كتاب الأزمنة والأمكنة

الشيخ أبي علي أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الاصفهاني

كتاب الأزمنة والأمكنة

المؤلف:

الشيخ أبي علي أحمد بن محمد بن الحسن المرزوقي الاصفهاني


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الكتب العلميّة
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٦٦

ربعه. وجوز من اللّيل أي نصف من اللّيل ، والجميع : أجواز ، وقال : النّضر جوز اللّيل : وسطه. ويقال : انطلقنا فحمة العشاء ، والجميع فحمات أي في أوّل الظّلمة. وقال بعضهم : فحمة العشاء شدّة الظّلمة ، ويقال : فحموا من اللّيل أي لا تسيروا في أوّل اللّيل حتى تذهب فحمته ، وأفحموا أيضا وكأنّه مأخوذ من الفحم.

وقال ابن الأعرابي : الفحمة ما بين غروب الشّمس إلى نوم النّاس ، سمّيت فحمة لحرّها وأوّل اللّيل أحرّ من الآخر. قال : ولا تكون الفحمة في الشّتاء وذلك لأنّه لا حرّ فيفحمهم ، وإنما يفحمون ليكن الحر عنهم فيسيرون ليلتهم وقيل : فحمة العشاء من لدن المغرب إلى العشاء الآخرة.

وقال أبو صالح الفزاري : فحمة العشاء : من لدن العشاء إلى نصف اللّيل ، يقال : أفحم القوم إذا أناخوا فحمة اللّيل. وجاءنا بعد هجعة من اللّيل أي نومة ، ومضت جزعة من اللّيل أي ساعة من أوّله ، وصبة من اللّيل نحو جزعة وكما استعملا في أوّل اللّيل استعملا في آخره أيضا فقيل : بقيت جزعة من اللّيل وبقيت صبة من اللّيل.

وحكى النّضر : أتيته بسدفة من اللّيل. ومضى طبق من اللّيل : أي هوى منه وجاء بسحرة بدهمة. وجاء سحيرا : أي في آخر الليل وجاء بأعلى سحرين أي : بالسّحر الأعلى. قال الدّريدي : العرب تقول : جئتك بالسّحر بالألف واللّام ، وجئتك بسحر وبسحرة ، وبأعلى السحرين ، وجئتك سحر ، ولم ينوّنوا فيقولون : سحرا أصلا ، والكلام في هذا وأشباهه قد مضى مستقصى.

وحكى الأصمعيّ عن أبي عمرو بن العلاء قال : ليس في كلام العرب : أتانا سحرا إنّما يقولون : أتانا بسحر. ويقول : جئتك تنفّس الصّبح أي عند أوّله. وفي القرآن : (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ) [سورة التكوير ، الآية : ١٨] وقد جشر الصّبح يجشر جشورا أي : بدا لك. ومنه سمّيت الجاشرية للشّرية عند الصّبح ، ويقال : جئتك في غبش اللّيل والغبش حين تصبح.

قال : منظور الأسدي :

موقع كفّي راهب يصلّي

في غبش اللّيل أو النّثلي

وقيل الغبش : بقية لم يفضحها نهار ، قبيل الفجر ، ويقال : أتيته بغبش من اللّيل ، ويقال: غبش اللّيل وأغبش. وغطش وأغطش ، فأمّا العسعس والعسعسة فهما تنفّس الصّبح ، وقالوا : عسعس اللّيل عسعسة إذا أظلم.

وقال بعضهم : عسعس ولّى فهذا من الأضداد ، وهو قول ابن عباس قال : عسعس :

٢٤١

أدبر. وقال علقمة بن قرط :

حتّى إذا للصّبح لنا تنفّسا

وانجاب عنها ليلها وعسعسا

وقال آخر :

وردت بأفراس عتاق وقتبة

قوارط في أعجاز ليل معسعس

كأنّه أراد هاهنا الظّلمة ، ومثله في المعنى :

قواربا من غير دجن نسا

مدّرعات اللّيل لمّا عسعسا

والبلجة : في آخر اللّيل عند الصّبح ، والتّنوير : عند الصّلاة قال :

طال ليلي أراقب التّنويرا

أرقب الصّبح بالصّباح بصيرا

قال النّضر : جئته بعد ما مضى وهن من اللّيل أي ساعة ، وبعد هدء من اللّيل. وقال بعضهم : الموهن حين يدبر اللّيل. وأوهن الرّجل : صار في تلك الساعة. وبعد هدأة من اللّيل وبعد ما هدأت الرّجل. وبعد ما هدأت العيون ، وقالوا : تعجس من اللّيل وهو الفريع والسّعواء بعد الوهن ، قال : وقد مال سعواء من اللّيل أعوج. ويقال : مضى هيتاء من اللّيل ، وقطع. قال : سرت تحت إقطاع من اللّيل ظلتي. والسّاعة الطّويلة ملأ ، ويقال : أتيته غطشا ويغطش. ومضى سبج من اللّيل أي : قريب من وسطه ونصفه. أبو زيد : مضى اللّيل عشوة وهو ما بين أوّل اللّيل إلى ربعه. الكسائي : مضى سعو من اللّيل وسعواء من اللّيل أي : ساعة. ومضى هتأ من اللّيل ، وحكى الأحمر : هتى وهتأ من اللّيل.

وحكى قطرب وغيره : ذهب هيتاء من اللّيل ، ويقال : ما بقي إلا هتأ عن غنمهم أو إبلهم ، وهو الأوّل من الأقل من الباقي أو الذّاهب. ويقال : مضى دهل من اللّيل أي صدر ، وأنشد لأبي هجيمة شعرا :

مضى من اللّيل دهل وهي واحدة

كأنّها طائر بالدّود مذعور

ويقال : مضى مهواء من اللّيل أي طائفة منه. ومضى مهوان من اللّيل : أي هوى منه. ويقال في واحد الإناء من قول الله تعالى : (آناءَ اللَّيْلِ) [سورة آل عمران ، الآية : ١١٣] مضى آنى وآني وإني وإنى. قال الهذلي شعرا :

حلو ومر كعطف القدح مرته

في كلّ آنى قضاه اللّيل ينقل

ويقال : تصبصب اللّيل وهو أن يذهب إلّا قليلا. وفعلته عند تصبصب اللّيل. وكذلك أبهار اللّيل إذا ذهب عامّته. وبقي نحو من ثلثه. قال الأصمعيّ : أبهار اللّيل انتصف.

٢٤٢

والبهرة : الوسط من كل شيء. وبهرة الصّدر ما ضمّ الصّدر من الزّور وجمعها بهر. وقيل : ابهيراره طلوع نجمه ، وذهاب فحمته ، حتى بهرت نجومه سواده. والشّفق بقية ضوء الشّمس وحمرتها من أوّل إلى قريب من العتمة ، ويقال : فعلته عند غيبوبة الشّفق ، وهما شفقان من أوّل اللّيل كما أنّ الفجر فجران من آخر الليل. والهبة السّاعة يبقى من السّحر ويقال : ثرنا بهبة من اللّيل. قال أبو نصر حكاية عن الأصمعيّ : الفجر أوّل ضوء تراه من الشّمس في آخر اللّيل كما أنّ الشّفق آخر ضوء منها في أوّل اللّيل. ويقال : فجر الصّبح يفجر أو فعلت هذا حين انفجر الصّبح وانفلق. وسطع سطوعا والسّاطع أسنى من الطّالع. يقال : أدلجنا عند الفلق والفرق ، وعند الانفلاق ، وفي القرآن : (أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) [سورة الفلق ، الآية : ١].

