طلوع سعد السّعود - ج ١

الآغا بن عودة المزاري

طلوع سعد السّعود - ج ١

المؤلف:

الآغا بن عودة المزاري


المحقق: الدكتور يحيى بوعزيز
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٤٠٥
الجزء ١ الجزء ٢

كيف مال محمد بن الخير بن خزر المغراوي إلى الشيعة ، والتحق بالمعز لدين الله الفاطمي في القيروان ، وعاد مع جيش جوهر الصقلي إلى تيهرت وتم قتل اليفريني غدرا ، وخرب جوهر مدينة إيفكان وعاد محمد بن الخير إلى حكم وهران ، فبث فيها وفي غيرها الدعوة الشيعية الفاطمية العبيدية ، وقد استعرض أحداث الخزريين في هذا العهد الثاني وأشار إلى بناء مدينة وجدة عام ٣٨٤ ه‍ من طرف زيري بن عطية ، وإلى فساد العلاقة بين زيري بن عطية ، والمنصور بن أبي عامر بالأندلس ، وختم هذا العهد وهذه الدولة بذكر أسماء حكام وهران خلال العهدين : المغراوي الخزري ، والشيعي الفاطمي ، وذكر أنهم ستة عشر حاكما ، عشرة مغراويون ، واثنان من أزديجة وعجيسة ، وواحد شيعي ، وواحد يفريني ، واثنان صنهاجيان. وأورد كذلك أسماء ملوك الأمويين المروانيين بالأندلس ، وعددهم ستة عشر ملكا وأسماء ملوك وخلفاء بني أمية بالمشرق وعددهم أربعة عشر ، وأسماء ملوك الشيعة العبيديين ، وعددهم أربعة عشر ملكا ، وملوك الأدارسة بالمغرب الأقصى وعددهم ثلاثة عشر. وملوك السليمانيين بالمغرب الأوسط وعددهم واحد وعشرون : أربعة بتلمسان ، وأربعة برشقون وثلاثة بجراوة ، وثلاثة بتاهرت ، وسبعة بتنس. وقد استغرق الحديث عن هذه الدولة ١٥ صفحة من المخطوط.

ثالثا : دولة المرابطين الملثمين ، ابتداء من يوسف بن تاشفين مؤسس مدينة مراكش ، وقد استعرض فيها أحداث هذه الدولة في المغربين الأقصى ، والأوسط ، والفتوحات والتوسعات التي قامت بها ، وبناء مدينة مراكش ، وأحداث وهران ومشاكلها خلال ذلك ، وذكر أن ملوك صنهاجة الملثمين ، الذين يبلغ عددهم اثنين وأربعين أميرا ينتمون إلى ثلاثة فرق هي :

١ ـ البولكانية : نسبة إلى بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي ، وعددهم خمسة وعشرون ملكا : عشرة بإفريقيا (تونس) ، وعشرة ببجاية وواحد بالمغرب الأوسط ، وأربعة بالأندلس.

٢ ـ المرابطون الملثمون اللمتونيون : وعددهم اثنا عشر.

٣ ـ الغانية : أو بنو غانية أولاد المرأة التي يقال لها غانية وهي بنت عم يوسف ابن تاشفين. وعدد ملوكهم خمسة ما بين بجاية وتونس.

٢١

وقد استغرق الحديث على هذا العهد ١٢ صفحة من المخطوط.

رابعا : دولة الموحدين ، وقد تحدث فيها عن سبب تسميتهم بالموحدين وعن المهدي بن تومرت داعية هذه الدولة ، ونسبه ، ودعوته ، وعن عبد المؤمن ونسبه ، وأصله ، وسيرته ، وأوليات حياته ، وبداية حكمه ، وفتوحاته ، وقيامه بمسح جغرافي لبلدان المغرب من برقة إلى واد نون بالسوس الأقصى ، بالفراسخ ، والأميال ، طولا وعرضا ، مع إسقاط الثلث بعد ذلك الذي يشغل الأودية ، والجبال ، والغابات ، والشعاب ، والسباخ ، والطرقات ، والخرابات ، وذلك من أجل تحديد الخراج بها. وتحدث عن قيام عبد المؤمن ببناء مدينة البطحاء بأرض هوارة ، ومدينة الفتح بجبل الفتح في الأندلس التي نقل إليها عددا من سكان الحشم بإفريقيا للاستقرار بها.

وبعد ذلك استعرض تاريخ خلفائه من بعده ، وأحداثهم وحروبهم أحيانا بإيجاز وأحيانا بالتفصيل ، وختم ذلك بإيراد إحصاء لعدد ملوك وأمراء هذه الدولة الموحدية وعددهم ٤٧ ملكا : منهم ١٤ بالمغرب الأقصى ، و ٢٩ بإفريقيا (تونس) ، و ٣ ببجاية ، وواحدة بالمهدية وطرابلس ، وحدد الأقاليم والأوطان التي وصل إليها حكمهم ، وخضعت لهم واستغرق ذلك ٢٣ صفحة من المخطوط.

خامسا : الدولة الخامسة وهم الزيانيون وبنو زيان ، والعبد لواديون ، وبنو عبد الواد ، وقد تحدث فيها عن سبب تسميتهم بذلك ، وأصلهم ونسبهم ، وكيفية وصولهم إلى الحكم ابتداء من جابر بن يوسف بن ياغمراسن واستقلالهم بتلمسان والمغرب الأوسط ، واستعرض أحداث أمراء هذه الدولة وتاريخ وهران وأحداثها خلالها ، وأورد بعض الصراعات والحروب التي كانت تحصل بين بني زيان وبني مرين حول السلطة والنفوذ على كل أقاليم المغرب العربي ، وتدخل بني حفص في الصراع كذلك ، وما انجز عن ذلك من التقلبات السياسية والتمردات ، والانقلابات. وقد استغرق ذلك ١٣ صفحة من المخطوط.

سادسا : دولة المرينيين ويقال لهم بنو أحمامة ، وقد تحدث عن تسميتهم ، ونسبهم ، ومواطنهم بالزاب ، وفيقيق ، وتافيلالت وملوية ، وعن كيفية وصولهم إلى الحكم ، وأول ملكهم بالمغرب الأقصى عبد الحق ، ومن جاء بعده من الأمراء

٢٢

والملوك ، هذا وراء الآخر ، مع اختصار أحداثهم إلى عهد أبي الحسن المريني ، وابنه أبي عنان ، وما حصل بينهما من الأحداث والمشاكل.

