تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : الليث بن أبي رقيّة مولى الثقفيين ، دمشقي ، كاتب عمر بن عبد العزيز.

قرأت على أبي محمّد السّلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) :

أما رقيّة بضم الراء وفتح القاف ، والياء المشددة المعجمة باثنتين من تحتها : ليث بن أبي رقيّة ، كاتب عمر بن عبد العزيز ، حدّث عنه مجاهد.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسن السّيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة قال (٢) :

في تسمية عمّال سليمان كاتب الرسائل ليث بن أبي رقيّة مولى أم الحكم ابنة أبي سفيان.

ثم ذكره خليفة في عمال عمر بن عبد العزيز (٣).

٥٨٦٣ ـ الليث بن سعد بن عبد الرّحمن أبو الحارث الفهمي المصري الفقيه (٤)

سمع يزيد بن أبي حبيب ، ومحمّد بن مسلم الزهري ، وأبا الزبير المكي وسعيد (٥) بن أبي هلال ، وعبيد الله بن أبي جعفر ، ونافع مولى ابن عمر ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، وعطاء بن أبي رباح ، وسعيد المقبري ، ومحمّد بن عجلان ، وبكير بن عبد الله بن الأشجّ ، ويونس بن يزيد ، وعقيل بن خالد ، وعمرو بن الحارث.

روى عنه : محمّد بن عجلان ، وهو من شيوخه ، وهشام بن سعد ، وقيس بن الربيع ، وعبد الله بن لهيعة ، وعبد الله بن المبارك ، وهشيم بن بشير ، وعبد الله بن وهب ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، وأبو صالح كاتب الليث ، وسعيد بن كثير بن عفير.

روى عنه : من أهل دمشق : محمّد بن بكّار بن بلال ، وأبو خليد عتبة بن حمّاد ،

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ٨٨ و ٨٩.

(٢) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ٣١٩.

(٣) ذكره خليفة في تاريخه ص ٣٢٤ كاتب عمر بن عبد العزيز.

(٤) ترجمته في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٣٦ وتهذيب التهذيب ٤ / ٦٠٨ وطبقات ابن سعد ٧ / ٥١٧ التاريخ الكبير ٧ / ٢٤٦ والجرح والتعديل ٧ / ١٧٩ وحلية الأولياء ٧ / ٣١٨ وتاريخ بغداد ١٣ / ٣ ووفيات الأعيان ٤ / ١٢٧ وميزان الاعتدال ٣ / ٤٢٣ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٣٦.

(٥) بالأصل : «أبو سعيد» والمثبت عن م ، ود ، وت.

٣٤١

والوليد بن مسلم ، وأبو عمر حجين بن المثنى ، ومنصور بن سلمة الخزاعي ، ويونس بن محمّد المؤدب ، وأبو النضر هاشم (١) بن القاسم ، ويحيى بن إسحاق السّيلحيني ، وشبابة بن سوّار ، وموسى بن داود ، وعيسى بن حمّاد زغبة ، ومحمّد بن رمح ، وقتيبة بن سعيد ، ويزيد ابن خالد بن عبد الله بن موهب الرملي ، وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي ، وغسان بن الربيع الموصلي ، وكامل بن طلحة الجحدري وغيرهم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحسين الموازيني ، أنبأنا أبو الحسين بن أبي نصر ، أنبأنا أبو بكر الميانجي ، حدّثنا إبراهيم بن أسباط ـ ببغداد ـ حدّثنا عاصم بن علي. ح قال : وحدّثنا السّرّاج بنيسابور ، وهو محمّد بن إسحاق ، حدّثنا قتيبة بن سعيد. ح قال : وأنبأنا ابن قتيبة محمّد بن الحسن العسقلاني ـ بعسقلان ـ حدّثنا يزيد بن موهب. ح قال : وحدّثنا أبو عامر حامد بن سعدان بالميانج (٢) ، وأبو بكر بن زبّان بمصر ، قالا : حدّثنا محمّد بن رمح ، قالوا : حدّثنا الليث عن الزهري عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كذب علي».

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد ، قالا : أنبأنا سعيد بن أحمد العيّار ، أنبأنا عبد الله بن أحمد الصيرفي ، حدّثنا أبو العباس السراج ، حدّثنا قتيبة ، حدّثنا الليث ، عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» [١٠٧٠٥].

لفظ علي عاصم (٣) بن علي.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأنا أبو طالب بن غيلان ، أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيى المزكي ببغداد.

ح وأخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفراوي ، أنبأنا أبو عثمان الصابوني. ح أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر القشيري ، قالا : أنبأنا أبو سعيد محمّد بن علي الخشّاب ، قالا : أنبأنا أبو طاهر محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق بن خزيمة ، قالا : أنبأنا أبو العباس محمّد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي ، حدّثنا قتيبة بن سعيد ، حدّثنا ليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن معاذ بن جبل. أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في غزوة

__________________

(١) بالأصل : «هشم» والمثبت عن م ، ود ، وت.

(٢) الميانج : موضع بالشام (راجع الأنساب : الميانجي).

(٣) تقرأ بالأصل ، ود ، وت : «علي صم بن علي» ولعل الصواب ما أثبت.

٣٤٢

تبوك إذا ارتحل قبل زيغ ـ وقال المزكي : قبل أن تزيغ ـ الشمس آخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعا ، وإذا ارتحل قبل زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ، ثم سار ، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخّر المغرب حتى يصليها مع العشاء ، فإذا ارتحل بعد المغرب عجّل العشاء فصلاها مع المغرب [١٠٧٠٦].

قال قتيبة : عليه سبع علامات ، علامة أحمد بن حنبل (١).

أخرجه أبو داود (٢) ، والترمذي (٣) عن قتيبة.

