المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي

المختصر من كتاب السياق لتاريخ نيسابور

المؤلف:

الإمام الحافظ أبو الحسن الفارسي


المحقق: محمّد كاظم المحمودي
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: ميراث مكتوب
المطبعة: رويداد
الطبعة: ١
ISBN: 964-8700-02-8
الصفحات: ٥٥٦

من اسمه سعد

من الطبقة الثانية

ـ ١٨٢٤ (١) ـ

[أبو المحاسن الجولكي]

سعد بن محمد بن منصور أبو المحاسن ابن أبي سعد الجولكي الجرجاني الرئيس الامام الأوحد في وقته نسبا وفضلا ومروّة وأدبا ، كانت حضرته مجمع الأدباء والشعراء والفقهاء ، ولكل واحد منهم نوبة ، وفي كلّ يوم مجلس للخوض في فنّ منها بين يديه ، وهو يخوض فيها ويناظر ، وترتبط الأفاضل عنده ويكرم موردهم ، ويحسن قراهم ، ويسرحهم من حضرته مع قضاء الحوائج وكفاية ما هم بصدده من المآرب.

وعلى الجملة : كان من حسنات أيّامه وممّن يفتخر به قطره ، وقد شاع في الآفاق بالمعالي والمآثر ذكره.

قدم نيسابور ونزل بمحلة مولقاباذ وعاد من قطره [ظ] بعد انصرافه من الحضرة ففتك به في

__________________

(١) الأنساب واللباب ، الجولكي ، تاريخ جرجان ٣٦٢ ، المنتظم والبداية والنهاية (وفيات ٤٥٤) ، طبقات السبكي الكبرى ٤١٢ ، دمية القصر ٢٣٩ ، منتخب السياق ٧٦٦.

١٠١

مسجده وقتل باستراباذ في رجب سنة أربع وخمسين وأربع مئة. وكان ديّنا ورعا ، سمع الحديث.

الطبقة الثالثة

ـ ١٨٢٥ (١) ـ

[أبو سعد الجيلي]

ومنهم سعد بن أبي بكر الجيلي أبو سعد ، رجل صالح مستور ، دخل نيسابور وكتب الحديث الكثير بخطّ غير صحيح إلّا ما وقعت معارضته بالأصول ، وسمع عن المشايخ وأكثر عن أبي الوليد البلخي وعن غيره.

ـ ١٨٢٦ (٢) ـ

[الأسد آباذي الصوفي]

ومنهم سعد بن محمد بن جعفر الاسد آباذي الصوفي ، شيخ معروف ، سافر الكثير ولقي المشايخ ، ودخل نيسابور ـ أظنه مرّات ـ سمع الحديث وسمع منه وغالب ظني أنّي سمعت منه ، فإنّي أذكره ولست أتحقق فيه.

ـ ١٨٢٧ (٣) ـ

[المتكلم الأسفرايني]

ومنهم سعد بن محمد بن عبد الجبار بن علي الامامي [كذا] الاسفرايني الامام سيف النظر ، شيخ من بيت العلم والأمانة والزهد والورع. تقدم ذكر أبيه وسيأتي ذكر جدّه فيما بعد. وهذا رجل فقيه متكلّم مناظر.

درّس الفقه في صباه بنيسابور ، ثم خرج إلى ما وراء النهر وتفقّه بها وتخرّج ولقي بها الأئمة والكبار وأخذ طريق النظر منهم ، وعاد إلى نيسابور بعد وفاة أبيه ، و [كان] من سكّان مدرسة

__________________

(١) منتخب السياق ٧٦٩.

(٢) انفرد المختصر عن المنتخب بهذه الترجمة ، بغية الطلب ٩ / ٤٢٥٦ ـ ٤٢٦١ : توفّي سنة ٤٩٤.

(٣) منتخب السياق ٧٧٠ ، وتقدم ذكر أبيه وعمه أحمد وسيأتي ذكر جدّه.

