المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي

المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

المؤلف:

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي


المحقق: محمّد كاظم المحمودي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: ميراث مكتوب
المطبعة: رويداد
الطبعة: ١
ISBN: 964-8700-02-8
الصفحات: ٥٥٦

الطبقة الأولى

ـ ١٨٩٤ (١) ـ

[أبو محمد الصوفي]

عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه الاصبهاني الشيخ أبو محمد الصوفي من كبار مشايخ نيسابور ووجوه المحدثين من أصحاب الشافعي ، شيخ حسن السيرة والطريقة.

صحب أبا سعيد ابن الاعرابي بمكّة والشيخ أبا الحسن البوشنجي بنيسابور وأخذ الطريقة عنهما ، وأدرك الأسانيد العالية بنيسابور وهراة والجبال والعراق والحجاز ، وصارت إليه الرحلة.

سمع بنيسابور من أبي بكر أحمد بن الحسين القطّان ، وأبي عبد الله الشيباني ، وأبي العباس الأصم ، وأبي بكر أحمد بن إسحاق الصبغي ، وأبي حامد المقرئ وطبقتهم. وبمكة من ابن الأعرابي ، وابن فراس ، وابن فرضخ الأخميمي ، وأبي رجاء محمد بن حامد التميمي وطبقتهم.

وأملى في دار السنة ، حدّث نيفا وأربعين سنة ، وكفّ في آخر عمره.

وكان مولده سنة خمس عشرة وثلاث مئة ووفاته في شهر رمضان سنة تسع وأربع مئة.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٥٣٤٣ ، الانساب واللباب : الأردستاني ، تبصير المنتبه : (بامويه) ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٢٣٩ ، معجم البلدان ١ / ١٤٦ ، منتخب السياق ٨٩٣ ، وكان في النسخة : مامويه ، أبي رجاء محمد بن حاتم.

١٦١

ـ ١٨٩٥ (١) ـ

[أبو محمد الجامعي]

ومنهم عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله الشافعي السمسار المصاحفي الجامعي أبو محمد ابن أبي نصر من مجاوري جامع نيسابور ، جدّ الشيخ مطهر البحيري شيخنا ، رجل أمين ثقة صالح.

سمعت ممن أثق به [٣٨ أ] يذكر عنه أنّه كتب بيده ثماني مئة وثمانين مصحفا من القرآن ، وكتب من تفسير الاستاذ أبي القاسم ابن حبيب عدّة نسخ.

سمع الحديث من أبي الحسن ابن السرّاج ، وأبي اسحاق البزاري ، وأبي حفص الزيات وطبقتهم من مشايخ نيسابور وبغداد.

توفي في ذي الحجة سنة سبع عشرة وأربع مئة.

ـ ١٨٩٦ (٢) ـ

[أبو بكر السكري]

ومنهم عبد الله بن محمد بن محمد بن سعيد بن مسعود بن سعيد بن عبد الله العدل السكري أبو بكر ابن أبي طاهر ، شيخ جليل ثقة مشهور ، حدّث سنين على الصحة.

سمع بنيسابور الأصم ، وأبا حامد الحسنوي المقرئ ، وأبا بكر ابن المؤمل ، ويحيى بن منصور القاضي وطبقتهم. وسمع بالجبال وبغداد من أبي علي الصوّاف ، وابن خلاد النصيبي ، وأبي بكر القطيعي وطبقتهم. وبمكّة من أبي إسحاق الديبلي. وبالكوفة من أبي بكر الطلحي وأقرانهم.

توفي في شوال سنة خمس عشرة وأربع مئة.

ـ ١٨٩٧ (٣) ـ

[أبو محمد البشيري]

ومنهم عبد الله بن أحمد بن نصر بن شهاب البشيري [ظ] أبو محمد العالم العابد ، كان يسكن محلّة رأس سكّة زياد بن عبد الرحمان ، سمع الحديث الكثير والفوائد.

__________________

(١) منتخب السياق ٨٩٤ ، وكان في النسخة : وأبي الحسن البزاري.

(٢) منتخب السياق ٨٩٥.

(٣) منتخب السياق ٨٩٦ ، والنسبة فيه : (البرى) دون نقطة كما أن ما أثبتناه هنا ظاهر رسم الخط ولم يكن منقوطا.

١٦٢

توفي في رجب سنة خمس وعشرين وأربع مئة.

ـ ١٨٩٨ (١) ـ

[أبو سهل الحرضي]

ومنهم عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن أحمد بن عبد الحميد الحرضي المقرئ أبو سهل الفقيه الزاهد الصوفي ، عديم النظير في طريقته وزهده وفضله ، وحفظ التجمّل في الفقر ، وترك الادّخار ، وقصر اليد عن القبول من الاسباب الدنيوية إلّا من موضع يرتضيه ، وكان يقرئ القرآن ويلقّن الراغبين فيه.

حدّث عن يحيى بن منصور القاضي ، وأبي الحسن محمد بن حسكان التاجر ، وأبي القاسم ابن المؤمل ، وأبي محمد الكعبي ، وأبي علي الحافظ ، وأبي محمد المراغي وطبقتهم. وكان يمتنع من الرواية لتصاونه واحتياطه.

توفّي يوم الأحد عاشر شوّال سنة ثلاث عشرة وأربع مئة.

ـ ١٨٩٩ (٢) ـ

[أبو القاسم الجوري]

ومنهم عبد الله بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن محمد بن شبيب بن سنان بن عبد الله الجوري من سكّة بالويه أبو القاسم ابن أبي الحسين [٣٨ ب] شيخ ثقة مشهور ، وأبوه وأخوه وابنه [عبد الحميد] كلّهم محدّثون عدول.

حدّث عن السيد أبي محمد ابن زبارة ، والسراج ، والبزاري ، وأبي عمرو ابن مطر ومن بعدهم من الطبقة.

