أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٤
سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : الليث بن أبي رقيّة مولى الثقفيين ، دمشقي ، كاتب عمر بن عبد العزيز.
قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) :
أما رقيّة بضم الراء وفتح القاف ، والياء المشددة المعجمة باثنتين من تحتها : ليث بن أبي رقيّة ، كاتب عمر بن عبد العزيز ، حدّث عنه مجاهد.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٢) :
في تسمية عمّال سليمان كاتب الرسائل ليث بن أبي رقيّة مولى أم الحكم ابنة أبي سفيان.
ثم ذكره خليفة في عمال عمر بن عبد العزيز (٣).
٥٨٦٣ ـ الليث بن سعد بن عبد الرّحمن أبو الحارث الفهمي المصري الفقيه (٤)
سمع يزيد بن أبي حبيب ، ومحمّد بن مسلم الزهري ، وأبا الزبير المكي وسعيد (٥) بن أبي هلال ، وعبيد الله بن أبي جعفر ، ونافع مولى ابن عمر ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، وعطاء بن أبي رباح ، وسعيد المقبري ، ومحمّد بن عجلان ، وبكير بن عبد الله بن الأشجّ ، ويونس بن يزيد ، وعقيل بن خالد ، وعمرو بن الحارث.
روى عنه : محمّد بن عجلان ، وهو من شيوخه ، وهشام بن سعد ، وقيس بن الربيع ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن المبارك ، وهشيم بن بشير ، وعبد الله بن وهب ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، وأبو صالح كاتب الليث ، وسعيد بن كثير بن عفير.
روى عنه : من أهل دمشق : محمّد بن بكّار بن بلال ، وأبو خليد عتبة بن حمّاد ،
__________________
(١) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٨٨ و ٨٩.
(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣١٩.
(٣) ذكره خليفة في تاريخه ص ٣٢٤ كاتب عمر بن عبد العزيز.
(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٣٦ وتهذيب التهذيب ٤ / ٦٠٨ وطبقات ابن سعد ٧ / ٥١٧ التاريخ الكبير ٧ / ٢٤٦ والجرح والتعديل ٧ / ١٧٩ وحلية الأولياء ٧ / ٣١٨ وتاريخ بغداد ١٣ / ٣ ووفيات الأعيان ٤ / ١٢٧ وميزان الاعتدال ٣ / ٤٢٣ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٣٦.
(٥) بالأصل : «أبو سعيد» والمثبت عن م ، ود ، وت.
والوليد بن مسلم ، وأبو عمر حجين بن المثنى ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، ويونس بن محمّد المؤدب ، وأبو النضر هاشم (١) بن القاسم ، ويحيى بن إسحاق السّيلحيني ، وشبابة بن سوّار ، وموسى بن داود ، وعيسى بن حمّاد زغبة ، ومحمّد بن رمح ، وقتيبة بن سعيد ، ويزيد ابن خالد بن عبد الله بن موهب الرملي ، وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي ، وغسان بن الربيع الموصلي ، وكامل بن طلحة الجحدري وغيرهم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني ، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر ، أنبأنا أبو بكر الميانجي ، حدّثنا إبراهيم بن أسباط ـ ببغداد ـ حدّثنا عاصم بن علي. ح قال : وحدّثنا السّرّاج بنيسابور ، وهو محمّد بن إسحاق ، حدّثنا قتيبة بن سعيد. ح قال : وأنبأنا ابن قتيبة محمّد بن الحسن العسقلاني ـ بعسقلان ـ حدّثنا يزيد بن موهب. ح قال : وحدّثنا أبو عامر حامد بن سعدان بالميانج (٢) ، وأبو بكر بن زبّان بمصر ، قالا : حدّثنا محمّد بن رمح ، قالوا : حدّثنا الليث عن الزهري عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من كذب علي».
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالا : أنبأنا سعيد بن أحمد العيّار ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الصيرفي ، حدّثنا أبو العباس السراج ، حدّثنا قتيبة ، حدّثنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [١٠٧٠٥].
لفظ علي عاصم (٣) بن علي.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ببغداد.
ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفراوي ، أنبأنا أبو عثمان الصابوني. ح أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر القشيري ، قالا : أنبأنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشّاب ، قالا : أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، قالا : أنبأنا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا ليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن معاذ بن جبل. أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم كان في غزوة
__________________
(١) بالأصل : «هشم» والمثبت عن م ، ود ، وت.
(٢) الميانج : موضع بالشام (راجع الأنساب : الميانجي).
(٣) تقرأ بالأصل ، ود ، وت : «علي صم بن علي» ولعل الصواب ما أثبت.
تبوك إذا ارتحل قبل زيغ ـ وقال المزكي : قبل أن تزيغ ـ الشمس آخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعا ، وإذا ارتحل قبل زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ، ثم سار ، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخّر المغرب حتى يصليها مع العشاء ، فإذا ارتحل بعد المغرب عجّل العشاء فصلاها مع المغرب [١٠٧٠٦].
قال قتيبة : عليه سبع علامات ، علامة أحمد بن حنبل (١).
أخرجه أبو داود (٢) ، والترمذي (٣) عن قتيبة.
