تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٥٧٩٩ ـ كثير بن ميسرة

مصري ، وفد على عمر بن عبد العزيز. وقيل إنه روى عن عمر بن الخطّاب.

روى عنه : الحارث بن يعقوب ، وأرسل عنه عمرو بن الحارث بن يعقوب.

قرأت بخط عبد الوهّاب الميداني سماعه من أبي سليمان بن زبر ، عن أبيه ، أنبأنا علي ابن داود ، حدّثنا عبد الله بن صالح ، حدّثني الليث قال : حسبت أن عمرو (١) بن الحارث حدّثني. أن كثير بن مرة قدم على عمر بن عبد العزيز بعد قفل القسطنطينة (٢) فقال عمر : يا ابن ميسرة ، هل كنت ترجو قفلا من القسطنطينة (٣) قبل افتتاحها ، فقال : ما كنت أرجو ذلك إلّا بمكانك رجاء (٤) أن تكلم سليمان في أن يأذن لنا ، فقال : هيهات ، يرحم الله أبا أيوب ، لقد كان حسم ذكر ذلك من الناس ، فلا يقدر أحد على أن يكلّمه فيه إلّا بتقريب فتحها ، وإنّي لأذكر أنها حلقة كان الله أبهمها على مدينة الكفر ، فأكون أنا أفكّها ، ثم ذكرت الذي أخاف أن يكون وصل إليهم من الجهد ، فرأيت أن آذن لهم ، فقيل لعمر : إن أهل القسطنطينة (٥) أصابهم جرب شديد ، قال : فأي الأمور خير للجرب؟ قال : زيت الزيتون مطبوخ بالدّفلى (٦) ، فأمر بروايا (٧) كثيرة فطبخت ، ثم حملت إليها.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ، وحدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : كثير بن ميسرة يروي عن عمر بن الخطّاب ، روى عنه الحارث بن يعقوب.

[قال ابن عساكر :](٨) كذا قال ، ويبعد أن يكون سمع من عمر بن الخطّاب زمن عمر بن عبد العزيز ، والله أعلم.

٥٨٠٠ ـ كثير بن هراسة الكلابي البصري

كان من صحابة عبد الملك بن مروان. حكى عنه خلف الأحمر النحوي.

__________________

(١) الأصل : عمر ، تصحيف ، والمثبت عن م و «ز».

(٢) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : القسطنطينية.

(٣) كذا بالأصل ، وفي م و «ز» : القسطنطينية.

(٤) في م : رجلا.

(٥) في م و «ز» : القسطنطينية.

(٦) الدفلى ، شجر مرّ أخضر ، يكون في الأودية.

(٧) الروايا واحدتها راوية ، أوعية يكون فيها ماء.

(٨) الزيادة منا للإيضاح.

٦١

قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ ، وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم عنه ، أنبأنا أبو مسلم محمّد بن علي الكاتب ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن الحسن (١) بن دريد ، أنبأنا أبو عثمان ، عن الثوري ، عن أبي عبيدة قال : وفد الحجّاج إلى عبد الملك ، فوجد عنده كثير بن هراسة العامري ، وعند عبد الملك يومئذ وجوه الناس من قريش وغيرهم ، فقال عبد الملك : يا حجّاج ، قال : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : إنّ العلماء يزعمون أن ثقيفا من إياد ، وقد قال الشاعر :

قومي إياد لو أنّهم أمم

ولو أقاموا لتمّت النّعم

فقال الحجّاج : أصلح الله أمير المؤمنين وأمتع به ، إنّ الحق أبلج ، وإنّ مسلك الصدق منهج ، وإنّ طريق الباطل أعوج ، وإنه لم يخز من ركب الحق ، ولم يعم من قصد الصدق ، ونحن من قيس عيلان ، أو رقت غصوننا بورقه وقد قال شاعرنا :

بان إيادكم ضل من ضل

وأنا من إيادكم براء

وإنّا معشر من جذم قيس

فنسبتنا ونسبتهم سواء

خلقنا منهم وبنوا علينا

كما بنيت على الأرض السماء

فقال ابن هراسة : والله يا أمير المؤمنين إنّ هذا الشر (٢) أصيل ، وعار وبيل ، وخطب جليل ، دخول رجل في قوم ليس منهم ، وخروجه عن قوم رغبة عنهم ، إلّا أنه قد عرف أنه ليس من الفريقين جميعا فأحب أن يغترّ (٣) بالعدد والعدة ، والله يا أمير المؤمنين ما كثرونا من قلة ، ولا اعتززنا بهم من ذلّة ، وما بنا إليهم من حاجة ، ولكن ساقتهم إلينا الفاقة ، ونحن قوم نجير الذمار ، ونحفظ الجوار ، فلجئوا إلينا حين ضاقت عليهم المذاهب ، وكدحتهم المخالب ، وكبحتهم المضارب ، وايم الله لوددت أنهم لحقوا بعشائرهم ، فإنّهم يفسدون إذا أصلحنا ، ويصلحون إذا أفسدنا ، لئام الجدود ، قصار الحدود ، بقية آل ثمود ، وأمساخ القرود ، عبيد وأبناء عبيد ، ابتزوا (٤) أشرا واستنوا مرحا ، واختالوا بطرا.

فقال له الحجّاج : والله يا بن هراسة إنّك لتمد بيد قصيرة ، وباع ضيقة لا تنزع عن

__________________

(١) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

(٢) في م و «ز» : لشر.

(٣) في «ز» : ابتروا ابتراء واستنوا من جاء واحتالوا بظراء.

(٤) في «ز» : يعتز.

٦٢

المحارم ، ولا يشار إليك بالمكارم ، ولا تستشار في القوم ولا يرجى لدفع اليوم ، والله لو لا مكان أمير المؤمنين وحقّه لاستوعرت مركبك ، [ولاستطلت موكبك](١) ولأوردتك موارد تضيق بمصادرها.

فقال ابن هراسة : والله لأنت أضعف كوعا ، وأهون كرسوعا ، وأقصر بوعا ، وأقلّ ورعا من أن تذكر منا شيئا نعرفه ، وتناول منا شيئا نكرهه ، ولكن قل في تضييعك الأمانة ، وإظهارك الخيانة ، كيف تبدل من حلاوتها علقما ، وتمج من مسكنتها دما حين يطلع أمير المؤمنين على خيانتك ويفشو له صنيعك.