توفي ليلة الجمعة ثامن شعبان سنة اثنتي عشرة وأربع مئة.

ـ ١٩٠٠ (٣) ـ

[أبو القاسم الشاشي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن المذكّر الشاشي أبو القاسم شيخ فاضل مشهور.

__________________

(١) منتخب السياق ٨٩٧.

(٢) منتخب السياق ٩٠١.

(٣) منتخب السياق ٩٠٢.

١٦٣

حدّث عن أبي العباس الأصم وطبقته.

توفي عاشر ذي الحجة سنة سبع وتسعين وثلاث مئة.

ـ ١٩٠١ (١) ـ

[أبو محمد البناني الحرضي]

ومنهم عبد الله بن عبد الرحمان بن محمد بن ابراهيم بن أحمد بن حمدويه [ظ] بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن ثابت أبو محمد البناني المعروف بأبي محمد بن أبي القاسم الحرضي الحنيفي النيسابوري ، من مجاوري الجامع ، افتقر بعد أن كان من أبناء النعم. كثير الحديث كثير الشيوخ.

حدّث عن الأصم وجماعة من طبقته ، ولقي المتنبّي وسمع منه شيئا من شعره ، وسمع من مشايخ العراق.

توفي يوم الاحد السابع من شهر ربيع الاول سنة تسع عشرة وأربع مئة.

ـ ١٩٠٢ (٢) ـ

[أبو الحسين الشبلي البوشنجي]

ومنهم عبد الله بن طاهر بن احمد الشبلي البوشنجي أبو الحسين شيخ محترم فاضل. قدم نيسابور سنة خمس وأربع مئة وعقد له مجلس الاملاء في سكة حرب في مدرسة الصابوني وسمعوا عليه وكتب عنه الطلبة وانصرف إلى وطنه.

ـ ١٩٠٣ (٣) ـ

[أبو بكر البشتي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن أحمد الفارسي البشتي أبو بكر القاضي الكامل الحنيفي شيخ فاضل

__________________

(١) منتخب السياق ٩٠٣ ، التوضيح.

(٢) منتخب السياق ٩٠٤.

(٣) مجمع الآداب (الكامل) ، اليتيمة ٤ / ٤٢٤ ، منتخب السياق ٩٠٦ ، دمية القصر ٤٠٠ ، وفي الأول عبد الله بن أحمد بن عيسى ثم أشار المصنف إلى نسخة أخرى فيها بدل أحمد محمد ، وفي الثاني عبد الله بن محمد بن عيسى ، وفي الثالث عبد الله بن أحمد وفي الرابع لم يرد اسمه ، والصواب ما في هذه النسخة أعني المختصر ، وتقدم ذكر ابنه بكر فلاحظ.

١٦٤

ثقة ، من أهل نيسابور وأصله من فارس. سمع الحديث الكثير.

حدّث عن أبي شجاع الفضل بن عباس الهروي ، وأبي العباس جعفر بن محمد البخاري ، وأبي بكر ابن أبي الليث ، وأبي القاسم السرخسي.

ـ ١٩٠٤ (١) ـ

[أبو محمد المعاذي]

ومنهم عبد الله بن علي بن احمد بن محمد بن احمد بن معاوية بن اشكاب السلمي المعاذي أبو محمد ، شيخ ثقة مشهور ، من بيت مشهور ، كثير الحديث والشيوخ.

حدّث عن أبي بكر ابن الهيثم الأنباري ، وعن أبي العباس أحمد بن محمد السقطي ، وأبي علي الصوّاف ، وأبي القاسم عمر بن نوح البجلي ، وعبيد الله بن العباس الشطوي ، وأبي بكر ابن قريش الريونجي وطبقتهم.

ـ ١٩٠٥ (٢) ـ

[أبو محمد المطوّعي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن محمد بن اسماعيل المطوّعي الواعظ أبو محمد ، إمام الجامع القديم سني شيخ صائن عفيف ديّن متبرّك بدعائه.

سمع الحديث عن أبي محمد عبد الرحمان [٣٩ أ] بن محمد بن محبور التميمي ثم عن أبي عمرو ابن حمدان وأبي سعيد محمد بن ابراهيم المهاجري وطبقتهم.

__________________

(١) منتخب السياق ٩٠٧.

(٢) منتخب السياق ٩٠٨.

١٦٥

ومن الطبقة الثانية

ـ ١٩٠٦ (١) ـ

[أبو محمد الجويني]

عبد الله بن يوسف [بن عبد الله بن يوسف] بن محمد بن حيويه الجويني ثم النيسابوري أبو محمد الامام ، ركن الاسلام ، الفقيه الأصولي الأديب النحوي المفسّر ، أوحد زمانه ، والمميّز بالكمال عن أقرانه.

تأدّب على أبيه أبي يعقوب بالناحية وتخرّج به. ثم رحل إلى نيسابور مجتازا بها إلى مرو ، ودرس الفقه على الشيخ الامام أبي بكر القفّال رحمة الله عليه المروزي ولزمه حتّى تخرّج به مذهبا وخلافا وأتقن طريقته وهذّبها.

وعاد إلى نيسابور سنة سبع وأربع مئة ، وقعد للتدريس والفتوى والمناظرة وتعليم الخاص والعام. وكان محترما مهيبا مكرما عند الخاص والعام ولا يجري بين يديه إلّا الجدّ والبحث ، وكان أعلم زمانه وأزهدهم ، ومناقبه تجل عن الاحصاء [ظ].

وله تصانيف في الفقه مثل : التبصرة والتذكرة ومختصر المختصر وغير ذلك من التعاليق ، وصنف التفسير الكبير المشتمل على عشرة أنواع ، وأذعن أهل الفضل لفضله وورعه واجتهاده ، وبقي على ذلك سنين إلى أن أصابته عين الكمال وأدركته المنيّة في حدّ الكهولة.

