تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٠

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٥٠

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٨٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الزّاغوني ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنبأنا الحسن بن علي الشاموخي أو محمّد بن سعيد الصيدلاني ـ ذكر أحدهما ـ أنبأنا عمر بن محمّد بن سيف ، حدّثنا أبو بكر بن أبي داود ، حدّثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، حدّثنا وهب بن جرير ، حدّثنا أبي عن الزبير بن الخرّيت ، عن أبي لبيد قال :

وفدنا إلى يزيد قال : فبينا هو نازل في الصحراء فجعل الناس يقولون : هو الآن قاعد على الخمر يشربها ، فهاجت ريح شديدة فألقت بناءه فإذا هو قد نشر المصحف بين يديه وهو يقرأ.

أنبأنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد ، وأبو الفضل محمّد بن ناصر ، قالا : أنبأنا المبارك بن عبد الجبّار ، أنبأنا إبراهيم بن عمر ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خلف ، أنبأنا عمر ابن محمّد الجوهري ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن هانئ قال : وذكر أبو عبد الله أحمد بن حنبل ، حدّثنا عن أبي لبيد فقال : اسمه لمازة بن زبّار (١) ، قد رأى علي بن أبي طالب.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن أحمد ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن شهريار ، حدّثنا أبو حفص الفلّاس قال : أبو لبيد الجهضمي اسمه لمازة بن زياد.

[قال ابن عساكر :](٢) الصواب : بن زبّار.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا أبو الحسن ابن السقا ، حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا عباس بن محمّد قال : سمعت يحيى يقول : أبو لبيد هو لمازة بن زبّار.

قال : وسمعت يحيى يقول : قد رأى حمّاد بن زيد لبيد (٣) ، وأبو لبيد رأى علي بن أبي طالب ، واسمه لمازة بن زبّار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو محمّد بن رباح ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي (٤) ، حدّثنا معاوية بن صالح قال :

__________________

(١) بالأصل هنا : زياد ، والمثبت عن م ، ود ، وت.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) كذا بالأصل ، وم ، ود ، وت : «لبيد» وجاء في تهذيب الكمال والكنى والأسماء للدولابي أن حماد بن زيد رأى أبا لبيد.

(٤) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٩٢.

٣٠١

سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية أهل البصرة : أبو لبيد لمازة بن زبّار الجهضمي ، قديم.

أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن ـ قراءة ـ عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا محمّد بن القاسم بن جعفر ، حدّثنا ابن أبي خيثمة قال : سمعت يحيى ابن معين يقول : أبو لبيد لمازة بن زبّار.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنبأنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن ، أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : وأبو لبيد لمازة بن زبّار ، سمعته من أبي عبد الله.

وقال في موضع آخر : أبو لبيد لمازة بن زبّار الجهضمي ، سمع من علي وعبد الرّحمن ابن سمرة ، ومن كعب بن سور.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن محمّد ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن عمر ، حدّثنا ابن أبي الدنيا (١) ، حدّثنا محمّد بن سعد قال :

في الطبقة الثانية من أهل البصرة : أبو لبيد لمازة بن زبّار الجهضمي ، روى عن علي.

أنبأنا أبو طالب بن يوسف ، وأبو نصر بن البنّا قال : قرئ على أبي محمّد الجوهري عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحسين بن فهم ، حدّثنا محمّد بن سعد (٢) قال : في الطبقة الثانية : أبو لبيد واسمه لمازة بن زبّار الأزدي ثم الجهضمي ، سمع من علي ، وكان ثقة ، وله أحاديث.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي ـ إذنا واللفظ له ـ. ح وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، والمبارك ، ومحمّد ، قالوا : أنبأنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد أحمد : وأبو الحسن الأصبهاني قالا : أنبأنا أحمد بن عبدان ، أنبأنا محمّد بن سهل ، أنبأنا محمّد بن إسماعيل قال (٣) : لمازة (٤) بن زبّار أبو لبيد الجهضمي البصري ، سمع عليا ، وعبد الرّحمن بن سمرة ، روى عنه الزبير بن خرّيت ، والربيع بن سليم ، قال أبو الغنائم محمّد بن علي : كذا هو في رواية أخرى : زياد ، وهو خطأ.

__________________

(١) الخبر برواية ابن أبي الدنيا ليس في الطبقات الكبرى المطبوع لابن سعد.

(٢) طبقات ابن سعد ٧ / ٢١٣.

(٣) التاريخ الكبير للبخاري ٧ / ٢٥١.

(٤) ضبطت بالقلم في التاريخ الكبير بضم اللام.

٣٠٢

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا القاسم بن مندة ، أنبأنا أبو علي ـ إجازة ـ. ح وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمّد. قالا : أنبأنا أبو محمّد بن أبي حاتم قال (١) :

لمازة بن زبّار أبو لبيد الجهضمي روى عن عمر بن الخطّاب ، وعلي بن أبي طالب ، وأبي موسى الأشعري ، وعبد الرّحمن بن سمرة ، روى عنه الزبير بن خرّيت ، والربيع بن سليم (٢) ، ورآه حمّاد بن زيد ، سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس ، أنبأنا أحمد بن منصور بن خلف ، أنبأنا أبو سعيد بن حمدون ، أنبأنا مكي بن عبدان قال : سمعت مسلما بن ناصر عن جعفر بن يحيى ، أنبأنا أبو نصر الوائلي ، أنبأنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن ، أخبرني أبي قال : أبو لبيد لمازة بن زبّار (٣).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن الصوّاف ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة قال :

أبو لبيد لمازة ، وأظن أنه حكاه عن أبيه عثمان بن أبي شيبة.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، حدّثنا أبو محمّد التميمي ، أنبأنا أبو محمّد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو الميمون ، حدّثنا أبو زرعة قال : أبو لبيد لمازة.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمّد ، أنبأنا نصر بن إبراهيم ـ قراءة ـ أنبأنا سليم بن أيوب ، أنبأنا طاهر بن محمّد بن سليمان ، حدّثنا علي بن إبراهيم ، حدّثنا يزيد بن محمّد بن إياس قال : سمعت أبا عبد الله المقدّمي يقول : أبو لبيد لمازة بن زبّار (٤).

قرأنا على أبي الفضل الحافظ ، عن أبي طاهر الخطيب ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر قال : أبو لبيد يحدّث عن الزبير بن الخرّيت (٥).

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر ، أنبأنا أبو طاهر أحمد بن علي ، وأبو الحسين المبارك بن

__________________

(١) الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٧ / ١٨٢.

(٢) في الجرح والتعديل : الربيع بن سليمان.

(٣) بالأصل : زياد ، والمثبت عن د ، وت. وقوله : «بن زبار» سقط من م.

(٤) بالأصل : زياد ، تصحيف ، والمثبت عن د ، وم ، وت.

(٥) الكنى والأسماء للدولابي ٢ / ٩٢.