فلمّا سمع عبد الملك مقالتهما خشي أن يبلغ أمرهما إلى أعظمه فعزم عليهما حتى سكتا ، وخرج الحجّاج من فوره إلى واسط ، وفتح الله بعد ذلك على المختار فتحا من قبل أفريقية ، فبعث وفدا إلى الحجّاج وهو إذ ذاك على العراق ، وبعث فيهم كثير بن هراسة فدخل كثير بن هراسة على عبد الملك فقام بين يديه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ الله جعلك لنا ملجأ وعزّا وحرزا ، نؤول إليه إن أصابتنا نائبة ، أو دهمتنا بائقة ، وقد بعثتني (٢) يا أمير المؤمنين إلى بلد أتخوفه ، وأمير أفرقه ، قد شمخ بأنفه دون السماء ، واجترأ على الدماء بأرض مجهلة ، نائية ، ليس بها عشيرة ولا حفدة ، فليقلني (٣) أمير المؤمنين إذ كبرت (٤) ويتركني إذ سهوت ، فإنّ ذلك بي أرفق ، ولي موافق.

فقال له عبد الملك : انطلق ، فلعمري للحجّاج أحكم رأيا وأصدق وأيا أن يأخذك بإحنة ، وأيم الله لئن فعل ليفارقن إمارته ، وليذوقن مرارته ، وليتركن الكرامة ، وليندمن على العواقب كلّ الندامة ، وإلا فبالحري أن يكون قد أحكمته التجارب ، وقوّمته العواقب ، وثاب إليه عقله وتجرّد (٥) عنه جهله.

قال : فخرج الوفد حتى قدموا على الحجّاج ، فجعل يتصفّحهم رجلا رجلا حتى مرّ به كثير ، فتجاهل عليه حتى كأنه لا يعرفه ، فقال له : من أنت؟ فقال : أصلح الله الأمير ، أنا كثير

__________________

(١) الزيادة عن م و «ز».

(٢) الأصل : بعثته ، وفي «ز» : بعثني ، والمثبت عن م.

(٣) بالأصل وم : فليقيلني ، وفي «ز» : فليقتلني.

(٤) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : كبوت ، وهو أوجه.

(٥) رسمها بالأصل : «ونمرد» وفي م : وغرب ، والمثبت عن «ز».

٦٣

ابن هراسة العامري ، فقال الحجّاج : مرحبا يا ابن هراسة ، أهل الشرف والرئاسة ، من بهاليل سادة كرام ، قادة حماة ذادة ؛ كيف أنت وهنتك (١) وجميع قومك؟ فقال : أصلح الله الأمير (٢) ، إنه قد كانت بيني وبينه أشياء ضقت بها ذرعا ، وامتلأت منها رعبا ، وأنت صحيح الأديم في الحسب الصميم ، لا يشتكي منك الضعيف ولا يخاف منك العنف ، فإن ترض (٣) عني اغتبط ، وإن تتركني انهبط ، فقال له الحجّاج : ما احتجنا إلى ثنائك (٤) ولا رغبنا في هوائك ، ثم ألحقه بأفضلهم رجلا ، قال : فرجع الوفد حتى قدموا على عبد الملك ، فنظر إلى ابن هراسة فقال : ما لي أراك حديد النظر ، إذ أهلا أم عائبا أم راضيا ، أم ساخطا ، كيف رأيت رأي من رأيك (٥) ، أوجدت الحجّاج جريا (٦) ذاهيا لا يأخذ أمره بالعجلة حتى يصيب من عدوّه غفلة ، قال : أصلح الله أمير المؤمنين ، أنت كنت أحسن من نظر وأصدق قولا ، وأبعد غورا. قاتله الله ما أدق لحظه ، وأحسن لفظه ، وأسكن فوره ، وأبعد غوره ، لا يشتكى منه العجلة ، ولا يؤمن منه الغفلة ، والله يا أمير المؤمنين لو سهل له من أمره ما توعّر ، وتقدم له ما تأخر لطحنني طحن المرداة الململمة حب الفلفل.

ذكر أبو علي الحسين بن القاسم الكوكبي ، أنبأنا أحمد بن زهير ، حدّثنا علي بن نصر ، عن محمّد بن حرب الهلالي قال : قال كثير بن هراسة لابنه (٧) :

أي (٨) بني ، إن من الناس ناسا ينقصونك إن زدتهم ، وتهون عليهم إذا خاصمتهم (٩) ، وليس لرضاهم موضع تعرفه ، ولا لسخطهم موضع تنكره (١٠) ، فإذا رأيت أولئك بأعيانهم فابذل لهم وجه المودة ، وامنعهم موضع الخلصة (١١) ، يكن ما بذلت لهم من المودة دافعا لشرهم ، وما منعتهم من موضع الخلصة (١٢) قاطعا لحرمتهم.

__________________

(١) الأصل : «وهبنك» والمثبت عن «ز».

(٢) من قوله : كيف أنت ... إلى هنا سقط من م.

(٣) بالأصل وم : ترضى ، والمثبت عن «ز».

(٤) الأصل : ثيابك ، وإعجامها ناقص في م ، والمثبت عن «ز».

(٥) كذا الأصل وم و «ز».

(٦) كذا الأصل وم ، وفي «ز» : مرتا.

(٧) الخبر في العقد الفريد ٢ / ١٧٣.

(٨) كذا بالأصل وم و «ز».

(٩) وفي العقد الفريد : خاصصتهم.

(١٠) كذا الأصل وم و «ز» ، وفي العقد الفريد : تحذره.

(١١) الأصل وم و «ز» ، وفي العقد الفريد : الخاصة.

(١٢) الأصل وم و «ز» ، وفي العقد الفريد : الخاصة.

٦٤

٥٨٠١ ـ كثير بن هشام أبو سهل الكلابي الرّقّي (١) نزيل بغداد.

نسبه بعض أهل العلم إلى دمشق لأنه كان يجهز إليها.

حدّث عن جعفر بن برقان ، وحمّاد بن سلمة ، وعبد الرّحمن بن عبد الله المسعودي ، وشعبة بن الحجّاج.

روى عنه : قتيبة بن سعيد ، وإسحاق بن راهوية ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وعمرو الناقد ، وأبو موسى محمّد بن المثنى ، ومحمّد بن يحيى الأزدي ، ومحمّد بن حسّان الأزرق ، والعباس بن محمّد الدوري ، وأحمد بن الوليد الفحّام ، والحارث بن أبي أسامة ، ومحمود بن خداش الطالقاني.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو علي بن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدّثنا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي (٢) ، حدّثنا كثير بن هشام ، حدّثنا جعفر ، حدّثنا عمران البصري القصير عن أنس بن مالك قال : خدمت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشر سنين ، فما أمرني بأمر فتوانيت عنه أو صنعته فلامني ، وإن لامني أحد من أهله إلّا قال : «دعوه فلو قدّر ـ أو قال : لو قضي ـ أن يكون كان» [١٠٦٢١].