أنبأنا أبو محمّد بن العباس العلوي ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أحمد بن الفضل الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال (٤) :

وقد انفرد الغرباء عن الليث بأحاديث ليست عند المصريين عنه : فمنها حديث مروان بن محمّد عن الليث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي ثور الفهمي ليس بمصر عند المصريين ، ومنها حديث قتيبة بن سعيد ، عن الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل ، عن معاذ بن جبل : حديث الصلاة ليس بمصر أيضا ، وأحاديث أخر للغرباء عن الليث ليست بمصر.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب ، قالا : أنبأنا أبو بكر بن خلف ، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال :

هذا حديث رواته أئمة ثقات ، وهو شاذ الإسناد والمتن ، ثم لا نعرف له علة نعلّله بها ، فلو كان الحديث عن الليث عن أبي الزبير عن أبي الطفيل لعلّلنا به الحديث ، ولو كان عند (٥) يزيد بن أبي حبيب عن أبي الزبير لعلّلنا به ، فلمّا لم نجد له العلتين خرج عن أن يكون معلولا ، ثم نظرنا لم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطّفيل رواية ، ولا وجدنا هذا المتن بهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبي الطفيل ، ولا عند أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل غير أبي الطفيل ، فقلت : الحديث شاذ ، وقد حدّثونا عن أبي العبّاس الثقفي ، قال : كان قتيبة بن

__________________

(١) زيد بعدها في م ، ود ، وت :

ويحيى بن معين ، وأبي خيثمة ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، والحميدي ، حتى عدّ سبع علامات.

(٢) سنن أبي داود ، كتاب الصلاة رقم ١٢٠٨.

(٣) سنن الترمذي ؛ أبواب الصلاة (٣٩٤) باب ما جاء في الجمع بين الصلاتين رقم ٥٥٣.

(٤) رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٥.

(٥) استدركت اللفظة على هامش د ، وبعدها صح.

٣٤٣

سعيد يقول لنا علي : هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل ، وعلي بن المديني ، ويحيى بن معين ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وأبي خيثمة حتى عدّ قتيبة أسامي سبعة من أئمة الحديث كتبوا عنه هذا الحديث.

وقد أخبرناه أحمد بن جعفر القطيعي ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي ، حدّثنا قتيبة ، فذكر نحوه.

قال الحاكم : فأئمة الحديث إنّما سمعوه من قتيبة تعجبا من إسناده ومتنه ، ثم لم يبلغنا عن واحد منهم أنه ذكر للحديث علة ، وقد قرأ علينا أبو علي الحافظ هذا الباب وحدّثنا به عن أبي عبد الرّحمن النسائي ، وهو إمام عصره عن قتيبة بن سعيد ، ولم يذكر أبو عبد الرّحمن ، ولا أبو علي للحديث علّة فنظرنا فإذا الحديث موضوع وقتيبة ثقة مأمون.

قال الحاكم : حدّثني علي بن محمّد بن موسى بن عمران الفقيه ، حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة قال : سمعت صالح بن حفصوية النيسابوري قال أبو بكر : وهو صاحب حديث يقول سمعت محمّد بن إسماعيل البخاري يقول : قلت لقتيبة بن سعيد : مع من كتبت عن الليث بن سعد حديث يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟ فقال : كتبته مع خالد المدائني ، قال البخاري : وكان خالد المدائني يدخل الأحاديث على الشيوخ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور المالكي ، حدّثنا [ـ و](١) أبو منصور محمّد ابن عبد الملك ، قالا : أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب (٢) ، أنبأنا أبو حازم عمر بن أحمد بن إبراهيم العبدوي ـ بنيسابور ـ أنبأنا القاسم بن غانم بن حموية المهلّبي ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (٣) ، قال : سمعت ابن بكير يقول : خرج الليث إلى العراق سنة إحدى وستين.

أخبرنا أبو محمّد هبة الله بن أحمد ، حدّثنا عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة ، حدّثنا أبو مسهر ، قال :

قدم علينا ليث بن سعد ، وكان يجالس سعيد بن عبد العزيز. فأتاه أصحابنا فعرضوا عليه ، فلم أر أخذها عرضا حتى قدمت على مالك بن أنس ، فأخبرني عبد الله بن أحمد ـ يعني ـ ابن ذكوان عن مروان قال : لما قدم علينا ليث بن سعد جالس سعيد بن عبد العزيز.

__________________

(١) زيادة عن م ، ود ، وت ، للإيضاح.

(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٤.

(٣) بالأصل ، وم ، ود ، وت : البوسنجي : والمثبت عن تاريخ بغداد.

٣٤٤

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا أبو سعيد بن حسنويه ، أنبأنا عبد الله بن محمّد بن جعفر. ح وأخبرنا أبو البركات بن المبارك ، أنبأنا أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الفضل بن خيرون. ح وأخبرنا أبو العزّ ثابت بن منصور ، أنبأنا أبو طاهر ، قالا : أنبأنا أبو الحسين الأصبهاني ، أنبأنا أبو الحسين محمّد بن أحمد ، قالا : حدّثنا عمر بن أحمد الأهوازي ، حدّثنا خليفة بن خيّاط قال (١) :

ليث بن سعد مولى لقيس ، يكنى أبا الحارث ، مات سنة خمس وسبعين ومائة ، ذكره في الطبقة الرابعة من أهل مصر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنبأنا يوسف بن رباح ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال في تسمية محدثي أهل مصر : ليث بن سعد.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح المؤذن ، أنبأنا أبو الحسن (٢) بن السقا ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : ليث بن سعد كنيته أبو الحارث.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأنا إبراهيم بن أحمد ، حدّثنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : الليث بن سعد يكنى أبا الحارث.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللّنباني (٣) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا. ح وقرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن الفهم. قالا : حدّثنا محمّد بن سعد قال (٤) :

في الطبقة الخامسة من أهل مصر : الليث بن سعد مولى لقيس ، يكنى أبا الحارث ، مات يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شعبان سنة خمس وستين ومائة ، وكان قد استقل

__________________

(١) طبقات خليفة بن خيّاط ص ٥٤٤ رقم ٢٧٩٩.

(٢) بالأصل : الحسين ، تصحيف ، والمثبت عن م ، وت ، ود.

(٣) بالأصل ود ، وت : اللبناني ، وفي م : البناني ، كله تصحيف ، والصواب ما أثبت.

(٤) طبقات ابن سعد ٧ / ٥١٧.