١٠٢

البيهقي ومن أصول فقهاء الأصحاب [٢٧ ب] من المتأخرين ، فما يخلو منه مجلس نظر ولا محفل من المحافل وهو يصلّي ، ويدرّس في مسجد رأس سكّة حرب على الشارع ويعقد المناظرة فيه ويحضره الشباب والمستفيدون.

وأحواله أحوال أهل العلم من القناعة بكفاف من غير تكلّف وإلحاف [ظ] وسمع الحديث في صباه من أبيه وجدّه ومن مشايخ الطبقة الثانية ولم يتفق له الرواية كثيرا إلى الآن.

١٠٣
١٠٤

من اسمه سهل

من الطبقات الثلاث

[الطبقة الأولى]

ـ ١٨٢٨ (١) ـ

[أبو أحمد الصفّار المروزي]

سهل بن محمد بن أحمد بن سهل أبو أحمد الصفّار المروزي شيخ ظريف عفيف ، قدم نيسابور حاجا سنة تسع وأربع مئة وحدث عن أبي العباس المعداني ، وأبي الفضل محمد بن الحسين القاضي ، وأبي بكر محمد بن أحمد النسفي وغيره [م].

ـ ١٨٢٩ (٢) ـ

[أبو هشام السنجاني]

سهل بن محمد بن أحمد بن علي بن هشام بن حمدويه أبو هشام المروزي السنجاني المقيم بنيسابور ، شيخ معروف ثقة.

__________________

(١) منتخب السياق ٧٧١ ولابنه الفضل ترجمة في الكتاب.

(٢) منتخب السياق ٧٧٢ ، ولابنه هشام ترجمة أيضا.

١٠٥

سمع الحديث الكثير بمكة والكوفة وسمع أباه ابا النضر وحدّث عن أبي الحسن علي بن عبد الرحمان البكائي ، وأبي الحسن ابن محمويه النيسابوري ، وأبي الفضل العطار وبشر بن محمد بن ياسين ، وأبي القاسم جعفر بن عبد الله بن فناكي ، والقاضي أبي الحسن ابن شاذان الرازي وطبقتهم.

توفي في ذي القعدة سنة سبع عشرة وأربع مئة.

ـ ١٨٣٠ (١) ـ

[أبو يحيى الديناري الجوهري]

سهل بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن دينار أبو يحيى الديناري الجوهري شيخ معروف ثقة في الحديث ، متّهم في المذهب.

حدّث عن أبي العباس الأصم ، وعن أبي العباس القطّان ، وأبي أحمد الشعيبي وغيرهم.

وكان من عباد الله الصالحين ، مجتهدا في العبادة.

توفي في شهر رمضان سنة أربع عشرة وأربع مئة.

الطبقة الثانية

١٨٣١ (٢) ـ

[أبو القاسم الاصبهاني النديم]

سهل بن محمد بن عبد الله بن محمد أبو القاسم الاصبهاني النديم شيخ فاضل ثقة كثير الشيوخ ثقة في الرواية ، متعصب لأهل السنّة ، حسن الاعتقاد محبّ لهم سمع الحديث بنيسابور وهراة وسمع منه.

وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ست وأربعين وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ٧٧٣.

(٢) منتخب السياق ٧٧٤.

١٠٦

ـ ١٨٣٢ (١) ـ

[أبو الطيب السرّاجي]

ومنهم سهل بن أحمد بن محمد أبو الطيب السرّاجي خال الحسكاني ، شيخ قديم ولد سنة ثمانين وثلاث مئة. سمع أبا حفص الجوري وسمعه أقاربه منه.

وتوفي بخوار الري وقد تولّى الأوقاف بها ونعي إلى أهله [٢٨ أ] بنيسابور في جمادى الآخر سنة تسع وعشرين وأربع مئة.

ـ ١٨٣٣ (٢) ـ

[أبو الطيب الفرايضي الهمذاني]

ومنهم سهل بن الحسن بن أحمد بن الحسين بن علي بن عيسى الهمذاني النيسابوري أبو الطيب يعرف بالفرايضي ، شيخ من أهل العدالة مشهور ثقة.