سمع الحديث عن أبي نعيم الأزهري ، وأبي بكر ابن عبدوس وطبقتهم بنيسابور. وسمع ببغداد من أبي الحسين ابن بشران وطبقته. وسمع تاريخ يعقوب بن سفيان. وسمع بمكة من ابن نظيف ، وبالكوفة من أبي محمد جناح بن نذير وأولئك الطبقة.

__________________

(١) منتخب السياق ٩٠٩ ، الأنساب واللباب ، الجويني ، تبيين كذب المفتري ٢٥٧ ، دمية القصر ٣٦٤ ، معجم البلدان (جوين) ، وفيات الأعيان ٣٣٢ ، طبقات السبكي ٤٣٩ ، المنتظم ٨ / ١٣٠ ، الكامل ٩ / ٥٣٥ ، البداية والنهاية ١٢ / ٥٥ ، طبقات العبادي ٢١٢ وطبقات المفسرين ١٥ ، وابن هداية ٤٨ ، العبر ومرآة الجنان وفيات ٤٣٨ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٤٢ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦١٧ / ٤١٣ ، طبقات ابن الصلاح ، الورقة ٥٥ ، المختصر في أخبار البشر ٢ / ١٦٨.

١٦٦

ـ ١٩٠٧ (١) ـ

[أبو محمد الناصحي]

ومنهم عبد الله بن الحسين أبو محمد الناصحي قاضي القضاة ، إمام الاسلام ، شيخ الحنفيّة في عصره ، والمقدّم على الاكابر من القضاة والأئمة في دهره ، له مجلس التدريس والنظر والفتوى والتصنيف ، له الطريقة الحسنة في الفقه المرضيّة عند الفقهاء من أصحابهم ، وكان ورعا مجتهدا قصير اليد.

ولي قضاء المملكة في أيّام يمين الدولة محمود بن سبكتكين سنين فأجراها أحسن مجرى ، ثم استعفى عن القضاء فلم يجب إليه حتّى ألحّ فقيل له : إن كنت تريد أن نعفي عنك وتتخلّص فترد مرسوم القضاء. فأحال على الخازن لم يتناول منه شيئا ، فلمّا أعياهم أمره أذعنوا له فترك القضاء ولزم بيته وقنع بماله لعلمه وعفته وديانته. وكان يراجع في أمر المملكة من المهمّات [٣٩ ب].

توفي سنة سبع وأربعين وأربع مئة.

ـ ١٩٠٨ (٢) ـ

[أبو القاسم الفرخكي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن قبيصة الفرخكي المقرئ أبو القاسم شيخ صالح مستور ، يحفظ القرآن ، ويسكن قرية فرخك ويحضر البلد يوم الخميس ، وليس عنده كثير سماع ، كان يحفظ حديثا يرويه من حفظه لمن يطلب منه الحديث عن أبي عمرو ابن نجيد.

ـ ١٩٠٩ (٣) ـ

[أبو محمد الاسفرايني]

ومنهم عبد الله بن محمد الأسفرايني أبو محمد المعروف بسياه ... ، شيخ فقيه فاضل ورع ديّن زاهد ثقة. كان لا يقبل من أحد شيئا ، ويصابر فقره ويبالغ في المجاهدة ، عديم النظير فيها ، ويمتنع عن

__________________

(١) منتخب السياق ٩١٠ ، تاريخ بغداد ، ٩ / ٤٤٣ ، سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٦٠ / ٤٥٠ ، الجواهر المضية ٢ / ٣٠٥ ، تاج التراجم ٣١ ، طبقات الفقهاء ٨٠ ، الطبقات السنية ١٠٥٨ ، كتائب الأعلام ٢٤٦.

(٢) منتخب السياق ٩١١.

(٣) منتخب السياق ٩١٢.

١٦٧

الرواية تورّعا ، وسمع الحديث الكثير ببغداد وتفقّه بها وبالبلاد.

ـ ١٩١٠ (١) ـ

[أبو محمد الاصفهاني]

ومنهم عبد الله بن علي بن محمد بن أحمد بن حمّاد الاصفهاني أبو محمد ابن علي ، نيسابوري شيخ مستور صالح ثقة. حدّث عن الحاكم أبي أحمد الحافظ وطبقته.

ـ ١٩١١ (٢) ـ

[أبو محمد الشير نخشيري المروزي]

ومنهم عبد الله بن محمد أبو محمد الشيرنخشيري المروزي الامام ، المقدّم المحتشم ، من وجوه الأئمة بمرو زعيم الأصحاب ، والمرجوع إليه في الفتوى والتدريس ، وله الحرمة التامة عند الخاص [ة] والعامّة ، وهو حسن النفس حسن الاخلاق ، جميل السعي في حقوق أهل العلم والطلبة ، بذول بما يملكه صلة وتعهدا للعارفين والزائرين. سمع الحديث وأملى بمرو سنين وتوفي.

ـ ١٩١٢ (٣) ـ

[أبو بكر الكرابيسي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمود بن حديش بن صالح بن أزهر بن عبد الله بن عامر الكريزي الاصبهاني أبو بكر الكرابيسي النيسابوري السمسار رجل معتمد ثقة أمين ، كان يسكن محلة السيمجور (٤) ويقعد على حانوته ، من أهل القرآن.

سمع الحديث كثيرا من أبي عمرو ابن حمدان ، وأبي يعلى الزبيري ، وأبي حسين البحيري ، وأبي سعيد الرازي ، وأبي بكر الطرازي ، وأبي الحسن الصبغي ، والامام أبي بكر ابن مهران ، وأبي بكر الجوزقي وطبقتهم من مشايخ نيسابور واصبهان ، مات قديما.

__________________

(١) منتخب السياق ٩١٣.

(٢) منتخب السياق ٩١٧ ، وفيه عبد الله بن أحمد.

(٣) منتخب السياق ٩١٤.

(٤) ن : السنجور ، م : السحور.