أنبأنا أبو محمّد بن العباس العلوي ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أحمد بن الفضل الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال (٤) :
وقد انفرد الغرباء عن الليث بأحاديث ليست عند المصريين عنه : فمنها حديث مروان بن محمّد عن الليث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي ثور الفهمي ليس بمصر عند المصريين ، ومنها حديث قتيبة بن سعيد ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل ، عن معاذ بن جبل : حديث الصلاة ليس بمصر أيضا ، وأحاديث أخر للغرباء عن الليث ليست بمصر.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال :
هذا حديث رواته أئمة ثقات ، وهو شاذ الإسناد والمتن ، ثم لا نعرف له علة نعلّله بها ، فلو كان الحديث عن الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعلّلنا به الحديث ، ولو كان عند (٥) يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعلّلنا به ، فلمّا لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون معلولا ، ثم نظرنا لم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطّفيل رواية ، ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل ، ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل غير أبي الطفيل ، فقلت : الحديث شاذ ، وقد حدّثونا عن أبي العبّاس الثقفي ، قال : كان قتيبة بن
__________________
(١) زيد بعدها في م ، ود ، وت :
ويحيى بن معين ، وأبي خيثمة ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، والحميدي ، حتى عدّ سبع علامات.
(٢) سنن أبي داود ، كتاب الصلاة رقم ١٢٠٨.
(٣) سنن الترمذي ؛ أبواب الصلاة (٣٩٤) باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين رقم ٥٥٣.
(٤) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٥.
(٥) استدركت اللفظة على هامش د ، وبعدها صح.
سعيد يقول لنا علي : هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل ، وعلي بن المديني ، ويحيى بن معين ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وأبي خيثمة حتى عدّ قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث.
وقد أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا قتيبة ، فذكر نحوه.
قال الحاكم : فأئمة الحديث إنّما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه ، ثم لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة ، وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب وحدّثنا به عن أبي عبد الرّحمن النسائي ، وهو إمام عصره عن قتيبة بن سعيد ، ولم يذكر أبو عبد الرّحمن ، ولا أبو علي للحديث علّة فنظرنا فإذا الحديث موضوع وقتيبة ثقة مأمون.
قال الحاكم : حدّثني علي بن محمّد بن موسى بن عمران الفقيه ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال : سمعت صالح بن حفصوية النيسابوري قال أبو بكر : وهو صاحب حديث يقول سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول : قلت لقتيبة بن سعيد : مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟ فقال : كتبته مع خالد المدائني ، قال البخاري : وكان خالد المدائني يدخل الأحاديث على الشيوخ.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي ، حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور محمّد ابن عبد الملك ، قالا : أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ أنبأنا القاسم بن غانم بن حموية المهلّبي ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (٣) ، قال : سمعت ابن بكير يقول : خرج الليث إلى العراق سنة إحدى وستين.
أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثنا أبو مسهر ، قال :
قدم علينا ليث بن سعد ، وكان يجالس سعيد بن عبد العزيز. فأتاه أصحابنا فعرضوا عليه ، فلم أر أخذها عرضا حتى قدمت على مالك بن أنس ، فأخبرني عبد الله بن أحمد ـ يعني ـ ابن ذكوان عن مروان قال : لما قدم علينا ليث بن سعد جالس سعيد بن عبد العزيز.
__________________
(١) زيادة عن م ، ود ، وت ، للإيضاح.
(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٤.
(٣) بالأصل ، وم ، ود ، وت : البوسنجي : والمثبت عن تاريخ بغداد.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو سعيد بن حسنويه ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر. ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الفضل بن خيرون. ح وأخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، أنبأنا أبو طاهر ، قالا : أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، قالا : حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (١) :
ليث بن سعد مولى لقيس ، يكنى أبا الحارث ، مات سنة خمس وسبعين ومائة ، ذكره في الطبقة الرابعة من أهل مصر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنبأنا يوسف بن رباح ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال في تسمية محدثي أهل مصر : ليث بن سعد.
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح المؤذن ، أنبأنا أبو الحسن (٢) بن السقا ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : ليث بن سعد كنيته أبو الحارث.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأنا إبراهيم بن أحمد ، حدّثنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : الليث بن سعد يكنى أبا الحارث.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٣) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا. ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم. قالا : حدّثنا محمّد بن سعد قال (٤) :
في الطبقة الخامسة من أهل مصر : الليث بن سعد مولى لقيس ، يكنى أبا الحارث ، مات يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شعبان سنة خمس وستين ومائة ، وكان قد استقل
__________________
(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٤٤ رقم ٢٧٩٩.
(٢) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن م ، وت ، ود.
(٣) بالأصل ود ، وت : اللبناني ، وفي م : البناني ، كله تصحيف ، والصواب ما أثبت.
(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٥١٧.