سمع الحديث عن المخلدي وطبقته وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وأربع مئة.

ـ ١٨٣٤ (٣) ـ

[أبو عثمان الشعري]

ومنهم سهل بن الحسين بن محمد بن أحمد بن علي أبو عثمان الشعري النيسابوري شيخ نبيل معروف. سمع الحديث من الحاكم أبي عبد الله وأقرانه.

توفي بالسماوة راجعا من الحج سنة تسع وثلاثين وأربع مئة.

ـ ١٨٣٥ (٤) ـ

[أبو محمد قتادة]

ومنهم سهل بن محمد بن محمد الكوشكي السراج أبو محمد المعروف بسهل قتادة شيخ صالح مستور ، من الامناء ، من المتصرفين والمتكسبين من الحلال على وجه العفّة والسداد ، وله مداخلة مع الامام زين الاسلام أبي القاسم وصحبة وإرادة وشركة في بعض الضياع.

__________________

(١) منتخب السياق ٧٧٥.

(٢) منتخب السياق ٧٧٦ ، ولأخيه ناصر ترجمة في الكتاب.

(٣) منتخب السياق ٧٧٩.

(٤) منتخب السياق ٧٨٠ ، ولحفيده عبد الله بن أحمد ترجمة في الكتاب.

١٠٧

وقد تقدّم ذكر ابنه الشيخ أبي بكر أحمد بن سهل السراج واختلافه إلى درس الامام ، واختصاصه بالأئمة من أولاده ، وظهور بركة الصلاح من الأسلاف على الأخلاف المتفرعين منهم ، وسيأتي ذكر نوافلهم في مواضع.

وقد سمع هذا الشيخ سهل من مشايخ الطبقة الأولى مثل السيد أبي الحسن ، وأبي نعيم الاسفرايني ، والزيادي ، وعبد الله بن يوسف الاصفهاني والسيّد ظفر وطبقتهم. وخرّج له الشيخ أبو صالح المؤذن الفوائد وقرئت عليه.

ومن الطبقة الثالثة

ـ ١٨٣٦ (١) ـ

[أبو القاسم الناصحي]

سهل بن علي بن عبد الله أبو القاسم الناصحي ، شيخ مستور ، ثقة ، سمع الحديث الكثير.

ـ ١٨٣٧ (٢) ـ

[الحاكم العلمي]

ومنهم سهل بن أبي القاسم عبد الرزاق العلمي الحاكم ، شيخ من أصحاب أبي عبد الله [محمد بن كرام] من أهل بيت الحكومة والورع والزهد.

سمع الحديث قديما وهم جماعة ينتمون إلى تلك الشجرة يأتي ذكر بعضهم في مواضع.

ـ ١٨٣٨ (٣) ـ

[أبو نصر الشاذياخي]

ومنهم سهل بن محمد بن معروف ابو نصر الشاذياخي التاجر ، رجل سديد معروف من أقارب الحاكم أبي عبد الرحمان الشاذياخي.

__________________

(١) منتخب السياق ٧٨١.

(٢) منتخب السياق ٧٨٣ ، وفيه : سهل بن أبي القاسم بن عبد ... الحاكم أبو شيخ ...

(٣) منتخب السياق ٧٨٤.

١٠٨

سمع الحديث في صباه عن الطبقة الثانية من المشايخ [٢٨ ب].

ولد سنة سبع عشرة وأربع مئة ، واشتغل مدّة بالتجارة وصار من رؤوس التجار ووجوههم وقعد بنيسابور واطردت تجارته وحسنت حالته وحصل القرى والعقارات. ثم انه ضعف في آخر عمره حتى انه قرب من المئة.

وتوفي يوم الاربعاء الخامس من شهر رمضان سنة خمس وخمس مئة ودفن بباب معمّر.