وخلال هذا شرح أحداث وهران وتعاقب الحكم فيها بين بني زيان وبني مرين حوالي خمس مرات مثلما حصل لتلمسان وباقي المغرب الأوسط ، نظرا لحدة الخلافات والصراعات بين الفريقين ، وقد استغرق ذلك ٣٣ صفحة من المخطوط.

سابعا : «الدولة السابعة وهم الإسبانيون ، ويقال لهم السبنيول سموا بذلك نسبة لمدينة إسبانيا بقطع الهمزة المكسورة وسكون السين المهملة ، وفتح الباء الموحدة من أسفل بعدها ألف ساكن ، ثم نون موحدة من أعلى مكسورة ثم ياء مثناة من تحت بعدها ألف مقصورة». وقد تحدث فيها عن عاصمة إسبانيا ماتريج (مجريط) ، وموقعها ، وموقع إسبانيا ومساحتها ، والدول والملوك الذين تعاقبوا عليها ، وسكانها ، وعددهم وأصولهم ، وأقسام إسبانيا السياسية الثلاثة عشرة ، الثمانية الساحلية والخمسة الداخلية ، وأشهر مدنها ، وجبالها ، وأنهارها ، وأنهار العالم كلها ، وجباله ، وموقع إسبانيا في أوربا ، وباقي القارات الخمس ، وسكانها ودول العالم جميعها ، في القارات الخمس. وقد توسع في الحديث عن أصل السكان الإسبان إلى أن وصل إلى عهد فيردينند ، وإزابلا ، الكاثولكيين في القرن ١٥ م. واستعرض بعد ذلك أحداث الغزو الإسباني لوهران والمرسى الكبير ، وضواحيهما وأحوازهما بكثير من التفصيل وشرح سعي الإسبان لتركيز وجودهم بهما ، وفرض سيطرتهم على المناطق المجاورة ومقاومة السكان لهم ، وتحدث عن سكان هبرة ، وأصلهم وفروعهم ، واستعرض الغزوات الإسبانية ، وتوسعاتهم خارج وهران على طول سواحل الجزائر ، وتونس ، وطرابلس ، وتتبع تاريخ ملوك الإسبان أمثال فردينند الأول ، وفيليب الأول والثاني ، والثالث ، وكارلوس الأول ، والثاني ، والثالث ، والرابع ، واستطرد للحديث عن قدوم الأتراك إلى مدينة الجزائر ابتداء من خير الدين وعروج وسعيهم لتحرير وهران ابتداء من حسن بن خير الدين إلى الباي شعبان الزناقي ، واغتنم فرصة حديثه عن محاولة السلطان العلوي إسماعيل تحرير وهران ، فأورد أسماء ملوك بني وطاس بفاس ،

٢٣

وملوك العلويين ، وأشار إلى التحصينات الإسبانية بوهران ، واستغرق ذلك ٣٩ صفحة من المخطوط.

ثامنا : «دولة الأتراك وهي الدولة الثامنة التي حكمت وهران وقد تحدث عن أصل الأتراك ، ومنبتهم ، وبلادهم في أقصى المعمورة وما وراء النهر إلى الصين ، والسد الذي بناه ذو القرنين ، وعن انتشارهم في الأرض ، وإسلامهم ، وجدهم الأول عثمان ، ونسبه ، إلى آدم عليه‌السلام ، وأخذ بعد ذلك يستعرض تاريخ ملوك وسلاطين العثمانيين إلى عهد السلطان عبد الحميد الثاني الذي كان يحكم في عهده أواخر القرن ١٩ م تم تطرق للحديث عن وصول الأتراك إلى الجزائر ، وأسباب ذلك وتاريخه ، واستعرض حكامهم وأمراءهم بها ، مع أحدائهم ابتداء من عروج وخير الدين إلى الداي حسين باشا آخرهم بالجزائر.

وتوقف عند أحداث استعادة الإسبان لوهران عام ١٧٣٢ بعد أن حررها بوشلاغم قبل ذلك عام ١٧٠٨ لمدة ربع قرن ، وأرخ للأحداث التي تلت ذلك ، والغزوات الإسبانية المتكررة على الجزائر خلال عهد الداي محمد عثمان باشا في أعوام ١٧٧٥ و ١٧٨٣ ، و ١٧٨٤ م. أثناء حكم الملك الإسباني كارلوس الثالث ، وعاد بعد ذلك للحديث عن فتح وهران ، وتحريرها التحرير الثاني والنهائي على أيدي البطل الشجاع الباي محمد بن عثمان الكبير ، وحشد من طلبة العلم ، والفقهاء والعلماء ، وحفاظ القرآن الكريم ، وأورد حكايات وتفاصيل كثيرة حول الموضوع. ثم استطرد للحديث والتاريخ عن باقي ملوك إسبانيا قبل أن يعود للتأريخ عن نظام الحكم التركي بالجزائر الإداري والعسكري وأجهزة الحكم ، وأقسام البايليكات ، وأجهزة الحكم ، والألقاب ، والرتب ، والتخصصات ، وتحدث عن عواصم بايليك الغرب : مازونة مع باياتها ، وتلمسان مع باياتها ، ثم قلعة بني راشد ، ومعسكر ، ووهران ومستغانم أخيرا ، وشرح أجهزة حكم البايات ، وتنظيماتهم الإدارية والسياسية والعسكرية ، والاقتصادية ، واختصاصات الموظفين ، ورتبهم ، ونظام الدنوش.

وبعد كل هذا شرع في الحديث والتأريخ بالتفصيل ، لبايات بايليك الغرب ابتداء من حسن بن خير الدين إلى مصطفى بوشلاغم المسراتي وأبنائه ، والباي

٢٤

محمد بن عثمان الكبير وابنه عثمان إلى أن وصل إلى الباهي حسن آخر بايات وهران وبايليك الغرب وقد خصص حيزا كبيرا للحديث عن البايات المسراتية ، وأعمالهم ومنشآتهم العمرانية في معسكر ، ومستغانم ، ووهران ، وقلعة سيدي راشد ، كما خصص حيزا كيرا للحديث عن ثورة درقاوة ، والتيجاني ضد بايات بايليك الغرب ، وما حصل خلالهما من الأحداث والتطورات ، والحروب ، والقلاقل والاضطرابات وتحدث عن قبائل المخزن الخمسة ببايليك الغرب وهي : الدوائر ، والزمالة ، والغرابة ، والبرجية ، والمكاحلية ، ولم ينس أن يتحدث عن مقتل الرئيس حميد وخلال مواجهته للمراكب الأمريكية في البحر ، وعن الصلح الذي تم على أثر ذلك بين الجزائر ، وأمريكا ، وغارات الإنكليز على الجزائر ، إلى أن وصل إلى حملة الاحتلال الفرنسي على الجزائر عام ١٨٣٠ م ، وقد استغرق ذلك ١٤١ صفحة من المخطوط. وقد استقى كل معلوماته ونقلها عن دليل الحيران.