بالفتوى في زمانه بمصر ـ زاد ابن الفهم : ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك ، وكان ثقة ، كثير الحديث ، صحيحه ، وكان سريا من الرجال ، نبيلا ، سخيا ، له ضيافة.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي قال : قال أبو أحمد بن فارس ، قال محمّد بن إسماعيل البخاري. ح وأخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه ، وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين قالا : ـ أنبأنا أبو بكر الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ ، أنبأنا البخاري قال (١) : ليث بن سعد (٢) مولى فهم ، مصري ، قال عمرو بن خالد : مات سنة خمس وسبعين ومائة.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله بن عبد الملك ـ مشافهة ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : أنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٣) :
ليث بن سعد بن عبد الرّحمن أبو الحارث المصري ، روى عن ابن أبي مليكة ، وعطاء ، والزهري ، وبكير بن الأشج ، روى عنه ابن المبارك ، وهشيم ، والوليد بن مسلم ، وابن وهب ، وأبو صالح كاتب الليث ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، سمعت أبي يقول ذلك.
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي ، سمع الزهري ، ونافعا ، روى عنه ابن المبارك ، وأبو النضر.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : والليث يكنى أبا الحارث.
قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٤٦.
(٢) زيد بعدها في التاريخ الكبير : أبو الحارث.
(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ١٧٩.
الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :
أبو الحارث الليث بن سعد ، مصري ، ثقة.
أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد [الفقيه ، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا طاهر بن محمد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم ، نا يزيد بن محمد](١) بن إياس ، قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : الليث بن سعد الفهمي أبو الحارث.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال : الليث بن سعد أبو الحارث.
أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (٢) : أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرّحمن الفهمي ، مولى فهم بن قيس عيلان المصري ، سمع عطاء بن أبي رباح ، ونافعا مولى ابن عمر ، روى عنه هشيم بن بشير ، وأبو صفوان عطاف بن خالد ، وابن المبارك ، وابن وهب (٣).
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال : ليث بن سعد بن عبد الرّحمن الفقيه ، يكنى أبا الحارث ، يقال : مولى بني فهم ، ثم لآل خالد بن ثابت بن طاعن الفهمي ، ثم من بني كنانة بن عمرو بن القين ، وكان اسمه في ديوان مصر في موالي كنانة بن فهم ، وأهل بيته يقولون : نحن من الفرس من أهل أصبهان ، وليس لما قالوه عندنا من ذلك صحة ، ومولد الليث بن سعد بقرقشندة (٤) قرية من أسفل أرض مصر.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل المقدمي (٥) ، أنبأنا مسعود بن ناصر ، أنبأنا عبد الملك بن الحسن ، أنبأنا أبو نصر الحافظ ، قال (٦) : الليث بن سعد أبو الحارث
__________________
(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، ود ، وت ، لتقويم السند.
(٢) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٣ / ٤١٥ رقم ١٦٢٩.
(٣) في الأسامي والكنى : وأبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي.
(٤) راجع معجم البلدان ٤ / ٣٢٧.
(٥) في م : المقدسي.
(٦) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٣٣.
الفهمي مولاهم ، ويقال : من قيس بن عيلان مولاهم المصري ، سمع الزهري ، ويحيى بن سعيد ، ونافعا ، وسعيد المقبري ، ويونس بن يزيد ، وعقيل ، وعبد الرّحمن بن خالد ، ويزيد بن أبي حبيب ، وعبيد الله بن أبي جعفر ، وخالد بن يزيد ، روى عنه ابن المبارك ، وعبد الله بن يوسف ، ويحيى بن بكير ، وعمرو بن خالد ، وسعيد بن عفير ، وآدم بن أبي إياس ، وأبو الوليد الطيالسي ، وأحمد بن يونس ، وسعيد بن سليمان ، وقتيبة بن سعيد في بدء الوحي.
قال البخاري : قال يحيى بن بكير : إنّ الليث ولد يوم الخميس لأربع عشرة خلت من شعبان سنة أربع وتسعين ، وقال يحيى عن الليث : وسمعت ابن شهاب بمكة سنة ثلاث عشرة ومائة. وقال البخاري : قال عمرو بن خالد الحرّاني : مات الليث سنة خمس وسبعين ومائة. قال ابن نصر : وهو ابن إحدى وثمانين سنة. وقال ابن سعد كاتب الواقدي : مات يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شعبان سنة خمس وستين ومائة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه المالكي ، قال : أنبأنا أبو بكر أحمد ابن علي (١) :
ليث بن سعد بن عبد الرّحمن أبو الحارث ، فقيه أهل مصر ، يقال : إنه مولى خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي ، وأهل بيته يقولون : نحن من الفرس من أهل أصبهان ، وروى عن الليث أنه قال مثل ذلك. والمشهور أنه فهمي ، ولد بقرقشندة ، وهي قرية من أسفل أرض مصر ، وسمع علماء المصريين ، والحجازيين ، وروى عن عطاء بن أبي رباح ، وابن أبي مليكة ، وابن شهاب الزهري ، وسعيد المقبري ، وأبي الزبير المكي ، ونافع مولى ابن عمر ، وعمرو بن الحارث ، ويزيد بن أبي حبيب ، وعقيل بن خالد ، ويونس بن يزيد ، وعبد الرّحمن ابن خالد الفهمي ، وسعيد بن أبي هلال ، حدّث عنه هشيم بن بشير ، وعطاف بن خالد ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن وهب ، وأبو (٢) عبد الرّحمن المقرئ ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وسعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن بكير ، وعبد الله بن صالح الجهني ، وعمرو بن خالد ، وعبد الله بن يوسف التّنّيسي ، وقدم بغداد وحدّث بها ، فروى عنه من أهلها حجين بن المثنى ، ومنصور بن سلمة ، ويونس بن محمّد ، وهاشم بن القاسم ، ويحيى بن إسحاق السّيلحيني (٣) ، وشبابة بن سوّار ، وموسى بن داود وجماعة من البصريين سمعوا منه ببغداد.