٣٤٥

بالفتوى في زمانه بمصر ـ زاد ابن الفهم : ولد سنة ثلاث أو أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك ، وكان ثقة ، كثير الحديث ، صحيحه ، وكان سريا من الرجال ، نبيلا ، سخيا ، له ضيافة.

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا علي بن إبراهيم المستملي قال : قال أبو أحمد بن فارس ، قال محمّد بن إسماعيل البخاري. ح وأخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي في كتابه ، وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر الحافظ ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : وأبو الحسين قالا : ـ أنبأنا أبو بكر الشيرازي ، أنبأنا أبو الحسن المقرئ ، أنبأنا البخاري قال (١) : ليث بن سعد (٢) مولى فهم ، مصري ، قال عمرو بن خالد : مات سنة خمس وسبعين ومائة.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله بن عبد الملك ـ مشافهة ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : أنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٣) :

ليث بن سعد بن عبد الرّحمن أبو الحارث المصري ، روى عن ابن أبي مليكة ، وعطاء ، والزهري ، وبكير بن الأشج ، روى عنه ابن المبارك ، وهشيم ، والوليد بن مسلم ، وابن وهب ، وأبو صالح كاتب الليث ، ويحيى بن عبد الله بن بكير ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما يقول : أبو الحارث الليث بن سعد الفهمي ، سمع الزهري ، ونافعا ، روى عنه ابن المبارك ، وأبو النضر.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : والليث يكنى أبا الحارث.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٤٦.

(٢) زيد بعدها في التاريخ الكبير : أبو الحارث.

(٣) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ١٧٩.

٣٤٦

الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال :

أبو الحارث الليث بن سعد ، مصري ، ثقة.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد [الفقيه ، أنا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا طاهر بن محمد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم ، نا يزيد بن محمد](١) بن إياس ، قال : سمعت أبا عبد الله المقدمي يقول : الليث بن سعد الفهمي أبو الحارث.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصّقر ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي قال : الليث بن سعد أبو الحارث.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال (٢) : أبو الحارث الليث بن سعد بن عبد الرّحمن الفهمي ، مولى فهم بن قيس عيلان المصري ، سمع عطاء بن أبي رباح ، ونافعا مولى ابن عمر ، روى عنه هشيم بن بشير ، وأبو صفوان عطاف بن خالد ، وابن المبارك ، وابن وهب (٣).

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، قال : ليث بن سعد بن عبد الرّحمن الفقيه ، يكنى أبا الحارث ، يقال : مولى بني فهم ، ثم لآل خالد بن ثابت بن طاعن الفهمي ، ثم من بني كنانة بن عمرو بن القين ، وكان اسمه في ديوان مصر في موالي كنانة بن فهم ، وأهل بيته يقولون : نحن من الفرس من أهل أصبهان ، وليس لما قالوه عندنا من ذلك صحة ، ومولد الليث بن سعد بقرقشندة (٤) قرية من أسفل أرض مصر.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل المقدمي (٥) ، أنبأنا مسعود بن ناصر ، أنبأنا عبد الملك بن الحسن ، أنبأنا أبو نصر الحافظ ، قال (٦) : الليث بن سعد أبو الحارث

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن م ، ود ، وت ، لتقويم السند.

(٢) الأسامي والكنى للحاكم النيسابوري ٣ / ٤١٥ رقم ١٦٢٩.

(٣) في الأسامي والكنى : وأبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم القرشي.

(٤) راجع معجم البلدان ٤ / ٣٢٧.

(٥) في م : المقدسي.

(٦) راجع كتاب الجمع بين رجال الصحيحين ٢ / ٤٣٣.

٣٤٧

الفهمي مولاهم ، ويقال : من قيس بن عيلان مولاهم المصري ، سمع الزهري ، ويحيى بن سعيد ، ونافعا ، وسعيد المقبري ، ويونس بن يزيد ، وعقيل ، وعبد الرّحمن بن خالد ، ويزيد بن أبي حبيب ، وعبيد الله بن أبي جعفر ، وخالد بن يزيد ، روى عنه ابن المبارك ، وعبد الله بن يوسف ، ويحيى بن بكير ، وعمرو بن خالد ، وسعيد بن عفير ، وآدم بن أبي إياس ، وأبو الوليد الطيالسي ، وأحمد بن يونس ، وسعيد بن سليمان ، وقتيبة بن سعيد في بدء الوحي.

قال البخاري : قال يحيى بن بكير : إنّ الليث ولد يوم الخميس لأربع عشرة خلت من شعبان سنة أربع وتسعين ، وقال يحيى عن الليث : وسمعت ابن شهاب بمكة سنة ثلاث عشرة ومائة. وقال البخاري : قال عمرو بن خالد الحرّاني : مات الليث سنة خمس وسبعين ومائة. قال ابن نصر : وهو ابن إحدى وثمانين سنة. وقال ابن سعد كاتب الواقدي : مات يوم الجمعة لأربع عشرة بقيت من شعبان سنة خمس وستين ومائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور الفقيه المالكي ، قال : أنبأنا أبو بكر أحمد ابن علي (١) :

ليث بن سعد بن عبد الرّحمن أبو الحارث ، فقيه أهل مصر ، يقال : إنه مولى خالد بن ثابت بن ظاعن الفهمي ، وأهل بيته يقولون : نحن من الفرس من أهل أصبهان ، وروى عن الليث أنه قال مثل ذلك. والمشهور أنه فهمي ، ولد بقرقشندة ، وهي قرية من أسفل أرض مصر ، وسمع علماء المصريين ، والحجازيين ، وروى عن عطاء بن أبي رباح ، وابن أبي مليكة ، وابن شهاب الزهري ، وسعيد المقبري ، وأبي الزبير المكي ، ونافع مولى ابن عمر ، وعمرو بن الحارث ، ويزيد بن أبي حبيب ، وعقيل بن خالد ، ويونس بن يزيد ، وعبد الرّحمن ابن خالد الفهمي ، وسعيد بن أبي هلال ، حدّث عنه هشيم بن بشير ، وعطاف بن خالد ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن وهب ، وأبو (٢) عبد الرّحمن المقرئ ، وعبد الله بن عبد الحكم ، وسعيد بن أبي مريم ، ويحيى بن بكير ، وعبد الله بن صالح الجهني ، وعمرو بن خالد ، وعبد الله بن يوسف التّنّيسي ، وقدم بغداد وحدّث بها ، فروى عنه من أهلها حجين بن المثنى ، ومنصور بن سلمة ، ويونس بن محمّد ، وهاشم بن القاسم ، ويحيى بن إسحاق السّيلحيني (٣) ، وشبابة بن سوّار ، وموسى بن داود وجماعة من البصريين سمعوا منه ببغداد.