تاسعا : «ثم ملك وهران الدولة التاسعة وهي الفرنسيس ويقال لهم أيضا الفرنج ، فتسميتهم بالفرنج قديمة التأسيس ثم سمتهم العامة بعدها بالفرنسيس نسبة إلى بلدة افرانسا بقطع الهمزة ، وهي قاعدتهم القديمة ، وملك دارهم القويمة ، وتقرأ بالجيم بدل السين أيضا لا حرجا كما قال ابن خلدون».

وقد تحدث عن نسب الفرنسيين ، ومملكتهم ، وموقعها ، وحدودها وعاصمتهم ، وموقع فرنسا من أوربا ، وسكانها ، ونسلهم ، وديانتهم ، وعددهم ومساحة فرنسا ، وأشهر مدنها ، وموانيها ، وخلجانها ، وجبالها ، وأوديتها وجزرها ، وبواغيزها ، والشعوب ، والدول ، التي توالت عليها من الإغريق إلى اللاتين ، والفرنجة ، والغاليين ، وشرع بعد ذلك في الحديث والتأريخ لملوك فرنسا ابتداء من فرامون الذي تولى سنة عشرين من القرن الخامس الميلادي إلى نابليون الثالث ، وعددهم ثلاثة وسبعون ملكا فاستعرض أحداثهم أحيانا باختصار ، وأحيانا بتوسع ، سواء في فرنسا أو خارجها ، وذلك زيادة على رؤساء الجمهوريات الذين جاؤوا بعدهم وقد قسمهم إلى أربع طبقات :

١ ـ الميروفينجيون ، وعدد ملوكهم ٢٢.

٢ ـ الكارلوفينجيون وعدد ملوكهم ١٣.

٢٥

٣ ـ الكبيسيان وينقسمون إلى ستة فروع :

أ ـ الكابي وعددهم ١٤.

ب ـ روميارد وفالوا وعددهم ٧.

ج ـ دورليان وعددهم واحد.

د ـ سيفوائد ديفيلوا وعددهم ٥.

ه ـ بوربون ، وعددهم ٥.

و ـ أورليان وعددهم ٢.

٤ ـ النابوليونيون وعددهم ٣.

وقد عدد المؤلف سلاطين فرنسا كما قلت واحدا وراء الآخر من فرامون أوائل القرن الخامس الميلادي إلى شارل العاشر الذي تم في عهده احتلال الجزائر ، ولويس فيليب بعده الذي تمت في عهده مقاومة الأمير عبد القادر التي دامت سبعة عشر عاما كاملة ، ومن الأحداث التي تناولتها : الحروب الصليبية ، ودور الأمراء الفرنسيين فيها ، وغزو لويس التاسع لمصر ، وقصة أسره في المنصورة ، وغزوة لتونس ، وموته بها ، وقد استغرق ذلك ١٢٤ صفحة من المخطوط.

ثم تفرغ للحديث بالتفصيل كشاهد عيان ، عن أحداث مقاومة الأمير عبد القادر ، وجهاده وأحداثه وحروبه الواسعة ، والمكثفة ، واستطرد للحديث عن أعمال أبيه الحاج محمد المزري ودوره مع الأمير عبد القادر أولا ثم مع الفرنسيين ثانيا ، وعن دور عم أبيه مصطفى بن إسماعيل كذلك مع الأمير أولا ثم الفرنسيين ثانيا مثل أبيه ، واستعرض قصة تخليهما عن الأمير والتحاقهما بالجيش الفرنسي ، وتعرض للحديث بالتفصيل كذلك عن كيفية احتلال فرنسا لوهران ، والتفاف زعماء المخزن حول الشيخ محي الدين الغريسي الراشدي ، واتصالهم بسلطان المغرب عبد الرحمن بن هشام ، وعرضهم عليه أن يبايعوه سلطانا على المغرب الأوسط كذلك مقابل إمداده لهم بالدعم المادي للمقاومة ، وقبوله لذلك وإرساله ابن أخيه علي إلى تلمسان ، ثم تراجعه ، وقيامهم بالإلحاح على محي الدين لمبايعة ابنه عبد القادر أميرا للجهاد والمقاومة ، ومما قاله عن هذه المبايعة بالغمز واللمز : «وكان أول من مد يده فبايعه من هؤلاء

٢٦

السادة السيد الأعرج بن محمد بن فريحة من أولاد سيدي محمد بن يحيى ... ولما عقدوا له البيعة ... قال بعض علماء وأولياء الله بغريس سبحان الله هذه البيعة لا يستقيم لصاحبها حال ، ولا يهنأ له قرار ومنال ، ولا شفقة له ورحمة في الأعيان وغيرم من النساء والرجال وإنما هو سفاك للدماء ، وليس من السادات الرحماء لكون أول من بايعه اسمه الأعرج ، والمحل المبايع فيه اسمه الدردارة ، فلا ريب أن أيامه وأحكامه وأحواله عرجاء ولا تستقيم وإنما تبقى مدردارة ، وهلا كان اسم ومحل غير هذين من الأسماء التي يكون بها التعاون ولا تدل على الريب والبين ، قلت وكأنه أخذ في فراسته من قضية المبايعة للإمام سيدنا علي ابن أبي طالب ... لأن أول من بايعه سيدنا طلحة بن عبد الله أحد العشرة ... وكانت يده قد شلت في قضية أحد فيما اشتهر فقال حبيب بن ذؤيب ... إنا لله وإنا إليه راجعون ، وأول من بدأ بالمبايعة يد شلاء لا يتم هذا الأمر. ولما سمع الأمير الراشدي المقاتلة (كذا) أسرها في نفسه وأضمر الفتك بمن سيظفر به من علماء وأولياء غريس ، فكان بعد ذلك بينه وبينهم من العداوة الواضحة التغريس» (ص ٤٠٢).