أخبرنا أبو الحسن (٣) بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](٤) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي (٦) ، حدّثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ـ إملاء ـ حدّثنا محمّد بن حسّان الأزرق ، حدّثنا كثير بن هشام ، حدّثنا جعفر بن برقان ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر قال : نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن نكاحين ، أن تزوّج (٧) المرأة على عمتها ، ولا على خالتها.

__________________

(١) ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٣٨٤ الترجمة (٥٥٥١) ط دار الفكر وتهذيب التهذيب ٦ / ٥٦٧ (٥٨٢٥) ط دار الفكر وفي التقريب الترجمة (٥٨٢٥) أيضا. وتاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٢ والتاريخ الكبير ٧ / ٢١٨ والجرح والتعديل ٧ / ١٥٨ وطبقات ابن سعد ٧ / ٣٣٤.

(٢) رواه أحمد بن حنبل في المسند ٤ / ٤٦١ رقم ١٣٤١٧ طبعة دار الفكر.

(٣) الأصل : الحسين ، تصحيف ، والتصويب عن «ز» ، وم. والسند معروف.

(٤) الزيادة لتقويم السند عن م و «ز».

(٥) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٢.

(٦) في تاريخ بغداد : أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي.

(٧) في تاريخ بغداد : يتزوج.

٦٥

أخبرنا أبو القاسم بن (١) السّمرقندي ، أنبأنا أحمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان ، وأبو طاهر أحمد بن محمّد بن إبراهيم القصاري. ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد ، أنبأنا أبي أبو طاهر. قالا : أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصّرصري ، حدّثنا أبو عيسى أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن الأنماطي ـ إملاء ـ حدّثنا العباس بن محمّد بن حاتم ، حدّثنا كثير بن هشام ـ وكان من خيار المسلمين ـ حدّثنا جعفر بن برقان ، حدّثنا يزيد بن الأصم قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ذكر حديثا رواه عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم أسمعه ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على منبره حديثا غيره ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من يرد الله به خيرا يفقّهه في الدين ، ولا تزال عصابة من المسلمين يقاتلون على الحقّ ظاهرين على من ناوأهم إلى يوم القيامة» [١٠٦٢٢].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور محمّد بن عبد الملك ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٣) ، أنبأنا البرقاني ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه الهروي ، حدّثنا الحسين بن إدريس قال : قال [ابن](٤) عمّار : كثير بن هشام دمشقي سمسار ، كان يكون ببغداد ، وقال في موضع آخر : كثير بن هشام أبو سهل كان يجهز إلى دمشق سمسارا ، وإلى الرقة ، وإلى ذي الناحية ، وهو ثقة ، وببغداد كان يكون ، وسمعته منه ببغداد ، وهشيم حي.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو العزّ ثابت بن منصور ، قالا : أنبأنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون قالا : ـ أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد ، حدّثنا خليفة بن خيّاط العصفري (٥) قال : كثير بن هشام يكنى أبا سهل ، مات بفم الصلح (٦) سنة سبع ومائتين.

أخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد يوسف بن رباح ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر ، حدّثنا معاوية ، عن يحيى قال في تسمية من نزل بغداد : كثير بن هشام.

__________________

(١) لفظة «بن» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٢) زيادة عن م و «ز» لتقويم السند.

(٣) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٢ ـ ٤٨٣.

(٤) الزيادة عن م ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٥) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٦١٤ رقم ٣٢١٨.

(٦) فم الصلح : نهر كبير فوق واسط.

٦٦

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا (١) ، حدّثنا محمّد بن سعد (٢) قال : في طبقات أهل بغداد : كثير بن هشام ، ويكنى أبا سهل صاحب جعفر بن برقان ، نزل بغداد [ومات](٣) بفم الصلح في شعبان سنة سبع ومائتين.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](٤) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٥) ، أنبأنا الأزهري. وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري.

قالا : أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد قال (٦) : كثير بن هشام ـ زاد الجوهري : ويكنى أبا سهل ـ وهو صاحب جعفر ابن برقان ، وقالا : نزل بغداد بباب الكرخ في السور ، وكان يجهز على التجار إلى الرّقّة وغيرها ، الجزيرة ، والشام ، وكان ثقة ، صدوقا ، ثم (٧) خرج إلى الحسن بن سهل ، وهو بفم الصلح ، فمات هناك في شعبان سنة سبع ومائتين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل السلامي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيّوري ، وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (٨) : كثير بن هشام أبو إسماعيل (٩) الكلابي الرقّي ، سمع جعفر بن برقان ، مات سنة سبع ومائتين.

[قال ابن عساكر :](١٠) صوابه : أبو سهل.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ، عن أبي تمام علي بن محمّد ، عن أبي عمر ابن حيّوية ، أنبأنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : وكثير بن هشام يكنى أبا سهل ، حدّثنا عنه غير إنسان ، توفي في شعبان سنة سبع ومائتين.

__________________

(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٢) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٣) الزيادة عن «ز» ، وم ، للإيضاح.

(٤) الزيادة عن م و «ز» ، لتقويم السند.

(٥) الخبر رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٨.

(٦) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٧ / ٣٣٤.

(٧) كتبت «ثم» فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٨) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ٢١٨.

(٩) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي التاريخ الكبير : «أبو سهل» وبهامشه عن إحدى نسخه «أبو إسماعيل» وسينبه المصنف في آخر الخبر إلى الصواب.

(١٠) الزيادة منا للإيضاح.

٦٧

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم ابن مندة ، أنبأنا أبو علي إجازة. قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمّد. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (١) : كثير بن هشام أبو سهل الكلابي ، نزل بغداد ، روى عن جعفر بن برقان ، روى عنه أبو بكر بن أبي شيبة ، ومحمّد بن المثنى ، وإبراهيم بن موسى ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا محمّد بن عبد الله التاجر ، أنبأنا أبو حاتم التميمي قال : سمعت مسلما يقول : أبو سهل كثير بن هشام الكلابي ، سمع جعفر بن برقان ، روى عنه إسحاق بن إبراهيم.

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر فيما (٢) قرأت عليه عن أبي الفضل بن الحكاك ، أنبأنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم ، أنبأنا أبو الحسن الخصيب بن عبد الله ، أخبرني أبو موسى بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو سهل كثير بن هشام.