٣٠٣

عبد الجبار ، قالا : أنبأنا الحسين بن علي ، حدّثنا محمّد بن إبراهيم ، حدّثنا عبد الملك بن بدر ابن الهيثم ، حدّثنا أحمد بن هارون بن روح قال في الطبقة الثانية وهم التابعون : لمازة بن زياد (١) وهو أبو لبيد يروي عن عروة البارقي ، روى عنه الزبير بن الخرّيت ، بصري ، ذكره في الأسماء المنفردة ، وقد سمي لمازة غيره.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنبأنا أبو صادق محمّد بن أحمد بن جعفر ، أنبأنا أحمد بن محمّد بن زنجويه ، أنبأنا أبو أحمد العسكري قال :

وأما زبّار : أول الاسم زاي وبعدها باء مشدّدة وآخرها راء فمنهم : لمازة بن زبّار أبو لبيد الجهضمي روى عن عمر ، وعن علي ، وعن عبد الرّحمن بن سمرة ، روى عنه الزبير بن الخرّيت ، والربيع بن سليم.

أنبأنا أبو جعفر محمّد بن أبي علي ، أنبأنا أبو بكر الصّفّار ، أنبأنا أحمد بن علي بن منجويه ، أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال :

أبو لبيد لمازة بن زبّار الجهضمي ، سمع علي بن أبي طالب ، قال يحيى بن سعيد : رأى حمّاد بن زيد أبا لبيد ، وأبو لبيد رأى علي بن أبي طالب ، واسمه لمازة بن زبّار.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال : وأما زبّار فلمازة بن زبّار أبو لبيد ، يروي عن علي بن أبي طالب ، وعروة بن أبي الجعد البارقي ، روى عنه الزبير بن الخرّيت ، ومحمّد بن ذكوان ، كان منحرفا عن علي عليه‌السلام يقول : كيف أحبّه وقد قتل من أهلي في غداة واحدة كذا وكذا.

وقال في موضع آخر : أما (٢) لمازة فهو لمازة بن زبّار يكنى أبا لبيد ، رأى علي بن أبي طالب ، وروى عن عبد الرّحمن بن سمرة ، وعروة البارقي ، روى عنه الزبير بن خرّيت.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي زكريا البخاري.

وحدّثنا خالي أبو المعالي محمّد بن يحيى القاضي ، حدّثنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنبأنا أبو زكريا.

حدّثنا عبد الغني بن سعيد قال : زبّار بالزاي والراء لمازة بن زبّار أبو لبيد بصري.

__________________

(١) بالأصل : زياد ، والمثبت عن م ، ود ، وت.

(٢) بالأصل : «فالمازه» والمثبت عن د ، وت.

٣٠٤

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا قال (١) :

وأما زبّار بباء مشددة معجمة بواحدة فهو أبو لبيد لمازة بن زبّار ، يروي عن علي بن أبي طالب ، وعروة بن أبي الجعد البارقي ، روى عنه الزبير بن خرّيت ، ومحمّد بن ذكوان ، كان منحرفا عن علي.

وقال في موضع آخر (٢) : أما (٣) لمازة بالزاي فهو لمازة بن زبّار أبو لبيد رأى عليا ، روى عن عبد الرّحمن بن سمرة ، وعروة البارقي ، حدّث عنه الزبير بن خرّيت.

أخبرنا (٤) أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا ثابت بن بندار ، أنبأنا أبو العلاء الواسطي ، أنبأنا أبو بكر البابسيري ، أنبأنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، حدّثنا أبي ، حدّثنا سليمان هو ابن حرب ، حدّثنا جرير ، عن الزبير بن الخرّيت ، عن أبي لبيد حديث فيه طول عن عمر.

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر عثمان ولم يلق أبو لبيد عمر بن الخطّاب ، ولكنه علي بن أبي طالب ، وكعب بن سور.

قال أبي : وقال يحيى بن معين عن حمّاد بن زيد قال : رأيت أبا لبيد لمازة بن زبّار أصفر اللحية (٥).

أنبأنا أبو الحسين القاضي ، وأبو عبد الله الأديب ، قالا : أنبأنا أبو القاسم العبدي ، أنبأنا حمد ـ إجازة ـ. ح قال : وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنبأنا علي بن محمّد. قالا : أنبأنا ابن أبي حاتم (٦) ، [قال :] أنبأنا حرب بن إسماعيل (٧) فيما كتب إليّ قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : كان أبو لبيد صالح الحديث ، وأثنى عليه ثناء حسنا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنبأنا أبو الفضل بن خيرون ، أنبأنا أبو القاسم بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن الصوّاف ، حدّثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، حدّثنا سعيد بن عمرو ، أنبأنا حمّاد بن زيد قال : رأيت أبا عبد الرّحمن يصفّر لحيته ، وكانت لحيته تبلغ سرّته ، وقد قاتل عليا يوم الجمل (٨).

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٤ / ١٧٣ و ١٧٤.

(٢) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ١٤٩.

(٣) الأصل : «ما» والمثبت عن م ، ود ، وت ، والاكمال.

(٤) كتب فوقها بالأصل وت : ملحق.

(٥) كتب بعدها بالأصل وم وت : إلى.

(٦) الجرح والتعديل ٧ / ١٨٢.

(٧) في الجرح والتعديل : إسماعيل بن حرب الكرماني.

(٨) تهذيب الكمال ١٥ / ٤٣٣.

٣٠٥

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنبأنا أبو الحسن السيرافي ، أنبأنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران ، حدّثنا موسى ، حدّثنا خليفة (١) ، حدّثني أبو عبد الرّحمن ـ يعني : القرشي ـ عن حمّاد بن زيد ، عن الزبير بن الخرّيت قال : قيل لأبي لبيد : أتحب عليا؟ قال : كيف أحب رجلا قتل من قومي حين كانت الشمس من هاهنا إلى أن صارت من هاهنا ألفين وخمسمائة.

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمّام علي بن محمّد ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنبأنا محمّد بن القاسم ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، حدّثنا موسى بن إسماعيل (٢) ، حدّثنا مطر بن حمران قال : كنا عند أبي لبيد ، فقيل له : أتحب عليا؟ فقال : أحب عليا وقد قتل من قومي في غداة واحدة ستة آلاف.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك ، أنبأنا أبو الحسن ابن السقا ، حدّثنا أبو العبّاس الأصم ، حدّثنا عباس بن محمّد ، حدّثنا يحيى بن معين ، حدّثنا وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن أبي لبيد ، وكان شتاما ، قلت ليحيى بن معين : من كان يشتم؟ قال : نرى أنه كان يشتم علي بن أبي طالب (٣).