__________________
(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٣.
(٢) كلمة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.
(٣) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : البلخي.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال (١) : قال ابن بكير : أخبرني شعيب بن الليث عن أبيه الليث قال : كان يقول لنا : قال لي بعض أهلي : ولدت سنة ثنتين وتسعين ، ولكن الذي أوقن سنة أربع وتسعين.
أخبرنا أبو عبد الله بن الحطّاب (٢) في كتابه ، أنبأنا علي بن عبيد الله الهمذاني (٣) ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين التميمي ، أنبأنا جعفر بن أحمد بن عبد السّلام الحميري ، حدّثنا الحسين بن نصر بن المبارك ، قال : سمعت أحمد بن صالح قال في قول الناس (٤) : إن الليث ولد سنة ثلاث وتسعين ، ومات الليث بن سعد سنة خمس وسبعين ومائة.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد (٥) بن منصور الفقيه ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا أبو حازم العبدوي ، أنبأنا القاسم بن غانم المهلبي ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (٧) ، قال : سمعت ابن بكير يقول : مولد الليث بن سعد سمعته يقول : ولدت في شعبان سنة أربع وتسعين.
قال ابن بكير : وأخبرني ابنه شعيب قال : كان يقول لنا بعض أهلي : إنّي ولدت في شعبان سنة ثنتين (٨) وتسعين ، وأما الذي أوقنه (٩) أربع وتسعين.
قال (١٠) : وأنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي ، وأبو علي بن الصوّاف ، وأحمد بن جعفر بن حمدان ، قالوا : أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : قال أبي : ولد ليث بن سعد سنة أربع وتسعين ، وقال بعضهم : سنة ثلاث وتسعين.
__________________
(١) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ١٦٧.
(٢) كذا بالأصل وم وت ، وفي د : الخطاب ، تصحيف. وهو محمد بن أحمد بن بن إبراهيم بن أحمد الرازي الشروطي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٨٣.
(٣) الأصل ود ، وت : الهمداني ، والمثبت عن م. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٥٢.
(٤) في ت : الليث ، ثم شطبت ، وكتب على هامشها : الناس.
(٥) كلمتا «بن أحمد» استدركتا على هامش ت.
(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.
(٧) الأصل وم ، ود ، وت : البوسنجي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٨) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، وت ، ود.
(٩) الأصل وم وت ود ، وفي تاريخ بغداد : أوثقه.
(١٠) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، قال : قال أبو عبد الله : ولد ليث بن سعد سنة أربع وتسعين ، وقال : بعد ثلاث وتسعين ، وفي نسخة : وقال بعضهم سنة ثلاث وتسعين.
أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (١) : وقال يحيى بن بكير عن الليث قال : سمعت من ابن شهاب سنة ثلاث عشرة ومائة بمكة ، وأنا ابن عشرين سنة ، وولد سنة أربع وتسعين فاستكمل إحدى وثمانين سنة.
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني عاصم بن رازح ، حدّثني زكريا بن يحيى بن أبان قال : سمعت أبا صالح كاتب الليث يقول : سمعت الليث يقول : أنا أكبر من ابن لهيعة بسنتين ، ومات عمر بن عبد العزيز ولي سبع سنين.
أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ. [ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أبي العباس المالكي ، نا أبو بكر الخطيب (٢) أنا أبو نعيم الحافظ](٣) حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، قال : سمعت أبا الحسن الطّحان يقول : سمعت ابن زغبة يقول : سمعت الليث بن سعد يقول : نحن من أهل أصبهان ، فاستوصوا بهم خيرا.
أنبأنا أبو علي ، وحدّثني عنه أبو مسعود ، أنبأنا أبو نعيم (٤) ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن جعفر ، حدّثني ابن صبيح ـ يعني ـ أحمد بن محمود ، حدّثنا إسماعيل بن زيد (٥) قال :
__________________
(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٤٦.
(٢) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ / ٥ ـ ٦.
(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م ، وت ، ود.
(٤) رواه أبو نعيم في كتابه ذكر أخبار أصبهان ٢ / ١٦٨.
(٥) كذا بالأصل ، وم ، وت ، ود ، وفي أخبار أصبهان : يزيد.
سمعت بعض أصحابنا يقول : كان الليث بن سعد من أهل أصبهان من فاربين (١).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب (٢) قال : كان ـ يعني ـ الليث يقول : أصلنا من أصبهان قال ابن بكير : وهم من الطبنة (٣).
أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني عبد الوهّاب بن سعد ، حدّثنا عمرو بن أحمد بن عمرو بن السّرح قال : سمعت يحيى ابن بكير يقول : سعد أبو الليث بن سعد ، مولى لقريش وإنما افترض أبوه سعد وحده ، والليث في فهم ، كان ديوانه فيهم ، فنسب إلى فهم وأصلهم من أصبهان.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السّلمي قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : قال الليث : حججت سنة ثلاث عشرة وأنا ابن عشرين سنة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥). ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن اللّالكائي. قالا : أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال (٦) : قال ابن بكير : حج الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة ، فسمع [من](٧) ابن شهاب بمكة ، وسمع من ابن أبي مليكة ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبي الزّبير ، ونافع ، وعمران بن أبي أنس ، وعدة مشايخ في هذه السنة (٨).
أنبأنا أبو القاسم النسيب ، حدّثنا أبو الحسن بن مرزوق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا
__________________
(١) بدون إعجام بالأصل وم ، وفي ت : «فارس» والمثبت عن د ، وأخبار أصبهان ، وفي معجم البلدان : ماربانان : من قرى أصبهان.
(٢) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٤٤٢.
(٣) كذا بالأصل ، وم ، وت ، ود ، والمعرفة والتاريخ ، ولم أعثر عليها.
(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٦.
(٥) رواه أيضا أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.
(٦) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ٢ / ٤٤٣.
(٧) الزيادة عن م وت ، ود ، وتاريخ بغداد والمعرفة والتاريخ.
(٨) قوله : «في هذه السنة» ليس في المعرفة والتاريخ.
أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا حبيب بن الحسن الفرار (١) ، حدّثنا الخضر بن عبيد الأكفاني (٢) ، حدّثنا عيسى بن حماد زغبة ، حدّثنا الليث قال :
حججت أنا وابن لهيعة ، فلمّا صرت بمكة رأيت نافعا ، فأقعدته في دكان علّاف ، قال : فمرّ بي ابن لهيعة فقال : من هذا الذي رأيته معك؟ قلت : مولى لنا ، فلمّا قدمنا مصر قلت : حدّثني نافع فوثب إلي ابن لهيعة فقال : يا سبحان الله ، فقلت : ألم تر الأسود معي في دكان العلّاف بمكة؟ فقال لي : نعم ، فقلت : ذاك نافع ، فحج ، قابل (٣) فوجده قد توفي ، وقدم الأعرج يريد الاسكندرية فرآه ابن لهيعة ، فأخذه فما زال عنده يحدّثه حتى اكترى له سفينة ، وأحدره إلى الاسكندرية ، فخرج إلى الاسكندرية فقعد يحدّث ، فقال : حدّثني الأعرج عن أبي هريرة ، فقلت : الأعرج متى رأيته؟ قال ـ إن أردته هو بالاسكندرية ، فخرج الليث إلى الاسكندرية ، فوجده قد مات ، فذكر أنه صلى عليه.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثنا أحمد بن حفص بن يزيد المعافري ، حدّثنا محمّد بن سلمة المرادي (٤) ، حدّثنا ابن وهب ، عن ليث بن سعد قال :
خسفت (٥) الشمس ونحن بمكة سنة ثلاث عشرة ومائة ، وبها يومئذ ابن شهاب ، وأيوب ابن موسى ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبو الزبير ، وعمر بن دينار ، وابن أبي حسين النوفلي ، وابن أبي مليكة ، وأبو بكر بن حزم ، وعمرو بن شعيب ، وقتادة وغيرهم ، فقمنا قياما بعد العصر ندعو ، فقلت لأيوب بن موسى : ما لهم لا يصلّون وقد صلّى النبي صلىاللهعليهوسلم؟ قال : لأن النهي قد جاء في الصلاة بعد العصر أن لا يصلى ، ولذلك لا يصلّون ، وإنّ النهي يقطع الأمر.
أخبرنا (٦) أبو طالب بن أبي عقيل ، أنبأنا علي بن الحسن الخلعي ، أنبأنا عبد الرّحمن ابن عمر بن النحّاس ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدّثنا علي بن داود القنطري ، حدّثنا عبد الله بن صالح (٧) ، حدّثنا الليث بن سعد قال :
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل ، وم ، ود ، وت.
(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٢.
(٣) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، والمختصر ، وفي تهذيب الكمال : قابلا.
(٤) في م : «نا سلمت المرادي».
(٥) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، والخسوف للقمر ، والكسوف للشمس.
(٦) كتب فوقها بالأصل ، وم ، وت : ملحق.
(٧) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٢.
كنا بمكة سنة ثلاث عشرة ، وعلى الموسم سليمان بن هشام ، وبها ابن شهاب ، وعطاء ابن أبي رباح ، وابن أبي مليكة ، وعمرو بن شعيب ، وقتادة بن دعامة ، وعكرمة بن خالد ، وأيوب بن موسى ، وإسماعيل بن أمية ، فكسفت الشمس بعد العصر ، فقاموا قياما يدعون في المسجد ، فسألت أيوب بن موسى ، فقلت : ما يمنعهم أن يصلّوا صلاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم التي صلّاها في الكسوف؟ فقال أيوب بن موسى : نهى عن الصلاة بعد العصر ، والنهي يقطع الأمر (١) [١٠٧٠٧].