وقال قطرب : تميم تقول : فرق الصّبح ، وغيرهم فلق الصّبح ، والفلق أيضا الطّريق بين الجبلين ، وناشئة اللّيل : ما ينشأ منه ، ومن ذلك قولهم : غلام ناشئ ونشأت سحابة ، وفي القرآن: (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً) [سورة المزّمّل ، الآية : ٦] أي أشد مكابرة ، ومن قرأها وطاء أي مواطأة من قولك تواطأ القوم : إذا اجتمعوا على أمر كان أحدهم يطأ حيث يطأ صاحبه. والنّشيئة مثل النّاشئة ، ويقال في الجارية : نشيئة أيضا أحوالها في النّشاء والنّشية أيضا حجر يكون على الحوض من قوله : هرقناه في بادي النّشية داثر. وعمود الصبح نفسه. والصّديع الصّبح. قال : كأنّ بياض لبّته صديع. وإيضاح الفجر وإيضاحه إضاءته واستنارته. وأصله : الانشقاق ومنه : انضاحت العصا أي انشقّت ، وأدلجنا ببلجة أي سرنا بسدف قبل طلوع الفجر ، وتبلّج الصّبح وانبلج ، وفي المثل تبلّج الصّبح لذي عينين ، وجئتك عند البهر ، أي حين بهر الصّبح ضوء القمر ، ويقال : قمر باهر وأنشد :

وقد بهرت فما تخفى على أحد

إلا على أحد لا يعرف القمرا

والأسفار أن يرى موقع النّبل ، ويقال : أتيته في سفر الصّبح والفجر ، وأتيته سحرية. ويقال : وردت الماء بالغطاط أي : قبل طلوع الفجر. وفعلت كذا عجيس اللّيل وعجاساء اللّيل ، وعحبس اللّيل أي آخر اللّيل. ومنه قيل : تعجس عن كذا أي تحبس وتأخّر. ويقال : جئتك غلسا وجئتك جنح اللّيل ، وقد جنح جنوحا. وجئتك عند تهوّر اللّيل وتوهّره. وذلك إذا مضى إلّا قليلا. والتّهور في اللّيل : كالمثل والتّشبيه. قال يعقوب : مضت قويهة من اللّيل ، أي قطعة وهذا من قولهم : قوّه الصّيد إذا جاشه إلى مكان. ومضى سهواء من اللّيل : أي بعد ما مضى صدره ، وأصله الانبساط والاتساع ، ومنه السّهوة الصّفة. والسّاهية ما اتّسع واستطال من غير حمر برد العين. والرّوية الطّائفة من اللّيل. وقالوا : الصّريم أوّل اللّيل وآخره جميعا لأنّه من الأضداد. وقال بعضهم : إنمّا وقع عليهما لأنّه اسم لما يتصرّم من كلّ واحد منهما عن صاحبه قال :

٢٤٣

فلمّا انجلى عنها الصّريم وأبصرت

هجانا تسامى اللّيل أبيض معلما

وقال آخر :

علام تقول عاذلتي بلوم

يؤرّقني إذا انجاب الصّريم

والدّيسق : النّور والبياض ويقال : انشقّ الصّبح عن ريحانة الفجر أي نسيمه. ويقال : صبح مكذب وهو عجز اللّيل أي آخره ، وذلك إذا نهض بياض في عجز اللّيل ثم ينمحي ويندجي عجز اللّيل ، ثم يمهل ساعة ، ثم يظهر شميط الصّبح وهو بياض في سواد آخر اللّيل ، وذلك الصّبح المسدف وقال أبو ذؤيب :

شغف الكلاب الضّاريات فؤاده

فإذا ترى الصّبح المصدق يفزع

والخيط الأسود هو عجز اللّيل ثم يشق خيط اللّيل عن خيط النّهار ، فيقال : هذا خيط الصّبح وفي القرآن : (حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) [سورة البقرة ، الآية : ١٨٧] ومن ذلك قول الرّاجز : (مرّت بأعلى سحرين تذأل) وأعلى سحرين هو قبل الصبح. أبو حاتم يقال : قد شقّ الصّبح ـ وصدع ـ وسطع ـ وانفلق ـ وتنفس ـ وجشا ـ وجشّ ـ وذلك إذا طلع ووضح ، ويقال : شقّ حاجب الصّبح ، وإذا طلع حاجبه وهو أوّله فذلك تباشير الصّبح ، ويقال : أذن الصّبح ومنادي الصّبح وهما الصّبح بعينه. وبعضهم يقول : بل هو الطائر إذا نطق لا بان الصّبح والصّبح ـ والفجر ـ والصّريم واحد ويقال كشط اللّيل عنا غطاءه ـ ورفع اللّيل عنّا اكتنافه. والاهتجام من آخر اللّيل. وقال بعضهم : هي الهجمة. وقال بعضهم : الجهمة الجيم قبل الهاء ، وذلك الاجتهام والجهمة والعسجة سواء وهما من السّحر. ويقال : أتيته بأغباش السّواد ـ والواحد غبش قبيل الصّبح ـ قال ذو الرّمة :

أغباش ليل تمام كأنّ طارقه

تطخطخ الغيم حتّى ماله جوب

وقال ابن الأعرابي : علباء مضر تقول ولدته لتمام ، فتفتح التاء وتميم تكسر ، ويقال : في كل لغة ليل التّمام بالكسر ، وذكر الأصمعيّ أنّه لا يكسر التّاء إلا في الحمل واللّيل ، وعقب اللّيل بقايا آخره ويقال : أتيته وقد بقيت علينا عقب من اللّيل ـ وأفراط اللّيل أوّل تباشيره ، والواحد فرط ، ومنه الفارط الذي سبق القوم إلى الماء فأمّا قول الهمداني :

إذا اللّيل دجى واستقلّت نجومه

وصاح من الإفراط هام جواثم

فقد اختلفوا فيه فقال بعضهم : إفراط الصّبح : لأن الهام إذا أحس بالصّباح صرخ.