وبعد هذا استطرد المؤلف للحديث عن المخزن ، وإحداث الدواير والزمالة واستسلامهم للفرنسيين وإمضائهم معهم معاهدة من ١٢ بندا لتنظيم العلاقة بينهم. وقد تحدث بتوسع عن مقاومة الأمير عبد القادر ومعاركه كما قلنا ، وذكر أحداث أسرى سيدي إبراهيم ، وعين تيموشنت وبلعباس وتلمسان ، ومعارك المقطع والهبرة ، وآرزيو ، ومستغانم ووهران ، ومسرقين ، وموقف سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام منه ، ومحاربته له ، ومقتل بلأحمر ، وبعثة البوحميدي إلى فاس ، وأسره وقتله بالسم ، وشرح بالتفصيل كذلك بعض خلفيات استسلام الأمير عبد القادر ومما قاله في هذا الصدد : «ولما رأى الأمير قلة جيشه صعد ليلا لبني يزناسن ، ومن الغد أخذ عياله وصار بمن معه في التردد هل يرجعون لناحية الدولة أو يذهبون على وجدة لناحية توات. وقد سدت عليه الدولة طرق المجاز وهو لا علم له بذلك ، ثم أسرع السير بقصد أن يأخذ أسفل الجبل ويصعد على وجدة ويذهب لصحراء المغرب إلى أن يصل إلى توات ، ويستريح من جميع المهالك ، فبينما هو سائر إذا به وجد نفسه قد دخل بعسة الدولة وكان

٢٧

في تلك العسة رجلان أحدهما يقال له محمد بن خوجة الزمالي والآخر يقال له أحمد بن حطاب الدايري ، وهما من أهل السياسة في الفعلة والقولة ، فاجتمعا به وعرفاه بأنفسهما وقالا له أيها الأمير أين تريد الذهاب ، فأخبرهما بالواقع ، فقالا له نحن لا طاقة لنا على إهلاكك ولا تسريحك للجواز بغير ارتياب ، ولكن الرأي عندنا الذي ندلك عليه هو أن تسلم نفسك للدولة وتكتب لهم بأنك رجعت لهم برضاك ونحن نضمن لك إن شاء الله تعالى أن لا يقع لك شيء وتريح نفسك من هذا التعب ونحن من تلامذتك فقد رأينا لأن لك مصلحة وتصير من أهل الراحة لا من أهل الوصب. فقال ، فوافقهما على ذلك وكتب لهما كتابا للجنرال لمنسيير (لامورسيير) يطلب فيه من الدولة الأمن والأمان ، فأخذ محمد بن خوجة الزمالي تلك الرسالة وذهب مسرعا لولد الرأي ، وأبي هراوة (لامورسيير) «ص ٥٠٨».

وقد ترجم المؤلف للأمير بعد استسلامه وتتبع مراحل حياته باختصار في فرنسا ، ودمشق الشام إلى أن توفي عام ١٨٨٣ م ، وأشاد به وبخصاله ، وأعماله ، وبعد ذلك ترجم لحياة نابوليون الثالث ، الحاكم الثالث والسبعون. من ملوك فرنسا ، وأشار إلى أحداث ثورة أولاد سيدي الشيخ باختصار ، وإلى زيارة نابوليون الثالث للجزائر عام ١٨٦٠ وعام ١٨٦٥ ، وأورد خطابه الذي ألقاه على السكان الجزائريين.

وختم هذا المقصد الرابع ، وهذه الدولة التاسعة ، باستعراض أسماء الحكام الفرنسيين الذين حكموا الجزائر إلى عهده وعددهم ٢٧ حاكما ، آخرهم ترمان الذي كان ما يزال يحكم تلك السنة عام ١٨٩٠ وأسماء الضباط الذين حكموا وهران وعمالتها وعددهم ١٤ حاكما لغاية عام ١٨٩٠ كذلك.

وذكر أن مساحة عمالة وهران ٩٧٢ ، ٥٧٢ ، ١١ هكتارا ، منها :

ـ ٩٧٢ ، ٩٧٩ ، ٢ ه‍ تخضع للحكم المدني.

ـ ٨٠٠ ، ٥٧٢ ، ٨ ه‍ تخضع للحكم العسكري.

وأن فرنسيي الجزائر ينقسمون إلى ثلاثة طوائف :

١ ـ الخاصة : وهم العسكريون ويتوزعون على سبعة أصناف أو طبقات :

٢٨

الكبلار : والمرسلوجي : والفسيان :(L\'officier).

والقبطان :(Le capitaine) والكماندات :(Le commandant) والكولونيل : (Le colonel)

. والجنرال (Le General) ).

٢ ـ العامة : وهم المدنيون ، وعبر عنهم بطبقة العمومي ، ويتوزعون إلى أربع طبقات:

المير :(Le Maire) والأدمنيستراتور :(L\'administrateur).

والسوبريفي :(Le sous ـ Prefet) والبريفي :(Le Prefet).

٣ ـ الشرعي : وعددهم أربعة :

الجوج :(Le Juge) ووكيل الدولة :(Procureur D\'etat).

والبريزيدان :(Le President) والبّروكيرو جينيرال :(Procureur General)) ).

وقد استغرق هذا العهد التاسع أو هذه الدولة التاسعة ٢٠٨ صفحة من المخطوط ، وهو ما يمثل ثلثي المخطوط كله : ويبدو أنه أراد أن يتقرب من السلطات الفرنسية بتوسعه في عهدهم وفترتهم ، وتاريخ بلادهم فرنسا ، فأقحم نفسه في موضوع ليس من تخصصه ، ولا شك أن أحدا من المتخصصين هو الذي زوده بالمعلومات التي صاغها في مخطوطه بأسلوبه هو ، أو أسلوب من كتب المخطوط كله.

ـ المقصد الخامس : في ذكر مخزنها وهو عين المراد ، واستغرق ٦٠ صفحة من المخطوط رغم أنه عين المراد كما ذكر المؤلف نفسه. وقد استعرض فيه المؤلف فرق المخزن والعائلات المخزنية بكثير من التفصيل وأورد شجرات

__________________

(١) الكلمة الأولى والثانية لم نفهم معناهما والباقي وضعنا أمام كل واحدة نصها الفرنسي الأصلي وترجماتها الحرفية : الضابط ، والقائد ، والمقدم ، العقيد ، واللواء.