[ذكر من اسمه](٤) لوط

٥٨٥٤ ـ لوط بن هاران ـ ويقال : بن أهرن ـ بن تارخ وهاران هو أخو إبراهيم خليل الله

بن تارخ ـ وتارخ هو آزر ـ بن ناحور بن ساروع بن أرغو بن فالغ ابن غابر

بن شالغ بن أرفخشد بن سام بن نوح بن لمك ابن متوشلح بن خنوخ ـ وهو

إدريس ، وهو يارد ـ ابن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم

 صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥)

صلّى في مقام إبراهيم ببرزة على ما قيل.

قرأت على أبي محمّد السّلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنبأنا تمام بن محمّد ، حدّثنا

__________________

(١) تاريخ خليفة بن خيّاط ص ١٨٦ (ت. العمري).

(٢) من طريقه روي في تهذيب الكمال ١٥ / ٤٣٣.

(٣) تهذيب التهذيب ٤ / ٦٠٧.

(٤) زيادة منا للإيضاح.

(٥) انظر أخباره في تاريخ الطبري ١ / ١٥٧ والكامل لابن الأثير ١ / ٩٨ والبداية والنهاية ١ / ٢٠٣ وسيرة ابن هشام ١ / ٢.

٣٠٦

أبو علي الحسن بن أحمد بن يعقوب ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن سهل ، حدّثنا محمّد بن يعقوب بن حبيب الغسّاني ، حدّثنا عبد الرّحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله ، حدّثنا الوليد بن مسلم ، حدّثنا سعيد بن عبد العزيز قال : بلغني أن حسان بن عطية قال :

أغار ملك نبط هذا الجبل على لوط فسباه وأهله ، فبلغ ذلك إبراهيم خليل الله فأقبل في طلبه ، فاقتتلوا فهزمه إبراهيم واستنقذ لوطا وأهله ، فأتى هذا الموضع الذي في برزة الذي ينسب إلى مسجد إبراهيم فصلّى فيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن الخلّال ، أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن يوسف الصيرفي ، حدّثنا حسين بن نصر بن مزاحم ، حدّثنا خالد بن عيسى ، عن حصين ـ يعني ـ بن عبد الرّحمن ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جابر قال :

أوّل من قاتل في سبيل الله إبراهيم خليل الرّحمن حيث أسر لوط ، واستأسرته (١) الروم ، فغزا إبراهيم حتى استنقذه من الروم.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأنا أحمد بن معروف ، حدّثنا الحارث بن أبي أسامة ، أنبأنا محمّد بن سعد (٢) ، أنبأنا هشام بن محمّد بن السّائب الكلبي عن أبيه قال :

أول نبي بعث إدريس ، وهو خنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم ، ثم نوح بن لمك بن متوشلخ بن خنوخ ، ثم إبراهيم بن تارح بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح ، ثم إسماعيل وإسحاق ابنا إبراهيم ، ثم يعقوب ابن إسحاق ، ثم يوسف بن يعقوب ، ثم لوط بن هاران بن تارح بن ناحور ابن ساروغ ، وهو ابن أخي إبراهيم خليل الرّحمن.

قرأت على أبي محمّد بن حمزة ، عن أبي بكر الخطيب ، أنبأنا أبو بكر البرقاني ، أنبأنا محمّد بن عبد الله بن خميرويه ، أنبأنا الحسين بن إدريس ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن عمّار ، حدّثنا قاسم ـ يعني ـ بن يزيد الحرمي ، عن مطيّن ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : كلّ الأنبياء من ذرية يعقوب إلّا عشرة : محمّد ، وإسماعيل ، وإبراهيم ،

__________________

(١) الأصل : واستأثرته» والمثبت عن د ، وم ، وت.

(٢) رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى ١ / ٥٤ وفي إعجام الأسماء اختلاف.

٣٠٧

وإسحاق ، ويعقوب ، ولوط ، وهود ، وشعيب ، وصالح ، ونوح.

أخبرنا أبو القاسم ، أنبأنا أبو الفضل بن البقّال ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو عمرو (١) بن السمّاك ، حدّثنا حنبل بن إسحاق ، حدّثنا مسلم ، حدّثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن سليمان بن صرد قال : أبو لوط هو عم إبراهيم.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا أبو عمرو الفارسي ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، حدّثنا موسى بن هارون ، حدّثنا أبو موسى ، حدّثنا أبو عبد الله (٣) بن داود الواسطي ، حدّثنا عبد الملك بن عبد الرّحمن من ولد عتّاب بن أسيد (٤) ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال :

أوّل من هاجر مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عثمان بن عفّان كما هاجر لوط إلى إبراهيم (٥).

أنبأنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، ثم حدّثنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنبأنا سهل بن بشر ، قالا : أنبأنا أبو القاسم علي بن محمّد بن علي الفارسي ، حدّثنا القاضي أبو طاهر محمّد بن عبد الله بن أحمد بن نصر بن بجير الذهلي ، حدّثنا أبو أحمد بن عبدوس ، حدّثنا إبراهيم بن سعيد ، حدّثنا عثمان بن خالد العثماني ، حدّثنا عبد الله بن عمر ابن وهيب مولى زيد بن ثابت عن أبيه ، عن خارجة بن زيد بن ثابت عن النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما كان بين عثمان ورقية ولوط من مهاجر» يعني أنهما أول من هاجر إلى أرض الحبشة (٦) [١٠٦٨٤].

أخبرتنا (٧) أم المجتبى بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، حدّثنا موسى بن محمّد بن حيان ، حدّثنا بشار بن موسى ، حدّثنا الحسن بن زياد قال : سمعت قتادة يقول : أوّل من هاجر من المسلمين بأهله إلى الحبشة عثمان بن عفّان.

__________________

(١) بالأصل : «عمره» تصحيف ، والتصويب عن م ، ود ، وت.

(٢) رواه ابن عدي في الكامل ٤ / ٢٤٣ في أخبار عبد الله بن داود الواسطي.

(٣) بالأصل : «أبو عبد الله» والمثبت عن م ، ود ، وت ، وابن عدي. وراجع ترجمته في تهذيب الكمال ٥ / ١٧٦ ط.

دار الفكر.

(٤) ترجمته في لسان الميزان ٤ / ٦٦ والتاريخ الكبير ٣ / ١ / ٤٢١.

(٥) الحديث رواه ابن عساكر في أخبار عثمان بن عفان تاريخ دمشق ٣٩ / ٣٠ رقم ٤٦١٩.

(٦) رواه ابن عساكر من طريق آخر في أخبار عثمان بن عفان ٣٩ / ٣١ رقم الحديث ٧٧٤٩.

(٧) الخبر التالي رواه ابن عساكر في أخبار عثمان بن عفان ٣٩ / ٣٠ رقم الحديث ٧٧٤٧.

٣٠٨

قال : وحدّثني النضر بن أنس قال : قال أبو حمزة ـ يعني ـ أنسا :

إن أول من هاجر من المسلمين إلى الحبشة بأهله عثمان بن عفّان ، فاحتبس على النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خبره ، فجعل يخرج يتوكّف (١) عنه الأخبار ، فقدمت امرأة من قريش فقالت له : يا أبا القاسم ، قد رأيت ختنك متوجها في سفره وامرأته على حمار من هذه الدبابة وهو يسوق بها يمشي خلفها ، فقال النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صحبهما الله ، إنّ عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوط صلى‌الله‌عليه‌وسلم» [١٠٦٨٥].