قرأت على أبي الفضل أيضا عن أبي طاهر الخطيب ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي (٣) قال : أبو سهل كثير بن هشام.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي (٤) علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، [انا أحمد بن علي بن منجويه](٥) أنبأنا أبو (٦) أحمد قال : أبو سهل كثير بن هشام الكلابي الرّقّي ، سكن بغداد ، سمع جعفر بن برقان ، وفرات بن سلمان ، روى عنه إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ، وقتيبة بن سعيد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](٧) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٨) قال : كثير بن هشام أبو سهل الكلابي الرّقّي ، سمع ببغداد ، وحدّث بها عن جعفر بن برقان ، وحمّاد بن سلمة ، روى عنه قتيبة بن سعيد ، وأبو بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن راهوية ، وعمرو بن محمّد الناقد ، ومحمّد بن يحيى الأزدي ، وأبو موسى محمّد بن المثنى ،

__________________

(١) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٥٨.

(٢) الأصل وم ، وفي «ز» : بينما.

(٣) الكنى والأسماء ١ / ١٩٧.

(٤) كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و «ز».

(٦) كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.

(٧) زيادة من م و «ز» لتقويم السند.

(٨) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٢.

٦٨

ومحمّد ابن حسان الأزرق ، والعباس بن محمّد الدوري ، وأحمد بن الوليد الفحّام ، والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح المؤذن ، أنبأنا أبو الحسن بن السّقّا ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى بن معين يقول : كثير بن هشام ثقة ، نحن أول من كتب عنه ، كتبت عنه مرتين ، مرة قبل أن يصنّف ، ومرة بعد ما صنّف ، أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا حمزة بن محمّد بن طاهر ، ح وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار ، قالا : أنبأنا الحسين بن جعفر ـ زاد ابن الطّيّوري : ومحمّد بن الحسن ، قالوا : ـ أنبأنا الوليد بن بكر ، أنبأنا علي بن أحمد ، أنبأنا صالح بن أحمد ، حدّثني أبي (٣) قال : كثير بن هشام الكلابي يكنى أبا سهل ، سكن بغداد ، ثقة ، رجل صدوق ، يتوكل للتجار يحترف ، من أروى الناس لجعفر بن برقان ، [روى عنه](٤) ألف ومائة (٥) حديث ، ويروي أيضا عن شعبة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](٦) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٧) ، أخبرني محمّد بن أبي علي الأصبهاني ، أنبأنا أبو علي الحسين بن محمّد الشافعي بالأهواز ، حدّثنا أبو عبيد محمّد بن علي الآجري ، قال : سألته ـ يعني ـ أبا داود سليمان بن الأشعث ـ عن كثير بن هشام؟ قيل اليوم مات جعفر بن برقان ، قال أبو عبيد : كثير أراه بغداديا.

أنبأنا أبو الحسين الأبرقوهي ، وأبو عبد الله الخلّال ، قالا : أنبأنا عبد الرّحمن بن محمّد ، أنبأنا حمد (٨) ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٩) : سئل أبي عن كثير بن هشام؟ فقال : يكتب حديثه.

__________________

(١) زيادة عن م و «ز» لتقويم السند.

(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٣.

(٣) ثقات العجلي ص ٣٩٧ رقم ١٤١١.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وتاريخ بغداد ، وفي تاريخ الثقات : ألف ومائتي حديث.

(٦) زيادة عن م و «ز» للإيضاح.

(٧) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٣.

(٨) الأصل وم ، وفي «ز» : أحمد ، تصحيف.

(٩) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٦ / ١٥٨.

٦٩

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (١) : وفيها يعني سنة سبع ومائتين مات كثير بن هشام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا علي بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ حدّثنا عبيد الله بن عبد الرّحمن ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمّد بن المغيرة ، أخبرني أبي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة سبع ومائتين فيها مات كثير بن هشام الرقي ببغداد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا [ـ و](٢) منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٣) ، [أخبرنا الأزهري](٤) أنبأنا محمّد بن العباس ، أنبأنا إبراهيم بن محمّد الكندي ، حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنى ـ. ح قال الخطيب : وأنبأنا ابن (٥) الفضل ، أنبأنا جعفر بن محمّد الخلدي. ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو علي بن المسلمة ، وأبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمّد ، قالا : أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأنا الحسن بن محمّد بن الحسن ، قالا : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قالا : سنة سبع ومائتين فيها مات كثير بن هشام.

أخبرنا أبو الحسن المالكي ، حدّثنا [ـ و](٦) أبو منصور العطّار ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٧) ، أنبأنا الحسين بن علي الصّيمري ، حدّثنا علي بن الحسن الرازي ، حدّثنا محمّد ابن الحسين (٨) الزعفراني ، حدّثنا أحمد بن زهير قال : كثير بن هشام يكنى أبا سهل ، توفي في شعبان سنة سبع ومائتين.

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي محمّد بن أبي طاهر ، أنبأنا مكي ابن محمّد ، أنبأنا أبو سليمان الربعي قال : وفيها ـ يعني ـ سنة سبع ومائتين مات كثير بن هشام في شعبان بفم الصلح.

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٤٧٢ (ت. العمري).

(٢) زيادة عن م و «ز» ، لتقويم السند.

(٣) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٣.

(٤) زيادة لتقويم السند عن تاريخ بغداد.

(٥) بالأصل : «أبو» تصحيف ، والمثبت عن م ، و «ز» ، وتاريخ بغداد.

(٦) زيادة عن م و «ز» ، لتقويم السند.

(٧) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٣.

(٨) بالأصل : الحسن ، تصحيف ، والتصويب عن م و «ز».

٧٠

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب ، أخبرني أبو موسى ، أخبرني أبي قال : أنبأنا عبد الله بن أحمد ، عن محمّد (١) قال : مات كثير بن هشام أبو سهل الكلابي الرقي بفم الصلح في شعبان سنة سبع ومائتين ، سكن بغداد.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي ، حدّثنا الحارث بن محمّد ، حدّثنا كثير بن هشام أبو سهل الكلابي ، ومات بفم الصلح سنة ثمان ومائتين.

٥٨٠٢ ـ كثير بن يسار أبو الفضل الطّفاوي (٣) البصري (٤)

حدّث عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، والحسن بن أبي الحسن البصري ، وثابت البناني (٥) ، وعامر بن شراحيل الشعبي ، وأبي محمّد حبيب بن محمّد العجمي الزاهد.

روى عنه سفيان الثوري ، وحمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان الضّبعي ، وصدقة بن أبي سهل ، وروح بن عبادة ، وأبو عاصم النبيل ، وخالد بن الحارث الهجيمي (٦) ، وسعيد بن عامر الضبعي.

ووفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا (٧) أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا سليمان بن إبراهيم الحافظ ، وسهل بن عبد الله الغازي ، وأحمد (٨) بن عبد الرّحمن الذكواني ، ومحمّد بن أحمد بن ررا (٩) الإمام ، وعبد الرزّاق بن عبد الكريم الحسناباذي (١٠). ح وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، حدّثنا أبو مسعود

__________________

(١) «عن محمد» كذا بالأصل وم ، وسقطت اللفظتان من «ز».

(٢) تاريخ بغداد ١٢ / ٤٨٣ ـ ٤٨٤.

(٣) الطفاوي بضم الطاء المهملة وفتح الفاء ، هذه النسبة إلى طفاوة وطفاوة ، قال ابن الأثير : لم يذكر طفاوة من أي العرب هي. وهذه النسبة إلى ثعلبة وعامر ومعاوية أولاد أعصر بن سعد بن قيس عيلان ، وأمهم طفاوة بنت جرم ابن ريان فنسبوا إليها ، ولا خلاف أنهم نسبوا إلى أمهم (اللباب ٢ / ٢٨٣).

(٤) ترجمته في التاريخ الكبير ٧ / ٢١٣ والجرح والتعديل ٧ / ١٥٨.

(٥) في «ز» : الشامي.

(٦) كذا بالأصل وم و «ز» ، وكتب على هامش «ز» : «الجهمي» وبنو الهجيم من بني العنبر من تميم ، راجع ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ٣٣٣.

(٧) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٨) في «ز» : وأخبرني.

(٩) فوقها في م ضبة ، وسقطت اللفظة من «ز».

(١٠) الأصل وم ، وفي «ز» : الخشاب.

٧١

سليمان بن إبراهيم قالوا : أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم الجرجاني ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن الحسن القطّان (١) ، حدّثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر ، حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا أبو الفضل كثير بن يسار ، حدّثنا (٢) ثابت البناني عن أنس بن مالك. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أتي بتمر ريان فقال : «أنّى لكم هذا التمر؟» قالوا : كان عندنا تمر فبعنا صاعين بصاع ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ردّوا على صاحبكم فبيعوا بغير التمر» (٣) [١٠٦٢٣].

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل البغدادي ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك ، وابن النرسي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (٤) : قال عبد الله بن أبي الأسود : حدّثنا روح بن عبادة ، حدّثنا كثير بن يسار أبو الفضل قال عبد الله وأثنى عليه سعيد بن عامر خيرا ، حدّثنا ثابت البناني ، حدّثنا أنس بن مالك قال : أتي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بتمر ريان فقال : «أنّى لكم؟» فقالوا : عدنا تمر بعل فبعنا صاعين بصاع ، فقال : «ردّوه (٥) على صاحبكم فبيعوه بسعر التمر» [١٠٦٢٤].

أخبرنا أبوا (٦) الحسن (٧) الفقيهان ، قالا (٨) : أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا أبو بكر الخرائطي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم (٩) الدورقي ، حدّثنا عبد الرّحمن بن عمرو بن جبلة (١٠) ، حدّثنا عمرو بن النعمان عن كثير أبي الفضل قال : أخبرني أبو صفوان ـ شيخ من أهل مكة ـ عن أسماء بنت أبي بكر قالت : خرج علي خراج (١١) في عنقي فتخوّفت معه ، فأخبرت به عائشة فقلت : سلي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالت : فسألته فقال : «ضعي يدك عليه ثم قولي ثلاث مرات : بسم الله ، اللهم اذهب عني شرّ ما أجد بدعوة نبيك الطّيّب المبارك المكين عندك ، بسم الله» [١٠٦٢٥] ، قالت : ففعلت ، فانخمص.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله ، حدّثنا أبو بكر الخطيب. ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري. قالا : أنبأنا أبو الحسين علي بن محمّد بن

__________________

(١) الأصل وم ، وفي «ز» : العطار. (٢) مكانها في «ز» : «بن» تصحيف.

(٣) كذا بالأصل وم ، وفي «ز» : فبيعون بعض الثمر.

(٤) رواه البخاري في التاريخ الكبير ١٢ / ٢١٤.

(٥) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي التاريخ الكبير : ردوا.

(٦) بالأصل وم و «ز» : أبو.

(٧) في «ز» : الحسين ، تصحيف ، وفي م كالأصل.

(٨) في «ز» : قال ، وفي م كالأصل.

(٩) في «ز» : «إبراهيم بن مرزوق» ، وفي م كالأصل.

(١٠) في «ز» : بن حبابة ، وفي م كالأصل.

(١١) الخراج : كغراب : قروح (القاموس).

٧٢

عبد الله المعدل ، أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن عمر المقدّمي ، حدّثنا سعيد بن عامر ، حدّثنا أبو الفضل كثير بن يسار قال : دخلنا على حبيب أبي محمّد وهو بالموت فقال : أريد أن آخذ طريقا لم أسلكه قط ، لا أدري ما يصنع بي ، قلت : أبشر يا أبا محمّد ، أرجو أن لا يفعل بك إلّا خيرا ، قال : ما يدريك أنت تلك الكسرة (١) الخبر التي أكلناها لا تكون سمّا علينا.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل المكي ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي ، حدّثنا إسماعيل بن مسعود ، حدّثنا خالد بن الحارث ، حدّثنا كثير أبو الفضل قال : قلت للشعبي : ما تقول ما في أعلام الحرير (٢)؟ قال : أحبّها إليّ أجودها أعلاما.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو (٣) عمرو بن أبي عبد الله ، أنبأنا الحسن بن محمّد ، أنبأنا أحمد بن محمّد ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا علي بن مسلم ، حدّثنا سعيد بن عامر ، عن كثير أبي الفضل قال : شهدت الوليد بن عبد الملك بدمشق صلى الجمعة والشمس على الشرف (٤) ، ثم صلّى العصر.

أخبرنا أبو الغنائم الحافظ ـ إذنا ـ وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو الفضل ، وأبو الحسين ، وأبو الغنائم قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أبو الفضل : [: ومحمد بن الحسن ، قالا ـ أنبأ أحمد بن عبدان ، نا محمد بن سهل ، انا البخاري قال (٥) : كثير بن يسار ، أبو الفضل](٦) سمع (٧) يوسف بن عبد الله بن سلام (٨) ، روى عنه حمّاد (٩) بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وصدقة بن أبي سهل ، وقال عمرو بن علي : حدّثنا مؤمّل بن إسماعيل ، حدّثنا سفيان عن كثير

__________________

(١) في «ز» : الكسيرة.

(٢) الأصل : الحريري ، والمثبت عن م و «ز».

(٣) «أبو» كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.