١٦٨

ـ ١٩١٣ (١) ـ

[أبو بكر الملقاباذي الجوهري]

ومنهم عبد الله بن محمد بن زكريا بن يحيى بن محمد بن عبد الله الجوهري الملقاباذي أبو بكر ابن أبي عهد ، شيخ مستور ثقة. كان يروي عن بشر بن أحمد الاسفرايني وطبقته سماعا صحيحا.

توفي سنة ثلاث وعشرين وأربع مئة.

ـ ١٩١٤ (٢) ـ

[أبو بكر الخوشي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن محمد بن بديل بن محمد [بن بديل بن محمد](٣) بن أسد البديلي الخوشي الشافعي أبو بكر الحاكم ، وخوش قرية من نواحي اسفراين [٤٠ أ] رجل معروف مشهور ، من بيت معروف. حدّث عن جدّه أبي سعيد محمد بن بديل وله أعقاب وفيهم القضاء بالناحية. رأينا منهم جماعة.

ـ ١٩١٥ (٤) ـ

[أبو القاسم الزيادي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن عمرو الزيادي القاضي أبو القاسم ، رجل من وجوه العلماء والفقهاء الحنفيّة بنيسابور ، استخلفه القاضي الإمام أبو العلاء صاعد للتدريس في مدرسته في سنة أربع وأربع مئة عند خروجه إلى الحجّة الثانية وقد سمع الحديث.

وتوفي في شعبان سنة ثلاثين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ٩١٨.

(٢) منتخب السياق ٩١٥.

(٣) ليس في م.

(٤) منتخب السياق ٩١٩.

١٦٩

ـ ١٩١٦ (١) ـ

[أبو محمد الحذّاء]

ومنهم عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسكان أبو محمد الحاكم الواعظ الكريزي القرشي المعروف بالحذّاء ، شيخ مشهور. كان يعقد مجلس التذكير والوعظ في مسجد المربّعة بنيسابور غدوات يوم الأحد ، وكان يشتغل بالتجارة ويتولى الحكومة بالأرباع أحيانا ، ثم ترك ذلك وأقبل على الانزواء والعبادة سنين.

ولد سنة ثلاث وستين وثلاث مئة ، ولم يحمل إلى الحديث في صباه حتى فاته الأولى وأدرك الثانية ، وحجّ به أبوه سنة ثلاث وثمانين فسمع في الطريق من مشايخ الري وبغداد بإفادة أبي حازم العبدوي الحافظ ، وخرّج له [ابنه] الحاكم أبو القاسم الحافظ الحذّاء الفوائد فسمع منه بخراسان والعراق والجبال.

وتوفّي في شوّال سنة خمسين وأربع مئة.

ـ ١٩١٧ (٢) ـ

[أبو محمد العبدلكاني]

ومنهم عبد الله بن محمد بن يوسف أبو محمد الزوزني الأديب العبدلكاني رجل معروف مشهور ، من الشعراء الزوازنة ، سائر الشعر في الآفاق ، حسن الكلام ، شيخ السن شاب الطرف ، غزير العلم ، كثير الحكم في الكلام.

سمع الحديث وقلّ ما كان ينشط للرواية.

توفي سنة إحدى وثلاثين وأربع مئة.

فممّا قرأت من أشعاره في كتاب دمية القصر قوله :

إذا كنت متخذا ضيعة

فإيّاك والشركاء الوجوها

لأنك تقرأ : ان الملوك

إذا دخلوا قرية أفسدوها

__________________

(١) منتخب السياق ٩٢٠ ، وهو والد الحاكم عبيد الله الحسكاني مؤلف كتاب شواهد التنزيل.

(٢) الزوزني : دمية القصر ٤٧٨ ، منتخب السياق ٩٢٣ ، الفوات ٢٣٦ ، اليتيمة ٤ / ٤٤٩ ، الوافي ١٥ / ١٣١ ، أنوار الربيع ٦ / ٢٩٨ ، معاهد التنصيص ٢ / ١٨٤.

١٧٠

ـ ١٩١٨ (١) ـ

[أبو نصر الهروي]

ومنهم عبد الله بن عمر بن ابراهيم المذكّر أبو نصر الهروي ، رجل فاضل سمع الحديث بنيسابور وغيرها ، وسافر إلى البلاد وكتب.

توفّي بنيسابور سنة ثلاث وثلاثين وأربع مئة [٤٠ ب].

ـ ١٩١٩ (٢) ـ

[أبو بكر الجوزقي]

ومنهم عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن زكريا الجوزقي الشيباني أبو بكر من بيت العلم والحديث ، معروف مشهور.

سمع من أبي بكر ابن عبدوس الحيري ، وأبي الحسين الخفاف والطبقة.

ـ ١٩٢٠ (٣) ـ

[أبو علي ابن أبي صادق]

ومنهم عبد الله بن محمد بن [الحسن](٤) بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الحيري المعروف بأبي علي بن أبي صادق الملقاباذي ، رجل صالح سديد.

سمع الحديث من أبي نعيم الاسفرايني وطبقته ، وسمّع ابنه أبا سعد [علي] وتوفي.

ومن الطبقة الثالثة

ـ ١٩٢١ (٥) ـ

[أبو الحسن البحيري]

عبد الله بن عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير أبو الحسن

__________________

(١) منتخب السياق ٩٢٧. (٢) منتخب السياق ٩٢٩ ، وفيه : أبو بشر الجوزقي.

(٣) منتخب السياق ٩٣٠ ، وفيه عبد الله بن الحسن بن محمد بن ابراهيم ، ولم يتبين لنا الصواب كما لم نعثر على ترجمة لأبيه ولا لابنه علي بعد الفحص.

(٤) لم يرد في النسخة من الاسم إلا الألف فكأن الكاتب ذهل عن إكماله وهذا مما يقوي وجود احتمال لفظة (الحسن) في سلسلة نسبه.