ـ ١٨٣٩ (١) ـ

[أبو القاسم الخيّاط]

ومنهم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم الخيّاط خادم مسجد المطرز أبو القاسم السبعي من جهة الأم (٢) ، شيخ صالح قديم ، خدم الكبار والأئمة في المسجد ، وأنفق عمره في خدمة المسجد والسعي في عمارته والقيام بمصالح أحواله وأوقاته.

ولقي ركن الاسلام أبا محمد الجويني وسمع من أماليه ، وحدّث عن مشايخ الطبقة الثالثة (٣) بإفادة السمرقندي مثل الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير ، وأبي حفص [ابن مسرور و] الكنجروذي ، وأبي الحسين عبد الغافر ، وشيخ الاسلام الصابوني ، وطبقتهم ثمّ من بعدهم. وسمع صحيح مسلم وغيره من الأجزاء.

فممّا قرأت في مسموعاته : أنشدنا الشيخ سهل قال : انشدنا الأمير أبو الفضل [الميكالي] لنفسه :

وكتمت مابي واشتكيت إلى الذي

لو غيره أدعو له ما غيّرا

لله إخوان مضوا وورثتهم

كمدا ممضا للجوانح مسعرا

خلصت على كدر الزمان نفوسهم

ودّا نفيسا لا تخون وجوهرا

فطن الحمام بمن أحب وليت من

أفنته كنت له بجسمي مؤثرا

__________________

(١) الأنساب واللباب : السبعي ، التحبير ٢٥٤ ، تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٧٢ ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٢٣ / ٣٠٤ ، تاريخ الاسلام ٤ / ٣٥٠ ، منتخب السياق ٧٨٨.

(٢) م : الامام.

(٣) م : الثانية وهو الشيخ.

١٠٩

ـ ١٨٤٠ (١) ـ

[أبو الفتح الأرغياني]

ومنهم سهل بن أحمد بن علي [بن أحمد](٢) بن الحسن الأرغياني أبو الفتح الحاكم ، رجل فاضل إمام من وجوه فقهاء عصره.

تفقه بمرو أولا ودرس على الشيخ أبي طاهر السنجي والشيخ أبي القاسم السرخسي ، ثم بعد ذلك خرج إلى مرو الروذ وتلمذ للقاضي الامام أبي علي الحسين بن محمد بها ، وأقام عنده حتى حصل طريقته وتخرّج به ، وكان ينتمي في الفقه إليه ، وذكر أنه ما علق شيئا منه إلّا وهو على الطهارة ، وارتضى القاضي تعليقه وقال : ما علق أحد طريقتي مثل فلان ، وأثنى عليه ودعا له حتى بارك الله له فيه.

ولما فرغ [٢٩ أ] من الفقه حصل علم الأصول من الامام شاهفور الاسفرايني بطوس وقرأ عليه تفسيره ، ثم دخل نيسابور وعلق أصول الفقه على إمام الحرمين أبي المعالي وناظر في مجلسه فارتضى كلامه وكان شريكه في الأصول الامام إسماعيل الحكمي الطوسي.

ثم عاد إلى ناحية أرغيان وتقلّد قضاءها والحكومة بها سنين وأجراها أحسن مجرى ، عفيف النفس قصير اليد عن الأموال قانعا بالكفاف ، ونحن عهدناه على ذلك مرضي السيرة والطريقة مبالغا في الاحتياط.

وفي أثناء ذلك خرج إلى الحج ولقي المشايخ الذين أدركتهم بالعراق والحجاز والجبال وسمع منهم وسمعوا منه بعض ما كان معه من مسموعات خراسان.

ولمّا رجع من مكة دخل على الشيخ العارف أبي الحسن السمناني شيخ وقته ، فأشار عليه بترك المناظرة والاشتغال بالخلاف ، فترك لإشارته ولم يناظر بعد ذلك وترك القضاء باختياره ولزم الانزواء.

وبنى دويرة بالناحية للصوفيّة والمتفقهة من خالص ماله ، ووقف عليها وعلى أهلها من المقيمين والغرباء المجتازين من ماله ما يكفيهم.