__________________

(١) رواه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٣.

(٢) كلمة «أبو» كتبت فوق الكلام بين السطرين بالأصل.

(٣) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : البلخي.

٣٤٨

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال (١) : قال ابن بكير : أخبرني شعيب بن الليث عن أبيه الليث قال : كان يقول لنا : قال لي بعض أهلي : ولدت سنة ثنتين وتسعين ، ولكن الذي أوقن سنة أربع وتسعين.

أخبرنا أبو عبد الله بن الحطّاب (٢) في كتابه ، أنبأنا علي بن عبيد الله الهمذاني (٣) ، أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين التميمي ، أنبأنا جعفر بن أحمد بن عبد السّلام الحميري ، حدّثنا الحسين بن نصر بن المبارك ، قال : سمعت أحمد بن صالح قال في قول الناس (٤) : إن الليث ولد سنة ثلاث وتسعين ، ومات الليث بن سعد سنة خمس وسبعين ومائة.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد (٥) بن منصور الفقيه ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا أبو حازم العبدوي ، أنبأنا القاسم بن غانم المهلبي ، أنبأنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (٧) ، قال : سمعت ابن بكير يقول : مولد الليث بن سعد سمعته يقول : ولدت في شعبان سنة أربع وتسعين.

قال ابن بكير : وأخبرني ابنه شعيب قال : كان يقول لنا بعض أهلي : إنّي ولدت في شعبان سنة ثنتين (٨) وتسعين ، وأما الذي أوقنه (٩) أربع وتسعين.

قال (١٠) : وأنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا إسماعيل بن علي الخطبي ، وأبو علي بن الصوّاف ، وأحمد بن جعفر بن حمدان ، قالوا : أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : قال أبي : ولد ليث بن سعد سنة أربع وتسعين ، وقال بعضهم : سنة ثلاث وتسعين.

__________________

(١) رواه يعقوب بن سفيان الفسوي في المعرفة والتاريخ ١ / ١٦٧.

(٢) كذا بالأصل وم وت ، وفي د : الخطاب ، تصحيف. وهو محمد بن أحمد بن بن إبراهيم بن أحمد الرازي الشروطي ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٩ / ٥٨٣.

(٣) الأصل ود ، وت : الهمداني ، والمثبت عن م. راجع ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٦٥٢.

(٤) في ت : الليث ، ثم شطبت ، وكتب على هامشها : الناس.

(٥) كلمتا «بن أحمد» استدركتا على هامش ت.

(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.

(٧) الأصل وم ، ود ، وت : البوسنجي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٨) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن م ، وت ، ود.

(٩) الأصل وم وت ود ، وفي تاريخ بغداد : أوثقه.

(١٠) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.

٣٤٩

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، قال : قال أبو عبد الله : ولد ليث بن سعد سنة أربع وتسعين ، وقال : بعد ثلاث وتسعين ، وفي نسخة : وقال بعضهم سنة ثلاث وتسعين.

أنبأنا أبو الغنائم محمّد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمّد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنبأنا أبو أحمد ـ زاد أحمد : ومحمّد بن الحسن قالا : ـ أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (١) : وقال يحيى بن بكير عن الليث قال : سمعت من ابن شهاب سنة ثلاث عشرة ومائة بمكة ، وأنا ابن عشرين سنة ، وولد سنة أربع وتسعين فاستكمل إحدى وثمانين سنة.

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العباس ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني عاصم بن رازح ، حدّثني زكريا بن يحيى بن أبان قال : سمعت أبا صالح كاتب الليث يقول : سمعت الليث يقول : أنا أكبر من ابن لهيعة بسنتين ، ومات عمر بن عبد العزيز ولي سبع سنين.

أنبأنا أبو علي الحداد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ. [ح وأخبرنا أبو الحسن علي بن أبي العباس المالكي ، نا أبو بكر الخطيب (٢) أنا أبو نعيم الحافظ](٣) حدّثنا عبد الله بن محمّد بن جعفر ، قال : سمعت أبا الحسن الطّحان يقول : سمعت ابن زغبة يقول : سمعت الليث بن سعد يقول : نحن من أهل أصبهان ، فاستوصوا بهم خيرا.

أنبأنا أبو علي ، وحدّثني عنه أبو مسعود ، أنبأنا أبو نعيم (٤) ، حدّثنا عبد الله بن محمّد ابن جعفر ، حدّثني ابن صبيح ـ يعني ـ أحمد بن محمود ، حدّثنا إسماعيل بن زيد (٥) قال :

__________________

(١) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٤٦.

(٢) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ / ٥ ـ ٦.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، واستدرك لتقويم السند عن م ، وت ، ود.

(٤) رواه أبو نعيم في كتابه ذكر أخبار أصبهان ٢ / ١٦٨.

(٥) كذا بالأصل ، وم ، وت ، ود ، وفي أخبار أصبهان : يزيد.

٣٥٠

سمعت بعض أصحابنا يقول : كان الليث بن سعد من أهل أصبهان من فاربين (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسين بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب (٢) قال : كان ـ يعني ـ الليث يقول : أصلنا من أصبهان قال ابن بكير : وهم من الطبنة (٣).

أنبأنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني عبد الوهّاب بن سعد ، حدّثنا عمرو بن أحمد بن عمرو بن السّرح قال : سمعت يحيى ابن بكير يقول : سعد أبو الليث بن سعد ، مولى لقريش وإنما افترض أبوه سعد وحده ، والليث في فهم ، كان ديوانه فيهم ، فنسب إلى فهم وأصلهم من أصبهان.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، أنبأنا أحمد بن كامل القاضي ، حدّثنا محمّد بن إسماعيل السّلمي قال : سمعت ابن أبي مريم يقول : قال الليث : حججت سنة ثلاث عشرة وأنا ابن عشرين سنة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٥). ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن اللّالكائي. قالا : أنبأنا ابن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان قال (٦) : قال ابن بكير : حج الليث بن سعد سنة ثلاث عشرة ، فسمع [من](٧) ابن شهاب بمكة ، وسمع من ابن أبي مليكة ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبي الزّبير ، ونافع ، وعمران بن أبي أنس ، وعدة مشايخ في هذه السنة (٨).

أنبأنا أبو القاسم النسيب ، حدّثنا أبو الحسن بن مرزوق ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا

__________________

(١) بدون إعجام بالأصل وم ، وفي ت : «فارس» والمثبت عن د ، وأخبار أصبهان ، وفي معجم البلدان : ماربانان : من قرى أصبهان.

(٢) المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي ٢ / ٤٤٢.

(٣) كذا بالأصل ، وم ، وت ، ود ، والمعرفة والتاريخ ، ولم أعثر عليها.

(٤) تاريخ بغداد ١٣ / ٦.

(٥) رواه أيضا أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.

(٦) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ٢ / ٤٤٣.

(٧) الزيادة عن م وت ، ود ، وتاريخ بغداد والمعرفة والتاريخ.

(٨) قوله : «في هذه السنة» ليس في المعرفة والتاريخ.

٣٥١

أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا حبيب بن الحسن الفرار (١) ، حدّثنا الخضر بن عبيد الأكفاني (٢) ، حدّثنا عيسى بن حماد زغبة ، حدّثنا الليث قال :

حججت أنا وابن لهيعة ، فلمّا صرت بمكة رأيت نافعا ، فأقعدته في دكان علّاف ، قال : فمرّ بي ابن لهيعة فقال : من هذا الذي رأيته معك؟ قلت : مولى لنا ، فلمّا قدمنا مصر قلت : حدّثني نافع فوثب إلي ابن لهيعة فقال : يا سبحان الله ، فقلت : ألم تر الأسود معي في دكان العلّاف بمكة؟ فقال لي : نعم ، فقلت : ذاك نافع ، فحج ، قابل (٣) فوجده قد توفي ، وقدم الأعرج يريد الاسكندرية فرآه ابن لهيعة ، فأخذه فما زال عنده يحدّثه حتى اكترى له سفينة ، وأحدره إلى الاسكندرية ، فخرج إلى الاسكندرية فقعد يحدّث ، فقال : حدّثني الأعرج عن أبي هريرة ، فقلت : الأعرج متى رأيته؟ قال ـ إن أردته هو بالاسكندرية ، فخرج الليث إلى الاسكندرية ، فوجده قد مات ، فذكر أنه صلى عليه.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثنا أحمد بن حفص بن يزيد المعافري ، حدّثنا محمّد بن سلمة المرادي (٤) ، حدّثنا ابن وهب ، عن ليث بن سعد قال :

خسفت (٥) الشمس ونحن بمكة سنة ثلاث عشرة ومائة ، وبها يومئذ ابن شهاب ، وأيوب ابن موسى ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبو الزبير ، وعمر بن دينار ، وابن أبي حسين النوفلي ، وابن أبي مليكة ، وأبو بكر بن حزم ، وعمرو بن شعيب ، وقتادة وغيرهم ، فقمنا قياما بعد العصر ندعو ، فقلت لأيوب بن موسى : ما لهم لا يصلّون وقد صلّى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : لأن النهي قد جاء في الصلاة بعد العصر أن لا يصلى ، ولذلك لا يصلّون ، وإنّ النهي يقطع الأمر.

أخبرنا (٦) أبو طالب بن أبي عقيل ، أنبأنا علي بن الحسن الخلعي ، أنبأنا عبد الرّحمن ابن عمر بن النحّاس ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدّثنا علي بن داود القنطري ، حدّثنا عبد الله بن صالح (٧) ، حدّثنا الليث بن سعد قال :

__________________

(١) كذا رسمها بالأصل ، وم ، ود ، وت.

(٢) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٢.

(٣) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، والمختصر ، وفي تهذيب الكمال : قابلا.

(٤) في م : «نا سلمت المرادي».

(٥) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، والخسوف للقمر ، والكسوف للشمس.

(٦) كتب فوقها بالأصل ، وم ، وت : ملحق.

(٧) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٢.

٣٥٢

كنا بمكة سنة ثلاث عشرة ، وعلى الموسم سليمان بن هشام ، وبها ابن شهاب ، وعطاء ابن أبي رباح ، وابن أبي مليكة ، وعمرو بن شعيب ، وقتادة بن دعامة ، وعكرمة بن خالد ، وأيوب بن موسى ، وإسماعيل بن أمية ، فكسفت الشمس بعد العصر ، فقاموا قياما يدعون في المسجد ، فسألت أيوب بن موسى ، فقلت : ما يمنعهم أن يصلّوا صلاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم التي صلّاها في الكسوف؟ فقال أيوب بن موسى : نهى عن الصلاة بعد العصر ، والنهي يقطع الأمر (١) [١٠٧٠٧].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢) ، حدّثنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال (٣) : قال ابن بكير : وأخبرني من سمع الليث يقول : كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا ، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرّصافة ، فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركت ذاك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا محمّد بن علي المقرئ ، أنبأنا محمّد بن أحمد ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان الغلّابي ، حدّثنا أبي :

قال : وحدّثنا أبو نصر عن عبد الله بن يوسف قال : قال الليث بن سعد : لم أسمع من عبيد الله بن أبي جعفر إنما هي مناولة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر محمّد بن هبة الله ، أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله ، حدّثنا يعقوب ، قال (٤) : قال ابن بكير : وأخبرني حبيس (٥) بن سعيد ، عن الليث بن سعد قال :

جئت أبا الزبير فأخرج إلينا كتبا ، فقلت : سماعا من جابر؟ فقال : ومن غيره؟ قلت : سماعك من جابر؟ فأخرج إليّ هذه الصحيفة ، قال (٦) ابن بكير : وأخبرني من سمع الليث يقول : كتبت من علم ابن شهاب علما كثيرا ، وطلبت ركوب البريد إليه إلى الرصافة ، فخفت أن لا يكون ذلك لله فتركت ذاك. قال الليث : ودخلت على نافع فسألني ، فقلت : أنا رجل من

__________________

(١) كتب بعدها بالأصل وت وم : إلى.