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال (٣) : قال ابن بكير : وأخبرني من سمع الليث يقول : كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا ، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرّصافة ، فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركت ذاك.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا محمّد بن علي المقرئ ، أنبأنا محمّد بن أحمد ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلّابي ، حدّثنا أبي :
قال : وحدّثنا أبو نصر عن عبد الله بن يوسف قال : قال الليث بن سعد : لم أسمع من عبيد الله بن أبي جعفر إنما هي مناولة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب ، قال (٤) : قال ابن بكير : وأخبرني حبيس (٥) بن سعيد ، عن الليث بن سعد قال :
جئت أبا الزبير فأخرج إلينا كتبا ، فقلت : سماعا من جابر؟ فقال : ومن غيره؟ قلت : سماعك من جابر؟ فأخرج إليّ هذه الصحيفة ، قال (٦) ابن بكير : وأخبرني من سمع الليث يقول : كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا ، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة ، فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركت ذاك. قال الليث : ودخلت على نافع فسألني ، فقلت : أنا رجل من
__________________
(١) كتب بعدها بالأصل وت وم : إلى.
(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٥.
(٣) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ٢ / ٤٤٤.
(٤) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤٣.
(٥) كذا رسمها بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي المعرفة والتاريخ : مبشر بن سعيد.
(٦) من هنا إلى قوله : «فتركت ذاك» كذا ورد بالأصل وم ، وت ، ود ، وقد مرّ هذا الخبر قريبا من طريق يعقوب بن سفيان عن تاريخ بغداد ، وهذا القول لم يرد في المعرفة والتاريخ هنا ، ومكانه فيه : قلت لابن بكير : والليث يومئذ ابن عشرين سنة؟ قال : ابن عشرين سنة.
أهل مصر ، قال : ممّن؟ قلت : من قيس ، فقال : ابن رفاعة؟ فقلت : أو رجل (١) من قومه؟ فقال لي : ابن كم؟ قلت : ابن عشرين سنة ، قال : أما فلحيتك لحية [ابن](٢) أربعين.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو جعفر البغدادي ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي بمصر ، حدّثنا عمرو بن خالد الحرّاني قال : قلت لليث : يا أبا الحارث بلغني أنك أخذت بركاب الزهري؟! قال : للعلم ، فأما غير ذلك فلا والله ما أخذت بركاب والدي الذي ولدني.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي (٣) ، وأبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي الخاني (٤) ، قالا : أنبأنا أبو مسلم بن مهرابزد (٥) ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال : سمعت إسماعيل بن أحمد بمصر يقول : حدّثنا ابن زغبة ، قال : سمعت أصحاب الحديث شعبوا ، فقال الليث بن سعد : تعلّموا الحلم قبل العلم.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا علي بن محمّد المصري ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة المفرّض ، حدّثنا هارون بن سعيد بن الهيثم قال : سمعت ابن وهب يقول : كل ما كان في كتب مالك ، وأخبرني من أرضى من أهل العلم فهو الليث بن سعد.
أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم [قال :](٧)
حدّثنا محمّد بن إبراهيم ، حدّثنا عمرو بن علي الصيرفي قال : الليث بن سعد صدوق (٨) ، قد سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يحدّث عن ابن المبارك عن ليث ، وسماعه من الزهري قراءة.
__________________
(١) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي المعرفة والتاريخ : أو ابن رجل.
(٢) الزيادة عن المعرفة والتاريخ.
(٣) مشيخة ابن عساكر ٢٨ / ب.
(٤) إعجامها ناقص بالأصل ، والمثبت عن ت ، ود ، وم ، قارن مع المشيخة ٢٠٦ / أ.
(٥) هو محمد بن علي بن محمد بن الحسين النحوي. ارجع إلى المشيخة ٢٨ و ٢٠٦.
(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٧.
(٧) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٧٩.
(٨) في الجرح والتعديل : قال : كان الليث بن سعد صدوقا.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطي ، حدّثنا عمرو ابن علي ، قال : وليث بن سعد صدوق ، سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يحدّث عن ابن المبارك عن ليث.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢). ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا محمّد بن هبة الله. قالا : أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : سمعت ابن بكير يقول : قال عبد العزيز بن محمّد : رأيت الليث بن سعد عند ربيعة يناظرهم في المسائل ، وقد فرفر أهل الحلقة.
أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ـ إذنا ـ وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني سلامة بن عمر المرادي ، حدّثني حفص بن مدرك بن عاصم قال : سمعت يحيى بن بكير يقول : قال : يقول لي الدراوردي : رأيت الليث بن سعد إذا أتى يحيى بن سعيد ، وربيعة بن أبي عبد الرّحمن وإنّهما ليتزحزحان له زحزحة ، ويعظّمانه (٣).
قال : وأنبأنا أبو سعيد ، حدّثنا علي بن الحسن بن قديد ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح أن يحيى بن بكير حدّثه قال : سمعت شرحبيل بن يزيد مولى شرحبيل بن حسنة قال :
أدركت الناس زمن هشام بن عبد الملك ، والناس إذ ذاك متوافرون : يزيد بن أبي حبيب ، وابن أبي جعفر ، وجعفر بن ربيعة ، وابن هبيرة ، والحارث بن يزيد ومن يقدم علينا من علماء أهل المدينة ، وعلماء أهل الشام للرباط ، والليث يومئذ حدث شاب ، وإنهم ليعرفون فضله ويقدّمونه ، ويشار إليه.