__________________

(١) منتخب السياق ٧٩٠ ، طبقات الأسنوي ١ / ٦٧ ، وابن قاضي شهبة ١١٥ ، والسبكي ٤١٥ ، الأنساب واللباب : الأرغياني ، الوفيات ٢٨٣.

(٢) من م.

١١٠

وبقي على ذلك مشغولا بتصنيف [ظ] الفقه والمواظبة على قراءة القرآن ودوام الصيام وكثرة العبادة سنين إلى أن توفي على تيقظ ويقين وحسن حال ودوام مشاهدة أول يوم من المحرّم سنة تسع وتسعين وأربع مئة ، وأوصى ان يدفن في الصحراء بالناحية ، وكان مولده سنة ست وعشرين وأربع مئة.

سمع الحديث من شيخ الاسلام أبي عثمان الصابوني ، ومن الشيخ أبي الحسين عبد الغافر صحيح مسلم ومتفرقات الأجزاء ، ومن أبي حفص ابن مسرور ، والجنزروذي والشيخ أبي عثمان البحيري ، والامام ناصر المروزي وطبقتهم ومن بعدهم. وأكثر عن الشيخ أحمد البيهقي ، وقرأ القرآن على أبي عبد الله الخبازي وسمع منه ، وسمع من الشيخ أبي نصر الاسفرايني أخي الامام أبي اسحاق معجم البغوي ، وسمع صحيح البخاري من الشيخ سعيد بن أبي سعيد العيّار الصوفي.

وخرّج لنفسه الفوائد من الأحاديث عن مشايخه وعقد مجلس الاملاء مدّة ، وسمع غير ذلك من الامام الداودي [٩٢ ب] ببوشنج ، ومن [عبد الواحد بن أحمد] المليحي بهراة وغيرهم.

١١١
١١٢

بقية حرف السين

من الطبقة الثانية

ـ ١٨٤١ (١) ـ

[أبو النضر الخيّاط]

سالم بن محمد بن أحمد بن جعفر بن سالم أبو النضر الفقيه الشافعي النيسابوري الخيّاط ، من أصحاب الشافعي ومناظريهم ، كان يسكن باب الجامع القديم وله ثمّ مدرسة.

سمع الحديث عن المخلدي وأقرانه.

الطبقة الثالثة

ـ ١٨٤٢ (٢) ـ

[أبو القاسم الدينوري]

سفيان بن الحسين بن محمد بن فنجويه الثقفي أبو القاسم ابن العلم أبي عبد الله بن فنجويه

__________________

(١) منتخب السياق ٧٩٥ وفيه (سلم) بدل (سالم) في الموردين.

(٢) منتخب السياق ٧٩٨.

١١٣

الدينوري من بيت العلم والحديث.

وأبوه ممّن تقدّم ذكره وشرح حاله وجمعه الأحاديث وتصانيفه.

وهذا ابنه حدّث عن والده وعن أبي صادق الصيدلاني وأصحاب الأصم.

ـ ١٧٤٣ (١) ـ

[أبو القاسم الأنصاري]

ومنهم سلمان بن ناصر بن عمران بن محمد بن اسماعيل بن اسحاق بن يزيد بن زياد بن ميمون بن مهران أبو القاسم الأنصاري الصوفي الامام الورع الديّن الزاهد فريد عصره في فنّه (٢) ، بيته بيت الصلاح والتصوف والزهد ، وهو من جملة الأفراد في علم الأصول والتفسير.

خدم الامام زين الاسلام أبا القاسم القشيري مدّة ، وحصّل طرفا صالحا من العلم منه.

وسافر إلى الحجاز وصحب الشيخ الوالد في أسفاره ، وكان رفيقه وزميله في البادية وحجّا معا ، وبعد فراغه من الحج فارقه وخرج إلى الشام فرسا! ... مشاهد الأنبياء ، وبقي بها مدّة.

