ١٠٢٦ ، الأنساب واللباب : الفوراني ، الوفيات ٣٦٤ ، العبر ٣ / ٢٤٧ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٦٤ ، طبقات السبكي ٤٥٥ ، والاسنوي ٢ / ٢٥٥ ، وابن قاضي شهبة ١٠٩ ، والنووي و ٨٩ وابن هداية ١٦٣ ، لسان الميزان ٣ / ٤٣٣ ، مرآة الجنان والبداية والنهاية ، الكامل ١ / ٦٨ ، تهذيب الأسماء ٢ / ٢٨٠ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٨٧ ، تتمة المختصر ١ / ٥٦٣.

٢٠٤

الطبقة الثالثة

ـ ١٩٧٧ ـ (١)

[أبو الحسن البوشنجي]

عبد الرحمان بن محمّد بن المظفر الداودي البوشنجي الإمام أبو الحسن ، وجه مشايخ خراسان فضلا عن ناحيته والمعروف المشهور في اسمه وفضله وسيرته وطريقته.

له قدم في الفتوى راسخ [ة] ، وفضله في الفتوى مشهور ، وذكره في الكتب مسطور ، وأيّامه غرر ، وكلماته درر.

قرأ الأدب على الأستاذ أبي عليّ الفنجكردي ، وأدرك اسناد الصحيح لمحمّد بن إسماعيل البخاري ، وكانت الرحلة إليه في آخر أيّامه من نيسابور وسائر البلاد لسماع الصحيح.

وقرأ الفقه على الإمام أبي بكر القفّال المروزي ، والإمام [أبي] سهل الصعلوكي ، والاستاذ أبي طاهر الزيادي ، والشيخ أبي بكر الطوسي. ولقي الشيخ أبا حامد الاسفرايني ببغداد وقرأ عليه ، وقرأ على الشيخ أبي الحسن الطبسي ، والفقيه أبي سعيد [يحيى] بن منصور.

وصحب الأستاذ أبا عليّ الحسن بن عليّ الدقّاق ، والشيخ أبا عبد الرحمان السلمي ، والإمام فاخر السجزي الضرير ببست في رحلته إلى غزنه ، ولقي يحيى بن عمّار.

وكانت سفرته الأولى إلى نيسابور في شهور سنة تسع وتسعين وثلاث مئة.

وعاد إلى وطنه سنة خمس وأربع مئة ، وأخذ في مجلس التذكير والتدريس والفتوى والتصنيف ، وكان له حظ وافر من النظم والنثر.

توفي سنة سبع وستين وأربع مئة وكان مولده في شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وثلاث مئة.

أنشد [ني] من شعره في يحيى بن عمار الواعظ :

وسائل : مادهاك اليوم؟ قلت له :

أنكرت حالي وأنّى وقت إنكار

ألم تر الأرض من أطرافها نقصت

وصار أقطارها تبكي لأقطار

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٢٧ ، الأنساب واللباب : البوشنجي والداودي ، طبقات السبكي الكبرى ٥ / ١١٧ : ٤٦١ ، المنتظم والعبر ومرآة الجنان والبداية والنهاية وفيات ٤٦٧ ، والوافي ١٨ / ٢٥٢ ، الفوات ٢ / ٢٩٥ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٢٢٢ : ١٠٨ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٩٩ ، الشذرات ٣ / ٣٢٧.

٢٠٥

لموت أشرف أهل الأرض قاطبة

عمّار دين الهدى يحيى بن عمّار

ولهذا الإمام آثار وفوائد أكثر من أن تحصى وتحرز وتعدّ وتحصر وفيه مدائح للشعراء ومراث حسان لا يحتمل هذا الموضع ذكرها.

ـ ١٩٧٨ ـ (١)

[أبو سعيد العارض]

ومنهم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الله بن علي الواعظ الشافعي أبو سعيد العارض [٥١ أ] شيخ معروف من أهل العلم ، ثقة عفيف ، حسن الوعظ ، مرضي السيرة.

سمع الحديث بنيسابور والجبال والعراق والحجاز وكفّ في آخر عمره.

وكان مولده سنة ثلاث وسبعين وثلاث مئة وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين وأربع مئة ، وصلّى عليه شيخ الإسلام الصابوني.