(٥) منتخب السياق ٩٣٢ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٤٤ / ١٦٣ ، الاستدراك ج ١ ، الورقة ٥٠.

١٧١

البحيري المزكي ، أحد وجوه العصبة البحيريّة في عصره ومن المنظورين المذكورين من البيت المعروف ، قد ذكر الحاكم أسلافهم ومقدّميهم في الحديث والعدالة والتزكية ، يأتي (١) ذكر أخلافهم من بعد هذا المجموع في تراجم.

وهذا الشيخ سمع الحديث الكثير من أبيه وجدّه ومن أبي الحسن عبد الرحمان بن أبي إسحاق المزكي وطبقتهم. توفي (٢). ولم يتفق لي السماع منه.

ـ ١٩٢٢ (٣) ـ

[أبو نصر الكرابيسي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين الكرابيسي أبو نصر الخادم الصوفي شيخ ثقة مشهور أمين.

سمع الحديث الكثير عن السيّد أبي الحسن وأصحاب الأصم والحاكم السقاء الاسفرايني وطبقتهم.

ـ ١٩٢٣ (٤) ـ

[أبو محمد الجرجاني]

ومنهم عبد الله بن يوسف الجرجاني الحافظ نزيل هراة أبو محمد ، شيخ حافظ.

سمع الحديث الكثير بجرجان وبنيسابور وهراة وغيرهما ، وصنّف وجمع ، وأوّل قدومه نيسابور مع خاله الفقيه علي [بن محمد بن عبد الله] الزبحي وسمع معه عن مشايخ الطبقة الثانية كالبحيريّة ، وأبي نصر ابن منصور (٥) ، والكنجروذي ، والشيخ أبي الحسين عبد الغافر بن محمد ، والنيلي وغيرهم ، وأكثر السماع عنهم ، ثم بعدهم عن المشايخ المتأخرين من الطبقة الثانية.

وكان بينه وبين الشيخ الوالد صداقة ورفاقة وصحبة.

__________________

(١) انظر ترجمة أخيه عبد الحميد وأبيه وابنه عبد الرحمان مثلا.

(٢) وفي سير أعلام النبلاء ، كان موجودا في حدود سنة ٤٦٠.

(٣) منتخب السياق ٩٣٣.

(٤) منتخب السياق ٩٣٤ ، طبقات السبكي ٤٤٠ ، الأسنوي ١ / ٣٥٨ ، تذكرة الحفاظ ص ١٢٢٧ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ١٥٩ / ٨٦ ، الاعلان بالتوبيخ ٣٦٧.

(٥) كذا ، والصواب : وأبي حفص ابن مسرور.

١٧٢

ـ ١٩٢٤ (١) ـ

[أبو سعد القشيري]

ومنهم عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن القشيري أبو سعد الامام ناصر السنّة ، رضيع أبيه في الطريقة ، وفخر ذويه وأهله على الحقيقة ، أكبر أولاد زين الاسلام من الذكور ، ومن لا ترى العيون مثله في الدهور ، ذو حظّ وافر في العربية.

وكان يذكر الدروس [٤١ أ] في الأصول والتفسير بعبارة مهديّة سويّة ، لا يتخطرف لسانه في اللحن ولا يعثر لضعف في معرفته ووهن.

وحصل الفقه وكانت المسائل على حفظه بأصلها ونكتها ، وترعرع (٢) في علم الاصول ، وأمّا علوم الحقيقة فكان فيها بارعا ماهرا.

وامتدّت أيّامه بعد زين الاسلام ثلاث عشرة سنة كان القبول له فيها بين الخاصّ والعام ، ولو عاش بعد ذلك لبلغ الغاية القصوى وصار شيخ المشايخ بالاطلاق في خراسان والعراق ، لنسبه وتقدّمه وعلمه وقدمه في الطريقة.

وتفرّد بسلوك سبل الحقيقة وانتصابه لسان وقته وواحد عصره حالا ومقالا.

وسمع الكثير في صباه ، وأدرك الأسانيد العالية من أصحاب الأصم وأفاده المفيدون بكتبة الأجزاء ، ثم سمع الكثير من مشايخ الطبقة الثانية وسافر إلى بغداد وسمع مشايخها ومشايخ همذان والريّ.

توفي ليلة الخميس السادس من ذي القعدة سنة سبع وسبعين وأربع مئة وكان مولده سنة أربع عشرة وأربع مئة وصلّى عليه أخوه.

وله شعر وقصائد متفرّقة فمن ذلك :

قالوا : أذلك عيد كنت ترقبه

وأنت غير طروب ان ذا عجب

فقلت : غابوا فغاب الأنس بعدهم

أنّى يكون لقلبي بعدهم طرب

__________________

(١) منتخب السياق ٩٣٧ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٦٢ / ٢٩١ ، العبر ٣ / ٢٨٧ ، الانساب (القشيري) ، مرآة الجنان ، الشذرات ، طبقات السبكي ٤٣٢.

(٢) م : وبرع.

١٧٣

ـ ١٩٢٥ (١) ـ

[أبو أحمد الطوسي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن أبي أحمد الطوسي الشيخ أبو أحمد خادم الفقراء في المدرسة شيخ كبير ، جليل القدر ، طيّب الوقت ، فتى من الفتيان ، مليح المعاشرة ، سليم الجانب زاهد في الدنيا ، خدم الصوفية ، ولقي الاستاذ أبا علي الدقاق في صباه وخدم الامام زين الاسلام.

سمع الحديث الكثير من أصحاب الأصم فمن بعدهم من مشايخ الطبقة الثانية ، وسمع من القاضي أبي بكر الحيري مع الشيخ الامام أبي سعد والشيخ اسماعيل بن الاستاذ أبي علي الدقاق ، والشيخ أبي عمرو السلمي ، ومشايخه مكتوب معهم في الأجزاء ، ولم يرو إلّا القليل ولم يفارق مجلس الامام إلّا في سفره ، خرج إلى الشيخ أبي الحسن الخرقاني [علي بن أحمد](٢) شيخ وقته فأشار عليه بالرجوع إلى مجلس الامام زين الاسلام فعاد ولم يخرج إلى السفر.