(٢) تاريخ بغداد ١٣ / ٥.

(٣) المعرفة والتاريخ ليعقوب بن سفيان ٢ / ٤٤٤.

(٤) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤٣.

(٥) كذا رسمها بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي المعرفة والتاريخ : مبشر بن سعيد.

(٦) من هنا إلى قوله : «فتركت ذاك» كذا ورد بالأصل وم ، وت ، ود ، وقد مرّ هذا الخبر قريبا من طريق يعقوب بن سفيان عن تاريخ بغداد ، وهذا القول لم يرد في المعرفة والتاريخ هنا ، ومكانه فيه : قلت لابن بكير : والليث يومئذ ابن عشرين سنة؟ قال : ابن عشرين سنة.

٣٥٣

أهل مصر ، قال : ممّن؟ قلت : من قيس ، فقال : ابن رفاعة؟ فقلت : أو رجل (١) من قومه؟ فقال لي : ابن كم؟ قلت : ابن عشرين سنة ، قال : أما فلحيتك لحية [ابن](٢) أربعين.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو جعفر البغدادي ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح السهمي بمصر ، حدّثنا عمرو بن خالد الحرّاني قال : قلت لليث : يا أبا الحارث بلغني أنك أخذت بركاب الزهري؟! قال : للعلم ، فأما غير ذلك فلا والله ما أخذت بركاب والدي الذي ولدني.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن الحسين الحمامي (٣) ، وأبو بكر محمّد بن الفضل بن محمّد بن علي الخاني (٤) ، قالا : أنبأنا أبو مسلم بن مهرابزد (٥) ، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ قال : سمعت إسماعيل بن أحمد بمصر يقول : حدّثنا ابن زغبة ، قال : سمعت أصحاب الحديث شعبوا ، فقال الليث بن سعد : تعلّموا الحلم قبل العلم.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا علي بن محمّد المصري ، حدّثنا محمّد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة المفرّض ، حدّثنا هارون بن سعيد بن الهيثم قال : سمعت ابن وهب يقول : كل ما كان في كتب مالك ، وأخبرني من أرضى من أهل العلم فهو الليث بن سعد.

أخبرنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ـ إذنا ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم [قال :](٧)

حدّثنا محمّد بن إبراهيم ، حدّثنا عمرو بن علي الصيرفي قال : الليث بن سعد صدوق (٨) ، قد سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يحدّث عن ابن المبارك عن ليث ، وسماعه من الزهري قراءة.

__________________

(١) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي المعرفة والتاريخ : أو ابن رجل.

(٢) الزيادة عن المعرفة والتاريخ.

(٣) مشيخة ابن عساكر ٢٨ / ب.

(٤) إعجامها ناقص بالأصل ، والمثبت عن ت ، ود ، وم ، قارن مع المشيخة ٢٠٦ / أ.

(٥) هو محمد بن علي بن محمد بن الحسين النحوي. ارجع إلى المشيخة ٢٨ و ٢٠٦.

(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٧.

(٧) رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ٧ / ١٧٩.

(٨) في الجرح والتعديل : قال : كان الليث بن سعد صدوقا.

٣٥٤

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، حدّثنا سهل بن أحمد الواسطي ، حدّثنا عمرو ابن علي ، قال : وليث بن سعد صدوق ، سمعت عبد الرّحمن بن مهدي يحدّث عن ابن المبارك عن ليث.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٢). ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا محمّد بن هبة الله. قالا : أنبأنا محمّد بن الحسين ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال : سمعت ابن بكير يقول : قال عبد العزيز بن محمّد : رأيت الليث بن سعد عند ربيعة يناظرهم في المسائل ، وقد فرفر أهل الحلقة.

أخبرنا أبو محمّد حمزة بن العبّاس ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ـ إذنا ـ وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني سلامة بن عمر المرادي ، حدّثني حفص بن مدرك بن عاصم قال : سمعت يحيى بن بكير يقول : قال : يقول لي الدراوردي : رأيت الليث بن سعد إذا أتى يحيى بن سعيد ، وربيعة بن أبي عبد الرّحمن وإنّهما ليتزحزحان له زحزحة ، ويعظّمانه (٣).

قال : وأنبأنا أبو سعيد ، حدّثنا علي بن الحسن بن قديد ، حدّثنا يحيى بن عثمان بن صالح أن يحيى بن بكير حدّثه قال : سمعت شرحبيل بن يزيد مولى شرحبيل بن حسنة قال :

أدركت الناس زمن هشام بن عبد الملك ، والناس إذ ذاك متوافرون : يزيد بن أبي حبيب ، وابن أبي جعفر ، وجعفر بن ربيعة ، وابن هبيرة ، والحارث بن يزيد ومن يقدم علينا من علماء أهل المدينة ، وعلماء أهل الشام للرباط ، والليث يومئذ حدث شاب ، وإنهم ليعرفون فضله ويقدّمونه ، ويشار إليه.

أخبرنا أبو الحسن المالكي ، أنبأنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزق ، أنبأنا محمّد بن العبّاس العصمي (٥) ، حدّثنا أبو إسحاق أحمد بن محمّد بن يونس الحافظ ، حدّثنا عثمان بن سعيد الدارمي ، حدّثنا يحيى بن بكير ، حدّثنا شرحبيل بن حميد (٦) بن يزيد مولى شرحبيل بن حسنة قال :

__________________

(١) الخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.

(٢) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٥.

(٣) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٣.

(٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٥.

(٥) كذا ضبطت بالقلم بالأصل بضمة ثم سكون.