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسين بن أحمد ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد بن الحسين ، وأبو الحسن علي بن بركات ، قالوا : أنبأنا أبو بكر أحمد بن علي ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن رزقوية ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، وأحمد بن سندي ، قالا : حدّثنا الحسن ابن علي القطّان ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، أنبأنا إسحاق بن بشر ، عن عثمان بن الساج ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنه قال :

إنّ سارة لما فعلت ذلك بهاجر وعفت عنها أحب الله أن يهب لها ولدا وذلك بعد ما أرسل إبراهيم قال : فأرسل إبراهيم إلى الأرض المقدسة ، ولوط إلى المؤتفكات ، وكانت قرى لوط أربع مدائن : سدوم ، وأموراء ، وعاموراء ، وصبويراء ، وكان في كل قرية مائة ألف مقاتل ، فجميعهم أربع مائة ألف ، وكانت أعظم مدائنهم سدوم ، وكان لوط يسكنها وهي المؤتفكات ، وهي من بلاد الشام ومن فلسطين مسيرة يوم وليلة ، وكان إبراهيم خليل الرّحمن عمّ لوط بن هارون بن تارح ، وإبراهيم بن تارح وهو آزر وكان إبراهيم ينصح قوم لوط ، وكان الله قد أمهل قوم لوط فخرقوا حجاب الإسلام ، وانتهكوا المحارم ، وأتوا الفاحشة الكبرى ، فكان إبراهيم يركب على حماره حتى يأتي مدائن قوم لوط ، فينصحهم ، فيأبون أن يقبلوا ، فكان بعد ذلك يجيء على حماره ، فينظر إلى سدوم فيقول : يا سدوم أي يوم لك من الله! سدوم ، إنّما أنهاكم ألّا تتعرضوا لعقوبة الله ، حتى بلغ الكتاب أجله ، فبعث الله جبريل في نفر من الملائكة قال : فهبطوا في صورة الرجال حتى انتهوا إلى إبراهيم وهو في زرع له يثير الأرض ، كلّما بلغ الماء إلى مسكنة من الأرض ، ركز مسحاته في الأرض ، فصلّى خلفها ركعتين. قال : فنظرت الملائكة إلى إبراهيم ، فقالوا : لو كان الله ـ عزوجل ـ ينبغي أن يتّخذ خليلا لاتخذ هذا العبد خليلا ، ولا يعلمون أن الله قد اتّخذه خليلا.

__________________

(١) توكف الخبر توقعه وانتظره.

٣٠٩

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب ، حدّثنا يحيى بن محمّد بن صاعد ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، أنبأنا ابن المبارك ، أنبأنا معمر ، عن قتادة في قول الله عزوجل : (قالَ : إِنَّ فِيها لُوطاً. قالُوا : نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها)(١) قال : لا يجد المؤمن الا يحوط المؤمن حيث كان.

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأحمد بن سندي ، قالا : حدّثنا الحسن بن علي ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، أنبأنا إسحاق ، عن جويبر ، عن الضّحّاك ، عن ابن عبّاس قال :

لما رأى إبراهيم عليه‌السلام أنه (لا تَصِلُ) إلى العجل أيديهم (نَكِرَهُمْ) فخافهم ، وإنما كان خوف إبراهيم أنهم كانوا في ذلك الزمان إذا همّ أحدهم بامرئ سوء ، فاضطربت مفاصله وارتعدت (وَامْرَأَتُهُ) سارة (قائِمَةٌ) تخدمهم ، وكان إذا أراد أن يكرم أضيافه أقام سارة لتخدمهم (فَضَحِكَتْ) سارة ، وإنّما ضحكت سارة أنها قالت : يا إبراهيم وما تخاف إنّما هم ثلاثة نفر وأنت وأهلك وغلمانك ، قال لها جبريل : أيتها الضاحكة ، أما إنك ستلدين غلاما يقال له إسحاق ، ومن ورائه غلام يقال له يعقوب ، فأقبلت في صرة فصكّت وجهها ، فأقبلت والهة تقول : يا ويلتاه ووضعت يدها على وجهها استحياء فذلك قوله : (فَصَكَّتْ وَجْهَها) وقالت : (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ)(٢) وهذا بعلي شيخا.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفرضي ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي ، أنبأنا محمّد بن يوسف بن بشر ، أنبأنا محمّد بن حمّاد ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا معمر عن قتادة في قوله : (أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ)(٣) قال : العشيرة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو سعيد محمّد بن علي بن محمّد الخشّاب ، أنبأنا أبو محمّد الحسن بن أحمد المخلدي ، أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمّد بن مسلم الإسفرايني ، حدّثنا علي بن عثمان الحرّاني ، حدّثنا سعيد بن عيسى بن تليد القتباني ، حدّثنا عبد الرّحمن بن القاسم ، حدّثنا بكر بن مضر ، عن عمرو بن الحارث ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، وسعيد بن المسيّب عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نحن أحقّ بالشك من أبينا إبراهيم» ، إذ قال (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ :

__________________

(١) سورة العنكبوت ، الآية : ٣٢.

(٢) سورة هود ، من الآية ٦٩ إلى ٧٢.

(٣) سورة هود ، الآية : ٨٠.

٣١٠

أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ : بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)(١)(٢) ، ويرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ، ولو لبثت في السجن لبث يوسف لأجبت الداعي» [١٠٦٨٦].

أخبرنا أبو عبد الله الحسين (٣) بن عبد الملك ، أنبأنا إبراهيم بن منصور ، أنبأنا أبو بكر ابن المقرئ ، أنبأنا أبو يعلى ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن أسماء ، حدّثنا جويرية ، عن مالك ، عن الزهري ، عن أبي عبيد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«رحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد ، ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف ثم جاءني الداعي لأجبت» [١٠٦٨٧].

رواه البخاري (٤) ومسلم (٥) عن عبد الله بن محمّد بن أسماء ، ورواه النسائي عن عمرو ابن منصور عن عبد الله بن محمّد.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد بن موسى ، أنبأنا أبو العباس محمّد بن أحمد بن محمّد بن محمّد السليطي ، أنبأنا أبو حامد أحمد ابن محمّد بن الحسن بن (٦) الشّرقي ، حدّثنا محمّد بن عقيل ، وأحمد بن حفص ، قالا : حدّثنا حفص بن عبد الله ، حدّثني إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة ، أخبرني أبو الزناد عن عبد الرّحمن الأعرج عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بعفر (٧) الله لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد» [١٠٦٨٨].

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٦٠.