ـ ١٩٧٩ ـ (٢)

[أبو محمد الدوغي]

ومنهم عبد الرحمان بن محمد بن الحسن الفارسي أبو محمد الفقيه الشافعي المعروف بالدوغي ، أحد فقهاء أصحاب الشافعي المدرسين ، من أصحاب الإمام أبي محمد الجويني ، كان فقيها ديّنا ثقة متقنا مفتيا (٣) عفيفا ، يسكن باب عزرة ، سمع الحديث الكثير بنيسابور والعراق والحجاز ، وكان من الأمناء الأثبات.

توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين وأربع مئة ، وصلّى عليه الإمام زين الإسلام ودفن في مقبرة الحسين.

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٢٨ ، طبقات السبكي ٥ / ١١٦ : ٤٥٨.

(٢) الدوغي : دمية القصر ٣٦٧ ، منتخب السياق ١٠٢٩ ، طبقات السبكي الكبرى ٤٥٧ ، تتمة اليتيمة ٢ / ٢٥.

(٣) م : متقنا مفيدا ملقنا.

٢٠٦

ـ ١٩٨٠ ـ (١)

[أبو نصر التاجر ابن موسى]

ومنهم عبد الرحمان بن علي بن محمد بن الحسين بن موسى أبو نصر العدل التاجر ، رجل مشهور من بيت العدالة والتزكية.

أخوه عبد الملك بن موسى من وجوه المزكّين بنيسابور.

وأبو نصر [هذا] رحل إلى العراق في صباه ، وأدرك الإسناد العالي ، فسمع من يحيى بن محمد بن صاعد ، والمحاملي ، وابن مخلد ، وابن عقدة. وسمع بنيسابور من أبي زكريا الحربي وأبي العباس [السليطي و] من بعدهم وسمع من السيّد أبي الحسن ، والحاكم ، وأبي طاهر الزيادي ، وعبد الله بن يوسف والطبقة إلى أصحاب الأصم.

ومات سنة ثمان وستين وأربع مئة.

ـ ١٩٨١ ـ (٢)

[أبو القاسم الواحدي]

ومنهم عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن عليّ بن متّويه الواحدي أبو القاسم ، شيخ مستور صالح ، سليم الجانب ، أخو الإمام علي الواحدي أكبر منه ، وأصلهم من ساوة ، وهم من أولاد التجّار.

سمع الحديث من اسناد أبي طاهر الزيادي وعبد الله بن يوسف و [من] بعدهم من [أصحاب] الأصم.

عقد له مجلس الاملاء في الجامع المنيعي بنيسابور ، وقرأت عليه أكثر مسموعاته.

توفي يوم الأربعاء غرّة شهر ربيع الآخر سنة سبع وثمانين وأربع مئة.

ـ ١٩٨٢ ـ (٣)

[أبو سعد الرامشي]

ومنهم عبد الرحمان بن منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد أبو سعد ابن الرئيس السالار

__________________

(١) التاجر : منتخب السياق ١٠٣٠ ، العبر ٣ / ٢٦٧ ، سير أعلام النبلاء : ١٨ / ٣٥٥ (١٧٠) ، الشذرات.

(٢) منتخب السياق ١٠٣٣ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٤٢ / ١٦١ ، النجوم الزاهرة ٥ / ١٠٤ ، وتقدمت ترجمة أخيه سعيد.

(٣) منتخب السياق ١٠٣٢. وتقدّمت ترجمة ابنه عبد الجليل.

٢٠٧

[٥١ ب] منصور ، شيخ جليل مشهور أصيل نبيل صوفي ، ثقة في الحديث ، كثير السماع والأصول ، مستقيم الخط ، كثير الكتابة. ولد في حجر الرياسة وهو أكبر أولاد أبيه.

سمع الحديث في صباه عن الحاكم والأستاذ أبي طاهر [الزيادي] ، وعبد الله بن يوسف ، والسقّاء ، وابن فنجويه ، وأبي القاسم السرّاج الكوشكي وطبقتهم ، ثمّ عن أصحاب الإمام شيخ الإسلام أبي عثمان وسمع منه الكثير ، وسمّع ابنه عبد الجليل ، وكان نابتا في الرئاسة في نعمة وثروة ، ثمّ ترك ذلك ومال إلى التصوّف ، وصحب الشيخ أوحد وقته وفريد عصره أبا سعيد ابن أبي الخير قدّس الله روحه ، وكذلك كان يحضر مجالس الإمام زين الإسلام أبي القاسم [القشيري] ويأخذ عنه الطريقة. وعقد له مجلس الاملاء بالمدرسة النظاميّة أوّل ما فرغ من بنائها ، ثمّ ترك ذلك بعد ما أملى سنين ، وكنّا نقرأ عليه بعد صلاة الجمعة.