(٦) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : جميل.

٣٥٥

أدركت الناس أيام هشام ، وكان الليث بن سعد حديث السن ، وكان بمصر عبيد الله بن أبي (١) جعفر ، وجعفر بن ربيعة ، والحارث بن يزيد ، ويزيد بن أبي حبيب ، وابن هبيرة وغيرهم من أهل مصر ، ومن يقدم علينا من فقهاء المدينة ، وإنهم ليعرفون لليث فضله ، وورعه ، وحسن إسلامه على (٢) حداثة سنة ، قال ابن بكير : ورأيت من رأيت ، فلم أر مثل الليث.

قال (٣) : وأنبأنا علي بن محمّد بن عيسى البزّار (٤) ، أنبأنا علي بن محمّد بن أحمد المصري قال : سمعت أبا الوليد عبد الملك بن يحيى بن بكير يقول : سمعت أبي يقول : ما رأيت أحدا أكمل من الليث بن سعد ، كان فقيه البدن ، عربي اللسان ، يحسن القرآن ، والنحو ، ويحفظ الشعر ، والحديث ، حسن المذاكرة ، وما زال يذكر خصالا جميلة ويعقد بيده حتى عقد عشرة ، لم أر مثله.

كتب إليّ أبو محمّد بن العبّاس ، وأبو الفضل بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني أحمد بن محمّد بن الحارث القباب ، حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن شعيب بن الليث قال (٥) : سمعت أبي يذكر عن أبيه قال : قيل لليث : أمتع الله بك ، إنّا نسمع منك الحديث ليس في كتبك ، فقال : أوكلما في صدري في كتبي ، لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب.

قال : وأنبأنا ابن يونس ، حدّثني عاصم بن رازح ، حدّثني زكريا بن يحيى بن أبان قال : سمعت أبا صالح كاتب الليث يقول :

كنت مع الليث لما خرج إلى العراق ، فكان يقرأ على أصحاب الحديث من فوق علية ، والكتاب بيدي فإذا فرغ منه رميت به إليهم فنسخوه.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو

__________________

(١) في تاريخ بغداد : عبيد الله بن جعفر.

(٢) بالأصل وم ، ود ، وت : عن ، والمثبت عن تاريخ بغداد والمختصر.

(٣) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.

(٤) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تاريخ بغداد : البزاز.

(٥) من طريقه رواه المزي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٣.

٣٥٦

بكر المطوّعي ـ يعني ـ محمّد بن عبد الله بن حمشاذ الغازي. ح وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أخبرني محمّد بن أحمد ابن يعقوب ، أنبأنا محمّد بن نعيم ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن عبد الله المطوعي ، حدّثنا محمّد ابن إبراهيم العبدي قال : سمعت ابن بكير يحدّث عن يعقوب بن داود وزير المهدي قال : قال أمير المؤمنين لما قدم الليث بن سعد العراق : الزم هذا الشيخ ، فقد ثبت عند أمير المؤمنين أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه.

كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العبّاس الغازي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد ، وحدّثني أبو بكر محمّد بن شجاع عنهما ، قالا : أنبأنا أبو بكر الباطرقاني ، أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأنا أبو سعيد بن يونس ، حدّثني عبد الوهّاب بن سعد ، حدّثنا عمرو بن أحمد ، حدّثنا يحيى ابن بكير قال :

كتب الوليد بن رفاعة في وصيته وقد أسندت وصيتي إلى عبد الرّحمن بن خالد بن مسافر ، وإلى الليث بن سعد ، وليس لعبد الرّحمن أن يفتئت على الليث بن سعد ، فإنّ له نصحا ورأيا ، قال يحيى : والليث بن سعد إذ ذاك ابن أربع وعشرين سنة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو بكر بن الطبري ، أنبأنا أبو الحسن بن الفضل ، أنبأنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب قال (٢) : وسمعت ابن بكير يقول : قال الليث ابن سعد :

كنت بالمدينة مع موافاة الحجّاج هي كثيرة الرّوث والسّرقين (٣) فكنت ألبس خفين ، فإذا وصلت باب المسجد نزعت إحداهما ودخلت المسجد ، فقال يحيى بن سعيد الأنصاري : لا تفعل ، فإنك إمام منظور إليك.

أخبرنا أبو بكر الشحامي ، أنبأنا أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا علي بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا العباس الدوري ، حدّثنا يحيى بن معين قال :

__________________

(١) تاريخ بغداد ١٣ / ٥ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٤٦.

(٢) رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٤٤ باختلاف الرواية وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٥٤ وتهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.

(٣) السرقين معرب : الزبل.

٣٥٧

هذه رسالة مالك بن أنس إلى الليث بن سعد ، حدّثنا عبد الله بن صالح فذكرها وذكر فيها :

وأنت في إمامتك وفضلك ومنزلتك من أهل بلدك ، وحاجة من قبلك إليك ، واعتمادهم على ما جاءهم منك ، وذكرها (١).

أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الحسن علي بن أحمد ، قالا : حدّثنا [ـ و](٢) أبو منصور بن خيرون ، أنبأنا ـ أبو بكر الخطيب ، أنبأنا علي بن عبد العزيز الطاهري ، أنبأنا إبراهيم بن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن المسيّب ، قال : سمعت يونس بن عبد الأعلى يقول : سمعت الشافعي يقول : ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث ، وابن أبي ذئب (٣).

أخبرنا أبو الأعز بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن بن مردك ، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي حاتم ، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال : قال لي الشافعي : ما اشتدّ عليّ فوت أحد من العلماء مثل فوت ابن أبي ذئب ، والليث بن سعد ، فذكرت ذلك لأبي فقال : ما ظننت أنه أدركهما حتى يأسف عليهما.

أخبرنا أبو المعالي محمّد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو الحسن محمّد بن يعقوب الفقيه بالطّابران ، حدّثنا أبو أحمد بن عدي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق السّمرقندي ـ بمصر ـ قال : سمعت أبا عبيد الله (٤) بن أخي ابن وهب قال : سمعت الشافعي يقول : الليث أفقه من مالك ، إلّا أن أصحابه لم يقوموا به (٥).