توفي صباح يوم السبت غرّة ذي القعدة سنة خمس وثمانين وأربع مئة ، وصلّى عليه الامام ناصر السنة أبو سعد بباب الطاق ودفن بالحيرة عند مشهد (٣) ... [٤١ ب].

ـ ١٩٢٦ (٤) ـ

[أبو إسماعيل الهروي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن [علي بن] جعفر بن منصور بن مت الأنصاري أبو إسماعيل الامام ، شيخ الاسلام بهراة ، صاحب القبول في عصره ، والمشهور بالفضل والوعظ في دهره ، لم ير أحد من الأئمة في وقته حلما [ما] رآه عيانا من الحشمة الوافرة ، والرونق الدائم ، والاستيلاء على الخاص والعام في تلك الناحية ، واتّساق أمور المريدين والأتباع والغالين في

__________________

(١) منتخب السياق ٩٣٨.

(٢) مترجم في الانساب ومعجم البلدان واللباب وسير أعلام النبلاء توفي سنة ٤٢٥.

(٣) وبعدها كلمة كأنها تقرأ (الفقهاء) أو (الفقراء).

(٤) منتخب السياق ٩٤١ ، العبر ٣ / ٢٩٧ ، تذكرة الحفاظ ١٠٢٨ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٠٣ / ٢٦٠ ، المنتظم ٩ / ٤٤ ، دمية القصر ٣٢٤ ، النجوم الزاهرة ٥ / ٢٧ ، طبقات الحنابلة ٢ / ٢٤٧ ، الكامل ١٠ / ١٦٨ ، دول الاسلام ٢ / ١٠ ، البداية والنهاية ١٢ / ١٣٥ ، طبقات الحفاظ ٤٤١ ، طبقات المفسرين للسيوطي والداودي ٢٥ ، ١ / ٢٤٩ ، والأدندوي ٣٥ / ب ، تاريخ الخميس ٢ / ٣٦٠ ، الشذرات. له كتاب طبقات الصوفية ، مطبوع.

١٧٤

حقه ، وانتظام المدارس والأصحاب والخوانك ونوب المجالس إلى غير ذلك ممّا هو أشهر من أن يحتاج إلى الشرح. وكان على حظّ تام من العربية ومعرفة الأحاديث والأنساب والتواريخ إماما في التصوف (١).

سمع الحديث من يحيى بن عمار استاذه عن الرفاء وعن أصحاب الرفاء وعن مشايخ هراة كالقاضي أبي منصور الأزدي وأبي الفضل الجارودي وشعيب البوشنجي وطبقتهم. وسمع بنيسابور من الشيخ أبي سعيد الصيرفي ، وأبي نصر المفسر المقرئ ، وأبي الحسن الطرازي وجماعة من أصحاب الأصم. وسمع بطوس وبسطام [ظ] عن جماعة المشايخ.

فمن جملة مسموعاته أنشدنا الامام عن أحمد بن محمد الواعظ بسمرقند لبعضهم :

مرّ بنا يشرق البقاع به

وفاق في الحسن كلّ تمثال

كأنّه والعيون ترمقه

من كل فجّ هلال شوّال

وأنشدني الشيخ أبو القاسم اسعد بن علي بن [أسعد] البارع الزوزني لنفسه في الامام عبد الله وقد حضر مجلسه :

وقالوا : رأيت كعبد آلإله

إماما إذا عقد المجلسا

فقالوا : يجيء نظير له؟

فقلت : كمستقبل من عسى

قال الشيخ علي بن الحسن : حضرت يوما مجلسه بهراة مع أبي عاصم الفضل بن محمد الفضيلي الهروي قال : طاب ذات يوم في المجلس قال أبو عاصم :

عيون الناس لم تلق

ولا تلقى كعبد الله

ولا ينكر هذا غير من

مال عن الملّة

__________________

(١) في السير ١٨ / ٥١٣ ، وتذكرة الحفاظ ، إماما كاملا في التفسير حسن السيرة في التصوف غير مشتغل بكسب ، مكتفيا بما يباسط به المريدين والاتباع من أهل مجلسه في العام مرة أو مرتين على رأس الملأ فيحصل على ألوف من الدنانير وأعداد من الثياب ، والحلي فيأخذها ويفرقها على اللحام والخباز ، وينفق منها ، ولا يأخذ من السلطان ولا من أركان الدولة شيئا وقل ما يراعيهم ، ولا يدخل عليهم ولا يبالي بهم ، فبقي عزيزا مقبولا أتم من الملك مطاع الأمر نحوا من ستين سنة من غير مزاحمة ، وكان إذ حضر المجلس لبس الثياب الفاخرة وركب الدواب الثمينة ويقول : إنما أفعل هذا إعزازا للدين ورغما لأعدائه حتى ينظروا إلى عزي وتجملي فيرغبوا في الاسلام ، ثم انصرف إلى بيته عاد إلى المرقّعة والقعود مع الصوفية في الخانقاه يأكل معهم ولا يتميز بحال وعنه أخذ أهل هراة التبكير بالتفجر وتسمية الأولاد غالبا بعبد المضاف إلى أسماء الله تعالى.

١٧٥

ـ ١٩٢٧ (١) ـ

[أبو نصر الصابوني]

[٤٢ أ] ومنهم عبد الله بن إسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني أبو نصر ابن شيخ الاسلام أبي عثمان ، الخطيب ابن الخطيب ، رجل نسيب فاضل ، ذو مروّة ظاهرة وهمّة عالية وو أسباب في التجمّل وافرة ، هو أكبر أولاد شيخ الاسلام من الذكور ، كان ينوب [عن] والده في الخطابة أيام الجمع ويحسن إيرادها ، وله قبول وحشمة تامة ، يزاحم الصدور والأكابر ، ويتولّى الأمور الجليلة ، وكان يترسّل للسلاطين لمكان تهذبه وإقبال أحواله.