توفي في شعبان سنة أربع وسبعين وأربع مئة وكان مولده سنة أربع وأربع مئة في شهر رمضان.

ـ ١٩٨٣ ـ (١)

[أبو صالح التميمي]

ومنهم عبد الرحمان بن أبي الفوارس التميمي أبو صالح ، رجل سديد صالح وله أولاد وأقارب سمعوا كلهم الحديث.

ـ ١٩٨٤ ـ (٢)

[أبو منصور القشيري]

ومنهم عبد الرحمان بن عبد الكريم بن هوازن القشيري [الإمام] أبو منصور ابن الإمام زين الإسلام ، ثالث بنيه الثلاثة (٣) أسباط الاستاذ الشهيد لسان وقته أبي علي الدقّاق ، نشأ مع أخويه الإمامين في حجر واحد وتواردوا على منهل واحد ، من صحبة الوالدين من الصبا إلى ... والكهولة

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٣٨.

(٢) منتخب السياق ١٠٤٤ ، طبقات السبكي ٤٥٢ ، العقد الثمين ٥ / ٣٧٩ ، ولابنه عبد الصمد ترجمة في الكتاب.

(٣) الاول عبد الله والثاني عبد الواحد ، ولزين الإسلام أبناء من غير أم هؤلاء الثلاثة : عبيد الله وعبد الرحمان وعبد الرحيم وعبد المنعم.

٢٠٨

وما افترقوا في السرّاء والضرّاء ليلا ونهارا في الاقبال على العلم والاشتغال بالعبادة ، ثمّ إنّه انعزل عن ذلك بعد ما عقد له مجلس الاملاء ، واشتغل بالزهد والعبادة وسافر إلى مرو ، وسمع بها الحديث وبسرخس. ثمّ بعد ذلك خرج من نيسابور حاجا وحجّ وجاور مكة تلك السنة.

وتوفي بمكة في شعبان سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة.

وكان عفيف النفس ، قصير اليد عن كلّ ما يغلب عليه الشبه ، محتاطا في المطعم والمشرب ، كثير الاجتهاد ، كتب بخطه الأحاديث والفوائد.

وسمع الحديث من مشايخ نيسابور من متقدمي الطبقة الثانية كالنصروي وأبي حسان [المزكي] ، وأبي عبد الله المزكي ، وأبي عبد الله بن باكويه ، والرئيس منصور بن رامش ، وطبقتهم [٥٢ أ]. وسمع ببغداد من القاضي أبي الطيب ، والجوهري ، وأبي يعلى الفرّاء وطبقتهم.

فممّا أخبرنا به الإمام أبو منصور قال : سمعت ابن باكويه يقول : سمعت عامر الدينوري يقول : كان الشبلي قد ضاق صدره ببغداد سماّرية وانحدر إلى البصرة فلمّا صعد في السمارية ضاق صدره ، فرجع لوقته حتى بلغ بغداد فلمّا قرب من باب الخليفة فإذا بجارية في الباح تغني بين يدي الخليفة هذا الشعر :

أيا قادما من سفرة الحج مرحبا

أنا ذاك لا أنساك ماهبّت الصبّا

قدمت على قلبي كما قد تركته

كئيبا حزينا بالصبابة متعبا

قال فصاح صيحة ووقع في الدجلة مغشيا عليه فقال الخليفة : الحقوه واحملوه ، فحملوه إلى بين يدي الخليفة فقال له : أمجنون أنت؟! فقال : يا أمير المؤمنين من امري كيت وكيت فتحيرت فيما دهري [ظ] يجري علي. فبكى الخليفة مما رآى من حرقة [ظ].

وأنشدنا الإمام أبو منصور ، أنشدنا الإمام أبو الحسن ابن علي الجوهري ببغداد [ظ] أنشدنا أبو إسحاق الصابي لنفسه :

ولو استطعت حملت علة جسمه

فقربتما مني بفلة حالي

وجعلت صحبي التي لم ت

صفوا له مع صحة الاقبال

فيكون عندي العليا في الاسما

ء والصحبان له بغير زوال!