ثم عاد إلى نيسابور واتصل مصاهرة بالشيخ أبي صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن ، وانتقل إلى مدرسة البيهقي ، واختلف إلى إمام الحرمين واست ... تحصيل طريقته في الأصول ، وتخرّج بها وصنّف تصانيف حسنة ، وكذلك صنّف في التفسير وأخذ في الافادة ، واعتمد على صيانته وديانته في خزانة الكتب الموضوعة في المدرسة النظاميّة وأقعد فيها ، وكان يحضرها كلّ يوم من الظهر إلى العصر ويفتح باب الخزانة ويحضرها المستفيدون وربّما كان يقرأ عليه الأصول والتفسير وغيره.

وكان حسن الطريقة دقيق النظر ، واقفا على مسالك الأئمة وطرقهم في علم الكلام ، بصيرا بمواضع الاشكال مع قصور في تقرير لسانه ، وكانت معرفته [٣٠ أ] فوق نطقه ، ومعناه أوفر من ظاهره وفحواه ، وكان له معرفة بالطريقة وقدم في التصوّف ونظر دقيق وفكر في المعاملة وتصاون في النفس وعفاف في المطعم.

__________________

(١) تاريخ دمشق ٧ / ٢٢١ ، الوافي ٣ / ١٠٧ ، طبقات السبكي ٧ / ٩٦ ، منتخب السياق ٨٠٠ ، العبر ومرآة الجنان والشذرات (وفيات سنة ٥١٢) ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤١٢ / ٢٣٧ ، ابن خلدون ٦ / ١٠٦ ، الأسنوي ١ / ٦٤ ، طبقات المفسرين للسيوطي والداودي ١٣ ، ١ / ١٩٣ ، ولاحظ في تعليقة المنتخب ما نقلناه حول المنصف من تفسير الشهرستاني.

(٢) م : عزيز ... وقته.

١١٤

كان يخلف الشيخ أبا صالح بعد وفاته في مدرسة البيهقي وعمارتها والسعي في مظانّها وحفظ الكتب الموقوفة والمملوكة عنده ، ويصعد بالليالي إلى المنارة المعروفة في المدرسة ويدعو للمسلمين ويعظ الناس ويذكّرهم قيام الليل والتهجد ويواظب على الخيرات على طريق الاحتساب.

وكان في الابتداء يأكل من الكسب بالوراقة ولا يخالط أحدا ولا يباسط في الاسباب الدنيوية ، على ذلك زجّى عمره.

وكان في آخر عمره أصابه أدنى وقر في أذنه وضعف في بصره فبقي عن الخروج مدّة إلّا الضرورة.

وسمع الحديث من مشايخ الطبقة الثانية وأكثر [من] تصانيف زين الاسلام وكتبها بخطّه.

وعاش عيش الابرار على سيرة السلف الصالح وتوفي في صبيحة الخميس الثاني والعشرين من جمادى الآخر سنة اثنتي عشرة وخمس مئة.

ومن النسوة

ـ ١٨٤٤ (١) ـ

[ستيك الصابونية]

الحرّة المباركة المسماة مباركة المعروفة بستّيك بنت الامام شيخ الاسلام أبي عثمان اسماعيل بن عبد الرحمان الصابوني الستيرة الفقيرة الصوفية ، أنفقت مالها كلّه على الفقراء والمتصوّفة ، ولازمت الطريقة واختصت عن أهل بيتها بذلك.

وسمعت الحديث مع أخواتها (٢) من المشايخ المتقدمين وأصحاب الأصم وأقرانهم ، وزجّت عمرها في ستر وصلاح وعفاف.

وتوفّيت يوم الاثنين السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة تسعين وأربع مئة وحملت إلى باب الطاق للصلاة ودفنت بالحيرة ، وكان مولدها سنة خمس عشرة وأربع مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ٨٠٢.

(٢) وتقدمت ترجمة أختها زهراء.

١١٥

ـ ١٨٤٥ (١) ـ

[سعيدة الشحامية]

سعيدة بنت الشيخ أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي ، امرأة صائنة. عفيفة متهدّية إلى المصالح والرسوم.

سمعت الحديث من جدّها ومن أصحاب السيّد أبي الحسن ، وابي نعيم الاسفرايني والزيادي ثم من أصحاب الأصم.