سمع الحديث قديما مع أبيه من الحاكم وأصحاب الأصم وطبقتهم بإفادة أبيه ولم يتّفق له الرواية وأدركته المنيّة في عنفوان الكهولة في بعض الأسفار فقد كان في فضله وإقباله آمال للمؤمّلين والأصحاب ـ رحمه‌الله تعالى.

ـ ١٩٢٨ (٢) ـ

[أبو سعد المحتسب]

ومنهم عبد الله بن الحسن بن أحمد المحتسب أبو سعد سبط أبي عمرو ابن يحيى الحنيفي شيخ صالح مستور ، سليم الجانب ، منبسط إلى الاخوان ، يحضر مجالس الوعظ.

سمع الحديث [من] قبل (٣) جدّه عن الزيادي ، وابن رامش ، وأبي سعد الصيرفي ، والقاضي أبي بكر الحيري ، والسيّد النقيب أبي محمد الحسن بن محمد بن الحسين الحسني وغيرهم.

ولد سنة أربعمئة وتوفي يوم الأحد الثاني من المحرّم سنة أربع وثمانين وأربع مئة ودفن في مقبرة الحسين.

ـ ١٩٢٩ (٤) ـ

[أبو بكر الحسكويي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن أحمد بن حسكويه أبو بكر التاجر ابن الشيخ أبي عمرو ابن

__________________

(١) منتخب السياق ٩٤٢.

(٢) منتخب السياق ٩٤٢.

(٣) ن : مثل. ومعنى المثبت أنه سمع بواسطة جده أبي عمرو ابن يحيى أو برفقته حيث إن الأطفال كانوا يؤخذون إلى سماع الحديث بواسطة ذويهم.

(٤) منتخب السياق ٩٥٠ ، وتقدمت ترجمة ابنه أحمد.

١٧٦

حسكويه رئيس الباعة في عصره ، شيخ معروف بين التجار ، تولّى عملا من أعمال السلطان ، وحصّل كثيرا من الضياع والعقار. سمع الحديث مع أقاربه وأعقابه وأدركته المنية ـ عفا الله عنّا وعنه.

ـ ١٩٣٠ (١) ـ

[أبو بكر الهيصمي]

ومنهم عبد الله بن محمد بن الهيصم الاستاذ أبو بكر من وجوه الأئمة من أصحاب أبي عبد الله [محمد بن كرام] رجل كبير فاضل أصيل نسيب ، من بيت الامامة ، [نشأ في](٢) العلم والزهد والسداد ، وصحب الكبار من أصحابهم.

توفي أبوه وهو ابن إحدى عشرة أو اثنتي عشرة سنة ، وكان قرأ عليه يسيرا ، ثم قرأ على أخيه الامام عبد السلام ، وتخرّج به ، وحصّل [٤٢ ب] سرائر المذهب ودقايق الكلام ، واختلف إلى أبي بكر الخطابي الأديب وأحكم عليه الأصول في الأدب ، وقرأ الفقه وحصّل الحديث.

وسماعه من الاستاذ أبي عمرو ابن يحيى ، وسمع من القاضي أبي الهيثم [عتبة بن خيثمة] وابي محمد عبد الرحمان بن محمد بن محبور ، والعزائمي والشيخ عبد الله بن يوسف الاصفهاني ، والاستاذ أبي طاهر الزيادي ، وأبي نصر الفامي الشبيبي ، والحاكم الامام أبي عبد الله وكان عالي الهمّة ، قويّ العزم ، صابرا على النوائب.

أقام بنيسابور ، وكان ملازما للفقر غير منبسط إلى أحد ولا [ب] راغب في أخذ أموال السلاطين والعمّال ، قانعا بالكفاف ، قلّ ما يخالط الناس ويقوم بوظيفة التدريس والارشاد ، زجّى على ذلك عمره.

توفي بعيد الفطر عصر يوم الثلاثاء يوم العيد ، وحمل من الغد جنازته إلى ميدان الحسين وحضر الخلايق من الفرق وصلّوا عليه.

وقرأت من أشعاره لنفسه :

لما رأيت الدهر يدلي أهله

وأرى شبابا أحدثوا إحداثا

ومريت اشطره لأحلب درّه

فوجدتها مملوة أفراثا

__________________

(١) منتخب السياق ٩٥٣ ، ولابنه عمر وأخويه عبد السلام وعثمان تراجم في الكتاب.

(٢) ن : و.

١٧٧

أيقنت ان الفضل يكسر رأسه

ولقد أعيد نصوبه انكاثا (١)

 ـ ١٩٣١ (٢) ـ

[أبو الحسين الشاماتي]

ومنهم عبد الله بن أحمد بن الحسين الشاماتي الأديب أبو الحسين شيخ مشهور بالتأديب في نيسابور ، مبارك (٣) النفس ، بالغ في الارشاد ، أصله من قنديشتن من ربع الشامات.

قدم البلد قديما واختلف إلى الأدباء ، ولقي الامام القاضي صاعد بن محمد وحفظ سيره وأيّامه ودرسه ، وكان من المنتمين إليه [و] المختصين بخدمة اخلاف الصدور وتأديب أولادهم ، ولزم أبا الحسن ابن عمران السرخسي ، وصحح عليه بعض الأصول ، وكتب عنه الشروح المستفادة عن الأستاذ أبي المظفر محمد بن آدم بن كمال الهروي ، وكان ضنينا بها قلّ ما يسمح بها لما مارس من الكدّ والتعب ، وله يد في علم التصريف.