وأنشدنا أبو منصور ، أنشدنا الدهخداه أبو الفتح عبدوس بن عبد الله الهمذاني عند خروجنا في

٢٠٩

خدمة الإمام زين الإسلام من همذان :

أبلغت أنّك بالسعادة مزمع

سفرا عليك النجح فيه قادم

فطفقت أفكر في المقام فقال لي

قلبي أأنت على الإقامة عازم

فاطلب فؤادا للإقامة إنّني

لركابه أنّى توجّه خادم

 ـ ١٩٨٥ ـ (١)

[العصائدي الكرابيسي]

ومنهم عبد الرحمان بن سعيد بن أحمد العصائدي الكرابيسي ، رجل معتمد أمين معروف من ..... صالح عفيف ، ساع في مصالح الأصدقاء والمعارف قاض للحقوق.

سمع الحديث الكثير من شيخ الإسلام أبي عثمان الصابوني ومن الشيخ أبي الحسين عبد الغافر ، وأبي حفص [و] الكنجروذي [٥٢ ب] والطبقة. وسمّع أولاده (٢) منهم ومن بعدهم من مشايخ الطبقة الثانية.

توفي يوم السبت سنة اثنتين وثمانين وأربع مئة وصلّوا عليه ضحوة يوم الأحد ، ودفن في مقبرة باب معمّر.

ـ ١٩٨٦ ـ (٣)

[أبو بكر الصابوني]

ومنهم عبد الرحمان بن إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني أبو بكر ابن الإمام شيخ الإسلام أبي عثمان ، سلالة الإمامة ، والخلف بعد أبيه في نوبة المجالس والقبول وحضور المحافل ، وكان مليح الشمايل ، حسن المنظر ، طريف الرؤى ، خفيف الروح ، متجملا في اللباس [ظ] والمراكب ، وله القبول التام ، ثمّ بعد ذلك سعى سعي الشباب في ال .. العبيد واشتغل بأسباب الدنيا ، وأعرض عن نوبة التذكير وخرج من نيسابور ... إصفهان ونواحي فارس ، ولقي نظام الملك بها ، وأكرم مورده ووصله بصلات وأفاد عنده مدّة ، وولي قضاء أذربيجان فسمّي قاضي القضاة و... إليها ، ثمّ بعد

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٤٩.

(٢) منهم إسماعيل وجامع تقدمت ترجمتهما في منتخب السياق.

(٣) منتخب السياق ١٠٥١ ، طبقات السبكي ٧ / ١٤٦.

٢١٠

مدّة عاد إلى نيسابور وعقد لنفسه مجلس الاملاء في مدّة ... به وجع النقرس وبقي زمنا في بيته فآل أمره إلى بيع أملاكه وعقاره ، و.... إلى إصفهان وأقام بها إلى أن توفي.

سمع الحديث الكثير من والده شيخ الإسلام وعمّه الاستاذ أبي يعلى الصابوني ، وعن مشايخ العصر مثل الشيخ أبي حفص ابن مسرور وطبقته وما روى الكثير.

ـ ١٩٨٧ ـ (١)

[أبو محمد الجيزباران]

ومنهم عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الجيزباران أبو محمد شيخ معروف من أبناء النعم والمياسير ، عهدناه في شبابه مع أبيه ، نافذ الأمر ، واسع التصرف مستظهرا بأنواع التجمّل من الثروات [ظ] والثياب والضياع والبساتين ، محافظا على المروّة والقيام بالحقوق وقضائها.

توفي في شهر رمضان سنة عشرين وخمس مئة.

ـ ١٩٨٨ ـ (٢)

[أبو النضر الفامي]

ومنهم عبد الرحمان بن عبد الجبار الفامي الهروي أبو النضر شاب فاضل كاتب شاعر ، مقبل على العلم ، مواظب على الحديث وتحصيله.

قدم نيسابور وسمع الكثير من المشايخ ، وأدرك اسناد الأصم من الشيروي [ي] وأصحاب الطبقة الثانية ، وقرأ على المشايخ ، وحصّل النسخ ، وله نظم ونثر حسن وطبع سليم. [٥٣ أ].