٢٤٤

وقال غيره : الفرط العلم المستقدم من أعلى الأرض ، الذي يكون شرعا بين أحياء فمن سبق إليه كان له. وذكر قطرب : يقال لما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس سجسج. ومن الزّوال إلى العصر يقال له : الهاجرة. ومن العصر إلى الأصيل : غروب الشّمس ، ويقال العشي. ثم هو القصر والعصر إلى تطفيل الشّمس وهو الطّفل. والجنوح : إذا جنحت الشّمس للمغيب. ثم اللّيل من وقت غروبها إلى انتصاف اللّيل. الجنح ثم السّدف والملس والملث وأتيته بمسى اللّيلة أي عند المساء ، وأتيته ممسيا ومساء. وحكى الفراء : أتيته ممسى خامسة ومسى خامسة ومساء خامسه ، وحين ألقى اللّيل علينا رواقه وكنفيه ، وحين ألقى علينا سدوله وسدوره وسقطيه وجلبابه ، ودخلنا في جنان اللّيل وهو ما وراءك. وقال :

جنان المسلمين أو دميسا

وإن جاورت أسلم أو غفارا

وأسطمة اللّيل وسطه ، وكذلك أصطمة القوم والبحر للوسط ، والأكثر ، ويقال : اصطم بغيرها ، وسوق اللّيل ما دخل فيه وصمّ من شيء. وفي القرآن : (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) [سورة الانشقاق ، الآية : ١٧] ويقال : أتانا حين هدأت القدم ، وحين هدأ السّامر ، وجئتك بغطاش من اللّيل. قال أبو حاتم : هو من قوله تعالى : (وَأَغْطَشَ لَيْلَها) [سورة النازعات ، الآية : ٢٩] وثبج اللّيل وحومته ولجه معظمه.

وحكى الدّريدي : خرجنا بدلجة ـ ودلجه ـ وبلجة ـ وبلجه ـ وسدفة ـ وسدفه ـ ويقال: دبر ـ وأدبر ـ وقبل النّهار ـ وأقبل ـ وحكى أبو عمرو عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال : يقال هو اللّيل ـ والأيهم ـ والسّد ـ والأبهم ـ والجمير ـ والأعمى ـ والأدهم ـ قال : ومن نعوته ونعوت ظلمته : الغاضي ـ والمغضي ـ والأسود ـ والأدلم ـ والأخضر ـ والأصبغ ـ والأقتم ـ والأكلف ـ والبهيم ـ والدّيجور ـ والدّجوجي ـ والغيهب ـ والمخم ـ وأطلس ـ وأطحل ـ والأسجع ـ والسّاجي ـ والغيهبان ـ والحذاري ـ والحندس ـ والأغضف ـ والأغلف ـ والأغطش ـ والغاسق ـ والكافر ـ والعافي ـ والرّويزي ـ والسّمر ـ والأغم ـ والأسهم ـ والسّاهم ـ والأحلس ـ والأغدف ـ والمغدف.

ومن أسمائه : الغشي ـ والأروق ـ والأخطب ـ والألمى ـ والأحوى ـ والمدلهم ـ والأحم ـ والغاطي ـ والجان ـ والمخب ـ والأقوس ـ والجول ـ والعمس ـ والعكامس والعكس ـ والعكابس ـ والحلبوب ـ والحلكوك ـ والدّامس ـ والدّاماء ـ وهو من أسماء البحر يشبه اللّيل به ـ وذو السّدود ـ والأغبس ـ والأسحم ـ والأعشى ـ والأغشى ـ والغطاط ـ والأغطى ـ ويقال : الغطاط عند السّحر الأعلى ـ ويقال أيضا : أتيته بغطاط أي بشيء من سواد

٢٤٥

اللّيل والمعلنكس ـ والمعرنكس ـ والعسكرة الظلمة ـ والمطخطخ ـ وقسورة اللّيل شدّته وغسوه ـ والطّرمساء ـ والطّلمساء ـ للظّلمة في السّحاب وهي من الضّباب أيضا. وقالوا : غباشير اللّيل والنّهار لما بينهما من الضّوء. والتّباشير العمود نفسه ويقال : أدمس اللّيل أي أظلم ، ويقال للظّلمة : الغيطلة. قال الفرزدق : واللّيل مختلط الغياطل أليل.

ابن الأعرابي : قيل في مثل يا هادي اللّيل جرت فالبحر أو الفجر يرفعان وينصبان ، والمعنى إنمّا هو الهلاك أو يرى الفجر كنّى عن الهلاك بالبحر. ويقال : اغتمد ليلتك أي سر واجعلها غمدا لك. وهذا كما يقال : اتّخذ اللّيل جملا وامتطاه. ويقال : اغتمد أيضا. والطّراق أيضا اللّيل ـ وتطارقه تراكمه. ويقال : آتيتك طوى من اللّيل أي بعد ما مضت ساعة وكذلك أتيتك قويمة من اللّيل.

٢٤٦

الباب العشرون

في أقطاع النّهار وطوائفه ـ وما يتّصل به ويجري مجراه

قال النّضر : النّهار من طلوع الشّمس ولا يعدّ ما قبل طلوعها من النّهار وجمعه أنهرة ونهر. وقال الخليل : هو ضياء ما بين طلوع الشّمس يحديه حتى تحلّ صلاة الضّحى. وغزالة الضّحى أوّلها يقال : أتانا في غزالة الضّحى وهو أوّل الضّحى أي مدّ النّهار الأكبر. فأمّا رأد الضّحى فحين يعلوك النّهار حتى يمضي منه نحو الخمس ، ويقال : أتيته ضحيا ورادا وقد ترادت الضّحى وترادها وتزيلها وارتفاعها وجئتك في فوعة النّهار وهي أوّله.

وحكى بعضهم فوعة كلّ شيء أوّله وفوعه ، وكذلك فيعته وفيعه. ومنه كان ذلك عند أوّل فوعة أوّل شيء ، وأتيته مدّ النّهار ، وهو بعد الرّأد وأتيته مدّ النّهار الأكبر. وجئته حين ذرّ قرن الشّمس ، وحين بزغت وشرقت وأشرقت ، فالشّروق الطّلوع ، والإشراق الانبساط والإضاءة وفعلته حين ترجّلت الضّحى ، والنّهار وهو علّوه واختلاطه.

وأتيته غدوة وبكرة ، وهما لا يصرفان لأنّ غدوة علم ، وبكرة نحوها : وإنّي لآتيته في البكرة ـ وآتيه بكرا وآتيه غدوة بكرا ، وأتاني غدوة باكرة ـ والمبكر ما جاء في أوّل وقت وكذلك الباكر. قال :

ألا بكرت عرسي بليل تلومني

وفي الحديث : «بكّروا بصلاة المغرب» ويكون الغداة أصله ذاك أيضا. ومنه باكورة الرّبيع والتّبكير أوّل الصّلاة. وفي الحديث : «من بكر وابتكر» فبكر يكون لأوّل ساعات النّهار. وقال ثعلب : ويجوز في قوله ابتكر أي أسرع إلى الخطبة حتى يكون أوّل دان وسامع ، كما يقال : ابتكرت الخطبة والقصيدة أي اقتضيتها وارتجلتها ابتداء لم أرو فيها.

وقول الفرزدق شعرا :

إذا هنّ باكرن الحديث كأنّه

جنى النّخل أو أبكار كرم تعطّف

٢٤٧

أراد أنّها حملت أوّل حملها. ويقال : أتانا بعد ما متع النّهار الأكبر ، يريد بعد ما علا النّهار واستجمع النّهار. وذكر بعضهم : متع النّهار متوعا إذا ارتفع ، وذلك قبل الزّوال.