(٤) بالأصل وم و «ز» : «الشرق». تصحيف ، والتصويب عن المختصر.

(٥) رواه البخاري في التاريخ الكبير ٧ / ٢١٣.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م و «ز» ، لتقويم السند ، وقارن مع التاريخ الكبير.

(٧) زيد بعدها في التاريخ الكبير «الحسن و» وقد وضعت بين معكوفتين ، لأنها استدركت عن إحدى نسخ التاريخ الكبير.

(٨) زيد بعدها في التاريخ الكبير : «وثابتا» وقد استدركت فيه أيضا عن إحدى نسخه.

(٩) في «ز» : خالد.

٧٣

أبي الفضل عن الحسن قال : كانت (١) راية النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سوداء.

قال عمرو : وكنيته أبو الفضل ، روى عنه أبو عاصم كتابا (٢) ، وأبو الفضل الذي روى عن الحسن من نسي صلاة.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني ، أنبأنا أبو بكر ، أنبأنا أبو سعيد ، أنبأنا مكي قال : سمعت مسلما يقول : أبو الفضل كثير بن يسار سمع الحسن ، ويوسف بن عبد الله بن سلام ، روى عنه الثوري ، وحمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وروح. أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب قالا : أنبأنا ابن مندة ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٣) : كثير بن يسار أبو الفضل ، روى عن الحسن ، وثابت البناني ، ويوسف بن عبد الله بن سلام ، روى عنه حمّاد بن زيد ، وجعفر بن سليمان ، وصدقة بن أبي سهل ، وروح بن عبادة ، سمعت أبي يقول ذلك.

قال ابن أبي حاتم : جعل البخاري هذا الاسم اسمين ، وسمعت أبي يقول هما واحد ، والذي ظن هو أنه أحدهما ، ونسب رواية الثوري وأبي عاصم النبيل إليه فهو بحر (٤) السقا ، وليس من كثير بن يسار بشيء.

أخبرنا على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل المكي ، أنبأنا أبو النصر (٥) ، أنبأنا الخصيب ، أخبرني أبو موسى ، أخبرني أبي قال : أبو الفضل كثير بن يسار.

قرأت على أبي الفضل أيضا ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنبأنا أبو القاسم بن الصّوّاف ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال (٦) : أبو الفضل كثير بن يسار (٧) سأل الشعبي ، حدّث عنه خالد بن الحارث.

أخبرنا (٨) أبو (٩) الفتح نصر الله بن محمّد ، حدّثنا نصر بن إبراهيم ، أنبأنا سليم بن أيوب الفقيه ، أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمّد بن سليمان الموصلي ، حدّثنا أبو القاسم علي بن

__________________

(١) بالأصل وم و «ز» : كان ، والمثبت عن التاريخ الكبير.

(٢) بالأصل وم و «ز» : كتاب.

(٣) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٥٨.

(٤) كذا بالأصل وم والجرح والتعديل ، وفي «ز» : غير.

(٥) في «ز» : أبو نصر.

(٦) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٨٠.

(٧) في الكنى والأسماء : كثير بن شاذان يسار.

(٨) كتب فوقها بالأصل : ملحق.

(٩) سقط الخبر التالي من «ز».

٧٤

إبراهيم بن أحمد الحوري ، حدّثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت القاضي محمّد بن أحمد بن محمّد بن أبي بكر المقدّمي يقول : كثير بن يسار بصري ، أبو الفضل (١).

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا محمّد بن محمّد قال : أبو الفضل كثير بن يسار الطّفاوي ، سمع يوسف بن عبد الله بن سلام الخزرجي ، وأبا سعيد الحسن بن أبي الحسن الأنصاري ، وأبا محمّد ثابت بن أسلم البناني ، روى عنه أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري ، وأبو إسماعيل حمّاد بن زيد الأزدي ، وأبو سليمان جعفر بن سليمان الضّبعي. أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب قال : كثير بن يسار أبو الفضل البصري ، سمع حبيبا أبا محمّد العابد ، روى عنه سعيد بن عامر الضّبعي.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن علي بن هبة الله قال (٢) : أما (٣) يسار ، أوّله ياء معجمة باثنتين من تحتها وسين مهملة : كثير بن يسار أبو الفضل البصري ، سمع حبيبا أبا محمّد العابد ، روى عنه سعد بن عامر الضّبعي حكاية.

٥٨٠٣ ـ كثير الصّنعاني اليماني

حكى عن عروة بن الزبير ، والضّحّاك بن فيروز الدّيلمي. ووفد على عبد الملك بن مروان.

روى عنه : أمية بن شبل الصّنعاني اليماني.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، ومحمّد بن موسى ، قالا : حدّثنا أبو العباس ـ هو الأصم ـ حدّثنا محمّد ـ هو ابن إسحاق الصّنعاني (٤) ـ حدّثنا يحيى ـ هو ابن معين ـ حدّثنا هشام بن يوسف ، أنبأنا أمية بن شبل عن كثير الصّنعاني قال : كنت مع الضّحّاك بن فيروز الديلمي يوم ردّ عبد الملك على عروة سيف الزبير ، قال : فخرجا به إليّ فقال : فسمعت الضّحّاك يعتذر إليه ، قال : وسمعت عروة يقول له (٥) :

__________________

(١) كتب بعدها بالأصل وم : إلى.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ١ / ٣١١ و ٣١٨.

(٣) بالأصل : أنبأنا ، والمثبت عن م و «ز» ، والاكمال.

(٤) الأصل : الصغاني ، تصحيف ، والمثبت عن م و «ز».

(٥) الشعر لأبي قلابة الهذلي ، شرح أشعار الهذليين ٢ / ٧١٣.

٧٥

لا تأمن الموت في حلّ ولا حرم (١)

إنّ المنايا بجنبي كلّ إنسان

واسلك طريقك هونا غير مكترث

فسوف يأتيك ما يمني له الماني

الخير والشر مجموعان في قرن (٢)

بكلّ ذلك يأتيك الجديدان

ولا تقولنّ لشيء : سوف أفعله (٣)

لعل فيه غد يأتي بتبيان

٥٨٠٤ ـ كثير بن عبد الرّحمن ابن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد (٤) بن سبيع (٥)

بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو ابن عامر بن لحي بن قمعة بن إلياس

بن مضر أبو صخر الخزاعي الحجازي (٦)

الشاعر المعروف بابن أبي جمعة ، وهو كثيّر عزّة.

وفد على عبد الملك بن مروان ، وروى عنه خطبة له.

ووفد على عمر بن عبد العزيز وغيره من خلفاء بني أميّة ، وكان من فحول الشعراء.