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٥٦ ، التحبير ٣٦١ ، التقييد ٣٩ / أ، وتنقيط النسبة من التحبير ، ولابنه محمد ترجمة في تاريخ قزوين.

(٢) هذه الترجمة مما تفرد بها المختصر عن المنتخب ، وللفامي ترجمة في تذكرة الحفاظ وطبقات السبكي والعبر وسير أعلام النبلاء والأنساب : الفامي. توفي سنة ٥٤٦.

٢١١

ـ ١٩٨٩ ـ (١)

[أبو نصر السرّاج الكوشكي]

ومنهم عبد الرحمان بن أحمد بن سهل [بن محمد] أبو نصر السرّاج الفقيه ابن الفقيه ، الصاين الديّن العفيف ، من بيت العلم والورع والصلاح ، وقد تقدّم ذكر أبيه وجدّه. وهذا عهدناه شابّا نشأ في عبادة الله واختلف إلى درس إمام الحرمين ، وكان من خواص أصحابه والمعيدين في درسه ، وجرى على منوال أسلافه في الورع والستر والأمانة والاشتغال بالحلال [في القوت والاكتفاء باليسير من الاسباب الموروثة وقلة الاختلاط ولزوم طريقة أهل العلم].

سمع الحديث الكثير من متأخري مشايخ الطبقة الثانية [سمع أبا بكر أحمد بن سهل] والبحيري والكنجروذي ومن بعدهم من أصحاب المخلدي والخفاف [توفي بقرية إيل في الخامس من] جمادى الآخرة سنة ثماني عشرة وخمس مئة [وحمل إلى البلد] ودفن في مقبرة الحيرة [بجنب أسلافه].

__________________

(١) هذه الترجمة أيضا ، ممّا تفرد بها المختصر عن المنتخب ، وله ترجمة في التحبير تحت الرقم ٣٤٣ وطبقات ابن الصلاح : ق ٥٦ ، وتقدمت ترجمة ابنه سهل وأبيه وجده سهل ابن محمد ، وما بين المعقوفين الأول أخذناه من التحبير ، لأن السمعاني نقل هذه الترجمة من هذا الكتاب دون تصريح ، وأما الثاني فكان رسم الخط في أصلي مشوشا واستعنّا بالتحبير ، وهو أبوه ، وهكذا الثالث وأما الأخير فأخذناه من التحبير ، أيضا ولا شك في أنه من هذا الكتاب.

٢١٢

من اسمه عبد الرحيم

من الطبقة الأولى

ـ ١٩٩٠ ـ (١)

[أبو سعد الاسماعيلي]

عبد الرحيم بن أحمد بن محمد بن عبد الله أبو سعد الاسماعيلي الحنيفي رجل مشهور حسن السيرة.

وكان خليفة القاضي الإمام ... في مجلس القضاء والنائب عنه ثمّ تولّى القضاء مدّة بنفسه باختيار المشايخ إياه ولذلك كان يسمّى المختار.

سمع الحديث عن أبي الحسن السرّاج وطبقته من مشايخ خراسان والعراق وما وراء النهر ، عقد مجلس الاملاء ومجلس النظر ....... (٢)

ولد سنة خمس وأربعين وثلاث مئة وتوفّي في شعبان سنة سبع وعشرين وأربع مئة ، ودفن في مقبرة بحذاء داره في سكة الحظيرة.

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٦١.

(٢) طمس وتشويش ولعله تاريخ عقد المجلس.

٢١٣

ـ ١٩٩١ ـ (١)

[أبو نصر البصير]

ومنهم عبد الرحيم بن عبد الله بن [محمد بن] عبدش السمسار الكرابيسي الجوري البصير أبو نصر عفيف ثقة معتمد.

حدّث عن أبي العباس الصبغي ، وأبي الحسن السرّاج وأبي عمرو ابن مطر وأبي عبد الله العصمي.

توفي في شعبان سنة ست عشرة وأربع مئة.

قال الحسكاني : سألته عن مولده فقال : أنا في التسعين حججت ثلاث حجّات ويخدمني أحد وثلاثون من الأولاد والأحفاد.

ومن الطبقة الثالثة

ـ ١٩٩٢ ـ (٢)

[أبو القاسم الرامشي]

عبد الرحيم بن منصور بن رامش بن عبد الله بن زيد أبو القاسم ابن الشيخ الرئيس أبي نصر منصور بن رامش أصغر أولاده. رجل طريف صوفي حسن الصحبة والمعاشرة. سمع الحديث [٥٣ ب] من مشايخ الطبقة الثانية وطاف في البلاد وتوفي وكتب إلينا بالإجازة.