وانتفح النّهار وذلك قبل نصف النّهار ، وفي قبل النّهار أي في أوّله وفي الضّحاء الأكبر. وأتيته شدّ النّهار ، وذلك حين ارتفع النّهار. قال عنترة :

عهدي به شدّ النّهار كأنمّا

خضب اللّيان ورأسه بالعظلم

بالعندم. ويروى مدّ النّهار. وأتيته كهر النّهار. وقال الشّاعر :

وإذا العانة في كهر الضّحى

دونها أحقب ذو لحم زيم

وقال ابن أحمر في نحر النّهار :

ثم استهلّ علينا واكف همع

في ليلة نحرت شعبان أو رجبا

وحكى قطرب : (الجون) النّهار. قال والجون في لغة قضاعة الأسود وفيما يليها الأبيض. وفعلته في شباب النّهار ـ وفي نحر النّهار ـ وفي وجه النّهار ـ وفي هادي النّهار ، وهادي كلّ شيء مقدمه ـ وفي القيظ الهاجرة ـ وهو قبل الظّهر بقليل ، وسمّيت هاجرة ، لأنّ السّير يهجر فيها ، وجعل الهجران للوقت على المجاز ، ويقال : هجر القوم وتهجّروا أي ارتحلوا بالهاجرة. وأهجروا دخلوا في الهاجرة. والظّهيرة نصف النّهار في القيظ حتى تكون الشّمس بحيال رأسك فتركد. وركودها أن تدوم حيال رأسك كأنّها لا تريد أن تبرح.

وأتيته في فرع النّهار : أي في أوّله ، وحكى : بئس ما أفرعت أي ابتدأت. والفرعة أول نتاج النّاقة. ويقال : أفعل هذا في تلع الضّحى أي في ارتفاعها. ويقال : تلع النّهار : أي ارتفع. وتلع الظّبي أخرج رأسه من الكناس وأتلع رأسه فنظر. كما يقال : طلع وأطلع. وأتيته حدّ الظّهيرة وفي نحر الظّهيرة قال :

حدّ الظّهيرة حتى ترحلوا أصلا

إنّ السقاء له رمّ وتبليل

وجئته في الظّهيرة وعند الظّهيرة وبعضهم يجعله على تصرّفه من الظّهور وبعضهم من الإظهار وهو شدّة الحر ، وحكى أبو سعيد السّكري يقال : صلّينا عقب الظّهيرة ، وأعقاب الظّهيرة أي تطوعا بعد الفريضة. وجئت في عقب النّهار إذا جئت وقد مضى وكذلك عقبانه ، وجئت في عقبه ومعقبا إذا جئت وقد بقيت منه بقية.

وأتيته عند اصمقرار الظّهيرة : أي حين اصمقرّت الشّمس وصخدت. وزرته بالهجير ، وعند آخر الهجير قال العجّاج شعرا :

كأنّه من آخر الهجير

قرم هجان همّ بالغدور

٢٤٨

والهجير فعيل بمعنى المفعول وكما قالوا : هاجرة على المجاز قيل هجير على التّحقيق أيضا. فأمّا تأنيث الهاجرة فكان. المراد بها ، وبأمثالها السّاعة. وأمّا التّذكير حيث جاء فلان : المراد به الوقت ـ وقولهم : الهجير لو أريد به السّاعة لألحقوا به الهاء بعد أن قطع عن الموصوف ، وسلك به طريق الأسماء كما لحق بقوله البيّنة وهي الكعبة واللّقيطة وما أشبههما.

وأتيته بالهجير الأعلى ، وفي الهاجرة العليا : يريد في آخر الهاجرة. وأتيته بالهويجرة وذلك قبل العصر بقليل ، وأتيته هجرا. قال الفرزدق :

كأنّ العيس حين أنخن هجرا

مفقّأة نواظرها سوام

ويقال : أتيته حين قام قائم ظهر ، أي في الظهيرة ، وأتيته حمى الظّهيرة وحين صخدت الشّمس وأزمعت بالركود ، وأظهر فلان وخرج مظهرا أي داخلا في الظّهيرة وظهر فلان : نزل في الظّهيرة وبه سمّي الرّجل مظهرا.

وأتيته صكّة عمى وأعمى : أي نصف النّهار إذا كادت الشّمس تعمي البصر وقد يصرف فيقال : عمى. ورواه أبو عمرو عمي على فعيل ، وهذا على أنّه تصغير أعمى مرخّم مثل زهير وسويد ، من أزهر وأسود. ومعنى صكه أي كأن الشّمس تصكّ وجه ملاقيها ، ولو قيل : صكة أعيم لكان على الأصل. الأصمعي القائلة النّزول والحطّ عن الدّواب والاستظلال ، ويقال : أتانا عند القائلة وعند مقيلنا ، وعند قيلولتنا ، ورجل قائل وقوم قيل. قال العجّاج :

إن قال قيل لم أكن في القيل

والغائرة : الهاجرة عند نصف النّهار وغوّر القوم : نزلوا في الغائرة ، ويقال : أتيته عند الغائرة : يريد عند آخر القائلة. وحكى الأصمعيّ : غوروا بنا فقد رمّضتمونا ، ويقال : ارتحلوا فقد غوّرتم أي أقمتم ونمتم ، والأصل الحط عن الدّواب والنّزول. ونزلنا دلوك الشّمس ، وذلك حين تزول عن كبد السّماء ودلكت أيضا غابت ، وقال الله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ) [سورة الإسراء ، الآية : ٧٨] فهذا حجة في الزّوال ، وأنشد الدّريدي حجة في الغيبوبة :

هذا مقام قدمي رباح

غدوة حتّى دلكت براح

أي غابت الشّمس فصارت في المغرب فستر عنه براحته ، قال أبو بكر : هذا قول الأصمعي ، واحتجّ بقوله : ادفعها بالرّاح كي تزحلفا. يقال : نزلنا سراة النّهار أي : ارتفاعه ، ونزلنا عند مدحض الشّمس وقد دحضت الشّمس تدحض دحوضا ودحضا وذلك إذا كان بين الظّهر الأولى والعشي ما سفل من صلاة الأولى وبعد العصر الأصيل.

وأتيتك عشية أمس آتيه العشي ليومك الذي أنت فيه وسآتيه عشي غد بغير هاء ، وكنت

٢٤٩

آتيه بالعشي والغداة وغدوا وعشيا أي كلّ غداة وعشية وآتيه عشاء طفلا وذلك عند مغيب الشّمس ، حين تصفر وينقص ضوؤها (١).

قال لبيد : وعلى الأرض غيابات الطّفل ، وقد طفلت الشّمس إذا دنت للمغيب.

ويقال : أتيته مرهق العشاء أي حين أتانا ، وقد أرهق اللّيل وأرهقنا القوم لحقونا ، وأرهقتنا الصلاة : أي استأخرنا عنها. وقال أبو زيد : أرهقنا الصلاة أي : أخّرناها حتى يدنو وقت الأخرى.