روى عنه : حمّاد الراوية.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي ، أنبأنا علي بن عبد العزيز قال : قرئ على أحمد بن جعفر ، أنبأنا الفضل بن الحباب ، حدّثنا محمّد ابن سلّام قال (٧) : كثير بن عبد الرّحمن الخزاعي ، وهو ابن أبي جمعة ، وكنيته أبو صخر ، وهو عند أهل الحجاز أشعر من كلّ من قدّمنا عليه.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال : أما كثيّر فهو : كثيّر بن عبد الرّحمن أبو صخر ، صاحب عزّة ، الشاعر ، مشهور ، يقال :

__________________

(١) صدره في أشعار الهذليين : لا تامنن ولو أصبحت في حرم.

(٢) صدره في أشعار الهذليين : إن الرشاد وإن الغي في قرن.

(٣) الذي في أشعار الهذليين ، صدر هذا البيت ، روى فيه صدرا للبيت الثاني الذي بدايته : واسلك طريقك.

(٤) في الأغاني : مخلد بن سعيد بن سبيع.

(٥) قال أبو ذر الخشني في شرح السيرة : صوابه يثيع ، بالياء المثناة.

(٦) ترجمته وأخباره في :

الشعر والشعراء ١ / ٥٠٣ والأغاني ٩ / ٣ والمؤتلف والمختلف ص ١٦٩ ومعجم الشعراء ص ٣٥٠ وفيات الأعيان ٤ / ١٠٦ عيون الأخبار ٢ / ١٤٤ خزانة الأدب ٢ / ٣٨١ الاشتقاق ٢٨٠ وطبقات فحول الشعراء ص ١٦٥ و ١٦٧ وديوانه المطبوع ط. دار الكتاب العربي) بيروت.

(٧) طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي ص ١٦٧.

٧٦

مات هو وعكرمة مولى ابن عبّاس في يوم واحد ، فقال الناس : مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس.

ويقال : هو كثيّر بن أبي جمعة ، أبو جمعة هو جدّه أبو أمّه ، واسمه الأشيم من خزاعة.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة عن عبد الرحيم بن أحمد. ح وحدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمّد بن يحيى ، حدّثنا نصر بن إبراهيم ، أنبأنا عبد الرحيم ، أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال : وكثيّر بضم الكاف وتشديد الياء المعجمة : كثيّر بن عبد الرّحمن ، وهو ابن أبي جمعة ، ويكنى أبا صخر ، مات هو وعكرمة في يوم واحد ، يقال : سنة خمس ومائة دخل على الخلفاء وأنشدهم ، ذكر عنه جماعة من العلماء الأبيات الشعر للخلفاء وغير ذلك.

قرأت على أبي محمّد الحداد عن أبي نصر الحافظ قال (١) : وأما كثيّر مثل ما قبله إلّا أن كافة مضمومة ، وثاءه مفتوحة ، وياءه مشددة (٢) ، فهو كثيّر ابن عبد الرّحمن بن أبي جمعة ، أبو صخر الشاعر المشهور ، صاحب عزّة ، كان متنقلا في المذاهب.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، وأبو الحسين بن الفراء ، قالوا : أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنبأنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأنا أبو عبد الله الطوسي ، حدّثنا الزبير بن بكّار قال : فولد النّضر بن كنانة : مالكا ويخلد والصّلت ، وبه كان يكنى ، وأمّهم عكرشة بنت عدوان بن عمرو بن قيس عيلان ، واسمه الحارث بن عمرو بن قيس عيلان ، وإنما سمي عدوان أنه عدا على أخيه فهم ففقأ عينه فسمّي بها عدوان.

قال : وحدّثنا الزّبير قال : قال عمي : فأما الصّلت بن النّضر فإن من الملحيين من خزاعة من يزعم أنه من ولده ، وقد قال كثيّر بن عبد الرّحمن يذكر ذلك (٣) :

أليس أبي بالصّلت أم ليس إخوتي

بكلّ هجان (٤) من بني النّضر أزهرا

رأيت ثياب العصب مختلط (٥) السّدى

بنا وبهم والحضرمي (٦) المخصّرا

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٢٦.

(٢) في الاكمال : وبعدها ياء مشددة مكسورة.

(٣) الشعر في ديوان كثير ط بيروت (دار الكتاب العربي) ص ٩٤ وسيرة ابن هشام ١ / ٩٧ ـ ٩٨ والأغاني ٩ / ١١.

(٤) الأصل وم و «ز» : هجاني ، والمثبت عن الديوان ، والهجان : الكريم.

(٥) في الديوان : فاختلط.

والعصب : ثياب يمنية ، لأنها تصبغ بالعصب ، وهو والورس لا ينبتان إلّا باليمن. والسدى : ما مدّ من خيوط الثوب طولا.

(٦) الحضرمي : النعال ، والمخصّر : التي تضيق من جانبيها كأنها ناقصة الخصرين.

٧٧

فإن لم تكونوا من بني النّضر فاتركوا

أراكا (١) بأذناب الفوائج (٢) أخضرا

إذا ما قطعنا من قريش قرابة

بأي نجاد نحمل (٣) السيف ميسرا

ميسرة أبو علقمة ، وقد أنكرت ذلك عليه خزاعة.

وقال أبو علقمة البارقي يرد عليه (٤) :

لعمري لقد زار العراق كثيّر

بأحدوثة من وحيه (٥) المتكذّب

أيزعم أنّي من كنانة والدي (٦)

وما لي من أمّ هناك ولا أب

وقال عبد العزيز بن وهب بن جبير مولى خزاعة : قال زبير : وقال غير عمي عبد العزيز ابن وهب مولى صالح بن السّفاح الخزاعي (٧) :

ستأبى بنو عمرو عليك وينتمي

بهم نسب (٨) في جذم (٩) غسّان معرق

فإنّك لو أعذرت أو قلت شبهة

من الأمر (١٠) فيها للمخاصم معلق

عذرناك أو قلنا صدقت وإنّما

يصدّق بالأقوال من كان يصدق

فإنّك لا عمرا (١١) أباك ترومه (١٢)

ولا النضر إذ ضيّعت شيخك تلحق

فأصبحت كالمهريق (١٣) فضل سقاية (١٤)

لجاري شراب (١٥) بالملا يترقرق

__________________

(١) الأصل : دراكا ، والمثبت عن م و «ز» ، والديوان.

(٢) إعجامها ناقص بالأصل وم ، وفي «ز» : الفوائح ، والمثبت عن الديوان وابن هشام ، والفوائج : رءوس الأودية.

وقيل عيون ماء.

(٣) الأصل : نحعل ، والمثبت عن م و «ز» والديوان.