ـ ١٩٩٣ ـ (٣)

[أبو القاسم اللبيكي]

ومنهم عبد الرحيم بن محمد المقرئ أبو القاسم اللبيكي رجل سديد صالح ، حسن القراءة للقرآن ، مرضيّ السيرة والطريقة ، من خواصّ أصحاب شيخ الإسلام الصابوني ، كثير العبادة ، أدّب

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٦٢.

(٢) منتخب السياق ١٠٦٨ ، وللتعرف الى أسرته لاحظ عنوان الرامشي في الفهرس.

(٣) منتخب السياق ١٠٧٠ ولابنيه عمر ويحيى ترجمتان في الكتاب.

٢١٤

مدّة في مدرسته وأمّ الناس بها.

سمع الحديث من المتأخرين من الطبقة الثانية وسمّع أولاده من الصابوني وأبي حفص والكنجروذي وطبقتهم.

توفي في رجب سنة ثلاث وستين وأربع مئة.

ـ ١٩٩٤ ـ (١)

[أبو نصر القشيري]

ومنهم عبد الرحيم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري أبو نصر ، إمام الأئمّة ، وحبر الأمّة ، وبحر العلوم ، وصدر القروم ، قرّة عين زين الإسلام أبيه ، وثمرة فؤاده ، وهو الأوّل بعد العصبة الدقاقية من أولاده ، أشبههم به خلقا حتّى كأنّه شقّ منه شقّا فربّاه أحسن تربية ، وزقّه العربية في صباه [زقّا حتّى تخرج به] فبرع فيها وكمل في النظم والنثر فحاز فيهما قصب السبق وكان يبث السحر بأقلامه على الرق وكما ينفثه ببيانه يزيد على ما يشبهه بلسانه! مع تهذب عبارته عمّا عنه بدّ في الشرح وبلوغ النهاية في التفهيم وإحضار ما هو ... بأوجز الألفاظ مع استيعاب المعاني على وجه لم يشارك فيه غيره.

ثمّ إنّه استوفى الحظّ الأوفر من علم الأصول والتفسير ، ويحيي الليالي في تحصيل فنون العلم ، وكان [رزق من السرعة في الكتابة] حتّى كان يكتب كلّ يوم مبلغا كثيرا لا يلحقه في ذلك مشقّة ، حتّى حصّل أنواعا من العلوم الدقيقة والحساب الّذي يحتاج إليه في علم الشريعة.

وكان الإمام يشاهد ما هو فيه فيعتد بمكانه ويقدّمه على أقرانه ، وينثر له في القلوب حب القبول والمحبة في قلوب الخاص والعام والأكابر والصدور بمصقل الرضا عنه والإقبال عليه.

ثمّ بعد وفاة والده امتد إلى مجلس إمام الحرمين وواظب درسه وصحبته ليلا ونهارا ، حتّى

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٧٢ ، الأنساب : ١٠ / ١٥٦ ، المنتظم ٩ / ٢٢٠ ، الكامل ١٠ / ٥٧٨ ، طبقات ابن الصلاح ٥٩ / وتاريخ الإسلام ٤ / ٢١٤ ، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد ١٥٨ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٢٤ / ٢٤٧ ، العبر ٤ / ٣٣ ، مرآة الجنان ٣ / ٩٣ و ٢١٠ ، الوفيات ٣ / ٢٠٧ ، تبيين كذب المفتري ٣٠٨ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٨٧ ، طبقات السبكي ٤ / ٢٤٩ ، تتمة المختصر ٢ / ٤٥ ، الفوات ٢ / ٣١٠ ، عيون التواريخ ١٣ / ٣٨٧ ، طبقات الاسنوي ٢ / ٣٠٢ ، وابن قاضي شهبة ٣٠ ، وطبقات المفسرين للداودي ١ / ٢٩١ ، وابن هداية الله ٧٣.

٢١٥

حصّل طريقته في المذهب والخلاف والأصول [وكان الإمام يعتد به ويستفرغ أكثر أيّامه معه مستفيدا منه بعض مسائل الحساب في الفرائض والدور والوصايا].