(٢) الكلمات الفرنسية من وضعنا ومعناها على التوالي : شيخ البلدية ، والمحافظ ، ونائب الوالي ، والوالي ، والقاضي ، ووكيل الدولة ، والرئيس ، ووكيل الدولة العام.

٢٩

النسب لها ولفروعها ، وفرقها في الغرب الوهراني ، وذلك منذ عهد الأتراك حتى عهده هو أواخر القرن ١٩. وقد تتبع أصول هذه العائلات منذ القدم بالجزيرة العربية ، وخلال هجرة عرب بني هلال إلى هذه البلاد المغربية ، ووضح ذات الأصل العربي من غيره ، وتتبع تاريخ زعمائها من العهد التركي إلى عهده هو. وتأثر بابن خلدون في وضع شجرات نسب فرق وقبائل المخزن.

وقد عرف المزري المخزن بقوله : «إن المخزن هو الناصر للدولة كيفما كانت ، وحيثما وجدت وتملكت وباتت ، والنسبة إليه مخزني ، ومخازني ، مفرد المخازنية في تحقيق المباني وسمي بذلك لأنه يخزن بصدره ما يولمه إلى وقت الظفر وحصول الانتقام فيفعله بصاحبه وبه يلزمه ، وقد يطلق المخزن مجازا على دار الحاكم نفسها في المستبن ومنه قولهم إني ذاهب إلى دار المخزن».

ثم ذكر أن مخزن وهران على قسمين وهما : المخزن الشرقي والمخزن الغربي ، فالشرقي هو نجع المكاحلية ، وأولاد سيدي عربي ، وصبيح ، وأولاد العباس ، وغيرهم من أهل النواحي الشرقية من واد مينا إلى واد الشلف.

والغربي هو نجع الدواير ، والزمالة ، والغرابة ، والبرجية ، لا غير. فالدواير والبرجية إخوة يتناوبون الخدمة بينهما ويتداولونها وأصل الرياسة في الدواير للبحايثية ، وخلال عهد الأتراك صارت تدور بين ثلاثة فرق ومجموعات هي : البحايثية ، والكراطة ، والبناعدية. وصارت في عهد إيالة الدولة (الفرنسيس) للدوايرية ذات المحايثية. وهي نوبة بين هذه الفرق الأربعة بالترتيب ، ولو أن البحايثية هي أكثر الفرق التي تتولى رياسة المخزن.

وأصل الرياسة في البرجية نوبة بين فريقين في إيالة الترك وهما : النقايبية والبلاغة والزيانيون ، وفي عهد الأمير (عبد القادر) انتقلت لغيرهما ، ثم عادت لهما في عهد الفرنسيس مدة قبل أن تتمخض للنقايبية.

وينتمي البحايثية إلى أولاد المسعود من سويد ، وينحدرون من عرب بني هلال : المحال ، أو المطارف ، على خلاف في ذلك بين المؤرخين. وكان جدهم المسعود صاحب الرياسة على سويد خلال عهد بني مرين وبني زيان ، وتوارث أبناؤه الرياسة أبا عن جد خاصة في عهد الأتراك العثمانيين.

٣٠

وينقسم البحثاويون أولاد البشير البحثاوي إلى أربع طبقات :

الطبقة الأولى : أولاد إسماعيل البحثاوي ، وعددهم سبعة أخوة هم : قدور الكبير ، وعثمان ، وقدور الصغير ، ومصطفى ، وعدة ، ومحمد ، والحاج بلحضري. وقدور الكبير هو والد الحاج محمد المزري والد المؤلف بن عودة المزري.

الطبقة الثانية : أولا عدة بلبشير ، وعددهم ستة أخوة ذكورهم : علي ومنصور ، وقدور ، وأعمر ، والحاج محمد ، والبرادعي الكبير.

الطبقة الثالثة : أولاد يوسف بلبشير ، الذي تولى قيادة الدواير على عهد الأتراك ، وخلف ولدين هما : عدة ، وعلي.

الطبقة الرابعة : أولاد الموفق بلبشير البحثاوي.

أما الكراطة : فهم أولاد الشريف الكرطي ، واسمه عبد الله بن عبد الرزاق التلاوي القرطي من شرفاء الراشدية بمدينة الكرط إحدى مدن غريس الغربي.

أما البناعدية : فنسبة إلى جدهم بن عدة بن خدة المنحدر من ذرية الشيخ السنوسي ، وأصلهم من أجواد واد الحمام ، من أجواد الحشم.

وأما الدوايدية : فأصلهم من هبرة ، وكان أبوهم داوود وكيلا على آغا عثمان بن إسماعيل البحثاوي بهبرة ، ومنهم الكولونيل بن داود.

وأما البرجية : فإن الرياسة فيهم انحصرت في النقايبية ، والبلاغة.

فالنقايبية : ينحدر جدهم من قبيلة خلافة ، وهم أبناء عم الأمير عبد القادر يجتمعون معه في الجد أحمد بن عبد القادر الشهير بابن خدة ، وسموا بالنقايبية نسبة إلى محمد أبي نقاب.

والبلاغة : نسبة إلى جدهم أعمر البلغي الزياني.

وفيما يخص الزمالة والغرابة : فهم فريق صغير ، وأخوة متناصرون. وقد اختصت الزمالة بتولية مناصب : الآغا ، والقايد ، على القسمة ، والعرش ، وانحصرت الرياسة في ثمانية أعراش منها وهي :

٣١

١ ـ المخاليف : نسبة إلى جدهم مخلوف ، وأصلهم من بني زروال.

٢ ـ القدادرة : نسبة إلى جدهم قدور بن علي بن الحبوشي ، وهم أخوة للعلايمية.

٣ ـ القرايدية : ويقال لهم المعايزية ، نسبة إلى جدهم قرادة أو إلى أحمد أبي معزة بن الحبوشي والد قرادة ، وهم أخوة للقدادرة والعلايمية.

٤ ـ الوراردية : نسبة إلى جدهم وارد الذي ينحدرون منه.

٥ ـ المخاترة : ويقال لهم الزوابيرية ، نسبة لجدهم القريب المختار ، ولجدهم البعيد الزبير ، ويقال لهم أيضا أولاد يحيى بالزبير.

٦ ـ الونازرة : نسبة إلى جدهم ونزار الذي جاء على ما قيل من الساقية الحمراء.

٧ ـ اليساسفة : نسبة إلى جدهم يوسف.

٨ ـ الشوايلية : نسبة إلى جدهم أو جدتهم شايلة ، وهم من الحشم بغريس.