(٢) اختلف الناس في سؤال إبراهيم ربه (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى ...) هل صدر من إبراهيم عن شك أم لا؟ فقال الجمهور : لم يكن إبراهيم عليه‌السلام شاكا في إحياء الله الموتى قط وإنما طلب المعاينة.

وقال الحسن : سأله ليزداد يقينا إلى يقينه. والشك فهو توقف بين أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر ، وذلك هو المنفي عن إبراهيم ؛ والمتأمل سؤاله وسائر ألفاظ الآية ، فالاستفهام بكيف إنما هو عن حالة شيء موجود متقرر الوجود عند السائل والمسئول. فإنما السؤال عن حال من أحواله. وكيف هنا إنما هي استفهام عن هيئة الإحياء.

والإحياء متقرر. قال الزاري : إنه إنما سأل ذلك لقومه ، والمقصود أن يشاهد فيزول الإنكار عن قلوبهم.

(راجع تفسير القرطبي ـ التفسير الكبير للرازي في تفسير سورة البقرة).

(٣) الأصل وم ، ود ، وت : الحسن ، قارن مع مشيخة ابن عساكر ٥٢ / أ.

(٤) صحيح البخاري ، في الأنبياء رقم ٣١٩٢.

(٥) صحيح مسلم ، (١) كتاب الإيمان (٦٩) باب رقم ١٥١.

(٦) «بن» كتبت تحت الكلام بين السطرين بالأصل.

(٧) كذا رسمها بالأصل ، وإعجامها ناقص في م ، وفوقها ضبة في ت.

٣١١

أخبرنا (١) أبو القاسم الشحامي ، أنبأنا أبو يعلى الصابوني ، أنبأنا أبو سعيد الرازي ، أنبأنا محمّد بن أيوب ، حدّثنا موسى بن إسماعيل ، حدّثنا حمّاد بن سلمة ، عن محمّد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة في قوله عزوجل : (أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ)(٢) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رحمه‌الله ، قد كان يأوي إلى ركن شديد ، فما بعث الله تعالى بعده نبيا إلّا في ثروة من قومه» (٣) [١٠٦٨٩].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنبأنا أبو منصور بن شكرويه ، وأبو بكر السمسار ، قالا : أنبأنا إبراهيم بن عبد الله ، حدّثنا الحسين بن إسماعيل ، حدّثنا أبو السّائب ، حدّثنا أبو أسامة عن محمّد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يرحم الله على لوط ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد إذ قال لقومه لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد ، فما بعث الله بعده نبيا إلّا في ثروة من قومه» [١٠٦٩٠].

أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه ، ثم حدّثنا أبو مسعود المعدل عنه ، أنبأنا أبو نعيم الحافظ ، حدّثنا سليمان بن أحمد ، حدّثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا أبو علقمة نصر ابن خزيمة بن جنادة أن أباه حدّثه عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ ، عن ابن عائذ قال : أخبرني بلال بن أبي بلال أن عثامة بن قيس البجلي من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نحن أحقّ بالشكّ من إبراهيم ، ويغفر الله للوط ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد ـ عليهما‌السلام ـ» (٤) [١٠٦٩١].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأنا أبو الحسن الدارقطني ، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عبد الله (٥) بن بكير التميمي ، أنبأنا أبو علي سهل بن علي الدوري ، أنبأنا أبو الحسن الأثرم ، قال : قال أبو عبيدة في الحديث : «ما بعث الله نبيا بعد لوط إلّا في ثروة» ، قالوا : الثروة : العدد والمنعة.

أخبرنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الحسن الخشوعي ـ إذنا ـ قالوا : حدّثنا أحمد بن علي بن ثابت ـ لفظا ـ أنبأنا أبو الحسن بن رزقوية ، أنبأنا أبو عمرو الدقّاق ، وأبو بكر الحداد قالا : أنبأنا الحسن بن علي ، حدّثنا إسماعيل بن

__________________

(١) كتب فوقها بالأصل وت : ملحق.

(٢) سورة هود ، الآية : ٨٠.

(٣) البداية والنهاية ١ / ٢٠٨ والدر المنثور ٢ / ١٨٥.

(٤) كتب بعدها بالأصل ، وت ، وم : إلى.

(٥) الأصل : «عبيد الله» والمثبت عن م ، ود ، وت.

٣١٢

عيسى ، أنبأنا إسحاق ، عن مقاتل ، وجويبر عن الضّحّاك ، عن ابن عباس قال : لما سمعت الفسقة بأضياف لوط جاءوا إلى باب لوط ، فأغلق الباب دونهم ، ثم أطّلع عليهم فقال : (هؤُلاءِ بَناتِي)(١) يعرض عليهم بناته بالنكاح والتزويج ، ولم يعرضها عليهم للفاحشة ، وكانوا كفّارا وبناته مسلمات ، فلمّا رأى البلاء وخاف الفضيحة عرض عليهم التزويج ، وكان في سنتهم ألّا يتزوجوا إلّا امرأة واحدة ، فلما خطبوا إلى (٢) لوط فلم يزوجهم تزوجوا فقالوا : (لَقَدْ عَلِمْتَ ما لَنا فِي بَناتِكَ مِنْ حَقٍّ ، وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ ما نُرِيدُ)(٣) ، وكان اسم ابنتيه إحداهما رعوثا ، والأخرى رميثا ، ويقال : زبوثا ، ورعوثا ، فالله أعلم ، وكان الذي حملهم على إتيان الرجال دون النساء أنه كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم ، وثمار خارجة على ظهر الطريق ، وأنهم أصابهم قحط وقلّة من الثمار ، فقال بعضهم لبعض : إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش ، قالوا : بأي شيء نمنعها؟ قال : اجعلوا سنتكم من أخذتم في بلادكم غريبا سنّتكم فيه أن تنكحوه وأغرموه أربعة دراهم ، فإنّ الناس يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك ، فذلك الذي حملهم على ما ارتكبوا من الحدث العظيم الذي لم يسبقهم إليه أحد من العالمين.

وقال في آية أخرى : (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ)(٤) يعني الغرباء وقالوا فيما عاتبوا لوطا : (أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ)(٥) ، أي لم ننهك عن الغرباء حتى نفعل بهم الفاحشة ، فعند ذلك قال : (هؤُلاءِ بَناتِي) دعاهم إلى الحلال ، فأبوا ، (فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ، أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)(٦) أي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

قال : وأنبأنا إسحاق ، أخبرني محمّد بن إسحاق عن بعض رواة ابن عباس أنه كان يقول : إنّما كان بدء عمل قوم لوط أنّ إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي ، أجمل صبي رآه الناس ، فدعاهم إلى نفسه ، فنكحوه ، ثم جروا على ذلك ، فلم يتناهوا ولم يردهم قوله ولم يقبلوا ـ يعني ـ قوم لوط لم يقبلوا شيئا مما عرض عليهم من أمر بناته ، قال : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ)(٧) ـ يعني ـ عشيرة أو شيعة تنصرني لحلت بينكم

__________________

(١) من الآية ٧٨ من سورة هود.