ثمّ إنّه استعد للخروج إلى الحجّ واستصحب جماعة وخرج إلى بغداد فحين وصل عقد مجلس التذكير ورأى أهل بغداد [٥٤ أ] فضله وكماله وعاينوا خصاله بدا له من القبول عندهم ما لم يعهد مثله لأحد قبله ، وحضر مجلسه الخاص والعام والأكابر والأئمّة مثل الإمام أبي إسحاق الشيرازي وغيره من الأئمّة ، ثمّ إنّه حجّ وعاد إلى بغداد.

ومناقبه كثيرة حذفت لئلا يطول ويملّ.

ثمّ إنّه مرض واعتقل لسانه ثمّ توفّي [ضحاة] يوم الجمعة الثامن والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع عشرة وخمسمئة وحمل بعد الصلاة إلى ميدان الحسين وصلّى عليه أخوه الإمام أبو المظفّر [عبد المنعم] ودفن في المشهد المعروف بهم بباب عرزة.

سمع الحديث الكثير في صباه عن الطبقة الثانية مثل الصابوني وابن مسرور والكنجروذي وأبي الحسين عبد الغافر والبحيرية والصاعدية والسادة والنقباء والناصحي وطبقتهم. وسمع بالعراق والجبال والحجاز مشايخ وقته الّذين رآهم ، وأكثر عن الإمام زين الإسلام وعن الحرّة الدقاقية.

من الت والنكت والحكايات والأشعار الرشيقة ، وله شعر حسن جيد وهذه قصيدة [ظ] من جملة أشعاره :

 .................................

لما بي من همومي وانتكاسي

واسو بها على ... والفي

فإنّي للأحبّة غير ناس

 ..... ذا العيش أنّي

احيذ صبابة وقيد! ياسي

ر ابي مسروى ما سين

فطيب لديه ما أقاسي

لقد فجئت بي البهام يومي

وهذا الليل من لي بالنعاس

وكنت على الزمان أخا جماح

أذل لما بنفسي من شماس

فأفنت ما برأسي من شراس

غرام في فؤادي حدّ راسي

٢١٦

ـ ١٩٩٥ ـ (١)

[ابن الاخوة]

عبد الرحيم بن أحمد بن الإخوة البغدادي أبو الفضل شاب ظريف خفيف الروح ، لطيف المعاشرة ، مليح الصحبة ، شاعر ، متين الطبع ، حسن التنسيب.

قدم نيسابور وسمع الحديث الكثير وكتب بخطّه المستقيم المقرمط أجزاء وفوائد ، واختلف إلى [٥٤ ب] [ابن] الإمام زين الإسلام : أبي نصر القشيري وحصّل الفقه ونظر في الأصول ، وصحب الرؤساء الكبار من آل الفرات بناحية استوا ، واختص بخدمة عدّة الدين الأمير الرئيس صدر الرؤساء سعيد بن محمد [بن أحمد الفراتي] ، وعاد إليّ مخضر الحال من إحسانهم أقام مدّة وخرج عائدا إلى وطنه.

سمع منّا تفاريق الأجزاء ، وتفضّل بأبيات استدعيت منه فكتبها [ظ] لي من إنشائه تصلح لإيرادها هاهنا. فمن ذلك قوله :

طبت بالعزلة نفسا

واتخذت العلم انسا

وهجرت الناس واستحسنت

أن أنسى وانسى

وأنشدنا لنفسه :

خليلي إني كلما لاح بارق

من الأفق الغربي جدّد لي عقدا

وإن قابلتني نفحة بابلية

وجدت لمسراها على كمدي بردا

وليس ارتياحي للرياح وإنما

ارتياحي لقوم اعقبوا و [دّهم] صدا

ادانيهم بالقلب في كل لحظة

ويزداد داري من خيارهم بعدا

وإن يسمح الدهر الضنين بقربهم

وعيشكما ما عشت كنت له عبدا

__________________

(١) منتخب السياق ١٧٤ ، سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٢٨٠ / ١٨٨ ، الخريدة (قسم العراق) ١ / ١٢٦ ، لسان الميزان ٤ / ٣ ، الفوات ٢٧٠ ، ميزان الاعتدال ٢ / ٦٠٣ ، ولأبيه أحمد بن محمد بن إبراهيم ترجمة في سير أعلام النبلاء ج ٢٠ ص ١٦٠.