وأما الغرابة : فإنهم عرش ملتقط كالزمالة والدواير. ويطلق لفظ العبيد على الدوار ، وقد انقسم عرش الغرابة إلى عرشين : غربي ، وشرقي ، وانحصرت الرياسة في عرش الغرابة في ثمانية فروع هي :

١ ـ الوراردة : نسبة لجدهم موسى بن وارد.

٢ ـ العلايمية : نسبة لجدهم أبي علام بلحبوش ، من منطقة تافيلالت.

٣ ـ الخدايمية : نسبة إلى جدهم أبي خادم.

٤ ـ الوناونية : نسبة لجدهم ونان ابن العبد من أهل غريس.

٥ ـ السهايلية : نسبة لجدهم سهلية (أو محمد بن شاعة).

٦ ـ المحاميد : نسبة لجدهم محمود بالحشم الشراقة ، وأصلهم من حميان.

٧ ـ الرفافسة : نسبة لجدهم الرفاس من أولاد عوف.

٨ ـ العوايلية : ويقال لهم أولاد بن عوالي نسبة لجدهم بن عوالي ، أو جدتهم عوالي ، وهم من جبال عمور بشمال الصحراء.

٣٢

بعض الملاحظات حول محتوى المخطوط

ذلك هو ملخص شكل ومحتوى مخطوط : طلوع سعد السعود في أخبار وهران ومخزنها الأسود ، لمؤلفه الآغا بن عودة المزاري ، ومن خلاله نخرج بالملاحظات والنتائج التالية :

أولا : ليس هناك توازن بين مقاصده الخمسة التي هي أقسام له. فالأربعة مقاصد من ضمن الخمسة لا تحتل سوى سدس المخطوط ، وبالضبط سبعة وتسعون صفحة ، بينما المقصد الباقي يحتل خمسة أسداسه ، وبالتفصيل : المقصد الأول يحتل ثماني صفحات ، والثاني عشرين ، والثالث تسعا ، والرابع أربعمائة وستة وثمانين صفحة (٤٨٦) والخامس تسعة وخمسين.

ومرد ذلك يعود إلى أن المؤلف اتبع وسلك أسلوب وطريقة الأقدمين في التأليف ، فحاول أن يتحدث عن كل شيء ، وأكثر من الحشو والاستطرادات ، بشكل كبير وواسع ، وأخرجه عن الموضوع الذي حدده لنفسه ، وجعله يتيه في موضوعات بعيدة عن موضوعه ، خاصة في المقصد الرابع الذي يمتد عبر فترة زمنية طويلة على مدى ثلاثة عشر قرنا والذي جعله يترك تاريخ وهران جانبا ، ويؤرخ لمعظم الدول الإسلامية بالمغرب والأندلس والبلاد العثمانية بالمشرق ، ولبلادي فرنسا واسبانيا.

ثانيا : ليست كل المعلومات التي جاء بها المؤلف في المخطوط صحيحه ، خاصة عندما يؤرخ لبلدان أوربية كفرنسا ، واسبانيا ، وبلدان شرقية كالدولة العثمانية ، أو عندما يتحدث عن المعلومات الجغرافية ، للقارات وبعض البلدان الأوربية ، فرغم سعة المعلومات التي سردها في مخطوطه الضخم الذي يقع في ٥٨٢ صفحة ، إلا أنه اعتمد على السرد ، والنقول الكثيرة من مصادر متعددة ومتنوعة نثرية ، وشعرية ، لكل ما هب ودب ، ونادرا ما يدلي برأيه أو يعارض رأي غيره.

ثالثا : لغة المخطوط سهلة ، وبسيطة ، ولكنها كثيرة الأخطاء والأغلاط اللغوية ، وفي قواعد النحو ، والصرف ، والرسم ، والبلاغة ، ويطغى عليها السجع الممل غير البلاغي ، وغير السليم من الأخطاء في اللغة والقواعد ، والذي لا

٣٣

يهدف إلا إلى الملائمة فقط بين خواتم الجمل والفقرات ، والكلمات ، ولو على حساب قواعد اللغة ، والرسم والبلاغة. وقد استعمل هذا السجع حتى في اسمه في صدر الصفحة الأولى من المخطوط حيث قال : «يقول العبد الضعيف الراجي عفو ربه وغفران سائر المساوي ، أبو إسماعيل ابن عودة الساري بن الحاج محمد المزري البحثاوي ، آمنه الله بمنه وكرمه ، ولطفه ، آمين ، آمين ، آمين ، آمين».

وأشرنا إلى بعضها فقط بكلمة : كذا بين قوسين. وأهملنا الباقي لكثرته.

رابعا : اعتمد المؤلف على مصادر عديدة تفوق الخمسين ، نثرية تاريخية ، وشعرية أدبية ، بعضها عامة ، وأغلبها متخصصة ، ولكنه لا يشير إلى الصفحات ، أو الفصول ، أو الأبواب ، ما عدا في كتاب دليل الحيران. وأكثر نقوله من كتب أبي رأس المعسكري ، ومن كتاب دليل الحيران لشيخه محمد بن يوسف الزياني ، واعتماده على هذه المصادر تم على ستة أشكال وطرق.

ـ الطريقة الأولى : يذكر فيها اسم المؤلف واسم كتابه بالكامل مثل :

عبد الرحمن بن خلدون في كتاب العبر.

يحيى بن خلدون في بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد.

ابن رشيق في ميزان العقل.

البكري في المغرب في ذكر بلاد إفريقيا والمغرب.

ابن أبي زرع في روض القرطاس.

لسان الدين بن الخطيب في رقم الحلل.

ابن رشيق في ميزان العقل.

ابن أبي دينار في المؤنس في أخبار إفريقيا وتونس.

التنسي في نظم الدر العقيان في شرف بني زيان.

أبو الفوز السويدي في سبائك الذهب.

أبو محمد صالح في الأنيس المطرب بروض القرطاس.

ابن هشام في التيجان.

اليفريني في نزهة الحادي.

ابن خلكان في وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان.

٣٤

محمد بن يوسف الزياني في دليل الحيران وأنس السهران وفي أخبار مدينة وهران.

أبو إسحاق الشاطبي في الجمان.

القسطلاني على شرح البخاري.

ابن بطوطة في تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار.

أحمد بن عبد الرحمن البوشيخي الشقراني في القول الأوسط في بعض من حل بالمغرب الأوسط.

أبو راس المعسكري :

أ ـ عجائب الأسفار.