(٢) الأصل ود : آل لوط ، والمثبت عن ت ، والمختصر.

(٣) سورة هود ، الآية : ٧٩.

(٤) سورة الشعراء ، الآية : ١٦٥.

(٥) سورة الحجر ، الآية : ٧٠.

(٦) سورة هود ، الآية : ٧٨.

(٧) سورة هود ، الآية : ٨٠.

٣١٣

وبين هذا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «رحم الله أخي لوطا حين قال : (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) قال : يعني عشيرة شديدة ، فلم يبعث الله بعد لوط نبيا إلّا في عزّ من قومه» [١٠٦٩٢].

قال : فكسروا الباب ودخلوا عليه ، قال : وتحوّل جبريل في صورته ـ وله صورتان إذا كان في الأرض ، كان في صورة دحية بن خليفة الكلبي ، وإذا كان في السماء كان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض ، وله جناحان أخضران موشّحان بالدرّ والياقوت ـ قال : فتحول في صورته التي يكون فيها في السماء ، قال : ثم قال : يا لوط لا تخف ، نحن الملائكة لن يصلوا إليك ، وأمرنا بعذابهم ، فقال لوط : يا جبريل ، الآن فعذبهم ، وهو شديد الأسف عليهم ، قال جبريل : يا لوط (مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ ، أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)(١)(فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبارَهُمْ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ)(٢) ووثب القوم فتعلقوا بهم ، فطمس جبريل بجناحه (٣) وجوههم فشدخت وجوههم وتناثرت أحداقهم بالأرض ، فذلك قوله : (وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ)(٤) فعند ذلك قالوا : يا لوط معك رجال سحروا أعيننا فأوعدوه ، قال : فخرجوا من عنده عمي لا يهتدون الطريق ، فلما كان عند وجه الصبح ـ يعني ـ جاءهم العذاب.

قرأنا على أبي القاسم إسماعيل بن أحمد ، عن أبي طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر ، أنبأنا أبو بكر المهندس ، حدّثنا أبو بشر الدولابي ، حدّثنا عمران بن بكّار ، حدّثنا أبو المغيرة ، حدّثنا صفوان بن عمرو ، حدّثنا أبو المثنى الأملوكي ، ومسلم أبو الجميل ، قال : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ)(٥) إلى آخر الآية ، قال إبراهيم : أتعذب عالما من عالمك كثير وفيهم مائة رجل يعبدونك ، قال : لا وعزتي ، ولا خمسين حتى انتهى إلى خمسة ، قال : وعزتي لو كان فيهم خمسة لا أعذبهم ، قال الله عزوجل : (فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)(٦) لوطا وابنتيه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو

__________________

(١) سورة هود ، الآية : ٨١.

(٢) سورة الحجر ، الآية : ٦٥.

(٣) كذا بالأصل وم ، ود ، وت ، وفي المختصر : بجناحيه.

(٤) سورة القمر ، الآية : ٣٧.

(٥) سورة هود ، الآية : ٧٤.

(٦) سورة الذاريات ، الآية : ٣٦.

٣١٤

بكر ، أنبأنا أبو عبد الله الهروي ، أنبأنا محمّد بن حمّاد ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا معمر ، عن قتادة في قوله : (يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ)(١) قال : فقال لهم يومئذ : أرأيتم إن كان فيها خمسون من المسلمين ، قالوا : إن كان فيها خمسون لم نعذبهم ، قال : فأربعون؟ قال : وأربعون ، قال : فثلاثون؟ قالوا : وثلاثون ، قال : وعشرون؟ قالوا : وعشرون ، قالوا : وإن كان فيهم عشرة؟ فقال : قوم لا يكون فيهم عشرة مسلمين لا خير فيهم.

أنبأنا أبو الفضائل الكلابي ، وأبو تراب الأنصاري ، وأبو الحسن الخشوعي ، قالوا : أنبأنا أبو بكر الخطيب ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا عثمان بن أحمد بن عبد الله ، وأحمد بن سندي ، قالا : حدّثنا الحسن بن علي ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، أنبأنا إسحاق بن بشر ، أخبرني جويبر عن الضحاك ، ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس قال :

لما بشّر إبراهيم بقول الله : (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى) بإسحاق (يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ) وإنما كان جداله أنه قال : يا جبريل ، أين تريدون؟ وإلى من بعثتم؟ قالوا : إلى قوم لوط ، وقد أمرنا بعذابهم ، فقال إبراهيم : (إِنَّ فِيها لُوطاً ، قالُوا : نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ)(٢) وكانت زعموا تسمّى والغة قال : فقال إبراهيم : إن كان فيهم مائة مؤمن تعذبونهم؟ قال جبريل : لا ، قال : إن كان فيهم تسعون مؤمنون تعذبونهم؟ فقال جبريل : لا ، قال : فإن كان فيهم ثمانون مؤمنون تعذبونهم؟ قال جبريل : لا ، حتى انتهى العدد إلى واحد مؤمن ، قال جبريل : لا ، فلما لم يذكروا لإبراهيم أنّ فيها مؤمنا واحدا.

قال : وأنبأنا إسحاق ، أخبرني جويبر عن الضحاك ، ومقاتل عن مجاهد قالا : أسقط في يدي إبراهيم حين قال جبريل : إن كان فيهم مؤمن واحد لا نعذّبهم ، فخاف إبراهيم على لوط ، فقال : (إِنَّ فِيها لُوطاً) ليدفع به عنهم ، فقالوا : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها ، لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) ـ يعني من الباقين الذين أهلكوا ولم ينجوا ، إنّما أنجى لوطا وغبرت امرأته مع الغابرين ، فهلكت ، فقال جبريل : (يا إِبْراهِيمُ ، أَعْرِضْ عَنْ هذا ، إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ)(٣) في هلاك قوم لوط ، وأنه الغداة (آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ)(٤) قال : فانطلق جبريل ومن معه من الملائكة إلى لوط ، فلما انتهوا إليه وهو في زرع له ببئر الأرض ، فسلّموا عليه ، فحسب لوط أنهم رجال ، فلما أمسوا استحيا منهم ألّا يعرض عليهم ، وخاف من قومه

__________________

(١) سورة هود ، الآية : ٧٤.

(٢) سورة العنكبوت ، الآية : ٣٢.

(٣) سورة هود ، الآية : ٧٦.

(٤) سورة هود ، الآية : ٧٦.