أخبرنا أبو الحسين القاضي ـ إذنا ـ وأبو عبد الله الأديب ـ شفاها ـ قالا : أنبأنا أبو القاسم ابن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم قال (٦) :

سمعت أبا زرعة يقول : سمعت ابن بكير يقول : الليث أفقه من مالك ، ولكن كانت الحظوة لمالك.

__________________

(١) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.

(٢) زيادة عن م ، ود ، وت للإيضاح.

(٣) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.

(٤) بالأصل : عبد الله ، والمثبت عن م ، ود ، وت.

(٥) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.

(٦) الجرح والتعديل ٧ / ١٨٠.

٣٥٨

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الفقيه المالكي ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنبأنا أبو حازم ، أنبأنا القاسم بن غانم ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم البوشنجي (٢) قال : سمعت ابن بكير يقول : أخبرت عن سعيد بن أبي أيوب قال : لو أن مالكا والليث اجتمعا لكان مالك عند الليث أبكم ، ولباع الليث مالكا فيمن يريد ، قال : وهو يضرب يده على الأخرى ـ يرينا ذلك ابن بكير ـ.

قرأت على أم البهاء بنت البغدادي عن أبي طاهر بن محمود ، وأحمد بن محمّد بن النعمان قالا : أنبأنا أبو بكر بن المقرئ ، أنبأنا أبو العباس بن قتيبة ، حدّثنا حرملة قال : سمعت ابن وهب يقول : لو لا الليث ومالك لضللنا (٣).

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا أبو بكر الخطيب (٤) ، حدّثني الصوري ، أنبأنا عبد الرّحمن بن عمر التّجيبي ، أنبأنا الحسن بن يوسف بن صالح بن مليح الطرائفي ، قال : سمعت الربيع بن سليمان يقول : قال ابن وهب : لو لا مالك والليث لضلّ الناس.

قال (٥) : وأخبرني محمّد بن الحسين القطّان ، أنبأنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن علي الأبار ، حدّثنا أبو طاهر عن ابن وهب قال : لو لا مالك بن أنس ، والليث بن سعد لهلكت ، كنت أظن أنّ كلّ ما جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يفعل به.

أخبرنا أبو المعالي الفارسي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ، أنبأنا دعلج بن أحمد ، حدّثنا أحمد بن علي الأبّار ، حدّثنا أبو الطاهر عن ابن وهب قال : لو لا مالك ابن أنس ، والليث بن سعد لهلكت ، كنت أظنّ أنّ كلّ ما جاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعمل به (٦).

حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ـ إملاء ـ أنبأنا أبو طالب الكندلاني أحمد بن محمّد بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن أبي علي ، حدّثنا ابن المقرئ ، حدّثنا عبد الحكم ابن أحمد بن سلام ، حدّثنا هارون الأيلي قال : سمعت ابن وهب وذكر اختلاف الأحاديث والناس ، فقال : لو لا أنّي لقيت مالكا والليث لضللت ، يقول : لاختلاف الأحاديث (٧).

__________________

(١) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١٣ / ٦.

(٢) بالأصل ، وم ، ود ، وت : البوسنجي ، والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٣) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.

(٤) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ٧.

(٥) القائل : أبو بكر الخطيب ، والخبر في تاريخ بغداد ١٣ / ٧.

(٦) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤ وسير أعلام النبلاء ٨ / ١٤٨.

(٧) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.

٣٥٩

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنبأنا أبو نعيم (١) ، حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهل ، حدّثنا أحمد بن إسماعيل الصّدفي ، حدّثنا يحيى بن عثمان ، حدّثنا حرملة بن يحيى قال : سمعت الشافعي يقول : الليث بن سعد أتبع للأثر من مالك بن أنس (٢).

قال : وأنبأنا أبو نعيم (٣) ، حدّثنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا محمّد بن إسحاق ، حدّثنا الحسن بن عبد العزيز ، حدّثنا الحارث بن مسكين عن عمرو بن يزيد ـ شيخ من أهل مصر ـ صديق لمالك بن أنس ، قال : قلت لمالك : يا أبا عبد الله ، يأتيك ناس من بلدان شتى قد أنضوا مطاياهم ، وأنفقوا نفقاتهم ، يسألونك عن ما جعل الله عندك من العلم؟ تقول لا أدري!! فقال : يا عبد الله ، يأتيني الشامي من شامه ، والعراقي من عراقه ، والمصري من مصره ، فيسألونني عن الشيء لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب فيه ، [فأين أجدهم؟](٤) قال عمرو : فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك هذا فبكى (٥).

ثم قال : مالك ، فإنه مالك ، والله أقوى عليه من الليث ، والليث والله أضعف عنه من مالك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد المالكي ، وأبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي ، قالا : حدّثنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن محمّد الأشناني ، قال : سمعت أحمد بن محمّد بن عبدوس الطرائفي يقول : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : قلت ليحيى بن معين : فالليث أحبّ إليك أو يحيى بن أيوب؟ فقال : الليث أحبّ إليّ ، ويحيى ثقة ، قلت : فالليث كيف حديثه عن نافع؟ قال : صالح ، ثقة ، انتهت رواية المالكي ، وزاد الواسطي : قلت : فإبراهيم بن سعد أحبّ إليك أو ليث؟ فقال : كلاهما ثقتان.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (٧) ، أنبأنا محمّد بن خلف المرزباني قال : سمعت العباس بن محمّد يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : ليث بن سعد أثبت في يزيد بن أبي حبيب من محمّد بن إسحاق.

__________________

(١) حلية الأولياء ٧ / ٣١٩.

(٢) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٤٤.

(٣) رواه أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء ٦ / ٣٢٤ في أخبار مالك بن أنس.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل ، وم ، ود ، وت واستدرك للإيضاح عن حلية الأولياء.

(٥) قوله : «فبكى» ليس في الحلية.

(٦) رواه الخطيب في تاريخ بغداد ١٣ / ١٣.

(٧) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٦ / ١٠٤ في أخبار محمد بن إسحاق بن يسار.

٣٦٠