وزرته قصرا ومقصرا : أي عشيا ، وقد أقصرنا : أي أمسينا. قال :

فأدركهم شرق المروراة مقصرا

بقية نسل من بنات القراقر

وقد أصلنا وأتينا أهلها موصلين.

وقال الأصمعي : أتيته أصلا وأصيلا وأصيلة والجمع أصائل وآصال.

قال أبو ذؤيب :

لعمري لأنت البيت أكرم أهله

وأقعد في أفيائه بالأصائل

وقال الأسدي : من غدوة حتى دنا في الأصل. قال تعالى : (بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ) [سورة الأعراف ، الآية : ٢٠٥] [سورة الرّعد ، الآية : ١٥] [سورة النّور ، الآية : ٣٦]. وقال يعقوب : أتيته أصيلانا وأصيلانا وهو تصغير أصيل على غير القياس كما صغّروا عشية عشيشية وعشية وعشيشيانا وعشيانا كلّ هذا بمعنى العشية قال :

عشيشية واللّيل قد كاد يستوي

على وضح الصّحراء والشّمس مطرف

وقد قالوا : أتيته مغيربان الشّمس ومغيربانات. وقال بعضهم : كأنهم جمعوا أصيلا على أصلان كما تقول : بعير وبعران ثم صغّروا أصلان فقالوا : أصيلان ثم أبدلوا من النّون لاما فقالوا : أصيلال ، والتّصغير في الأزمان على طريق التّقريب على ذلك قولهم : قبيل الزّوال والعصر وبعيدهما. وكذلك يجيء فيما يكون من الأماكن ظرفا نحو : دوين وفويق وتحيت. فأما الجمع فمردود على أجزائه كأنّه يجعل كلّ جزء من أجزاء العشية عشية ، ولا

__________________

(١) قال العلامة جلال الدين السيوطي رحمه‌الله في كنز المدفون والفلك المشحون : إنّ من ساعات النّهار الذرور ـ ثم البزوغ ـ ثم الضّحى ـ ثم الغزالة ـ ثم الهاجرة ـ ثم الزّوال ـ ثم الدّلوك ـ ثم العصر ـ ثم الأصيل ـ ثم الصّبوب ـ ثم الحدور ـ ثم الغروب ـ ويقال فيها أيضا البكور ـ ثم الشّروق ـ ثم الإشراق ثم الراد ـ ثم الضّحى ـ ثم المتوع ـ ثم الهاجرة ـ ثم العصر ثم الأصيل ـ ثم الطّفل ـ ثم الغروب. ١٢ القاضي محمد شريف الدين عفا عنه.

٢٥٠

يمتنع أن يكون جمعه على ما حوله من الأوقات كما قالوا : ضخم العشاءين ، وكما أنّهم يقصدونه بما حوله من الأوقات فيجمعونه كذلك يقصدونه مجردا من غيره فيقولون : جئته ذات العشاء ، يريدون السّاعة التي فيها العشاء لا غير ، وهذا حسن ، ويقال مسى خامسة وممسى خامسة ، ومساء خامسة ، ومسيان أمس ، ومسى أمس وجئته صبح خامسة ومصبح خامسة ، وآتيك ممسى اللّيلة أي عند المساء قال :

يا راكبا إنّ الأثيل مظنة

من صبح خامسة وأنت موفّق

وحكى يعقوب : لقيته بالضّمير وهو غروب الشّمس من قوله :

ترانا إذا أضمرتك البلاد

يخفى ويقطع منّا الرحم

ومن قول الآخر : أعين لابن ميّة أو ضمار.

ويقال : جئته مرمض البحير ، وهو من قولهم : رمضت الغنم رمضا : إذا رعت في شدّة الحر فتحين رئاتها وأكبادها فتقرح ، ورمض الرّجل أحرقته الرّمضاء ، وهم يرمضون الظّباء أي يأتونها في كنسها في الظّهيرة فيسوقونها حتى تفسح قوائمها فتصاد. وفي الحديث : «صلها إذا رمضت الفصال» وهو وقت تقوم من مواضعها لتؤذيها بالحر. ويقال : فعلته عند متضيّف الشّمس للغروب.

وفي الحديث : «يؤخّرون الصّلاة إلى شرق الموتى» وفسّر على أنّه إذا ارتفعت الشّمس عن الحيطان وصارت بين القبور كأنها لجة وقيل : هو أن يمصّ الإنسان بريقه عند الموت كأنّه يريد لا يبقى من النّهار إلا مقدار ما بقي من نفس ذلك. ويقال : أتيته بشفا أي بشيء قليل من ضوء الشّمس. قال الرّاجز :

أشرقته بلا شفاء أو بشفا

والشّمس قد كادت تكون دنفا

وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي : القصر بعد العصر ، والقصر أيضا فإذا كان بعد ساعة فهو الظّهيرة ، فإذا كان بعد ذلك فهو الأصيل ، فإذا كان بعد ساعة وهو الطّفل فإذا كان بعد ذلك فهو العرج (١) (حتّى إذا ما الشّمس همّت بعرج) و (التّضمير) الدّخول في الضّمير ، يقال : ضمرنا وأضمرنا وضمّرنا وقصرنا وأقصرنا ، وقصّرنا ، وعرجنا وأعرجنا وعرّجنا فإذا كان بعد ذلك فهو التّضيف. فإذا كان بعد ذلك فهو الشّفق وهو الأحمر ، فإذا غابت الشّمس وظهر البياض في تلك الحمرة فهو الملث ، فإذا اسودّت الدّنيا قليلا فهو المقسورة. فإذ اسودّ أشد من ذلك فهي الفحمة ، فإذا جاءت العتمة فهي العتم.

__________________

(١) في القاموس العرج محركة غيبوبة الشّمس ـ القاضي محمد شريف الدين.

٢٥١

وذكر الدّريدي الرّيم من آخر النّهار واختلاط الظلمة ، وهذا يجوز أن يكون من ريم الجزور ، لأنّه آخر ما يبقى منه ويأخذه الجارز. قال :

وكنت كعظم الرّيم لم يدر جازرا

وحكى ابن الأعرابي : انصرفوا برياح من العشي ، وأرواح من العشي إذا انصرفوا وعليهم بقية من النّهار وأنشد لرفيع الوالبي الأسدي :

ولقد رأيتك بالقوادم نظرة

وعليّ من سدف العشيّ رياح

وبيان هذا الذي قاله أنه يقال : هبّت لفلان ريح الدّولة ، والسّلطان فكان المراد : وانصرفوا وللعشي سلطان. فأمّا الشّاعر فإنّه جعل السّدف كناية عن الشّباب والسّواد بدلالة أنّه قال بعد هذا البيت :

خلق الحوادث لمتي فتركن لي

رأسا يصلّ كأنّه جماح

وقال بعض أصحاب المعاني : يقال : إني على بقية من رياح : أي أريحيّة ونشاط وهذا يقرب ما قلنا.