٣١٥

على أضيافه مما كانوا يأتون من الدواهي العظام ، فضاق بهم ذرعا مما يخاف إن هو لم يعرض عليهم أثم ، وإن دعاهم فضحوهم ، فذلك قوله : (سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ : هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ)(١) عصبته شدة ، فقال لهم : لكم عندي الضيافة ، فانطلقوا معه ، وكان الله عزوجل عهد إلى جبريل ألّا يعذّب قوم لوط حتى يشهد لوط على قومه ثلاث شهادات (٢) ، فلما توجّه بهم خاف عليهم قومه واستحيا فقال : أما إنّي أذهب بكم وقومي أشرّ من خلق الله ، فالتفت جبريل إلى الملائكة فقال : هذه واحدة احفظوها ، فلما توسط بهم القرية بكى لوط حياء منهم ، فقال : قومي أشرّ من خلق الله ، وقد التفت جبريل إلى الملائكة فقال : هاتان اثنتان احفظوهما ، فلما دخل (٣) البيت وجلسوا قال : قومي أشرّ خلق الله ، قال جبريل : هذه ثلاث ، فقد وجب العذاب ، فلما رأتهم امرأته انطلقت فأعلمتهم ـ يعني قوم لوط ـ.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم ، أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا عبد الله الهروي ، أنبأنا محمّد بن حمّاد ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا معمر عن قتادة قال (٤) :

جاءت الملائكة لوطا وهو يعمل في أرض له ، فقالوا : إنا مضيفوك الليلة ، فانطلق معهم ، فلما مشى معهم ساعة التفت إليهم فقال : أما تعلمون ما تعمل أهل هذه القرية؟ ما أعلم على وجه الأرض أهل قرية شرا منهم حتى قال ذلك ثلاث مرات ، وكانوا أمروا أن لا يعذّبونهم حتى يشهد عليهم ثلاث مرّات ، فلما دخلوا عليه ذهبت عجوز السوء فأتت قومها فقالت : يضيف لوطا الليلة قوم ما رأيت قوما قط أحسن وجوها منهم ، قال : فجاءوا يسرعون فعالجهم لوط على الباب ، فقام ملك فلزّ الباب يقول فسدّه ، واستأذن جبريل ربه في عقوبتهم فأذن له ، فضربهم جبريل بجناحه فتركهم عميا ، فباتوا بشرّ ليلة ، ثم قالوا : (إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ ، فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ ، وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُها ما أَصابَهُمْ)(٥) قال : فبلغني أنها سمعت صوتا ، فالتفت فأصابها حجر وهي شاذة من القوم معلوم مكانها (٦).

__________________

(١) سورة هود ، الآية : ٧٧.

(٢) في تاريخ الطبري ١ / ٢٩٩ أربع شهادات.

(٣) الأصل : «دخلا» والمثبت عن م ، ود ، وت.

(٤) تاريخ الطبري ١ / ٢٩٩ والكامل لابن الأثير ١ / ٩٩ والبداية والنهاية ١ / ٢٠٧.

(٥) سورة هود ، الآية : ٨١.

(٦) تفسير الطبري ١٢ / ٥٥ (ط. بولاق) ، وانظر تاريخ الطبري ١ / ٣٠٣.

٣١٦

قال قتادة (١) : فبلغنا أن جبريل أخذ بعروة القرية الوسطى ، ثم ألوى بها إلى السماء حتى سمع أهل السماء ضواغي (٢) كلابهم ، ثم دمدم (٣) بعضها على بعض ، فجعل عاليها سافلها ، ثم أتبعهم الحجارة.

قال معمر : قال قتادة : فبلغنا أنهم كانوا أربعة آلاف ألف.

قال : وأنبأنا معمر عن قتادة في قوله : (قالَ : يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ)(٤) قال : أمرهم لوط أن يتزوجوا النساء ، وقال : هنّ أطهر لكم ، قال معمر : وبلغني مثل ذلك عن مجاهد.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن شجاع ، أنبأنا أبو عمرو بن مندة ، أنبأنا أبو محمّد بن يوة ، أنبأنا أبو الحسن اللنباني (٥) ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني سليمان بن أبي شيخ ، حدّثنا الحكم بن ظهير ، عن السّدي في قوله : (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) ، قال : عرض عليهم نساء أمّته ، كلّ نبي فهو أبو أمّته (٦) ، وفي قراءة عبد الله : (النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)(٧) وهو أب لهم ، (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ)(٨).

أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن ، وأبو تراب حيدرة بن أحمد ، وأبو الحسن علي ابن بركات ، قالوا : أنبأنا أبو بكر الحافظ ، أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد ، أنبأنا عثمان بن أحمد ، وأحمد بن سندي قالا : حدّثنا الحسن بن علي ، حدّثنا إسماعيل بن عيسى ، أنبأنا إسحاق بن بشر ، أخبرني غير واحد منهم ابن زياد بن سمعان ، وإبراهيم بن طهمان عن رجال سمّوهم أن آية ما كان بين قوم لوط وبين امرأة لوط إذا جاءهم غريب أن تبعث إلى الرجال تقول : أطعمونا ملحا ، فكانت تدعوهم بهذا إلى الفاحشة.

قال : وأنبأنا إسحاق ، حدّثني ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عبّاس أنه قال : صعدت ظهر بيتها فلوحت بثوب لها ، فأتاها الفسقة يهرعون إليها سراعا ، فقالوا : هل عندك شيء؟ قالت : نعم والله ، لقد نزل بنا أضياف ، ما رأينا قوما قطّ أحسن وجوها منهم ، ولا أطيب منهم ريحا.

__________________

(١) تاريخ الطبري ١ / ٣٠٥.

(٢) ضواغي كلابهم أي نباحها.

(٣) كذا بالأصل وم ، ود ، وت ، وفي الطبري : دمّر.

(٤) سورة هود ، الآية : ٧٨.

(٥) بالأصل ، وم ، ود ، وت : اللبناني ، والصواب بتقديم النون.

(٦) البداية والنهاية ١ / ٢٠٧.

(٧) سورة الأحزاب ، الآية : ٦.

(٨) سورة الأحزاب ، الآية : ٦.

٣١٧

قال : وأنبأنا إسحاق عن سفيان الثوري ، عن أشرس الخراساني يرفعه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «ما بغت امرأة نبي قط» [١٠٦٩٣].

قال : وأنبأني إسحاق ، أخبرني مقاتل عن عكرمة ، عن ابن عبّاس أنه قال : إنما كانت خيانة امرأة لوط حين تخونه في أضيافه فتخبر عنهم في دينها ، ولم تخنه في فرج هي ولا امرأة نوح عليه‌السلام.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا أحمد بن أبي عثمان ، وعاصم بن الحسن ، قالا : أنبأنا الحسين بن الحسن بن المنذر ، أنبأنا أبو علي بن صفوان. ح وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنبأنا عاصم بن الحسن ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أحمد بن محمّد الجوزي ، قالا : حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا فضيل بن عبد الوهّاب ، حدّثنا أبو عوانة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سليمان بن بريدة قال : سمعت ابن عباس يقول في قوله : (فَخانَتاهُما)(١) قال : لم يكن زنى ، ولكن امرأة نوح كانت تخبر أنه مجنون ، وامرأة لوط تخبر بالضيف إذا نزل (٢).