(٤) في الأغاني ٩ / ١٢ للأحوص ، ويقال : بل قاله سراقة البارقي. وقال أبو الفرج في خبر الزبير : أبو علقمة الخزاعي. ثم ذكر البيتين.

(٥) تقرأ بالأصل وم : وجبة ، وفي «ز» : وجنة. والمثبت عن الأغاني.

(٦) الأغاني : أوّلي.

(٧) الأبيات في الأغاني ٩ / ١٢ ـ ١٣ منسوبة للأحوص يجيب كثير.

(٨) الأغاني : حسب.

(٩) الجذم : الأصل.

(١٠) الأغاني :

فإنك لو قاربت أو قلت شبهة

لذي الحق فيها

(١١) الأصل وم و «ز» : عمرو.

(١٢) الأغاني : حفظته.

(١٣) الأصل : كالنهرين ، والمثبت عن م و «ز» والأغاني.

(١٤) الأغاني : فضلة مائه.

(١٥) الأصل و «ز» : شراب ، والمثبت عن م ، وفي الأغاني : لبادي سراب.

٧٨

قال الزبير : وزادني المؤمّلي عن أبي عبيدة بن عبد الله على أثر : بأذناب الفوائج (١) أخضرا :

أتيت (٢) الذي قد سمّتني فنكرتها

وإن سمتها يوما قبيصة أنكرا

قبيصة بن ذؤيب.

قال الزبير : وقال عمر بن أبي بكر قائل :

ستأبى بنو عمرو عليك وينتمي

بهم نسب في جذم غسان معرق

قال : وحدّثنا الزبير ، قال : وحدّثني عبد الرّحمن بن الخضر الخزاعي من ولد جمعة بنت كثيّر أن كثيّرا قال في نسبهم إلى النضر لأبي علقمة الخزاعي (٣) :

أبا علقم (٤) أكرم كنانة إنّهم

مواليك إن أمر سما (٥) بك معلق

بنو النّضر ترمي من ورائك بالحصى

أولو حسب فيهم حفاظ (٦) ومصدق

يفيدونك المال الكثير ولا تجد

لملكهم شبها لو انّك تصدق

إذا ركبوا ثارت عليك عجاجة

وفي الأرض من وقع الأسنّة أولق (٧)

قال الزبير : وقال غير عبد الرّحمن بن الخضر قال كثيّر :

أبا حتبر أحبب كنانة إنهم

مواليك إن أمر نبا بك محدق

فقال الأحوص الأنصاري (٨) :

دع القوم ما احتلوا ببطن قراضم (٩)

وحيث تفشّى بيضه المتغلّق

فإنّك لو قربت أو قلت شبهة

لذي الحقّ فيها والمخاصم معلق

عذرناك أو قلنا صدقت وإنّما

يصدّق بالأقوال من كان يصدق

ستأبى بنو عمرو عليك وتنتمي

بهم نسب في جذم غسان معرق

وإنّك لا عمرا (١٠) أباك حفظته

ولا النضر إذ ضيعت شيخك تلحق

__________________

(١) إعجامها ناقص بالأصل وم و «ز». وقد صوبناها : الفوائج.

(٢) كذا بالأصل وم و «ز» ، وفي الديوان ص ٩٥ : أبيت.

(٣) الأبيات في ديوان كثير ص ١٢٧ والأغاني ٩ / ١٢.

(٤) الديوان والأغاني : «أبا خبث» قال أبو الفرج : وفي رواية الزبير : أبا علقم.

(٥) بالأصل وم و «ز» : «وسما» والمثبت عن الديوان.

(٦) الديوان والأغاني : وفاء.

(٧) الأولق : الجنون.

(٨) الأغاني ٩ / ١٢ ونسبها للأحوص.

(٩) قراضم موضع بالمدينة.

(١٠) الأصل وم و «ز» : عمرو ، والمثبت عن الأغاني.

٧٩

ولم تدرك القوم الذين طلبتهم

فكنت كما كان السّقاء المعلّق

بجذمة (١) ساق ليس منه لحاؤها

ولم يك عنه قلبها يتعلق

وأصبحت كالمهريق فضل (٢) سقائه

لباقي سراب (٣) بالملا يترقرق

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد عبد الوهّاب بن علي ، حدّثنا علي بن عبد العزيز قال : قرئ على أحمد بن جعفر الختّلي ، أنبأنا الفضل بن الحباب ، حدّثنا محمّد بن سلّام قال (٤) : سمعت يونس النحوي يقول : كان ابن أبي إسحاق يقول :

كثيّر أشعر أهل الإسلام ، ورأيت ابن أبي حفصة يعجبه مذهبه في المديح جدا يقول : كان يستقصي المديح كان فيه مع جودة شعره خطل وعجب ، وكانت له منزلة عند قريش وقدر.

أنبأنا أبو علي محمّد بن محمّد بن عبد العزيز بن المهدي. وأخبرنا أبو الحجّاج يوسف بن مكي الفقيه عنه ، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمّد ابن (٥) أحمد العتيقي ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، حدّثنا محمّد بن مزيد (٦) بن أبي الأزهر قال : يروى عن طلحة بن عبد الله بن عوف قال : لقي الفرزدق كثيّرا بقارعة البلاط وأنا معه فقال : أنت يا أبا صخر أنسب العرب حين تقول (٧) :

أريد لأنسى ذكرها فكأنّما

تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل

فقال له كثيّر : وأنت يا أبا فراس أفخر العرب حين تقول (٨) :

ترى الناس ما سرنا يسيرون خلفنا

وإن نحن أومأنا إلى الناس وقّفوا

 ـ قال : وهذان البيتان لجميل سرق أحدهما كثيّر والآخر الفرزدق ـ فقال له الفرزدق : يا أبا صخر ، هل كانت أمك ترد البصرة؟ قال : لا ، ولكن كان أبي يردها.

__________________

(١) الأصل : بخدمة ، وإعجامها غير واضح في م ، والمثبت عن «ز» ، والجذمة : القطعة.

(٢) الأغاني : فضلة مائه.

(٣) الأصل و «ز» : شراب ، والمثبت عن م ، وفي الأغاني : لبادي سراب.

(٤) طبقات فحول الشعراء للجمحي ص ١٦٧.

(٥) من قوله : بن عبد العزيز إلى هنا سقط من م ، فاختل فيها السند واضطرب.

(٦) الأصل وم ، وفي «ز» : يزيد ، تصحيف ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٤١.

(٧) ديوان كثير ص ١٧٦.

(٨) ديوان الفرزدق (ط بيروت) ٢ / ٣٢.

٨٠