و (فواق) من الزّمان مقدار ما بين الحلبتين وفي القرآن : (ما لَها مِنْ فَواقٍ) [سورة ص ، الآية : ١٥].

والصّريم : يقع على اللّيل والنّهار لأنّ كلّ واحد يتصرّم عن صاحبه وقوله تعالى : (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) [سورة القلم ، الآية : ٢٠] قيل : كاللّيل المظلم وقيل : كالنّهار أي لا شيء فيها كما يقال سواد الأرض وبياضها ، فالسّواد الغامر ، والبياض الغامر ، وقيل : كالصّريم : أي المصروم المقطوع ما فيه ويقال : ما رأيته في أديم نهار ولا سواد ليل.

ويقال : ابتلجا ببلجة وبلجة وذلك قبل الفجر ، وقد تبلج الصّبح. وفي المثل : تبلج الصّبح لذي عينين. وانبلج أيضا. أبو زيد يقال : انتصف النّهار ولم يعرفوا الأنصاف ، وقد أباه الأصمعي ، وقال : لا يقال الأنصف ، وأنشد للمسيّب بن علبس شعرا :

يمدّ إليها جيده رمية الضّحى

كهزّك بالكفّ البري المدوّما

يعني بالبري القدح إذا سوى ولم يرش وتدويمه ثباته في الأرض.

وحكى الفرّاء عن المفضل قال : آخر يوم من الشّهر يسمّى ابن جمير بضمّ الجيم ، وقال ابن الأعرابي : هو ابن جمير بالفتح ، قال الفرّاء وأنشدنا المفضّل :

وإن أغاروا فلم يحلوا بطائلة

في ظلمة من جمير ساوروا العظما

٢٥٢

يعني الذّئب والعظماء جمع عظيم وأنشد الأصمعيّ :

نهارهم ليل بهيم وليلهم

وإن كان بدرا فحمة بن جمير

ويقال : هو اللّيلة التي لا يطلع فيها القمر ، وروى بعضهم بيت الأعشى :

وما بالذي أبصرته العيون

من قطع بأس ولا من فنن

وقال : معناه ولا من قرب يقال : سعى فننا وفنا أي ساعة.

ومما حكى لا يبيتنّ أحدكم جيفة ليل قطرب نهار. القطرب : دويبة تقطع نهارها بالمجيء والذّهاب.

ومن أمثالهم : دلهمس اللّيل برودا المنتجع ، يقال لمن يغيب عن فراشه في غارة أو ريبة وما يجري مجراها ، برودا المضجع : أي لو كان أويا الفراش لكان سخنا ، وكذلك قوله : دلهمس أي ليلة أبدا مظلم لأنّه لصّ.

ويقال : أقصر الرّجل كما يقال : أمسى وأقصر إذا أخّر أمره إلى العشي ، أو جاء في ذلك الوقت. قال : حتى إذا أبصرته للمقتصر ، وقصر الشّيء غايته هو الأصل. قال : كلّ من بان قصره أن يسيرا.

ويقال : بات فلان بليلة القدّ بالدّال والذّال جميعا ، وهو القنفذ ، ويقال : إنه لا ينام لذلك قال شعرا :

قوم إذا دمس الظّلام عليهم

حدجوا قنافذ بالنميمة تمزع

ويقال : ما بقي من النّهار إلا نوّة حتى كان كذا أي ساعة. ومنه ذهب توّا أي : منفردا. وممّا يجري مجرى المثل قوله : أسائر اليوم وقد زال الظهر. أي : أباقي اليوم من سير يسير وسار يسير أي بقي فكأنّه قال : أتنتظر حاجتك غابر يومك وقد مضى أكثره ولم يقض لك. ويقال : لقيته غارضا باكرا من الغريض الطّري.

ويقال : لقيته غدوة غدوة وبكرة بكرة ، وإنه ليخرج غدية وبكيرة غير مصروف وأتيته في سفر الصّبح ، وفلقه وفرقه ، ولقيته عند التّنوير والإنارة ، وأتيته حين الصّبح وحين صدع.

ويقال : أتيته أمسية كلّ يوم ، وأصبوحة كلّ يوم ، وصبحة كلّ يوم وصباحة كلّ يوم ، وأتيته في فناء النّهار وذكائه ، وروق النّهار ، وفي ريقه وأنشد ابن الأعرابي :

والله لا وبيض دمج

أهون من ليل قلاص تمعج

مخارم اللّيل لهنّ بهرج

حتى ينام الورع المزنج

٢٥٣

وقد يقال : محارم الليل بالحاء غير معجمة ، وهي مخاوف اللّيل يحرم على الجبان أن يسلكها. (والدّمج) : والمدجة الخلق. وتمعج : تغدو ، يهرج أي يقطمه ويبطله والمزنّج النّسل : الذي ليس بتام الحزم.

وقال ويقال : أتيته بالغدايا والعشايا ، وجاز الغدايا لاقترانه بالعشايا ، وجمع غداة : أغدية وأغديات ، وعشاء وأعشية وأعشيات. ويقال : غدية وغديات ، وعشية وعشيات ، وضحية وضحيات. قال :

ألا ليت شعري من زيارة أمسيه

غديّات صيف أو عشيّات أشتية

كذا رواه ابن الأعرابي ، وغيره يرويه غديات ، ويقال : أتانا عشوة وعشاوة وذلك عند غروب الشّمس.

تم الجزء الأول

ويتلوه الجزء الثاني ، وأوله : «الباب الحادي والعشرون»

في أسماء السماء والكواكب والفلك والبروج.

٢٥٤

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الجزء الثاني

الباب الحادي والعشرون

في أسماء السّماء والكواكب ، والفلك ، والبروج وهي ثلاثة فصول

فصل

قال قطرب : السّماء مؤنثة وتصغيره سميّة. وزعم يونس أنّ سماء البيت يذكّر ويؤنّث ، وكان أبو عمرو بن العلاء يقول : السّماء سقف البيت يذكر وينشد لذي الرّمة :

وبيت بمهواة خرقت سماءه

إلى كوكب يروي له الماء شاربه

فإن قيل : لم ألحق بمصغّره الهاء وهو على أربعة أحرف ، فقيل : سميّة ومن شرط ما كان على أربعة أحرف من المؤنّث أن لا يلحق بمصغّره الهاء قلت : كان مصغّره يجتمع في آخره ياءات استثقل وخفّف بما حذف منه فعاد يصغّر من حيث اللّفظ به تصغير الثّلاثي. وقال بعضهم : يجوز أن يكون الواحد سماءة وهي السّماءة أعلى كل شيء ، وقال رجل من بني سعد :