__________________

(١) التحبير ١١٥٠ ، ملخص تاريخ الاسلام ، الورقة ٨٤ ، منتخب السياق ٨٠٣.

١١٦

حرف الشين

١١٧
١١٨

الطبقة الأولى

ـ ١٨٤٦ (١) ـ

[أبو صالح البيهقي]

شعيب بن محمد [٣٠ ب] بن شعيب بن محمد بن إبراهيم البيهقي أبو صالح ابن أبي الحسن ، شيخ مستور من أهل النواحي ، [ولد سنة عشرة وثلاث مئة].

ذكره الحسكاني في مشيخته وذكر أنه توفّي ببيهق سنة ست وتسعين وثلاث مئة (٢).

ـ ١٨٤٧ (٣) ـ

[أبو محمد الشعيبي]

ومنهم شيبة بن أبي أحمد الشعيبي أبو محمد شيخ مشهور ، من أهل بيت الحديث والورع والديانة. سمع الحديث من أبيه وعلي بن محمد الوراق وغيرهما ، وأقاربه محدثون.

توفي سنة خمس وتسعين وثلاث مئة.

__________________

(١) منتخب السياق ٨٠٤ ، تاريخ يبهق ص ١٥٨ : استاذ أبي إسحاق الثعلبي سمع الحديث من أبي نعيم سنة ٣١٦.

(٢) ن : وسبعين وأربعمئة ، والمثبت هو الأنسب لطبقة مشايخ الحسكاني مع تصريح المصنف نقلا عن الحسكاني في ترجمة يعقوب النوقيري (الحسكاني) سمع الحديث من النوقيري سنة خمس وست وسبع وتسعين ، وهو أول شيخ سمع منه هذا إضافة إلى أنّ الكتاب بترتيب طبقاته ينافي ذلك.

(٣) منتخب السياق ٨٠٥ ، الأنساب للسمعاني : الشعيبي ، تاريخ الاسلام (وفيات ٣٩٥) ، وكان في النسخة : (توفي سنة خمس وسبعين) والتصويب من المنتخب ومن اقتضاء ترتيب الكتاب كما تقدم.

١١٩

الطبقة الثانية

ـ ١٨٤٨ (١) ـ

[أبو بكر المؤمّلي]

ومنهم شاه بن الحسن بن علي بن المؤمّل أبو بكر المؤملي ، شيخ مشهور ، من بيت الثروة والعدالة والزعامة والصيانة ، سمع الحديث ورواه.

ـ ١٨٤٩ (٢) ـ

[أبو محمد الطريثيثي]

ومنهم شاه بن إبراهيم بن [محمد بن] مردانشاه الواعظ الصوفي الطريثيثي أبو محمد شيخ فاضل ثقة معروف ، من أهل الناحية.

حدّث عن الغطريفي بجرجان وطبقته.

توفي سنة نيف وثلاثين وأربع مئة.

ـ ١٨٥٠ (٣) ـ

[أبو سعيد الاسفرايني]

ومنهم شريك بن عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق الأبهري أبو سعيد ابن الشيخ أبي نعيم الاسفرايني ، المحدّث ابن المحدث ، شيخ جليل ثقة ، من أهل بيت العلم والحديث.

حدّث عن أبي سهل بشر بن أحمد الاسفرايني وشافع بن محمد وغيرهما من تلك الطبقة.

ومن الطبقة الثالثة

ـ ١٨٥١ (٤) ـ

[أبو نصر الأسود]

شعيب بن علي بن شعيب بن حكم بن الأسود أبو نصر شيخ مستور حدّث عن أصحاب

__________________

(١) منتخب السياق ٨٠٧ ، وتقدمت ترجمته باسم محمد بن الحسن بن المؤمل.

(٢) منتخب السياق ٨١٠ ، وما بين المعقوفين منه.

(٣) منتخب السياق ٨١٢.

(٤) منتخب السياق ٨١٣.

١٢٠