أخبرنا أبو الحسن المالكي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا محمّد بن العبّاس العصمي (٥) ، حدّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس الحافظ ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدّثنا يحيى بن بكير ، حدّثنا شرحبيل بن حميد (٦) بن يزيد مولى شرحبيل بن حسنة قال :
__________________
(١) الخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.
(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٥.
(٣) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٣.
(٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٥.
(٥) كذا ضبطت بالقلم بالأصل بضمة ثم سكون.
(٦) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : جميل.
أدركت الناس أيام هشام ، وكان الليث بن سعد حديث السن ، وكان بمصر عبيد الله بن أبي (١) جعفر ، وجعفر بن ربيعة ، والحارث بن يزيد ، ويزيد بن أبي حبيب ، وابن هبيرة وغيرهم من أهل مصر ، ومن يقدم علينا من فقهاء المدينة ، وإنهم ليعرفون لليث فضله ، وورعه ، وحسن إسلامه على (٢) حداثة سنة ، قال ابن بكير : ورأيت من رأيت ، فلم أر مثل الليث.
قال (٣) : وأنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّار (٤) ، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد المصري قال : سمعت أبا الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير يقول : سمعت أبي يقول : ما رأيت أحدا أكمل من الليث بن سعد ، كان فقيه البدن ، عربي اللسان ، يحسن القرآن ، والنحو ، ويحفظ الشعر ، والحديث ، حسن المذاكرة ، وما زال يذكر خصالا جميلة ويعقد بيده حتى عقد عشرة ، لم أر مثله.
كتب إليّ أبو محمّد بن العبّاس ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني أحمد بن محمّد بن الحارث القباب ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن شعيب بن الليث قال (٥) : سمعت أبي يذكر عن أبيه قال : قيل لليث : أمتع الله بك ، إنّا نسمع منك الحديث ليس في كتبك ، فقال : أوكلما في صدري في كتبي ، لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب.
قال : وأنبأنا ابن يونس ، حدّثني عاصم بن رازح ، حدّثني زكريا بن يحيى بن أبان قال : سمعت أبا صالح كاتب الليث يقول :
كنت مع الليث لما خرج إلى العراق ، فكان يقرأ على أصحاب الحديث من فوق علية ، والكتاب بيدي فإذا فرغ منه رميت به إليهم فنسخوه.
أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو
__________________
(١) في تاريخ بغداد : عبيد الله بن جعفر.
(٢) بالأصل وم ، ود ، وت : عن ، والمثبت عن تاريخ بغداد والمختصر.
(٣) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.
(٤) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : البزاز.
(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٣.
بكر المطوّعي ـ يعني ـ محمّد بن عبد الله بن حمشاذ الغازي. ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني محمّد بن أحمد ابن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله المطوعي ، حدّثنا محمّد ابن إبراهيم العبدي قال : سمعت ابن بكير يحدّث عن يعقوب بن داود وزير المهدي قال : قال أمير المؤمنين لما قدم الليث بن سعد العراق : الزم هذا الشيخ ، فقد ثبت عند أمير المؤمنين أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس الغازي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ، وحدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني عبد الوهّاب بن سعد ، حدّثنا عمرو بن أحمد ، حدّثنا يحيى ابن بكير قال :
كتب الوليد بن رفاعة في وصيته وقد أسندت وصيتي إلى عبد الرّحمن بن خالد بن مسافر ، وإلى الليث بن سعد ، وليس لعبد الرّحمن أن يفتئت على الليث بن سعد ، فإنّ له نصحا ورأيا ، قال يحيى : والليث بن سعد إذ ذاك ابن أربع وعشرين سنة.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسن بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال (٢) : وسمعت ابن بكير يقول : قال الليث ابن سعد :
كنت بالمدينة مع موافاة الحجّاج هي كثيرة الرّوث والسّرقين (٣) فكنت ألبس خفين ، فإذا وصلت باب المسجد نزعت إحداهما ودخلت المسجد ، فقال يحيى بن سعيد الأنصاري : لا تفعل ، فإنك إمام منظور إليك.
أخبرنا أبو بكر الشحامي ، أنبأنا أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا علي بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا العباس الدوري ، حدّثنا يحيى بن معين قال :
__________________
(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٥ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٤٦.
(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤٤ باختلاف الرواية وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٤ وتهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.
(٣) السرقين معرب : الزبل.
هذه رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد ، حدّثنا عبد الله بن صالح فذكرها وذكر فيها :
وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك ، وحاجة من قبلك إليك ، واعتمادهم على ما جاءهم منك ، وذكرها (١).
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنبأنا علي بن عبد العزيز الطاهري ، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن المسيّب ، قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول : سمعت الشافعي يقول : ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث ، وابن أبي ذئب (٣).
أخبرنا أبو الأعز بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن بن مردك ، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال : قال لي الشافعي : ما اشتدّ عليّ فوت أحد من العلماء مثل فوت ابن أبي ذئب ، والليث بن سعد ، فذكرت ذلك لأبي فقال : ما ظننت أنه أدركهما حتى يأسف عليهما.
أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن يعقوب الفقيه بالطّابران ، حدّثنا أبو أحمد بن عدي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق السّمرقندي ـ بمصر ـ قال : سمعت أبا عبيد الله (٤) بن أخي ابن وهب قال : سمعت الشافعي يقول : الليث أفقه من مالك ، إلّا أن أصحابه لم يقوموا به (٥).
أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم ابن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٦) :
سمعت أبا زرعة يقول : سمعت ابن بكير يقول : الليث أفقه من مالك ، ولكن كانت الحظوة لمالك.
__________________
(١) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.
(٢) زيادة عن م ، ود ، وت للإيضاح.
(٣) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.
(٤) بالأصل : عبد الله ، والمثبت عن م ، ود ، وت.
(٥) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.
(٦) الجرح والتعديل ٧ / ١٨٠.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا أبو حازم ، أنبأنا القاسم بن غانم ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (٢) قال : سمعت ابن بكير يقول : أخبرت عن سعيد بن أبي أيوب قال : لو أن مالكا والليث اجتمعا لكان مالك عند الليث أبكم ، ولباع الليث مالكا فيمن يريد ، قال : وهو يضرب يده على الأخرى ـ يرينا ذلك ابن بكير ـ.
قرأت على أم البهاء بنت البغدادي عن أبي طاهر بن محمود ، وأحمد بن محمّد بن النعمان قالا : أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة ، حدّثنا حرملة قال : سمعت ابن وهب يقول : لو لا الليث ومالك لضللنا (٣).
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٤) ، حدّثني الصوري ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر التّجيبي ، أنبأنا الحسن بن يوسف بن صالح بن مليح الطرائفي ، قال : سمعت الربيع بن سليمان يقول : قال ابن وهب : لو لا مالك والليث لضلّ الناس.
قال (٥) : وأخبرني محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا أبو طاهر عن ابن وهب قال : لو لا مالك بن أنس ، والليث بن سعد لهلكت ، كنت أظن أنّ كلّ ما جاء عن النبي صلىاللهعليهوسلم يفعل به.
أخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن علي الأبّار ، حدّثنا أبو الطاهر عن ابن وهب قال : لو لا مالك ابن أنس ، والليث بن سعد لهلكت ، كنت أظنّ أنّ كلّ ما جاء عن النبي صلىاللهعليهوسلم يعمل به (٦).
حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ـ إملاء ـ أنبأنا أبو طالب الكندلاني أحمد بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن أبي علي ، حدّثنا ابن المقرئ ، حدّثنا عبد الحكم ابن أحمد بن سلام ، حدّثنا هارون الأيلي قال : سمعت ابن وهب وذكر اختلاف الأحاديث والناس ، فقال : لو لا أنّي لقيت مالكا والليث لضللت ، يقول : لاختلاف الأحاديث (٧).
__________________
(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.
(٢) بالأصل ، وم ، ود ، وت : البوسنجي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٣) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.
(٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٧.
(٥) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٧.
(٦) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٤٨.
(٧) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.
أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (١) ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهل ، حدّثنا أحمد بن إسماعيل الصّدفي ، حدّثنا يحيى بن عثمان ، حدّثنا حرملة بن يحيى قال : سمعت الشافعي يقول : الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس (٢).
قال : وأنبأنا أبو نعيم (٣) ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ، حدّثنا الحسن بن عبد العزيز ، حدّثنا الحارث بن مسكين عن عمرو بن يزيد ـ شيخ من أهل مصر ـ صديق لمالك بن أنس ، قال : قلت لمالك : يا أبا عبد الله ، يأتيك ناس من بلدان شتى قد أنضوا مطاياهم ، وأنفقوا نفقاتهم ، يسألونك عن ما جعل الله عندك من العلم؟ تقول لا أدري!! فقال : يا عبد الله ، يأتيني الشامي من شامه ، والعراقي من عراقه ، والمصري من مصره ، فيسألونني عن الشيء لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب فيه ، [فأين أجدهم؟](٤) قال عمرو : فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك هذا فبكى (٥).
ثم قال : مالك ، فإنه مالك ، والله أقوى عليه من الليث ، والليث والله أضعف عنه من مالك.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، قالا : حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني ، قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فالليث أحبّ إليك أو يحيى بن أيوب؟ فقال : الليث أحبّ إليّ ، ويحيى ثقة ، قلت : فالليث كيف حديثه عن نافع؟ قال : صالح ، ثقة ، انتهت رواية المالكي ، وزاد الواسطي : قلت : فإبراهيم بن سعد أحبّ إليك أو ليث؟ فقال : كلاهما ثقتان.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (٧) ، أنبأنا محمّد بن خلف المرزباني قال : سمعت العباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : ليث بن سعد أثبت في يزيد بن أبي حبيب من محمّد بن إسحاق.
__________________
(١) حلية الأولياء ٧ / ٣١٩.
(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.
(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٦ / ٣٢٤ في أخبار مالك بن أنس.
(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وم ، ود ، وت واستدرك للإيضاح عن حلية الأولياء.
(٥) قوله : «فبكى» ليس في الحلية.
(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.
(٧) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ١٠٤ في أخبار محمد بن إسحاق بن يسار.