زهر تتابع في السّماء كأنّما

جلد السّماء لؤلؤ منثور

وعلى هذا يذكّر ويؤنّث لأنّ ما ليس بينه وبين واحده إلّا طرح الهاء كالنّخل والنّخلة يذكّر ويؤنّث. قال تعالى : (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) [سورة المزّمّل ، الآية : ١٨] فذكر ، ويقال في جمعه : اسمية وهذا إنما يجيء على جمعه مذكّرا لأنّ أفعله من جمع المذكّر كالغطاء والأغطية والرداء والأردية ، والمؤنّث يكون على أفعل مثل ذراع وأذرع. قال العجّاج : بلغه الرّياح والسّمى ، وهذا جاء التأنيث كعناق ، وعنوق. قال سماء وسمي ليس كعناق وعنوق ، لأنّ عناقا مؤنّث ، وسمي الذي هو المطر مذكّر على أنّ المطر سمّي سماء لنزوله من السّماء ، فأما قوله لنهدر كان من أعقاب السمي فإنما خففه وإن كان فعولا للقافية مثل من سر ضرّ ، وقوله :

كأنّما قد رفعت سماؤها

فصار لون تربها هواؤها

٢٥٥

معنى رفعت سماؤها : لم يصبها مطر ، ومثل لون تربها قول الآخر : كأنّ لون أرضه سماءه ، أي لون سمائه للقتام الذي يغشى الجو ، قالوا : هذا بطن السّماء ، وهذا ظهر السّماء لظهرها الذي تراه. قال تعالى : (رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) [سورة الشورى ، الآية : ٣٣] وقالوا : الظّهر الوجه ، وكذلك ظهر النّجوم والسّماء ، وقال تعالى : (بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) [سورة الرحمن ، الآية : ٥٤] البطائن : هاهنا الظّواهر ، وجاء على هذا الضدّ فهو كقولهم : أمر جلل للشديد والهيّن. وقال جندل الطّهوي : يا ربّ رب النّاس في سمائه ، فقصرها وأدخل الهاء.

وقال أبو حنيفة : يقال سماء البيت ، وسماوته وأنشد لامرئ القيس :

ففئنا إلى بيت بعلياء مردح

سماوته من الحمى معصب

وقال أبو حنيفة : يجمع السّماوة سماوات ، وسماوي : قال : وروي بيت ذي الرّمة مسموعا من العرب :

وأفصم سيّار مع الحيّ لم يدع

يروع حافات السّماء له صدرا

يعني بالأفصم الحلال الذي تحل به الأعراب مواضع الفتوق في آنيتهم ، وجعله أفصم لانكسار فمه من طول اعتماله ، ثم يجعل الواو في سماء همزة لمّا وقعت بعد ألف زائدة فقيل سماء ، فأما قول أمية : سماء الإله فوق سبع سمائنا فإنه أتى بثلاثة أوجه من الضرورة.

منها أنّ سماء ونحوها يجمع على سمايا كما يجمع مطية على مطايا ، فحمله على الصّحيح لا على المعتل ، وجمعه على سماي كما يقال : سحابة وسحائب.

والثّاني : أنه حرك التاء في حال الخبر وكان يجب أن يقول : سبع سماء كما يقال جرار.

والثّالث : أنه جمع سماءة على سماي ، وكان يجب أن يقول : سماءة ، وسماء كما يقال : سمامة وسمام قوله :

فصبحت جابيته صهارجا

كأنّه جلد السّماء خارجا

فإنه أراد بجلد السّماء الخضرة التي تظهر ، فشبّه صفاء الماء بصفائه فهو مثل قوله : رزقا جمامة والتقدير : كأنّ لون مائه لون جلد السّماء.

ومن أسماء سماء الدّنيا برقع بكسر القاف ، وقد جاء في شعر أميّة :

وكأنّ برقع والملائك حولها

سدر تواكله القوائم أجرد

٢٥٦

ومن أسمائها : الجرباء ، والخلقاء وكأنّها سمّيت خلقاء لملاستها كالخلقاء من الحجارة قال :

وخوت جربة السّماء فما

لشرب أرويه بمري الجنوب

وخوت : أخلقت ، وقال الهذلي :

أرته من الجرباء في كلّ منظر

طبابا فمثواه النّهار المراكد

ويقال في الجربة ما زرع من الأرض ، وكأنّها إنما سميت جرباء لما فيها من آثار المجرة كأنّها الجرب.

ومن أسمائها : الكحل والمشهور في الكحل أنّها السّنة المجدبة. قال :

قوم إذا صرّحت كحل بيوتهم

عزّ الذّليل ومأوى كلّ قرضوب

وقال يونس : يشهد للكحل أنها السّنة قوله :

بات عرار يكحل فيما بيننا

والحقّ يعرفه ذووا الألباب

وهذا مثل وقيل : أصله أنّ عرار يراد به ما يعرّ من الشّر ، وكحل : سنة شديدة ، والمعنى استوينا فيما أصاب به بعضنا بعضا من الشّدة والمكروه ، ويقال : اركب عرعرك أي صعب أمرك.

وحكي عن الأعراب أنّ عرارا وكحلا بقرتان كانتا في مرج ، فقتلت كحل عرارا فجاء صاحبها فقتل كحلا ووقع الشّر بين صاحبيهما وناديا إلى القتال ، فقال النّاس : بات عرار بكحل فما القتال؟ أي في كلّ واحد ما يبوء بدم الآخر.

وعنان السّماء : نواحيها والواحد عنو. وقال الدّريدي : لا أعرف أعنانا ، وعنان السّماء ما عنّ لك أي عرض ، ويقال : بلغ فلان عنان السّماء للعالي المحل ، ومنه قولهم : جمعتهم في عنن أي في سنن. وقول الشّماخ بعد ما جرت في عنان الشّعريين الأماعز ، هو معانتها لهما يصف شدّة الحر. وأما قول الآخر : عنان الشّمال لا يكونن أضرعا ، فالمراد معانة الشّؤم وهو التّعرض.

ومن أسماء السّماء : (الرقيع) يقال : ما تحت الرقيع أرقع من فلان وهو علم كزيد وعمرو. وذكر بعضهم أنه إنمّا سمّي السّماء الرّقيع لأنها الشيء الذي رقعت به الأرض : أي جعلت مشتملة على الأرض. وجاء في الحديث : «من فوق سبعة أرقعة».

قال : وسمّيت خلقاء : لأنها ملساء. فإن قيل : كيف تكون جرباء وتكون ملساء. قيل :

٢٥٧

إنما سمّيت بالصّفات على حسب أحوالها ، فإذا اشتبكت نجومها فهي الجرباء ، وإذا غابت النّجوم فهي الملساء ، وهذا كما سمّي البحر المهرقان فعللان من المهرق ، وهو فارسية مهره ، وإنما أريد به ملاسته واستواؤه إذا انقطع عنه الموج على أنّ قولهم الخلقاء لا ينافي الجرباء إن كان المراد بالجرباء : النّجوم التي فيها.

وذكر بعضهم أنّ قولهم للبحر : مهرقان وهو من هرقت الماء وزنته مفعلان كأنّه يهرق الماء إلى السّاحل ثم يعود. والصّحيح ما قدّمته وأنشدت لابن مقبل :

يمشي به شول الظّباء كأنّها

جني مهرقان سال باللّيل ساحله

ويريد بجني مهرقان الودع ، وشبّه الظّباء به.