وقد صنف تصانيف في شرح ديوان المتنبّي وكتاب الحماسة وأمثال أبي عبيد وغيرها ممّا جمعه من الكتب واستفاده من السرخسي ، وكان حسن الاعتقاد عفيف النفس ، مطاوع الطبع في النظم والنثر [٤٣ أ] غير بالغ ذروة الطبقة العالية.

سمع الحديث من مشايخ الطبقة الثانية المتأخرين منهم.

توفي [في] الرابع عشر من رجب سنة خمس وسبعين وأربع مئة وما سمع منه كثير شيء.

فممّا قرأت من أشعاره أنشدني لنفسه في حبّ الصحابة رضي‌الله‌عنهم :

حبّ النبيّ وصاحب الغار الذي

أعطى لوجه الله أنفس ماله

والصلب في دين الإله ونصره

عمر التقي العدل في أفعاله

والشيخ عثمان الشهيد فديته

وعليّ المرضيّ في أحواله

ديني فلا أبغي به بدلا ولا

يابى حسه! في التقى وخصاله

__________________

(١) قوله (أفراثا) كأنه يقرأ (اوداثا) ، و (نصوبه) ظاهر الخط (نضوبه).

(٢) منتخب السياق ٩٥٢ ، بغية الوعاة ٢ / ٣٢.

(٣) ن : صالح.

١٧٨

ـ ١٩٣٢ (١) ـ

[أبو القاسم البزاز]

ومنهم عبد الله بن أبي بكر ابن أبي عبد الله البزاز أبو القاسم الإمام ، فقيه أصحاب الإمام أبي حنيفة ومناظرهم ومذكرهم ، حافد أبي يحيى البزاز ، رجل ، بهيّ المنظر ، ظريف الرؤى ، حسن التجمّل ، راسخ في الفضل ، بالغ في النظر ، من خواص أصحاب الإمام أبي علي الصندلي.

حصّل الفقه في صباه ونشأ فيه ، ولزم مجالس النظر حتّى أونس رشده وظهر في المحافل كلامه ، وكان يواظب مجلس إمام الحرمين ، مستفيدا من كلامه ، ومترقيا به عن درجة السائلين ، يلاحظه بعين التخصيص ، ويثني عليه وينوّه به ، حتى انتبه جدّه ، وارتفع شانه ، وصار من وجوه المشايخ ، وتصدّى لإفادة أولاد الصدور ، وسافر [في] صحبة عميد الحضرة أبي سعد محمد بن منصور إلى حضرة السلطان أبي الفتح ملكشاه إلى غزنة ، ولقي بها الدرجة والمنزلة لمحلّ علمه وعاد مكرّما ، ولم تتفق له كثير رواية.

وتوفي ليلة الجمعة غرّة جمادى الآخرة سنة انثتين وخمس مئة ، وصلوا عليه بباب الطاق ودفن في داره.

وقد سمع الحديث عن مشايخ الطبقة الثانية ومن بعدهم ، وسمع كتاب شمائل النبي ـ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ عن القاضي أبي طاهر محمد بن علي الاسماعيلي البخاري.

ـ ١٩٣٣ ـ (٢)

[أبو القاسم الاسفرايني]

ومنهم عبد الله بن طاهر بن محمد الاسفرايني أبو القاسم ابن الإمام شاهفور سبط الإمام أبي منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي ، نزيل بلخ وإمامهم ومذكّرهم ومفتيهم ووجه مشايخهم [٤٣ ب].

حصل العلم من أبيه وتولّى مدرسة النظامية ببلخ ، وظهرت له الحشمة التامّة ، وكان ذا مروّة وإحسان ويتفقّد الغرباء والطارئين. قدم نيسابور وسمعنا منه الحديث وخرج إلى الحضرة النظامية ، وكان مقبول القول عنده محترما مكرّما.

__________________

(١) منتخب السياق ٩٥٤.

(٢) منتخب السياق ٩٥٥ ، طبقات السبكي الكبرى ٤٢٩.

١٧٩

سمع الحديث من أبيه وجدّه [أبي منصور عبد القاهر] وبعده من مشايخ الطبقة الثانية ، وسمع صحيح مسلم ، وروى ببلخ.

وتوفي في شهور سنة ثمان وثمانين وأربع مئة.

ـ ١٩٣٤ ـ (١)

[أبو الفضل الحيري]

ومنهم عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو الفضل الحيري الفقيه الإمام ، رجل مشهور فاضل مدرّس ، مفتي قومه ، عفيف النفس ، متديّن ، كثير المداخلة والزيارة ، ذو خطّ مليح ، ومعرفة بالشروط ، ومسائل الفقه.

سمع الحديث من مشايخ الطبقة الثانية.

توفي في صفر سنة سبع وسبعين وأربع مئة.

ـ ١٩٣٥ ـ (٢)

[أبو منصور الميكالي]

ومنهم عبد الله بن طاهر بن عبيد الله بن أحمد الميكالي الأمير أبو منصور ، رجل أصيل محترم ، من البيت المشهور ، ومن صميمهم ، سليم النفس والجانب ، مأمون الغوائل ، انخفضت به الأحوال وارتفعت ، سكن بكورة لهاور من بلاد الهند.

سمع الحديث ولقي المشايخ وتوفي.

ـ ١٩٣٦ ـ (٣)

[أبو نصر الورّاق]

ومنهم عبد الله بن الحسين بن محمد بن هارون أبو نصر الفقيه الصوفيّ الورّاق شيخ صالح من أهل بيت الحديث ، كان يسكن مدرسة الصوفية التي في سكة البريد ، سمع الحديث من أصحاب

__________________

(١) الحيري : منتخب السياق ٩٥٦ ، مجمع الآداب : (قطب الدين) ، دمية القصر ٣٩٨ وفيه الخيري.

(٢) منتخب السياق ٩٥٨.

(٣) منتخب السياق ٩٥٩ ، غاية النهاية ١٧٦٤.

١٨٠