٢١٧
٢١٨

من اسمه عبد الملك

من الطبقة الأولى

ـ ١٩٩٦ ـ (١)

[أبو نعيم الاسفرايني]

عبد الملك بن الحسن بن محمد بن اسحاق بن الأزهر الأزهري الاسفرايني أبو نعيم ، المحدّث ابن المحدّث ، والثقة ابن الثقة ، وهو ابن أبي محمد ابن أخت أبي عوانة الحافظ. سمع المسند منه مع الجماعة وبعضه وحده بالليل وقت فراغ أبي عوانة بقراءة والده على أبي عوانة ، وكان أبو عوانة يداعبه ويحادثه ويطعمه الفانيد لئلّا ينعس في حال السماع حتّى حصل له سماع جميع المسند.

ولد أبو نعيم في شهر ربيع الأول سنة عشر وثلاث مئة ، ومات في ربيع الأول سنة أربع مئة فعاش تسعين سنة وحدّث سنين وكانت الرحلة إليه بأسفراين من البلاد.

__________________

(١) منتخب السياق ١٠٧٧ ، العبر ٣ / ٧٣ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٧١ ، الأنساب ١ / ٢٣٦ ، تاريخ الإسلام ٤ / ١١٥.

وفي سير أعلام النبلاء : قال (المصنف) : كان أبو نعيم هذا رجلا صالحا ثقة ، حضر إلى نيسابور في آخر عمره ، ولم يعهد بعد ذلك المجلس مثله لقراءة الحديث كما حدثنا الثقات وعاد إلى اسفراين وذلك في سنة تسع وتسعين وثلاث مئة.

٢١٩

ثمّ حمل إلى نيسابور سنة تسع وتسعين (١) وثلاث مئة ونزل في دار أبي الحسين (٢) [٥٥ أ] البيهقي ، وحضر السادة والأئمة والقضاة والمتفقّهة ، وتركوا الدروس والاشتغال ، وأخذوا في قراءة المسند عليه.

حدّث عن أبيه أبي محمد الحسن بن محمد بن إسحاق ، وعن أبي نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني ، وأبي عمران الجويني ، وأبي بكر عبد الله بن [محمد بن] مسلم الاسفرايني ، وأبي بكر محمد بن عبدك الشعراني ، والأصم ، وأبي عبد الله محمّد بن يعقوب الحافظ وأبي الطيب الخيّاط وطبقتهم.

ـ ١٩٩٧ ـ (٣)

[أبو سعد الخركوشي]

ومنهم عبد الملك بن أبي عثمان محمد بن إبراهيم النيسابوري أبو سعد الزاهد الخركوشي الواعظ الاستاذ الكامل ، أحد أفراد خراسان علما وزهدا وورعا وحسبة وطريقة.

تفقّه على أبي الحسن الماسرجسي وتخرّج فيه ثمّ ترك الجاه وجالس الزهّاد ولزم العبّاد ، وحجّ وجاور ، ثمّ رجع إلى خراسان ولزم بيته.

وكان يأكل من كسب يده ، وبذل نفسه وجاهه وماله للفقراء والمستورين والغرباء والغزاة والمنقطعين ، وقام في القحط المعروف به سنة إحدى وأربعمئة ينفق على الفقراء ويجهّز الموتى ، وسعيه ذلك معروف ، ومشهور في الكتب والتواريخ.

وبنى في سكّته مدرسة ومارستان ، وصنّف أعدادا من الكتب في دلائل النبوة وعلوم الشريعة مثل كتاب المبتدأ والمبعث! وغير ذلك وحملت تصانيفه إلى بلاد المسلمين شرقا وغربا ، وأجمع العالم والمشايخ على أنّهم لم يروا مثله ، جمع علما ودينا وزهدا وتواضعا وكرما.

__________________

(١) ـ ن : وسبعين.

(٢) م : أبي الحسن.

(٣) تاريخ بغداد ٥٥٩٤ ، منتخب السياق ١٠٧٨ ، الأنساب واللباب ومعجم البلدان : خركوش وخرجوش ، طبقات السبكي ٤٧٦ ، تبيين كذب المفتري ٢٣٣ ، العبر ٣ / ٩٦ ، المنتظم ، تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٦٦ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٥ / ١٥٣ ، وكتابه شرف النبي مطبوع.

٢٢٠