ب ـ عجائب الأخبار.

ج ـ الخبر المعرب.

د ـ الشماريخ.

ه ـ الحلل السندسية أو نفيسة الجمان.

و ـ روضة السلوان.

ـ الطريقة الثانية : يذكر فيها اسم الكتاب فقط دون الإشارة إلى مؤلفه مثل : صحيح الحكاية المؤذنة للنصارى بالنكاية.

در الأعيان في أخبار مدينة وهران.

بهجة الناظرين وآية المستدلين.

أنيس الغريب والمسافر.

المجسيطي.

ـ الطريق الثالثة : يذكر فيها اسم المؤلف مضاف إلى تاريخه هكذا :

الغازي بن قيس في تاريخه.

اليافعي في تاريخه.

أبو فارس في أرجوزته.

عبد الرزاق بن أحمادوش الجزائري في تاريخه.

ابن سعيد المغربي في تاريخه.

٣٥

أبو الفداء الحموي في مختصره.

عبد الرحمن الجامعي في رجز الحلفاوي.

ـ الطريقة الرابعة : يذكر فيها اسم الكتاب مسبوقا بكلمة صاحب هكذا :

صاحب أثمد الأبصار.

صاحب القرطاس.

صاحب الجغرافية.

صاحب الخميس.

صاحب الخريدة.

ـ الطريقة الخامسة : يذكر فيها اسم المؤلف فقط مثل :

الرشاطي ـ الصفدي ـ القلصادي ـ ابن رزقون ـ ابن مطروح ـ ابن نحيل ـ الشيخ المشرفي ـ الشبراملسي.

ـ وهناك طريقة سادسة : لا يذكر فيها اسم المؤلف ولا كتابه وإنما يقول : قال بعضهم ، أو قال بعض مؤرخي النصارى. وهذا كله في القسم الأول من المخطوط لغاية صفحة ١٧٦ تقريبا. أما بعد ذلك ولغاية نهاية التأليف فإنه أهمل كل هذه الطرق والأشكال وأصبح يستعمل فقط الكلمات التالية : قيل ، يقال ، قال ، يحكى.

أما عندما يستشهد بالأشعار فإنه يذكر أصحابها دائما.

خامسا : ومع كل هذا فإن المخطوط يكتسي أهمية كبيرة من كذا وجه :

أ ـ في المخطوط تراجم وقوائم لعدد كبير من الشخصيات العلمية والدينية الصوفية ، اشتهرت بهم وهران سواء ممن أنجبتهم ، أو عاشوا وتوطنوا بها ، حتى أصبحوا من أهلها ، من القرن الثالث الهجري إلى زمن المؤلف في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ، ومطلع القرن الرابع عشر الهجري ، وجمع هذا الحشد من تراجم العلماء والأولياء في مخطوط واحد قلما توجد في غيره ما عدا في دليل الحيران ، وذلك طبعا بالنسبة لوهران ، وليس لغيرها ، ولو أن كل المعلومات نقلها عن شيخه الزياني في دليل الحيران كما اعترف هو بذلك.

٣٦

ب ـ وفي المخطوط تفاصيل واسعة ومهمة عن مقاومة الأمير عبد القادر من أولها إلى نهايتها ، أوردها المؤلف كشاهد عيان لها تدخل في إطار المذكرات والتقاييد الشخصية له ، وهذه التفاصيل تتيح لنا قراءة جديدة لجهاد الأمير ، ومواقفه السياسية ، ومعاركه العسكرية وسلوكه مع رفاقه ، ومواقف رجال المخزن منه ، ومنهم : المزاري نفسه وأبوه الحاج محمد المزري ، وعمه مصطفى بن إسماعيل ، والدواير ، والزمالة ، والحشم ، والعلماء ، والتجار ، واليهود. ومواقف الفرنسيين منه ومن العائلات المخزنية والقاعدة الشعبية. إن هذا القسم سيقدم أشياء جديدة للمكتبة التاريخية الجزائرية الحديثة ، ويعطي تفاصيل جديدة ، وتقيما جديدا لكفاح وجهاد الأمير عبد القادر. وهذا مما يعطي الأهمية لهذا المخطوط ، مع الملاحظة أنه ليس من اللازم أن تكون كل المعلومات التي يقدمها لنا المزاري صحيحة خاصة وأنه في النهاية أصبح خصما للأمير ، وصديقا للفرنسيين إن لم يكن عميلا لهم.

ج ـ يكتسي المقصد الخامس والأخير أهمية خاصة لأنه أرخ فيه لفرق وقبائل المخزن بالناحية الغربية من عهد الأتراك إلى زمانه وأورد تفاصيل واسعة عن أنسابها ، وأصولها ، ووظائفها ، وسلطاتها ، ونفوذها ، وأدوارها سواء مع الأتراك ، أو مع الأمير عبد القادر ، أو مع فرنسا ، وقد تأثر فيه بأسلوب ابن خلدون في وضع شجرات الأنساب.

إن هذا المقصد ، بأحداثه وتفاصيله الواسعة ، يمثل درة المخطوط ويسمح بالقيام بدراسات واستنتجات هامة للحياة الاجتماعية ، والسياسية والاقتصادية ، والعسكرية ، ويكشف في الوقت نفسه على مدى سعة اطلاع المؤلف ، وحسن استيعابه للأحداث والتطورات السياسية والاجتماعية لهذه البلاد خاصة بايليك الغرب الوهراني منه ، هذا كله إن صح أن المخطوط من تأليفه هو.

د ـ كذلك يكتسي المخطوط أهمية خاصة بالنسبة للقسم الذي أرخ فيه لبايليك الغرب وباياته منذ أن ظهر البايليك في مطلع القرن السادس عشر إلى سقوطه عام ١٨٣١ م ، وللأحداث التي تخللت ذلك مثل دور رجال وقبائل

٣٧

المخزن ، وسياسة البايات ، وثورة درقاوة ، وثورة التيجاني ، وأجهزة البايليك ، وتنظيماته الإدارية ، والاقتصادية ومواقف السكان من الحكام.