والمجرّة قيل : هي باب السّماء وافتخر أعرابيان فقال أحدهما : بيتي بين المجرّة والمعرّة وقيل : المعرّة وما وراء المجرّة من ناحية القطب الشّمالي سمّيت معرّة لكثرة النّجوم فيه ، وأصل المعرّة موضع العر ، وهذا كما يسمّون السّماء الجرباء.

ويقال : أتيتك حين ازمهرّت الكواكب في السّماء أي أضاءت.

ويقال : أجهر لك الفجر إذا استبان ووضح.

وحكى الخليل الصّاقورة : وقال : هو اسم السّماء الثّانية في شعر أمية بن أبي الصّلت :

وبنى الإله عليهم صاقورة

صماء ثالثة تماع وتجمد

وذكر الحافورة في شعر أمية وقيل هو اسم السّماء الرّابعة وقد ذكره الخارزنجي أيضا.

وذكر الدّريدي أنّ البرجس والبرجيس نجم من نجوم السّماء قال هو بهرام : والجبار : اسم للجوزاء والشّعرى العبور تلو الجوزاء ويسمّى : كلب الجبار أيضا وفي المثل : أتلي من الشّعرى (ومن أسماء السّماء اللّاهة) وسمّيت اللّاهة تعظيما لها ، وهو مشتق من لفظ الإله لأنّه المعبود المعظّم.

ويقال : شنع النّجم إذا ارتفع وهو من تشنّعت الفرس إذا ركبته وتشنّعت الغارة إذا تثبتها.

فصل

الفلك أصله الدّوران والفلك السّفينة يذكّر ويؤنّث قال تعالى : (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا) [سورة هود ، الآية : ٣٧] ثم قال تعالى : (فَاسْلُكْ فِيها) [سورة المؤمنون ، الآية : ٢٧] فأنّث. وقال في موضع آخر : (فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [سورة الشعراء ، الآية : ١١٩] فذكّر ،

٢٥٨

والفلك جماعة السّفن ، وقد فلكت الجارية إذا تفلّكت ثدياها وذلك عند استدارة أصلها قبل النّهود. قال : لم يعد ثدياها أنّ تفلّكا. ويقال : فلكت الجدي ، وهو قضيب يدار على لسانه لئلّا يرضع ، والفلكة أكمة من حجر مستديرة كأنّها فلكة مغزل ، والجميع الفلك والفلكات. قال الخليل : وهو على تقدير النّبكة في الحلقة إلّا أنّ النبكة في ذلك أشدّ تحديدا من رأس الفلكة ، وقال النّحويون : الفلك اسم للسّفينة ويجمع على أفلاك ، وعلى فلك فيصير الفلك اسما للجميع ، وذلك لأنّ فعلا وفعلا يكثر اعتوارهما الشّيء الواحد نحو : العجم والعجم والعرب والعرب ، فمن قال : جمل وأجمال ، قال فلك وأفلاك. ومن قال في مثل : خشب وخشب قال : في فلك إذا جمع فلك. وقال الكميت :

والدّهر ذو فلك والنّاس دوّار

قال أبو حنيفة : وليس قول من قال هو القطب بشيء لأنّ القطب لا يزول من قطب الرّحى والفلك دوّار يدور بدورة كل ما فيه فدور الكواكب كلّها حول القطبين وهما نقطتان من الفلك متقابلان أحدهما في الشّمال والآخر في الجنوب ، وليس يظهر القطب الجنوبي في شيء ، من جزيرة العرب ، وقال أبو عمرو الشيباني : هو القطب والقطب بالكسر والضّم وللسّماء آفاق وللأرض آفاق.

فأمّا آفاق السّماء فما انتهى إليه البصر منها مع وجه الأرض من جميع نواحيها وهو الحدّ بين ما بطن من الفلك وبين ما ظهر قال الرّاجز : قبل دنوّ الأفق من جوزائه. يريد قبل طلوع الجوزاء لأنّ الطلوع والغروب هما على الأفق قال :

فهو على الأفق كعين الأحول

صفواء قد كادت ولمّا تفعل

شبّهها بعين الأحول في أحد الشّقين ، والصّفواء المائلة للمغيب وقال آخر :

حتّى إذا المنظر الغربيّ حار دما

من حمرة الشّمس لمّا اغتاله الأفق

واغتياله إيّاها تغيّبه لها :

وأمّا آفاق الأرض : فأطرافها من حيث أحاطت بك. قال الرّاجز :

يكفيك من بعض ازديار الآفاق

سمراء ممّا درس ابن محراق

يعني بالسّمراء الحنطة ، ودرس وداس بمعنى ويقال للرّجل إذا كان من أفق من الآفاق أفقى وأفقي ، وكذلك السّماء وسطها آفاق عينها فإنّ الفرّاء قال : تقول العرب : مطرنا بالعين ، ومن العين : إذا كان السّحاب ينشأ من ناحية القبلة.

٢٥٩

قال ابن كناسة : عين السّماء ما بين الدّبور والجنوب عن يمينك إذا استقبلت القبلة قليلا ، قال أبو نصر : العين من عن قبلة العراق وهذه الأقاويل قريب بعضها من بعض ، وفي تثبيت عين السّماء قول العجّاج :

سار سرى من قبل العين فجر

عبط السّحاب والرابيع الكبر

وقال أيضا : فثارت العين بماء بجس. وقال أبو عبيدة في العين مثل ذلك ، وقال الأصمعيّ: العين المطر يقيم خمسا أو ستا لا يقلع ، قال : ويقال : أصابتنا عس غزيرة واحتجّ بقول المتلمّس:

فاجتاب أرطات فلاذ بدفئها

والعين بالجون المثالي ترجس

ويؤكّد قول الأصمعي :

وأنا حيّ يحب عين مطيرة

عظام البيوت ينزلون الرّوابيا

وقول ذي الرّمة :

وأردفت الذّراع أرى بعين

سجوم الماء ينسجل انسجالا

وقوله أيضا :

سقى دارها مستمطر ذو غفارة

أجشّ تحرّى منشأ العين رائح

يريد أنّ هذا السّحاب تحرّى أن يكون منشؤه من حيث نشأ للعين غير أنّه ثبت أنّ هناك منشأ هو أحمد المناشئ وبيّنه الكميت بقوله :

راحت له بين صيفي وأولية

من الرّبيع سحاب المغرب الهضب

وإذا كان السّحاب مغربيا فمنشؤه من حيث وصف وليس يمتنع أن يقال : عين وإن كان الأصل في العين عين السّماء ، كما يقال للمطر : سماء ألا ترى أنّهم يقولون : أصابتنا سماء غزيرة ، وكلا المذهبين صحيح.

فصل

في بيان أمر المجرّة وشرح بعض أحوالها وفي السّماء مجرّتها.

وجاء في الأثر أنّها شرج السماء ، كأنّها مجمع السّماء كشرج القبّة وسمّيت مجرّة على التّشبيه لأنّها كأثر المستجب والمجر وتسمّيها العرب : أم النّجوم لأنّه ليس من السّماء بقعة أكثر عدد كواكب منها كما قيل : أم الطريق لمعظمها. قال :

٢٦٠