[قال ابن عساكر :](٣) كذا قال ابن السّمرقندي : ابن بريدة وإنّما هو ابن قنة (٤) ، وهو في رواية ابن الفضل غير منسوب.

أخبرنا أبو الحسن الفرضي ، أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد ، أنبأنا جدي أبو بكر ، أنبأنا محمّد بن يوسف ، أنبأنا محمّد بن حمّاد ، أنبأنا عبد الرزّاق ، أنبأنا الثوري وابن عيينة عن موسى بن أبي عائشة ، عن سليمان بن قنة (٥) قال : سمعت ابن عبّاس يسأل وهو جالس إلى جنب الكعبة عن قول الله تبارك وتعالى : (فَخانَتاهُما) فقال ابن عبّاس : اما إنه ليس بالزنا ، ولكن كانت تخبر الناس أنه مجنون ، وكانت هذه تدل على الأضياف ، ثم قرأ (إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ)(٦).

__________________

(١) سورة التحريم ، الآية : ١٠.

(٢) راجع تفسير القرطبي ١٨ / ٢٠٢ تفسير الآية ١٠ من سورة التحريم.

(٣) زيادة منا للإيضاح.

(٤) كذا رسمها بالأصل ، وم ، ود ، وت ، وفي تفسير القرطبي : سليمان بن رقية ، وبهامشه : «قتة» وفي تفسير الطبري :

قيس ولعل الصواب : ابن قتيبة ، فقد ذكر المزي في تهذيب الكمال في شيوخ موسى بن أبي عائشة : سليمان بن قتيبة البصري ١٨ / ٤٧٩.

(٥) كذا ، راجع الحاشية السابقة.

(٦) سورة هود ، الآية : ٤٦.

٣١٨

أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرّحمن ، أنبأنا أبو الحسن الخلعي ، أنبأنا أبو محمّد بن النحّاس ، أنبأنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدّثنا الحسن بن علي بن عفّان ، حدّثنا يحيى بن آدم ، حدّثنا سفيان بن عيينة ، وسفيان الثوري ، وقيس بن الربيع عن موسى بن أبي عائشة ، عن سليمان بن قنّة ، عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (فَخانَتاهُما) قال : ما زنيا في هذه الآية ، قال : (فَخانَتاهُما) قال : كانت امرأة نوح تخبر الناس أنه مجنون ، وكانت امرأة لوط تدلّ على الضيف ، فتلك خيانتهما.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أنبأنا أبو سعد الماليني.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، قالا : أنبأنا أبو أحمد بن عدي (١) ، أنبأنا محمّد بن الحسين بن حفص الكوفي ـ وقال ابن السّمرقندي : الأشناني ـ حدّثنا فضالة بن الفضل ، حدّثنا بزيع (٢) زاد ابن السّمرقندي : مولى يحيى بن عبد الرّحمن ، وقالا : ـ عن الضحاك في قوله : (فَخانَتاهُما) قال : إنّما كانت خيانة امرأة نوح وامرأة لوط النميمة.

أخبرنا أبو القاسم زاهر بن أبي عبد الرّحمن ، أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي بن محمّد ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، حدّثنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا الحسين بن علي ـ هو العجلي ـ حدّثنا محمّد بن الصلت ، حدّثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عبّاس في قوله : (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ)(٣) قال : أدبار الرجال.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين ، وعبد الرّحمن بن علي بن محمّد ، قالا : أنبأنا علي بن محمّد بن بشران ، أنبأنا الحسين بن صفوان ، حدّثنا أبو بكر عبد الله بن أبي الدنيا ، حدّثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن [أبي](٤) نجيح : (أَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ)(٥) قال : قال عمرو بن دينار : ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط (٦).

قال : وحدّثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثنا الحسين بن علي العجلي ، حدّثنا محمّد بن

__________________

(١) رواه ابن عدي في الكامل في ضعفاء الرجال ٢ / ٥٨ في أخبار بزيع.

(٢) لسان الميزان ١ / ١٣.

(٣) سورة الأعراف ، الآية : ٨٠.

(٤) زيادة عن ت ، ود.

(٥) سورة الأعراف ، الآية : ٨٠.

(٦) تاريخ الطبري ١ / ٢٩٥.

٣١٩

فضيل ، حدّثنا عمرو بن أبي زائدة ، عن أبي صخرة رفعه ، قال : كان اللواط في قوم لوط في النساء قبل أن تكون في الرجال بأربعين سنة.

قال : وحدّثنا الحسين بن علي ، حدّثنا محمّد بن فضيل ، حدّثنا الأعمش عن أبي ظبيان عن حذيفة قال :

إنما حقّ القول على قوم لوط حين استغنى النساء بالنساء ، والرجال بالرجال.

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو نصر عبد الرّحمن بن علي ، أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، حدّثنا ابن أبي الدنيا ، حدّثنا زياد بن أيوب ، حدّثنا محمّد بن يزيد ، عن محمّد بن مسلم الطائفي ، قال :

سئل طاوس عن الرجل يأتي المرأة في عجيزتها ، قال : تلك كفره ، إنّما بدأ قوم لوط ، ذاك صنعه الرجال بالنساء ، ثم صنعه الرجال بالرجال (١).

أخبرنا أبو القاسم أيضا ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، وأبو نصر عبد الرّحمن بن علي ، قالا :

أنبأنا أبو الحسين بن بشران ، أنبأنا أبو علي بن صفوان ، حدّثنا عبد الله بن أبي الدنيا ، حدّثنا محمّد بن بكّار ، حدّثنا مروان بن معاوية ، حدّثنا حفص ـ أو أبو حفص ـ عن جعفر بن محمّد ابن علي قال :

جاءته امرأتان قد قرأتا القرآن ، فقالتا : هل تجد غشيان المرأة المرأة محرما في كتاب الله؟ فقال لها : نعم ، هن اللواتي كن على عهد تبع ، وهن صواحب الرسّ ، وكل نهر وبئر رسّ ، قال : يقطع لهن سبعون جلبابا من نار ، ودرع من نار ، ونطاق من نار ، وتاج من نار ، وخفّان من نار ، ومن فوق ذلك ثوب غليظ جاف جلف منتن من نار ، قال جعفر : علّموا هذا نساءكم.

قال ابن أبي الدنيا : وقال أبي : أخبرت عن عمرو بن هاشم الجنبي (٢) ، عن أبي حمزة (٣) قال :

قلت لمحمّد بن علي : عذب الله نساء قوم لوط بعمل رجالهم؟ قال : الله أعدل ـ وفي رواية أبي نصر : أعذر ـ من ذلك ، يستغني الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء.

__________________

(١) في د : ثم صنعه النساء بالرجال.

(٢) ترجمته في تهذيب الكمال ١٤ / ٣٥٦.

(٣) لعله ثابت بن أبي صفية الثمالي ، أبو حمزة ، راجع ترجمة محمد بن علي بن الحسين في تهذيب الكمال ١٧ / ٧٣.

٣٢٠