وفوق هذا كله يعتبر هذا المخطوط موسوعة بحاله لأحداث كثيرة ومتنوعة : تاريخية ، وجغرافية ، واجتماعية ، واقتصادية ، وسياسية وعسكرية ، ليس فقط بالنسبة لوهران والجزائر ، وإنما لكل بلدان المغرب ، والأندلس ، والمشرق العربي الإسلامي ، وأوربا ، وإفريقيا وآسيا ، وأمريكا ، والجزر الأوقيانية. وهذا بقطع النظر عن صحة المعلومات وجدتها ، فهذا موضوع آخر متروك للباحثين والمحققين. ومرتبط كذلك بشخصية المؤلف نفسه ومستوى ثقافته ، والفترة الزمنية التي أنجزه فيها. كل هذه الأمور والجوانب تتدخل في ذلك.

ه ـ في المخطوط مجموعة كبيرة من القطع والقصائد الشعرية الطويلة والقصيرة ، الفصيحة والملحونة. تتخله من أوله إلى آخره. أقصرها بيتان ، وأطولها ١١٨ بيتا. ويوردها المؤلف للاستشهاد على حادث من الأحداث ، أو تدعيم. رأي أو توضيح مقولة ، أو تفنيدها ، طبعا نقلا من غيره خاصة دليل الحيران. وكتب أبي راس.

هل مخطوط طلوع سعد السعود

من تأليف المزاري؟

هذا سؤال كبير ، وتساول ، كان مطروحا منذ مطلع القرن الحالي ولربما كان مطروحا في حياة بن عودة المزاري نفسه أواخر القرن التاسع عشر. وهناك خلفيات ، وحيثيات كثيرة فرضت إطلاق هذا السؤال ، وذلك التساول ، يمكن بعد التعرف عليها واستعراضها ، التوصل إلى جواب قد يكون صحيحا مائة في المائة.

وسنوجز هذه الخلفيات والحيثيات في محورين اثنين :

المحور الأول : يتمثل في الإشاعات التي نقلها لنا مارسيل بودان عام ١٩٢٤ ، ولخصها في الأمور التالية :

٣٨

أولا : شاع في أوساط المتعلمين الأهالي بمدينة وهران بأن كتاب طلوع سعد السعود في الحقيقة ، والواقع ، هو عمل سي محمد بن يوسف الزياني الذي أرغم على التنازل عنه مقابل «وظيفة قاضي» لأسباب خارجة هنا عن الموضوع ، واستقبل من طرف عائلة المزاري ، وخدم الأخير كمعلم له.

ثانيا : ومن رأي هؤلاء المتعلمين أن ابن عودة المزاري ، رجل السيف والبارود (أي الحرب) ، وليس رجل القلم والسجادة ، ولا يقدر بواسطة الدروس التي تلقاها عن شيخه محمد بن يوسف الزياني ، أن يؤلف كتابا تاريخيا ، وليس بإمكانه ذلك.

ثالثا : إن مخطوط طلوع سعد السعود ، مقتبس ، ومنقول غالبا من مخطوط عن تاريخ وهران بعنوان : دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران. وهذا المخطوط مؤلفه معروف بالتحديد وهو محمد بن يوسف الزياني ولكنه لم يكن قد رؤي إطلاقا. وافترض البعض أن سي محمد بن يوسف الزياني أعطى اسما جديدا لمؤلفه التاريخي ، وذلك مما منح الحق للمزاري ، وسمح له أن يقول بأنه هو المؤلف لمخطوط : طلوع سعد السعود.

ومما ذكره مارسيل بودان في تقييمه لمخطوط طلوع سعد السعود قوله : «مهما يكن مؤلف طلوع سعد السعود ، فمما لا شك فيه أنه تابع لعائلة آغوية من الدواير ، أو كان يعيش في وسطها لأنه استطاع أن يقدم لنا فيه معلومات مهمة حول أحداث تخص حكومة الداي حسين ، ثم إن طلوع سعد السعود يقدم معلومات مفصلة جديدة غير معروفة ، أو يكمل ، أو يصحح ، معلومات كانت معروفة من قبل.

«وعلى العكس في بعض الأحيان يسكت إطلاقا عن بعض الأحداث مثل قيام الباي حسن بقتل صهره الخاص مصطفى تشورمي : Tcheurmi وأحيانا يشرح بكيفية سيئة سكوته عن حدث كان بإمكانه أن يوضحه ويعدله ، حتى في بلاد الإسلام ، حيث حوادث عائلته حصلت بكيفية متواترة».

«وطريقة المؤلف في التأليف واضحة ، وسريعة السرد ، عن طريق السجع.

٣٩

يتوسع أحيانا ، ويفصل أحيانا ، ويستعمل أحيانا ألفاظا وجملا لا معنى لها اطلاقا سوى كونها تتلاءم مع السجع» (١).

المحور الثاني : يتمثل في المقارنة بين كتاب : دليل الحيران للزياني ، وطلوع سعد السعود للمزاري فيما يخص : المخطط ، والعناوين والأقسام ، والترتيب ، والمحتوى. وهذه المقارنة هي التي ستكشف لنا الحقيقة ، وأكاد أجزم أنها ستقدم لنا الجواب الصحيح.

المقارنة بين دليل الحيران وطلوع سعد السعود

فيما يلي هذه المقارنة مع العلم بأن كتاب دليل الحيران الذي اعتمدناه في هذه المقارنة ، هي النسخة التي حققها ونشرها الشيخ المهدي البو عبدللي البطيوي ، وليس المخطوط نفسه. وهي نسخة مبتورة في الوسط ، وفي الأخير ، ولكنها مع ذلك صالحة للمقارنة كما سنرى :

ـ قسم محمد بن يوسف الزياني كتابه : دليل الحيران وأنيس السهران في أخبار مدينة وهران إلى أربعة فصول :

الأول : في التعريف بوهران.

الثاني : في ذكر من اختطها وأي وقت ولماذا سميت بوهران.

الثالث : في ذكر بعض علمائها وأوليائها ومن جلب لها الماء إلى أن صارت مورد ضمآن.

الرابع : في ذكر من ملكها من حين اختطت إلى هذا الزمان.

ـ وقسم بن عودة المزاري كتابه : طلوع سعد السعود في أخبار وهران ومخزنها الأسود إلى خمسة مقاصد :

الأول : في من بنى وهران وأي وقت بنيت فيه ووصفها بالتعريف.

__________________

(١) MARCEL BODIN : lA BREVE Chronique du bey hassan. EXTRAITE et TRADUITE de la Tal\'AT ـ OS ـ SA\'D ـ IS ـ SO\'OUD. de MAZARI. societe de geographie et d\'archeologie d\'Oran. T. XLIV. I ٤٢٩. P. ٣٢. ٥٢.

٤٠